وقفت بجواره , لاحظت سرحانة , و المائدة المليئة بالخيرات , لم تلمس ...
- أرى المائدة على حالها, لماذا لم تتناول العشاء؟!
- ليس لدي رغبة في الأكل, أنام ليلى؟
- أجل . ( و تنهدت )
- ألا تريدين أن تتعش؟فأنت لم تأكل منذ الصباح.
هزت رأسها بنفي...
تبعتها قائلة:
- ليس لدي رغبة في تناول أي شيء, ما دمت لا تريد أن تتناول العشاء, فسوف أذهب لأنادي الخادمة لكي تجمع الأطباق.
أمسك بيدها, ردعها عن المضي في طريقها, ألتفتت ناحيته, تتبعته بعينيها المتعجبتان و هو يقف من الكرسي....
نطق بصوت حاني...
- أأنت بخير يا هديل؟
فوجئت بسؤاله , أنشلت تعابير وجهها ...
رغم ذلك ... هزت رأسها بنفي...
مسح على رأسها ....
ومن ثم قال:
- لكن عينيك يقولان عكس ذلك...... هديل ألازلت متأثرة بفراق والديك؟
فتحت عينيها على مصراعيهما .... و كذلك فمها ....
سحبت يدها بسرعة من قبضة يده .....
ومن ثم قالت و الارتباك قد تملكها...
- كلا..... هذا أمر قد انتهى منذ زمن...
وهربت منه ...
لكنها لم تستطع الإفلات من صوته .... أن تمنعه من الدخول إلى طبلة أذنيها...
- هديل إذا أردت أن تتكلمي في الموضوع, فأنا جاهز في أي وقت, في أي وقت...
...................................
ظلمة احتلت المكان
و هدوء عم المكان....
أخترقه صوت الساعة و هي تنذر بدخول الساعة الثانية عشرة...
تبعتها صوت وقع خطوات مترددة...
رفعت يدها ... التائهة .... الحائرة .... في قراراتها المتأرجحة.... الغير مستقرة على قرار واحد..... ضلت على هذا لحال لبضع دقائق....
دوى صوت باب يفتح ... لينهي هذا الصراع الداخلي....
ألقت نظرة متفحصة على الشخص المستلقي على السرير ....... فوجدته ساكن , لا يتحرك...
فطأطأت رأسها ...... و مشت خطوتان إلى الخلف.... و سحبت الباب معها .... لكن صوته أستوقفها ...
- هديل ..... أهذه أنت ؟
فتحت الباب... لتجده واقف بالقرب من السرير....
أنزلت رأسها من جديد ناحية الأرض.... و بصوت أقرب منه إلى الهمس قالت:
- أنا آسفة إذا أيقظتك.
- أنت لم تيقظيين, لهذا لا داعي للاعتذار, ماذا هناك , أهناك مشكلة.
أخذت نفسا عميقا , تبعته بزفرة ...
ومن ثم قالت:
- أيمكنني أن أحدثك في شيء.
تحرك من مكان... أخذ يقترب منها .... توقف أمامها مباشرة.... باتت تعابير وجهه واضحة لها الآن.... أنه يبتسم ...
- بطبع ... تفضلي... ( و أشار بيده لها بدخول )
أخذت تمشي بخطى صغيرة ناحية السرير...
وهو كان يسبقها ...
جلس على السرير..... وضع يده اليمنى على السرير بالقرب منه ....
انصاعت لأوامره ...
جلست حيث أشار لها ....
و هي مطأطئته رأسها ...
- في ماذا تريدين أن تتحدثي معي ؟
ازدردت ريقها ....
و بكلمات متفرقة قالت :
في الحقيقة ..............أنا............. أنا .......أريد .........أريد ............. ( جاءت دموعها, لكي تقطع كلامها ) ............
وضع كفه على ظهرها و أخذ يربت عليها ...
و أخذ يقول مشجعا أيها لتكلم :
- تكلمي هديل... قول الذي في قلبك .....
رفعت رأسها ناحيته ....... واجهة بعينيها الدامعة ....
و قالت بصوت يشيبه البكاء:
- كنت أتهرب عن الحديث عنهم ..... حتى أتمكن من نسيانهم ...... لكن ........لكن .........يبدو أن الذي علته كان خاطئا ........ وجعل حزني عليهم يتراكم طوال التسع السنوات ...... ( و أخذت تبكي بحرقة و ألم ) ...
لفها بيده , و سحبها ناحية صدره ....
أكملت قائلة:
- لقد ... لقد كان حياة .... عالمي كله ........ و في ليلة واحدة ..... يرحلوا عني........ بدون سابق إنذار....
- ليتن لم أدعهم يخرجوا في تلك الليلة.......... لما حدث لهم ذلك الحادث اللعين ........ و لما تركوني لوحد...... أعيش بدونهم ..... أكمل بدونهم ....... ليتن ..... ليتن....... ( و عادت لموجة البكاء المرير)
- أششششششش, لا تقولي هذا الكلام , هذا قضاء الله و قدره , لقد كتب عليهم أن يموتوا في تلك الليلة , لم يكن في مقدورك فعل أي شيء..
بصوت مملوء بالحرقة و الألم....
- لماذا ........ لماذا كل من أحبهم يرحلون عني............. في البدء والديه , ومن ثم ........... ومن ثم عمار...
جاء وقع أسمه عليه , كسهام التي تغرس في قلبه .......
لكنه أبتلع ألمه, و أظهر رباطة جأشه...... كأنه لم يسمع شيء.....
انتبهت لما نطق به لسانها بدون تفكير...
فأبعدت رأسها عن صدره ..... و ألقت عليه نظرة تفحص .....
- أنا آسفة......... لا أعلم كيف.........
وضع يده على شفتيها ....
وقال :
- لا تتأسفي..... أنا الآن صديقك و ليس زوجك, فتكلم و أخرجي ما في صدرك, و لا تكترثي بشيء.....
أخذت تحدق به بذهول........
أمسكت بيده, و أبعدتها عن شفتيها ......
غطت وجهها بكلى يديها ....
وقالت :
- كم أنا خجلة منك , أنت تغدق عليه بمشاعرك.... بعطفك .... بحنانك...... وماذا أنا أعطيتك في المقابل....سوى تجريح ...... و الصد.... و الأحزان....
أمسك بيديها .... و حرر وجهها من قضبانها ....
وقال :
- أنت لم تجرحيني ....... تحزنين قط...... بل جعلت لحياتي طعم آخر..... طعم لذيذ ...... لقد أعدتي الحياة لقلبي ...... ( و أخذ يهز رأسه بنفي, و يقول في نفس الوقت)... فلا تكرري هذا الكلام مرة أخرى ..... فلولاك ما أصبحت هذا الإنسان المفعم بالفرح و السعادة , و جودك فقط أمام ناظري يكفيني....... أنا لا أطلب المزيد ...... غير ألا تبتعدي عن ناظري.....
تسمرت مكانها...
تلجم لسانها ...
و تجمد عقلها ....
و عينيها شبكة بعينيه الضاحكة...
وهو الآخر ...
لم يتحرك من مكانه ....
و لم ينطق ببنت شفه ....
بل أخذ يتمتع بنظر إلى عينيها العسليتين ......
ضلوا على هذا الحال لبضع دقائق ملتهبة بمشاعره ورغباته التي لم يعد قادرا على كبتها أكثر من ذلك, و مشاعرها المضطربة..... التي شوشت تفكيرها... و جعلتها فريستا سهله له .....
بدون تفكير ...... بدون دراية بالذي يفعله, فرغباته هي المسيطرة الآن عليه ..... و جد بنفسه ينحني ناحيتها....... ليذوق طعم شفتيها كرزية اللون .......
