صراحة مشكورييين مرة على وقوفكم معي
وانا فكرت في اسم وما لقيت غير ( أمل. آلام. فحب)
ان شاء الله تعجبكم

جلست كيم على مقعدها في الطائرة واسترخت مغمضة العينين كان المقعد بقربها فارغا وجاءت اليها المضيفة تسألها اي عصير تشرب فطلبت عصير الليمون عله يهدئ من اعصابها قليلا فهذه اول مرة تسافر بالطائرة .
سوعت صوت الكابتن يرحب بالمسافرين ويعلن عن اقلاع الطائرة , ربطت حزام الامان وجلست متوترة مغمضة العينين .

***********************************

تقدم جويل مسرعا عبر صالة الانتظار لقد مر بوقت عصيب وهو يعبر من ذلك الازدحام الرهيب الذي سببه حادث عبر الطريق , نظر الى ساعته فعلم ان الوقت قد داهمه فأسرع الخطى وما ان رآه ضابط المطار حتى انتصب واقفا وحياه . قال جويل :" هل اقلعت الطائرة "
فرد الرجل :" لا لكنها على وشك الاقلاع "
فقال جويل وهو يسرع الخطى اكثر :" اطلب من كابتن الطائرة ان يتوقف لابد ان الحق بهذه الطائرة انها حالة طارئة " فتكلم الرجل عبر اللاسلكي وكان جويل قد خرج نحو منطقة الاقلاع وشاهد الطائرة وهي تتوقف , اسرع نحو الطائرة وهو يفكر الاسهم التي يملكها في المطار افادته حقا ..
استقبلته المضيفة عند باب الطائرة بالترحاب واسرعت تدله على مقعده وكان يسير خلفها , نظر الى الامام وشاهد فتاة تجلس متوترة مغمضة العينين كانت ذات جمال اخاذ فشعرها اسود طويل يتدلى حول وجهها البيضاوي البيض و شفتاها ناعمتان صغيرتان مع انف شامخ وفجأة فتحت عينيها ونظرت نحوه فلم يستطع تمالك نفسه فإن عينيها العسليتين قاتلتين جذبته نحوها كالمغناطيس وعنما اشاحت بوجهها نحو النافذة انسدل شعرها الحريري على كتفها ...فابعد نظره . ما باله فان فتيات كثيرات لسن مثلها لم يلفتن انتباهه الى هذا الحد . توقفت المضيفة ولكن اين قرب مقعد القتاة واشارت له بالجلوس قربها فهذا مقعده .. آه هذا ماكان ينقصه ان يجلس قربها , فوقف قليلا واخذ يتفحصها ,اضطربت وعلت خدها حمرة جميلة فارتبك وجلس مبعدا نظره عنها , وما ان بدأت الطائرة في الاقلاع حتى احس بحركتها المضطربة فنظر نحوها ووجدها مغمضة العينين واعصابها مشدودة فلم يتسطع ان يبعد نظره عنها واخذ يحدق فيها....

ما نا سمعت كيم صوت الكابتن يقول ان عملية الاقلاع تمت بسلام حتى فتحت عينيها ونظرت الى الرجل الجالس بقربها فرأته ينظر اليها بسخرية وشاهدت عينيه السوداوتين و حاجبيه الكثيفين وشعرة الاسود اللامع وفمه الصارم يبدو انه في الثلاثين من عمرة ثم احست بالاضطراب الشديد " لماذا يحدق هكذا" فكرت
واخذت تنظر عبر النافذة وسمعت صوتا يقول :" هل هذه اول مرة تسافرين فيها يا آنسه"
ردت بصورة مقتضبة :" نعم "
فقال :" أعرفك بنفسي انا جويل برنارد"
" وانا كيمبرلي فريدمان "
" تشرفت آنسه فريدمان " واخرج علبة سجائر فاخرة ووضع واحدة في فمه ومد لها العلبة
فقالت :" آسفه لا أدخن "
قا ل:" أفضل لك"
وصمتت فتر ةوسرحت بافكارها ... كيف ستكون الجزيرة وها المنزل كبير ام صغير ولو كبير هل ستعيش فيه لوحدها أم يوجد من يرعى المنزل في غياب السيد ماكدويل ...يا إلهي احست بالحزن يعتصر قلبها من جديد ان السيد ماكدويل كان يشعر بقرب وفاته لذلك كان يخبرها دائما عن هذه الجزيرة وطالما كرر عليها انه يرغب في ان تتزوج وتستقر ليطمئن عليها ...وكانت الذكريات تطوف في رأسها وكتمت آهة حزن كادت ان تخرج منها ...وفجأة سمعت صوت رجولي ينتزعها من افكارها وقال :" يا آنسه اذا كان لابد من الجلوس معا حتى انتهاء هذه الرحلة فلابد من التحدث مع بعضنا قليلا ام انك تفضلين الجلوس صامته لمدة خمس ساعات "
:" آسفه .لقد انجرفت بافكاري قليلا .. حسن سيد برنارد عن ماذا نتحدث"
:" لماذا تسافرين وحدك لا يمكن لفتاة جميلة مثلك السفر دون رفيق"
:" هذا شأني الخاص ..كما انك ايضا تسافر دون رفيقة "
:" لانني سافرت على عجل ولم اجد وقتا لاخبرها بذهابي"
:" حسنا . صديقي سوف يحضر بعد اسبوعين لانني كنت متعجلة لاسباب شخصية"
وفكرت في ريتشارد صحيح انه سائق السيد ماكدويل ولكنه شاب جذاب ومهذب وابدى اعجابه بها ولكنها صدته واعتبرته صديقا لها وهو لم يرفض الفكرة بل رحب بها ...صمتت ... أحست بالهدوء فنظرت نحو الرجل الغريب ووجدته يغط في نوم عميق . لاحظت انه جذاب جدا وجميع مضيفات الطائرة يهتممن به اهتماما خاصا لابد انه لفت نظرهن بجاذبيته المغنطيسية ثم تحرك فاشاحت بوجهها بعيدا خشية ان يستسقظ فيجدها محدقة فيه احست بألم في معدتها من شدةالإضطراب ثم عندما احضروا الطعام استيقظ وتناول طعامه ثم عاد الى النوم وبعد ان تناولت وجبتها ذهبت الى الحمام لتصلح زينتها وشعرها اذ انها غفت قليلا فاصلحت زينتها واعادت ترتيب شعرها وملابسها وعادت الى مكانها لكي لا تجد الرجل الغريب صحيح انها تعرف اسمه لكنه لايزال غريبا بالنسبة لها جلست واخذت تتصفح في مجلة حتى جاء السيد برنارد وجلس في مقعده كان قد اصلح هيئته وشمت رائحة عطرة وتوترت اعصابها . ان هذا التوتر والاضطراب لم يحدث لها من قبل فتمالكت نفسها وقالت :" لابد انك كنت متعبا جدا فقد نمت بعمق "
:" نعم لقد كنت مستيقظا طوال اليومين السابقين ولم أهنأ بالنوم ولو ساعة "
فنظرت اليه باستغراب واشاحت بوجهها تقرأ مجلتها وبعد ساعتين اخرتين كانت قد وصلت الطائرة وهمت بالهبوط فأحست بأن اعصابها مشدودة مرة أخرى ما ان هبطت الطائرة حتى ارتاحت واحست بالفرح والحماس يغمرها فهي الآن في هاواي و سوف تشاهد منزل ابيها ماكدويل.....