المنتدى :
الحوار الجاد
برمودا .. وبودي ستوماك .. وشبشب مديحة
جامعة القاهرة 1986
تدق ساعة الجامعة الشهيرة معلنة تمام الثالثة عصرا، يخرج د."أنور" من قاعة المحاضرات، وقد انتهى الوقت المخصص له، ويبدأ الطلاب في التزاحم حول الباب في نظام واضح ليخرجوا خلفه، "ليلى" هذه الطالبة الشطورة الناجحة، تقف محتضنة كشكول المحاضرات، وهي ترتدي ملابس "أنثوية" رقيقة تليق بـ"بنوتة".. جيب رمادي طويل واسع مربوط عليه حزام أسود عريض، وفوقه "بلوزة" بيضاء فضفاضة، وإلى جوارها يسير "أشرف".. مجدع ورجولة وشباب برضه.. يرتدي هو الآخر ملابس تليق بشاب جامعي.. بنطلون أزرق وقميص كاروه.. حاجة ظريفة يعني يميل على "ليلى" بابتسامة خفيفة وهو يقول:
"نهارك سعيد"!
تومئ هي برأسها وتبتسم بدورها ابتسامة خفيفة وهي ترد:
"نهارك سعيد"!
يخرجان من القاعة وهما يتناقشان فيما ورد في المحاضرة، وينتظران الأتوبيس معا لفترة، حتى يأتي الأتوبيس الذي تستقله "ليلى" إلى منزلها.. "باي باي" متبادلة.. تركب "ليلى" الأتوبيس.. وينتظر "أشرف" أتوبيسه حتى إذا ما أتى.. "تشعبط" في الرفرف ليوفر ثمن التذكرة!
جامعة القاهرة- 2008
ينطلق صوت "هيفاء وهبي" من الموبايل وهي تغني "مش قادرة أستنى.. تيرارارا!" ليدوي في قاعة المحاضرات ،فينتبه د."أنور" لما جرى، ويحدد بدقة الجهة التي خرج منها الصوت، وبعد التهديد والوعيد، يعترف "أشرف" بأن التليفون تليفونه:
"معلش يا دكتور أصل كنت ضابط الموبايل يرن ع الساعة 3 الفجر عشان أصحى أذاكر فضرب الساعة 3 العصر.. سوري بجد!"
- "وظابطه على هيفاء وهبي ليه يا أستاذ"
- "ما هي الوحيدة اللي بأصحى لما أسمع صوتها يادكتور"!
تضج القاعة بالضحك، فيقرر د."أنور" إنهاء المحاضرة وهو مستاء، وقبل أن يخرج، يتزاحم الطلاب على باب القاعة في "فوضى" ويدفع كل واحد منهم هذا أو "هذه" من زملائه وهم يهتفون "مرواح مرواح"!، تميل "ليلى" على "أشرف"، لتتندر معه على ما حدث قبل أن تسأله:
"إيه رأيك بقى في الطقم الجديد بتاعي"؟
ينظر "أشرف" إلى ملابسها.. بنطلون برمودا ضيق، وتي شيرت قصير خفيف ذو فتحة كبيرة من أعلى وحزام ضخم غليظ يتدلى نصفه على الأرض.. يهتف :
"واو.. تحفة بجد.. شفتي بقى الطقم الجديد بتاعي".
تنظر "ليلى" إلى ملابسه.. بنظلون جنيز مقطوع من أكثر من جزء... وبلوزة "كت" فوق تي شيرت نص كم!، والحلو "شبشب أبو صباع" في القدم!
"يجنن يا "أشرف".. ظبتطه كده إزاي"
"خبرة يا بنتي.. خبرة.. لعلمك الشبشب ده بـ150 جنيه.. أمال، ده بلاستيك طبيعي! احكي لي بقى عاملة إيه مع الواد بتاعك"
"ده مغلبني.. شوف ياسيدي...................."
لو سمحت ممكن تركز شوية على الملابس اللي بيرتديها طلاب الجامعة زمان ودلوقت..
أيوه غش من فوق مافيش مشاكل
خدت بالك.. عملت مقارنة؟
إيه الفارق بقى؟
كبييييييييير قوي
قبل ما تتصور إننا في "ليلاس" ناس جايين من زمن الأبيض والأسود و"نهارك سعيد" و"عمت مساء يا صاحِ"!
خلينا نأكد لك إننا مع كل أشكال العصرية والتطور.. وأكبر دليل على كده إننا موقع على الإنترنت.. مش مجلة محفورة على الصخر والمعابد وأوراق البردي!
وطالما اتفقنا على كده –أيوة اتفقنا-..
خلينا نسألك سؤال في الصميم
شايف أنت ملابس الطلاب في الجامعة "ولاد على بنات.. وبنات على ولاد".. م الآخر يعني.. تنفع؟!
مناسبة يعني لحاجة كده بيسموها "قداسة الحرم الجامعي" و"أهمية العلم"؟
لاحظ إن التطور- بلاش تتطور خليها تغير- في ملابس الطلاب في الجامعة صاحبه تغير في السلوكيات.. "بص تاني على الجامعة سنة 68 والجامعة سنة 2008"..
والتغير أمر طبيعي ولازم يحصل.. بس أنت شايف إن التطور في تعامل الطلاب – من ناحية الملابس- مع الجامعة إلى الأفضل أم إلى الأسوأ؟
يعني لما بنت تكون رايحة الجامعة.. -رايحة تتعلم بالمناسبة مش أي حاجة تانية!- ولابسة "بدي استومك" أو "برمودا" أو "جيب فوق الركبة" أو "بلوزة كت" أو "بنطلون جينز ضيق ماتعرفش لو لبسته هتقعله إزاي"،.. يبقى ده اسمه إيه ولا مؤاخذة؟ ويا سلام بقى على بنات بيلبسوا اللبس ده وهم كمان "محجبات".. ده على اعتبار إن شعرها هو اللي عورة ولازم يتغطى أما الباقي فـ"حلال"!
نفس الكلام مع الولاد..
تلاقي الواحد من دول "طول بعرض بارتفاع" ولابس بنطلون ولا مؤاخذة "ساقط" يعني مش على بعضه خالص، وممكن البنطلون يكون متقطع أو – عفوا- "وسخ" ويضحك ويقول لك "ده ديرتي.. موضة يا جاهل"!.. وممكن كمان تلاقيه رايح الجامعة بشبشب "مديحة" ويقنعك إن دي الموضة في "بورتريكو" وإنك جاهل عشان ما بتسافرش كتير هناك!
ده برضه اسمه إيه؟
هتقول ده بيحصل في جامعات أوربا وأمريكا
ماشي ياسيدي مش هنختلف..
بس أولا.. احنا في مصر مش في أمريكا..
ثانيا.. كل مجتمع وله تقاليده وقيمه.. والعلم عندنا له- أو المفترض يكون له- "هيبة" و"احترام".. يعني لا يصح أن تستقبل العلم وبنطلونك واقع على الأرض أو وأنت لابسة "بادي ستومك على هوت برمودا"!..
ثالثا.. الجامعة – أي جامعة- في مصر لها خصوصيتها.. يعني اللي عاوز يلبس "مديحة" نفسها مش شبشبها واللي عايزة تعمل عرض أزياء لـ"ميني جيب المحجبات" أو "ذا بيست بادي ستومك".. يعمل كل اللي عايزه بره الجامعة حضرتك مش جواها.. محدش هيقول له حاجة.. دي حريته الشخصية.. مالنالش دعوة إحنا لكن في الجامعة "ستوب بقى.. إشارة حمرا"
تفتكر إحنا مزودينها حبتين ولا كلامنا صح؟
وفي رأيك..
إيه السبب اللي مخلي كتير من الطلاب والطالبات
يتعمدوا يلبسوا ملابس "غريبة" و"شاذة"
وهما رايحين المحاضرات؟
هل ده تطور طبيعي لازم نتقبله
ولا تحول إلى "الأوحش" لازم نغيره؟
مستنيكم
منقووووووووووول
التعديل الأخير تم بواسطة Metvirus ; 17-05-08 الساعة 06:41 PM
|