أما هي فكانت مستسلمة له ...
حانت لحظة اللقاء بينه و بينها .......
لكنها لم يكتب لها النجاح .....
لقد استيقظت من المخدر ...
عاد لها وعيها .....
فقالت بارتباك :
يجب أن أذهب الآن لنوم , فأنا ....... أنا متعبة جدا ......
و قامت بسرعة البرق ..... و بلمح البصر خرجت من الغرفة ......... لتترك أحمد تنهش فيه خيبة الأمل.... في لحظة طالما تمناها .....
..................................
- ها بني, ما الأخبار؟
بابتسامة عريضة احتلت نصف وجهه قال...
- جيدة يا أبي...... بل ممتازة ....لقد قال بأنه سوف يكمل المهمة في غضون يومين فقط...
ابتسم هو الآخر ابتسامة شيطانيه, من ثم قال:
- هذا خبر ممتاز يا سعد......... الآن سوف نرى من الذي سوف يكسر عنق الآخر يا ياسر.
................................
- صباح الخير يا حبي...
- صباح النور...
- كيف حالك اليوم؟
- بأفضل حال, عندما سمعة صوتك يا حبيبي.
- يسعدني سماع هذا.
- كيف حالك أنت ؟
- بتأكيد في أحسن حال , ما دمت أنت بخير, ها ما أخبار أحمد معك.
- جيده , أنه إنسان رائع, و كذلك هديل.
- هذا أمر جيد, حسنا حبي يجب أن أغلق الهاتف فدوري قد أنتها .
- ياسر...
- نعم حبي.
- اشتقت لك .... ( نزلت العبرة المحبوس في عينيها ) ......... كم أنا بحاجة لك الآن ..... كم أود أن تكون بجانبي ........
- ليلى ....... و أنا كذلك ...... أرجوك ليلى لا تبكي........لا أريد أن أغلق الهاتف وأنت تبكين........فلن يهدأ لي بال طوال اليوم .......أرجوك توقفي .....
أخذت تمسح دموعها, التي ملأت وجنتيها ...
بصوت مهزوز قالت :
- حسنا ... ها أنا توقفت ......
- هذا جيد , لا أريد أن أسمعك تبكين مرة أخرى ......فمهما بعدت بيننا المسافات ..... سوف تضلين في قلبي ....
- و أنت كذلك...
ابتسم , ومن ثم قال...
- إلى اللقاء حبيبتي.
- إلى اللقاء حبيبي .
أغلقت سماعة الهاتف ........ و دموعها المحبوسة تناضل في سبيل خروجها إلى الحياة..... لكن ليلى جاهدة في سبيل ألا يحدث هذا ........
- ليلى ...... أكلمتي ياسر....
هزت رأسها بالإيجاب......
- كيف حاله ؟
- بخير ....... هديل أيمكنك أن تقولي لأحمد بأني أريد أن أرى ياسر ...... فأنا لم أستطع أن أزوره من قبل .... بسبب حال أمي ......... أنا حقا مشتاقة له ....... أريد أن أراه .....
رأت في عينين ليلى لمعة حزن ..... آلمتها ...
- بطبع سوف أطلب منه ذلك ..........
خطت بضع خطوات ....... حتى أصبحت أمام ليلى المنكسة رأسها ...... توقفت.... أمسكت بكلى يدي ليلى ........ و قالت:
- سوف ترينه قريبا ..... فلا داعي للحزن ...
رفعت رأسها .....
ومن ثم رسمت ابتسامة باهتة على شفتيها ....
وهزت رأسها بالإيجاب...
....................................
- لو سمحت أيمكنك الابتعاد عن الباب , لكي آمر , فعلي عمل أقوم به .
- و أن كذلك علي عمل أقوم به .
- حسنا, أذهب و قم به .
- أنا أقوم به الآن.
رفع أحد حاجبيه إلى أعلى , ومن ثم قال:
- ماذا تقصد ؟
- أقصد أن عملي هو أنت , أنا عندي رسالة لك من أبو سعد .....
- آهههههه , أبو سعد , وما هي تلك الرسالة...
- الرسالة تقول, أنك يجب أن تفعل الذي طلبته و إلا ....
خط ابتسامة استهزاء على شفتيه ...
و أردف قائلا :
- و إلا ماذا ؟
دفع ياسر بكل ما أوتي من قوه ...... لدرجة أنه فقد توازنه , و سقط على الأرض ...
و أكمل الرجل قائلا :
- و إلا رأيت شيئا لن يعجبك .
فتح الباب و خرج ...... كأن شيئا لم يحصل ......
في حين أن ياسر ضل مستلقيا عللا الأرض ....... و نيران الغضب قد بدأت تتقد في صدره ......
...................................
صرخ بأعلى صوته...
- أدخل .
أخذ الباب يفتح ببطء..... ليكشف من ورائه عن هديل .....
كانت مرتبكة ..... و مترددة في أن تكلمه بعد الذي جرى في لليلة البارحة ....
أما أحمد فما أن وقعة عينيه عليها...... حتى ألتفت إلى الطاولة القابعة أمامه ........ و أخذ يكمل ما كان يفعله قبل دخولها ....... ألا وهو التحديق في الطاولة التي تكاد عينيه تخترقها .......
بصوت بالكاد يسمع , قالت:
- أحمد ................ ( ازدرت ريقها ) أحمد ليلى تريد ........ أن تزور ياسر ......
أخذ نفسا عميقا , ومن ثم أخرجه من صدره ....
و قال :
- حسنا , سوف نذهب غدا.
- حسنا , سوف أخبرها .
( نبرة صوته متغيرة ....... ليست التي عهدتها منه ........ واضح بأنه متضايق مني ) قالتها في سرها....
و ألتفت إلى ورائها ....أمسكت بمقبض الباب ....شدت قبضتها عليه ....... أغمضة عينيها .....ألتفت بسرعة ناحيته ......وقالت دفعتا واحدة :
- أنا آسفة لما فعلته ليلة البارحة ......... أنا آسفة ....... لكن أرجوك أن تتفهم , أنا أحتاج للقليل من الوقت ... أرجوك أن تتفهمني........
ابتسم ضاحكا ...
ومن ثم قال ....
- أنا سوف أتفهمك...... ( و ألتفت برأسه ناحيتها بسرعة وهو يقول في الوقت نفسه) لكن هل أنت سوف تتفهمن مشاعري أنا .........
نظراته كلماته ...... آلمتها ...... زادت من عذابه ........ رفعت يدها ..... و ضعتها على جبينها ...... و أخذت تهوي بها على وجهها ...... لتتبعها دموعها ......
أمسكت بمقبض الباب ...... و فتحت الباب ..... و خرجت من الغرفة ..........و أغلقت الباب ورائها...... لكي تنهار ...... و تبكي ........وتهرب من نظراته تلك .....من وراء الباب ....
أما هو فقد دفن وجهه بين يديه ....
- يا الله أعيني.
.................................
- أففففففف, هذا أنت من جديد...
- نعم هذا أنا ....... ( أشار إلى ناحية وجهه , ومن ثم قال) أنظر إلى هذا الوجه جيدا, فأنك سوف تراه كثير هذه الأيام , حتى تنفذ ما في الرسالة...
- أسمع يا هذا, قل لسيدك أنني لن أنفذ أوامره مهما فعل, لهذا لا تتعب نفسك باللحاق بي في كل مكان.
أقترب منه , حتى غدا أمام ياسر مباشرة , ومن ثم قال:
- لا أسمع أنت , أنا وعدتهم بأني سوف أنهي هذه المهمة خلال يومين ( و نصب أصبعيه ) , و أنا دائما أنفذ وعودي .
- يبدو أن هذه المرة أنك لن تنفذه.
فتح عينيه أوسع ما يكون, ومن ثم قال بنبرة صوت حادة:
- يبدو أن الطيب لا ينفع معك.
وهوا بقبضة يده الضخمة على وجه ياسر...
الذي هوا أرضا من أثرها...
أخذ ياسر يتحسس خده الأيمن بيده ......
قطب حاجبيه ...
و قال :
- أتضن أن ضخامة جثتك , عضلاتك سوف تخيفني, لا لن تخيفني..... لن أرضخ لكم .......لن أرضخ.....
- إذا لقد جنيت على نفسك.
ونحنا ناحية ياسر, أمسك بقميصه, و رفعه إلى أعلى , لدرجة أن ساقيه لم يعودا قادرتان على لمس الأرض.... و قذف به في الهواء.......
لسقط على الأرض من جديد .....
أمسك ياسر بكتفه التي بدأت تألمه من أثر السقطة....
حنا بجسده ناحية ياسر , الممدد على الأرض , و قال:
- ما ردك الآن.
بإصرار و تصميم قال:
- ردي كما هو لم يتغير.
بنصف عين رمقه بنظرة ملتهبة ....
ومن ثم أنهال عليه بوابل من الضربات , لدرجة أن الدم سال من أنفه ومن فمه .....
ومن ثم توقف, وأخذ يصرخ في وجهه قائلا:
- ما ردك الآن ؟
- ردي هو ....... ( و بصق عليه )
انفجر بركان الغضب في داخله .....لم يعد يعي ما يقدم عليه ....... أو ما يفعله .......
رفع يديه و طوقهما على عنق ياسر ........ وأخذ يضيق الخناق عليه ......
رفع ياسر كلى يديه....و أمسك بيدي ذلك الضخم ...... و حاول بكل ما أوتي من قوة أبعادهما عن عنقه........ لكن بلا جدوا ...... أخذت أنفاسه تقل ..... و طاقته تنفذ ....... وروحه تفارقه ........
بصوت مرتعد قال:
- فريد كفى , سوف تقتله .....
بأعلى طبقة من صوته .......أخذ يصرخ قائلا :
- ليس لك دخل بي........ أذهب وراقب الممر يا سامر...
أزدرد ريقه سامر , ومن ثم قال:
- لكن ......
أبعد أحد يديه من عنق ياسر, و دفع بها سامر الواقف بالقرب منهما ........ و صرخ به قائلا ....
- قلت لك أذهب وراقب الممر , هيا ..........و إلا نلت ما لا يرضيك .
هرول سامر المذعور مبتعدا عنهما ......
في حين أن فريد , أعاد يده إلى عنق ياسر مرة أخرى ...... وأخذ يشد قبضته أكثر فأكثر عليه ....... ويصرخ في وجهه قائلا....
- ما ردك الآن , ها قل ...... ألا زلت تريد أن تبصق على وجهي....... أيه الحقير.....
...............................
بصوت مشبع بضيق قال أحمد:
- ماذا هناك أيه الشرطي, لماذا جعلتني انتظر كل هذا الوقت, أنا جل ما طلبته هو رأيت ياسر, لما كل هذا التأخير.
جاءه صوت من خلف يقول:
- ما علاقة بياسر كمال؟
ألتفت بسرعة إلى خلفه, لجد رجل ضخم الجثة , يبدو عليه الوقار, و يرتدي بزه تدل على أنه ذو منصب عالي ....
رفع أحمد كلى حاجبيه إلى أعلى, ومن ثم قال:
- أنا أخوه, لماذا تسأل؟!....
أخذ الرجل نفسا عميقا, تبعه بزفرة...
ومن ثم قال:
- يأسفن أن أبلغك بأن أخيك قد توفي منذ نصف ساعة ....
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــع