كاتب الموضوع :
reem99sh
المنتدى :
القصص المكتمله
الجزء السادس عشر
في صباح اليوم التالي
توجهت جواهر إلى عملها مبكرة حتى تجهز أوراقها قبل الاجتماع كان صوت
المقرئ محمد ايوب يصدح في سيارتها وحاولت هي أيضاً مجاراته في الآيات التي
تحفظها وهي تعبر الشوارع المزحومة والمؤدية إلى مقر عملها ...وأوقفت سيارتها
في موقفها المعتاد ونزلت ومشت للباب ورأت مديرها يمشي هو أيضاً من الجهة
المقابلة وهو يرتدي نظارته الشمسية مثلها تماماً...لم تستطع أن ترى عينيه أحست
براحه غريبة عندما توقف وسلم عليها أنه لن يستطيع هو أيضاً رؤية عينيها وما
تحتويه عينيها.... دخلا معاً من الباب ودلفا إلى المصعد مع موظف كان ينتظر
قبلهم ووقفت في الجانب الآخر ...
سألها : شخبار القضية؟
جواهر: عندنا اجتماع سيدي مع الطبيب الشرعي والضابط المسئول بعد ساعة وأنا
جهزت بعض المعلومات وعندي بعض الاستفسارات لفك بعض الغموض وبأذن الله
على نهاية اليوم يكون التقرير على مكتبك...
سيف: من الضابط ؟؟؟ علي ؟؟؟
جواهر: ما عرف سيدي... ما قالي ابو حسن.. هو اللي مرتب الاجتماع..
سيف: خير أن شاء الله ... بخصوص التقرير بنطرج تقدمينه بنفسج متى ما
خلصتيه ...
جواهر: حاضر سيدي...
أكملت طريقها إلى مكتبها وبدأت عملها ما أن جلست خلف مكتبها وطلبت
قهوتها...كانت تحس بحرارة قوية تكاد تخرج من خديها فأخرجت المرآة ونظرت
لوجهها وفكرت ( من الحر ... اكيد خدودي احمرت من الحر ....الحين بابرد من
المكيف وبتروح الحرارة ) هكذا أوهمت نفسها أن الاحمرار كان من جراء الحر
وليس لتواجدها مع سيف في المصعد ..
بعد اجتماعهم المثمر عكفت جواهر على كتابة تقريرها وانتهت منه في مدة بسيطة
واتصلت تسأل سكرتير المدير عن إمكانية لقاءها إياه فاخبرها بأنه ذهب للصلاة
وعليها أن تحضر بعد ربع ساعة ... انتهزت الفرصة وصلّت صلاة الظهر هي
الأخرى ...وبعدها تأملت وجهها في المرآة مرة أخرى ورتبت شيلتها قبل أن تحمل
تقريرها وتذهب لمكتب المدير ...
وبعد دقائق كانت تجلس أمام سيف وهو يقرأ التقرير وقلبها يدق بسرعة وهي
تتمنى لو أنها تمكنت من تهدئته ... كانت تلعب بخاتمها الماسي البسيط من
Bvlgari بينما هي تنتظره أن ينتهي من القراءة ....
وبعد مده رفع رأسه ونظر لها وهو يسألها : وش اللي قوى عندج الحدس أن
زوجته ممكن تكون الجانية ؟؟؟
جواهر: سيدي ...مثل ما هو مكتوب في التقرير المجني عليه شاب وما كان يشكي
من شي لكن بعد التدقيق طلع أن عنده التهاب الكبد فئة ب وأصحاب هالمرض
المفروض ما ياخذون التايلينول أبدا لأنه خطر عليهم وعلى أي مريض بالكبد
والدراسة اللي طلعتها كانت في 2006, توضح أن استهلاك كمية كبيرة من الدواء
تسبب ارتفاع في إنزيم الكبد Alanine transaminase عند البالغين
الأصحاء. وأي جرعات زائدة منه تسبب الوفاة....
سيف: لكن هالدوا أنتي كاتبه أنه مسكن !!!!
جواهر: هالدوا بالذات سيدي أصله أمريكي ينصرف بدون وصفة طبية وتلقاه
بسهوله في الصيدليات و أقسام الأدوية في الجمعيات حق تخفيف الألم و تقليل
الحرارة, والصداع, وآلام المفاصل, وأعراض الحساسية, والإنفلونزا....
سيف: شيفرق عن البندول ...
جواهر: هذا اقوى سيدي... وفيه نسبه سيانيد ...هالنسبة اللي ذبحت أكثر من 7
أشخاص في شيكاغو وميتروبوليتان وإلينوي في امريكا سنة 1982 عقب ما خذوا
تايلينول بروحهم ولا حد عرف سبب موتهم ... ووقفوا الدوا بعد ما قلت مبيعاته
وبعدين رجعوه لما رجعت سمعته بعد سنين....
سيف: ويمكن هو راح شراه بروحه وخذاه ...
جواهر: مستحيل سيدي..لأن جرعاته كانت في دمه صار لها مده ... يعني كانت
تنعطى له بشكل مستمر يمكن في قهوة او عصير وبعدين الجرعة الأخيرة كانت
مفرطة ..
سيف: بلغتي الضابط عشان يستجوبون المَره ويخلصون الموضوع...
جواهر: نعم سيدي وبيبلغنا بالنتيجة بكره أن شاء الله ...
اقفل سيف الملف وسألها باهتمام : والله وجبتيها يا جواهر...عساج على القوة...
إلا قوللي لي ... شخبار الوالدة؟؟؟
جواهر باستحياء : بخير سيدي... موعدنا الليلة نشوف النتيجة وأن شاء الله خير..
سيف: الله يطمنج عليها ....( ونظر إلى عينيها مباشرة وأكمل بحنان زائد ) لي
احتجتي أي شي عشانها لا يردج الا لسانج ... تسمعين ....لا تقولين يمكن
ويمكن.. قوللي اللي تبغينه وبدون ما تستحين ...
تلعثمت جواهر وأحست بالحرارة تخرج من خديها مرة أخرى وحاولت الرد عليه
بأن قالت : للل.. لل.. لا سيدي ...( ووقفت بسرعة وهي تسأله ) تأمر على شي
سيدي؟ عندي اختبار لازم أساعد الجماعة فيه ....
ابتسم سيف عندما لاحظ ارتباكها واحمرار خداها وقال وهو لازال يتأملها بحب : لا.
روحي لشغلج ...
خرجت وهي تحس بأن هناك من يطاردها ولم تهدأ إلا عندما جلست ثانية خلف
مكتبها وهي تحضن وجهها بيدها مُديرةً ظهرها للباب ...ثم شربت لها قليل من
الماء لتهدئ من روعها قليلاً وهي لا زالت تفكر ( أنا شفيني كل ما شفته تخزبقت؟؟
ليش قلبي يدّف واحس أني مصخنه ؟؟ ) ...
في نفس الوقت في مكتب سيف
كان يفكر ( يحليلها توردت خدودها .... تستحي فديتها .... من زمان ما شفت بنت
جذيه ...لكن هذي جواهر غيرررر .. في كل شي غير..هذي عبد العزيز يخطبها!!
يخسي الا هو ... أن شاء الله بترفضه عقب ما تعرف بسواد ويهه وساعتها أنا
بخطبها ويا ويلها أن رفضت ....يعني شبسوي إذا رفضت صج ؟ تخسي ترفضني..
ما عاش اللي يرفضني ...بخطفها بوديها الشاليه وبقنعها أني أنا بس اللي اصلح
اكون ريلها... شدعوه اخطفها فلم هندي!! لو حد سمعني بيضحك علي .. أصلاً
مستحيل اكلمها قبل ما اجس نبضها مستحيل احط نفسي في موقف سخيف معاها..
لازم احس بميلها حقي قبل ...لازم ) وظل يفكر فيها إلى أن انتهى دوامه وعاد
للبيت...
في منزل جواهر
بعد الغداء طلبت جواهر من أمها أن ترسل لها الخادمة لتتأكد من أنها صاحية
لصلاة المغرب وصعدت لغرفتها ...ولكنها لم تستطع النوم ....كانت تفكر في سيف
وفي حالتها الغريبة أمامه ...اشغلتها أفكارها عن النوم حتى رأت الساعة فقامت
لتأخذ لها حمام سريع وتستعد للصلاة وللذهاب مع سالم للمستشفى بعدها..
فيما بعد
كانت جواهر جالسة مع أمها في الصالة عندما سمعت بوق سيارة سالم فلبست
عباءتها وخرجت له وأشرت له بأن ينزل ورد عليها بأن تحضر فأحضرت حقيبتها
وذهبت له وصعدت بجانبه وسلمّت ...وكان صوت خالد عبد الرحمن الحزين يَصدح
في السيارة حاولت أن توطي من الصوت ولكنه ضربها على يدها مانعاً اياها وقائلاً
: سيارتي كيفي اعلّي الصوت وإلا اقصّر عليه...
جواهر وهي تصرخ : حرام عليك الصوت بيصدعني ....قصّر عليه شوي...
سالم : صج ما عندج سالفه صوت خالد عبد الرحمن يصّدع بج !!! ما عندج
ذوق...
جواهر : خليت الذوق لك ... أرجوك عمي سالم قّصر عليه ...
سالم وهو يبتسم : الحين بقّصر يوم قلتي الكلمة السحرية ...
أصبحت السيارة أكثر هدوءاً وصار في إمكانهم الحديث ...
جواهر: بتنزل معاي عند الدكتور؟؟
سالم : شرايج أنتي ؟؟ وإلا ابغي اصير لج دريول بس!!!!
جواهر : مهب قصدي بس ليش تبغي تدش معاي؟؟
سالم : ابغي اعرف عن حالتها عدل ...بنفسي ...
جواهر: يعني لو سألتني بقص عليك؟؟؟
سالم : جواهر... سكري على الموضوع ....قلتلج ابغي اعرف بروحي ...خلاص.
عم الصمت الأجواء ولم يكن هناك إلا صوت خالد عبد الرحمن فقط ولكن لم يكن
هناك من يستمع له فقد سرح كل منهما في أفكاره ...
بعد ساعة من الانتظار الممل كان سالم واقف أمام غرفة الطبيب لعدم وجود مكان
للانتظار قريب من جواهر....خرجت الممرضة تعلن عن دخول المريضة مزنه ...
لفضت اسمها بطريقة مضحكه مما جعل سالم يقلدها حتى دخل للطبيب مع جواهر..
سلم عليه وسأله عن حاله وحال أهله وسأله د. جاسم عن أهله ثم عن احمد ..
سالم : احنا جايين اليوم نسأل عن النتائج اللي سويتوها حق أمي مزنه ؟؟
د.جاسم : هذي امك !!!
سالم : أمي اللي مربيتني ....
د. جاسم وهو ينقل نظره لجواهر ويقول : والله يا خوي مادري شاقول لكم...
الوالدة قلبها تعبان وعندها انسداد في 3 شرايين و...
جواهر: و ايش يا دكتور...
د.جاسم : اثنين منهم شريانات تاجيه ويمكن لازم يتغير...
جواهر: هالشي يزيد حالة أمي خطوره ..؟
د.جاسم : احتمال النجاح اكبر من احتمال الفشل بوايد...العملية عادية ويسوونها
الآلاف ... عادي لا تخافون ...
جواهر: وهذا رأيك بروحك؟؟...وإذا ابغي رأي طبيب ثاني ...
د.جاسم : حقج ...بس أنا فعلاً خذت راي د. جيلاني ...وقال نفس الشي..
أطرقت جواهر من اليأس وسأل سالم: والحل يا دكتور...
د.جاسم : عمليتين اول وحده منظار عشان نتأكد إذا تتوسع الشرايين بالبالون
والثانية بتكون للتوسيع أو تغير الشريان كله وهذي أصعب واخطر وحده...
جواهر : ومتى هالعمليات لازم تستوي...
د.جاسم : عملية المنظار قبل أي شي وبعدين بنشوف متى الباقي.... عملية
القسطرة تكون من فتحه الشريان التاجي الأيسر أول, وبعدين الشريان التاجي
الأيمن, وناخذ صور حق الشرايين عن طريق حقن سائل ملون من مادة اليود
لمعرفة وضع الشرايين ومكان التضيقات والتشنجات فيها....بشرح لكم شوي عن
عمل القلب ...؟
توقف ومشى إلى الجدار المقابل حيث علقت هناك لوحة كبيرة فيها رسمة قلب بارز
مفصّل بالألوان الطبيعية وحوله الكثير من المصطلحات الطبية مع الأسهم التي تشير
على مكان الاسم على القلب نفسه...
د. جاسم : هذا القلب وهذي الشرايين اللي توصلّه الدم .. في حالة تجمع وتراكم
المواد الدهنية على طول جدران شرايين الجسم. اللي مع الوقت تصير كثيفة وقوية
فهي تسبب تضيق الشرايين ويمكن انسدادها وبعدين يضعف تدفق الدم عبر هذا
الشريان اللي يغذيه ..
أما إذا حصل لا سمح الله انسداد كامل لهذا الشريان فاحتمالية حدوث موت جزء من
عضلة القلب نتيجة لانسداد الشريان التاجي الذي يغذي هذه العضلة واردة. وفي
بعض الحالات يؤدي تراكم الدهون على جدران الشرايين إلى ضعف الجدار وبالتالي
تمزقه وحدوث النزيف.
جواهر: وعملية البالون شلون تسوونها؟؟
د. جاسم : بعد تحديد مكان التضييق وحجمه ونسبته نسوي حق المريض العملية
الثانية .. نحط بنج موضعي في الشريان الرئيسي للفخذ وندّخل دليل معدني في
الشريان المتضيق, نوصله إلى أبعد نقطة ممكنة داخل هذا الشريان بعد اختراق
المنطقة المتضيقة عقبها نستعين بالدليل المعدني الموجود داخل الشريان لإيصال
بالون صغير مش منفوخ نوقفه على مستوى المنطقة المطلوبة بالضبط . نُنفخ هذا
البالون وبعدين نُفرغه كم مرّه على مستويات مختلفة, ولفترات تتراوح بين الثلاثين
ثانية والخمس دقائق في بعض الأحيان.
سالم : مافيه أعراض جانبية لهالعملية؟؟
د. جاسم :اكيد فيه أعراض جانبية ....محتمل يصير تمزّق في جدار الشريان واللي
ممكن أنه يؤدي أحياناً الى انسداده جزئياً أو كلياً, والمنطقة الموسعة بالبالون يمكن
أنها تكون عرضة لتكاثر غير طبيعي للخلايا العضلية واحتمال معاودة الانسداد
بنسبة تتراوح بين 30% إلى 50% خلال الأشهر الستة اللي بعد عملية التوسيع.
وأخر شي اخترعوه عشان ما تنسد الشرايين مره ثانية أنهم يحطون جسر معدني
مثل اللولب في المنطقة التي تم توسيعها بالبالون لتقوية جدار الشريان هالاختراع
نجح إلى حد بعيد في خفّض إمكانية معاودة التضييق بشكل كبير.
جواهر: ممكن تعطينا كم يوم نفكر قبل لا نقرر ...
د.جاسم : طبعاً بس لا تبطون علينا ... لازم نعرف بسرعة عشان نَدخلها
المستشفى ونجهزها للمنظار...
سالم وهو يراقب جواهر والضيق تملكهم جميعاً : خلاص ...على خيرة الله..
خلنتوكل على الله الحين ولنا رجعه ثانية....
وقفت جواهر أثر كلامه وخرجت من الغرفة بدون أن تقول شيئاً وأكملت طريقها إلى
أن وصلت إلى المصعد فوجئت بيد سالم تمسكها بقوه وهو يقول: وين رحتي
وخليتيني !!!؟؟
رفعت رأسها ثم نظرت إليه بصمت ...ولما فتح الباب دخلت ودخل معها ثم ضغط
للأسفل ... عندما صعدوا السيارة لم يشغل المسجل ..احترم رغبتها بالصمت ولم
يقل لها شيئاً ...أنها أمها ويعلم الموقف الذي وجدت نفسها فيه....حتى وصل قرب
بيتها التفت عليها وقال : أنتي مؤمنه .. تحملي تنزلين عند أمج وأنتي في هالحالة
غَيري شكل ويهج وطمنيها بأي شي لا تحَملينها الهم كفاية اللي هي فيه...
جوجو..تسمعيني شقول ؟؟؟
هزّت جواهر رأسها بالموافقة بدون أن تفتح فمها ...وبعد قليل توقفت السيارة أمام
باب الفيلا ونزلت جواهر من السيارة ودخلت البيت وأغلقت الباب وراءها.. انتظرها
سالم إلى أن دخلت ثم انصرف وتوجه للمجلس..
في نفس الوقت كان سيف مع سعيد في المجلس عبد الله واحمد عندما دخل عليهم
سالم وسألوه عن ما جرى في المستشفى ...
سالم : يسلم عليك الدكتور جاسم ويسأل عنك ...
انتبه سيف لجملته ورفع رأسه ونظر له باهتمام وسمع أحمد يجيبه : شخباره ؟
للحين دب وإلا ضعف ؟؟
سالم : نفس الشي والكرش كبرت...
عبد الله: شخبار أمي مزنه ؟؟ شقال عنها ؟؟
سالم : المسكينة عندها انسداد في 3 شرايين في القلب ولازم عملية توسيع...
أحمد : تفوو ...3 شرايين مره وحده!!!
سالم وهو يتنهد : نعم ... 3 ...
سيف: مهب لازم يسوون قسطرة قبل ؟؟
سالم : امبلا ... قال لازم يسوي .. ولازم نرد عليه بأسرع وقت عشان يحدد موعد
لها ...
أحمد : أنا بروح عنكم شوي وبرجع ...
علموا أنه سيذهب لجواهر وأكملوا مناقشاتهم بعد أن خرج...
دخل أحمد البيت وبعد أن سلم وجلس معهم طلب من جواهر أن تذهب معه ليحدثها
في موضوع ... وقامت معه للصالة الأخرى وسألها عن حالة أمها بالتفصيل ثم
سألها : وليش ما قلتيله يحدد موعد القسطرة وأنتي عنده؟
جواهر: قلت لازم اسأل عنها أكثر واقرا عنها وبعدين بتصل فيه...
أحمد بعد دقيقة صمت : ترى أنا سألت عن صلاة الرجال..
جواهر وبدون اهتمام: انزين؟
أحمد : صلاته رديه ...
جواهر: خلاص عيل .. هذي إجابتك اللي تنطرها ... شتنطر من واحد صلاته رديه
حتى لو ملك العالم بفلوسه وجماله ....
هز أحمد رأسه موافقاً ثم وقف وغادرهم عائداً للمجلس ...وهناك وبعد ساعة اقترب
من سيف وهمس في أذنه : الرضيعة رفضت عبد العزيز ...
أجابه سيف: على خيرة الله ...
بعد ساعة
كانت جواهر في غرفتها تتحدث مع نوف ...
نوف: وأمج قلتيلها كل هذيه؟
جواهر: لا ..طبعاً...حاولت بقدر الإمكان أني ارسم على وجهي ابتسامة وأنا أقولها
أنهم للحين ما يعرفون وإنها لازم تسوي عملية المنظار وبعدها بنعرف..
نوف: وصدقتج ؟
جواهر: ما كان عندها بديل ...
نوف: ومتى قررتي تسوونها؟؟
جواهر: مادري ؟؟؟ بسوي بحث في النت بعد شوي وبكره بكلم احمد بأخذ رايه
وبعدين يصير خير..
نوف: أنا رايي تتوكلين على الله وتسوون المنظار اول...
جواهر: المنظار مهب مشكلة المشكلة اللي عقب المنظار...
نوف : شرايج تتطلبين من الدكتور تقرير وتطرشينه حق لندن أحسن ...
جواهر: كنت أفكر في هالحل... بس ابغي أدور أحسن مستشفى...الليلة أن شاء الله
ما راح ارقد إلا إذا لقيت أجوبه حق كل الأسئلة اللي راسي ...
نوف : عيل اخليج الحين ...روحي خلصي شغلج ولا تسهرين وايد وراج دوام..
جواهر: عادي أروح الدوام وأنا مواصلة... أصلاً وين تجيني النوده وأنا فيني كل
هل هّم....
نوف: تعوذي من ابليس ...اذكري ربج ...
جواهر: لا اله الا الله.... ما تصدقين يا نوف ...أحس أن الهم اللي فيني لو يتوزع
على الناس كلهم بعد بيزيد ....
نوف: الله يهداج يا جوجو شهالكلام ؟؟؟ إذا هَونتيها بتهون ترى...
جواهر: الله بيعين أن شاء الله ... يلله روحي حق ريلج ...
نوف: تصبحين على خير...
جواهر: وأنتي من هله..
في نفس الوقت في مقهى كوستا كان سيف جالساً مع سعيد وهو يفكر ثم التفت
عليه وقال : ياخي انقهرت ....مخلين أختهم تروح مع ولد عمهم وهم قاعدين..
يعني يوم ما راحت بروحها راحت مع ولد عمها ... محد مهتم فيها ابد؟
سعيد: يكفي أنت مهتم ...
سيف بغضب: متفرغ أنت بعد ؟
ثم بعد لحظات ...قال سيف: من صدقي أنا ...حتى مع موعد مهم مثل هذا ما راحوا
معاها...
سعيد : أنت تدري أنها معتمده على نفسها وايد ... واستقلاليه بعد وشفتها بعينك
يوم سافرتوا مع بعض صح والا لا؟
سيف: أنا ما أتكلم عن الاستقلالية بالعكس أنا تعجبني ... لكن أنا اقصد الدعم
المعنوي ... هذي أختهم لازم يحسون فيها ويوقفون معاها..
سعيد : عندي حل ... عشان ما تنقهر مره ثانية ..
سيف: قول يا فصيح ...
سعيد: أخطبها وعطها كل الدعم المعنوي والعاطفي بعد ... شرايك ؟؟
سيف: تقول فيها ؟؟؟ بس أتأكد من شعورها تجاهي وبعدين بتوكل على الله...
سعيد: أي شعور أي بطيخ ... شكلك تبغي تتهرب ومهب عارف ..وطلعت هالحجة..
سيف: حرام عليك يا سعيد ... الحين أنت تقول جذيه ..!!! أنا الزم ما علي كرامتي
وأنت تعرف عدل هالشي .. لو ما كنت متأكد أنها تبادلني الشعور أو على الأقل
تقبلني وإلا مستحيل أحط نفسي في الموقف ...
سعيد: يقولك مافي كرامة في الحب ..
سيف: صح ...بين اثنين يحبون بعض مهب بين واحد ايه ووحده ما يندرى عنها..
سعيد: الحين تبغي تقنعني أن في وحده في الدوحة تقدر تمسك نفسها عن لا تعجب
فيك !!!!
سيف: البنات يحبون اللي مثلك شكلهم حلو ...يغّرهم الشكل بس..
سعيد : ما عليك قصور ... شهالكلام اللي تقوله ؟؟
سيف: أقول الصدق ....أقول اللي أشوفه ...
في غرفة جواهر
قضت جواهر ليلها كله وحتى آذان الفجر في البحث في الانترنت قامت لتصلي الفجر
وعادت لمقعدها وبعد ساعة استحمت واستعدت للذهاب للعمل وعندما نزلت طلبت
من الخادمة قهوة ثقيلة وجلست مع أمها قليلاً قبل أن تكمل قهوتها وتتوجه
لعملها...لاحقاً في السيارة كان صوت القرآن يذَكّرها برحمة الله ...
عندما وصلت كانت لا تزال مكتئبة من المعلومات التي قرأتها طوال الليل ودخلت
مكتبها بهدوء وبدون أي رغبه لمخاطبة أحداً اليوم ...
بعد ساعة كان سيف يطرق الباب ودخل بعد أن رآها واضعة رأسها على المكتب..
رفعته بسرعة عندما سمعت صوت الطرق ...بدا عليها السهر والتعب ... سّلم
وجلس أمامها وسألها : شحال الوالدة ؟
جواهر: الحمد لله سيدي ...
سيف: قال لنا سالم عن موعدكم أمس...وأنا عندي رأي إذا تسمحين لي يعني؟؟
نظرت جواهر له وكأنها تسأله المعونة ولم تقل شيئاً تركت عيناها تقول له كل
شي..رحبت به وأخبرته عن حاجتها لشخص يساندها في هذه اللحظة ويقف معها..
شخص تعتمد عليه وترمي بحملها عليه ... حملها الذي كسر ظهرها.. اخبرها بأنه
معها في كل شي ... وأنه رهن إشارتها ....
تذكر أنهم في المكتب فقال : توكلي على الله وسوو القسطرة عشان تتأكدون من
حالة الشرايين بالضبط ... أنا كنت مع أبوي الله يرحمه يوم صارت له نفس الحالة
بالضبط .... والقسطرة وضحت لنا أشياء أكثر في تشخيص حالته ...
جواهر: أن شاء الله سيدي...
سيف: متى قال لكم د. جاسم أنه يقدر يسويها؟
جواهر: بأسرع وقت سيدي ..بس لازم اتصل فيه عشان يحدد موعد العملية ..
سيف: اتصلي الحين فيه قبل لا تنشغلين ..
جواهر: أن شاء الله سيدي الحين بتصل...
كانت تنتظر انصرافه حتى تقوم بالاتصال ....لاحظ سيف ذلك فقام من مكانه وهو
يقول: الله يعطيج العافية...
انصرف إلى مكتبه وابتسامة على وجهه وجلس وفتح شاشة الكمبيوتر وانشغل به
في لحظة..
اتصلت جواهر في العيادة وحددت مع الطبيب موعد سريع لعملية القسطرة لأمها
خلال أيام وسيتصلون بها لأعلامها بالوقت بعد ساعة...وفعلاً اتصلوا فيما بعد
وحددوا يوم الأحد القادم موعداً للعملية...
في المساء في مجلس أحمد
أخبرهم سعيد بأن عقد قرانه سيكون يوم الخميس وباركوا له وابتسم سيف قائلاً :
الفال لي ...
سعيد : أن شاء الله أنت عزّم وتوكل على الله ...
سيف: وتخلي عرسك مع عرسي في نفس اليوم ؟
سعيد: كيف ..كيف ...ما سمعت ؟؟ بايعها أنا ؟؟؟ أنا ما بغيت اعرس أقوم اربط يوم
عرسي بك!!! عز الله بنطر... لا يبه استريح .... بعرس بروحي أنا ...
سيف: بل عليك... صدقوا يوم قالوا ...من لقى احبابه نسى صحابه....
سعيد: والله لين شفت احبابي بنسى الدنيا كلها مهب بس أصحابي... أصلاً ذيك
الساعة ولا أعرفكم موليه...
ضحك الشباب لجملته ...
التفت سيف إلى سالم وسأله : وأنت متى بتنسى أصحابك؟
سالم : بسم الله علي... أنا للحين ما شفت الدنيا وأنت تبغي تحبسني... !!وبعدين
ليش أنت ما تعرس يوم أنك شيبت ... الحق على الدنيا يا خوك قبل لا تفنقش...
ضحك الجميع على سالم إلا سيف الذي نظر إليه بغضب ثم قال : شابت لحيتك .. أنا
شيبت يا اللي ما تفهم ؟ أنا إلا اكبر منك بكم سنه بس....
سالم : واضح ...واضح.... خف علينا يالصغير....
في نفس الوقت
كانت جواهر تتحدث مع نوف في غرفتها ...
جواهر: أنا كنت راقده يوم تتصلين ... تدرين مواصلة من أمس...
نوف: كنت أبغي اتطمن ... وشقررتي؟
جواهر: كلمت الدكتور وحددنا يوم الأحد موعد حق العملية...
نوف: زين ... زين ... متى قررتي...
جواهر: اليوم في الدوام ... عقب بحثي طول الليل جاني سيف وقاللي أنها أحسن
لو سوتها...
نوف: لحظه ... لحظة... سيف !! ما غيره مديرج؟؟
جواهر: ايه ..فيه غيره بعد؟؟
نوف: صار سيف الحين !!! مهب مديرج!!!
جواهر بدلع: عااااد ... انا اكلمج انتي ..شحقه الرسميات بعد ؟؟؟
نوف: ما علينا ... شقالج هو ؟؟؟ ابغي بالتفصيل الممل ..
جواهر بعد أن حكت لها كل شي: لو شفتي وجهه وهو يكلمني... وإلا عيونه ...
حسيت فيه فهمني بدون ما أقول أي شي...
نوف : يا عيني يا عيني ... أشوف تطورت العلاقة...!!
جواهر: نووووووووف...
نوف: بلا نوف .. بلا خرابيط ...اعترفي... يعجبج وتعجبينه ...
جواهر: مادري يا نوف.... مشاعري بدت تتغير ...حتى هو صار غير معاي.. صار
حنون ...وهذا اللي خلاني تغيرت.... وصرت أشوفه بعيون ثانية ...
نوف: يعني ... فيه أمل؟؟
تنهدت جواهر بقوة ثم قالت : أخاف يا نوف... أخاف يطلع مثل فهد ....
نوف : الله لا يقوله ... لو مثله جان ما رافقوه اخوانج... وبعدين انتي سافرتي
معاه ..شفتي عليه شي ؟؟
جواهر: لا ...بس ...
نوف: بدون بس... لين متى بتمين حاطه حوالين نفسج طوفه كبيرة ما في أي ريال
يقدر يدخل منها ...
جواهر: تلوميني يا نوف؟؟؟!!! أنتي الوحيدة اللي تعرفين بقصتي معاه وتلوميني!!!
نوف: ما الومج يا حبيبتي ...بس ما ابغيج تتعقدين من كل الريايل بسبة واحد حقير
ما عنده ضمير ... ترى أصابع يدج مهب وحده...
بدا الضيق يزيد في صدر جواهر فاستأذنت من نوف وأقفلت الهاتف وجلست على
سريرها وضمت لها ساقيها كما تفعل دوماً أن تضايقت ووضعت ذقنها على ركبتها
وأخذت تفكر....وتتذكر ....
فهد وبعد أن أعيته الحيلة تجاهها ورفضها لكل الدعوات التي قدمها لها ..أصبح
يتفادى ملاقاتها واعتقدت أنه فهم أنها لن تقبل بأن تكون واحده من الفتيات اللاتي
يواعدهن ..بعد أن اعتاد على إظهار اهتمامه بها أمام الجميع ومعاملتها بحب ودلال
لظنه أنها تتعزز عليه كالبقية ....
وفي يوم ...كانت تعمل إلى وقت متأخر مع أستاذها هاملتون على بحث لها في
متحف التاريخ الطبيعي عندما انتبهت إلى تأخر الوقت وانصراف الجميع... والهدوء
يعم المكان فقد انصرف الطلبة الذين يزورون المتحف منذ ساعات وأقفل أبوابه إلا
من العاملين به أو من بعض طلبة الجامعة ذوي التصاريح الخاصة كالذي تضعه
جواهر على قميصها....
والمتحف يقع بالقرب من الجامعة في Parks Road ويدخله الزائرون مجاناً ...
سقفه الزجاجي الفريد من نوعه يجلب له المعماريين من كل مكان والذي يُدخل
شعاع الشمس في النهار كان مظلماً بظلمة السماء والأعمدة المتراصة في الدور
الأرضي مكونه من أحجار بريطانية مختلفة جمعها العالم الجيولوجي جون فيلبس
وهو القيّم على المتحف ... كانت تماثيل العلماء المشهورين موجودة بين هذه
الأعمدة في الدور الأرضي... وهو يتكون من طابقين وأربعة أقسام ...علم طبقات
الأرض والمعادن والحيوان والحشرات ... ويجمع ويحفظ ويعرض مجموعة
التاريخ الطبيعي الخاص بالجامعة لرفع مستوى البحث والتدريس لطلبة الجامعة...
أخذت أوراقها وسارت في الطابق الفارغ إلا من المعروضات ولم تسمع إلا صوت
كعب حذائها ... فتحت الباب المؤدي للدرج ونزلت بثقة وقبل أن تصل لاستراحة
الدرج أحسّت بشي غريب .. أحست بأنها ليست لوحدها فأسرعت بالنزول قبل أن
يطفأ النور الذي أشعلته عندما فتحت الباب ...لم تنتبه للزاوية في استراحة الدرج
والذي اختبأ فيها فهد وجذبها له بذراعها عندما مرت أمامه ...الصق ظهرها على
صدره وهو يقول لها في إذنها بصوت كفحيح الافعى : ما بغيتي تنزلين ... صار لي
سنة أنطرج حبيبتي....
حاولت التملص منه وهي تقول بحّده : هد يدي ليش ماسكها ؟
فهد : بتشردين عني ....وأنتي وحشتيني ... تعرفين شكثر وحشتيني ؟؟
جواهر بضعف: فهد ... أرجوك هدني ...
فهد: مهب قبل لا أخذ اللي جيت عشانه ... تعبت وأنا انطرج ... وايد تغليتي علي..
من تحسبين نفسج؟؟؟ ليش تعذبيني ؟؟؟
ووضع شفتيه اللزجة على خدها ليقبلها ...وهي تنتفض بقوة وتحاول التملص منه
وتصرخ عليه بصوت عالي عندما فُتح الباب ودخل أستاذها اللي سمع صوتها ونزل
مسرعاً لها وهو يسأل : Is that you Jowaher
د. هاملتون: هل هذه أنتِ يا جواهر؟
عندئذ تركها ونزل مسرعاً قبل أن يراه الأستاذ... والذي عندما وصل لها سألها مرة
أخرى : Have you been hurt?
د. هاملتون: هل تأذيتِ ؟
Jowaher : No , thank god you came.
جواهر : لا ....شكراً لله لأنك جئت ..
Dr. Hamilton :You have to be careful theses days you
never know what could happen to you. Come with me
I’ll walk you home.
د. هاملتون: يجب عليكِ أن تحذري هذه الأيام ..لا نعلم ما الذي ممكن حصوله لكِ..
تعالي معي سأمشي معكِ للبيت...
لملمت شتات نفسها ومشت معه إلى شقتها والتي لا تبعد عن الجامعة ووصلوا إلى
المبنى ذا الحجر الأحمر المشهور في المنطقة والمكون من ثلاثة ادوار.. احتلت
جواهر مع أمها شقة في الطابق الثاني ... شكرته ثم أخرجت مفتاحها من حقيبة
يدها وفتحت الباب ودخلت ثم أغلقته ورائها وصعدت إلى شقتها وهي تحاول أن لا
تفقد رباطة جأشها ... دخلت الشقة سلمت على أمها ثم دخلت غرفتها وأغلقت
الباب بالمفتاح وظلت واقفة خلف الباب وفي ثواني كانت دموعها على خدها
كالسيل.. تذكرت لمسة شفتاه فأخذت تمسح خدها بكم ثوبها بقوة وتعيد الكرة مرتان
وثلاث ثم لم يكفها هذا فذهبت للحمام وأمسكت صابونه اليد من على المغسلة
وفتحت صنبور الماء وأخذت تغسل وجهها مراراً حتى اقتنعت أخيراً بأنها أزالت
القذارة من وجهها حينئذ نزعت ثيابها واستحمت وتوضأت ثم صلت.. وشكرت ربها
كثيراً لإرساله أستاذها لإنقاذها في اللحظة الأخيرة ...
وبعدها ظلت تؤقت خروجها مع صديقتها ندى والتي حكت لها ما جرى لها فوعدتها
بعدم التخلي عنها ومساعدتها قدر الإمكان ..وكانت تلمح نظرات فهد الغاضبة لهم
من بعيد ...ومرت الشهور حتى شارفت بعثتها على الانتهاء..
وفي مساء يوم كانت جالسة في الساحة بجانب سور خشبي بانتظار ندى ليذهبوا
معاً للمكتبة لأجراء بحث.. جاءتها طالبه انجليزية تحضر معها بعض المحاضرات
لتقول لها أن ندى تعبانه وتطلب حضورها لها في غرفتها في السكن ... فأسرعت
لتذهب لصديقتها وطرقت باب غرفتها ثم دخلت ولم تجد أحد في الغرفة فأغلقت
الباب وطرقت باب الحمام وفُتح ووجدت فهد في وجهها ... أحست بالرعب يجتاحها
ودارت بجسمها لتهرب من المكان فسبقها ووقف أمام الباب وحال بينها وبينه ...
أمرته بقوه : وخّر عن طريقي أحسن لك ... وإلا بصّرخ وبلّم عليك الناس.. أحنا
في سكن مهب بروحنا...
سمعت صوت رنين هاتفها النقال ولكنها لم تستطع الرد عليه...
قال فهد بلطف وهي يضع يده في مواجهتها: ما في داعي للصراخ أنا نيتي سليمه..
ارجوج اسمعيني ..
جواهر بإصرار: ما يهمني ... قوم عن الباب ..الحين..
فهد محاولاً إقناعها : جواهر اسمعيني شوي...
رّن هاتفها مرة أخرى....
جواهر: وين ندى؟؟
فهد: ندى راحت المكتبة لج لأنج سبقتيها هناك...
جواهر: وش بتكسب من هاللي تسويه؟؟؟ أنا ومستحيل أغير رأيي فيك...
فهد: أبغيج....
جواهر: وأنا ما ابغيك... قوم عن طريقي...
تقدم فهد تجاهها وهو يقول: بتغيرين راييج .. أنا متأكد...أنتي بس عطيني فرصه..
جواهر وهي تصرخ: لا تقرب فهد أنا أحذرك..ترى بصرخ ...
أستمر رنين هاتفها وحاولت أن تخرجه من حقيبة يدها ولكنه ضربه بيده وأسقطه
على الأرض وأمسك يدها وحاول أن يحضنها وقاومت هي بأن رفست رجله
بحذائها..صرخ وجذبها بقوه وهو يقول : ما تليق عليج الدفاشه ...
كانت تحاول التملص من يديه وهي تصرخ بصوت عالي بالانجليزية : Help
أمسك حجابها وحاول نزعه من على رأسها وخرجت خصلات من شعرها فواصلت
صرخات الاستنجاد أما هو فاستثاره شعرها الذي رآه فقال : شعرج حرير يا
عمري...
وفي لحظه فُتح الباب ودخلت ندى عليهم وهي تصرخ : شتسوي يالحيوان ؟؟
دخل خلفها بعض الطالبات والطلبة الذين رأوها وهي تجري في الممر وتبعوها لأنها
لم ترد على أسئلتهم وتفاجأ بهم فهد الذي تركها وهو يقول : أبد .. هي مواعدتني
هنيه ...
جواهر وهي ترتب حجابها وبصوت عالي: كذاب ...والله أنه كذاب ...
ندى : أدري ... لكن الحين عندنا شهود على تحرشه فيج والموضوع بنرفعه
لمجلس الجامعة ...
فهد مهدداً وهو ينصرف : لا تسوين شي تندمين عليه .. أنتي تعرفين من أنا...
ندى : يدك وما تطول... احنا ما نخاف إلا من رب العالمين ...
أنصرف فهد وهو يجرجر أذيال الخيبة وشكرت ندى الطلبة والطالبات وطلبت منهم
الاستعداد للشهادة عند مجلس الجامعة في حال طلبهم التحقيق ووافقوا ... أقفلت
الباب خلفهم وعادت لجواهر التي وانهارت شجاعتها وبدأت بالبكاء وهي تقول:
شيبغي فيني ؟؟ ليش ما يخليني في حالي...اشمعنى أنا ؟؟
ندى وهي تحضنها : ما تعرفين ليش؟ لأنج الوحيدة اللي قلتي له لا... وهو يحسب
أنه يقدر يشتري كل شي بفلوسه .... حتى البشر...
كانت جواهر ترتجف من الغيظ .... وبعد نصف ساعة هدأت قليلاً وسألت ندى :
اللي متحسفه عليه أني في البداية صدقته ... كسر خاطري وصدقته ولولا أنج
حذرتيني منه أكثر من مره كان ممكن أصدقه للأبد...
ندى: أنتي بريئة وهو إنسان صايع ...كان من الطبيعي أنه يقدر يقص عليج..
جواهر : أنتي شلون عرفتي ؟؟
ندى :جاتني وحده تقوللي أنج في المكتبة وتعبانه ... وتبغيني .. رحت المكتبة وفي
الطريق انتبهت واستغربت أنج ما كلمتيني بالجوال ... وقفت واتصلت فيج بس ما
رديتي علي ... قلبي قرصني فرحت صوب المكان اللي اتفقنا نتقابل فيه وسألت
الطالبات عنج قالوا أنهم شافوج رايحه صوب السكن حسيت أن فيه شي وجيتج
اركض...وطول الطريق أتصل وما تردين وهالشي اللي خوفني زود...
جواهر وهي تغسل وجهها : الحقير ... ما ادري متى بيفكني .. وبيخليني في
حالي؟؟
ندى : أنا أعرف متى.. بكرة من الصبح تقدمين شكوى حق مجلس الجامعة بطلب
تحقيق في تعديه عليج وأنا والطلبه بنشهد معاج ...
جواهر: وإذا قدمنا الشكوى شبيسوون ؟؟؟
ندى : يمكن ينطرد ... والا اقل شي ياخذون عليه تعهد بعدم الاقتراب منج ..
وبهالطريقة تخلصين دراستج بأمان ...
جواهر: ما ادري شكنت بسوي بدونج ...
ندى : أنتي مثل أختي ... لا تقولين جذيه ...أنتي اللي هونتي علي غربتي...
جواهر: والله أني ما طلع من جزاج ...الله يجزيج كل خير...
ندى : أمين ويرزقني ريل طيب وجميل ويحبني...
جواهر: ويرزقج بالرجل الصالح ... أمين يا رب العالمين ...
ندى وهي تبتسم وترفع يدها : من بئك لباب السما ...
فيما بعد تدخلت سفارة بلاده وحفظ الموضوع لكن مع تعهد خطي من فهد بعدم
التعرض لجواهر أبداً...مرت عليها الأيام الأخيرة بثقل وبطء غريب.. فقدت فيه
الأمان فكانت حذره عندما تخرج من بيتها وتمشي في الشارع فتلتفت كثيراً وكأنها
تتأكد من أنه ليس هناك من يتبعها ... الرعب والقلق والحزن تحكما فيها إلى أن
غادرت بريطانيا عائدة إلى بلادها ..وقد فقدت ثقتها في الرجال جميعاً..
بعد مدة نامت جواهر وهي متكورة على نفسها ....ولم تحس الا بجرس المنبه يعلن
عن موعد صلاتها للفجر...استيقظت بثقل وقامت تتوضأ ....
************************
|