لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-05-08, 04:30 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 65992
المشاركات: 389
الجنس أنثى
معدل التقييم: النهى عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 18

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
النهى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : النهى المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

حكيت لرفيقاتي، ولتلميذاتي، ولأحمد عما رأيت. أطرق برأسه إلى الأرض ثم نظر طويلاً في عيني نظرة أسيانة.
-هذه عينة بسيطة. تذكريها إن أردت الأدب مهنة.
حملت من مادة الثقافة العامة فقه اللغة للدورة الثانية. أيقنت أنها ليست لعبة أبداً، ولا مجرد فاعل، ومفعول وإن وأن وإذا وصرف ونحو.
مرت الأشهر تباعاً وتخلصت من دبق الثقافة العامة التي أبعدتني عن الكتابة. سجلت فرعاً قريباً من اللغة العربية. فرع آخر أحب: ((علم النفس)). كان من حقنا أن نجمع الفرعين معاً آنذاك.
عبر أسلاك الهاتف نقل الأستاذ ليان البشرى:
-مبروك آنسة سلمى. الجائزة الأولى في مسابقة القصة لشباب العالم.
دبلوم شرف مكتوب بماء الذهب. وعليه اسمي، وعليه عنوان القصة.. وفي الأعلى: المهرجان ((العالمي الأول للشبيبة)).
من فوري ذهب تفكيري إلى أحمد. فرحة طاغية، بدأت ألهث، يجب أن يشاطرني أحمد فرحتي. لا تكون فرحة إن لم اقتسمها معه....
درت على نفسي، أختنق بلذة الانتصار، أراقص الحلم الجميل الذي عشش في ذهني وقلبي أياماً وليال، ونقلني إلى ذرى صعبة المنال.
تلاقينا أطلت شمس ذهبية من عينيه. كان سعيداً وحزيناً.
ماذا هناك؟
-قبلك بلغني خبر فوزك بالمسابقة، لكن...
-لكن ماذا؟
-انظري...
ونشر أمامي جريدة يومية كتبت الخبر أسفل إحدى صفحاتها الداخلية وربما في باب الوفيات. الورقة الصفراء. قصة سورية تفوز في مسابقات مهرجان الشباب العالمي وكأن الفائزة ليست سورية بل من واق الواق.
شرنقني وكبلني نجاحي. حد من حريتي. أثناءها نشطت الأحزاب السياسية، رفدتها دماء جديدة نظفت شرايينها.
دعت جريدة ((الجمهور)) الطلاب بالتفافٍ ذكي وسبق صحفي منها إلى اجتماع مصغّر خاص بالمستقلين الحياديين. كي يعبروا عن رأيهم كاملاً، إزاء قضية مصيرية ملحة ستطرح قريباً على بساط البحث مع الشعب. وهي ((الوحدة مع مصر)).
تفتحت الدعوة من قلبٍ مزقته الانقلابات. فتفجر حماساً، فما كانت الأحلام الطويلة لتذهب هباءً. من لا يهلل لأرض تكبر....ولوطن يتمدد، وبقاع تنتشر خصباً وحضارة ومنَعَة. من لا يهوى ولا ينادي بوحدة متماسكة مدروسة تضم شعبين شقيقين مصيرهما واحد. ونبضهما واحد، وعدوهما واحد.
نقل أبي بعض أحاديث الرجال في المقهى:
-كرست الحركة الناصرية. مصر عربية في الدستور المؤقت.
-خطوة جريئة وخطيرة، هناك شائعة بأن زعيم مصر سيشتري الأسلحة من الشرق.
-تأميم القناة وحدَّ العالم العربي: رد رجل.
-أيجب أن تعم رؤوسنا المصائب حتى نتجمع على بعضنا؟ علق أبي متسائلاً متشائماً.
-ولكن نداء استوكهولم للسلام بلبل أفكارنا. فكيف نحارب إسرائيل وهي حربنا المصيرية ونشجب الاعتداء علينا والقتل الجماعي بالقنبلة الذرية وننادي بالسلام؟
غمغم عادل وهو يضب أغراضه في كيس قماشي علقه فوق السرير.
-التفسير صعب حالياً... ولكن الأحداث تبشر بالغيث.
تنامت التحديات خلقت صراعات وصدامات بعد شهر العسل إبان الانتخابات بين نشأت ويعقوب. المناضلين الشهيرين الخصمين لكن العدوين اللدودين للأحلاف ولمشروع الهلال الخصيب.
كان الاثنان من حملة لواء تنظيم الطلاب الجامعي كل في حزبه...
إبّان الانتخابات عملا معاً ضد أهل اليمين ودعاة الأحلاف. وبعدها عادا إلى مواقعهما وقناعاتهما.
