لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-05-08, 04:47 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 53753
المشاركات: 10,517
الجنس أنثى
معدل التقييم: ارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 740

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ارادة الحياة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ارادة الحياة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

(( الفصل الثالث والأربعون ))
استيقظ ناصر من النوم ... ارتدى كامل ملابسه ... أصبحا مستعدا للعمل الذي قال نايف بأنه سيكون مضاعفا ... تأملها وهي نائمة ... تبدو صغيرة ... يافعة ... وتمتلئ بالحياة ... " انا ليش سويت اللي سويته ؟... معقولة ... وين كان عقلي ؟... وين كان تفكيري ... صحيح ليا قالوا الشيطان شاطر ... بس خلاص كل شي الحين راح يتصلح "... وخرج وقد عزم أمره ...
لم ينهض من سريره ... ظل ممددا ... وعيناه تتأملان السقف ... توسد ذراعيه وهو يفكر أكثر ... " آآآه ... البنت وتأكدت إنها سليمة ... بس بقى أعرف منو ؟... غريبة ... أمس ما عرضتني ... بالعكس ... معقولة تكون خافت ... يمكن ... بس لا تقارن يا نايف ... البنت للحين صغيرة ... وحاجز الخوف طبيعي يكون موجود ... أنت بس اهدأ ولا تفقد أعصابك "... وخرجت من الحمام تلف الروب حول جسدها ... ابتسم لها :
_ نعيما ...
لم ترد ... وبكبرياء حاد اتجهت إلى الخارج ... لم يفهم حركتها ... عقد حاجبيه ... نهض ودخل الحمام ليستحم ... وبعد خمس دقائق خرج ... كانت جالسة على الأريكة ... تقلب في قنوات التلفاز ... اتجه وجلس ملاصقا لها ... لكنها هبت واقفة :
_ ووووووووووه ... (علق ساخرا وهو يرفع يديه باستسلام) ... شفينا ؟
ظلت واقفة امامه ... كتفت يديها ... ونظرت في وجهه بتصميم ... وبكل برود أمسك الريموت وظل يقلب القنوات بدوره :
_ شفيك ؟... قعدتي مخترعة من النوم ؟
_ خلاص يا نايف ... اللي تبي تتأكد منه تأكدت ... ما له داعي هالتمثيل ...
استغرب حدة ذكائها ... واستغرب أكثر جرءتها في الكلام :
_ لا تشوهين اللي صار بينا ...!
ضحك بألم ساخر :
_ من قبل لا يبدأ كان مشوهه ... (نظر نحوها يطلب استفسارا) ... أنا أدري ليش تزوجتني ... كنت أدري إنك راح تكلم عزيز ... وعزيز أنا ما كنت واثقة فيه ... بس قلت يمكن ... ولما شفتك أصريت على زواجنا ... تأكدت شكوكي ...
مس على رأسه بلا مبالاة :
_ ذكية ...
أحست بغصة وهي تتأمله منتصرا :
_ تدري شنو اللي يخليني أحس بالفخر ... إنك ما قدرت لي بالقوة ... وحاولت معاي باللين والمسايسة ... ولعبت دور غبي علشان تتأكد من اللي تبيه ...
اتكئ بمرفقيه على ركبته ... وظل ينظر نحوها بحدة ... أخفضت رأسها ثم رفعته لتكمل :
_ من صرت زوجتك ... عرفت أن هذا الحق لك ... وإنك لازم تعرف إني لا خنتك ولا خنت أهلي ... ولهنا وخلاص ينتهي كل شي بينا ...
وضع رجلا فوق الأخرى ... وعلق :
_ وهالشي قرره منو ؟... فارسك الملثم ؟
استشفت من كلامه ... سخرية عميقة :
_ هالشي يقرره العقل ... أنت أخذت اللي تبي من هالزواج ...
نهض حتى وقف أمامها :
_ بس انا الحلول السريعة ... مستحيل إني أعترف فيها ... يا إني أحل المشكلة جذريا ... أو إني أخفيها نهائيا ...
نظرت في عينيه ولا زالت تحتفظ بتصميمها :
_ يعني شنو ؟
_ يعني ... هالخرابيط تشيلينها من راسك ... وتحليلاتك المريضة لا تفكرين تقولينها مرة ثانية بصوت عالي ... وهالزواج مو انتي تقررين إذا كان يستمر ولا لا ...
_ بس أنا طرف فيه ... وأنا ما عندي أي استعداد نفسي إني أتقبل وضعي معاك ...
_ مو مهم ... انتي من الاول مو متقبلة الوضع ... وصياح وبكى ولعنة حال ... ولا فادك كل هذا ...
_ يعني تبي تجبرني ؟
هز كتفيه :
_ حلالي ... زوجتي ... لا انتي ولا غيرك له حق يكلمني ... وبعدين أعرفك ذكية ... لا تدخلين معارك خسرانة معاي ... (طبع قبلة طويلة) ... راح تندمين ...
ثم اتجه نحو المطبخ ... وتركها صافنة .
طرق باب الشقة بهدوء ... أحس بغصة وهو يتذكر مواعيد زياراته التي كانت ... وفتحت هي الباب ... وبقيت خلفه :
_ منو ؟
وجاءها صوته متدفقا بالحنين :
_ قوة منال ... انا احمد ...
أحست بدموعها حارة على وجنتيها ... تذكرت زيارات الساعة العاشرة صباحا ... تغيب ماجد عن العمل ... تلك الأيام الطويلة التي قضياها أمام فيلم مشوق ... مرت الآن ستة أشهر مريرة على هذه الذكريات :
_ هلا احمد ... شلونك ؟
_ طيب ... أنا ... (كان مترددا) ... كلمت بدر ... وقال لي انك ... منال أبي أشوف ولد ماجد ... في أحد من اخوانك موجود ...
