كاتب الموضوع :
HOPE LIGHT
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
تسللت خيوط أشعة الشمس إلى عينيه ....
فأجبرته على الاستيقاظ من النوم الذي هجره ثلاث ليالي...
أخذ يفرك عينيه ...
فتح عينيه الناعستان ....
وجد نفسه مستلقيا على السرير لوحده....
ألتفت إلى خلفه ....
إلى يمينه ....
إلى يساره....
الغرفة ينقصها شيء...
أنه مالكة هذه الغرفة....
أرتعد عندما لاحظ عدم وجودها....
و أخذ يتصور الأسوأ في رأسه ....
بأنها قد رحلة .... تركته....
قام من على السرير ...
ركض ناحية الحمام ....
على أمل أن يجدها ....
و يكذب هذه الضنون التي تخيل أليه ...
لكنه لم يجدها....
خاب أمله ....
خرج من الحمام وهو مكسور....
حزين ....
لقد تركته ...
لم تكترث له ....
لم تهتم بحبه....
صرخ بأعلى صوته ...
- لماذا فعلت هذا بي يا هديل؟
و انسلت دمعه من عينه ...
- ماذا فعلت لك يا أحمد؟!
( أهذا صوتها , أم يخيل لي؟!) قالها في سره...
ألتفت إلى يمينه .... من حيث جاءه الصوت ...
وجدها واقفة على باب الشرفة .....
و قسمات وجهها قد رسمت التعجب ....
أخذ يحدق بها ....
يتمعن بها, لبضع ثواني....
ليتأكد أنها حقيقة و ليست خيالا من نسج خياله...
عاد صوتها من جديد ليطرب أذنيه ...
- ماذا بك يا أحمد تحدق بي هكذا؟
- ها....
زفر زفرت ارتياح....
- أنت ... أنت هنا..
تعجبت من سؤاله ... لكنها سايرته...
- نعم... أنا هنا..
أخذ يضحك بطريقة هسترية ...
أخذت تحدق به بتعجب... و استغراب لتصرفه...
- أحمد أأنت بخير؟!
توقف عن الضحك ....
رسم تلك الابتسامة الساحرة على شفتيه ....
و أجاب قائلا:
- أنا في أفضل حال, برؤيتك...
( أخذ يقترب منها )
و عندما غدا أمامها مباشرة قال و قد زالت البسمة من على شفاهه...
- لقد ضننت بأنك قد رحلتي, عندما لم أرك.... لقد خفت حقا ..
أنزلت رأسها إلى أسفل...
ازدرت ريقها ...
و من ثم قالت:
- لا أخفيك أنني كانت في نيتي أن أرحل لليلة البارحة بعد صراخك عليه..... لكن ...( رفعة رأسها , صوبت عينيها ناحية عينيه الطواقة لسماع بقية كلامها ) ... لكن بعد عودتك ورأيتك في تلك الحال... لقد ... لقد شعرة أنني شخص بلا قلب .... أقصد أنني سوف أرتكب جريمة .... سوف أؤذي شخص لم أرى منه سوى كل خير و ......... و حب ........ لهذا....... لهذا....
- لهذا ماذا يا هديل ؟
زاد ارتباكها...
و توترها .....
- لهذا سوف أكمل هذا السنة كما اتفقنا, يجب أن أعطي هذا الزواج فرصة, و ألا أستسلم بهذه السرعة.
خط ابتسامة واسعة على محياه...
رفع كلى يديه و أحطهما بهديل...
و أخذ يغرسها إلى حضنه , بكل ما أوتي من قوة...
كأنه يريد أن يصبحا جسدا واحدا...
روحا واحدة....
لا يفرقهما أحد....
ذهول ........ عدم تصديق......... و عدم استيعاب ..... لما يحصل لها الآن........
أخذها على بغتة بين أحضانه ....
لأول مرة تزور حضنه...
لأول مرة يلامس جسدها جسده....
لأول مرة تشم رائحته....
تجربة جديدة تعيشها في هذه اللحظة...
شوشت تفكيرها....
فجعلتها كاللعبة بين أحضانه...
........................
- متى عدت لليلة البارحة ؟
- لا أعلم , ربما الواحدة.... أو الواحدة و النصف, ناوليني صحن الجبن؟ ( ومد يده ناحيتها )
ناولته الصحن و معه سؤال آخر....
- كل هذا الوقت كنت مع أحمد, ماذا كنتما تفعلان؟!
قال ماهر الذي كان منهمكا في تناول طعامه...
- كنا نتكلم ..
- عن ماذا؟
- عن ماذا يعني, عنه هو وهديل بطبع.
رفعة حاجبيها إلى أعلى و هي تسأله ...
- أتصل بك في ذلك الوقت المتأخر لكي يحدثك عنه و عن هديل!! أحدثت مشكلة بينهما؟
توقف عن الذي كان يفعله...
رفع رأسه ناحية خلود...
و بقسمات وجه جادة قال:
- هذه المشكلة كانت موجودة منذ البداية , لكنهما حاولا أن يوهما نفسيهما بعدم وجودها, لكنها أبت ألا تخرج و تواجههم.
بحيرة و عدم استيعاب لكلامه قالت...
- ماذا تقصد يا ماهر, عن أي مشكلة تتحدث؟!
- أن هديل تعشق غيرة, و هو لا يستطيع أن يعيش مع امرأة لا تبادله الحب, هذه هي المشكلة... أتعلمين يا خلود بدأت أشعر بأن هذا الزواج سوف لن ينفعهم بل سوف يضرهم.... سوف يدمرهم.
- لا تقل هذا الكلام, ما هذا التفكير السوداوي.
قام من على المائدة ...
أقترب منها ...
وعندما أصبح بالقرب منها...
دنا منها ...
ومن ثم طبع قبلة على جبينها ....
تلاها قائلا....
- إذا كنت رأيت أحمد بالأمس, لكنت فكرة نفس تفكيري .... حسنا حبي يجب أن أذهب الآن للعمل, إلى اللقاء.
وشرع بالمضي نحيت الباب...
في حين خلود ضلت تفكر بكلام زوجها ...
و بدأ الشك يجد طريقه إلى قلبها ...
..............................
- من القارع ؟
- هذا أنا هديل, أحمد هاتفك النقال لم يتوقف عن الرنين , يبدو أن الأمر طارئ.
- حسنا ... أنا الآن لا أستطيع الخروج فأنا في التو بدأت أستحم.... أنت ردي .... إذا أمكن يا هديل..
- ماذا ؟؟ ... لكن ...
- لكن ماذا يا هديل؟....( بنبرة صوت ساخرة قال) ..لا تخافي يا هديل فالمتكلم لن يأكلك ...
ابتلعت ريقها ....
- حسنا ... سوف أرد..
.....................
دخل الزنزانة وهو منكس رأسه....
و يسحب رجليه سحبا للمضي قدما...
أقبل عليه علاء مسرعا ....
وفي عينيه الترقب لسماع الأخبار .....
سأله قائلا:
- ها , ما الأخبار يا ياسر , هل رد عليك أخيك؟
هز رأسه بنفي...
بخيبة أمل تجلت على تعابير وجهه ... و نبرة صوته قال :
- إذا ماذا سوف تفعل الآن؟
رفع رأسه .... ألتفت ناحيته..
ومن ثم قال:
- الانتظار... على أمل أن تنجح في أقناعه .
علامة استفهام كبيرة ارتسمت على محياه و هو يقول:
- عن ماذا تتكلم يا ياسر ... من يقنع من ؟!
- هديل زوجة أحمد, هي التي ردت عليه و أخبرتها بكل شيء, و طلبت منها أن تساعدني في أقناع أحمد.... أرجو من الله أن توفق, فهي أملي الأخير..
- إن شاء الله توفق و تقنع أخاك العنيد هذا.
اعتلت شفتي ياسر ابتسامة باهتة....
- إن شاء الله.
.......................
خرج من الحمام و هو يرتدي قميص قطني أبيض اللون و بنطال رياضي....
كان يمسح شعره بالفوطة من قطرات الماء, التي أخذت تنساب من شعره.... و تهوي إلى الأرض....
وجدها جالسة على الكنبة .....
وعيناها متسمرتان ناحية الطاولة الواقعة أمامها....
أستشف من قسمات وجهها بأنها في عالم آخر....
فسأل مستفسرا:
- هديل ما المشكلة؟
انتبهت أخير لوجوده .... كان جالسا بالقرب منها تماما ....
- كلا...
- إذا في ماذا كنت شاردة ؟
- بياسر..
لم يصدق ما سمعه...
أو بالأحرى لم يستوعب الذي سمعه...
قوس حاجبيه إلى أعلى و هو يقول:
- بياسر.... ما الذي ذكرك به؟
- هو الذي كان يتصل بك .
تأفف ومن ثم قال بصوت مشحون بالغضب:
- يالله ... ماذا يريد هذا مني.... لماذا يلاحقني و يزعجني؟
- أحمد أنه يريدك أن تساعده..
قام من على الكنبة بسرعة....
قطب حاجبيه ...
وبصوت ثائر قال ...
- أأخبرك , يا لهو من وقح , كيف يفعل ذلك ؟ قلت له ليس لي دخل بمشاكله , الذي فيه يكفيني.
