المنتدى :
الارشيف
تعالوو شوفووو المراهقة الاعلامية
- المراهقة، طبيعي أن يتسم بها كل من زيف الحقائق، وضلل الرأي العام، وبالغ في أوجه القصور، وضخَّم من حجم الإنجازات. (المراهقة الإعلامية) سمة من يتجرأ على الثوابت في سبيل المادة أو يشارك في مشهد كوميدي يرضي به ذائقة دهماء الناس،
والسذج منهم على وجه الخصوص. ما يزيفه الإعلام لا يعدو كونه زبداً يذهب غثاءً، أو لنقل من سقط المتاع الذي لا خير فيه، حتى وإن انطلت مشاهده وأكاذيبه فترة من الزمن.
- المراهق الإعلامي ذاته رخيصة أمام الآخرين، وقيمه هشة، وأهدافه في حياته ومجال عمله
غير واضحة، بل ربما لا توجد؛ لأن بعضهم ينساق خلف شبهات أو شهوات لا يضعها على محك العقل وميزانه قبل عرضها وتقديمها للمجتمع والعالم.
- المراهق الإعلامي لا يفهم من مدلولات الحرية، والتقدمية، والليبرالية سوى ألفاظها، وهو في الغالب تحت مشيئة الناس لا مشيئة نفسه.
- وجملة القول في هذا المقال: إن المراهقة الإعلامية خطيرة بكل المقاييس، وتتعاظم خطورته
ا إذا اتخذها بعض المسؤولين منهجاً، وارتضاها مسلكاً، فقد يرسم من خلال هذا المسار صورة غير صادقة يخدع بها نفسه أولاً، ويضلل بعض فئات المجتمع ثانياً، وبالتالي تضطرب الصورة، ولا تصل
على حقيقته إلى من يهمهم الأمر؛ إلى ولاة الأمور. كثير من الإعلاميين والمتعاطين معهم عرس
المرء وجنازته عندهم سواء؛ لأنهم يتعاطون معه على قدر المصيبة والعطية، والغاية والوسيلة.
وليس العظيم من عظَّمه الإعلام، فالشهرة الكاذبة تزول؛ لأن المرء يذهب ما قيل فيه، ويبقى م
ا قال أو عمل. هذه رسالتي إلى الذين لا يزالون بيننا يزمِّرون ويطبِّلون، ويرغون ويزبدون، وكل
ما طرحوه ذهب أو سيذهب في مهب الريح.
|