ابتلعت شهقة حادة :
_ راح أدخل ... دقيقة وادخل وراي ...
وبعد دقيقة ... دخل مطأطأ الرأس ... اتجه إلى الصالة ... واجواء المكان توحي بألف وجع ووجع ... وجده ممددا على الأريكة ... كائن صغير ... يتقاتل مع الهواء بكل قواه ... جلس يراقبه ... يستشف تلك المعاني التي تتقاذفها عيناه ... براءة ساذجة ... عشق للحياة ... تفاهة محببة ... رغبة شديدة في البحث عن السعادة ... أدمعت عيناه وهو يبتسم ... نفس المعاني التي كان يحملها ... ماجد !!... أمسك يده الصغيرة وقبلها بلطف ... انتبه إلى أنها كانت واقفة ... تغطت وجهها ... وكتفت يديها تتأمله :
_ صغيــــــــر !
_ لأنه جاء ناقص ... كبر عن أول ...
نظر نحوه وابتسم :
_ يشبه ماجد ...
_ الله يرحمه ...
ضاقت عيناه وكأنه تذكر ... ثم سألها :
_ وش سميتيه ؟
_ أحمــــد ...
رفع رأسه نحوها مستغربا :
_ ماجد كان موصيني أسميه أحمد ...
ابتلع غصة مريرة ... ودفن وجهه في جسد الطفل الصغير وأغرقه بالقبلات ... نهض ومسح وجهه بيده :
_ انتي لوحدك هنا ؟
_ لا ... في عمتي شريفة ... ومبارك راح السوبر ماركت ...
_ طيب ... تبين شي ؟
_ سلامتك ...
_ مع السلامة ...
_ مع السلامة ... (وقبل أن يصل الباب) ... أحمــــــد !!
التفت نحوها ... فاقتربت منه :
_ متى ما حبيت تشوف احمد الصغير ... البيت بيتك ...
نظر نحوها واجابها بابتسامة ألم مميتة ... ثم خرج ...
كانا ينزلان السلم معا ... اتجهت أنوار وهي ترتدي عباءتها نحو عمتها الصافنة :
_ عمـــة !!... أمشي معاي تستانسين مع أمي ... أحسن لك من القعدة بالبيت لحالك ...
نظرت نحو ابنها الواقف بألم ... وابتسمت وهي تمسك بيد انوار :
_ ما عليه يا يمه ... انا أصلا مواعدة اخوي أبو مطلق إني اليوم أزوره ...
_ على خير ... (وقبلت رأسها) ... بس مو تنامين عندهم ... ترى هذيك المرة تضايقت ...
وأجابتها بابتسامة أكثر ألما ... نادى ناصر :
_ يالله يا انوار ... وراي شغل ... (وخرجا) ...
دخل غرفتهما ... وجدها جالسة على السرير تفكر بهدوء :
_ وين وصلتي ؟... (رمقته بهدوء ولم ترد) ... قومي ... غيري ملابسك خلينا نتطلع نتعشا ...
وسبقها إلى الخزانة ... أخرج منها ما يريد ... ثم خرج ...
أوقف سيارته في الكراج ... الفتت ثم نظر نحوها بحنان :
_ لا تتأخر ...
ابتسم لها وهي تكشف غطاء وجهها :
_ الساعة 10 أنا عندك ...
_ طيب ...
وابتسمت ثم فتحت الباب ... أمسك مرفقها :
_ لحظة ... ما في توديعة ...
_ ههههههههه ... فشلة ... لا يطلع مشعل ويشوفنا يسوي لي سالفة ...
أمسك وجهها بين يديه ... وقبل كل جزء فيه بحب ... ابعدته عنه وهي تضحك :
_ ههههههههه ... ناصر خلاص ...
_ طيب ... نادي لي عمتي ...
ونزلت ضاحكة ... نزل بعدها واتجه إلى المجلس :
_ السلام عليكم ...
رد بدر وفهد السلام :
_ هلا أبو شوق ... زين اللي لقيتك ... مشعل وين ؟
أجاب فهد وهو يمسك بالقهوة :
_ قريب ... الحين يجي ...
في المطعم :
_ ليش ما تأكلين ؟
_ آكل ... (وقلبت ما في صحنها) ...
رن جواله ... نظر فيه ثم تركه ... وظل يرن أكثر من 7 مرات ... رفعه بملل :
_ هلا راشد ... يا أخي شفيك انت ؟... ما عندك ذوق ... أنا قايل لكم لا أحد يتصل علي ... (مسح جبينه بحدة) ... متى هالكلام ؟... طيب ... الأوراق تلقاها عند عبدالجليل ... خل ناصر يطلع عليها ويوديها لأبو مازن ... لا انا اليوم حاجز على لبنان ... طيارتي بعد ساعتين ... ما يمديني ... سو اللي قلت لك عليه ... مع السلامة ...(واغلق الجوال) ...
_ نسافر ؟
ابتسم :
_ عالمزرعة ...
_ وليش ما قلت لي ...؟
_ مفاجأة ... (وعاد لطعامه بخبث) ...
كانوا جالسين في الصالة ... شهقت انوار :
_ بعد ... حـــــــامل مرة ثانية ؟... حرام عليك حربي صغير ...
_ كش على وجهك ... لا تنظليني ... هذا رزق من الله حبيبتي ...
ارتشفت كوب شايها :
_ والله انتم يا البطات مو هينين ...
ضحك بدرية التي كانت تحمل الطفل بين يديها :
_ إلا صج بدر ما جاب حصة معاه ... وشوق لما سألتها تقول بالبيت ...
ووضعت الكوب بحماس على الطاولة :
_ صح ... ابي أسألكم ... حصة ليش متغيرة كذا ؟
علقت دلال :
_ صح ... انا لاحظت عليها ... حيل متغيرة ... حتى صايرة تضيق الخلق ...
فكرت انوار :
_ يمكن حامل ...
_ لو حامل كان بدر قال لأمي ...
ودخل الكل الصالة أم بدر _ بدر _ فهد ... نظروا نحو أنوار جميعا :
_ جاء ناصر ؟... غريبة ما اتصل علي ... (ونهضت) ...
سألت بدرية بخوف :
_ شفيكم ؟
انتبهت أنوار للوجوه الشاحبة :
_ شصاير ؟... بدر شفيه ؟... فهد ... ناصر فيه شي ...

 
 

 

عرض البوم صور ارادة الحياة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-08, 04:50 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 53753
المشاركات: 10,517
الجنس أنثى
معدل التقييم: ارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 740

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ارادة الحياة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ارادة الحياة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

(( الفصل الرابع والأربعون ))
في السيارة المتجهة إلى المطار ... جلس يركز نظره على الطريق بهدوء ... وجلست بجانبه تفكر بحيرة :
_ راح نمر بيتنا ؟
_ ليش ؟
_ أمي ما تدري إني أبي أسافر ... وأبي أسلم عليها ...
_ راشد أكيد قال لها ... وبعدين أمس بالعرس سلمتي عليهم كلهم ...
عادت لشرودها بصمت ... " شفيه هذا ؟... كل شي أقوله لا ولا ... لا مريض ... مو طبيعي الرجال "...
كان صراخها ... فوضويا ... يملأ غرفتها القديمة بالضجيج ... فرضت أمها الأمر عليها بقوة ... حاول بدر أن يبدو شديدا ... فهد أحس بحزنها ... بدرية لا تعرف ماذا تفعل ... ودلال كانت تقف تبكي حالها :
_ يمه ... انتم وش قاعدين تقولون ؟
_ اللي سمعتيه ... رجعة لناصر ما فيه ... والرجال وافق يطلقك ...
_ انتم أكيد تمزحون ... بدر ... بدر شالسالفة ؟... ناصر شفيه ؟... لا تكذب علي ...
_ انوار ... ناصر يبي الطلاق ... و ...
_ يطلقني !... ناصر ... مستحيل ...
اقترب منها فهد :
_ انوار خلاص ... استهدي بالله ... و ...
نفضت عنها يديه :
_ سامع يا فهد ... سامع وش يقولون ؟...
وضمها فهد بقوة :
_ خلاص ... خلاص ... اهدي وبعدين نتفاهم ...
وخرج الجميع تباعا ... وتركوها لوحدها مع فهد ... اتجه بدر خارجا ... ونزل البقية إلى الصالة السفلية ... تنهدت الأم بقوة وهي تجلس :
_ لا حول ولا قوة إلا بالله ...
علقت دلال :
_ عمه ... الله يهداك يمكن اللي سويتوه غلط ...؟
_ إلا هذا الصح ... أنوار صغيرة وما تعرف مصلحتها ...
دخل مشعل ضاحكا :
_ السلام عليكم ...
لكنه وجد الوجوه واجمة ... جلس بجانب أمه بخوف :
_ شصاير ؟
بدرية بحزن :
_ ناصر يبي يطلق أنوار ...
_ يطلقها ... ليش ؟
ثارت دلال :
_ مو هو اللي يبي الطلاق ... هذا قرار عمتي وبدر ... حرام يا عمة ... انوار تبيه ... والله حالتها تقطع القلب ... (وانصرفت تبكي) ...
صرخ مشعل بنفاذ صبر :
_ فهمـــــــوني ...
وفي منطقة ريفية ... في قرية شامية تحتضنها ربوع لبنان الجبلية ... كانت مزرعة نايف ... أكثر مكان يحبه على وجه الأرض ... لطالما سمعت بشاير عن خصوصية هذا المكان بالنسبة له ... لكنها لم تتوقع بأن تكون المزرعة بمثل هذه المساحة الكبيرة ... ولا الروعة الأخاذة ... رغما أنهما وصلا في الساعة 3 بعد منتصف الليل ... إلا أنها استطاعت أن تستشف روعة المكان حتى وهو يحتضن ظلام الليل البهيم :
_ أهلين أستاز نايف ... حمد عالسلامة ...
_ مرحبا ام جميل ... كيفك ...
_ الحمد الله ...
أشار نحو بشاير :
_ مدامتي ... بشاير هذي أم جميل المسؤولة عن البيت ...
وتبادلت المرأتان التحية ... كانت أم جميل سيدة لبنانية ... في الخمسينات من عمرها ... ذات ملامح صارمة تدل على خبرة طويلة في مجال عملها ... تركوا الحقائب حتى الصباح ... فقد نال منهما التعب ... سارت خلفه إلى حيث غرفة نومهما ... قذف نفسه على السرير بتعب :
_ آآآآآآآخ ...
ظلت تتامل الغرفة ... لم تكن واسعة ... لكنها أنيقة جدا ... وهناك حمام ملحق بها ... انتبه لتأملاتها ... وضع ذراعا تحت رأسه يتأملها بدوره :
_ عجبتك ؟... (نظرت نحوه بسرعة) ... الغرفة ...
أجابت بإنصاف :
_ ذوقك حلو ...
جلس بتعب وعلى شفاياه بقايا ابتسامة :
_ جوعانة ...؟
هزت رأسها بالنفي ...
_ طيب ... مرة جربتي تنامين على تعب ... من غير حتى لا تغيرين ملابسك ... ومن غير لا تفكرين إلا بالسرير ...
استغربت تغير أسلوبه ... لكنها هزت رأسها بالنفي أيضا :
_ تعالي ... تعالي ... لا يطوفك ... (وجرها من يدها بلطف حتى تمددت بجانبه) ... آآآآآآآآخ ... (نظر في عينيها مباشرة) ... غمضي عيونك ... ومن كثر ما انتي تعبانة راح تنامين وانتي ما تدرين ...
وكان معه حق .
<<< في صباح اليوم التالي ...
استيقظت انوار ... أحست بأن رأسها سينفجر ... ووسادتها كانت مبللة بالدموع ... فعادت تلك الدموع تسبح من جديد في عينيها ... " يعني ما كان كابوس ... كل اللي صار صج ... "... بحثت عن جوالها ... واتصلت ...
غلاي <<<< ولم يكن هناك ردا ...
نهضت مسرعة ... لم تجد أحدا في طريقها ... يبدو أنهم لا زالوا نيام ... ارتدت عباءتها ... وعند باب المدخل قابلت مشعل :
_ وين رايحة ؟
ابتعلت شهقة خوفها منه وهو يفتح الباب :
_ أبي أروح بيتي ...
_ أنوار ... شفيك ؟.. ناصر أمس قال لأمي أنكم راح تطلقون ...
_ مشعل لا تصدق هالكلام ... ناصر قال لي راح أجي الساعة 10 عمره ما تأخر علي ... أكيد تعبان ...
آلمه حال أخته :
_ ناصر سافر ... اليوم الصبح سافر لباريس ...
انزرعت خيبة الأمل على وجهها :
_ ليش ؟
_ عنده شغل ...
وغابت عن مشعل في أفكارها ... " سافر ؟!... أول مرة يسافر وما يودعني ... وليش يا ناصر ؟... الشغل الحين أهم مني ومنك " ...
<<< الساعة العاشرة صباحا
استيقظت بشاير وهي تحس بأنها لم تنم كما نامت هذه المرة في حياتها كلها ... كان نايف لا يزال ممددا بارتياح بجانبها ... نزلت من السرير بهدوء ... واتجهت نحو الحمام وهي تضحك من نفسها ... لم تفعلها من قبل وتنام بالجنز والتي شيرت والحذاء ... أخذت حماما دافئا ونزلت نحو الأسفل ... كانت الشمس المشرقة تدخل المنزل من كل جانب ... وأصوات العصافير تملأ المكان ... ورائحة الطبيعة الندية تنتشر في الأرجاء ... اتجهت إلى ما حسبت أنه المطبخ ... وبالفعل كانت أم جميل وشابة صغيرة تعملان فيه :
_ صباح الخير ...
رفعت أم جميل وجهها الباسم :
_ صباح الخيرات أهلين مدام ...
استغربت بشاير نظرات الشابة الفضولية ... علقت أم جميل :
_ هدي بشرى ... بنت أخي عم تساعدني بشغل البيت ...
ابتسمت بشاير وهي تصافح الفتاة الخجلة :
_ تفضلي مدام ... بشرى جهزي الفطور للست ...
جلست بشاير على المقعد الصغير :
_ لا ... عصير فريش كافي ...
واتجهت الشابة لتقوم بعملها :
_ بس انتي وبشرى هنا ؟
_ قصدك اللي بيدخلوا عالبيت ... ايه بس نحنا ... بس اذا كان الاستاز نايف لوحده في عصام وفراس والعم أبو كامل ...
هزت بشاير رأسها بتفهم ... وراقبت المكان من حولها :
_ حلوة المزرعة ...
_ من برا كتير أحلى ...
ودخل نايف المطبخ ... يتقطر الماء من شعره النظيف :
_ صبـــــــاح الخيـــــر ...
وكانت ابتسامته واسعة ... يبدو أنه قد ارتاح كثيرا ... جلس في المقعد بجانبها ... قدمت أم جميل له كوب عصير :
_ نعيما يا بيك ...
_ الله ينعم عليك ... (وارتشف العصير دفعة واحدة) ... آآآه ... تدرين يا ام جميل من آخر مرة كنت هنا ... ما نمت مثل ما نمت أمس ...
_ نوم الهنا إن شاء الله ...
التفت نحو بشاير :
_ متى صحيتي ؟
_ قبل شوي ...
ابتسم لها فعلقت أم جميل :
_ المزرعة عجبت المدام ... لازم يا بيك تأخذها بجولة استطلاعية ...
_ ههههههههه ... لازم ... (ونهض) ... بس اليوم ما أقدر عندي شغل ضروري ... (أخفض رأسه وهمس بإذنها) ... خليها إذا جيت ... (ثم قبل خدها) ... باي ...
_ مع السلامة يا بيك ...
<<< بعد ساعة
كانت بشاير متمللة ... قررت أن تتجول لوحدها في المزرعة ... سارت في الممرات الطويلة ... فتحت احدى الأبواب ... فصدمت ... كانت قاعة كبيرة ... على جدرانها علقت لوحات فنية مدهشة ... ومن بينها تقليد للوحة الموناليزا الشهيرة ... في طرف منها مكتب أنيق ... وعلى الجانب الآخر كانت خزائن طويلة تمتلئ بالكتب ... قرأت عناوين بعضها ... (الأمير – لميكافيللي) ... (نهاية التاريخ – لفوكوياما) ... (طوق الحمامة – لابن حزم) ... الخ ... استغربت ... "ما توقعت نايف مثقف ... ويحب يقرأ "... اتجهت نحو طاولة المكتب ... من بقاء حاجياته عليها أدركت بأنه شخص منظم ... أمسكت كتابا كان مفتوحا على الصفحة رقم 163 ... (رواية مرتفعات ويذرينع) ... ابتسمت وأعادتها إلى مكانها ... وبجانبها كان دفتر أنيق وبداخله قلم ... فتحت الصفحة الأولى ... وقرأت العنوان :
إلى وجعي ... مع التحية ...
أدركت بأنها يومياته ... أغلقت الدفتر وهي تبتسم ... "ما يحق لي أقراها "... انصرفت وهي تغلق الباب خلفها ...
_ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآه ......
وارتعبت من بقايا الصرخة التي سمعتها تدوي قريبا من المكتب ... بل يبدو أنها تصدر من أسفله ....

 
 

 

عرض البوم صور ارادة الحياة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-08, 04:53 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 53753
المشاركات: 10,517
الجنس أنثى
معدل التقييم: ارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 740

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ارادة الحياة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ارادة الحياة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

((الفصل الخامس والأربعون))
استيقظ من النوم ... لم ينم منذ البارحة ... كان العمل مرهقا ... عشر ساعات متواصلة من المناقشات الطويلة مع الشركة الجديدة ... لم يستطع أن ينام إلا خلال هاتين الساعتين ... وبعد قليل تبدأ مناقشات أخرى ... أمسك الجوال الذي تركه على نظام السايلنت :
حبيبة عمري <<< 45 مكالمة لم يرد عليها
_ ناصر ... شفيك يا عمري رد علي <<< حبيبة عمري
_ ناصر ... تكفى رد متأكدة فيك شي <<< حبيبة عمري
_ وبعدين معاك ... ترى ما لك داعي مقلبك سخيف <<< حبيبة عمري
_ يعني صحيح الكلام اللي قالوه اخواني <<< حبيبة عمري
_ ناصر طيب فهمني ليش ؟.. كلمني ... رد علي ... <<<حبيبة عمري
_ ناصر ... الشي اللي متأكدة منه ... إنك مو بعقلك هالأيام ... <<< حبيبة عمري
ابتسم بألم وهو يقرأ ما كتبت ... أحس بعمق معاناتها ... بمدى الضياع والتشتت الذي تعيش فيه ... لكنه فكر ... " كذا أحسن لي وأحسن لك يا أنوار ..."... وقرر أن يكون قاسيا أكثر ... علها تنسى ... أو يخف وطء الأمر على نفسها ...
ممددة على سريرها ... تحتضن وسادتها بألم ... دمعها لا زال نديا ... والألم لا زال يعتصر قلبها :
دخيل الغلا اللي راح ... واللي وقف مرتاب ...
بسميه عشق وانت ... ما ادري وش تسميه ...
ودخيل المكان اللي جمعنا ... وله واعجاب ...
اذا لي معزة طاري البعد ... لا تطريه ...
لو تشوف وضعي عند ما تلتقي الأهداب ...
لك الله ... لو لك نية بالجفا تلغيه ...
انا وانت غايب كن وسط العيون ... تراب ...
تنام الخلايق والا انا النوم ... ما لي فيه ...
ذبحني غلاك اللي سرى مثل سم الداب ...
طفح بالعروق وكل ما وافقه ينهيه ...
بقى قلبي اللي ما ذبحته وهو منصاب ...
انا ادري تبي تستوطنه يومك ... تخليه ؟!
سكنته ... وهو عمره قفل بالوجيه الباب ؟!
انا اعرف قلبي لا عشق ... لا رحم واليه ؟!
يجي كله من اقصاه ويحب باستغراب ...
وفا فيه ما هو في بشر ليتك تداريه ...
ترفق على قلب(ن) تلوع بك ولا تاب ...
تعذب ولا منه نوى البعد ما يمديه ...
تمكنت به حيث الولع مثل غرس الناب ...
مصيبتك تدري ... بس ليه المفارق ليه ؟؟؟؟!!
وجاءها صوت المسج في الجوال ... رفعته بلهفة :
_ اللي بينا انتهى يا أنوار ... الله يوفقك ... ويرزقك باللي أحسن مني ... <<< غلاي
بهتت هي .. "هذا وش قاعد يخربط ؟... يرزقني باللي أحسن ... أكيد ناصر صار بعقله شي ... "... واتصلت ... لكنها لم تجد ردا ...
كانت الساعة الآن 10 ليلا ... طوال اليوم لزمت هي غرفتها ... جالسة على السرير وتفكر بعمق ... " منو اللي صاح ؟... وليش كل هالصياح ؟... ونايف وين من الصبح طلع وما رجع ... يا ربي " ... وفتح نايف الباب وهو يبتسم وفي يده أكياس كثيرة :
_ مساء الخير ...
قفزت مباشرة نحوه :
_ نايف ... في واحد ... و ...
أمسك كتفيها لتهدئ ... ونظر في عينيها مباشرة :
_ اشششششش ... هدي ... هدي ... شفيك ؟
تكلمت بهدوء :
_ في واحد ... سمعت صوت ...
أمسك وجهها بين يديه :
_ وين ؟
_ تحت المكتب حقك ... كان في أحد يصيح ...
_ تعالي ...
أمسك يدها وجرها خلفه ... سار في اغلب أركان المنزل ... وفتح أكثر الأبواب ... اتجه إلى المكتب ... وفتحه ... ثم اتجه نحو السلم الذي يتجه نحو القبو ... ظهر من تحت السلم رجل قوي البنية :
_ مرحبا فتحي ...
_ أهلين يا بيك ...
_ قفلت الأبواب عدل ...
_ كل شي تمام يا بيك ...
_ طيب ... تصبح على خير ...
وأخذها واتجه نحو غرفتهما ... علق وهو يبدأ بتغير ملابسه :
_ شفتي ... ما في شي ...
_ منو فتحي هذا ؟
_ حارس ... يشتغل عندي من زمان ...
كتفت يديها ولا زالت تحس بالخوف :
_ بس انا سمعت صوت ...
اقترب وهو يلف الروب حول جسده :
_ يمكن تتخيلين ... وبعدين شي طبيعي ... المكان جديد عليك وانتي مو متعودة عليه ... يبيلك وقت ... (ابتسم وهو يتذكر) ... وش سويتي اليوم ؟
_ ولا شي ... حبست نفسي بالغرفة ...
_ ههههههههههههههههههههههه ... آآآفااا ... وأنا على بالي شجاعة ... طلعتي فأرة ...
ابتسمت من تعليقه لأول مرة ... التفتت نحو الأكياس وأخذت تقلب محتوياتها :
_ وش جايب ؟
وقف بجانبها :
_ مريت السوق ... شفتك ما كنتي مستعدة للسفرة ... وشكلنا بنطول هنا ...
كانت الأكياس تحوي أدوات للعناية الشخصية ... جنزات ... تي شيرتات ... أحذية خفيفة ... وفي علبة ... انتبهت لفستان من الحرير بلون اللافندر ... اقترب منها ليهمس :
_ راح أخذ شور ... اطلع وأبي أشوف الفستان عليك ... (واتجه نحو الحمام) ...
<<< صباح اليوم التالي
كانت في المكتبة ... جالسة على طاولة المكتب ... تقلب في الكتب ... اكتشفت بأن نايف ليس قارئا فقط ... بل قارئ نهم أيضا ... مقاطع كثيرة حددها باللون الفاقع ... شروحات كثيرة كتبها بخط يده على الحاشية :
_ صباح الخير ... تجسس ؟
وعبر الغرفة مبتسما :
_ هههه ... صباح النور ... لا والله مو تجسس ... بس كنت أشوف مجموعتك ...
_ عجبتك ...
_ ذوقك بالكتب انتقائي ...
مط شفتيه اعجابا ... وهو يجلس على المقعد أمامها:
_ حلو ... تحليل ممتاز ... أنا مو كل شي بالدنيا يعجبني ...
اعترفت بصدق ... ولا زال الكتاب بيدها :
_ تبي الصراحة ... صدمتني ...
_ ههههههههههههههههه ... أووف ... صدمة مرة وحدة ...
_ أنت بالرياض ... مو نفسك اللي هنا ...
_ غلطانة ... أنا ما عندي ازدواجية ... بس يمكن هنا أخذ راحتي أكثر ... وبالرياض أكون غرقان بالشغل ...
انتبه لشرودها في وجهه ... أمسك الكتاب من يدها ... وقرأ :
_ جاين اير ... (والتفت نحوها) ...
_ أحب هالرواية ... أحسها صادقة ...
_ امممممممممممممممم ... يعني تحبين الشخصيات الحديدية ... (نظرت نحوه باستغراب ففسر) ... روشستر البطل كان شخصية حديدية ...
أخفضت رأسها :
_ أحب الشخصيات اللي ما تنازل ...
_ مثلك يعني ...
_ ومثلك ...
ابتسم ليزل نبرة الاحتقار في صوتها :
_ يعني تعترفين انك تحبيني ...
قفزت من الطاولة :
_ كبطل في رواية أقراها ... بس كواقع أنت كارثة ...
_ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ...
عادت الصرخة من جديد ... التفتت نحو نايف بخوف ... اكفهرت ملامحه ... وجاء فتحي مسرعا :
_ يا بيك ... (لكنه التزم الصمت حين انتبه لوجود بشاير) ...
_ جاي وراك يا فتحي ... (وانصرف خلفه) ...
تبعتهم بشاير ... فرأت أنهم ينزلون إلى القبو ... زاد خوفها بشكل رهيب .

 
 

 

عرض البوم صور ارادة الحياة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-08, 04:55 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 53753
المشاركات: 10,517
الجنس أنثى
معدل التقييم: ارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 740

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ارادة الحياة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ارادة الحياة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

(( الفصل السادس والأربعون ))
<<< غرفة أنوار
_ أنوار ... أنوار ... قومي صارت الدنيا العصر وإنتي نايمة ...
لكن أنوار لم تتحرك ... ارتعبت دلال ... اتجهت نحو السلم :
_ عمـــــــــــــــــة ... يا فهـــــــــــد ... بـــــــــــدرية ... الحقوني ...
وجاء الكل راكضا .
<<< المشفى
أم بدر جالسة على مقاعد الانتظار ... وفهد يقف بتوتر :
_ يا أخ فهد ...
واتجها نحو الطبيب :
_ خير يا دكتور ...
_ أختك جاها انهيار عصبي ... ونفسيتها جدا تعبانة ... اكيد عندها مشاكل ؟
ابتلع ريقه بصعوبة :
_ ظروفها صعبة شوي ... والحين ؟
_ أنا عطيتها ابر مهدئة ... خلوها ترتاح ... وتقدرون تأخذونها معاكم بعد ساعة ... بس أهم شي لا أحد يضايقها ...
_ إن شاء الله ...
<<< المنزل بعد ساعة
اتجهت انوار التي كانت مجهدة إلى غرفتها برفقة بدرية ... جلست أم بدر بتعب ... وبجانبها فهد ... سألت دلال :
_ وش قال الطبيب ؟
فهد بغضب :
_ يقول انهيار عصبي ...
دلال بحزن :
_ حرام اللي تسونه يا عمة ... البنت تبي زوجها ... والله ما يصير كذا ...
_ دلال خلصنا ... الموضوع انتهينا منه ... ما نبي أحد يتكلم فيه ...
صرخ فهد بغضب :
_ يمه دلال ما قالت شي ... انتم اللي غلطانين ... تبون تطلقونها وهي ما تدري وش السبب ...
دخل بدر وأصوات الصرخات تتعالى :
_ شفيكم ؟... (التفت نحو فهد) ... وأنت ليش ترفع صوتك على أمي ؟؟؟
_ العفو يمه مو قصدي ... بس حرام ... والله حالة أنوار تكسر الخاطر ...
سأل بدر بخوف :
_ شفيها انوار ؟
أجاب فهد وكأنه يلومه :
_ جاها انهيار عصبي ...
تنهد بدر بأسى :
_ لا حول ولا قوة إلا بالله ...
وجلس بجانب أمه ... وصعدت دلال نحو الأعلى ... ونزلت بدرية :
_ نامت ...
الأم بأسى :
_ خليها ترتاح ...
رد فهد بحدة :
_ ما راح ترتاح ...
صرخت بدرية :
_ فهـــــــــــــد !!
علق بدر بهدوء :
_ فهد خلاص ... أزمة وتعدي وكلنا بنرتاح إن شاء الله ...
جلس فهد ليتكلم بمنطق :
_ بدر اللي سويتوه غلط ... وهي لازم تدري ... هذي حياتها ... ليش تحرمونها من القرار ... وبعدين ناصر خيركم انتم ؟... ترضون تعيش معاه ولا لا ... وانتم اللي اخترتوا ... خليتوها لعبة بإيدكم وبإيد ناصر ... (وخرج غاضبا مرة أخرى) ...
<<< مزرعة نايف الساعة 4
كانت جالسة على المقاعد في الشرفة ... تتأمل هذه الأجواء الجميلة ... وفي رأسها مئة فكرة وفكرة :
_ مدام ...
ووضعت بشرى الخجولة فنجاني قهوة على الطاولة ... ابتسمت :
_ شكرا بشرى ...
وانصرفت ... جاء بعدها نايف ... وجلس في المقعد بجانبها :
_ يا ســـــــلام ... أحلى شي في الدنيا ريحة القهوة ... (وارتشف فنجانه) ...
نظرت في عينيه بتصميم :
_ وش صار ؟
_ شنو ؟
_ الصبح ... لما كنا بالمكتبة ...
_ آآهااا ... واحد من العمال ... طاح وانكسرت رجله ...
أيقنت بأن نايف لا يريد أن يخبرها ... فتنازلت ولم تلح :
_ شرايك نركب خيل ؟
_ ما اعرف أركب خيل ...
_ آآآآفاااا ... حرم الأستاذ نايف ... وما تعرفين تركبين خيل ... صراحة إهانة في حقي ...
_ هههههههههههههه ... طحت وأنا صغيرة ... وصارت فيني عقدة ...
ووقف وهو يبتسم بمكر :
_ حلووو ... تحدي جديد ... قومي يالله ... أنا أحسن واحد أفك عقد ...
وجرها من يدها وسط اعتراضاتها التي لم تنفع .
<<< منزل بدر
كان جالسا في الصالة ... يفكر في كلام فهد بعمق ... أخيرا قرر أن يتصل :
_ آآآلوووو ... هلا أبو شوق ...
_ هلا ... ناصر شلونك ؟
_ عايشين ... انتم شلونكم ؟
_ ناصر ... أنوار جاها انهيار ...
أحس ناصر بألم يعتصر قلبه ... أغمض عينيه ... وتنفس بهدوء ... لكنه ظل صامتا ... أكمل بدر :
_ ناصر ... أخاف اللي تسويه غلط ...
_ بدر ... أنا جيت وقلت لكم المشكلة ... وعطيتكم حرية الاختيار ... وعمتي اختارت الطلاق ...
_ يعني أنت تبي أنوار ؟
_ ولآخر عمري أبيها ... بس ما أبي أظلمها ...
_ طيب ... عطها هي الحرية أنها تقرر ... وما عليك من كلامي وكلام أمي ...
_ هههههههههههه ... الله يهداك يا بدر ... ما تعرف أنوار يعني ... مخها متعطل ... ما فيها شي صاحي إلا قلبها ...
_ يعني مصمم ...
_ الله يعين ... والله يا بدر أحس قلبي مات ...
_ الله يعينك يا اخوي ... يالله تأمر على شي ؟
_ سلامتك ... سلم ... ووصية دير بالك عليها ...
_ لا توصي ... مع السلامة ...(وأغلق الجوال) ...
تقدمت منه بهدوء ... نظرات الخوف منه في عينيها تقتله ... لم يكن يحب أن يخاف أحد منه ... وضعت صينية الشاي ... وجلست تسكبه :
_ شفيك ؟
انتبه لشرخ حاد عند شفتها السفلية :
_ طحت ... (وقدمت له الكوب) ... كنت ألعب مع شوق وطحت عالدرج ...
_ كبرك شوق تلعبين معاها ... (أخفضت رأسها من تأنيبه) ... وليش ما قلت لي أوديك الطبيب ...؟
_ عادي ... ما يعور ...
تأملها ... نسي كم هي صغيرة ... هي حتى أصغر من أنوار ... تغيرت كثيرا منذ ليلة الزفاف تلك ... لو قارن بينها الآن وبين تلك العروس الفاتنة لأقسم بأنها ليست هي نفسها ... الاحساس بالمهانة قتل رونق الحياة في وجهها ... احساسها بالخوف من أن تكتشف كان يذبحها ذبحا ... سألت بتردد :
_ شفيها أنوار ؟
_ تعبانة ...
أخفضت رأسها ... فأحس بأنها تفكر :
_ تبين تروحين لها بكرا ؟
ابتسمت بشوق :
_ يا ليت ...
_ طيب بكرا أوديك ... (ونهض لينام) ...
<<< لبنان
كان الحصان يسير ببطء ... نايف يمسك بلجامه ويسيره بهدوء ... بشاير كانت تجلس أمامه وتغمض عينيها بيدها :
_ وصلنا ؟
_ ههههههههه ... بقى شوي ...
_ نايف خايفة ... قلبي يبي يطلع ...
_ لا تخافين ... ما راح يطلع ... وبعدين ليش خايفة قاعدين نمشي شوي شوي ...
ووقف الحصان فجأة ... سألت بخوف :
_ وصلنا ...
_ ايه ... (وقفز عن ظهر الحصان) ...
_ نزلني ... (كانت لا تزال تغمض عيناها) ...
_ ههههههههههههههههههههه ... تعالي ...
حملها حتى نزلت ... اوقفها على رجليها ... أحست بأنها فقدت توازنها فتشبثت به ... حاولت أن تفتح عينيها ببطء :
_ ههههههههههههههههههههه ... افتحي عيونك خلاص ...
_ خايفة !!
_ ههههههههههههههههههههههه ... نزلتي خلاص ... والله العظيم انتي عالأرض ...
وفتحت عينيها ببطء ... ثم تنفست بعمق ... واتجهت لتجلس تحت الشجرة العملاقة :
_ أوووووف ... ما كنت أظن إن عقدتي حقيقية ...
كان يقف ساهما ... تأملت المكان ... كانت تلة خضراء مرتفعة ... تطل على بحيرة صغيرة ... وصوت رقرقة الماء هو الصوت الوحيد الذي يخدش جلالة المكان ... تنهدت بإعجاب :
_ واااااااااااو ... المكان خياااااااااااااال ...
جلس بجانبها وتمدد على كوعه وهو يبتسم :
_ هذا بعد مكتبي ... أكثر مكان أحب أقعد فيه ...
_ نايف ... متى شريت المزرعة ؟
_ من زمان ... لما كنت أدرس بالجامعة ... كانت حق واحد من ربعي ... لبناني ... زرته واعجبتني ... وشريتها منه ...
استغربت أكثر ... "نايف عنده شهادة جامعية" :
_ شنو كنت تدرس ... ؟
_ أنا يا طويلة العمر ... عندي إجازة جامعية بالعلوم السياسية ... ورسالة ماجستير بالعلاقات الدولية ...
فتحت فاها استغرابا ... علق ضاحكا :
_ ههههههههههههههههههه ... شفيك ؟... لا تستغربين ... هالسوالف يمكن قبل لا تنولدين ...
_ طيب ... ليش علوم سياسية ؟
_ كذا ... كنت معجب بالسياسة ... قررت أدرسها ... وناصر قرر يدرس علم نفس ... وسافرنا ودرسنا مع بعض ...
_ إذا كنت طموح لهدرجة ... ليش دفنت نفسك بشغل العايلة ؟
_ شفت عندي امكانيات ... أبوي كبر ... وعمي أبو أحمد تعب ... سيف مريض ... وأحمد ... حسيت أنه ما في غيري ...
كان كلامه حقيقيا ... فمنذ أن ادركت ... كان نايف هو الزاوية الأقوى في أعمال العائلة ... لم تكن تتخيل عملا للعائلة لا يكون مديره نايف :
_ طيب ... ممكن سؤال صريح ؟
كانت الوردة التي كانت بيده قد تقطعت ... رمى بقاياها في الهواء وهو يضحك :
_ ممكن ... ليش لا ؟
_ ليش حرمتني أكمل دراسة ...؟
نظر في عينيها :
_ للحين متأزمة من الموضوع ؟
_ لا ... بس فضول ...
_ أول شي عارضت عالمجال اللي اخترتيه ما عارضت إنك تدرسين ... ولما اتصلتي علي بالليل حسيتك جريئة ... ولما تكلمتي نرفزتيني ... وتجمع هذا على هذا لحد ما انفجر صمام الامان عندي ...
نظر نحوها وهو يبتسم ... قدرت صراحته :
_ ممكن سؤال بعد ؟
_ هههههههههههههههههههههههههه ... شكلك تبين تحاسبيني ؟
_ أسأل ولا لا ؟
تنهد وهو يمسك بوردة أخرى :
_ اسألي ...
_ ليش جبرت مضاوي تتزوج سيف ؟
_ أنا ما جبرتها هي وافقت ...
_ لأنك قدمت لها اغراءات ...
_ بالنتيجة هي ما انجبرت ... وهذي هي حياتها مع سيف أحسن من حياتها مع غيره ...
_ علشان الماديات اللي انت مغرقها فيها ... علشان تصبر وتلعب دور الممرضة ...
_ وهي راضية بهالدور ...
_ لأنها مو قادرة تنسحب ...
_ انا حذرتها من أول شي ... إذا بدت اللعبة تكملها للآخر ... سيف مو ناقص خيبات أمل في حياته ... ومضاوي فاهمة تفكيري ...
تنهد ... ثم اقترب ووضع رأسه في حجرها ... نظر نحو السماء :
_ ممكن أسأل أنا سؤال ... وجاوبين بصراحة ؟
هزت رأسها بالايجاب ... وهي تتوقع سؤاله :
_ منو اللي كنتي تبينه ؟
ظلت صامتة ... استحثها بقوة :
_ قلتي راح تجاوبين بصراحة ...
جلس أمامها ... اقترب من وجهها ... ونظر في عينيها :
_ جاوبيني ... وأقسم لك إني ما أتعرض له ولا أسوي له شي ....
كانت الدموع تسبح رقيقة في عينيها :
_ حتى لو حلفت لي عند باب الكعبة ... انسى الموضوع يا نايف ... خلص وخلصنا منه ... لا تعذبني فيه ولا أعذبك ...
صدق كلامها ... لأنه خلال هذه الفترة أيقن بأن ابنة عمه هذه نسخة أنثوية عنه ... هو إن وعد وفى ... وأيقن بأنها كذلك ...

 
 

 

عرض البوم صور ارادة الحياة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-08, 04:58 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 53753
المشاركات: 10,517
الجنس أنثى
معدل التقييم: ارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 740

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ارادة الحياة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ارادة الحياة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

(( الفصل السابع والأربعون))
<<< بعد يومين
على مائدة الغداء ... تحلقوا جميعا حول الطاولة ... لمح مشعل شرود أنوار ... كانت تمسك بالملعقة ... لكنها في عالم آخر ... مشعل لم يكن راضيا عن طريقة معالجتهم لهذا الأمر ... لكنه ظل صامتا حتى الآن احتراما لرأي أمه :
_ ناصر أمس رجع من السفر ...
التفتت نحوه بسرعة ... وعرفت الدموع الطريق إلى عينيها بشكل أكثر سرعة ... تركت الملعقة ... وتركت المائدة كلها ... وانصرفت ... التفتت بدرية نحوه بحنق :
_ ليش تقول لها ؟
لكنه مشعل ظل صامتا ... علقت دلال :
_ مصيرها تعرف أنه رجع ...
قذفت بدرية الملعقة ... ونهضت غاضبة ... وظلت الأم صامتة ... وفي غرفتها ظلت أنوار حائرة ... " اتصل عليه ؟... لا ... بس قلبي يعورني ... ومو متحملة ... شفيك يا أنوار ... إذا هو هنتي عليه ... ليش هو ما يهون عليك ... يا ربي ... يا ربي من هالقلب ... ليش ما يطاوعني ... " ...
كان ممددا على سريره ... يحتضن وسادتها التي لطالما احتضنت عبير أنفاسها ... يتذكر هذه الأرجاء التي لطالما كانت تتراقص معها وحولها ... آلمه ألا يجدها تستقبله ... بكل تلك الكلمات التافهه ... بذلك الوجه الطفولي الذي يعشقه ... بكل تلك الحركات الغبية ... وتلك الابتسامة المشعة ... كان ناصر ينتحب :
يــا (رفيق العمر) ما أصدق ... نسيت ؟!
خابرك مهما تعذبني ... حنــــون !!
لا ذكرت أيامك الحلوة ... بكيـــت !!
ما تهون أيام ودك ... ما تهـــون !!
راحتي وياك لا منك ... صفــــيت !!
في ثواني كلها ... بـــوح وشـــجون !! <<< حبيبة عمري
رمى ناصر الجوال ... وأحس بأنه حتى قد فقد القدرة على البكاء ... اقتربت منه أمه بمهل :
_ يا يمه ... (وجلست بجانبه) ... لا تعذب نفسك ... (ووضعت يدا على صدره) ...
ابتلع غصته وحدق في السقف :
_ من أخذ أغراضها ؟
_ أمها وبدرية ...
وانتحب :
_ ليش ؟... ليش ؟... أنا للحين ما طلقتها ...
_ يا يمه خلاص ... أنت اللي قررت ما يصير تعلق البنت معاك ...
_ مو قادر يا يمه ... صدقيني مو قادر ... أحس إني قاعد أقطع قلبي ...
_ كلمها ... يمكن البنت لها رأي ثاني ...
لكن ناصر انقلب على جنبه ... وظل ينتحب بكل هدوء .
<<< بيت أحمد
طرقت باب غرفته :
_ تعالي حصة ...
ودخلت ... مدت يدا مرتجفة :
_ البندول ...
_ مشكــــورة ...
ومد يده يتناوله منها ... انتبه لشرخ كبير في ساعدها ... أمسك بيدها .. ونظر نحوها :
_ شنو هذا ؟
سحبت يدها بسرعة :
_ ولا شي ...
_ والجرح هذا ...
_ الخدامة اجرحتني بالسكين ... وهي ما تدري ...
تناول البندول ... وشرب بعده كأس ماء :
_ مرة ثانية ... انتبهي ...
هزت رأسها بالموافقة :
_ وين شوق ؟
_ جاء فهد وأخذاها ...
_ طيب ... (وتمدد على السرير) ... اطلعي برا وطفي النور معاك ...
ونفذت ما أمرها به بكل هدوء .
<<< بيت ماجد
_ يا الله حي من جانا ... شلونك يا عهود ؟
وجلست وبيدها صينية القهوة والحلويات ... وأجابت عهود الهادئة :
_ الحمد الله بخير ...
وسكبت فناجنا لعمتها شريفة :
_ شلونك عمة ؟... من زمان ما جيتي عندي ...
_ وش أسوي بعد ... هالدلوعة من سافرت بشاير وهي متأزمة ... اليوم غصبتها تجي عندك وتستانس ...
_ الله يرجعهم بالسلامة إن شاء الله ...
_ آآآمين ... إلا شلون حمودي ... ؟
_ أسنانه تبي تطلع ... ومأذيني بكي وسخونة وحالته حالة ...
_ ههههههههه ... الله يعينه ويعينك ...
_ إلا صج مبارك وين راح ؟
_ الظاهر شاف عهود واستحى ... شغل سيارته وراح ...
التفتت عهود نحو عمتها :
_ شفتي يا عمة قلت لك ... أحرجنا الولد ...
ضحكت منال :
_ ههههههههههه ... لا أحرجتيه ولا شي ... خليه يرتاح ويريح عيونه كله مقابل هالكمبيوتر ...
سألت العمة بحيادية :
_ إلا صج ... ما لك نية ترجعين بيت أبوك ...
_ وليش أرجع بيت أبوي ؟
وضعت العمة فنجانها على الطاولة ... وتكلمت بحزم :
_ اسمعيني منولة ... الحق حق ... والأصول أصول ... قعدتك بهالبيت لحالك ما لها لزمة ...
_ بس أنا مو قاعدة لحالي ... مبارك جاء وسكن عندي ...
_ منال ... ترى أبوك ساكت على وضعك ... علشان نفسيتك بس ...
ارتعبت من كلامها :
_ ليش أبوي قال لك شي ؟
_ ما قال ... بس لا تنطرين لما يقول لك ... لأنه راح يقول لك كلام يضايقك ...
حاولت تغيير الموضوع :
_ أروح أشوف الخدامة وش تسوي ...
<<< مزرعة نايف
خرج نايف منذ الصباح لا تعلم إلى أين ... اتجهت نحو المكتبة التي أصبحت مقرها الدائم ... وظلت ساعات طويلة تقرأ في هذه الكتب المشوقة ... لفت نظرها كتاب غريب ... (البحث عن الحقيقة الكبرى) ... قلبت محتوياته ... " غريبة ... نايف ما يقرأ كتب جدلية ... وش دراني أنا "... انتبهت لشيء سقط من الكتاب وحط على الأرض ... كانت صورة ... قلبتها فدهشت ... صورة شابة ... شقراء ... ذات عينان متدفقتان بالحب ... وصاحبة ابتسامة رائعة ... مكتوب على ظهرها بخط فاتن :
حاولت أسأل : ما الأنوثة ؟
ثم عدت عن السؤال ...
فأهم شيء في الأنوثة ...
أنها ... ليست تقال ...
إلى حبيبتي <<< وموقعة بالحرف N
استغربت بشاير ... " معقولة ... نايف يحب ؟.. ليش كل يوم اكتشف فيه شي جديد ... "...
<<< غرفة فهد
كانت بدرية تعمل جاهدة لترتيب غرفة هذا الشاب الفوضوي ... اتجهت نحو طاولة المكتب وهي تتأفف ... ينتظرها عمل كثير :
_ عمـــــــــــــــــــــة ... (واستنجدت شوق التي كانت تحمل علبة كبيرة لترفعها عن الارض) ...
اتجهت نحوها بدرية :
_ لا تشلين هذا ... اذا تبين تساعديني ... جمعي كل الورق اللي في الأرض وارميه في الزبالة ....
_ زين ... (وعملت الطفلة جاهدة) ... عمــــة ... انام هنا اليوم ؟
_ لا ... روحي نامي في بيتكم ... بابا ما يرضى ...
_ بابا مو حلو ...
وضعت بدرية يدا على خصرها :
_ لا يا الخايسة ... الحين كل هالغلا والدلال وبالأخير بابا مو حلو ...
_ حرام ... حصة تبكي ... (وأشارت لسقوط الدموع بأسى) ...
استغربت بدرية ... تقدمت ونزلت لمستوى الطفلة :
_ حصة تبكي ؟... ليش ؟... (هزت الطفلة كتفيها) ... بابا يهاوشها ؟ ... (وهزت رأسها بالنفي) ... يضربها ؟... (هزت رأسها بالنفي أيضا) ... ليش تبكي أجل ؟
_ ما أدري ... كل يوم بالغرفة تبكي ...
_ وبابا شنو يقول ؟
ضحكت بسخرية :
_ بابا ما يروح غرفة حصة ...
دهشت بدرية :
_ ليش بابا وين ينام ؟
_ بالغرفة ...
_ ومنو ينام عنده ؟
_ أنا ...
_ وحصة ؟
ملت من عمتها ونهضت ... متأففة ... وخرجت من الغرفة كلها ... ظلت بدرية تفكر باستغراب ... " معقولة اللي تقوله شوق ؟.. بدر !... مستحيل ... بدر ما يتعامل بهالطريقة ... على الأقل قدام شوق ... لا حول الله ... يمكن علشان كذا حصة متغيرة ... أنا لازم أشوف الموضوع ... بدر ما يتعامل كذا من فراغ "...
