الجزء التاسع عشر
فيما بعد في جناحه الخاص
كان سيف مستلقي على الأريكة وهو يمسك جهاز التحكم بيده ويقلب في محطات
التلفاز بملل حين رن هاتفه النقال بطريقة مزعجة إعادته للواقع فأمسكه ونظر للرقم
هز رأسه وهو يقول : صج ما تستحي ....
رد بصوت غاضب : نعم ...
خلود بدلع: هلا والله...
سيف: قلت نعم ...
خلود وهي تفكر ( مالت عليك جذي حد يرد !!!) : شحالك سيف ؟؟
سيف: كنت راقد ...اقولج ؟؟؟ أنتي ما عندج ساعة ؟؟؟ ماتعرفين أن الحين نص
الليل؟؟؟
خلود : اسفه .. بس تو الناس راحو ... وصرت بروحي ... قلت باشكرك ...
سيف: عفواً ...تبغين شي ثاني؟؟
خلود بمسكنه : لا .. بس ... أنا الحين صرت...يتيمه ...ومالي حد في هالدنيا...
سيف وهو يتصنع التثائب: اهه ...الله يعينج...كلها كم سنه ويجيج ولد الحلال اللي
يضمج ...يلله فمان الله ....أنا بروح ارقد..
خلود وهي متفاجأه من ردة فعله وإنهائه المكالمة...: هذيه من ايش مصنوع؟؟
ليش ما يحس فيني ؟؟؟ ليش ما يعطيني ويه...واحد غيره كان استغل هالظرف
وكلمني لكن هذيه يحّر...لكن معليه ...لي متى بيصدني ؟؟؟ مصيرك تستوي لي يا
سيف.. وبعدها ....بعدها بخليك تتحسف على كل تصرفاتك معاي...بخليك خاتم في
صبعي ... وتصير إنت اللي تركض وراي وتترجى مني نظرة رضى...
في اليوم التالي
توجهت جواهر مع أبو حسن لمكتب المدير بعد أن أبلغوا باجتماع مفاجئ مع المدير
ودخلت بعد ابوحسن وهي تركز نظرها للأرض لئلا تراه وجلست على طاولة
الاجتماعات ...وأخذت تلعب بأظافرها بانتظار أن يبدأ سيف الاجتماع وبعد قليل وبعد
أن أنهى مكالمته الهاتفية أنضم لهم على الطاولة وسلم عليهم ....
سيف: البارحة صارت جريمة قتل لمواطن في سيارته..كان موقف قبل النادي
الدبلوماسي على الشارع ولقوه شباب راجعين من البحر لما شكوا في موقفه
الغريب وبلغوا الشرطة واستلمته الدورية...الصور مثل ما تشوفون قدامكم أنقتل
برصاصة في راسه والشباب ماقصروا راحوا البارحه وفحصوا السيارة قبل لا
يودونها جراج الداخلية... تقرير الطبيب الشرعي بيطلع خلال ساعة واسم الطبيب
ورقمه مكتوب عندكم ... ابغيكم تتعاونون معاه ومع الضابط اللي مسك القضية
وتحلونها وبأسرع وقت ممكن... لأن رئيس الديوان الاميري متصل بنفسه في
سعادة الوزير ومستنكر من جريمة القتل...وتدرون مثل هالنوعية من الجرايم قليلة
فالله يعينكم.. وأنا كلي ثقة فيكم أن نتايج التحاليل والاختبارات بتكون على مكتبي
قريب ... وقبل لا تسافرين يا جواهر...( قالها وهو يركز نظره عليها ينتظرها أن
ترفع عينها)
وفعلاً لم تتوقع جواهر أخر ماقال فرفعت رأسها ونظرت اليه بتساؤل ولكنها لم
تنطق بحرف بل أخذت تفكر ( الحين يوكلني بالقضية المهمة !!! الحين وأنا
مفروض اليوم أخر يوم لي واطلع من وهل !!!)
سيف : أنا أبغيكم تشتغلون مع باقي افراد الإدارة عليها ...كل شي يتأجل لين تنتهي
هالقضية ...يلا ...ما ابغي أعطلكم زود...الله يقويكم ...
نهض عن الطاولة معلناً نهاية الاجتماع وعاد الى مكتبه وأخذ يعبث في الأوراق
التي أمامه ويتصنع عدم الاهتمام وهو يسرق النظرات لها حتى خرجت من الباب.
لاحقاً تم توزيع العمل بينهم وفضلت جواهر أن تفحص السيارة بنفسها حتى تسرع
في حل القضية فاتصلت بالضابط الموكل بالجريمة واتفقت معه على الالتقاء في
الكراج وذهبت مع سيارة الوزارة اليه حاملة حقيبة العمل ...أما ابوحسن فأتصل في
الطبيب الشرعي وذهب اليه ليرى الجثة ...
بعد أقل من نصف ساعة كانت جواهر أمام سيارة المجني عليه مع الضابط وأخذ
يفتح الأبواب لها ويريها أثار البارود على مسند الرأس الخاص بالسائق فقالت:
معناه أن الطلقة جاته من ورا ...معناه أن المجني عليه ماكان بروحه في السيارة
وإن القاتل غافله وقتله...
دخلت السيارة وجلست على المقعد الخلفي وأخذت تفحصها من الداخل وبدقة
متناهيه وبعد قليل لاحظت طرف قطعة معدنية محشورة في الأسفل بين مقعد السائق
وبين مسند الذراع في الوسط التقطتها بالملقط ورفعتها فإذا هي خرطوشة
فارغة...وضعتها في كيس نايلون صغير ثم أكملت فحصها ومسحت بعض من
البارود ووضعته في كيس أخر...
بعد حوالي ساعة كانت عائدة لمكتبها ومعها الأدلة التي جمعتها ....وبعد مده ذهبت
الى ابوحسن وأخذت تتناقش معه في القضية....وبعد ساعتين كان التقرير جاهز
وبتوقيع ابوحسن عليه... كان الضابط قد اتصل سابقاً يعلمهم بأنه تم القبض على
مشتبه به في حالة من السكر الشديد والهلوسة يحمل مسدس سميث أميركي الصنع
عيار 38 ويرجح أنه نفس المسدس المستخدم في الجريمة وهو يلوح به للمارة في
الشارع....
فيما بعد في مكتب سيف
كان سيف يقرأ التقرير الذي احضره ابوحسن له ثم اتصل بالسكرتير وطلب منه
خطاب تغطيه له ليوقعه ومن ثم عليه أن يرسله لمكتب الوزير مع سائق خاص ثم
التفت الى ابوحسن ...
سيف: ماشاءالله عليكم بسرعه طلعت النتيجة...
ابوسيف : قسمنا الشغل أنا رحت حق الطبيب الشرعي وجواهر راحت تعاين سيارة
المجني عليه وهي اللي لقت الخرطوشه اللي ربطت القاتل بالجريمة بعد الطبيب
الشرعي اثبت ان موته جا بسرعه نتيجة رصاصة في الدماغ من جهة اليمين..نفس
المكان اللي الضابط لقى اثار البارود فيه...
سيف : الله يعطيكم العافيه ...بس ما عرفتوا سبب القتل ؟؟؟
ابوسيف: مافي أي سبب ..الضابط يقول أن القاتل كان سكران وماخذ حبوب هلوسه
والمجني عليه كان واقف يتكلم في التلفون وهو ركب من ورا وطلب منه يوصله
فندق الشيراتون ولما خاف منه ورفض ثّور عليه بكل بساطه ...وبعدين نزل وراح
يمشي على رجيله ويهدد بمسدسه العالم إذا ماوقفوا له ... بلغوا عنه وجاته دورية
وشلته ...
سيف: عيل جواهر وينها ...
ابو حسن : تلبق اغراضها ...خبرك بتسافر بكرة واليوم اخر يوم دوام لها ...
قاعده ترتب اوراقها وقالتلي ابلغك سلامها لما اشوفك ...
هز سيف رأسه وهو يشعر بغصة في حلقه ...
انصرف ابوحسن عنه وتركه وحرك مقعده للخلف واخذ يراقب البوابة الرئيسة وهو
يضع يده على خده ويفكر حتى شاهدها وهي تخرج من المبنى لقد عرفها من اول
وهله من ظهرها واخذ يراقبها حتى وصلت سيارتها ودخلتها بقيت مده وهي تنظر
للمبنى وكأنها تودعه ثم تحركت وغادرت المكان ....وهو يتخيلها خارجة بعد أن
ودعته ....بعد أن سلمت عليه ..... ولاحت امامه كلمات الشاعر الامير
نواف بن فيصل
مايفضح اللي يحب إلا آخر اللحظات
لامد كفه بالوداع وصد بعيونه
معاه رايات الاسى وجيش من العبرات
وبين الحنايا صهيل خيول محزونه
كنه على موعد معك ياهادم اللذات
من شاف ماصابه يقول الله في عونه
سلام ياللي ناوي الفرقا عدد مافات
وتعداد مامر السحاب وهلت مزونه
سلام من قلب سكنته إنت والحسرات
غلاي تكفي يامودع ناظري صونه
إرحل وأنا برحل معي هم وتعب وسكات
واسرار مابيني وبين الروح مدفونه
إرحل مدام الله كتب لك يالحبيب شتات
مالي على حكم القدر راي ولامونه
مالي بعدك ألا الصبر ومجاذب الونات
وقصيدي اللي كل خلق الله يغنونه
وان طالت الغيبة ابنعي الحب لو مامات
عسى الهوى بك يشتعل وتردك ظنونه
وباحاول أنسى ولو يصيح الشوق بي هيهات
وباحاول أسلى ولو يصيح القلب ما أخونه
كان يحس بانقباض في قلبه كان الحزن قد بلغ أوجه وهو يراقبها تغادر أمامه..
أخذت جواهر تفكر طوال الطريق في سيف تتذكر كيف تجاهلها وكيف وكلها بقضية
قبل سفرها ( ولا كأنه توه مكلمني عن الخطبه ...غريب هالرجال !!! سفهني
عدل... اكيد زعلان ...بس هو ليش ما يقّدر ...ليش ما يقوللي أنا وش بيدي ؟؟؟
يعني اهّد امي واروح له...!! أنا مهب حره مثله....أنا مقيّدة وقيدي امي
المريضة... من لها في هالدنيا غيري !!! لو هي صاحيه معليه بس هي مريضه
وهو يدري ... من له نفس يفرح وهذي حالته!!!)
في المساء وفي مجلس احمد
دخل سالم والابتسامة مرسومه على محياه وسلم على الجميع وجلس معهم فسأله
عبدالله: الا الوجه بشوش....خير ...ونسنا معاك....
أحمد : يمكن لقى له صيده جديدة..
سيف: والا يمكن اقبلوه في وظيفة حكومية وبيهد الشركة...
كل هذا يدور وسالم يبتسم بدون أن يرد...
سعيد: لا ...الموضوع جايد ...يمكن قرر يعرس...
هنا نظر اليه سالم وقال : بس ...الاخ عرس ويحسب أن الناس كلهم يبغون
يسوون مثله ...أنا توني شباب وانت تبغي تحبسني ....
عبدالله : عيل ما تقولنا شفيك مستانس؟؟ عقب وجهك البارحة ...اكيد صار شي..
سالم بهدوء وصوت متقطع ليظهر مخارج الحروف بوضوح : حجزت معاكم على
لندن ...
احمد : شموديك الحين ...؟؟ انطر لين نحتاجك وبعدين تعال...
سيف يفكر ( صج ملقوف ....شموديه معاهم ؟؟؟)
عبدالله : ورخصوك ؟؟؟
سالم وهو يبتسم ابتسامه شريرة : قلت له أن احمد ملزم علي اروح معاه كم يوم
اساعده ....
احمد : وليش تجذب ...؟؟ انا ماقلتلك شي....
سالم : أنا طفرت ...قلت يا اروح معاكم كم يوم يا احذف نفسي تحت سيارة وافتّك..
بس المعجبات ما رضوا اصروا ان انا اسافر ارتاح لي كم يوم وارفه عن نفسي...
عبدالله : يا مسود الويه ...ليش ما تطرش لي من هالمعجبات ...
أحمد : ما عليك منه ....ما عنده معجبات ولا شي ...هذا كله يخربط...
توسعت ابتسامة سالم وقال : المهم أني معاكم في طيارة بكرة في الليل وبس..
قولوا اللي بتقولونه...ما يهمني...
أحمد : لهلدرجة تبغي تروح؟؟؟ يا اخي توك جاي ماصار لك مده ...
سالم : عاد أنا معاكم بكره في الطيارة بأذن الله ....وانتو كيفكم ...
أحمد : ما ادري متى بتكبر وبتعقل ؟؟؟
سالم بسخرية : يصير خير ...
فيما بعد
جلس أحمد بجانب سيف وكان وحده وسأله: أنت للحين مافكرت في الموضوع اللي
كلمتك عنه ؟
سيف باستغراب: أي موضوع ؟؟؟
أحمد : موضوع عرسك ...أنا ماقلتك أن مرتك عندي ؟؟؟ متى ناوي تخلص ؟؟؟
سيف وقد تذكر : اييييه يا ابن الحلال ... جان زين بس على قولة المثل ..اللي يبينا
عيت النفس تبيه واللي نبيه عيّى البخت لا يجيبه.
أحمد : شفيك صاير جنك بو صالح اللي في درب الزلق؟؟؟ كلمني كلام رجاجيل ودك
تعرس والا لا؟؟
سيف: ودي...والله العظيم ودي ...لكن مستحيل اخذ وحده غصب عنها ...
أحمد : معليك أنت من هالكلام... أنا ولي امرها واقولك أني راضي فيك زوج حق
اختي ....وبكلمها عقب ما نستقر هناك...ما عليك انت ...توكل على الله وخل
الموضوع علي وما يصير الا اللي في خاطرك ...
ابتسم سيف وهو يسأله : ومتى بترد علي ؟؟؟
أحمد : لا تصير مطفوق ...خلاص متى ما كلمتها بتصل فيك وبرد لك خبر...
سيف : توكلنا على الله ...
كان سيف يشعر بسعادة كبيرة جراء محادثته مع أحمد عندما عاد سعيد من الحمام
لاحظ سيف ولكنه لم يقل شيئاً حتى ركبوا السيارة ....التفت عليه وهز رأسه
بتساؤل وبدون أن ينطق ولكن سيف لم يتكلم بل صد برأسه للشارع ووجه نظره
للمجهول...كاد الفضول أن يفتك بسعيد لأنه كان يرغب بمعرفة الذي دار بين أحمد
وسيف وسبب سعادة سيف ولكن سيف لم يعره أي انتباه مما أثار غيضه...تجاهل
رنات هاتفه النقال وقاد سيارته الى أن وصل الى شاطئ البحر واوقفها ونزل.. انتبه
سيف بعد دقائق أنهم توقفوا فبحث عن سعيد ووجده جالس على صخرة كبيرة ذهب
وجلس بجانبه وابتسم وهو يسأله: ليش جبتنا هنيه اليوم ؟؟؟
سعيد : عشان تتكلم ...
سيف: اتكلم شقول ؟؟
سعيد: اللي تبغيه بس يكون في علمك محنا براجعين البيت الليله الا إذا تكلمت..
سيف: غصب ...
سعيد : غصب والا طيب ..أنت وكيفك ...
ضحك سيف وقال : طيب ...طيب يالشيخ ...أنت بس هد اعصابك ....
سعيد: اعصابي هاديه..
سيف: وافق أحمد على خطبتي لأخته وقال بيكلمها وهم مسافرين...
سعيد: أحلف ...وأنت متى خطبتها منه وأنا ما سمعت ... سويتها بالخش..
سيف: يارجال ...الموضوع جر نفسه واحنا نتكلم وهو وعدني خير وقال أنه
يتمناني نسيب...
سعيد: مبروك ..مبروك ياخوي ...أخيراً بتتزوج ..أخيراً يتدخل القفص الذهبي
وبتنربط مثلي...
سيف: عزك الله ...أنا مب حمار انربط... أنا فحل حر...وبتم حر طول عمري..
سعيد: تتحلم ...مادام بتتزوج ...ماراح تكون حر أبد...
سيف: إحنا للحين في أول السالفه...خل نشوف وش بيصير قبل ..وبعدين باركلي..
وخطط لي ...
سعيد وهو يمسك بلحيته: هاللحية بحلقها إذا ما تزوجت منها وقبل لا تكمل السنه..
شرايك؟؟
ضحك سيف وقال: أي لحيه ..قول متملل منها وتبغي حجه عشان تحلقها..
سعيد: ما نيب محلقها ..أنا متأكد أنك بتتزوج أصلاً ...
في مكان أخر في الدوحة
كانت جواهر تتقلب في فراشها وهي تفكر ( بسافر وهو للحين زعلان مني أنا
غلطانه ...كان لازم أرد عليه عدل... كان لازم افسر له بهدوء...أنا استعجلت..
بس هو فاجأني بكلامه ... عمري ما تصورت أني بمر في مثل هالموقف...كنت
اشوفه في الافلام دايماً بس أنه يصيرلي ...ابداً )
أخذت الافكار تعصف بها الى أن غلبها النعاس فنامت ...
في صباح اليوم التالي
في مطار الدوحة الدولي
جاء العامل ليدفع كرسي ام جواهر المتحرك من صالة الدرجة الأولى الى المصعد
نزلوا للطابق الأرضي وتوجه الى بوابة جانبية وهم يتبعونه وخرج الى ارض
المطار حيث تتنظر سيارة خاصة أقلتهم للطيارة من الجانب الاخر حيث ينتظرهم
عاملين بجانب مصعد كبير مفتوح ... ركبوه وبلمسة زر صعد ببطء الى باب مقفل
طرقه العامل وفتحه مضيف وبعد أن تأكد من بطاقات الصعود أدخلهم للطائرة
وسبقهم ليريهم مقاعدهم ... بعد أن جلست ام جواهر اخذ العامل الكرسي المتحرك
وهي تدعي له ونظر لأحمد الذي مد يده واخرج ورقة نقدية ووضعها في يده وهو
يشكره. جلست جواهر بجانب امها وسألتها بصوت منخفض : مرتاحه يمه؟؟ تبغين
شي؟؟
هزّت أمها رأسها وهي تسبّح ربها في مسباحه الذي تمسكه بيدها وأخذت تنظر من
النافذة للركاب الآخذين في الصعود للطائرة بعدهم أخذت جواهر تفكر في ماينتظرهم
في لندن ...كان تبتسم لأمها دوماً محاولة عدم إظهارها لأي قلق التفت الى
المضيفة التي قدمت لها كأس عصير طازج اخذته وقدمته لأمها ثم اخذت لها كأس
اخر..
جاءهم احمد وهو يقول : شالاخبار؟؟ مرتاحين ؟؟
جواهر وامها : الحمدلله ...
جواهر: جاك سالم ؟؟
أحمد : أيه ..توه بس المسكين مقعدينه إحذا انجليزي ..هذا هو جاكم ..
لما وصل لهم سالم سمع أحمد يقول : الذيب عند طاريه..
سالم : ذيب عاد !!...شعندك تحش فيني ...؟
أحمد : أبد يسألون عنك ..
سالم وهو ينظر لأم جواهر: يمه لين بغيتي شي والا حسيتي بشي ...أنتي بس
أشري واحنا كلنا عندج ..
أم جواهر: ما تقصرون بس الحمدلله ما فيني شي ...ومابغي شي ...مشكور
ياولدي..
سالم : رحتوا وخليتوني بروحي ...
أحمد : بزر أنت خليناك بروحك !! روح اقعد مكانك في البزنس كلاس لا يطردونك
الحين..
سالم : مشكلة الشياب لي حَنّو ...بروح خلاص بروح...
بعد أن استقرت الطائرة في الجو أخذ الركاب في التحرك وبعد نصف ساعة عاد
سالم ووقف أمام جواهر وهو يقول: شرايج تبدلين معاي شوي...قاعد حذاي واحد
انجليزي نفخ راسي بالهذره واحنا تونا في بداية الرحلة....الاخ من اللي يشتغلون
في راس غاز ومستانس على البلاد ويقول بيرجع يجيب مرته وعياله...والا اقولج
بنطر شوي يمكن يبطل كتاب ويقعد يقرا فيه ويفكني ...ابغي اشوف فلم وماخلاني
الله يسندره ....
جواهر: تستاهل ...ليش ماحجزت معانا ...في كراسي فاضيه ...
سالم: من وين ؟؟؟ توني مشتغل وماعطوني معاش للحين ...والفلوس اللي عندي
يادوب تكفي كرسي البزنس والفندق والصرف... وانتي يالنذله ماحجزتي لي
معاكم... يالله نفسي ...ولا كأن لج اخو يكسر الخاطر...
بعد ساعات وبعد أن انتهت الرحلة وإجراءات الدخول توجهوا الى فندق تشرتشل
حيث حجزوا لهم جناح صغير لها ولأمها وغرفة لأحمد وسالم ..بعد أن استقرت في
غرفتها وجلست بجانب النافذة وتذكرت عندما كانت هنا اخر مره.. لقد كان معها
وتذكرت كل مواقفها معه انتبهت إلى أمها تناديها ولما ردت عليها طلبت منها أن
تتصل بخدمة الغرف وتطلب لهم شاي وقهوة قبل أن يصل أحمد وسالم..
في نفس الوقت في الدوحة
كان سيف جالساً في جناحه يشاهد التلفاز عندما رن هاتفه الذي كان على
الطاولة..أخذه بيده ونظر للرقم فعرفه ... ولم يرد وبعد دقائق رن مرة أخرى لمدة
أطول فرد على المكالمة بصوت كسول ...
سيف: نعم ؟؟
خلود : مرحباااا..
سيف: وعليكم السلام والرحمة...
خلود وهي تفكر( بل ) : اهلين ....
سيف : نعم ....؟
خلود: شلونك سيف ..؟
سيف: بخير وتعبان وراقد ...تبغين شي ...؟
خلود: مهب معطلتك وايد..
لم يرد سيف عليها فأكملت : وحشتني ....قلت اسمع صوتك قبل لا ارقد..
سيف : مصخنه أنتي ؟؟؟ أنا خاطب وبتزوج قريب ...
انصدمت خلود ولكنها تمالكت : مهب مشكله.. من قالك أني ابغي اتزوج ...