يسعدني إن أقدم لكم قصتي هذه, أتمنى أن أرى أرآكم وانتقاداتكم فيها التي تهمني
,’
منتدى ليلاس الثقافي
..خناجر تأنيب الضمير..
جالس على عتبات باب منزله يسترد ذكريات الماضي بتأنيب الضمير.. وقد غطى الشعر الأبيض كل رأسه.. ينفث سم السيجارة وعيناه تنفث دموع حسرة الماضي الذي كان فيه أنانياً بصفته الأخ الأكبر والوصي بعد وفاة والدة لعائلتهم الفقيرة..
عندما تقدمَ الرجل الطيب الذي يفوقه أخلاقاً وثراء.. طالباً يد أخته دلال على سنه الله ورسوله.. كان يحسد أخته حتى على الأيام السعيدة.. فرده قائلاً:
- هذا شرف لنا أن نزوجها برجل مثلك.. ولكن الرأي الأول والأخير لها.. ولو كان الأمـر بيدي ما تأخـرت ساعة.. أنتظر بضع أيام وسوف أرد لك رأيها..
لم يخبر أخته أنه تقدّم إليها رجل.. وبعد ثلاثة أيام ردّ الرجل قائلاً أن أخته لا تفكر الآن في الزواج..!
هو تزّوج وأسكن زوجته في منزلهم وبعد انتهى منزله من البناء أنتقل مع زوجته للعيش فيه.. ومرّت سنوات وأنجبت زوجته منه ثلاث بنات.. على عكس ما تمنى..
كان كلما يأتي رجل ثري طالباً يد أخته.. كان يرده ويقول نفس الكلام الذي قاله لأول من تقدّم لها.. وإذا أتى رجل عديم شخصية متزوج أو فقير.. كان يخبر أخته بذلك.. في البداية أخته رفضت الرجال الذين تقدموا منهم المتزوجون ومنهم المطلّقِين.. ولكن بعد أن تقدمت في العمر.. لم يأتها أي رجل بمواصفات فارس أحلامها.. كانت كثيرة الحزن على ما مرّ من عمرها من دون زوج ومنزل وأولاد..
وبعد مرور سنوات تقدّم رجل متزوج لها.. وحالته المادية متوسطة.. وقبلت به وهي تعلم أنها لن تعيش سعيدة لأنه رجل متزوج..
ولكنها تزوجت منه وأسكنها زوجها مع زوجته الأولى في نفس المبنى.. شقتها تقابل شقة زوجته الأولى..
زوجته الأولى كانت حقودة.. حيث حدثت لها منها مشاكل كثيرة.. وذهبت إلى العرافين والمشعوذين لتعمل لها سحراً يجعل زوجها يطلق زوجته الجديدة..
وفعلاً طلّقها مع بداية الشهر الثالث من زواجه منها.. وعادت إلى منزلهم تجر دموع الألم والحسرة..
أصبح دائماً يصرخ بوجه أخته على اختيارها لهذا الزوج.. وحدثت بينه وبين أخته خلافات كثيرة..
وفي يوم من الأيام تقدم لها رجـل أرمل بمواصفات فارس أحلامها عن طريق خالها..
عندما سمعت بذلك فرحت فرحاً وكأن الألوان عادت إلى حياتها..
رجل.. ثري.. طيب.. خلوق.. وسيم.. لم تصدق أن هناك زوج يفكر فيها بعد أن غطى اليأس سنوات عمرها..
وليس هناك شيء أحلى من أن تكون والدتك بجانبك في يوم زفافك..
أخاها لم يستطع أن يفعل شيء لأن كل شيء تم بسرعة وأيضاً كانت هناك خلافات بينه وبين أخته.. ولم يحضر حفل زفافها..
هي عاشت أفضل عشية التي كانت لها شبه سراب..
وهو توفيت زوجته ولم ترى أي من بناتها تزف عروساً..
بل أن الله عاقبه في بناته ولم يتقدم أيّ رجـل لأحدهن..
وها هو الآن قد أستيقظ ضميره النائم.. ولكن بعد ماذا؟
تمت*
والنسخ ممنوع!