المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
غبى و أرعن ولم لا
غبي و أرعن ..لم لا ؟!!!
:" تجيبين أخيرا .. كأني ما رأيت .. و ما مررت من هنا معك .. ألا تر يا غبي .. كيف كانت نظرتي إليه ؟
غبي و أرعن .. و ربما كنت آخر .. لكنني أعي تماما .. عن حق أسأل .. و لا بد أعرف .. هذه دعوة صريحة سيدتي !!! ".
تتهالك .. ترتجف أطرافها .. يرتعد قسوة .. عنفا يزلزل نواجذه .. يرى حجم ما يعصف بها .. لا يغفل عنه .. تضطرب فروع شجيرته.. تهتز كأن بها مسا عاصفا .. يستدير .. يشيح بوجه غضوب.. و هي تلاحقه بإلحاح مبك .. : انتظر .. لم أنته بعد "
يخطو بعينين شاردتين .. تطل حبات حائرة .. تستوقفه بأظافر حرقتها :" لا .. أوصل أمري معك حد السقوط ؟!!".
تتداخل الألوان فى عينيه .. حزمة من أشعة حريفة .. كانت تتسلل .. ترسم على كل البنايات كريات ودوائر ممغنطة.. و إحساس بغيبوبة قادمة ينتهك سره .. يدميه تماما ..بكفه يظلل حاجبه .. يلسعه قهر ملتو ..يجلده ويشوى لين ذاكرته ..تلفه قشعريرة .. تلدغه حيات .. تنخزه .. شرد مخترقا سيارات عابرة .. الأبواق تكاد تقصمه ..تحجب صوتا يطارده .. بل أصواتا تصلى تهوره .. تلطم نواصبه المقامة صراخا .. وكل مجروراته المعلقة بمنكبيه وجعا .. و عرق سخين يتقافز عبر جلده .. أنفاس لاهثة تصاعد .. كزفير وحش مجهد ..كأنه يختنق .. يساقط على مقعد .. يناصب الاسترخاء عداء .. تتلظى حرائق بجلده .. تدركه أخيرا :" هكذا تخلفني .. دون حتى كلمة .. أنا هذه .. من أهدرت مكانتها لديك .. أنا .. اسمعني أرجوك ".
دون كلمة .. جذب يدها .. خلعها إلى جانبه .. كان هو عصيا عليه .. وجهه مصوبا للأرض .. و كفاه يضغطان كفها :" كنت تدرين .. أنه أصبح هاجسا .. تمنيت لو لم يكن .. لكنها غيرتي .. تنهش روحي .. تحولني لطعمة غباء .. تماما كما تحدثت ".
أطرافها تتفلت متجزئة .. تهتز .. تنشط هستيريا .. لولا كف تقبض عليها .. كف تعشق لمستها .. لكن زلزالا كامنا يتملكها .. يقهر جيوش إرادتها .. تتشبث ببعض قلاعها :" كيف هنت عليك .. ترميني بهذا الاتهام .. أما قال : كم أنت جميلة .. رائعة .. فلم تبدين متجهمة عبوس ؟!!.. كوني متفائلة !! كأنه لا حق لنا في بعض حزن .. فكان ردى سخرية منه .. و من كلماته .. و هذا حق .. أليس حقا لي ؟!!".
صرخ فجأة : لا .. ما كان حقا لك .. لم هو .. من تلتفتين إلى معاكساته .. لم ؟!!!
كثيرون مروا بك .. كان لهم بعض بذاءات .. و ما كنت تقيمين وزنا .. لأى حد !!
يجتذب كثيرا من هواء.. يفك خزائن غضبه .. لأجلها يفعل .. يلتقط ماتبقى .. ينفضه بهزات متوالية .. يتنفس أخيرا ..كانت نسائم طرية ترشه قبلاتها.. تعانقه عبر مساحات ممتدة للحديقة ..عصافير تحلق وتصدح ..وتحط قريبا .. وزنابير تطن وتتلاشى .. فى مساحة زهرة .. يتابع ركاما من هواجس .. داخله تصطفق أكف .. وتركض فئران مجنحة .. يطيح بها .. ينفض ستائرها .. يبحر في عينيها .. يشرق وجهه حنانا .. يخترقه خيط ألم .. وخيط يصله بالقمر :" ربما يحتاج عبوسي وتجهمي .. لشيء يعدله .. قلت ..و تفلسفين الأمر .. و أنا أصدقك .. نعم .. لا غرابة .. وسوف يكون رد قادم .. أكثر إيضاحا .. لأنه سوف يهتبل فرصة هيئتها له !!".
بكفها الأخرى كانت تسكته .. تضغط بها شفتيه ..تصرخ ..وألم ممض يسحق جسدها .. وصوتها يلاحقه :" لا .. لا تقل .. لا أريد أسمع .. لا أريد ".
بحزن دفين تملك راحتيها .. وبص في وجهها :" لم أستشعر سخرية .. ربما كنت غبيا .. لكن في مثل هذه .. يبدون كلهم أغبياء .. لن يرى سوى استدعاء له !!".
كأن ألسنة من لهب .. تفترسها.. تشد راحتيها .. تهب مبتعدة ..وضعف وتهالك يتملكانها .. تنهش مدائنها .. صدرها ..قلبها ..أطرافها ..معدتها ..حيات .. تسلل عرق بارد .. غمرها .. إحساس رهيب بغربة ما .. بضياع فوق بركان ..غامت الرؤية .. ما عادت ترى شيئا ..قفز فجأة .. التحم بها قبل سقوط موشك :" حبيبتي ..و لو .. تظلين بروعتك و عفتك .. ما حييت .. تعالى .. لو لم نكن هنا .. لأخذتك فى صدري الآن .. قشرت الجلد .. وضعتك بين ثناياه .. خبأتك بين ضلوعي .. و حملتك كطفلة .. طفلتي أنت ".
جاشت انفعالاتها .. بحرقة بكت .. تنهمر حبات و حبات .. يرف طائره مأخوذا .. يصرخ :" تاكسي ..تاكسي ".
كان جسده يهتز بشكل ملفت .. فشل فى سيطرة أرادها .. صرخ :" احبك .. احبك .. تاكسي .. تاكسي .. حبيبتي .. تماسكي .. أرجوك .. غبي و أرعن أنا .. و لم لا ؟!!!
التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب ; 19-05-08 الساعة 03:32 AM
|