المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
رحلة قلب 2
رحلة قلب .... ( 2)
رحل القلب مدويا وتسلل كرياح من فوهة جرحي ليغدو صوت الرحيل ملازما لكل لحظاتي يغلبه الصدى وتتراقص على أعتابه الجراح ويعلو على أبوابه أمواج تعلو مع كل شهيق أو زفير لتغرق أمكنتي بحيرة وتيه وكأني أراوح مكاني.. وجاء الليل بعباءته السوداء التي غالبا ما كان يفتحها وينثرها في الأفق فتضيء سمائي بنجوم ملونة وأقمار وظلال ووجوه التقيتها وأخرى لا زلت اجهلها..فكان الليل رفيقي وأنيسي واسفنجة امتصاص لأحزاني ليس لقوة خارقة تتقمصني ولكن لأني كنت فيه أرى الكون أجمل.. أرى وجعي اقل ربما لان الليل متى أتى ونثر سُمرته في المكان قللَ من تباعُدها وقرب من تشاركها..ليزيد القواسم المشتركة..
..
... في الليل أجاهد نفسي لانتصر عليها ... وأنازع رغباتي وأفاوض أحلامي مرة أغير خط سيرها ومرة تتبعثر وتنتحر رافضة المساومة.. وابكي أحيانا واضحك في أخرى دون رقيب ودون أن تفضحك لغة الجسد..في الليل لا تصطدم بك مئات الأسئلة عن خريطة وجهك وتغيرها ولماذا تغيرت مسارات انهار او مصبات لبحار او خبت هضاب وعلت سهول ..او انتصر البرد او الدفء على وجنتيك او لماذا استبدل الأخضر بالأصفر او بالأزرق او بالأحمر على صفحة وجهك وكأنك ملك للآخرين !!
...
في الليل فقط ان تملك ان تعيد ترتيب الصالون المنزرع على وجهك او ان تغلقه او ان تقفل صوت الموسيقى المزورة التي تستقبل بها ضيوفك ومن يلقي عليك السلام لتجيب كأبله.."انا بخير انا ممتاز" وتلقي ابتسامتك لمن يمر بك من باب حسن الضيافة..النهار فاضح ويجبرنا على الكذب..يجبرنا اتن نقول للناس ما يحبون سماعه..في الليل تركيز أكثر سواء في الحزن او في الفرح او في الموت او الحياة لان المشتتات تقل والضوضاء تقل..في الليل صدق أكثر ...
...
في الليل كنت أمارس طقوس تخصني وأطلق العنان لي وكأني لست أنا..أو كأني تماما أنا كما اشتهي وكما أريد..في الليل كنت انسجم في نفسي وما تريد ..لدرجة كنت اشعر أن قلبي كان يرقبنا ويبتسم..سأتكئ على زاوية لشارع أو انحني لأقبِلُ جذع شجرة احلفها أن تحتضن يوما مواعيدي ..ابتسم وأنا أمر على طاولة في متنزه امرر يدي على شعرها وارتب على كتفها وابتسم لأني احمل يقينا أني يوما ما سيكون لي معها حبيبة الملم معها جراحي وتقبض على يدي لتعتصر من شرايين ذاكرتي كل أحزاني لأولد معها من جديد ، او علها تمسك بذراعي لتقول هيا بنا الينا وتنمو الفراشات بين ذراعينا لتغدو محض أحلام تحققت فتنبت على أرضها ورود وأشجار وشمس وقمر وسماء لتبني لنا موعدا سيبدأ حتى لا ينتهي فيكون أول كل أول ..لا تنطبق عليه الحركة الحلزونية للتاريخ ولا المسار المنطقي لدورة الحياة..
..
سرت بي أتنقل بين بيوت الفقراء وآهات المعوزين وأنات الثكلى وصراخ طفل صغير يتلوى جوعا بانتظار يد بيضاء تلقي في جوفه أي شيء او بانتظار يد القدر لتنهي ألمه.." قد كبر الطفل وحمل الحجارة السلاح في وجه الاستعمار ليعوض طفولة معذبة ويبحث عن غد مشرق عله يعيد بناء طفولته !! " لم أكن حاتم الطائي ولم أكن من الصعاليك ولكن كان بي ذاكرة تمتد منذ بدأ الألم وتسير بي إلى حيث سيبدأ حلم أو نهار تشرق فيه الشمس لتُصلي أوجاعنا وتطهرنا مرة وتكون محض عدو...نارا تذيبب ما راكمناه من سُبل البقاء والاستمرار فتنهش رغيف خبز قد بدأ يتعفن أو بعض حلم يخلو من أي لون ليبدأ السفر من جديد إلى السؤال الكبير ها قد نفذ قوت يومنا وطاقة احتمالنا وبقايا صمودنا ..كان السؤال دوما: ما العمل ؟؟ هل نجترح الإرادة من الأفئدة وكيف والأفئدة دامية لدرجة السبات..الفقر يعربد في الوجدان لدرجة يشقق فيها إنسانية الإنسان ويعتم سماء الروح لتغدو الأحلام مختنقة فيضحي تحقيقها محض خرافة ..
..
رحل القلب..أليس كذلك..شعرته ترك لي كل المشاعر الا تلك التي تتعلق بحبيبة قد حصرها كمهمة له ..هو ليس هائما هو سار في رحلة قد يلاقيها صدفة أو تسقط عليه من السماء او تخرج له من عين ماء ينحني ليشرب منها او قد ينقلب العشب الذي يستلقي عليه عند تعبه ليضحي محض حبيبة تحتضنه او نجمة تغمز عينها ...
..
وسارت بنا الأيام نبحث عن ما نقيت به الروح والجسد..ربما .. كانت يأسرني حلم التحرر الوطني كنت مرات ومرات أكاد الحد بكل الأشياء من سوء الحظ ووقع قسوة الزمان والإنسان..فأتساءل لماذا ارضي محتلة لماذا شعبي وارضي وسمائي وبري وبحري مباحة.. لماذا الحزن كثيف كسحابة..لماذا الأحلام محض غرابة ..لماذا اصرخ ونصرخ واعرباه واسلاماه واحراراه وما من اجابه...الأرض تضيق بنا والموت من كل جال يترقبنا بسادية لا يبقي احياءا او جماده...ولا مكان في الآفاق لذاكرة ولا مبيت لإرادة...ولكن هنا قد انتفض شعبي وحمل الشوق والعشق للثرى والبلاد..قد انتهى زمن كانت تسود فيه الانا والبلادة..واقسمنا ان نحمل الوطن سواعد سمراء تحمل الحياة زواده لتقول نحب الحياة نعم ولأجلها سنعشق الموت حتى نستحق الحياة ونعلن ان الدم القاني سيجبر الفجر ميلاده..وكان الوطن حبيبتنا وغايتنا وسبيلنا ودفعنا سنينا من العمر وجراح حفرت في الجسد ودخلنا جامعة الثورة لنتعلم حب الإنسان وتقاسم البسمة ورغيف الخبز والفرحة والحزن لننصهر مع الفقراء ونعطف على كل أم أنجبت للوطن حنجرة او ساعدا او قلم او صرخة او زغرودة لتقول الثورة مستمرة..قاومنا المحتل وأطماعه التي لم تستثني طفلا او شيخا او حجرا او شجرا..قاومنا محاولات التحييد والتجنيد..دفعنا دمائنا لتبقى القدس مرفرفة في سماء قلوبنا ..حملنا الحجارة..أشعلنا الإطارات...واشتعلت أرواحنا إرادة لم نابه بما مر من سنيني العمر او ما غاب منها في السجون..كنا نحمل أملا و يقينا بأننا سنعدو..كنا نقول دوما العودة حق لا عودة عنه ..القدس في العيون نفنى ولا تهون..ما أجملنا ونحن نرفع علم على سارية او ننشر الثورة في الأحياء ليغدو لاهي الأمس ثائر اليوم ..ليغدو متفرج الأمس مشاركا اليوم ..كم بكينا على الشهداء ..وجددنا القسم للأسرى والجرحى بانا على العهد بان العهد هو العهد والقسم هو القسم ..كان البكاء حاضرا يعبر عن نفسنا الشفافة لنبكي إن رحلنا من سجن لآخر او نبكي ان فارقنا او ان لاقينا ....وانسجمت نفسي مع الجراح ليصبح الالم توأم روحي ولم يعد يعنيني كثيرا من الابتسامات الا ما ارتبط بالوطن ...ويوما بعد يوم رغم ان الوطن ملئني ولكني شعرت بفراغ يحاصرني وبدت الغيوم تغيب عن سماء جوفي ليظهر جليا ارضا فارغة بداخلي ..حيث كان يقيم قلبي قبل الرحيل ....
ساعود .....انتظروني .....!!
مودتي
اهازيج
التعديل الأخير تم بواسطة اهازيج ; 11-05-08 الساعة 03:08 PM
|