<<< مزرعة نايف
خرجت من المكتبة ... انتبهت إلى أنه يصعد السلم قادما من القبو ... وتعلو وجهه ابتسامة :
_ قــــوة ... (وقبل خدها) ...
_ هلا ... متى جيت ؟
وضع يدا على خصرها ... وسارا معا :
_ قبل شوي ... ليش اشتقت لي ؟
_ ههههههههههههه ... واثق ...
_ هههههههههههههههه ... يحق لي ... إلا صج ... تعشيتي ولا بعد ؟
هزت كتفيها :
_ مو مشتهية ...
_ هههههههههههه ... وشو اللي مو مشتهية ؟... تبين ترجعين لأمك وتقول لي موتها جوع يا نايف ... امشي امشي بس ... العني ابليس الرشاقة وخلينا نتعشى ...
<<< الاستراحة
_ الســـــــــــلام عليكم ... (وجلس منهكا على الاريكة وهو يعيد رأسه إلى الوراء ويغمض عينيه) ...
راقبه أحمد وهو جالس بتعب على الأريكة الأخرى :
_ وعليكم السلام ... ترى إذا جاي ترجعني الرياض مو راجع ...
أجاب وهو لا يزال يغمض عيناه :
_ لا تخاف ... حتى أنا اليوم أبي اتمطح عندك ...
ضحك أحمد بسخرية وهو يرتشف زجاجته :
_ ههههههههههههههههه ... وش عندك ؟
_ آآآآآآآآآآآآآآآآآآخ ... ضايقة فيني الوسيعة يا احمد ...
ونظر نحو أحمد :
_ ليش ؟... متهاوش انت وأنوار ؟
_ يا ليت ... يا ليتها مكفختني ... ويا ليت ... يا ليت ...
_ أجل وش صاير ؟
_ أبي أعرف ...الهموم هذي متى نرتاح منها ...؟
_ لما نموت ...
التفت ناصر نحوه وكأنه يدرك وجوده لتوه :
_ صج انت متى رجعت من السفر ؟
_ قبل أسبوع ...
_ وليش ما رجعت البيت ... عمي على باله إنك للحين ما رجعت ...
_ ما لي خلق ...
_ والله تصدق يا احمد ... مرات ما ألومك ...
_ هههههههههههههههههه ... ناصر شفيك ؟... انت اليوم خربوطة واجد ...
_ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ... والله ما أدري يا احمد ... الدنيا خربطتنا ولا حنا مخربطين ...
<<< على طاولة العشاء
تأملها وهو يبتسم :
_ شفيك ؟
أخفضت رأسها نحو صحنها :
_ ولا شي ...
_ طيب ليش تقزيني كذا ؟.. لا يكون معجبة ؟
_ تبي الصراحة ... مستغربة ...!
_ امممم ... ومن ماذا ؟
_ منك ..
_ ههههههههههههههههه ... شفيك علي ؟.. لهدرجة كنت شيطان بالرياض ...؟
_ أقولك وما تزعل ...
_ هههههههههههه ... قولي ...
_ أنوار ... تسميك هتلر ...
_ هههههههههههههههههههه ... حتى هذي الخبلة لها عين تتكلم علي ...
_ أنوار مو خبلة ...
_ الا خبلة ... ومرموشة ... بس جبانة موووت ... وحنونة بعد ...
استغربت تحليله الصائب :
_ من قال لك ... ناصر ؟
_ لا ... أنا والحمد الله عندي فراسة التعرف ... يعني أقدر أحلل الشخص نفسيا ... الظاهر عشرة ناصر أثرت علي ...
_ طيب ... حلل ... علشان أشوف مقدار فراستك ؟
_ من تبين نبدأ فيه ؟.. (والتهم لقمته) ...
_ امممممممممم ... ناصر !
_ أبو فواز ... حبيب قلبي ... شوفي ناصر شخصية جدا سلسة ... وعشرته سهلة ... حنون وقلبه طيب ... ومحبوب الكل ... بس عيبه الوحيد ... انه قلبه هو اللي يسير قراراته ...
_ مثل تحليلي ... طيب ... راشد أخوي ...
_ وبدون زعل ...
_ ما راح أزعل ...
_ راشد ... لو ما كان ولد عمي ... كان ما تقبلت أقعد معاه في مكان واحد ... شوفي ... هو طيب وقلبه أبيض ... بس عيبه ... مهزوز وقراراته يبنيها على الماء ... يعني ما له أساس ولا استمرار ...
_ يمكن علشان تربى مع بنات ؟!
_ انتي أقوى منه ...
ابتسمت لتعليقه ... لأنها تعلم بأن ذلك صحيح :
_ طيب ... أنا !!
_ امممممممممممممم ... (ابتسم ووضع الصحن جانبا ووضع ذراعيه على الطاولة) ... وبدون زعل ...
_ قلت لك والله ما أزعل ...
_ انتي أكثر شخصية اعجبتني في حياتي كلها ...
أحست بالنشوة ... بالفخر ... من نبرة الصدق والثقة التي تتدفق من صوته :
_ والسبب ؟؟؟؟!
_ ما أدري ... أحس كل ما أشوفك أشوف فيك تحدي جديد ... انتي الوحيدة اللي ألزم نفسي إني ما أتهور معاك ... وانتي الوحيدة اللي تقدرين ترفعين ضغطي للميتين ... وانتي الوحيدة اللي أحس بالانكسار إذا ما نفذتي إلا أبيه ...
استغربت حماسه في الكلام ... صراحته التي لم تتوقعها :
_ يعني داخل معاي معارك ...
_ ههههههههههههههههههههههه ... على قولة ناصر ... حرب شوارع ... افهميها مثل ما تبين ... انتي طلبتي رأيي وجاوبتك بصراحة ... (نهض وهو يمسح يديه) ... إذا خلصتي ... (وغمز بعينه) ... تلقيني بالغرفة ...
وانصرف ... تاركا إياها ... مع الحيرة والشرود المرتاب .
<<< بيت بدر
دخلت بدرية تحمل شوق على كتفها ... ويسير بدر خلفها :
_ هـــ ... هلا ... بدرية ...
وهبت حصة واقفة تبادلها السلام ... ونظرات الدهشة والحيرة تتوجه منها نحو بدر :
_ هلا حصة ... شلونك ؟
_ الحمد الله بخير ... انتي شلونك ؟... وعمتي وأنوار ودلال ... كلكم شلونكم ؟
_ بخير ... ويسلمون عليك ... عاد اعذريني ... قلت اليوم أجي أشوفك وأنام عندكم ... من سكن بدر بيته ما جيت نمت فيه ... خليه يتبارك فيني شوي ...
_ ههههههههههه ... حياك الله ... عطيني شوق ...
أخذت شوق واتجهت تصعد السلم :
_ عن إذنك بدرية ... (ولحق بدر بها) ...
وضعت شوق على سرير والدها ... ووضعت الغطاء فوقها ... تقدم بدر وأغلق الباب خلفها ... التفتت نحوه برعب :
_ منو قال لها تجي تنام عندنا ؟
_ ما أدري ... وبعدين هذي أختي متى ما تبي تجي تجي .. البيت بيتها ... (أخفضت رأسها من تأنيبه) ... اسمعي اليوم تعالي نامي هنا ... وأنا راح أنام على الكنبة ... و ... والغرفة حقتك قفليها ... لا تشوف أغراضك فيها ... وخلي بدرية تنام بغرفة شوق ...
هزت رأسها بتفهم ... وانصرفت بهدوء .
<<< غرفة نايف الساعة 4 صباحا
_ اوفففففف ... (وظلت تتقلب) ...
التفت نحوها وهو يجلس :
_ شفيك ؟
جلست بهدوء :
_ ما في شي ... قلقتك ؟
_ عادي ... أصلا ما جاني نوم ...
_ ولا أنا ...
ابتسم من شكلها ... كان وجهها الأسمر فاتنا ... وشعرها البني الطويل مبعثرا حوله بعشوائية ... ونظرة الهرة تقفز من عينيها :
_ أكرهها ... وأشتهي وصلها ... وأحب هذا اللؤم في عينها ... (اقترب وهو يمسك وجهها) ... يا كم تمنيت ؟!... إذا طوقتها قتلها ... (وقبل عنقها بقوة) ...
أبعدته عنها :
_ يعني أنا هرة نزار قباني ؟!
_ لا ... (وابتسم) ... انتي هرتي أنا ... حاكني بأقوى تعابير الكلام ... للهنا بأسلوب تكفى دلني ... (قبل يدها) ... وضمني بأدفى مراسيل الغرام ... ومن شتات الوقت يمك لمني ...
ابتسمت وهي تضع الوسادة الصغيرة في حضنها وتلعب في أهدابها .. نظرت نحوه بشك :
_ حبيبي هذي دروب الحب والحب سلطان ... يأمر عليك وكأنك أصغر اخوانه ...
ضحك من سخريتها :
_ هههههههههههههههههههه ... (اقترب حتى زرع أصابعه في شعرها) ... أحلى مقادير الزمن جلسة اثنين ... يقضونها بين الدلع والمودة ... هذاك يلعب في شعر كامل الزين ... والزين يلعب في خيوط المخدة ... ما أحد(ن) درى عن شرقة الشمس من وين ؟... أشواقهم مع بعضهم مستبدة ... (ولم تجد جوابا) ...

 
 

 

عرض البوم صور ارادة الحياة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة, للكاتبة كليوباترا نجد, سلامة رماحك اللي جرحها غالي, سلامة رماحك اللي جرحها غالي لكاتبة كليوباترا نجد, كليوباترا نجد
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:25 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية