كاتب الموضوع :
reem99sh
المنتدى :
القصص المكتمله
الجزء العاشر
بعد ساعة في مطار هيثرو
كانوا يتبعون موظف العلاقات العامة في السفارة الذي دخل لهم الطائرة بعد أن
فتحت البوابة مشوا في ممر طويل ذا تصميم قديم واجهته كلها من الزجاج
والارض يغطيها موكيت رمادي متهالك.. كانت مسافة طويلة التي مشوها حتى
وصلوا لموظف الجوازات ...ووقفوا أمام موظف الجوازات الانجليزي وهو في
الخمسينات من عمره والذي نظر لموظف السفارة بإستعلاء ثم سأله بعض
الأسئلة والقى نظرة على الوفد ثم عاد يسأل الموظف وبعد دقائق ختم على
جوازات سفرهم وكأنه تعطف عليهم بها ثم القاها على الطاولة ليأخذها موظف
السفارة ويطلب من الجميع اللحاق به للبوابة حيث تنتظرهم سيارات السفارة ..
أستقلوها بنفس ترتيبهم في باريس في اربع سيارات وغادروا المطار ...وما أن
خرجوا للشارع العام حتى انهمرت الأمطار بكثرة عليهم ولم يكن في وسع
السائق الا أن يسوق ببطء ....رجعت الذكريات لجواهر ساعة أن هطلت الأمطار
على السيارة ...أنها لسخرية من القدر أن تستقبلهم عاصمة الضباب بالمطر
الكثيف ...كانت السماء ملبدة بالغيوم ومع أن الوقت كان ظهراً الا أن اللون
الرمادي الذي طغى على الجو يوحي بقرب حلول الظلام ....بداية قاسية لأيام
عملهم في لندن وأحست أنها ستختلف تماماً عن أيامها في باريس ..حتى الجو
كان بارداَ وندمت لأنها لم تحمل معها معطف وحمدت الله عندما ركبت السيارة
ووجدتها دافئة ....كان الصمت يحل على ركاب السيارة ...وأحمد يركز وبكل
حواسه على الطريق وجواهر تنظر بحزن للجو الكئيب من خلال النافذه المغطاة
بالمطر..أما منى فحاولت التعبير عن خوفها عندما سقط المطر لكنها التزمت
الصمت عندما لاحظت توتر أحمد ...
في سيارة سيف
كان الجو متوتراً للغاية بدا سيف أنه بدأ يومه ببداية سيئة ..كان يحدّث
ابوحسن..
سيف: الحين يعجبك هاللي سواه هالحيوا.... جنه الا احنا جايين نطر منه ....
هالانجليز عمرهم مايتغيرون دايماً يعاملون الناس بدونيه ...الحين انت تشوف
هالمعاملة في مطار ثاني؟؟؟
ابوحسن : مادري ..هذي اول مرة اسافر اوروبا وماروح غير الدول العربية
وخبرك هذول اذا عرفت لهم ...ترتاح وماتحس بشي ...
سيف : عيل اسمعها مني ...مافيه مثلهم ...أنا داير أوروبا بلد بلد ...وامريكا
رحت لها مليون مره ..حتى عقب 11 سبتمبر يعاملونك عادي وإذا واحد طلع
لعين يكون أصله يهودي ...بس هنيه كلهم يعاملونا جنهم يهود وإذا لقيت واحد
زين ...يكون حظك من السما ....والا أمك داعية لك ...
ابوحسن : صل على النبي ياريال...أذكر ربك ....
سيف: لا اله الا الله ...نرفزوني الله ياخذهم ...بالعون أنا مفتك من وجيهم من
زمان ...والله لوما الشغل ماجيت....بلد كل همهم المظاهر ناس يكشخون ببدله
عشان يروحون السوق حتى في عز الحر....الواحد مايقدر ياخذ راحته بجينز
وتي شيرت ....
ابوحسن: لو رايحين مصر والا لبنان مهب احسن لنا ؟؟؟ على الأقل امورك تنحل
بالخَضر...
سيف وهو يبتسم: صدقك ...وبنستانس بعد ...وبدون مذله..يازين مصر
زيناه... طول اليوم وانت تضحك ....
أخذا يتبادلان الحديث عن ذكرياتهم وهم يضحكون.....
بعد ساعة ونصف وصلوا فندق Churchill كانت سيارة جواهر أخر
الواصلين..دخلت السيارة تحت المظلة الكبيرة وبذلك احتموا من المطر.. دخلت
من الباب الكبير الذي يسنده أربعة أعمدة رخام رمادية اللون القت نظرة شاملة
للبهو ثم توجهت مع منى الى جلسة جانبية وجلست على أحد الكراسي أما أحمد
فذهب الى مكتب الأستقبال ليسأل عن حجزه ....لاحظت جواهر أن اللون
الرمادي يعم المكان أضافة الى لون البيج للجدران وأرضية الرخام المصقول
والاثاث....والكثير من اللوحات الرائعة التي لم تستطع أن تمسك نفسها من أن
تقف وتتأملها واحدة تلو الأخرى ...فعلت ذلك بكل براءة ولم تلحظ نظرات سيف
التي تلاحقها ...
فيما بعد دخلت جواهر غرفتها ذات الطابع الحديث كانت الجدران باللون الأبيض
والاثاث والستائر باللون البني ...وبجانب النافذة الكبيرة المطلة على الحديقة
يقبع كرسي مفرد امام طاولة صغيرة وفي زاوية الغرفة مكتب صغير مع
كرسيين.. وامام السرير دولاب للادراج وفوقه تلفاز بشاشة مسطحة ...أحست
بشعور غريب..احست بعودتها للحياة الواقعية ,الحياة التي هربت منها كل هذه
السنين .. الحياة الجامدة التي لا روح فيها والتي تقيس كل شي بمقياس العقل
والعقل فقط...
وقفت بجانب النافذة تنظر للخارج وسرحت بتفكيرها الى مكان بعيد ولم تحس الا
وبأحمد واقفاً بجانبها وهو يقول لها : اللي ماخذ عقلج….
التفتت له وبأبتسامة شاحبه سألته: أنت هنيه؟؟
أحمد : ايه …هنيه …من مساعه اناديج وانتي ماتسمعين …
جواهر: اسمحلي يا اخوي …في اشياء شاغلتني وافكر فيها …
أحمد : قولي وش شاغلج ؟ يمكن اساعدج …
جواهر: جيتنا هنيه مسئولية كبيرة …أهم جهاز من الاجهزة اللي بنعاينها هو
من طلبي ….
أحمد : and
جواهر: يمكن مايعجبهم الجهاز...ويمكن يطلبون سعر مبالغ فيه ويمكن ...
أحمد : ويمكن ماتلقونه أصلاً ...ويمكن ويمكن ....Relax هذي النوعية من
الصفقات مايكون فيها مشاكل ...أي صفقة حكومية يكون سقفها أقل من مليونين
تكون عادية ....لو كانت بـ200 مليون ...ذيك الساع خافي وتوتري....
ابتسمت جواهر لرد أحمد وقالت : بتطلعون ؟
أحمد : منى قاعده تصلي وبتبدل وإذا خف المطر بنطلع تبغي تروح Oxford ..
جواهر: عيل خلاص ...بشوف حسين إذا سعادة الوكيل مايبغينا لأني أنا بعد
ابغي اروح Selfridges ..أشوفكم هناك...
بعد أن صلّت استلقت على سريرها واتصلت في حسين الذي أخبرها أنه سيرسل
لها جدول الرحلة وأن الوكيل سيرتاح لباقي النهار...وأنه سيجتمع معهم يوم غد
الساعة 11 صباحاً للتحضير لأجتماع يوم بعد غد الأثنين مع وزارة الداخلية
البريطانية ...اخرجت لها لوح شكولاته من حقيبة يدها وتناولته وهي تتصل في
أمها ..وبعدها أتصلت في نوف لدقائق ثم قررت الخروج للغداء والتسوق في
Selfridges ارتدت بنطلون جينز أسود وقميص كتان طويل للركبة أسود مع
بوت جلدي أسود وشيلة سوداء وأخرجت لها معطف بيج طويل وارتدته وخرجت
من غرفتها..عندما وصلت للبهو وجدت ابوحسن وسلم عليها وسألها : ماتعرفين
مطعم القى فيه عيش وصالونه؟؟
جواهر مبتسمه: اعرف واحد قريب بس في مجمع اسمه Selfridges في الدور
الرابع وانا رايحه هناك الحين ...
ابوحسن : جزاج الله خير ...ماقصرتي...
سيف كان مستلقياً على سريرة واضعاً رجلاً على رجل ويفكر...يفكر في أمه
التي كلمها منذ قليل وعرف أن اخوته لم يزوروها كما هو مفترض منهم ...
فأتصل في سعيد يشكو له همه ..بعدها قرر أن يصلي ويستحم ثم ينزل
للردهه..ارتدى جاكيتBOSS جلد بني مع بنطلون بني وكنزة بيج وحذاء جلد
بني ...مشّط شعره الناعم الطويل نسبياً للخلف ووضع عليه القليل من الجل
ومشطه مرة أخرى ثم رش على نفسه عطرDior Homme ثم تأكد من أن
ساعة يده على معصمه وغادر غرفته ...
عندما خرجت جواهر من الفندق كان المطر قد توقف ولكن السماء ظلت ملبدة
بالغيوم .. عبرت الى يمين الشارع ودخلت في شارع جانبي صغير ثم أخر حتى
وصلت للباب الجانبي لـ Selfridges ودخلته..
اخترقت قسم العطور والمكياج حتى السلم الكهربائي واستقلته للدور الرابع حيث
مطعم Food Garden Cafe ذا الطعام الشرقي ( هندي ولبناني ) وأجمل ما
فيه أنها لن تنتظر الطعام فهو جاهز( بوفيه ) ماعليها الا أن تأخذ صحناً وتملأه
بما تشتهيه نفسها ...
دخلته وخلعت معطفها لأن كل المتاجر في أوروبا تكون دافئة فهم يشغلون
التدفئة المركزية فيها ..أمسكته بيد وأمسكت الصينية باليد الاخرى وأخذت
تدفعها على الطاولة وأمام قدور الطعام.... وضعت في صحنها بعض الفتوّش
والحمص ... ثم اختارت شقف دجاج وطلبت من الشيف اللبناني شيّها لها
ووقفت تنتظره .. لم يكن هناك الكثير من الزبائن لذا خدمها بأبتسامة على وجهه
واضاف لها رغيف خبز ساخن... تحركت بصينيتها للأمام حتى وصلت لقدر
شوربة العدس الكبير فصّبت لها القليل منه وأرادت أن تحملها لتأخذ لها كأس
من العصير ....ولكن وبما أنها كانت تحمل معطفها بيد والصينية التي ثقُلت باليد
الأخرى , فتأرجحت الصينية وكادت أن تسقط على الارض لولا أن حملها أحدهم
عنها في لمح البصر...
جلس سيف في الردهة قليلاً ولما قرصه الجوع تذكر أنه لم يتناول شيئاً منذ
فطوره فقرر أن يذهب لأقرب مطعم ليأكل أي شي.. أتصل في ابوحسن ووجده
ينتظر بالبهو فنزل له....فأعلمه بأن جواهر أخبرته عن المطعم فقرر أن يرافقه
اليه وبعد قليل وبعد أن سألوا البواب ... مشوا في نفس طريق جواهر ودخلوا
من نفس الباب, دقائق وكانوا واقفين في نفس الصف .... لمح سيف جواهر
وهي تغرف لها الشوربه وأخذ يختار السلطات بدون اهتمام , كان يضعها في
الصحن وبصره معلقاً عليها...وعندما لاحظ انها ستسقط الصينية لم يحس بنفسه
وهو يترك صينيته مكانها بجانب ابو حسن ويهرع لمساعدة جواهر التي رفعت
عيناها لتشكره فالتقت بعيناه وتعطلت لغة الكلام وأحست بالحراره تشتعل في
وجهها من الحرج وعندما لاحظ سيف ذلك ابتسم لها وقال : معبله عمرج
بالاوركوت .... هالكثر بردانه؟؟
لم تقدر جواهر أن تنطق بكلمه فحمل عنها سيف الصينية وتوجه الى المحاسبه
ووضعها هناك على الطاولة وهو يقول لها ساخراً : عفواً .... وعاد الى حيث
صينيته ودفعها الى حيث السمك البريطاني المقلي مع البطاطا ووضع قطعتين في
طبقه وهو يراقب جواهر التي دفعت ثمن غدائها ثم ارتدت معطفها مرة أخرى
وحملت صينيتها وتوجهت الى أبعد طاولة في المطعم مقابل النوافذ التي تطل
على العاصمة وهو يبتسم ويفكر( مسكينه ...توهقت ورجعت البسته مرة
ثانية... هههههه لو حاطته على طاولة وراحت ورجعت جان ماحصلته ...)
جواهر بدورها جلست وهي متضايقة من تصرف سيف معها وإحراجه اياها
بكلامه ....وتفكر ( يبط الجبد ....يحر....يحررررر....اونه هالكثر بردانه ....
وهو شخصه؟؟ اخخ )
فيما بعد نزلت للتسوق قليلاً في المتجر وبعد ساعتين التقت بأحمد وزوجته في
الدور الارضي قرب قسم الأحذيه ( عزكم الله ) ومن هناك قرروا الذهاب الى
HARVEY NICHOLS وفعلاً استقلوا السيارة الى Knightsbridge
ودخلوه وافترقوا كالعادة .... وقبل الثامنه وقبل أن يغلق المتجر كانوا أمام الباب
الجانبي للمتجر ينتظرون أن يقرب السائق السيارة لهم ليتفادوا المطر
المنهمر..كان البواب يضع المظلة على رأس كل واحد الى أن يدخل سيارته
ويعود ليساعد الآخر وهكذا دواليك....
بعد أقل من عشرون دقيقة كانت في غرفتها ....أستحمت وأرتدت بيجامة قطنية
وصلّت أطفأت النور وفتحت الستارة كعادتها ثم جلست على الكرسي الذي بجانب
النافذه ورفعت رجليها وضمتهم لصدرها واضعة ذقنها على ركبتها وتنظر للمطر
وهو يتساقط على نافذتها لدقائق قبل أن تمسك هاتفها النقال وتتصل في أمها ...
وبعد 5 دقائق أتصلت في نوف وردت عليها بسرعة ...
نوف : هلا والله بأهل لندن هلا...
جواهر بصوت يملأه الأحباط : اهلين ...شحالج نوف وشحال عيالج ؟؟
نوف : كلنا بخير المهم أنتي شحالج ؟؟؟
جواهر: أنا بخير الحمدلله ..
نوف : هاللي اسمعه صوت المطر؟؟
جواهر: ايه ...لأني قاعده احذا الدريشه فالصوت قوي ...
نوف بحسد : يحيكم ... جان زين أنا معاج الحين ....
جواهر: الا جان زين أنا معاج ...
نوف: حد يهّد هالجو ويجي هنيه !!!
جواهر: لو على الجو بس جان زين ....بس هو على الناس اللي يخربون
هالجو..
نوف : شصار اليوم بعد؟
حكت لها عن الموقف الذي حصل لها مع سيف فضحكت نوف بصوت عالي مما
أغضب جواهر: الحين أنا منقهره وأنتي تضحكين!!!
نوف: والله الموقف كله يضحك...
جواهر: يله عيل روحي كملي ضحكج وانا بروح ارقد ...
نوف : والله ماتسكرين ....خلاص مهب ضاحكه ...كملي...
جواهر: عيل Selfridges فيه 8 مطاعم يخليهم كلهم ومايجي الا هذا؟؟؟
نوف :مهب أنتي معلّمه ابوحسن عنه ...
جواهر: ابوحسن مهب هو...
نوف: وهو قاله ...عادي..
جواهر: بس في شي أسمه Room Service ليش مايطلب منه مثل غيره ...
وبعدين هو مهب دافع من جيبه...الا كله على حساب الحكومة...
نوف: وأنتي ياحياتي ...
جواهر: شفيني أنا ؟؟
نوف : ليش ماكلتي في الفندق مادام الأكل على حساب الحكومة؟؟
جواهر: أنا جايه انحبس بروحي في غرفتي؟؟ قلت بروح مع الناس...
نوف: وهو بعد بغى يروح مع الناس...
جواهر: أنتي معاه والا معاي؟
نوف: بس خلاص حبيبتي انا معاج ....
جواهر: بس هو رزيل ...ليش يتتطنز علي ...أنا كله بردانه وبعدين أحنا في
لندن.. ولندن كله برد ...
نوف : أمي تسلم عليج ترى ....وتقولج تحملي على نفسج ..
جواهر:الله يسلمها ...شخبارها ؟؟ ان شاءالله مرتاحه...
نوف: الحمدلله ...ماتشكي باس...
جواهر:سلمي عليها...
نوف :الله يسلمج ....يله اخليج الحين روحي ارقدي.. تصبحين على خير
حبيبتي..
جواهر: وانتي من هله...مع السلامة...
أستلقت جواهر في فراشها وهي تفكر ...( صحيح انه انقذني من حرج كبير ...
بس بعد هو احرجني ....مادري ...احسه يسوي شي زين وبعدين يستخسره ..)
غلبها النوم بعد لحظات ...
صباح اليوم التالي
نزلت جواهر قبل الأجتماع ووجدت حسين في الردهه ينتظر وقد رتب لهم جلسة
متطرفة على عددهم للأجتماع وقد جلس الوفد فيه ولم يبقى الا هي وسعادة
الوكيل فقط نظرت حيث أشر لها فوجدت سيف جالس بجانب خلَف وابوحسن
بجانب جاسم النائب الاخر وبقيت الأريكة فقط ...مؤكد لن تجلس بجانب الوكيل
على نفس الكرسي..ولكن وبمجرد أقترابها منهم نهض سيف تاركاً لها مكانه
وجلس هو على الأريكه ...قدرت له هذا الشيء فسلَمت وجلست ..ثواني وإذا
بسعادة الوكيل يتقدم لهم وبعد السلام جلس بجانب سيف وبدأ الأجتماع ...
بعد أنتهاء الأجتماع والذي استغرق ساعة تم التحضير فيه لكل النقاط التي
ستكون محور اجتماعهم في صباح يوم غد مع( FSS) ورئيس شرطة لندن...
توجهت جواهر الى الـ Concierge وسألته عن مسرحية Fame والتي
ترغب بحضورها فأخبرها أنها لاتعرض يوم الأحد والوحيدة التي تعرض هي
Lion King وهناك عرض الساعة الثالثة ومدتها ساعتين وخمس واربعون
دقيقة وأكد لها أمكانية الحصول لها على تذاكر فأتصلت بأحمد لتسأله : هلا
أحمد..شحالك؟
أحمد : هلا والله بجوجو الصغيرة ...
جواهر: أنتوا وين عيل؟
أحمد : هنيه في Oxford ..بتجينا؟
جواهر: لا حبيبي ..متصلة أسألك أذا تبغون تروحون معاي مسرحية والا لا؟؟
لأني بحجز الحين ..
أحمد : لا وين نروح وهذي للحين مادخلت الا جان لوي ....
جواهر: عيل خلاص..سلم على منى ..
أحمد : في امان الله ...
جواهر: في امان الكريم ...
دفعت له ثمن التذكرة وزادته اكرامية لحصوله لها على تذكرة بهذا الوقت
السريع مع نفاذ أغلب تذاكر العروض في مسارح West End عادةً لكنها
ولأنها دأبت على حضور العروض المسرحية كانت تعلم أن هناك دائماً طريقة
للحصول على تذاكر في اللحظات الاخيرة حتى من السوق السوداء ..
استقلت سيارة الأجرة الى Piccadilly حيث المسرحية نزلت بالقرب من مقهى
وطلبت لها شطيرة جبن وتناولتها مع شراب غازي حتى حان موعد المسرحية
فدخلت المسرح...كانت مسرحية استعراضية غنائية ممتعة وعندما خرجت منها
كان الوقت لايسمح لها بعمل شيء آخر فمعظم المتاجر تغلق ابوابها الساعة
السادسة ايام الأحاد.. أتصلت بأحمد الذي أخبرها بأنهم لازالوا في نفس
الشارع..فقررت أن تمشي لهم لعلمها أن الجو لن يمطر اليوم ...الغيوم كانت
خفيفة تكفي لحجب أشعة الشمس ولكن الجو لم يزل بارداً... عرجت على شارع
Regent ومشت الى أن وصلت الى تقاطع شارع Oxford وعطفت الى
اليسار حيث ستلتقيهم ومرت على مطعم صغير بين المحلات يبيع الوجبات
السريعة مثل قطع البيتزا والبطاطس المشوية بالجبن ويضعها في واجهه
زجاجية صغيرة...تذكرت أنها كانت تشتري منه في الماضي إن أحست بالجوع
وتأكل البطاطا الساخنة وهي تجول في الشارع وتتفرج على واجهات
المحلات....
وصلت الى محل التذكارات المليء بالبضائع التذكارية عن بريطانيا واللعب
الغريبة والقبعات الملونة الكبيرة حيث يفترض أن ينتظرونها ..دخلته ووجدتهم
هناك فأخذت تتجول فيه وهي تتفحص الالعاب بحثاً عن أحجام صغيرة تشتريها
للأطفال... وبعد نصف ساعة
أحمد : يالله ماتعبتوا من الحواطه؟
منى : لا للحين ..
جواهر: أنا تعبت ...أبغي أصلي وأرتاح شوي قبل العشا..
أحمد: وين تبغون تتعشون.؟
جواهر: انا اليوم غداي سندويش ...شرايكم نروح Scalini's .
منى: حلو والا شرايكم في Mumbai والا نروح مطعم الباشا ....
أحمد : الحين هالمطاعم اللي قلتيهم واحد هندي وواحد لبناني واللي عجبج
ايطالي...فأي واحد تبغين ؟؟
جواهر: أنا خاطري في Scalini's واذا ماتبغونه ....كيفكم ...بروح
بروحي...
أحمد: أحنا تونا نتناقش وانتي بسرعة عصبتي ...تبغينها من الله عشان تروحين
بروحج؟
جواهر: شسوي فيكم ؟؟ عيل الحين اقولكم خاطري في الايطالي وانتو للحين
تتناقشون ياخي جاملوني شوي وعطوني ويه ....أنا ماشوفكم كل يوم...
أحمد: بل بل ...خلاص لا تاكلينا ...بنروح مطعمج ...بس على حسابج ...
جواهر: خلصونا الحين صارت الساعة سبع ونص وبعد شوي بيأذن المغرب ...
أتفقوا على العوده للفندق والذهاب فيما بعد لتناول العشاء في Scalini's ..
فيما بعد
أرتدت بدلة صوفية خفيفة لونها برتقالي فاتح عبارة عن جاكيت طويل للركبة ذا
طراز هندي مع بنطلون مماثل وشيلة بيج وحقيبة يد وحذاء بكعب عالي بنفس
اللون أيضاَ ...وضعت الكحل والقليل من الـ Glossتأكدت من شكلها في
المرآة وطرقت الباب على أحمد ثم أخبرتهم أنها ستنتظرهم في الأسفل ....نزلت
في المصعد وذهبت لتجلس في البهو ثم تذكرت أنها كانت ترغب بالنظر الى
لوحة عازفة البيانو فتوجهت لها ووقفت أمامها وأخذت تتأملها بينما تنتظرهم...
بعد الأجتماع ذهب سيف مع أبو حسن الى منطقة Knightsbridge للغداء
في مطعم Ciro's Pizza Pomodoro وطلب بيتزا مارغريتا لهم الاثنين بعد
أن أنتهوا من الغداء تجولوا في المنطقة قليلاً لأن ابوحسن لم يزرها من قبل ..
وعادوا الى الفندق في سيارة الاجرة مروراً بالـ Hyde Park ووصلوا بعد
حلول الظلام وعندما دخلوا لبهو الفندق شاهد سيف جواهر تمشي في الردهة
وتقف أمام لوحة معلقة على الجدار.. أكمل طريقة للمصعد ودخل كل منهما الى
غرفته للصلاة والراحة قبل أن يذهبوا ليكملوا يومهم ويسهروا في Piccadilly
كما أقترح سيف ...
في سيارة الأجرة كانت جواهر تتأمل قطرات المطر الخفيفة على زجاج نافذتها
ولا تسمع الحديث الدائر بين منى وأحمد حول ذهابهم غداً الى مجمع
Blue water .
كانت مشاعرها غريبة ....تذكرت آخر سنة لها في بريطانيا ولندن بالتحديد كانت
أيام حزينة وكئيبة مثل جوّها....كانت تعد الدقائق لتهرب من هذه المدينة بدون
أن تفكر بالعودة ... لكنها عادت ....عادت وقد ظنت أنها نسيت ...ولكن
الذكريات بدأت بالانهمار عليها منذ وطئت رجلها أرض المطار ...وكانت تحاول
أن تهرب منها ولكن هيهات ...هزت رأسها بشده لتنفض الافكار منه وتوقفت
عندما أنتبهت لنفسها وحمدت ربها أنهم لم يلاحظوها ...دخلت السيارة
Brompton Road فمروا على Harrods ثم دخل الى اليسار والى
اليمين الى شارع Walton دقائق ووصلوا المطعم الذي كان على ناصية في
وسط الشارع كان أحمد قد حجز طاولة بأسمه تحسباً لزحمة المطعم
المشهور...وفعلاً كان الزبائن على أغلب الطاولات ماعدا طاولتهم والتي أخذهم
لها المسؤول وجلسوا...كانت الطاولات قريبة من بعض بشكل غريب ولكن
طعامه اللذيذ وجوه الساحر كان يجبر الناس دائماً على العودة...
بعد ساعة
أتصل سيف في خلَف واتفق معه على مصاحبته , واتصل في ابوحسن والذي
كان مازال تعباً ولكنه وافق على الذهاب معهم ....أنزلهم سائق سيارة الأجره
الى ناصية في الـ Piccadilly وذهب ...بدا المكان رائعاً بالأضواء التي تخرج
من لوحات الاعلانات النيونيه الضخمة على العمارات وزحمة السيارات وكثرة
السواح المتواجدين .. هناك نافورة الماء والتي أعتلاها تمثال لملاك ...وفنادق
فاخرة مثل Ritz Hotel , كانت دنيا اخرى غير الدنيا التي عرفها ابوحسن في
لندن ....لقد ظن ان الانجليز لايسهرون ولا يمرحون ولكنه الآن غير رأيه...
أخذ سيف يشرح له وهم في الطريق الى المقهى.
سيف : شوف ياحبيبي ..هاي البكاديللي سموها على موديل فستان كان موضه
في القرن السبعطعش اللي اشتهر فيه واحد خياط واستغنى من وراه فبنى له بيت
هنيه فسموه على تصميمه يعني على راعي البكدلز تخيل ...ومع الايام بنو
نصب تذكاري اللي هو هذا ( واشار على نافورة ماء ) حق واحد معروف وقتها
وحطوا عليه تمثال ملاك ...هذا اللي فوق تشوفه..
ابوحسن : الحين هذا ملاك !!!! شكله معفن وخايس...
سيف: ينظفونه كل ماطرى عليهم ....لا يفوتك بعد ..ترى هالتمثال شالوه وقت
الحرب العالمية الثانية من الخوف لايصير فيه شي ولما انتهت الحرب رجعوه...
ابوحسن: صيه بعد هالمقطّن...هههههههه
سيف:ههههههههههه
أختاروا مقهى وجلسوا فيه وأكملوا سهرتهم في المكان التي يرتاح سيف فيه....
في اخر الليل
كانت جواهر تتحدث مع نوف على الهاتف...
جواهر: يعني كنتي عند امي اليوم؟
نوف: اقص عليج ؟؟ تبيني احلف ....ماطلعنا من عندها الا لما شفناها تنود..
جواهر: وشخبارها؟ انا كل ماكلمها تقوللي انها بخير بس انا قلبي ناقزني مادري
ليش.
نوف: انتي تحاتين عشانج ماتشوفينها ...بس خلاص كلها كم يوم وبتشوفينها..
جواهر: الله يصبرني ....
نوف: قوليلي وين رحتي اليوم؟
جواهر: كان عندنا اجتماع مع الوكيل عشان بكره..بعدها رحت حضرت مسرحية
Lion King و..
نوف مقاطعه: وشو ؟؟ مهب كنها هالمسرحية حق اليهال؟ بدل ماتودين عيالي
تروحين بروحج؟
جواهر: هم عندي وماوديتهم؟ بعدين الجمهور اغلبه من الكبار ...مسرحية
عجيبة ولا المطربة صوتها عذاب ...
نوف: وانتي متفرغه تروحين مسرحيات؟
جواهر: تمللت من السوق قلت اغير....وبعدين انتي تعرفين اني احب اروح
هالاماكن...
نوف: اعرف ...اعرف..لو انا منج انتهز اي فرصة واروح اتشرى وين بتلاقين
مثل هالمحلات الا في لندن...
جواهر: تمللت عاد ....المهم ...فاتج رحنا تعشينا في Scalini's ..
نوف: ياحيكم ...انتي ومن؟
جواهر: احمد ومنى...
نوف: وطلبتي البيتزا ..
جواهر: ايييييييييييه ....لذذذذذذذذذذذذذذيذة ...تذكرتج..
نوف: تحريييين ....ماحبج ....روحي ارقدي روحي....
جواهر: هههههههه بروح أصلاً عندنا شغل من الصبح ...تصبحين على خير...
نوف: وانتي من هله ..مع السلامة..
في صباح اليوم التالي أستيقظت جواهر الساعة السادسة والنصف وأستحمت
وأرتدت بدلة رمادية مخططة بخطوط رفيعة بيضاء مع بلوزة وشيلة بيضاء
وحقيبة يد سوداء وحذاء اسود بكعب عالي...وضعت كحلها و والـGloss
الوردي ألقت نظرة على شكلها ثم غادرت غرفتها الى البهو حيث أجتمع الوفد
قبل التحرك الى شركة Forensic Science Service (FSS) تحرك الوفد
ومعهم حسين وموظف من العلاقات العامة في السفارة الى مقر الشركة في
شارع Lambeth Road ....عندما خرجت جواهر من باب الفندق أحسّت
بالهواء البارد يلمس وجهها أرتجفت لثانية وتذكرت أنها لم تحضر لها معطف
مع أن البرد شديد لئلا يسخر منها مديرها ثانية..مديرها الذي كان يرتدي بدلة
سوداء وقميص ابيض وربطة عنق سوداء أيضاً وبدا غير مكترث ببرودة
الجو..في الطريق مروا على الـ Piccadilly ثم على St James's Park
وعبروا نهر التايمز وفي دقائق وصلوا للمبنى ..كان مبنى تقليدي لونه أبيض
ولا يدل على أن شركة مهمة مثل هذه تعمل بين جدرانه.. كان في أستقبالهم
رئيس شرطة مدينة لندن المفوض Mike Bowron والسيد مدير ( FSS )
رافقوهم الى قاعة الاجتماعات حيث كان هناك موظفين بأنتظارهم وبعد أن
جلسوا عرض أحدهم عن تاريخ الشركة..
كيف أنها شركة حكومية والرائدة في السوق بتقديم خدمات الطب الشرعى لقوات
الشرطة في انكلترا وويلز مركزها الرئيسي في مدينة Birmingham ولها 11
مرفق في أنحاء البلاد وتساعد الدول الأخرى عند الطلب , وتتعاون مع 60 دولة
حالياً ...
تم عرض جهاز الفحص المحمول CellDEK وهو عبارة عن عدة متكاملة في
حقيبة صغيرة ذات بطارية تعمل لـ 10 ساعات متواصلة وممكن تعبئتها عن
طريق شاحن السيارة أو الشاحن الأصلي...كما أن البيانات المطلوبة وفي حالة
توفر قاعدة بيانات تكون جاهزة خلال 5 دقائق ....
وتقنية أخرى هي Footwear Intelligence Technology (FIT) والتي
يمكن معرفة الجاني عن طريق طبعة قدمه على حسب ثقل الوزن وهي تسمى
Cinderella analysis وسميت كذلك نسبة الى قصة حذاء سندريلا ....ابتسم
الوفد القطري وتبادلوا التعليقات فسألهم المدير عن رأيهم فضحك سيف وقال:
We have this technology for more than 200 years ..
نحن عندنا هالتقنية من اكثر من 200 سنة..
المدير وهو متعجب : How come ??
: كيف ذلك ؟؟
سيف: We have a family called Almerrah they are experts in
tracing a human being or an animal or a car and they know
if the animal has 1 eye or old or sick or ….and the kind of
car that has been here, the things in it and how many people
were in…
: عندنا قبيلة المره هذول خبراء في قص الأثر الانسان او الحيوان او السيارة
حتى ، ويفرقون بين الحيوان إذا كان عور والا عجوز والا مريض ، ونوع
السيارة التي تكون هنيه وش حمولتها وكم شخص فيها...
المدير: But we are talking about a new technology , the
possibility of mistakes is zero
بس أحنا نتكلم عن تقنية أحتمال الخطأ فيها صفر.
الوكيل مقاطعاً الجدال: Can we continue please?
ممكن نكمل من فضلكم..
شاهدوا عرض لأحدث تقنية تسمح بالتعاون مع الخبير جنائي في تحديد هوية
أشخاص عبر تركيب الحمض النووي الـ DNA من خلال تحليل أدلة حتى ولو
لمسها أكثر من شخص ..ولكن من المهم لنجاح كل التقنيات بناء قاعدة بيانات
لجميع سكان البلد لتكون مرجع للخبراء الجنائيين...وأخبرهم أن حوالي مليون
شخص بريطاني تبرعوا بتخزين جيناتهم في قاعدة البيانات الخاصة بالحكومة
والباقي في الطريق...
وفي أخر الاجتماع ذكر المفوض مالفت نظر الوفد القطري عن بروفيسور
متخصص في مادة علم الجينات ويعتبر الأفضل في هذا الحقل قد تقاعد من
جامعة Oxford وأنهم حاولوا توظيفة كخبير لديهم ولكنه رفض لمرض زوجته
ونصيحة الأطباء لهم بالذهاب لبلد ذات جو دافيء ولذلك قرروا الهجرة لجزر
الكاريبي وذكر أن أسمه Russell Oliver ولم تقدر جواهر من قولها
وبالعربية: هذا أستاذي...
التفت الجميع لها مما أحسسها بالاحراج وقال لها الوكيل: بعدين بنتناقش في
هالموضوع...
بعد ساعتين انتهى اجتماعهم بأن يتم شراء بعض هذه الأجهزة لدولة قطر على
أن تتعهد الشركة المصنعة بتدريب المحللين الجنائين عليها ...وتم توقيع هذه
الأتفاقية في أخر الأجتماع والتي كان مقرر لها من خلال مراسلات مسبقة بين
الطرفين....
فيما بعد وقبل مغادرة مبنى الشركة تقدم حسين من باقي الوفد عندما كان الوكيل
يسلم على الجانب الأنجليزي وأخبرهم أن هناك أجتماع في الفندق فور عودتهم
اليه..
بعد أقل من نصف ساعة وفي جلسة في بهو الفندق كان الجميع ينظر الى الوكيل
الذي وجه سؤاله الى جواهر: أنتي كيف كانت علاقتج مع البروفيسور اللي قالوا
عنه؟
جواهر: كان أستاذي ومشرفي طول فترة دراستي ..سيدي
الوكيل: وش ممكن تقولين لنا عن شخصيته؟
جواهر : سيدي ...كان صارم بس لطيف...كان يحترم فيني التزامي بديني
ويقول أنه اكيد أثر بالتزامي في دراستي وحياتي وبشكل ايجابي...وكان يحب
العرب وزار مصر أكثر من مرة...
الوكيل: تقدرين تدبرين لنا موعد معاه بكره وبنروح له مكتبه أذا بغى ؟
جواهر: بحاول سيدي.. أنا ماقطعته ...كنا نتراسل بالايميل ..
الوكيل : كلميه الحين وشوفي...
جواهر وهي تمسك هاتفها النقال: حاضر سيدي..
قامت من كرسيها وأجرت أتصال لمكتب أساتذها وكلمت السكرتيرة التي وبعد
ترحاب كبير أعطتها موعد في ساعة الغداء لأنشغاله طوال اليوم..عادت للوكيل
وأخبرته بنتيجة المخابرة..
الوكيل: خلاص عيل ...أستعدوا بكرة الصبح نلتقي في اللوبي الساعة 9,30 أنا
وسيف وجواهر وحسين وبنحّرك على جامعة أكسفورد وبنرجع وأحنا بأذن الله
معانا موافقة البروفيسور أنه ينتقل الدوحة ويشتغل معانا خبير...
لاحظ سيف الذي كان صامتاً طوال الوقت الحزن الذي بان على وجه جواهر عند
سماعها قرار الوكيل ...وكأنها لاترغب للذهاب لـOxford لما ياترى هذا
الحزن المفاجيء؟ ؟ وأخذ يفكر ( ليش حزينه؟؟ يمكن ماتبغي تروح؟ حد مايحب
يرجع جامعته ويزور المدينة اللي عاش فيها أحلى أيام حياته!!! أنا ودي اروح
جامعتي اليوم قبل بكره..هذي أنسانه غريبه ...حتى صوتها فيه حزن وهي
تقولنا عن موعد أساتذها )
تذكر قصيدة دايم السيف الأمير خالد الفيصل
الحزن في صوتك
الحزن في صوتك ازعج ساكنـي
لين صار الكون من حولي حزين
غصب عني حزن صوتك هاجني
لين خلّى عاصي المعنـى يليـن
وامتثل حرف القصيـد وعادنـي
وانسكب شعرك على حزني حنين
شلت انا صوتك وحزنك شالنـي
اكتم الصرخه وينسـاب الأنيـن
شفت حزنك كيف حزنك شافنـي
كيف داهم خلوتي فـي لحظتيـن
طير انا مثلك زمانـي ضامنـي
جرحتني مثلك سيـوف السنيـن
صابك اللي من زمانـي صابنـي
في معاليق الحشا جرحـه دفيـن
كلّمـا ودعـت هـم زارنــي
من عذاب الوجـد بيـاح الكنيـن
الفرح عقـب الصداقـه هابنـي
خافت البسمه على وجهي تبيـن
طير ياللي صوت حزنك صابني
الله اللـي ينتصـر للصابـريـن
فيما بعد في العصر
كانت جواهر في غرفتها تشرب القهوة التي طلبتها أمام النافذة وهي تفكر في
مشوارها لأكسفورد في الغد لم تتناول الغداء لأنها فقدت شهيتها للطعام ....
أخذت تنظر للحديقة والذكريات المؤلمة تعود من جديد ....أحست بوخزة في
قلبها وبدون أن تشعر أمسكته بيدها وكأنها ستمنع الالم عنه ولكن هيهات
تحولت الوخزة الى ألم ثم أنهمرت الدموع مع تدفق الذكريات...تذكرت لقاءها
الأول بفهد وهي في الثانية والعشرون من عمرها كان يومها الأول في الجامعة
وهي تمشي ممسكة بيدها جدول محاضراتها وأماكنها ووجدت قاعة المحاضره
في مبنى منفصل والتوتر مسيطر عليها.. وعندما وصلت كان المحاضر قد سبقها
فلم يسمح لها بالدخول بعده ووبخها أمام الطلاب عندما رآها متحجبة..خرجت
مطأطأة رأسها وعلى وشك الانفجار ومشت في الممر الحجري ذو الأقواس حتى
وصلت أخره وجلست على الدرج واضعة رأسها بين يديها والاحباط يغمرها ولم
تستطع أمساك دموعها أكثر فأخذت تبكي ولم تلحظ الشاب الذي جلس بجانبها الا
عندما مد لها محرمه لتمش بها دموعها قائلاً لها بصوت مليء بالحنان : إذا من
اولها بتنهزمين عيل لازم ترجعين البلاد أحسن..بس لو أنا منج ما أخليهم
يحبطوني لأن الأنجليز جلفين ويعتبرون قوانينهم مقدسة ...تعلمي تحترمينها
وبترتاحين ....
التفتت له وهي لازالت تمسح دموعها من على خدها لتقول وبتردد لعدم معرفتها
به : بس أنا تأخرت 5 دقايق بس ...واليوم أول محاضرة وماتوقعت أنه
بيفشلني ويطردني قدام كل الطلاب...
الشاب : معليه أختي ....تذكري الضربة اللي ماتذبحج تقويج..وتعلمي كيف
تتعاملين معاهم وبترتاحين....روحي شوفي مكان كل محاضراتج وتأكدي من
الوقت عشان ماتمرين بمثل هالموقف مرة ثانية..والحين أسمحيلي لازم أروح..
بشوفج اكيد ....باي..
غادر الشاب فجأة مثلما ظهر فجأة حتى أن جواهر ظنت أنها تخيلته .... بعدها
تأكدت من قاعات محاضراتها ووقتها وأصبحت تحضر قبل بوقت كافي لتتحاشي
الاحراج...
********
|