كاتب الموضوع :
أمـ مجروح ـل
المنتدى :
القصص المكتمله
فــي الستشفى .. وافي ودلال يمشون في الممر متجهين لغرفة هيام ..
وافي وعيونه على اخر الممر وبتسائل : ليه خالها ضربها
دلال والافكار تتزاحم براسها : مدري والله يا وافي .. بس خالها هذا فيه حاله نفسيه وعصبي ويشرب وكـ
قاطعها وافي (وقف والتفت على دلال ) : طيب هذي ما عندها ابو او خوان
وقفت دلال ولتفتت عليه : لا ابوها متوفي واخوها بعد وعايشه مع امها
وافي بتسائل : طيب كيف عايشين
دلال وهي تكمل مشي : هي تشتغل بالمشغل وامها تبيع في البيت
وافي مشى جنب دلال وفي باله تتركب صور لحياة هيام ..وكيف عايشه بدون اب واخ يحميها .. كيف تعالج مشاكلها .. ويتسائل عن نوعيت الصداقه الي تجمعها بدلال واضح ان دلال تعزها حيل ولا كان ما خافت عليها وجات لها
فــي الجهه المقابله من الممر .. كان يمشي طلال مع انفال ..
طلال بهتمام : قلت لي كم رقم الغرفه
انفال : 215 .. ( سكتت شوي وكملت بتنهيده خفيفه ) حسبي الله عليه الظلام .. والله انها ذاقت المر منه
طلال : ليه خالها كل يضربها
انفال بضيقه : ايوه .. بس هذي اول مره يسدحها بالمستشفى
طلال بعد تفكير : طيب ما تدرين ليه ضربها .. يعني يمكن ( سكت لانه ما يدري كيف يقولها لانفال )
انفال وعينها على دلال الي كانت جايه من الجهه المقابله : هذي دلال مع خطيبها وصلنا مع بعض
رفع عينه بسرعه وناظر دلال الي تمشي جنب وافي ..ووقفو عند الباب (يالله هذي هي دلال )
وافي لما شاف طلال تفاجأ .. وتضايق من نظراته لدلال .. عطاه نظره حاده ..وخر عيونه عن دلال (يعني لو ما وخرها كان تعارك معه ) دخلت دلال وانفال الغرفه عند هيام .. وظل وافي وطلال برى .. كل واحد كان واقف بجهه .. وافي ما ستلطف طلال بالمره .. وطلال تذكر موقفه مع وافي بالمستشفى وتذكر كلام دلال .. (والله الدنيا غريبه الحين هذا صار خطيبها ) قعد طلال على الكرسي .. وعيونه على باب الغرفه ..التفت جهة الممر لما سمع صوت خطوات ثقيله متجه لهم .. وقف لما شاف الشرطي قرب منهم ..
الشرطي ويناظر طلال وافي .. وبملامح جامده : انت وش علاقتكم بالمريضه الي داخل حسب المعلومات الي عندي ان ما عندها اخوان ولا عندها عيال عم او خال
كان وافي بقول ان مالهم علاقه بس اسبقه طلال وقال : نقرب لها خير يا شرطي بقيت شيء
الشرطي : كان ودي ادخل اسألها كم سؤال بخصوص خالها .. هي عندها احد
طلال بهتمام : أي عندها زوار .. (سكت شوي بعدين كمل ) وش صار على خالها
الشرطي : هو موقف عندنا .. ولما حققنا معه عن اسباب ضربه للمريضه قال انها كانت طالعه مع شخص غريب .. وما رجعت الا نص الليل .. وانا جاي اسألها بخصوص هذا الموضوع على العموم انا ماشي الحين وبرجع لها بوقت ثاني .. مع السلامه
طلال وعيونه مثبته على الشرطي الي مشى عنهم : الله يسلمك .. ( معقوله يكون فيصل ) ؟؟
ما يدري ليه يحس ان فيصل له علاقه بالصار لهيام وان هو الي كانت طالعه معه .. وخاصه ان حسب معلوماته الاخيره عنهم انهم يلتقون .. ما وده يدخل بالسالفه بس فيه فضول يبي يعرف اذا فيصل له علاقه ولا .. طلع جواله من جيب الثوب .. وبحث عن رقم فيصل ..ودق عليه .. بعد الرنه الرابعه جاه صوت فيصل ..
فيصل : نعم
طلال : الله ينعم بحالك .. وش الاخبار
فيصل ( بعد ما عرف الصوت .. استغرب من اتصاله ) : تمام .. خير
طلال : ممكن اشوفك الحين ضروري
فيصل : ليه
طلال : ابيك موضوع مهم .. نلتقي بنفس الكوفي الي التقينا فيها
سكر طلال بدون ما يسمع رد فيصل .. توه بيمشي بس استوقفه صوت وافي ..
وافي وفوق راسه علامة استفهام كبيره : لو سمحت ممكن تقولي وش السالفه
طلال بعد تفكير .. : تعال معي وبالسياره اعلمك
وافي تردد شوي وبعدين قال : طيب .. يالله ( دق وافي على دلال وخبرها ان بروح مشوار وبيرجع )
فــي الكوفي دخل طلال مع وافي الي حس انه يمثل فلم هندي .. هذا يحب هذي وهذا ظن ان هي تحب غيره ..انتقام .. وضرب الشخص الغلط .. هدوء بعدين عاصفه .. خطأ واضح .. وحب غير واضح .. حتى هو شكله غلط بينهم .. ما يدري وش اخرت هالمشهد .. جلسو طلال و وافي بعد ما سلمو ..
فيصل : ادخل في الموضوع بسرعه
طلال باسلوب استجواب : امس كنت طالع مع هيام ؟
فيصل تفاجاه من السؤال ما يدري يعتبرها وقاحه ولا تدخل .. فيصل بنفعال واضح : انت وش دخلك اذا كنت طالع معها ولا لا .( كمل وهو قايم ) الحين هذا الموضوع جايبني من بيتنا علشان تسألني هالسؤال .. وبعدين من انت .. علشان تسألني .. ليكون حاط عينك عليها وتــ
انحبست الكلمه بفمه .. وضاق النفس من شدت قبضت يد طلال على رقبته .. طلال بملامح غيرتها العصبيه وبصوت حاد واضح فيه التهديد : الله ثم والله بيكون هذا اخر نفس تسحبه لو ما سحبت كلمتك يا الثور
وقف وافي وحاول يفكك بينهم : خلاص يا طلال ابعد يدك عنه انحبس الدم في وجهه
طلال وعينه في عين فيصل : بلاك ما عرفت من هو طلال ( وخر يده عنه )
فيصل وهو يتحسس رقبته بيده .. خذ نفس عميق : ما يشرفني اعرفه ( ناظر طلال و وافي بطرف عينه .. وتوه بيمشي استوقفه صوت طلال الي قال بصوت عالي شوي : هيام بالمستشفى
التفت فيصل على طلال .. مستنكر ما سمعه : انتي وش تقول !
طلال : اقول لك هيام بالمستشفى
عدم التصديق .. وعدم الفهم .. والاستنكار والتعجب .. كانت واضحه على ملامح فيصل ..
مل وافي من دور المتفرج فحب يوضح الصوره لفيصل : هيام صديقت خطيبتي .. دقت عليها اليوم وقالت لها ان هي بالمستشفى لان خالها ضربها ..
كمل طلال وعينه في عين فيصل : يقول الشرطي ان لما امسكو خالها قال لهم ان سبب ضربه لها هو خروجها مع شخص غريب .. واذا كان هالغريب هو انت فانت سبب الي هي فيه
فيصل بخوف : هي بأي مستشفى
فــي سياره طلال الي وقفت عند المستشفى ..
التفت وافي على طلال وابتسم له قبل لا يحط يده على مسكت الباب : يالله مع السلامه
طلال ببتسامه : الله يسلمك .. ( سكت شوي وكمل ) وافي مشكور
وافي ببتسامه : على ايش ما سوينا شيء
طلال بجديه : اتمنى الا صار يكون بينا ويضل بينا
وافي بعد تفكير : طيب
طلال ببتسامه : وعد رجال
وافي ببتسامه : وعد رجال .. فمأن الله
/
*
*
*
/
تحس انها كانها بسفينه بوسط بحر هايج موجه تدفعها يمين وموجه تاخذها يسار.. الظلام محاصرها من كل جهه .. لا شيء غير الظلام يسكنها .. هذا الظلام الظالم الذي حكم على حبها بالالم والبسه السواد قبل ان يزينه الفرح ويلبسه تاج الوصل ويتربع على عرش الحب ملكا .. كم هي غريبه هذه الحياه .. بال الغرباء نحن .. لا ندري هل هيا معنا ام ضدنا احيانا تهدينا اشياء ثمينه لا نقدر ثمنها .. ودائما تسلب منها اثمن ما نملك ..
استيغضت من افكارها على صوت السواق ..
السواق : مادم .. مدام حنا في يوصل بيت بابا مشاري
ارفعت عينها وتأملت بيت عمها من خلف زجاج النافذه .. تنهدت بحزن وفتحت باب السياره وهي تقول
سجى : محمد انت وقف هنا طيب
رنت الجرس بخوف .. وفتحت لها الخدامه الباب
الخدامه : ماما مافي هنا .. وليلى روح معها
سجى بطمأنان : طيب وعمي بو مشاري موجود
الخدامه : أي موجود في مجلس مع رجال
سجى : طيب .. وخري بدخل اجلس بالصاله استنى مرة عمي
ادخلت سجى الصاله .. وجلست فيها شوي لمن راحت الخدامه المطبخ .. وقفت ..وخذت جولى بعيونها على اركان الصاله والدرج الي بالزاويه .. ( ليه كل شيء في هالبيت صار مظلم كئيب .. ليه رحل النور عن هالزوايا وسكنتها الذكريات .. في كل زوايا من هذا البيت لي فيها ذكرى مع مشاري .. ايام الطفوله .. وايام الشباب .. يالله كانت حلوه ذيك الايام .. لما كنا نتخبا تحت الدرج ونلعب مع بعض .. لما كنا نتخانق على الالعاب ..اذكر لما كان يدافع عني لما كنت اتخانق مع ناديه .. للحين اذكر طعم المصاص الي كان يجيبه لي .. ولما كبرنا كانت نظراته لي تعبر عن الي بداخله .. وكان واضح فيهم الحب لدرجه الكل لاحظ ) صعدت الدرج وهي تحس بثقل يدفعها للخلف ..لمن اوصلت اخر عتبه خذت نفس عميق .. اتجهة الى غرفة مشاري ولما وصلت عند الباب زادت دقات قلبها .. وحست بحراره وخوف تحس انها مثل الحرامي الي خايف احد يحس فيه ويمسكه وهو يحاول يسرق ممتلكات البيت .. بس هي مو جايه تسرق جايه تشوف شخبار قلبها .. ومملكت حبها الحزينه حطت يدها على مقبض الباب وهي تحس بحراره في اطرافها مو قادره تتحمل النار الي بدت تشتعل بداخلها امسكت مقبض الباب بقوه وفتحت الباب بهدوء .. لما بين اثاث الغرفه وجزء من السرير حست ان قلبها بوقف وعينها حايره تبحث عن مشاري .. ادخلت بكل هدوء وحاولت ان تكون خطواتها قريبه وخفيفه علشان ما يحس فيها .. قربت من السرير .. وشافته نايم .. تأملت فيه .. وتفاجات من ذبول ملامحه وشحوب لونه وضعفه ( صحيح لي قالو الحزن يغير الملامح والالم يقسيها .. انا ادري انك محتاج لي وانا هم محتاجه لك .. والله اني احس ان الي فيك فيني .. حاسه فيك بس اتمنى انك تحس فيني .. مشاري كل ما فيني يبيك .. وحبي لك كبير لكني ما اقدر اكون جنبك ) قربت يدها المرتجفه تبي تلامس ملامح مشاري لكنها تراجعت خافت يحس فيها .. بدت الدموع تنزل على خدها بغزاره ما قدرت تتحمل الموقف ( مشاري انا اسفه ) ناظرته من خلف صفحت الدموع نظره عميقه لانها قد تكون الاخيره .. والتفتت بسرعه وطلعت من الغرفه ونزلت على الدرج وهي مو حاسه بحالها .. وبسرعه اطلعت من البيت وركبت السياره ..
/
*
*
*
/
فــي بيت بو شهاب .. في غرفة شهاب
( لو كان د حب ياويلي منه لو كان د جرح ما توب عنه ) عيونه مثبته على شاشة التلفزيون تراغب تفاصيل الفيدو كليب لا طالما كان يشده لكليب اكثر من الغنيه بس هذي المره فقد المتعه بالمشاهده يمكن لان من زمان ما طالع التلفزيون وصار له فتره مبتعد عن جديد الساحه الفنيه واخر ما عرض من الكليبات ويمكن لان باله مشغول بشي ثاني .. مشغول بأيش ( رفع عينه وناظر جهة الباب ) ما كانها تأخرت الحين الساعه 9 .. فجاه انفتح الباب .. بسرعه لف راسه وثبت عيونه على التلفزيون .. دخلت انفال وناظرت شهاب الي جالس على الكنب وعيونه على التلفزيون .. كانت بتسلم بس شافته مندمج ما حبت تخرب عليه .. وقفت عند التسريحه وفلت شعرها ومشطته .. خذت بجامتها وتجهة للحمام ( وانتو بكرامه ) وهي بطريقها استرقت النظر لشاشه شافت بنت ترقص بدلع .. وعين شهاب عليها .. اخنقتها العبره وبسرعه دخلت الحمام وسكرت الباب بقوه لدرجه ان شهاب رتاع .. تذكرت رقصها .. وحست انها غبيه وسخيفه نزلت دموعها على خدها من القهر ودها تطلع وتكسر التلفزيون على راسه مسحت دموعها وغسلت و جهها .. وبدلت ملابسها .. اما شهاب فكان ممتلي من انفال مقهور منها (دخلت الغرفه وكان غرفتها لا سلام ولا كلام ولا كاني موجود.). طلعت انفال من الحمام و وقفت عند التسريحه تعدل شعرها .. قرب منها شهاب وصار خلفها .. ارفعت عينها وناظرت الملامح الي تعكسها المرايه .. ما تدل على السلام ابد واضح الشر في عينه
شهاب بصوت خشن شوي : وين كنتي حظرتك
انفال ما تنكر انها حست بخوف منه : كنت بالمستشفى ازور صديقتي
شهاب : ما اذكر اني عطيتك الاذن تزوينها .. ولا اذكر انك استأذنتي مني
انفال ارتبكت وما عرفت وش تقول كلامه صحيح هي فعلا ما استأذنت منه قبل لا تروح .. التفتت عليه وناظرت فيه وقالت بصوت فيه الارتباك واضح : اظن انك سمعتني لما كلمت عمي وقلت له يوديني يعني لو انك مو راضي كان قلت لي ما اروح
شهاب بصوت عالي شوي : لا والله .. وبعد تعالي انتي ما تعرفين كم الساعه الحين ليه راجعه متأخر
شكل شهاب ناوي يتخانق .. وهي مالها خلق التفتت وما مدها تثبت جسمها الا حست بيد قويه تلفها مره ثانيه بقوه .. شهاب بصوت واضح فيه العصبيه : انا لما اكلمك ما تعطيني ظهرك .. وبعدين انا لسى ما خلصت كلامي .. ما تلاحظين يا انفال ان تصرفاتك هذا الايام غـ
قاطعته انفال والدموع متجمعه بعينها .. وبصوت يرتجف : زين انك لاحظت يا شهاب اني متغيره .. واخيرا حسيت .. كانت قصة التغير فصولها كثيره ما فهمت الا هل الفصل .. من تزوجتك وانا عايشه بدوامه من التسائلات والاسأله ما ادري وش الي يعجبك وش الي تحب .. وش الي يدور بخاطرك .. حاولت اني افهمك اقرب منك احس فيك .. لكن ما قدرت اقرب خطوه تبعد عشره .. كل شيء اسويه فاشل .. وفشلت فيه .. تعبت والله يا شهاب تعبت .. تعبت من حالي تعبت من حياتي .. ماني قادره اتحمل .. ( كملت بصوت مكسور ) شهاب انا احبـــــك .. احبك
/
*
*
*
/
رفع كوب القهوه ورشف منه رشفه وحس بمروره لانه نسى يضيف لها سكر .. بس الي بداخله امر من طعم هل القهوه بمرات .. رفع يده وناظر الساعه بملل صحيح انه سبق بالجيه الى هنا بس هم عمه طلال تأخر بجيته .. ما يحب ينتظر .. ويكره التفكير لكن الافكار غصب عنه تدور براسه .. من لحظت ما سمعت اذنه كلمة احبك من انفال وهو مو هو .. هذي الكلمه كان مفعولها على نفسه عميق .. هزت شيء بداخله لخبطته .. وترته .. ما قدر بعدها ينطق بكلمه .. ما يقدر يحط عينه بعينها .. ما ذاقت عيونه النوم ولا حس بطعم الاكل .. فقد التركيز وضاعت حواسه .. ما قدر ينجز شيء من شغله اليوم .. وما يدري كيف يرجع البيت .. فحب يتكلم مع عمه طلال .. يمكــ ... قطع عليه تفكيره صوت عمه طلال ..
طلال وهو يجلس على الكرسي : السلام عليكم
شهاب رفع راسه وناظر عمه طلال : هلا عمي .. شخبارك
طلال وعيونه على ملامح شهاب : كويس .. علامك يا شهاب شكلك مو نايم زين
شهاب : يعني .. قول لي كيف الدوام اليوم
طلال وهو يرجع ظهره ويسنده : اليوم كان عندي شغل كثير علشان كذا تأخرت عليك .. تدري لازم اخلص اوراقي علشان انقل الرياض .. المهم ما علينا مني انت شخبارك
شهاب من غير نفس : بخير ..
طلال بستغراب : لا شكلك مو طبيعي .. شكل عندك كلام كثير تبي تقوله .. يالله قول انا اسمعك
شهاب وعينه مثبته على كوب القهوه الفارغ : مدري وش اقولك يا عمي احس اني متلخبط
طلال ( حس ان الي ملخبطه علاقته مع انفال ) : وش الي ملخبطك
شهاب بعد صمت دام دقائق : مدري يا عمي .. انفال ( سكت شوي وبعدين كمل ) متغيره
طلال : كيف يعني متغيره
شهاب مو عارف كيف يقولها : ... ما قامت تهتم فيني مثل اول وتصرفاتها صايره غريبه ما قــ
قاطعه طلال : بس هذا المتغير فيها .. ولا بس هذا التغير الي ضايقك واثر فيك .. الكل لاحظ يا شهاب ان انفال تغيرت كثير .. من ناحيت البس .. والاهتمام .. التصرفات حتى في بعض الافكار .. وكل هذا التغير علشانك تحاول تلفت انتباهك .. تشدك لها .. تثير اعجابك وشوي من اهتمامك الكل لاحظ تصرفاتها وكان واضح الحب في عينها .. بس انت الي ما كنت تلاحظ .. غريبه الحين لاحظت انها متغيره عليك
شهاب بعد تفكير : من قالك يا عمي اني ما كنت ملاحظ كيف ما لاحظ و انا وهي عايشين بغرفه وحده بس
طلال بهتمام : بس ايش .. ممكن يا شهاب تصارحني .. ممكن تقول الي بقلبك
شهاب وهو منزل راسه .. وبصوت واطي : انا احبــــــها
طلال مو مستوعب .. ومتفاجأ : كيف يعني ..
رفع راسه وناظر في عمه .. وتكلم وكان شخص اتخذ قرار سريع بالبوح عن كل الي يحتويه : مدري ياعمي متى صار هذا الشيء بس كلما اشوفها احس بقلبي ينبض .. احس بذرة مشاعر تكونت بداخلي لما طاحت عيني بعينها اول مره .. وكل ما اشوفها احس بالذره تكبر وتكبر .. لما قمت احس بمشاعر كبيره تشدني لها .. خفت على نفسي منها .. حاولت ابتعد .. واتجنبها .. حتى احيانا اضيع عيوني علشان ما تلتقي بعيونها .. عمي انا ما ابي احبها .. ما ابي احبها
طلال : انت حبيتها خلاص .. بس مشكلتك انك مو مقتنع انها الي تستحق حبك .. علشان كذا تتجنبها لان ما جا فيها ولا شيء من احلامك .. حبيبي شهاب احيانا نرسم مواصفات لشخص معين ولما نلقاه ونلقى فيه هل المواصفات نكون مستعدين للحب لكن نكتشف مع العشره ان ما قدرنا نحبه مع انه جا طبق الاصل من الرسمه الي في بالنا .. احيانا تجمعنا الحياه مع شخص بعيد كل البعد عن حدود احلامنا مختلف عنا تمام .. مافي بينا شيء مشترك .. مع ذالك نكتشف ان حبيناه .. لان بتصرفاته اجبرنا ان نحبه .. مثل ما يقولون الحب يجي فجأه
شهاب ببتسامه خفيفه : كنت مبسوط لهتمامها فيني .. واهمالها نفسها احيانا .. غبائها .. برائتها .. عفويتها .. طموحها .. تفكيرها .. ابتسامتها .. خجلها .. طيبت قلبها .. كل شيء فيها شدني
طلال : ولما تغيرت عليك خفت تفقد هالسعاده .. والاهتمام
شهاب : واكثر .. خفت اني افقدها .. انا ما اقدر اعيش بدونها
طلال : يا شهاب الانسان ما يقدر يعطي بدون مقابل .. ومثل ما هو يعطي يبي ياخذ .. انفال عطت كثير وكانت تنتظر منك شيء ولما فقدت الامل انك تحس فيها .. تعبت حست نفسها مثل الانسان الي ينفخ في جربه مثقوبه
شهاب : عمي انا خايف
طلال : خايف من ايش .. ترى الانسان ما يعيش الحياه الا مره .. ويمكن ما يلقى الحب فيها الا مره هذا اذا لقاه عيش حياتك يا شهاب عيش حبك .. حس فيه وحسسها خذ منها وعطها .. عيش سعيد وعيشها بسعاده .. لا تكابر .. لا تجفا .. وتجرح .. عبر لها عن مشاعرك .. حسسها بحبك
شهاب : احس اني مقيد ما اقدر اعبر لها .. ما اعرف كيف اوصل لها احساسي
طلال : انت لو ترفع الحواجز الي بينك وبين نفسك وبينك وبين انفال راح تحس فيك بدون ما تتكلم .. لا تكون اناني يا شهاب .. عيشها السعاده وحسسها بوجودك .. ( كمل طلال وفي عينه دمعه متحجره ) يمكن هي اليوم معك بكره فجأه ترحل عنك .. وتتندم على كل لحظه قضبتها بعيد عنها .. تتمنى لو حسستها بالحب اكثر .. عيش حبك يا شهاب .. عيش بسعاده
/
*
*
*
/
في الجامعه ..
اول مره تحس ان المحاظره طويله .. والدكتوره ممله .. ما فهمت شيء .. لانها بالها مشغول بامور كثيره وتحس بتعب جسدي لانها امس ما نامت .. كيف ما قدرت اضبط نفسي قدامه .. ليش اعترفت له بحبي .. والله يكفي غباء يا انفال يكفي .. كيف ارجع البيت الحين كيف اقابله .. يالله احس اني مخنوقه .. ضايعه مدري وين اروح .. ما ابي التقي فيه اخاف يكسرني .. كفايه الي فيني .. مدري اظل هنا للعصر .. ولا ادق على خالتي اخلها تطرش لي السواق ياخذني يوديني بيت امي .. ( طلعت جوالها من الشنطه توها بتدق الا تسمع صوت نجمه تناديها من الخلف .. التفتت عليها وابتسمت لها )
نجمه : نحنو هنا .. علامك يا انفال مو صاحيه اليوم .. في المحاظره سرحانه بعالم ثاني .. خلصت المحاظره طلعتي وتركتيتي .. اناديك ما تسمعين
انفال : عذريني .. اليوم تعبانه شوي
نجمه : شكلك ماراح تحظرين المحاظره الثالثه
انفال وهي تناظر ساعة يدها (الساعه 2:30 ) : باقي عليها نص ساعه .. مدري احظراها ولا لا
نجمه : انا اقول لا تحظرينها .. انتي ما مره غبتي فيها .. روحي البيت ورتاحي ..( كملت وهي تناظر ساعة يدها ) يالله انا بطلع زوجي ينتظرني بر .. سلام
اجلست انفال على اقرب كرسي شافته .. وعينها على نجمه الي اختفت بالزحمه .. تنهدة بضيقه .. ( كل يوم زوجها يجي ياخذها من الجامعه .. وانا ولا مره جا خذاني .. اكيد اليوم عازمها على الغدا في المطعم .. لان هم كل اثنين يتغدون بالمطعم .. انا ما اذكر ان شهاب مره عزمني لا على غدا ولا على عشى .. شكله ولا يفكر يعزمني .. بس انا زوجي مشغول ويطلع من الشغل متاخر ..و هي زوجها يطلع مبكر ..
قطع عليها تفكيرها صوت جوالها .. طلعته من الشنطه .. وستغربت من اتصاله
انفال : هلا
شهاب : ..... هلا انفال شخبارك
انفال : بخير
شهاب : انفال طلعي انا انتظرك بر
انفال بعد تفكير : طيب ..
سكرت انفال الجوال .. وهي مو مصدقه معقوله شهاب ينتظرني بر .. شكلي قمت اتخيل من كثر ما افكر
في سيارة شهاب الي واقفه عند بوابة الجامعه ..
ضربات خفيفه على السكان باطراف اصابيعه تدل على توتره .. وكانه اول مره يلتقي فيها .. صحيح هو دائما يشوفها بس الحواجز تحجب الرايه .. هذي المره راح يحاول يكسر الحاجز .. (ياخوفي ينكسر علي ) يحس بخوف ما يدري ليه .. يمكن خوف من الفشل .. لا لا .. ( يالله تعالي بسرعه ما احب انتظر ) رفع راسه وناظر البنات الي طالعين من الجامعه .. ولما لمح انفال طالعه .. وخر عيونه .. ولف راسه للجهه الثانيه ( هذا اولها )
اركبت انفال السياره بهدوء .. انفال بصوت واطي شوي : السلام عليكم
شهاب وهو يلتفت عليها : وعليكم السلام .. ( كمل وهو يحرك السياره ) .. كيف الجامعه اليوم
انفال برود : ماشي الحال
تسلل الصمت الى الجو للحظات لكن شهاب تدارك الامر وفتح باب للحوار
شهاب : كأن اليوم عندك محاظره الساعه 3
انفال ( غريبه يذكر ) : اي عندي محاظره .. بس ما ابي احظرها
شهاب : ليه
انفال : تعبانه شوي
شهاب : اهاا( كان شهاب ناوي يعزمها على الغدا في مطعم بس لما قالت انها تعبانه تراجع وقرر يروح البيت )
انفال : طالع بدري من الشغل
شهاب وعينه على الطريق : حسيت نفسي تعبان قلت خليني اروح البيت اريح
خاب املها .. كانت تظن ان هو ما خذها من الجامعه ..لانه عازمها على الغدا
/
*
*
*
/
**************************
دخلت الغرفه .. وخذت نفس عميق علشان يوسع صدرها .. اختفت معالم الغرفه من فوضت غازي .. ملابس على الارض وبنطلونات على السرير .. واشرطه مبعثره على الطاوله .. انا ما ادري متى يتعلم النظافه .. ما ابيه ينظف على الاقل يحط كل شيء في مكانه .. قربت من السرير .. ( ابتسمت ) وهي تتأمل ملامح غازي الي شكله بسابع نومه .. كل يوم تكتشف فيه تصرفات طفوليه .. وحركات مجنونه .. وكل يوم يزيد حبها له .. هو اجمل ما حصل لها في حياتها .. صار حياته وحدود عالمها .. علمها كيف تعيش .. تحب وتنحب .. حسسها بالامان وسكنها الاستقرار معاه ..علم قلبها كيف ينبض للحب بلا خجل او خوف .. وكيف يعبر ويرسم العبارات .. يجمعها ويبعثرها .. يرتبها ويلخبطها .. معيشها بين والواقع والخيال .. بين الممكن والمحال .. كل شيء بحياتها صار له طعم ولون ونكهه .. ما تمل .. حلوه الحياه اذا كان فيها غازي ..
قربت منه ببتسامه وهمست له في اذنه : غازي حبيبي .. يالله قوم ما شبعت من النوم
غازي وهو مسكر عيونه وبصوت كله نوم : حبيبتي انتي .. بعد ربع ساعه .. صحيني
عليا ببتسامه : يالله حبيبي .. قوم صار المغرب
غازي وهو يفتح عيونه ببطأ : طيب الحين بقوم ( رفع جسمه واسنده على ظهر السرير )
عليا وهي تجلس على طرف السرير ببتسامه : يالله حبيبي صحصح علشان ترتب الغرفه
غازي عاقد حواجبه : ارتب الغرفه ! ..
عليا : أيه ترتب الغرفه مو انت الي عفستها .. انت الي راح ترتبها علشان تتعلم مره ثانيه ما تخبط لي المكان
غازي بترجي : لا علوي .. الله يخليك انا تجيني حساسيه من الترتيب ما اقدر
عليا ببتسامه : طيب انا ارتبها بس عندي طلب
غازي ببتسامه : انتي تامرين امر
عليا : اذا ما عندك شغل الاربعه خلينا نروح الرياض اشتقت لامي ام جواد .. ودانه
/
*
*
*
/
في بيت بو تركي .. المغرب .. في الصاله ..
دخل عبدالرحمن الصاله وشاف امه جالسه تشرب شاي .. باس راسها وجلس جنبها ..
عبدالرحمن ببتسامه : ام تركي جالسه لحالها ..
ام تركي بصوت عادي : اسلي روحي .. شخبارك يا ولدي وكيف جامعتك
عبدالرحمن : تسلم عليك .. اقول يما وين سجاوي
ام تركي بتنهيده عميقه : بغرفتها .. كالعاده والله صدري ضايق على هالبنت حالتها تقطع القلب .. كل جالسه بغرفتها وصايره جلد على عظم من قلت الاكل
عبدالرحمن : يما ما قالت لك شيء عن الموضوع الي كلمتها فيه مرة عمي
ام تركي : لا ما قالت لي .. كل يوم تدق ام مشاري تنتظر جوابها
عبدالرحمن وهو قايم : انا طالع لها فوق ..
ضرب باب غرفة سجى ولما سمحت له يدخل فتح الباب .. كان متوقع يشوفها جالسه تبكي او نايمه .. تفاجأ لما شافها جالسه على الاب توب .. دخل وسكر الباب .. وجلس على طرف السرير ..
عبدالرحمن ببتسامه : شخبار اختي الحلوه
سجى ببتسامه خفيفه : بخير .. انت شخبارك
عبدالرحمن رتاح لما شاف ابتسامتها من زمان ما شافها مبتسمه : ماشي حالي .. سجى ابي اتكلم معك شوي اذا مشغوله اطلع
سجى : لا مو مشغوله .. اسمعك
عبدالرحمن : انا الي جاي اسمعك .. قول لي يا سجى وش الي بداخلك
سجى بنبره فيها الحزن واضح : وش تيني اقولك عن الي بقلبي ولا الي يدور بعقلي .. ولا عن الي بخاطري ومتزاحم بصدري .. ولا عن احلامي وطموحي .. وامنياتي الي تبخرت
عبدالرحمن وهو يناظر عيون سجى : ليه الحزن واضح بعيونك .. ليه تسوين بحالك كذا .. جالسه بهالغرفه و عازله نفسك عن الكل .. الي صار ما يعني نهاية الدنيا .. الحياه قدامك طويله عيشيها يا سجى
سجى والعبره خانقتها : ما اقدر يا اخوي ما اقدر .. انا حياتي مرتبطه بمشاري
عبدالرحمن بسرعه : ومشاري موجود .. بامكانك تعيشين حياتك معه هو محتاج لك
سجى وهي منزله راسها بصوت واطي شوي : ما اقدر .. ما اقدر
عبدالرحمن : ليه ما تقدرين افهم من كلامك انك .. انك تخليتي عن مشاري .. ( افترقتو )
سجى ودموعها بدت تنزل : عبدالرحمن ممكن تخليني لحالي .. ابي اجلس لوحدي
/
*
/
فــي كرونيش الخبر .. كان الجو حلو .. والجلسه كانت احلى مع العم طلال الي مر اليوم على البنات وجابهم للبحر .. ودق على الشباب وقالهم يجون ويجبون عدت الشواي معهم ..اختارو مكان بعيد عن الفوضه وزحمة الناس .. وقريب من البحر .. عبدالعزيز وكمال كانو متحمسين على الاخر ضبطو العده وشبو الفحم .. وجهزو اللحم ... عبدالعزيز ياشر لكمال : كمال جيب الاسياخ من الكيسه
كمال : انتظر شوي خل يوصل شهاب وبعدين نبتدي نشوي
عبدالعزيز : متى بيجي .. والله ميت من الجوع
كمال : هههههههههه انت شكلك جاي تاكل
عبدالعزيز : من قال لك اني جاي اتفرج .. اكيد جاي اكل
كانت في عيون تناظر عبدالعزيز بنظرات يعلوها الحزن ( اه يا عبدالعزيز لو كنت حبيتني من قلبك مثل ما انا احبك .. وحسيت فيني وحسستني بحبك .. والله ما كان هذا حالي ولا كان هذا قراري .. صحيح انك خطبتني بس انا عارفه ان امك ورى هالشي ولا انت مافي امل تحبني .. والله غريبه الحياه .. يمكن حتى الي خاطبني الحين ما يحبني .. ولا انا بحبه .. يو ليه افكر كذا انا وش ناقصني علشان ما يحبني .. لازم اكون واثقه من نفسي .. ولازم اكون متفائله .. ومقتنعه بختياري ..
قطع عليها سرحانها صوت انفال : ليلى .. ليلى .. بدينا من الحين في التفهي ما بعد حتى يجون يخطبون رسمي
ليلى تلتفت على انفال : لا بس سرحت شوي .. وبعدين من قالك اني افكر بالخطبه
قربت انفال من ليلى .. وكلمتها بصوت واطي : اقول ليلى ما تلاحظين ان ميلاف متغيره
ليلى بصوت واطي وهي عاقد حواجبه : وش الي متغير فيها
انفال بصوت واطي : مدري .. من جلسنا وهي كل في حالها وساكته ما تتكلم كثير
ليلى بصوت واطي : يمكن تعبانه ولا متضايقه من شيء ( التفتت ليلى على ميلاف .. وبصوت اعلى شوي ) ميلاف كيف الجامعه معك
ميلاف من غير نفس : ماشي الحال ... ( ميلاف تحس بممل فضيع .. وبضيقه من نظرات اخوها عبدالعزيز وعمها طلال .. ( اف اف .. هذي مو عيشه .. احسهم كاتمين على انفاسي .. هذا وانا ما سويت شيء يستاهل ,, كثير مكبرين الموضوع .. الله ياخذهم وافتك منهم .. وياخذ انفال معهم علشان تكمل .. هذا الجلسه معها بدون ما يطيح لساني على لسانها هم بكبره .. مدري متى نمشي )
طلال بحماس وهو يعجل البنات : يالله يا صبايا جهزو الصحون وطلعو الليمون .. والخبز العشى استوى
.. لالا تعالو صحيح نسينا شهاب .. اقول انفال دقي عليه وعجليه ..
انفال برود : ان شألله ... توها بطلع جوالها الا شرف شهاب ..
شهاب ببتسامه : عسى ما تأخرت عليكم
طلال : تونا بندق عليك ..
جلسو الشباب يتعشون في جها والبنات في جهها .. كانت عيون انفال تغافلها وتناظر شهاب بين فتره وثانيه و اذنها كانت عندهم .. مستغربه منه كان ما خذ الجو هو اكثر واحد يسولف .. ( ليش يا ربي استغرب المفروض افرح لان هذا الي المفروض يصير .. بس اليوم كان غريب .. كل تصرفاته مو طبعيه .. ياربي ليش افكر بسلبيه ليش ما اقول هذي التصرفات الطبعيه .. هو الي كان مضيعني معه الطبيعي مو طبيعي والي المفروض يصير مو حاصل .. )
ليلى : ياهو .. انفال ترى خلص الاكل .. بلا تفهي .. يالله اكلي وبعدين سرحي على كيفك المجال مفتوح
انفال : لا الحمدلله شبعت
قرب شهاب من البنات : ها كفاكم الدجاج ترى في عندنا اذا تبون ..
ليلى : لا الحمدلله شبعنا .. بس جيب دجاج لانفال لان هي ما كلت عدل ..
انفال : لا .. لا تجيب .. الحمدلله شبعت
شهاب بهتمام : ليه ما كليتي يا انفال ما عجبك الدجاج
انفال وهي قايمه : الا عجبني .. شهاب .. ابي اروح دورت المياه
شهاب : طيب .. تعالي معي
راح معها لدورة المياه ما كانت بعيده كثير .. وقف يستنها برى لمن خلصت ..
شهاب : انفال وش رايك نتمشى شوي .. احس اني كثرت اكل ابي اتحرك ..
انفال استغربت منه بس ما عارضت لان هي بعد تبي تتمشى .. انفال : طيب يالله
مرت ربع ساعه من الصمت الي اراح انفال وضايق شهاب .. كان شهاب محتار وتايه .. تتزاحم المواضيع في راسه ومو عارف أي واحد منهم الانسب .. يبي يتكلم بس مو عارف وش يقول .. يبي يعبر بس خايف .. يبي يناظر فيها بس مستحي .. لا زم يتكلم لازم يخطو خطوه حتى لو كانت غير واضحه .. ( افتح معها موضوع سياسي ولا سياحي ولا شخصي ولا عام .. والله مدري بالعاده هي الي تتكلم وانا الي اسمع .. بس الحين ما ادري وش فيها ما فتحت موضوع .. ) انفال كانت مستمتعه بالجو .. وعيونها تراغب الناس من حولها وخاصه الاطفال الي يلعبون بحماس ( الله يخليهم لاهلهم ) حست بيد تلامس يدها وتحتضن كفها بدفا .. التفتت بسرعه وشافت يد شهاب ماسكه يدها .. شدت قبضتها على يد شهاب وهي تقول بدخلها ( غريبه !! اكيد مايدري .. يعني كيف ما يدري .. اليد من كيفها تصرفت )
بعد خمس دقايق تكلم شهاب وعيونه على الاولاد الي يلعبون كره : لما كنت صغير كنت احب اللعب كره .. و كانت امي دايم تعصب علي لاني كنت اكسر المناظر واعفس لها البيت
انفال : يعني كنت مشاغب
شهاب ببتسامه : لا مو كثير .. كنت هادء بنسبه لاخوي كمال وليلى الي كل يوم يسون لنا حفلة هواش ومذابح
انفال ببتسامه : يحليهم ..انا لما كنت صغيره كنت احب اللعب دكتوره وداوي اخواني ..كان حلمي اصير طبيبت اطفال
شهاب : الحين انتي تدرسين رياض اطفال يعني ما بعدتي كثير عنهم .. انا كان ودي اصير ضابط بس ابوي ما رضى ..
انفال هي تحس بشويت تعب : شهاب كان بعدنا كثير .. احس اني تعبت
شهاب : شرايك نجلس هنا على الكرسي .. نريح شوي وبعدين نرجع ..
جلست انفال وجلس شهاب الي التفت على انفال وقال : انفال عطشانه .. تبين اشتري لك حاجه تشربينها
انفال بستغراب ( انا لو الهث ما سألني اذا عطشانه ولو عصافير بطني تصفر ما سألني اذا جوعانه ) : عطشانه .. جيب لي ماي
انقضت الساعه بين السوالف وتامل الناس .. حاول فيها شهاب يزحزح الحواجز الي بينهم .. ويسولف بدون تكلفه وتكلف .. صحيح المواضيع كانت عاديه او ممله .. وقديمه عند البعض .. لكن هي جسر لتحاور مع انفال
/
*
/
في الصباح .. على طريق الرياض ..
طلال : كم باقي ونوصل
مساعد وهو يناظر ساعته : هذي خامس مره تسألني .. الي يسمعك يفكر انك اول مره تمسك خط الرياض .. بس بجاوبك لعيونك .. باقي يا الطيب ساعه الا ربع
ارخى طلال جسمه .. وغمض عيونه .. ( باقي ساعه الا ربع .. ونوصل الرياض .. يالله احس اني متوتر وممتلي اوجاع .. كيف بتحمل كيف رجلي بتوطي على ارض هي مو فيها .. كيف بشوف الرياض من غير عيونها ..
مساعد لما التفت على طلال وناظره عرف ان طلال جالس يعيش صراع داخلي .. وكأن نرجع لورى .. وعقارب الساعه تاكل دقايقها .. ( الله يكون بعونه )
مساعد : اقول طلال .. اذا تبي نرجع لدمام .. نرجع
طلال بتجاهل : باقي كم ونوصل الرياض
مساعد : ثلت ساعه .. (سكت شوي ) طلال .. وش نيتك .. قصدي وش ناوي عليه
طلال بنظره حزينه : اول ما اوصل بروح ازورها .. وبعدين بروح المستشفى
مساعد : بس .. طيب و
قاطعه طلال : فاهم عليك .. مو ناوي اروح اشوفه
/
*
/
في المستشفى .. في غرفة هيام ..
مافي الم بريح .. ولا الوضع يفرح .. لكن في ضمير بدا يصح من نومه .. وفي ورود سوده بدت تذبل .. ورود بيضه توها تتفتح .. سماء النفس بدت تصفى .. وتتسلل خيوط الامل بخجل الى داخلها .. بعد ما تشربكت كل الخطوط .. ومتزجت الالوان وبعد ما كانت النفس حديقه مزينه بورد الاسود المتفتح والشوك الناعم ..
فتحت عيونها ..وثبتت نظرها على السقف الابيض .. وبدت تفكر بحالها مثل كل يوم تصح فيه وهي في المستشفى .. يسير شريط حياتها قدام عينها .. طفولتها .. دراستها .. مراهقتها .. صديقاتها .. افكارها .. تهورها .. وتدهورها .. المها .. وحقدها .. حبها .. وكرهها .. امها .. اخوانها .. وفيصل .. انتها الشريط عند فيصل يمكن لان هو سبب وجودها هنا .. ( لا مو هو السبب حتى انا تسببت على حالي .. اه يا فيصل لو تدري بحالي .. محتاجه لك .. وانا بحاجه للبعد عنك .. )
ارفعت جسدها .. وسندته على ظهر السرير .. لما سمعت صوت ضربات على باب
هيام وهي تاخذ طرحتها : تفضل
انفتح الباب ببطأ وكأن الشخص الي خلف الباب متردد بالدخول .. دخل بهدوء وعينه على السرير ..
هيام لما شافت فيصل ارتبكت .. ورمت طرحتها على وجهها .. اما فيصل فتفاجأ من تصرفها
فيصل وهو يقرب من السرير : هيام .. ( صمت ثواني ) شخبارك
هيام بصوت واطي شوي : الحمدلله
فيصل مو عارف وش يقول .. ومن وين يبتدي : هيام انا اسف
هيام بصوت واطي شوي : على ايش
فيصل : على الي صار .. هيام انا ما كنت متوقع ان راح يصير كذا
هيام : خلاص صار .. قولي انت من الي خبرك
فيصل : مو مهم من الي خبرني المهم اني عرفت .. وجيت .. هيام انا جنبك ما راح اخليك .. انا احبك
هيام ودموعها بدت تنزل : وبعدين يا فيصل وبعدين .. ( كملت بصوت مخنوق ) انا يا فيصل تعبانه تعبانه حيل كل يوم افتح عيوني .. افكر بحالي .. وشلون كنت وين صرت .. ما كان في حياتي شيء عدل .. ما عمري فكرت صح .. ولا عمري تصرفت صح .. كل شيء بحياتي كان ملخبط .. غلط .. اذا جيت افرح ينقلب فرحي حزن .. والنور كان يعكس الظلمه بداخلي .. كانت عيوني على الشيء الي مو لي .. وقلبي مشغول بلي عند الناس .. كنت الوم الدنيا .. واحط الوم على حظي وما اشوف حالي وافعالي .. الله يخليك يا فيصل اذا كنت تحبني مثل ما تقول خلني بحالي .. ما ابي اشوفك .. ابي ارتــــــــــــاح
/
*
/
في الجامعه
كانت تمشي بطريقها للمحاظره وفكرها ياخذها لطريق مختلف ( ياربي مو مصدقه .. وليش ما اصدق يمكن شهاب بدا يحس فيني .. او يمكن بدا يحس بذنب .. لا لا اكيد بدا يحس فيني .. اخيرا بديت احس بوجوده بديت اعرف وشلون يفكر .. لمن بدا هو يتكلم عن نفسه وافكاره .. فعلا ما نقدر نفهم الشخص ونعرفه عدل اذا هو ما تكلم عن افكاره .. طيب ليش في هذا الوقت ليش ما تكلم من زمان .. معقوله يحبني .. وخاف اني اتركه مثل ما فهمت من كلام عمي طلال .. والله لو يقولها لي بلسانه .. مادري وش بصير فيني .. بس لازم اثقل شوي ما ابي ارجع مثل اول .. ويبتعد هو عني ) .. رجعها للواقع صوت نجمه ..
نجمه ببتسامه : ياااااااااااااااهو .. ما تلاحظين يا انفال ان زايد تفهيك هالايام
انفال ببتسامه : وانتي عاد ما تقصرين .. كل صايدتني
نجمه :.. بسرعه قولي لي من الي ماخذ عقلك
انفال ببتسامه : ولا شيء .. بس طلعت البحر غيرت من نفسيتي انبسطنا فيها حيل
نجمه بسرعه : طلعتي انتي وشهاب
انفال : لا مو بس انا وشهاب .. بنات عمي وعيال عمي وعمي
نجمه : اهاااا فكرت انتي وشهاب بس .. طيب كيفك مع شهاب
انفال(ما حبت تقول شيء لنجمه): تمام( كملت وهي تناظر ساعتها )اقول نجمه يالله خلينا نلحق على المحاظره
/
*
/
فــي الرياض ..
وقف بعيونا حزينه .. يتامل المكان حوله .. على الارض عاشو وتحتها دفنت اجسامهم .. الفقير والغني لهم نفس النصيب من الارض .. والصغير والكبير لهم نفس المصير .. كل انسان لا يدري متى يحين اجله .. وفي أي ارض يموت الموت على الانسان حق لكن الم الفراق لا يحتمل .. غمض عيونه .. وحس بحرقان بخده من حرارة الدموع ..
( صور من شريط الذكريات ) ..
الصوره الاولى :: كان طلال جالس على الكنبه في الصاله وبيده الريموت ويقلب بقنوات التلفزيون .. ينتظر الغدا
جا صوت نجلا الحنون من المطبخ : جوعان حياتي ؟
طلال ( اه على هالصوت ) : بموت من الجوع
نجلا وهي تدخل الصاله حامله صنية الغدا : نساك الموت حبيبي .. وهذا الغدا وصل
طلال ويعدل جلسته : يا سلام .. على الريحه .. بسم الله الرحمن الرحيم
مد يده طلال وكل اللقمه الاولى .. والثانيه .. الثالثه قربها من فمه وبعدين بعدها عنه لما لاحظ ان نجلا ما بدت تاكل ..
طلال وناظر نجلا : حياتي نجولتي ليش ما تاكلين
نجلا ببتسامه خفيفه : مدري مو مشتهيه .. مالي نفس .. كمل اكل حبيبي بالعافيه
طلال وهو يحط الملعقه على الصحن : الحمدلله شبعت
نجلا بعيون وساع : ما كليت شيء
طلال : مالي نفس لان نجولتي ما لها نفس
نجلا ببتسامة دلع : طيب علشان خاطر نجوله اكل
طلال : ما راح اكل الا لما تاكلين
مدت نجلا يدها وخذت الملعقه وبدت تاكل .. وكمل طلال اكل .. بعد الغدا .. جلس طلال في الصاله يتابع الاخبار ومندمج
دخلت نجلا وهي تمشي بدلع والحيا وجلست جنبه على الكنبه .. التفت عليها طلال وابتسم لها وعرف من عيونها ان عندها كلام تبي تقوله .. مدت نجلا يدها ومسكت يد طلال .. وحطتها على بطنها .. وناظرت فيه بحيا .. طلال وهو عاقد حواجبه بتعجب .. وناظر فعيونها : نجلا انتي ... ؟
نجلا وهي منزله راسها : أي يا طلال انا حامل ..
طلال بعيون وسيعه وابتسامه عريضه : والله حامل .. بحركه سريعه ضم طلال نجلا بقوه وبلا شعور ..
( الصوره الثانيه ) ..
نجلا بالم ..وهي تهز طلال : حبيبي قوم ..قوم
طلال وهو يغطي وجهه بالبطانيه : حبيبتي لسى ما صار الصباح .. بدري
نجلا تشد على البطانيه من الالم : حبيبي قوم .. احس بالم مو طبيعي
طلال وهو يرفع البطانيه عن وجهه بسرعه .. وقوم مفزوع : نجول .. ليكون بتولدين
نجلا وتمسك بطنها من الالم : شكلي بولد .. لان الالم مو راضي يفك
طلال بسرعه قام من السرير .. وهو حايس يدخل الحمام .. ولا مو لازم .. يروح بالبجامه ولا يلبس ثوبه .. يحط عطر ولا ما يحتاج .. ( حرك راسه بسرعه وكانه يطرد هالافكار الي مالها داعي .. وفكر بنجلا .. راح بسرعه لعند السرير .. وساعدها .. خذت لها كم غرض .. على طول على المستشفى ..
في المستشفى كان طلال عايش حالة توتر وخوف .. وشوق وترقب .. صار له اكثر من ساعه وهو رايح جاي رايح جاي .. يوقف شوي وياخذ نفس عميق وكمل المشوار .. ما رتاح الى لما سمع الممرضه تقوله مبروك جاك ولد
طلال حس بالارتياح وتبدلت مشاعر التوتر الى فرح
طلال بنفس عميق : الحمدلله .. الحمدلله ..
( الصوره الثالثه ) ...
طلال هو متكتف و يقلد صوت البيبي .. وسوي روحه زعلان :: واااااه واااااه وااااه ( يبي يلفت انتباه نجلا الي مشغوله بالبيبي )
نجلا وهي ضامه وليد بحنان : طلول بعد قلبي خليني انوم وليد
طلال وهو مسوي روحه زعلان : وانا متى بجي دوري .. ( ما ينكر طلال انا من جا وليد وهو يحس مشاعر غيره منه .. لان صار يشاركه بكل شيء .. باهتمام نجلا وحنانها و حضنها الدافي ولمساتها الرقيقه .. مرات يحس ان وليد يبكي بس علشان امه تضمه ( ما يعطي المجال لغيره ) بس ما ينكر بعد ان قدوم وليد اضاف نكه حلوه وما تنمل لحياتهم .. زاد الحب وفاضت المشاعر .. وانولدت مشاعر جديده في داخل كل من نجلا وطلال .. مشاعر الابوه والامومه مشاعر لا تقل اهميه عن مشاعر الحب وربما هي اعلى واسمى .. ملا صوت وليد واركان الشقه وملا قلب ابوه وامه ..
نجلا وهي تصحي طلال من سرحانه : طلول حياتي .. وين وصلت
طلال ببتسامه : ها جا دوري .. اجهز حالي
نجلا ببتسامة حيا : لا لسى .. خليني انوم وليد بالاول وبعدين يجي دورك ..( كملت وهي قايمه ) .. طلول انتبه لوليد انا بروح اجيب له رضاعته .. وبشرب ماي عطشانه
طلال وهو عينه على وليد : طيب .. ( كمل وهو يمد يده ويمسك يد وليد ) متى يا حبيبي تكبر وتصير رجال مثل ابوك
نجلا وهي داخله الغرفه : بدري عليه خله يجلس بالاول
طلال بتنهيده : الايام تمر بسرعه .. وبيكبر وبفرح فيه
( الصوره الرابعه ) ..
في الدوام .. جلس طلال يرتب الاوراق على الطاوله بكسل .. جاه احساس غريب مثل النغزات بقلبه بسرعه وراحت .. مايدري وش الي جرى له من صحى من النوم وهذا النغزات تجي بسرعه وتروح .. كلما جات يحس ان صدره يضيق .. يمكن فيه حموضه لانه ثقل امس بالعشا وعلى طول نام .. بس يخلص شغله بروح يشتري له حليب يمكن يخف عنه هذا الاحساس .. وخاصه انه لازم يحظر حاله لان عنده اجتماع بعد شوي .. وهو طالع من المكتب .. رن جواله .. كانت المتصله نجلا .. رد عليها على طول لانه عارف ان دواه عندها ومن يسمع صوتها يرتاح
طلال : هلا قلبي
نجلا بعتاب : حبيبي ليه ما صحتني من النوم .. ما يصير تطلع بدون ما اشوفك .. والله ما يصير
طلال : يا قلبي اعذريني لما شفتك في سابع نومه ما حبيت اصحيك لانك امس ما نمتي الا متأخر سهرانه مع وليد وفما حبيت ازعجك .. كيف حبيبي وليد
نجلا ببتسامه : هذا هو جنبي لبسته علشان بروح بيت امي
طلال : ليه بتروحين بدري انتظريني اخلص دوامي ونروح مع بعض
نجلا : لا حبيبي ودي اروح قبل ابي اساعد امي بالطباخ وبعدين انت ما تخلص الا العصر وعلى ما تجي وتاخذني ونروح صار المغرب ..
طلال : طيب براحتك حبيبتي بس دري بالك على حالك .. دقتي على السواق يجي ياخذك
نجلا ببتسامه : ايوه دقت عليه قالي عشر دقايق وهو عند الباب .. تامرني بشيء حياتي
طلال هو ما وده يسكر : نجلا ..
نجلا : ياعيون نجلا
طلال حس انه وده يعبر عن شيء بداخله مو قادر يوصفه : تسلم لي عيونك الحلوه يا اغلى نجلا على قلبي .. حبيبتي والله انتي عندي بدنيا كلها .. وقلبي ينبض علشانك ..مع كل نبض يزيد حبك .. وما يوقف الا لما تطلع روحي
نجلا : لا تقول هالكلام يا عمري .. تفداك روحي .. جعل يومي قبل يومك .. يالله حبيبي انا بسكر الحين اسمع صوت السياره اكيد السواق وصل .. بااااااي حياتي اشوفك العصر ..
سكر طلال من نجلا واصل طريقه الى غرفة الاجتماع .. دخل شاف الكل محضر حاله وكل واحد جالس على كرسيه .. جلس طلال على الكرسي بعد ما سلم .. وحاول يجمع افكاره والنقاط الى راح يطرحها في الاجتماع .. لقى صعوبه بتجميع الافكار والسيطره على ذهنه .. الي مشغول بنجلا .. حس مره ثانيه بالنغزات الي مو راضيه تفك عنه بالمره ..
بدا الاجتماع .. وبال طلال مره حاضر بالاجتماع ومره غايب مع نجلا .. الين رن جواله مع نهايت الاجتماع
ناظر شاشة الجوال بستغراب لان الرقم غريب .. رد : نعم
المتصل : السلام عليكم
طلال بستغراب لانه ما عرف الصوت " وعليكم السلام ..
المتصل : الاخ طلال الفلاني ..
طلال : نعم انا طلال
المتصل : انا اتصل عليك من مستشفى ( ... ) انت زوج نجلا ..
طلال وهو يقوم من الكرسي بسرعه : أي انا زوجها .. وشفيها نجلا
المتصل : تعرضت لحادث .. ونقلت عندنا بالمستشفى .. هي ..
قاطعه طلال .. وهو يحس ان الدم تجمع بوجهه ويده : انا جاي الحين ..
طلع طلال من الاجتماع بسرعه ولا كانه شايف احد جدامه .. وما يدري وشلون وكيف وصل عند سيارته وبسرعه على المستشفى .. واول ما دخل المستشفى .. كان شكله مثل التايه ما يدري وين يروح .. مو قادر يفكر الا بنجلا .. يبي يوصل لها بسرعه مو مهم كيف .. تقدم بخطوات سريعه ومرتجفه الى الاستقبال ..
طلال بصوت مرتجف : نجلا .. نجلا .. نجلا .. الله يخليك وين نجلا
الاستقبال : ممكن تعطين اسمها بالكامل ..
طلال بسرعه : نجلا الفلاني .. انا زواجها طلال .. هي صار لها حادث
الاستقبال : روح قسم الطوارىء ( كمل بسرعه وهو ياشر على جهة اليمين ) على اليمين
وصل طلال قسم الطوارىء ..وهو يقول نجلا نجلا .. شاف دكتور متجه له ..
الدكتور وهو يقرب من طلال وبملامح جامده : انت طلال
طلال بسرعه : أي انا طلال .. الله يخليك يا دكتور طمني وين نجلا .. نجلا زوجتي وينهي
الدكتور وهو يطبطب على كتف طلال وكانه يحاول يواسيه .. وبنفس الملامح : البقيه بحياتك
طلال حس ان الدنيا بدت تدور فيه ومو قادر يشوف شيء قدامه .. وصوت الدكتور يزلزل كيانه البقيه بحياتك .. البقيه بحياتك .. حس ان الاه الي مسكت قلبه وصلت لحلقه .. واطلق صرخه هزت الممر .. لا شعوريا .. اطرافه من الرجفه مو قادره تشيله .. مسك الجدار الي جنبه .. اسند نفسه عليه .. جلس بالارض .. وهو ما سك راسه بيدينه الثنتين .. وصوت الدكتور واصوات ثانيه مرعبه تتزاحم براسه .. ( البقيه بحياتك .. البقيه بحياتك .. نجلا راحت خلاص .. راحت .. راحت .. وما عاد ترجع .. نجلا ماهي موجوده .. نجلا خلاص خلاص .. مــــــــــاتت .. مــــــاتت .. ماتت نجلا )
قام بسرعه وهو جلس يضرب الجدار بيده بقوه وهو يقول : لا لا لا نجلا ما مماتت نجلا مما ماتت .. ( علا صوته وهو يصارخ بدون وعي والدموع ماليه وجهه ) لا لا لا لا .. نجلا حيه .. حبيبتي ما راحت .. ما راح تخليني
تجمعو عليه الممرضات وحاول يهدونه لاكن ما في فايده .. جن جنونه اكثر وبدا .. يضرب بالارض والجدار بقوه .. طلب منهم الدكتور ان يعطونه مهدا و يدخلونه في غرفه علشان يرتاح ..
/
/
/
/
في المستشفى عند هيام .. بعد ما طلع فيصل من هيام حست براحه .. وضيقه في نفس والوقت وكان رقبتها بكلام عن الي يدور بداخلها هي الي خلتها تتصل على دلال و تقول لها تمرها المستشفى في أي وقت تكون فيه فاضيه .. مرت دلال بعد ما طلعت من الجامعه على طول .. لان صوت هيام اقلقها .. فحبت تطمن عليها ..
هيام وتحاول تعتذر : ادري اني ازعجتك .. واسفه اذا كنت عطلتك .. بس والله انتي الي جيتي على طول في بالي ود..
دلال ببتسامه خفيفه : هيام وش هذا الكلام .. عادي مو حنا صديقات
هيام ارتاحت لما اسمعت كلمة صديقات وذكرت ايام المدرسه .. يعني للحين تجمعنا صداقه رقم ابتعادنا عن بعض بعد ايام المدرسه .. هذا يعطيها دافع انها تتكلم و تقول كل الي بداخلها بدون حواجز .. اكيد دلال راح تسمعها
هيام نزلت راسها وناظرت الارض وهي مو عارفه من وين تبتدي .. ومنحرجه من الكلام الي راح تقوله .. لما شافتها دلال مرتبكه قالت لها ببتسامه خفيفه : هيام اذا مو عارفه من وين تبتدين ابتدي من البدايه
هيام وهي تاخذ نفس طويل : انا يا دلال .. لما صار لي الحادث قصدي لما ضربني خالي وصرت في احوال .. صار لي ايام افكر في حالي ..في حياتي .. وفي الناس الي حولي .. هم وين صارو وانا وين صرت ( كملت بتنهيده ) انا يا دلال تعبانه حيل تعبانه .. فيني وجع والم في قلبي .. وجروح مو عارفه كيف اداويها .. والله يا دلال ما اكذب عليك من تخرجت من المدرسه ما شفت يوم عدل وانا كنت اضن ان حياتي بتكون افضل .. انا مو غلطانه مدري يمكن غلطانه بس انا من حقي اني اعيش حالي حال غيري من البنات احب وانحب واتزوج .. ويكون عندي بيت
(دلال كانت مع هيام في الخط و تسمع لها بس هي لسى ما عرفت هيام وش تقصد بكلامها .. فما حبت تقاطعها )
كملت هيام كلامها .. وخبرت دلال عن قصتها مع فيصل وطلعاتها معه .. وحبها له وحبه لها واتفاقهم على الزواج .. عن الليله المشؤمه الي شافها فيها خالها وهي نازله من سيارة فيصل وجن جنونه وضربها ..
كملت بتنهيده طويله .. والله يا دلال كنت ذاك اليوم فرحانه .. واحس ان الدنيا اخيرا ابتسمت لي .. وبعيش حياتي لكن خالي ما خلا لي نفس .. شفت الموت .. وما ادري وشلون نفذت من تحت يده .. وللحين فيني نفس ..
دلال وهي تمد يدها وتضم يد هيام وببتسامه : الحمدلله على سلامتك .. كل هذا يا هيام في قلبك وحنا ما ندري انا كنت اعرف ان خالك ما كان يخليك في حالك وبس بسالفت فيصل ما كان عندي خبر ما مره قلتي لنا ان في حياتك شخص او كنت مخطوبه لاحد
هيام وهي تناظر في دلال : انا يا دلال من عرفتكم .. واحساسي اني اقل منكم ما كان يفارقني ليومك هذا .. دائما كنت احس انكم افضل مني في كل شيء وما اكذب عليك اذا قلت لك اني احسدكم واحساس الغيره يذبحني .. كلكم تخرجت ماشألله بمعدلات وكلكم .. كملتو دراسه وفي الاقسام الي تبونها .. عايشين حياتكم وما عندكم مشاكل تاكلون وتشربون وتلبسون من افضل الماركات وطلعون وتنبسطون وتسافرون .. ( كملت والدموع بدت تتجمع بعينها ) اما انا كنت كل يوم اكره حياتي ارجع البيت وانام على ونات امي وحزنها ..وصراخ خالي الي مافي قلبه رحمه .. كل يوم لما اجلس الصباح كنت انتظر شيء يغير لي حياتي يحسسني بالحياه .. بالحب بالاهتمام بقيمتي .. تعبت يا دلال تعبت كل يوم اقول اليوم كل يوم اقول اليوم .. لما شفت ان مافي امل من الحياه قلت خليني ادور على سعادتي بنفسي واعيش مثل ما البنات عايشين .. انا يا دلال حبيت فيصل من كل قلبي هو الي حسسني بطعم الحياه .. خلاني احس اني انسانه لي قلب ومشاعر صحيح ان علاقتي فيه كانت خطأ .. بس والله انا ندمانه .. لكني مو ندمانه لاني حبيته .. ندمانه لاني كنت اعرف ان تصرفاتي كلها خطأ مع ذالك كنت استمر فيه .. دلال انا محتاره ودي انك تساعدين ابي اعيش باقي عمري مرتاحه .. بس الله يخليك يا دلال لاحد يدري بالموضوع
/
*
*
/
|