تبعته هي الأخرى وقامت من على الكنبة...
- أحمد أنا لا أفهم لماذا لا تريد أن تساعده؟!
- هديل أنه متزوج بسر , بدون علم أبي و أمي, تخيل لو علم أبي أو أمي بذلك , وبأني أعلم بذلك .... سوف يغضبوا مني.... سوف أفسد كل ما بنيته في الفترة الأخيرة .... لقد بدأت تتحسن علاقتنا... أنا لست مستعدا بأن أدمرها من أجل شخص غير مسئول.
- أحمد ما ذنبه ؟.... ما هو جرمه؟ .... بأنه تزوج من التي أختارها قلبه..... و من ثم ما ذنب تلك المسكينة... أنها فقدت أمها ... و الآن تعيش لوحده بدون أحد يواسها ... يشد من أزرها....
- ذنبها بأنها تزوجت من ياسر بسر .... فلتتحمل العواقب لفعلتها.
أخذت تحدق به بذهول....
- لم أتوقع أنك قاسي القلب لهذه الدرجة...
و اندفعت ناحية الدولاب ....
في حين أنه أخذ يتبعها بعينيه....
فتحت الدولاب...
سألها قائلا...
و التعجب كان له عنوان...
- ماذا تفعلين؟!
- سوف أفعل الشيء الذي جبنت عن فعله.
بخطى واسعة أقترب منها ...
وبدت قسمات وجهه تميل إلى الضيق...
صرخ قائلا...
- أنا لست جبانا ..... أنت لا تفهمين ....لا تفهمين.... ( و أغلق باب الدولاب بقوه)
اهتزت أوصالها على وقع صوت باب الدولاب و هو يغلق...
لكنها لم ترد أن تظهر له ضعفها...
فغطت خوفها بصراخها....
- إذا أفهمني يا أحمد, أفهمني لماذا لا تريد مساعدة أخاك الوحيد, لماذا؟
أالتقطت أذناها صوت أسنانه و هي تحتك.....
مما زاد من خوفها من القادم ....
- لأنه لا يستحق أن أساعده, أنه ذو وجهين, أنت لا تعرفينه مثل, لا أحد في العالم يعرفه مثلي, أنه شخص مخادع...
أخذت تنظر أليه بعينين مذهولتان ....
- ما الذي تقوله يا أحمد ؟!
تنهد ومن ثم أكمل كلامه بصوت شوهه الغضب....
- دائما عندما أطلب منه المساعدة يورطني مع والدي....... فمثلا في أحد المرات تشاجرت مع أحد زملائي ...... شجارا كبيرا ..... جعلنا نستخدم القوة ..... و نتشابك بالأيدي ..... فأتت الشرطة .... و دخلنا السجن ... فلم أجد سواه لكي يعينني.... فطلبت منه العون فأتى وأخرجني بكفالة... لكن .... لكن في اليوم التالي دخل أبي إلى الغرفة و عيناه تقدحان شررا...... و أخذ يبرحني ضربا ....... لدرجة أني عجزت عن الحركة لعدت أيام ..... حبسني و منعني من رأيت أصدقائي... قائلا بأنهم أصدقاء سوء و هم من أوصلوني إلى هذه الحال لقد عاملني كأني طفل صغير في حين أني كنت فال22 من عمري .... لقد أخبره .... لقد أأتمنته على كتمان السر .... لكنه خانني و أخبره....... لم تكون هذا آخر طعناته ....
سرح بعيد عنها ...... فالذكريات الماضي الأليم تعرض أمام ناظريه..... لتأجج نار الحقد أكثر في صدره....
أعاده من الذكريات صوتها و هي تقول......
- ألم تفكر بأن هذه هي الطريقة الوحيدة لمساعدتك.
أخذ يحدق بها ......
و هي كذالك....
ردت على نظراته بنظراتها ....
ومن ثم تحركت ناحية باب الغرفة ....
تاركة إياه واقف في مكانه من غير حراك....
............................
كانت واقفة أمام الباب الرئيسي للمنزل .....
و تطل بين الفنية و الأخرى إلى ما وراء الباب...
جاءها صوته ...
- تنتظرين من ؟
ألتفت إلى ورائها .... فالتطم رأسها بصدره....
مما خل بتوازنها .... فهوت إلى أسفل....
فلتقفها بيده ....... و سحبها ناحيته .......
لتقع فريسة أحضانه من جديد...
لكنها هذه المرة لم تستلم لحضنه.... بل رجعت خطوتان إلى الخلف مبتعدة عنه...
- أأنت بخير هديل؟
لم تجب عليه بل قابلت سؤاله بسؤال:
- ماذا جاء بك ؟
ابتسم ....
و بأعصاب هادئة , عكس ما كان منذ بضع دقائق قال:
- جئت لأوصلك .
في البدء لم تستوعب الذي سمعته ....
فسألته قائلة .....
- أتقصد أنك سوف تساعد أخاك؟!
- وهل أقدر أن أرفض لك طلبا.
وزاد من حجم ابتسامته...
لانت تعابير وجهها .....
و استسلمت لابتسامة زينت شفاهها....
- شكرا لك أحمد ...... شكرا..
- هيا بنا ...
- هيا ... لكن دعني في البدء اتصل بخلود فقد طلبت منها القدوم لتقلني ...
..............................
بخطى متثاقلة.... ودموع سائلة .... من عينين تملكهما الحزن ....... و كساهما ثوب أحمر...توجهت الى ناحية الباب....
لتجد ورائه آخر شخصين تريد رأيتهم هذه اللحظة........
بحزن مصطنع .... قال :
- السلام عليكم يا أبنت أخي, حقا لقد حزنت لسماع خبر وفاتها ....... عندما أخبرني سعد بذلك ........ تركت كل أشغالي وركبت أول طائرة قادمة إلى البلاد ... حقا أنها صدمة.... ( وهز رأسه بأسى , ليكمل دوره في هذه المسرحية ) ..
- يا لا وقاحتكم ........ كيف تتجرؤون على القدوم ...... تقتلون القتيل و تمشون على جنازته......... أيها القتلة.....
سعد ...
- ما هذا الكلام يا ليلى؟
بعينين تشتعلان نارا ...
و بصوت ملئه الغضب...
صرخت عليهم قائلة...
- أتريدون أن تفهموني بأنكم حزينان على موت أمي......... أترونني حمقا ..... لا أفقه شيئا .... دائما كنتم تنغصون عليها ......... تجرحوها ...... تهينوها ......... لقد جعلتم أبي يطلقها بسبب زنكم على رأسه ...... أنكم مجرمون ....... قتله فخروجا الآن من بيتي لا أريد أن أراكم ....... لا أريد أن أسمع أصواتكم ........ فخروجا من بيتي .... ( و أشارة بأصبعها السبابة لهم إلى الخارج)
تخليا عن أدوارهم .... و عادا إلى حقيقتهم ...
فقال بأعلى طبقة من صوته....
- ما هذا الكلام يا ليلى .... ألا تخجلين من نفسك ...... أنا عمك ....... يجب أن تحترمين ......... لكن ماذا أقول ألا أن أخلاقك سوف تكون مثل أمك ذات الأصول غير المحترمة.....
لم تجد نفسها إلا وقد رفعت يدها و هوت بها على خده......
اشتعلت بداخله نيران الغضب...
فرفع هو الآخر يده .... وهوا بها ناحيتها.....
لكنها لم تلمسها .....
لأن يدا ردعتها عن المضي إلى وجهتها...
فتتبع بعينيه صاحب هذه اليد التي أمسكت بيده .....
فوجد شابا ....... مقطبا حاجبيه ...... و عيناه تقدح شررا....
- أنزل يدك الأفضل لك...
سحب يده من قبضت يد الشاب...
كان قد وصل حده من الضيق ....
وقال ثائرا...
- كيف تجرأ ...... كيف تمسك بيدي ؟
- أسمع ما قالته لك ليلى و أخرج الأفضل لك.
سعد:
- وماذا سوف تفعل إذا لم نذهب؟
- سوف أشوه وجهك الجميل هذا . ( و أخذ يضرب على خد سعد بضربات خفيفة)
بضيق انعكس على وجهه....
أمسك بيده و رماها بعيدا عن خده....
وقال :
- أيه الحقير سوف أأدبك.
وعندما كان في صدد الانقضاض على الشاب .....
دوى صراخ ليلى في أرجاء المكان :
- توقفوا .......... توقفوا ......... هذا مكان عزاء و ليس حلبة مصارعة...... فتوقفوا أرجوكم........ فتوق...... ( انهارت على الأرض أمام أنظارهم )
اندفعت فتاة من خلف الشاب ناحيتها ....
جثت على ركبتيها بالقرب منها .... و رفعت رأس ليلى بكفها ..... و أخذت تضرب على خد ليلى ضربات خفيفة ... و تناديها باسمها ........ لكن ما من مجيب لندائها ....
خافت .... ارتعدت.... فليلى لا تتحرك ....
فلتفتت إلى خلفها و أخذت تصرخ قائلتا...
- اتصل بالإسعاف يا أحمد حالا ...
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
التعديل الأخير تم بواسطة HOPE LIGHT ; 25-07-08 الساعة 03:27 AM
|