تأججت مظاهرات ضخمة أعقبها اعتقالات في مختلف المدن السورية تدعو إلى الإحاطة بصاحب الانقلاب الثالث.
عقد المجلس النيابي جلسة أخيرة كثر فيها الجدل. وفي الكواليس وزعت الكراسي على حكومة مؤقتة.
يدعو صوت إلى الوحدة الكاملة مع مصر. عبر يعقوب عن رأيه بصراحة أمام مجموع الطلاب المحتشدة في حديقة الجامعة:
-الوحدة كنز ومطلب مصيري. الإطار أولاً، ومن ثم التفاصيل، لحقه الكثيرون على شرفه النادي المطلة على بقايا فرع بردى المنسربة بعد الربوة حتى المرجة. كنا جماعة الندوة الأدبية نشرب القهوة، نناقش جوهر الوحدة ونتائجها سلباً وإيجاباً.
في تلك الفترة المشتعلة./ شغل أحمد عن لقاءاتنا ضيوف أعزاء جاؤوا من مصر محمود أمين، إدريس، بهجت.
التقيت بأحمد في الشارع بادرني معجلاً:
-تفهمين وضع البلد جيداً. أعتذر منك، لابد أنك تقدرين ظروفي. هؤلاء ضيوفي وفي بيتي... بهجت يعمل في مجلة أدبية مهمة سيلتقيك مع عدد من أعضاء الندوة الأدبية. ربما غداً، أو بعد غد..
سيتلفن إلى المدرسة أعطيته رقمك. لا تتهربي من أسئلته. كوني مرتاحة وصريحة.
غادرني مسرعاً.
تدفق الكلام من فم بهجت كحبات السبحة، نبعاً لا ينضب... يقفز مع أفكاره المتلونة السريعة بأمثلة تطال المستقبل. وبالتكامل الاقتصادي والثقافي بين البلدين. يحكي ويبتسم. طلب فنجان قهوة آخر.
صب حديثه علي أنا وعلى مسابقة القصة لشباب العالم.
شاركتنا نورس الجلسة ظلت مستمعة جيدة ومستوعبة، تحكي بمقدار، وتتنقل بعينيها الصغيرتين بين وجهينا، وتتمتم: -أكيد، نعم.
كتب بهجت على ورقة اسمه الكامل وعمره وتاريخ ولادته. واسم أمه، وخاله وعمه، وثقافة كل منهم. قرأها علي.
ضحكت ملء قلبي ما هذه الأحجية التي لاعلاقة لها بموضوعنا؟
-هذه ترجمة حياتي.
كنت فعلاً خالية الذهن بعيدة عن تشعبات ذهنه. غادرنا وهو يؤكد عودة سريعة إلى الشام
-ما رأيك فيه؟
-أرى فيه صورة الرجل النشط المتوثب.
-أما أنا، فأراه الرجل الخبيث الباطني.
-سلمى التي أعرفها، لاتقبل تحدياً ولا تراجعاً.
مشينا الهوينا، عضّنا الفكر بنابه. لم تحاول أية واحدة أن تخرق الصمت.
وأخيراً تنهدت صديقتي:
-انقضت العطلة سريعاً وهاأنذي أسافر إلى السويداء حيث المدرسة والبنات وطعام وشراب ونوم مدة أسبوع قد أعود قبل رأس السنة. كي أكسر رتابة حياتي بين أهلي وفي دمشقي. إلى اللقاء.
-طريقي غير طريقك، اسمعي لا تنسي اللبن والزبدة والجبن من السويداء. ضحكتْ، ضحكتُ.
كرَّ ومر الأسبوع سريعاً. وفي ليلة رأس السنة هتفت إلى أحمد من صيدلية دخلتها، كنت بحاجة إلى أن أسمع صوته.
-أحمد، مشغول أنت؟
-عندي ضيوف نحضر لأفراح رأس السنة الجديدة، نتقاسم المهمات، وبعد قليل سيأتي حنا وشوقي، وسعيد والشلة... الدنيا قائمة وقاعدة في بيتي.
-وأنا؟
-طبعاً لا. أبداً. جننت؟ أصلاً أنت لا تستطيعين الخروج في الليل.
-متى نحتفل كالناس وأمام الناس بلا خوف، ولا وجل؟
-قريباً. ليس الآن. تذكريني الليلة.. نلتقي في السنة الجديدة.
لم أنم. لا أدري بماذا انشغل ذهني... كوابيس تتناوب على ألامي كلما غفوت لحظات.
عندما شق الفجر أول خيوطه. وامتدت عبر نافذتي. وبدأت أغمض عيني، واستسلم لهدهدة الحمام في الديار، شممت رائحة حريق نهضت كالملسوعة. أين الحريق؟..
وحدي في البيت من رأى الدخان واختنق بالنيران.
لم نسبر حقيقة المقدمات التي سبقت إعلان الوحدة، ولم أسأل أخي عادل حول آلية محركي مواضيع الساعة التاريخية المصيرية، ولم أقل له أني معنية بوطني الكبير. كما هو معني بالتخطيط لوطنه. ونلعب على رقعة الشطرنج ذاتها. قد يكون بأسلوب مختلف وتكتيك مختلف ولكن وصولاً إلى الأهداف ذاتها التي أدت إلى توحيد الحزب الاشتراكي والبعث. بقيت أحاور وأناقش المعطيات وحدي ومع رفاقي ربما لأني غير منظمة حزبياً، وبعيدة عن طموحات بطوليّةٍ لست من قياسها.
تابعت نوعيات الوفود، والاجتماعات المتوالية بتأنٍ.
بعد أشهر من غرق الجامعة بالخطب واللقاءات والبيانات وتحويل صالة الرياضة إلى قاعة خطابية سياسية يتناوب عليها الحزبان البعثي والشيوعي، عاد الصحفي بهجت ممثل مجلة صباح الخير وفي جعبته أسئلة وفي أهابه دور استطلاعي يلعبه.
تبادر إلي أنه اجتمع بناديا، ونصر وعادل ومحي الدين. وصل الدور إلي. موعدي معه على شرفة النادي. حول طاولة مخلعة دبقة. جلسنا أنا ونورس ننتظر. أطل. لاحظت أنه في الثلاثين، أسمر غامق، في مشيته تؤدة وفي تقاطيعه الفرعونية تصميم وذكاء. فوق كتفيه مؤشر على انكبابه على الورق.
بدا كلامه كأي مصري خفيف الظل نكتي، ساخر ينتزع الضحك والأسى معاً. موهبة حقيقية ودهاء صحفي كبيران، رمى على الطاولة مجلة صباح الخير التي حققت انتشاراً، وبريقاً كشافاً برسومها الكاريكاتوريه بالغة العمق والمعنى.
ماذا يحكي المرء عندما يلتقي غريباً يؤم بلده؟ تعرجت الأسئلة فتلوت الأجوبة حتى دخلت مضامين الحياة الدمشقية، ومتاهات الأحزاب السياسية وحول الوحدة لتخرج منهكة إلى الفضاء الرحب بعيداً عن تفاصيل النتائج. ترتمي، تفتح ذراعيها معانقة رغبة شعبين أصيلين طالما وحدتهما الملمات. رمى بهجت قشرة موز في طريقي، فما تزحلقت. طرحت أفكاري حرة فجة ساخنة دون تنميق. فأعجبته لا بل تبناها... يجب أن يسبق إعلان الوحدة تمهيد مرحلي قد يدوم سنوات إذا أردناها قابلة للعيش والديمومة.
أهي الحاسة السادسة؟ أهي إشراقة في الوجد؟ أهي لغة التخاطر النفسي التي يتحدث عنها الناس؟
أحسستني محمولة على أجنحة بومة سوداء تطير بي وتطير الكون. كله ظلام. استلقيت متعبة طردت الخواطر السوداء لفني محلها توهج الشوق وهسيس موسيقى ناعمة تبعد عن ذهني توقعات الشر.
غفوت على سرير هندي مليء بالمسامير.
انتصف النهار، انتظرت كلمة حلوة أنهي سنة بها وأبدأ سنة مزهوة موارة. ولكن عبثاً انتظرت.
يلاحقني غول مجهول. يضربني الخوف بسياطه. أصوات ثاقبة منغمة ممطوطة تنادي بعناوين الصحف:
-اعتقالات جماعية في ليلة رأس السنة.
أحمد، أتراك تتشبث بأمل التغيير لترسخ حلماً محققاً.؟ أتراك تتغلب على التنين الأسود في الرؤوس الموصدة بالحديد والمغلقة على الأنا؟
اندفعت نحو الطريق الإسفلتي، إلى الجامعة. الدرب طويل ومتعرج ومقفر. الحرم الجامعي مغلق بقضبان سوداء، عيون سوداء، رشت يد ساحرة شريرة الموت على المدينة فغفت بلا حراك. أضحت أحجاراً من أسمنت وتراب.
أحمد، لست النعجة التي تمد رأسها للجزار، وتستسلم للذبح. قاوم فلن تجرفك العاصفة.
قرب الباب الحديدي.. دفعها رجل خشن من كوعها إلى سيارة عسكرية مصفحة تجمدت الدمعة أسى في عينيها. أضرمت ضراوة في قلبها أبعدت التردد والتخاذل واللا إنتماء عن خطواتها لتتوحد مع خطوات الآخرين في درب معشب بالأشواك. قدرها لا يلهو أبداً معها ولن يترك لها الخيار.
ينبثق عامود من ضياء أمام عينيها. لن تضيق الأفكار عليها وإن لوى كتفيها حمل ثقيل بعيد من التخييل، فلتدخل التجربة مع الأنبياء. تجربة لن ينساها، ولن تنساها. حالة الدخول في الذات الأخرى،.... دورات الآخرين. فإن بدت تحركات الكائنات البشرية المأمولة كتحرك السلحفاة في الوقت الراهن، فإنها حتماً لتتسارع نحو الهدف على نحو مذهل. استكانت إلى الحلم. وأغمضت عينيها.


-تمـّـــــــــت -

 
 

 

عرض البوم صور النهى   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكاتبة ملاحة الخاني, بنات حارتنا رواية للكاتبة ملاحة الخاني, قسم الروايات والقصص, قصة بنات حارتنا
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t78152.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 16-07-10 04:19 PM


الساعة الآن 03:48 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية