كاتب الموضوع :
ارادة الحياة
المنتدى :
القصص المكتمله
((الفصل التاسع والعشرون))
كان ممددا على سريره يفكر بعمق ... جافاه النوم منذ أن علم بأمرها ... فهو لا زال حتى الآن بدشداشته ... التفتت مريم وكأنها شعرت لتوها بقلقه :
_ شفيك ؟
وجاءه صوت آذان الفجر عاليا ... نظر نحوها ببرود :
_ ما في شي ... ارجعي نامي ... (وخرج يتوجه نحو المسجد) ...
وبعد الصلاة عاد مع والده وجلسا معا على سفرة الفطور :
_ بدر له نية سفر ؟
_ لا ... يقول عنده شغل وما يقدر يسافر ...
_ أحسن له ... شغله أبدى ... لاحق على هالخرابيط ...
نظر نايف في وجه والده ... تنهد بصمت :
_ يبه !
_ سم ...
_ سم الله عدوك يا الغالي ... بغيت شورك بموضوع ...
_ خير يا ابوك ...
_ خير ان شاء الله ... يبه أنا نويت عالثانية ...
دهش الاب :
_ تبي تتزوج ...
_ ومطلبي تحت يمناك يا ابو نايف ...
_ تبشر يا ابوك ... ان كان هي قريبة جتك ... وان كان هي بعيدة بعزك وبعز ابوك تجيك ...
_ ما تقصر ... (وقبل رأس والده) ... البنت مني وفيني ... بشاير بنت عمي ابو راشد الله يرحمه ... وانت كبيرنا يا يبه ... والشور بإيدك ... وش تقول ؟
_ مني انا جتك ... كلم راشد وشوف البنت ... والله يتمم اللي فيه خير ...
تنهد نايف براحة :
_ الله كريم ...
الساعة 10 صباحا في مجلس أبو احمد
<<<
_ خير يا نايف ...
_ خير يا عمي ... أحمد ... (الذي كان يراقب التلفاز باهتمام) ... طف التلفزيون ...
_ وش عليك من هالتلفزيون ؟... قاضب لسانك هو ؟!
_ لا حول ... الشرهة على اللي جاي يتفاهم معاك بس ...
صرخ الاب بيأس :
_ خلاص يا احمد ... طف هالعلة ...
هز احمد رأسه بيأس :
_ استغفر الله ... (وأغلقه) ... وهذا هو طفيناه ... تكلم ...
لم يرد نايف أن يدخل في مشادة معه ... التفت إلى عمه وتكلم بكل جدية :
_ عمي انا جاي أخذ شورك بموضوع ... وصدقني اذا شفت اني غلطان فيه لك علي ... (وضرب صدره) ... انه ما يتم ...
اعتاد أبو احمد وطالما أعجب بلهجة نايف الجادة ... التي كانت سلاحا قويا لا يهتز في السوق الشرسة التي يتعاملون فيها :
_ قول يا أبو فلاح ...
_ عمي ... مريم من صارت على ذمتي جاها مني قصور ...؟
_ حشا يا ولدي ... عمرها ما شكت ...
_ والشهادة لله ... حتى هي عمرها ما قصرت معي ... وأخت رجال صانتني وصانت بيتي ...
أبو احمد :
_ الحمد الله ...
_ انا يا عمي نويت أتزوج .. ولا تسألني ليه وما ليه ؟... اللي أبيك تعرفه أن السبب مو في مريم ... السبب فيني انا ...
صدم أبو احمد :
_ والله يا ولدي ...
_ عمي ... مثل ما قلت لك اذا الموضوع لك عليه اعتراض صدقني ما يتم ...
_ يا ابوك هذا حقك ... وش له اعترض ؟... دامك صاين بنتي وما غلطت عليها ... الله يتمم عليك ... والشرع محللك بدال الوحدة أربع ...
_ اسمعني يا عمي ... مريم بنت عمي وأم عيالي ... اذا جتك زعلانة ما ابيك تقويها علي ... بيني وبينها ... عيالي وانت ... ما ابي اغلط معها ...
_ تبشر يا ولدي .. ما لك الا اللي يسرك ...
التفت نايف الى احمد الصامت :
_ وانت يا احمد ... وش رايك ؟
نهض احمد يضع شماغه على كتفه :
_ وش لك بالحريم ووجع الراس ... اختي حرمتك وبكيفك ... فأمان الله ...
وانصرف وتبادل الاب ونايف نظرات اليأس من صلاح حال هذا الشاب .
>>> في المشفى (غرفة دلال)
كانت الغرفة تضج بالأصوات الصاخبة ، جلست أم ماجد _ أم راشد _ أم بدر _ أم نايف على المقاعد بجانب السرير وبقيت الفتيات واقفات :
_ مبروك يا دلال ... عساه يتربى بعز مشعل يا رب ... (ورفعت ام ماجد يديها بالدعاء) ...
_ الله يسلمك يا عمة ...
علقت ريم :
_ بس حيل صغير ...
أم راشد :
_ لأنه جاء ناقص ... ان شاء الله يكبر ...
سألت عهود :
_ ايه صح ... ليش سبع شهور وولدتي ... مو لازم تسعة ...
_ الدكتور يقول لي الحوض عندك صغير ... وما يتحمل ...
أمسكت أم ماجد يدها بشفقة :
_ يوه يا يمه ... حطي بالك بالحمالات الجاية ...
_ ان شاء الله ...
شهقت عهود :
_ كل هالمتن ... وحوضك صغير ... أجل اللي يعين انوار ... الظاهر ما في حوض ...
ضحكت ريم بفرح ... ضربت انوار عهود :
_ تافهه ...
_ السلام عليكم ...
ودخلت منال الغرفة وهي ترمي غطاء وجهها ... رد الكل السلام ... رمقتها أم ماجد بكره ثم خرجت مشمئزة ... تبادل الكل نظرات خجلة :
_ هلا بمنولة ... (وفتحت دلال ذراعيها) ... تعالي ...
اقتربت منال وهي تبتسم ... فدلال بمرحها الدائم استطاعت أن تسيح جو الكآبة الذي طغى على الغرفة :
_ حمد الله عالسلامة دلول ... (وقبلتها) ... مبروك ما جاك ...
_ الله يبارك فيك ... الفال لك إن شاء الله ... وتنبط هالكرشة ...
_ هههههههه ... الله كريم ...
_ منولة اجلسي... (ريم كانت قد جلبت كرسيا وضعته خلفها) ...
_ لا عادي ريم ... ما له داعي ...
أم بدر بشفقة :
_ اجلسي يا يمه ... مو زين عليك الوقفة ...
أجبرتها ريم وهي تجلسها رغما عنها :
_ اجلسي ... لا يصير في ولد أخوي شي ... وأذبحك ...
كان جالسا في غرفة انتظار المشفى يلعب بجواله بملل ... لمح مشعل يعبر الممر يحمل أكياسا كثيرة ... لحق به يجري وهو يمسك غترته حتى لا تقع :
_ مشـــــــــعل ... مشــــــــــــــــعل ...
التفت مشعل :
_ ماجد ! ... هلا ... (وتبادلا السلام) ... وش عندك ؟
_ سلامتك ... جبت منال تزور دلال ... (ابتسم) ... مبروك حربي يا ابو حربي ...
_ الله يبارك فيك الفال لك ان شاء الله ... الا صج مجود ... بذمتك كم صار لك ناطر ؟
_ ساعتين ...
_ صج طرطور ... وليش ما دقيت على حرمتك تطلع لك ؟!
_ يمكن شافت البنات وتبي تستانس ...
_ لا حول ... حالتك كسيفة ... امسك بس امسك ... (وناوله بعض الأكياس) ... امشي معي ...
وكانت أصوات الضحكات عالية حتى سمعن طرقات على الباب :
_ يمــــــــه ... يا ام بدر ...
_ هلا يمه ... قوة يا ماجد ... شلونك ؟
_ بخير يا عمة ...
_ يمه عندكم أحد ...
_ بناتنا بس ... وعماتك ...
_ قول لي للبنات يتغطن ... أبي أدخل ...
_ يا بنات تغطن مشعل يبي يدخل ... (وتغطت البنات) ...
_ السلام عليكم ...
_ وعليكم السلام ...
_ شلونكم يا بنات ؟
_ الحمد الله ...
وجاءه صوت منال خجولا :
_ مبروك ما جاك يا مشعل ...
_ هلا منال ... الله يبارك فيك ... الا صج ترى ماجد صار له ساعتين ناطر تحت ...
_ والله ... على بالي راح ... يالله أجل عن اذنكم ... (وودعت الكل ثم انصرفت) ...
الساعة 4 عصرا (مجلس راشد)>>>
_ وش هالكلام يا نايف ؟
وقفت ام راشد بعصبية :
_ عمة ... الحين وش الخطأ أني أبي أتزوج ...؟
_ ما عليك خطأ ... بس انت متزوج مريم ... وبشاير !... أستغفر الله يا ولدي وشلون تبي تجمعهم ...
_ بشاير بنت عمي ... لا هو عيب ولا حرام ...
_ ما أحد قال كذا ... بس يا نايف ... شف لك غير بنتي ...
_ عمة ... انتي لك اعتراض علي ؟
_ انت والنعم فيك بس ...
_ راشد ... وش تقول انت ؟
_ هاه ... (صحى راشد من صدمته) ... كيفك ... وكيف عمي ...
التفت نحو عمته :
_ انا كلمت ابوي ووافق ... وعمي ابو احمد موافق ... وسمعتي رأي راشد ... وش تقولين يا عمة ... ؟
وظلت العمة تنظر نحوه بدهشة " انت من يقدر عليك يا نايف " .
في الصالة <<<
_ شنو ؟؟؟
كانت بشاير تصرخ وهي تنظر نحو أمها اليائسة الجالسة على الأريكة وعهود تمسك بكتفيها بقلق :
_ بشاير لا تصارخين ... فكري بالموضوع ... و ...
_ راشد !!... وش تقول انت ؟... أفكر ... بمنو ؟... نايف ... مستحيل ...
نوف بكآبة :
_ بشاير هدي نفسك ... أكيد امي ما تدري بالموضوع ... و ..
صرخت بشاير بصرامة :
_ اسمعوا ... الموضوع هذا لا أحد يتجرأ يفتحه معاي مرة ثانية ... فاهمين ؟... (ونظرت نحو راشد) ... وقل حق ولد عمك هالزفت ... أخذك انت إذا أخذه ... (وصعدت درجات السلم الكبير) ...
--------------------------------------------------------------------------------
((الفصل الثلاثون))
وانتشر خبر خطبة نايف لبشاير بسرعة ... الكل في حالة صدمة ... دهشة... وترقب في انتظار النتائج .
كان سعود ممددا على الأريكة ... رأسه في حجر عمته شريفة التي تتابع التلفاز بشغف ... وتجلس شوق فوق بطنه :
_ بابا سووود ... شوف الدادا ...
_ وين الدادا ؟
وظلت شوق تتمتم بكلمات بريئة على أن الطفل كان في بطن دلال ثم خرج وهي تريد ان تراه :
_ هههههههه ... (وقطع ضحكاتها صوت آذان العصر) ... هووووووووبة ... (حمل شوق وهب واقفا ثم وضعها على الأرض) ...
_ بابا سووود ... الدادا ... (وظلت تبكي وهي تتعلق به) ...
_ بعدين أوديك الدادا ... أبي أروح أصلي الحين ...
وانصرف وتركها :
_ تعالي شواقة ... تعالي ... (ومسحت دموعها وهي تجلسها بجانبها) ...
_ السلام عليكم ...
رفعت العمة رأسها بدهشة :
_ بدر !
_ قوة ... (قبل رأسها) ... لالالالالا ... (حمل شوق ووضعها في حضنه وهو يجلس) ... من مزعل عروستي ؟
_ بابا سوود ... (وضمت والدها باكية) ...
_ لا يا الخايس ... إن ما غسلت شراع بابا سعود .. ما أكون بابا ...
_ وش اللي جابك ؟... وحصة وين ؟
_ آفا يا عمة ... كل هذا ما تبين تشوفيني ... (وقبل طفلته) ... وحصة بالبيت لا تخافين عليها ...
دخلت بدرية :
_ بدر !
_ اسم الله الرحمن الرحيم ... شفيكم اليوم ؟... أمي وين ؟
جلست بدرية وهي لا زالت دهشة :
_ عند دلال بالمستشفى ...
_ آهااا ... يالله بابا ... تروحين معاي ... (هزت الطفلة رأسها بالايجاب) ...
_ وين تبي تأخذ البنت ؟
_ شفيك عمة ؟... أبي أخذها للبيت ... بدرية ... جهزي لها شنطة صغيرة ...
_ بدر من صجك ؟
_ هاه ... شفيك انتي اليوم ؟
_ بدر ... ناسي انك معرس ...
فهم قصد عمته :
_ مو ناسي ... بس هذي بنتي ... يعني ما يرضيك يا عمة ... انا ببيت وبنتي ببيت ...
_ هذا بيت أبوك ... ولا نسيت ...
_ ما نسيت ... بس شوق ما ترتاح الا تنام عندي ...
_ وحصة ؟
_ حصة تدري إنه عندي بنت ... وما اظن كان عندها اعتراض ...
_ بدر خل شوق عندي ... هالشهر بس ...
التفت بدر نحو شقيقته بحنق :
_ ولا يوم ... قومي جيبي الشنطة ...
ونهضت بدرية وهي تنظر نحو عمتها بيأس .
كانت تتامل بحرقة أركان جناحها المحبب ... كل ركن فيه يتعلق به ... خزانة ملابسه ... جانبه من السرير ... المقعد الذي يفضله ... لوحاته الزيتية المفضلة ... صورة زفافهما المعلقة على الحائط ... كثيرة هي التفاصيل التي تحضر بقوة ... كحضوره هو ... مسحت دموعها الهادئة كهدوءها المميت ... واكملت ترتيب حقيبتها الصغيرة :
كنت أقول لزماني كل حبيب ... سرى !!
كم عزيز وغالي يا زماني ... خذيت !!
كنت أقول بحياتي وش بقى ... يا ترى !!
وأثرها سالت دموعي وأنا ما ... دريت !!
صعب أوصف لك شعوري يوم جرحك ... بدى !!
بس عندي يقين إني ... ضحكت وبكيت !!
_ وش تسوين ؟
_ هاه !!... (وسقطت عيناها في عينيه فتخاذل تصميمها) ...
_ تبين تروحين لأهلك ؟
_ إذا ما تبيني أروح ... ما أروح ...
لمح بقايا الدموع في عيونها الذابلة ... لم يكن يسمح لأحد أي كان بأن يكون سببا في هذه الدموع ... لكن حينما يكون هو الجرح فمن الصعب أن يشفيه أو حتى يواسيه :
_ لا ... خلصي وانا أوصلك ...
جلس على المقعد يراقبها ... وهي تتعذب ... دون ان تنبس ببنت شفة ... " ليش يا مريم ؟... عالاقل عارضيني ... انا شفيني ... يعني راح أرد عليها إذا عارضتني ... بس ليش هي سلبية لهدرجة ... ليش تحسسني اني مو مهم عندها ... ههه ... لا تحلم ... ليش انت من متى أصلا كنت مهم ... بالنسبة لمريم ولا لغيرها " :
_ تأخذين العيال ...؟
انتبه لها تضع بعض الحاجيات لهم في الحقيبة :
_ ايه ...
_ فلاح خليه عندي ...
_ ان شاء الله ... (وأنزلت حاجيات فلاح) ...
بعد ساعة (منزل أبو احمد) <<<
_ ليش خليتيه يجيبك ... كان اتصلتي على أخوك ...
_ نفس النتيجة يا يمه ... هذا انا جيتك ...
_ آآآآآآآخ ... آآآآآآآآخ يا القهر ... يتزوج عليك ... ليش ؟... بسيطة يا نايف ... أموت وأعرف هالبشاير وش مسويتله ؟؟؟
_ لا تظلمين البنت يمه ...
تقدمت هيا بقهر لتجلس بجانب شقيقتها :
_ تطلقي منه ... خليه يولي ...
_ هيا وش هالكلام ؟... نايف ولد عمي وأبو عيالي ...
_ أول شي الطلاق صعب ... بس صدقيني بعدين بترتاحين ...
نظرت نحو أختها بحدة :
_ الله يعطينا العافية ... بيضنا وجه أبوي ... كل سنة جايته وحدة مطلقة ...
وأحست هيا بالجرح الذي لم يندمل ... لأن المجتمع كان يستمتع برؤيته مفتوحا وإلى الأبد ... انصرفت بغضب ... ونظرت مريم بانكسار في عيني شقيقها الصامت الذي هرب من نظراتها وغادر المكان إلى صومعته ... ثم ارتمى على أريكته يفكر :
" يا ربي ... ليش الدنيا قاسية كذا ؟... وليش اللي نحبهم يجرحونا ... وليش القلب صار يوسع لأكثر من حبيب ... وليش حتى معنى الحب تغير ... صج الدنيا تخوف ... آآآآآآآه ... يا عهود ... يا ليت ... يا ليت أقدر ... أخذك وننحاش ... بعيد ... بعيد ... عن هالعالم ... أوعدك يا قلبي ... إني بحياتي ما احب غيرك ... ولا حتى أفكر اني اجرحك ... ولا أكون سبب في عذابك"... وأدار جهاز التسجيل :
أقدر أتحمل كل شي !!
يوقف دمي وما يمشي !!
وخل عيني تزاعل رمشي !!
خل كل شي بيا يصير !!
لكن من تبعد عني !!
أحس روحي راحت مني !!
غيابك عني يجنني !!
ما أعرف دربي وأحير !!
بيك أتنفس تدريني !!
صوتك همي ينسيني !!
تدري أنت من تلاقيني !!
وتضحك لي أنسى الأرض !!
لكن من تبعد عني !!
فراقك نار وتحرقني !!
أنا من تزعل مني !!
وحياتك اسمي انساه !!
أتعذب من ما أشوفك !!
ياللي روحي بين كفوفك !!
يا مجنون اللي يعوفك !!
ونبضات قليبه بايدك !!
من دونك ما أعيش انا !!
غيرك ما أعرف ثاني !!
وينك بردانة أحضاني !!
وينك تسألني عليك !!
بعد يومين (بيت راشد)<<<
في الغرفة التي أصبحت مخصصة لدلال وطفلها الصغير ... علقت أم ناصر وهي ترتشف قهوتها :
_ أم أحمد بتزعل عليك يا ام راشد ...
_ الله المعين يا وخيتي ... انا لو بايدي مضاوي ما تزوجت سيف ...
علقت دلال :
_ هذي بشاير ... من سمعت بالخبر وهي نفسيتها زفت ...
بدرية التي كانت تحمل الطفل :
_ الله يعينها وضعها صعب ...
عهود برجاء :
_ إن شاء الله خير ... هذي نوف راحت تشوفه ... وعمتي شريفة بعد .. إن شاء الله يقنعونه ...
نطقت انوار التي كانت تراقب بصمت :
_ انتم شفيكم ؟... هو خطبها وبشاير رفضت ... خلاص انتهى الموضوع ...
وأجابتها النظرات البائسة التي ارتسمت على وجوه الجالسين ... قررت أن تتصرف حتى قبل أن ترى بشاير ... اتجهت إلى الحديقة ومعها الجوال :
_ هلا ... يبي ينزل مطر ..
ابتسمت وهي تجلس على المقعد :
_ قوة ناصر ...
_ يقويك ... شلونك ؟
_ بخير ... انت شلونك ؟
_ دامك تسألين عني وما تنطنشيني ... انا بألف خير ... شلون أمي ؟
_ طيبة ...
_ كلمتها اليوم الصبح ... وقالت لي انك نايمة ... للحين تسهرين ؟
_ ولي بكرا ...
_ ههههههه ... طيب وش عندك ؟.. انتي ما تنازلين الا اذا لك حاجة ...
_ لا تظلمني ...
_ تاريخك معاي وهو اللي يظلمك ... قولي ؟
وحكت له أنوار كل شيء .
في منزل أبو نايف<<<
_ وش اللي مطلوب مني الحين ...؟
كان جالسا على الأريكة ... يضع قدما فوق الأخرى بثقة ... ويمسد بيده شعر طفله الصغير الذي يجلس بجانبه :
_ نايف صاحي انت ؟... السالفة ما لها راس ... شفيك قعدت حلمان وقلت ابي اتزوج ...
نظر مباشرة في عيني عمته شريفة :
_ عمة ... عندك غير هالكلام ...
_ أنا أبي أعرف ... مريم شنو منقصة عليك ... علشان تجازيها كذا ...
_ إذا مريم مو معترضة ... انتم ليش شابين النار ...
_ مريم من كثر ما تحبك وتحترمك ما تكلمت ... هذي هي لمت أغراضها وراحت بيت عمي ... لو وحدة غيرها ما اسكتت ...
نظرت العمة في عينيه باحتقار :
_ بس للأسف انت ما احترمتها ...
حاولت نوف بيأس :
_ يا نايف البنت ما تبيك ... ولعلمك لو تذبحها ما راح تأخذك ... قالت لراشد أخذك انت ولا أخذ نايف ... افهم عاد ...
وببروده المميت :
_ مو على كيفها ...
تنهدت العمة شريفة بيأس :
_ لا حول الله ...
_ الموضوع هذا سكروا عليه ... (ونهض) ... ولا أحد يفكر يناقشني ... (وخرج يتجه إلى مكتبه في الجانب الآخر من المنزل) ...
اتجهت نوف نحو أمها الصامتة :
_ يمه ... شوفي ولدك ... والله حرام اللي قاعد يسويه ...
تنهدت الام بيأس أكبر وهي تضع يدا على رأسها الذي يكاد ينفجر .
مكتب نايف بعد خمس ساعات <<<<
انكب على العمل المتواصل ... كعادته دائما ... ترك الاوراق وقلمه ... وعاد بظهره إلى الوراء يفكر بدهشة ... "ليش الكل معارض ؟... معقولة مستخسرينها فيني ... ولا علشان مريم مثل ما يقولون ... آآآآآآآه ... ليش انت من متى تسمع لأحد يا نايف ... خلهم ... طول عمرهم ما فيهم اللي يفكر صح " ... ورن الجوال :
_ هلا أبو فواز ...
_ هلا بك يا الغالي ...
_ من طول الغيبات ...
_ هههههه ... وهذا اللي هامك الشغل وبس ... يا أخي جاملني ... قول لي تبي شي ... محتاج شي ...
_ أدري فيك ذيب ... وما أخاف عليك ...
_ ايه اضحك علي بهالكلام ...
_ بلا هذرة ... وش سويت ؟
_ تمام التمام ... بعد أسبوع بالكثير أكون بالرياض ...
_ توصل بالسلامة ...
_ الله يسلمك ... الا أقول ابو فلاح ..
_ سم ..
_ سمعت انك ناوي عالثانية ...
_ بل ... ما أسرع ما وصلك الخبر ...
_ ههههههه ... يعني صحيح السالفة ؟
_ صحيح ... بس اذا كلامك يغم القلب نفس اللي عندي ... أرقع الجوال بوجهك ...
_ ههههههههه ... لا شدعوه .. عليك بالعافية ... بس سمعت ان البنت مو موافقة ...
_ توافق ...
_ هاه ... نايف ترى هذا زواج ... مو أوراق جامعة تحرقها وتنتهي مشكلتك ...
_ وش تبي تقول بعد ...
_ يعني ما فيك أمل ؟!
_ لا تحاول ... البنت مأخذها يعني مأخذها ...
_ ايه ... الله يعينها عليك ... والله يعينك عليها ... سمعت ان البنت حديدية ... عاد انت وياها بتصير بينكم حرب شوارع ....
_ أشوف لسانك طال ...
_ هههههههه ... أشوف فيك يوم يا نايف ... يالله تأمر على شي ...
_ سلامتك ...
_ مع السلامة ... سلم ...
_ يوصل ...
ضحك ناصر وهو يغلق الجوال " ما فيك أمل يا نايف ... آآآآآآآخ يا قلبي ... عزاه ... انا اللي حياتي ما فيها أمل ... هذي المدام ... تدور حلول لمشاكل الناس ... وحنا بالطقاق ... يا رب ... يسرها علي يا رب " :
علشان الحب ... واللي بيني وبينك !!
علشان الحب ... علشان أيامي وسنينك !!
أبيك اتراجع احساسك ... وتنسى جروحي وآلامك !!
حرام إنا بهذا البعد ... تضيع أيامي وأيامك !!
|