المنتدى :
المنتدى الاسلامي
أسباب اكتساب الهمة العالية
أسباب اكتساب الهمة العالية للهمة العالية أسباب تبعثها، وهناك سبل تعين على اكتسابها والتحلي بها، فمن الأسباب الباعثة للهمة مايلي:
1ـ طبيعة الإنسان:
فهناك من الناس جبل على علو الهمة، فلا يرضى بالدون، ولا يقنع بالقليل، ولا يلتفت إلى الصغائر.
قال عمر بن عبد العزيز:" إن لي نفسا تواقة؛ لم تزل تتوق إلى الإمارة، فلما نلتها تاقت إلى الخلافة، فلما نلتها تاقت إلى الجنة ".
وقال الشافعي ـ رحمه الله -
أمطري لؤلؤا جبال سرنديب وفيضي آبارا تكرور تبرا
أنا إن عشت لست أعدم قوتا وإذا مت لست أعدم قبرا
همتي همة الملوك ونفسي نفس حر ترى المذلة كفرا
2ـ أثر الوالدين، ودورهما في التربية الصحيحة:
فأثر الوالدين في التربية عظيم، ودورهما في إعلاء همم الأولاد خطيروجسيم؛ فإذا كان الوالدان قدوة في الخير، فإن الأولاد سيشبون ـ بإذن الله ـ متعشقين للبطولة، محبين لمعالي الأمور، متصفين بمكارم الأخلاق.
3ـ النشأة في مجتمع مليء بالقمم:
فمن بواعث الهمة، أن ينشىء الفرد في مجتمع مليء بالقمم الحقيقية من الأبطال المجاهدين، والعلماء العاملين؛ فهذا مما يحرك همته، ويبعث عزمته.
4ـ وجود المربين الأفذاذ، والمعلمين القدوات:
الذين يستحضرون عظم المسؤولية، ويستشعرون ضخامة الأمانة، والذين يتسمون ببعد النظرة، وعلو الهمة، وسعة الأفق، وحسن الخلق، والذين يتحلون بالحلم والعلم، والصبر والشجاعة، وكرم النفس والسماحة.
فأثر هؤلاء في التربية كبير، ودرهم الذي يقومون به غير يسير؛ بل إنه سيحرص جهده على أن يكون من تحت يده خيرا منه، فلن يقف حجر عثرة أمام طلابه، وما ذلك إلا لكرم نفسه، وعلو همته، وسعة أفقه، ولأنه يسعى للإصلاح.
5ـ التشجيع:
والتشجيع بمعناه العام لا يختص بالنوابغ فحسب، ولا يقتصرعلى المربين والمعلمين، بل هو عام للنوابغ وغيرهم، في العلم أو في أي مجال آخر.
بل هو مسؤولية عامة للناس؛ فبإمكانهم أن يحرضوا على الخير، ويعينوا على البر.
فيجدر بمن يستطيع القيام بذلك أن يقوم به، من خلال الكلمة الطيبة، أوالمبادرة بالهدية، أو من خلال رسالة الشكر والتقدير، فلذلك الصنيع أثره البالغ في رفع الهمم، وتنمية المهارة، والشعور بالثقة.
6ـ التوجيه السليم ومراعاة الميول:
فلهذا الأمر أبلغ الأثرفي علو الهمم، وشرف المقاصد، ذلك أن نفوس الناس تختلف، فكل نفس تميل إلى ما يوافق طبعها، فهناك من الناس من همته عالية، وإرادته قوية، ولكنه ينزع بها إلى الشر والفساد، فإذا ماوجهت للخير، وحولت له كانت قوية في الخير كما هي قوية في الشر، وكذلك بالنسبة لكثير من الناس، فقد يتوجه لمجال لا يلائم ميوله، ولا يناسب مواهبه، ومن هنا فلن تجد له إبداعا.
7ـ الإعلام:
فالإعلام له دور خطير، وأثر بالغ في توجيه الناس، والتأثير فيهم، فإذا ماوضع في أيد أمينه، تعلي منارات الهدى، وترفع ألوية الفضيلة، وتحمي المجتمعات من عوامل الفساد، فإن لذلك أبلغ الأثر في علو الهمم، ورفعة الأمم.
8 ـ سلامة العقيدة:
فسلامة العقيدة أهم المهمات، وأوجب الواجبات، فالعقيدة السليمة سبب للنصر، والظهور، والتمكين، والاجتماع.
والعقيدة السليمة تحمي معتنقيها من التخبط، والفوضى، والضياع، وتمنحهم الراحة النفسية والفكرة، وتدفعهم إلى الحزم والجد في الأمور، وتكفل لهم حياة العزة والكرامة(...).
|