لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-05-08, 10:35 AM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثامن..
لم تكن الأيام التالية سوى فوضى رائعة .كان "وولف" يقضي وقته إما داخل مكتب "بليندا" أو في أحاديث تليفونية معها .كانت الشابة مدركة أن معاونيها يظنون أنها أصيبت بمس من الجنون .
ولكنها لم تعد تهتم على الإطلاق بآراء الآخرين وهي عادة لم تكن تعير آراءهم أي انتباه.منتديات ليلاس

كان يحدث أحيانا أن تقضي ساعات على الخط مع "دميانة" أو "كريستين" في مناقشة ثوب الزفاف الذي ستعده مصممة الأزياء الشهيرة "كارين" خصيصا من أجلها .أدركت كم فاتها الكثير من التفاصيل الصغيرة الأنثوية خلال السنوات العشر الماضية من العمل الجاد.
كانت "ليديا" متحمسة بالفعل أمام توقعات حفل الزفاف وكثيرا ما كانت تحس باليأس من تصرفات "بليندا" غير المكترثة .وفي هذا الصباح قالت السكرتيرة شاكية :
- على الأقل يجب أن نلقي نظرة على قائمة الزواج صباح هذا اليوم الموعود. لماذا أشعر بالعصبية وأنت لا تشعرين بها ؟
رن جرس التليفون في تلك اللحظة .رفعت "بليندا" السماعة :
- آلو ؟ من؟ السائق الخاص بالزفاف ؟
دهشت الشابة قبل أن تناول السماعة للسكرتيرة , وقالت :
- شيء آخر نسي "وولف" أن يخبرني به !
رفعت "ليديا" عينيها إلى السماء وزفرت:
- آلو ؟ ماذا قلت إذن ؟ آه .. نعم .. هل يمكن أن تخبرني عن اسم مكتبك و الخدمات التي تقترحها من أجل الزفاف الخاص بالآنسة "برونسكي" ؟ أنتم شركة "ليموزين جوتام" ؟ حسنا لقد سجلت الاسم سنمر لنأخذ الآنسة "برونسكي" ...
أضافت "بليندا" :
- وكذلك السيدة "كينمور" والسيدة "لارابي" ...
همست "ليديا" :
- سأخبرهما بذلك ., ..نعم ..نعم أنا أسمعك يا سيدي العزيز ..متى يمكنك الحضور ؟
استدارت نحو رئيستها- بنظرة متسائلة- التي قالت :
- عند "كينمور" في الشارع الخامس حوالي الحادية عشرة صباح غد وأعتقد أننا سننتهي من بروفات ثوبي وقتها .
رددت "ليديا" التعليمات في الهاتف ثم وضعت السماعة ثم تنهدت :
- أعتقد أن كل شيء سيتم على ما يرام .
ردت "بليندا" وهي تضحك :
- كل شيء سيكون على ما يرام وسترقصين حتى الفجر .
قالت السكرتيرة مبهورة :
- إنني لم يسبق لي أن رأيتك في هذه الحالة .
- إن السعادة يمكن أن تغيرك تماما كما هو معروف!
بعد ذلك انهمكت "بليندا" في العمل ولكنها من وقت لآخر كانت تبتسم ابتسامتها المبهمة عندما تمر على ذهنها صورة "وولف" .

حدث في هذا المساء كما يحدث عادة منذ أن انتقلت إلى بيت "وولف" من أسبوع أن كان الخطيبان يجلسان متجاورين فوق الأريكة الكبيرة وهما يثرثران ويستمعان إلى الموسيقى – همس "وولف" في أذنها :
- غدا يا حبيبتي في مثل هذه الساعة سنكون في الطائرة متجهين إلى "باريس" .من الواضح طبعا أن "لوريث" لن تكون معنا ولكننا سنعثر على عشنا الصغير .
- أوه يا "وولف" إنني لا أستطيع أن أصدق أن تلك الفيلا أصبحت ملكنا .إن لها معنى كبيرا بالنسبة لنا .على أية حال لن أشعر بشوق شديد ل "لوريث".
ضحك "وولف" من أعماق قلبه.

قال "وولف" وهو يوقظها في الصباح هامسا :
- انهضي أيتها الكسول الصغيرة !أعتقد أن عندك بروفة .
تمطت "بليندا" ثم تكومت على نفسها في الجهة الأخرى من السرير . ثم أطلقت صيحة عندما رأت الساعة وقفزت من فوق السرير كالغزال وهي تحتج :
- ولكني سأتأخر .. لدي موعد مع "دميانة" و "كريستين" كان قلب "وولف" يدق بلا انتظام ومع ذلك لم يحس أبدا بمثل هذا الهدوء والسكينة من قبل .إن "بليندا" هي الوحيدة التي حققت هذا التضارب في حياته .
إنها تصيبه بالجنون والاطمئنان في آن واحد .وحتى لو عاد كابوس أن يفقدها مرة ثانية ليطارده فإن ذلك لن يكون إلا بطريقة متباعدة ومتقطعة .
انتبها إلى أن ساعة البروفة اقتربت فقال :
- سأتصل بمحال "كارين" لأطلب منهم أن يبدءوا عملية ضبط الثوب على "دميانة" أو "كريستين" وعودي بسرعة لأنني أريد أن أتزوجك.
نظرت في أعماق عينيه وقالت:
- أنا أحبك يا "وولف ويكفيلد" ولا أنتظر سوى شيء واحد في العالم .. أن أصبح زوجتك للأبد .
اختفت بسرعة وراء الباب ونهبت الدرج.صاح : "وولف" وراءها من أعلى الدرج :
- هذا ليس عدلا .. ليس من المعقول أن تتركني في منتصف الحديث المثير ثم تهربين بعد ذلك . وبهذه الطريقة التي يمكن أن تكسري بها ساقك فوق الدرج كان الحظ في ركاب "بليندا" حيث عثرت في الحال على سيارة أجرة ورغم الزحام أوصلتها إلى محلات "كارين" متأخرة عشرين دقيقة فقط عن موعدها .
استقبلتها "كارين" في مرح :
- آه هاهي الموعودة ! لما كنت أعرف السيد "ويكفيلد" جيدا فإنني أعلم أنه لم يكن يرغب في أن يتركك .إنه فريد .. أليس كذلك؟ لقد كان أكثر من ذلك بالنسبة للشابة.لقد أصبح "وولف" كل عالمها .تابعت مصممة الأزياء العالمية :
- على أية حال اعتبري نفسك سعيدة لأن رجلا مثله أحبك .إن معظم الرجال مثيرون للملل .
ردت على هذه الملحوظة ضحكات عالية صادرة من "دميانة" و "كريستين" من داخل ورشة البروفات .
قالت "كارين" ساخرة :
- اضحكا أيتها السعيدتان فلدى كل منكما زوج خارج المنافسة ,فليست كل النساء لهن حظكما .. هيا بنا فعلينا أن نعمل في الأثواب خاصة ثوب الزفاف . هناك بعض اللمسات ولكن ذلك لن يأخذ وقتا طويلا .
انتهت "كارين" أولا من "دميانة" و "كريستين" .
قالت كريستين :
- إلى اللقاء قريبا في الكنيسة .. يا إلهي ! كم أنا عصبية تماما مثلما كنت في زواجي .
قالت لها "دميانة" عاتبة:
- هل من الضروري أن تقولي ذلك؟ هيا من الأفضل أن نعد الأطفال .
ظلت "بليندا" مع "كارين" التي أخذت تديرها نحو اليمين و الشمال وللأمام والخلف لتدرس آخر التعديلات اللازمة ,أخيرا قالت المصممة المحترفة:
- غرزة هنا وغرزة هناك وكل شيء سيكون رائعا . وسأرسل الثوب إلى بيتك في بداية ما بعد الظهر.هل هذا يناسبك؟
- ممتاز .. وشكرا على كل شيء يا "كارين".
- العفو يا آنسة وافبلي أخلص تمنياتي القلبية .
سبحت "بليندا" فوق سحابة صغيرة وهي تغادر الشارع الخامس وقبل أن تستدعي سيارة أجرة وجدت أمامها سيارة "كاديلاك" سوداء وأشار سائقها من وراء الزجاج الفاميه. فكرت أنها لاشك من مكتب "ليموزين جوتام" وهي تتذكر الترتيبات التي تمت في الأمس بواسطة "ليديا" من الداخل أشار إليها السائق أن تركب.
قالت الشابة وهي تستقر على المقعد الخلفي للسيارة:
- أنها فكرة رائعة . إن محاولة العثور على سيارة أجرة في هذا المكان وهذه الساعة تعد مغامرة .
وافقها السائق بهز رأسه وهو يسير وسط الزحام الشديد .وتركت "بليندا" نفسها لأحلامها إنها ستصبح السيدة "ويكفيلد" خلال ساعات . أليس هذا رائعا ؟ هي التي انتظرت طويلا هذه اللحظة ترتعد أمام فكرة أن تأتي عقبة غير متوقعة بينها وبين سعادتها .ولكن لا ... إن ما تفكر فيه غباء مطبق .طردت الشابة أفكارها السوداء.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 08-05-08, 10:42 AM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

عندما وقفت السيارة ثم استأنفت السير ثم وقفت ثانية بين الزحام أجبرت "بليندا" نفسها على ألا تقلق . إن الوقت كله أمامها والمهم هو ألا تجد نفسها محصورة وسط مرور متوقف تماما.
وعندما زاغ السائق إلى شارع فرعي ظنت أنه يختصر الطريق متجنبا المحاور الرئيسية ولكنه عندما دار أكثر من مرة إلى اليمين والشمال وقطع شارعا بعد شارع نحو الجنوب الغربي وجدت الشابة نفسها ضائعة. رأت عن يسارها مياه نهر الهد سون وبدأت تشعر بالقلق .قالت معلقة:
- اخبرني أيها السائق . أيها السائق . لدي إحساس أننا انحرفنا كثيرا عن وجهتنا .
- كل شيء سيكون على ما يرام يا سيدتي .إنني أعرف الطريق. وقفت السيارة الكاديلاك بعد بضع دقائق مما جعل "بليندا" تستيقظ من أحلامها .قال السائق قبل أن يصدر عنها أي تعليق:
- إنها لحظة الخروج.
هبط الرجل من السيارة ليفتح لها باب السيارة ,قالت في صرخة مكتومة عندما كشف عن وجهه:
- أنت ! ولكن ماذا تفعل هنا يا "هيكتور" ؟ أين نحن ؟ ولماذا تقود سيارة أجرة ؟
- ما كل هذه الأسئلة يا أختي العزيزة ؟ أولا هذه ليست سيارة أجرة وإنما هي سيارتي .وهكذا ترين أنني أنا "ليموزين جوتام" وهي شركة مزيفة تماما أنشئت من أجل المناسبة .وأنا الذي اتصلت بسكرتيرتك أمس . لقد كان فخا استطعت به أن أصطادك. انفجر ضاحكا وأمسكها من ذراعها ليدخلها إلى الداخل . تذكرت "بليندا" أن "وولف" اتصل بإحدى شركات النقل بالسيارات بل إنها قالت ذلك "ليديا".
- إنني لا أستسيغ ذلك أبدا يا "هيكتور" .وإذا كنت تظن نفسك ظريفا فإنك أفسدت كل شيء .
حاولت أن تخلص نفسها من قبضته.
- لا يهمني ما تستسيغينه .
ظلت "بليندا" مذهولة لحظات . كان المكان مهجورا ومعزولا وعدوانيا .حاولت أن تدفعه .
- لا تكوني ساذجة يا "بليندا" واتبعيني في رقة وهذا مسدس وهو معبأ بالرصاص .
لم تصدق الشابة عينيها وهي ترى السلاح في يده :
- ماذا تريد مني ؟ إنني سأتزوج بعد الظهر و ...
قاطعها "هيكتور" :
- ليس قبل أن توقعي لي عقد بيع شركة مستحضرات التجميل.
تمالكت الشابة رد فعلها الأولي وقالت :
- أنت تعلم جيدا يا "هيكتور" أنني لا أستطيع أن أفعل ذلك اليوم هنا حتى لو أردت ذلك. يجب أن تكون العقود مسجلة قانونا ومعدة و...
- لدي ورقة ستوقعينها ثم بعد ذلك يمكنك الذهاب للزواج بالأستاذ عضلات الذي كان عشيقك في "نيس".
حاولت الشابة أن تحتفظ ببرودة أعصابها. قرأت في عينيه حقدا أسود لا صلة له بمشاغباته الماكرة التي كان يمارسها ضدها من سنوات تقلصت معدتها من الخوف. لابد أن "وولف" سيتصل بها في منزلها عدة مرات ولكنه لن يستطيع الوصول إليها وسيعتقد أنها مشغولة في ارتداء ملابسها ولابد أنه سيعمل على ارتداء ملابسه هو الآخر وسيحس الرغبة في أن يكون بجوارها.

في الساعة الواحدة جاء "بيتر" و "بير" للانضمام إلى "وولف" قال "بير" بتهكم:
- انظر إليه ,إنه أكثر عصبية من فهد في قفص . لاتفقد أعصابك يا "وولف" .. لقد مر كل منا بهذه اللحظات و أتذكر أنني كنت متأكدا من أن كريستين ...
قاطعه "بيتر" الذي رأى وجه صديقهما يتحول إلى حجر :
- ماذا هناك ؟
أجاب "وولف" :
- لست أدري .. لاشيء .. ربما أعصابي ... لقد تركته "بليندا" مرة وحولت حياته على جحيم .
قال "بيتر" باهتمام وقد رفع حاجبيه:
- اتصل بها مادمت قلقا لهذه الدرجة.
تردد "وولف" مرة ثم قرر فاتصل بمنزلها:
- "لوريث" ؟ أنا "وولف" . أليست "بليندا" عندك ؟ لا ..إنها لم تصل بعد , لا..اهدئي ..ليس الموضوع موضوع حادثة وإنما مجرد تأخير بسيط .وستصل مابين لحظة وأخرى .انتظريها بدون قلق .
وضع "وولف" السماعة وقد صارت تقاطيعه باردة كالثلج ثم أدار رقم "كارين" في الحال وكان الاتصال قصيرا ومركزا ثم وضع السماعة .قال وهو يستدير نحو صديقيه :
- لقد تركت "كارين" من أكثر من ساعة. هناك شيء ما حدث وكان علي أن أصدق إحساسي وأتصل بها قبل ذلك .ما الذي حدث لها ؟ يا إلهي!
قال "بيتر" وهو يتقدم نحوه :
- إنها كانت ترغب دائما أن تعيش هذه اللحظة .إذن التأخير ليس منها .وإذا كان الأمر ليس منها فلابد أن شيئا ما غير سليم حدث وعطلها .مفهوم ؟
وافقه "بير" :
- "بيتر" على حق .
قال "وولف" بصوت منخفض :
- أعرف ولكن شيئا ما عطلها وأستطيع أن أعرف ما هو .
رن جرس التليفون فرفع السماعة في الحال :
- اللعنة ؟ أين هي ؟ حسنا .. سأذهب إلى هناك .أعتقد أنني أعرف من هو شبه أخيها "هيكتور" حسب وصفك . ولكن أعرف لماذا قادها إلى هناك . مع السلامة وشكرا يا "شيم" .
وضع سماعة التليفون ثم استدار إلى صديقيه :
- ابقيا هنا .سيتصل "شيم لوك" مرة أخرى .لقد شاهد أحد رجاله سيارة "كاديلاك" سوداء تتبع "بليندا" هذا الصباح ثم انتظرتها أمام محلات "كارين" وعندما خرجت نقلها المخلوق الذي كان يقودها نحو المرفأ ...
قاطعه "بيتر" :
- اسمع يا "وولف" سأذهب إلى هناك أنا و "بير" وستبقى أنت هنا على الأقل لن تقتل شخصا.
صاح "وولف" بشدة :
- سأذهب لأحضرها ..لقد فقدتها مرة من قبل ولن أفقدها مرة ثانية.
أعلن "بير" بجدية :
- أنه يوم زواجك وإنه لأمر رهيب أن تلوث يديك بالدم اليوم.
- "بير" على حق يا "وولف" وأنت تعرف ذلك .
صمت "وولف" لحظات ليفكر ثم خلع لبس الاحتفال ليرتدي چينزا وحذاء كرة سلة . انفتح باب المدخل ثم انغلق بقوة واختفى "وولف".
علق "بير" بخوف :
- إنه يعرف من اختطفها وسيعلقه من رقبته.
- بشرط أن يحتفظ ببرودة أعصابه ولكني لا ألومه و أعرف جيدا ما يمكن أن يكون عليه إحساسه في هذه الحالة .
- سأتصل ب"كريستين" ويمكنها أن تذهب مع "دميانة" إلى الكنيسة وترتبان تأخير المراسم وسنتصل بعد ذلك ب"شيم" لنعرف أين "وولف" .
وافقه "بير"

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 08-05-08, 10:47 AM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تقدمت "بليندا" وسط الديكور العاري والكئيب لجسر عائم وعن بعد كان تمثال الحرية يرفع ذراعه وكأنه يودع شخصا منحوسا .نبح "هيكتور" كالكلب :
-استمري في التقدم ولا تحاولي خداعي . لقد اخترت هذا المكان لأن أحدا لا يأتي إليه أبدا ولن يسمعك أحد لو صرخت علاوة على أن ذلك يضايقني كثيرا.
تجهم وجه الشابة في اشمئزاز وصاحت:
- لا يهمني أن تغضب .لست سوى أحمق يا "هيكتور".
رفع فوهة المسدس مهددا ولكن الشابة لم يهتز لها رمش .في طفولتهما كان "هيكتور" يهاجم دائما من هو أصغر منه ويرتعد ممن هم في سنه .استمرت الشابة في الكلام:
-اسمعني .حتى لو وقعت لك على هذه الورقة التي تشهد أنني أتنازل لك عن نصيبي في الشركة فلن تضمن أبدا أن مجلس الإدارة سيقبلها . أي شركة تدار بطريقة سليمة لها نظام للتحكم لمقاومة مثل هذا النوع من الاحتيال .
- لهذا ستوقعين لي شيكا يصرف لحامله وتوقعين توكيلا عاما عن شركة "ليندا" أمام "لهجته .إن حياتها حقا في خطر! كيف أمكن أن تكون بهذا الغباء بحيث تجهل إمكان أن يقوم بمثل هذا الدور الخطر؟
- ألقت نظرة على الماء الأسود المثلج ثم قالت في نفسها :إنها على أية حال أمامها فرصة .كان "هيكتور" دائما يعطي قدراته أكثر مما تستحق ولا ينتبه إلى تفاهة مشروعاته الخيالية والتي دائما كانت تفشل .ولا شك أن هذا المشروع لاختطافها يحمل في طياته نقطة ضعف قاتلة .
ما إن أصبحا فوق القارب حتى دفعها بوحشية في الممر الأسفل وهبطا درجا إلى الكبينة الداخلية الكبيرة .
سألته الشابة لتحصل على وقت كاف للتفكير والتركيز على فرصتها :
- منذ متى تمتلك هذا القارب؟
- من وقت قريب..لقد اشتريته في الأوكازيون عن طريق بطاقة ائتمان يا أختي الصغيرة .لقد كانت هذه أكبر صفقة اشتريتها من حسابك هذا الشهر. لقد كنت أكتفي بمشتريات متواضعة حتى الآن. حتى لا أثير انتباهك .لقد قلدت إمضاءك بطريقة متقنة ولم يكتشفها محاسبوك .إنهم مهملون ولكن ذلك كله سينتهي بعد أن أتولى الإدارة. كانت "بليندا" مذهولة .إنه يتحدث وكأنها لم تعد موجودة في الشركة وكأنه يعتبر أحلامه حقيقة .كانت عيناه تعكسان جنونا حقيقيا وفمه يرتعد.
تساءلت: هل كانت حقا تعرف حقيقة "هيكتور" ؟
- إذن ستتزوجين اليوم؟ لم تدعيني ؟ هذا خطأ يا "بليندا" ماذا كان يمكن أن يظن أبي و أمي.
- لم يكن لدي أي فكرة.
صاح في وحشية :
- حقا ؟لقد كنت صغيرتهما المدللة حقا.إن أمي نفسها كانت تفضلك علي وتدافع عنك في كل شيء .إن لي الحق في نصف المال وبدلا من ذلك أعطياك إياه كله دون أن يتركا شيئا للمسكين "هيكتور" .
- إن هذا المال يخص أمي وهو ميراث شخصي ووالدي موافق على ذلك .ثم إنه لم يكن هناك ما يكفي إلا لبدء دراستي ولا شيء من تلك الثروة المزعومة – التي تطالب بها باستمرار – كان موجودا آنذاك .
- أنت تكذبين دائما وهما أيضا كانا يكذبان .
أخذ يبحث عن حبل وقال :
- لابد أن أقيدك وبعدها نبحر.
ارتجفت الشابة . لو قيدها وتركا المرفأ إلى عرض البحر فإن كل فرصها للهرب ستضيع ولن يعرف أحد مصيرها وسيعتقد "وولف" أنها هجرته عن عمد .جعلتها هذه الفكرة تصاب بالجنون. لابد أن تجد حلا بأي ثمن .استأنف "هيكتور" الحديث :
- آه لو علمت مدى سعادتي عندما ماتا .كان والدك يريد أن يطردني وأمي الكلبة كانت ستسمح له بذلك.
همست :
- إنني لم أعرف شيئا عن ذلك .
- لا يهم .سنرحل للأبد .اصعدي معي إلى كبينة القيادة وسأربطك هناك حتى تعطيني نقودك .
تقدمته "بليندا" فوق سطح السفينة وهي تبحث في حمى عن شيء يصلح سلاحا لها .في كبينة القيادة لمحت في الحال مطفأة الحريق مثبتة على الجدار .وقف "هيكتور" عند عجلة الدفة وهو يفحص آلات السطح بينما وضع المسدس على خدها .
وقفت الشابة ببطء أمام مطفأة الحريق لتخفيها عن نظره وحاولت نزعها عن طريق تحسس الحزام الذي يربطها عندما تمكنت من ذلك .
ألقتها في وجهه بكل قوتها .تنبه "هيكتور" بالغريزة في آخر لحظة فرفع ذراعه ليحمي نفسه ولكن ثقل المطفأة كان كافيا ليفقد توازنه ويترك سلاحه .
كانت "بليندا" قد عبرت باب المقصورة عندما سمعته يطلق صيحات الغضب الشديد ومجموعة من السباب قفزت فوق المعبر الذي سبق أن عبرته ثم قفزت إلى المرفأ لتنطلق جريا كالريح .
انطلقت رصاصة أخطأتها بمسافة بسيطة جرت بكل قوتها ويأسها محاولة أن تهرب منه .ولكن "هيكتور" انطلق في مطاردتها وسرعان ما لحق بها. كانت على مرأى من الجسر الرئيسي والطريق المؤدي إلى الشوارع الكبرى عندما استطاع أن يمسك بها ويحاصرها.
اصطدمت رأس الشابة بخشب الجسر وغرقت في الظلام.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 08-05-08, 11:24 AM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل التاسع والأخير...
كان "وولف" يتصرف كمن مسه الجنون .وحتى لا يضيع ثانية نادى أول سيارة أجرة مرت به وناول السائق ورقة بمائة دولار ثم قال له:
- ستنال ضعف هذا المبلغ لو استطعت الطيران وسط الزحام. ابتسم السائق ثم خبت ابتسامته عندما رأى هذا الوجه المألوف للممثل وقد تحول على وجه قاتل قائلا:
- موافق .. أين .. علي أن أذهب بك؟
وضح له "وولف" الاتجاه الذي عليه أن يتبعه ثم راجع خزانة المسدس الذي أخذه من مكتبه وحاول أن يطرد الصور المفزعة لما يمكن أن يحدث ل"بليندا" .
كان عبور حي "مانهاتن" أسوأ فترة مرت بحياته وكان متوترا لدرجة أنه أحس بأنه يوشك أن ينفجر من الداخل في كل لحظة. وأخذ يسب ويلعن بثلاث لغات مختلفة وهو يدعو أن تجنب السماء "بليندا" أي سوء.
وعندما وصل إلى المكان الذي وصفه رجل "شيم" كان مشحونا بالكهرباء لدرجة رهيبة . قفز من السيارة الأجرة وناول السائق الورقة الثانية بمائة دولار وقال له :
- إذا لم أعد في ظرف ساعة فاتصل بالشرطة.
أجاب السائق :
- سأحضر معك يمكنني دائما أن أكون نافعا .
نظر "وولف" إلى السائق وقدر بنيته القوية :
- طبعا ستكون نافعا .ولكن أفضل طريقة لمساعدتي هي أن تظل في مكانك .
- كما تحب .ولكن عند أقل ضجة سأتصل بالشرطة باللاسلكي وأحضر لأنضم إليك .
كان "وولف" قد أطلق لساقيه العنان قاطعا الجسر إلى أن شاهد سفينة راسية عن بعد بمعزل عن السفن الأخرى عند آخر الجسر الخشبي . ضاعف من سرعته بعد أن أوحت له غريزته بكل ما يجري واتجه إليها ولكنه اضطر للوقوف في مكانه ثابتا .
كانت "بليندا" تقفز في تلك اللحظة من السفينة فوق الجسر الخشبي. كان سيناديها عندما رأى "هيكتور" يقفز وراءها وينطلق في مطاردتها.
جرى "وولف" نحوها وهو يناديها ولكن "هيكتور" لحق بها قبله وألقى بها أرضا وهو ينبح كالكلاب بصوت تهديد :
-سأقتلها .
وقف "وولف" في مكانه متخشبا وقلبه ينبض بشدة . أخذ نفسا عميقا ليطرد خوفه وصاح :
- لماذا ؟يمكنك أن تحصل على كل ما تريد .. هيا تكلم ! هل تريد مالا؟ ستحصل عليه.
عوى "هيكتور" :
- لقد أخذت كل ما هو ملكي .
همهمت "بليندا" :
- "وولف" .
رد "وولف" على "هيكتور" وهو يتجنب النظر إليها حتى يركز عليه .
كان بعيدا عنه حتى يطمئن إلى إمكان السيطرة عليه في قفزة واحدة .. ثم إنه كان ممسكا بسلاحه .
زاد عواء "هيكتور" مقرونا بالمهانة وتطاير الرذاذ من فمه :
- لا تحاول أن تهاجمني .
استرد "وولف" سيطرته على نفسه وهو يرى الآخر يرفع "بليندا" كان منظر الشابة وهي مرعوبة والمسدس على عنقها قد أصابه بالصدمة .
قال صارخا :
- لن تحصل على شيء ما لم تقبل النقاش وكل الناس يعرفون الآن انك هنا الآن .
ألقى "هيكتور" نظرة حوله كحيوان محاصر وصرخ :
- سأقتلها لو اعترض أحد طريقي ولن يبقى أمامك سوى أن تصطاد جثتها بالشبكة من النهر !
تراجع "وولف" خطوة للوراء ولكن الشابة توسلت إليه :
- لا .. "وولف" ...لا ...
قاطعها "وولف" وعيناه لا تغادران "هيكتور" :
- كل شيء سيكون على ما يرام يا عزيزتي .
تردد صوت عن بعد من سائق سيارة الأجرة :
- هاي ! أنت يا من تحمل المسدس.
فزع "هيكتور" وقفز في مكانه وانتهز "وولف" الفرصة في الحال وقفز وهو يبعد "بليندا" من أمامه وأمسك بيد "هيكتور" التي تمسك المسدس ورفعها نحو السماء .
انطلقت رصاصة ورأت الشابة "وولف" يتعثر قليلا ليقفز مرة ثانية نحو "هيكتور" صرخت في رعب .منتديات ليلاس

- لا .. لا ...
فاجأت صرختها الرجلين مرة ثانية استغلها "وولف" ليكيل ل "هيكتور" لكمة مباشرة طرحته أرضا وهو يتدحرج .
سألها "وولف" في قلق في الحال وهو يقفز نحوها :
- خبريني يا حبيبتي .. أنت بخير هل جرحت ؟
تعلقت في رقبته في حالة عصبية وهي تقول :
- لا .. أنت الذي أصبت يا "وولف" لقد رأيتك تتعثر لحظات بعد طلقة الرصاص .
أخذ "هيكتور" يرجع للخلف ووجهه مليء بتعبيرات الخوف والحقد التي شوهته .ثم قفز واقفا فجأة وجرى نحو السفينة .
أعلن السائق الذي جرى نحوهما فوق الجسر :
- لقد استدعيت الشرطة و الإنقاذ .
في الحقيقة كان رجلان في الزي الرسمي للشرطة يغزوان الجسر الخشبي ورأت "بليندا" بينهما "بيتر" و "بير" .
في هذه اللحظة انطلقت السفينة بعد أن دارت حول نفسها وهي تنزل الحبل الذي يربطها بالمرسى و ابتعدت وسط هدير محركها .قال أحد الشرطيين .
- أتمنى ألا يذهب بعيدا من أجل مصلحته . لقد أعلنت خفر السواحل أن عاصفة شديدة على وشك أن تهب .في الجزء الجنوبي .
قال "وولف" وهو يحتضن "بليندا" بقوة :
- لقد ذهب إلى الجحيم بقدميه . ومن الأفضل الاتصال برجال حرس السواحل .
قال "شيم" ل "وولف" :
- إنني سعيد لأنك خرجت دون إصابة.
تدخلت الشابة وقالت بصوت قلق :
- إنه ليس مصابا وإنما مجروح .
أجاب "وولف" :
- هذا لاشيء فاطمئني , على أية حال هذا لا يقارن بالصدمة التي تلقيتها عندما علمت بأنك اختفيت ثانية .
صاح "بير " :
- قل لنا .. أليس هناك زواج متوقع ؟
أيده " بيتر" وهو يبتسم وإن بدا عليه القلق :
- يبدو لي أنك على حق.هل كل شيء بخير يا "بليندا" ؟
- سأجيب بنعم على سؤالين : لقد خشيت ألا أرتدي الثوب المطلوب لهذه المناسبة ولكن ثوبي لابد أنه في انتظاري بالبيت .
تدخل "وولف" :
- سأصحبك قبل كل شيء إلى المستشفى . إن لديها جرحا تحت ذقنها.
- إنه ليس سوى خدش وقليل من المطهر يكفي ولكنك أنت الذي في حاجة إلى العناية الطبية.
أدركت مدى الشحوب الذي شاب وجهه . رد "وولف" وهو يتجاهل ملاحظتها الأخيرة :
- لا يمكن أن نكون متأكدين من أن جرحك ليس خطيرا لقد اصطدم رأسك بسور الجسر بعنف شديد وليذهب "هيكتور" إلى الجحيم على ما فعله بك.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 08-05-08, 12:04 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

اعترفت الشابة وهي ترتجف :
- لقد كان كا لمجنون .إنني لم أره أبدا هكذا . لقد كنت أعتقد أن والدي كانا على علم باضطرابه العقلي .لقد اعترف لي أنه ود أن يقتلهما ولكني لم أتصور أنه مريض لهذه الدرجة.
همس "وولف" في رقة قبل أن يكلم صديقيه :
- كل شيء سيكون على ما يرام يا حبيبتي .. إنها مصدومة وسأنقلها إلى المستشفى القريب .
رحل الجميع معا من فوق الجسر الخشبي وقال "بير" ل "بليندا" :
- هيا نسرع .. لابد أن نقودك للكنيسة وخير البر عاجله .
وافقت الشابة وهي تضحك ولا حظت أن "وولف" انتهز فرصة الفوضى وانتحى جانبا مع "بيتر"
وتساءلت : ماذا يمكن أن يقول كل منهما للآخر؟
قال "وولف" لصديقه :
- إن المخلوق الذي في السفينة هو شبه أخيها .
رد "بيتر" متسائلا وهو ينظر نظرة تفاهم :
- وأنت تريد منا أن نشويه على نار هادئة عندما نضع أيدينا عليه ؟ هكذا إذن الأمر ؟
- أريد بصفة خاصة ألا يرى "بليندا" مرة أخرى .
- لقد سبب لها الكثير من الضرر وربما أكثر مما أعرف وهذا يرجع إلى طفولتهما وأعتقد أنني فهمت منها أنه حاول مرة أن يغرقها وكان من الواجب علي أن أحاسبه على ذلك من قبل وأن أعرف النتائج المترتبة على تلك الحادثة مبكرا .
- هل تعرف أنه كان يحوم حول مكتبها أو في المنطقة؟
- نعم بل وصل به الأمر أن مر على مكتبها ليهددها بأن يكشف كل شيء عن علاقتنا .ولم أفعل شيئا لأن "بليندا" لم تكن لتريد أن تقلب الماضي ولكني ألوم نفسي لأنني لم أستشعر الخطر كما ترى. قال "بيتر" مطمئنا وهو يضغط على ذراعه بحب :
اطمأن "وولف" وانضم بسرعة إلى "بليندا" وقال "بير" :
- إنك لا تتركها لحظة .أليس كذلك ؟
رد "وولف" بمرح :
- ولا غمضة عين خاصة معك .
داخل سيارة الأجرة التي أقلتهما إلى المستشفى قال لها "وولف" وهو يربتها في حنان :
- لا تسببي مثل هذا الرعب مرة أخرى. إن عواطفي نحوك لا تترك أي مجال لتحمل رجفة خوف عليك مرة ثانية.
قالت بصوت يرتجف من السعادة :
- كيف يمكنني أن أشكرك لأنك أنقذتني يا "وولف" ؟
أجاب وهو يبتسم :
- لا شيء سوى أن تصبحي السيدة "ويكفيلد" .

لم تستغرق زيارة المستشفى سوى دقائق قليلة كانت الرصاصة قد احتكت ب"وولف" ولم تترك سوى خدش سطحي و "بليندا" لم تعان إلا خدش شظية من خشب سور الجسر .كان موعد المراسم قد انقضى من وقت طويل عندما عادا إلى البيت. قال "وولف" :
-سأتصل بالجميع لأخبرهم بعودتنا. هيا ارتدي ملابسك بسرعة.
تساءل عندما رآها واقفة على رأس السلم :
- إيه! ماذا هناك ؟
- إن ثوبي في بيتي.
قال يطمئنها :
- لا .. إنه هنا. لقد أخبرني "بير" أن "كريستين " مرت على بيتك وأحضرته هنا.
انفرجت أساريرها وزفرت في ارتياح. إن كل شيء يصبح سهلا ماداما معا. قال وهو يتأملها:
- هل قال لك أحد من قبل: إنك فاتنة؟
أجابت "بليندا" وقد احمر وجهها :
- نعم .. أنت .
- إذن لدي ذوق حقا.
كانت سعادته لا تطاق ويكفيه الآن أن يمسك بيدها أمام المذبح . قالت دون أن تتحرك قيد أنملة :
- لابد أن أسرع .
سألها :
- هل هناك شيء آخر تريدين مني أن أفعله؟
- نعم. ألن تتزوجني!
سمع "وولف" باب حجرتها ينغلق وراءها وظل ثابتا في مكانه.لقد أحس فجأة بأنه حر وطليق ."بليندا" عنده في بيته سليمة معافاة استدار وهبط الدرج وهو يتمتم بدعوات غير مفهومة شاكرا السماء.
تأملت "بليندا" صورتها في المرأة. تساءلت: من هذه المرأة؟ كانت عيناها مزينتين بدوائر داكنة وبشرتها قد لوحتها الشمس بعض الشيء كما كانت هناك آثار لاصطدام جبهتها بسور الجسر وهي تسقط. إنها كارثة! ومع ذلك كانت مسرورة لأن "وولف" موجود هناك أسفل . وخلال ساعات سيكونان متزوجين. ولكن "هيكتور" .. كيف تجاهلت أنه مريض لهذه الدرجة؟
أحست بتعب شديد .ألم تكن حياتها كلها مجرد صراعات ؟ لماذا لم تر "هيكتور" على حقيقته؟
إن والديها لم يفهماها أي شيء عنه ومع ذلك لم تشك في اختلال قواه العقلية لحظة واحدة عندما تركت "وولف" من عشر سنوات كان قلبها لا يحس إلا بآلام شديدة. فلماذا؟
لقد أمضت عشر سنوات في إقامة حياة على أعلى مستوى مهني ونظمت حياتها في سبيل تحقيق أهدافها التي اعتقدت أن لها ما يبررها .. دون أن تتخيل أن تلك أهداف أنانية .وهكذا لم تلاحظ انحراف "هيكتور" التدريجي والبطيء , ولا حاجته إلى علاج مناسب لحالته. إنها لم تمد له يدها لحظة واحدة.
دخلت الحمام وأخذت "دشا" وغسلت شعرها دون أن تكف عن تقليب أفكارها.
ارتدت ثوبها الذي بلون شراب التفاح ونظرت لنفسها في المرآة ولم تهتم بالخدوش ولا الهالات الموجودة حول عينيها لقد هادنت الشابة نفسها ولا داعي لأن تنتقد هيئتها .
أقسمت ألا تخفي الحقائق الخفية و الشخصية ولا أن تهتم بالمشاكل التي كانت دائما تزعجها .مثلما فعلت مع "هيكتور" إنها ستأخذ راحتها في فحص كل شيء بإمعان وهي تفكر دائما فيما عليها .ثم إنها بالأخص ستحب "وولف" من كل روحها وأن تقدم له نفسها كباقة من السعادة.
أما بالنسبة ل"هيكتور" فسيتلقى كل الرعاية والنصائح والأمان الذي يحتاجه .ولديه كفاية من المال يحقق ذلك .
كان "وولف" بانتظارها في الطابق الأسفل عندما هبطت .همس في رقة:
- أنا مستعد لأصطحبك إلى المذبح يا آنسة.
كانت أجمل من أي وقت رغم ظلال التعب التي كانت تبدو في عينيها. إن هذا الجمال من الحب الذي يأخذ مصدره من أعماق الروح ليشيع البهجة في كل جسدها .
أمام ضياء جمالها أحس "وولف" بالشكوك تجتاحه لام نفسه لأنه لم ينظر إلى الجانب المتعقل والذي يبرر رحيلها المفاجئ من "نيس" .إنه هو لم يفعل سوى أن تقوقع على آلامه كحيوان جريح وسط الغابة.
سألته "بليندا" في قلق :
- لماذا هذا المظهر المهموم ؟هل بسبب "هيكتور"؟
- لا يا حبي! إنني ثائر على نفسي لأنني لم أتزوجك عشر سنوات. إن هذا يصيبني بالجنون .
لم يعد "وولف" يستطيع الكذب على نفسه . إنه لم يقلب الدنيا بحثا عنها . على أية حال كان بإمكانه أن يفعل أفضل من أن يدفع أجر المخبرين السريين الذين كانوا يقدمون له عن بعد – تقارير غير واضحة اكتفى بها كأنها أمر محتم . لقد سيطر عليه غروره بأن ركز على نفسه وعلى حالته النفسية داخل تلك القوقعة التي أغلقها على نفسه . قالت بصوت رقيق :
- لست الوحيد المسؤول عما حدث لنا .
- ربما لا ولكني حانق على نفسي لكل ما لم أفعله .
كانت بعض المرارة تشوب كلامه وفهمت الشابة أن "وولف" يفحص نفسه وأعماقها ولا تعجبه الصورة.التي يراها عن نفسه . استأنفت الحديث :
- أفهم جيدا ما تحسه .كان من الواجب أيضا أن أعرف حالة "هيكتور" .ولكن الأهم أنه كان علي أن أعرف أكثر عنك . لقد كنت أعرف أنك حساس وتراعي شعور الآخرين . كيف استطعت أن أغادر "نيس" وأنا مقتنعة أنني أؤدي لك معروفا كبيرا ؟لقد كنت غبية تماما .
اعترف "وولف" وهو يقبل يدها في حنان :
- لقد أجريت حسابا للنفس .. إنه مؤلم.
قالت "بليندا" بمرح :
- ولكن هذا لا يمنع أنك ساحر جذاب في هذه البذلة أرجو ألا تتضايق من أن أقول لك هذا على الأقل ؟
- لا على الإطلاق .. أنت تعجبينني إلى أقصى حد ولكن كل ما هناك أنني لم أتعود على أن تكون روحي عارية إلى هذه الدرجة ياحبي .في منتهي نتبادل المجاملات كما نتنفس الهواء ولكن المجاملة منك تصيبني بالاضطراب .لك تأثير وقوة علي يا "بليندا" فكرت في نفسها: إنها إذن قوية .قال "وولف" :
- أوه .. نعم أنت قوية جدا وأعدك أن ينال "هيكتور" كل ما يستحقه حتى لا ينسى نفسه على الإطلاق .
صاحت الشابة وهي تنتحب :
- أوه .. شكرا .. شكرا .. لقد كان ذلك مهما جدا بالنسبة لوالدي .لماذا لم أفهم ولماذا تظاهرت بالفهم ؟
حرك منظر آلامها مشاعر "وولف".
قال شارحا :
- أحيانا ما نضر أنفسنا بأنفسنا .لقد أخفيت قلقي وألمي لأنني فقدتك ولم أتحدث عن ذلك لأحد . ربما كان بدافع الغرور أو الاعتزاز بالنفس .
سقطت دموعهما معا على وجهيهما .قالت :
- نحن تأخرنا ويجب أن أعيد زينتي مرة ثانية وإذا استمررنا على هذه الحالة فلن نتزوج أبدا .
صاح "وولف" في غضب وهو يدفعها إلى حجرتها ويجبرها على الجلوس أمام التسريحة :
- بل سنتزوج .. واعتبري الأمر منتهيا .
أصلحت زينتها بيد مرتعشة فقال لها :
- أنا أيضا مهزوز .. إنه يوم رهيب . نحن معا الآن ومع ذلك لا أطيق صبرا على الذهاب.
أجابت بضحكة مكتومة ولكن حقيقية وهي تغادر التسريحة :
- أنا كذلك .
أمسك "وولف" بذراعها وأحس ببعض التردد عندها :
- حسنا ؟هل نسيت شيئا ؟
- لا ..ليس الأمر هكذا .وإنما أتساءل ببساطة :هل سأتحمل المقارنة مع تلك الفاتنات اللاتي دخلن حياتك؟
أجاب وهو يضحك :
- أنت خارج المنافسة يا "بليندا" ولدي إحساس أنك تشكين في ذلك ولكن أؤكد لك أنني لم ولن أحب غيرك .
بعد خروجهما من بيت "وولف" عثرا على سيارة أجرة أمام البيت نزل السائق .. نفس السائق الذي ساعدهما على مرسى السفن من قبل وأشار إليها . وقال شارحا :
- لقد دفعتما لي أجر أيام كثيرة من العمل .
أجاب "وولف" :
- شكرا لأنك انتظرتنا .وأنت مدعو على حفل الزفاف على أية حال .
قالت "بليندا" في تهكم وهي تصعد للأريكة الخلفية :
- شخص آخر مكتوب عليه أن يصبح ضمن أصدقائك مثل "شيم لوك" أليس كذلك ؟
عرف اسم السائق من لوحة تحقيق الشخصية المعلقة على تابلوه السيارة .
- أنا أحب جدا "توماس ميلاس" إنه مخلوق شجاع وذو عزم .
رد عليه السائق :
شكرا يا "ويكفيلد":
قالت معلقة :
- لقد لاحظت أنك تقدر الصفات التي تتمتع بها .
- أتظنين حقا أن لدي تلك الصفات ؟
- نعم .
- هذا رائع .تصوري أن أعز أمنياتي هي أن أرى في عينيك كل الفضائل وهو ما يحدث لي لأول مرة.
وقفت سيارة الأجرة أمام الكنيسة وكان على "توماس" أن يهبط ليفتح لهما باب السيارة معلنا عن وصولهما .صاح "بيتر" وهو يستقبلهما :
- أخيرا حضرتما! ظننت أن الأمر سينتهي برحيل القس .لقد اتصلت بنادي "بيلوري" والتأخير لن يسبب أي مشكلة.
قال "وولف" :
- إنني أضعها أمانة في يدك يا "بيتر" .
- اعتمد علي ويمكنك أن تذهب .
تلكأ "وولف" في الرحيل فصاح "بيتر" وهو يدفعه إلى داخل الكنيسة.
- اللعنة عليك! اتركها قليلا .
جلس الكل في أماكنهم بعد عدة دقائق وأمسكت "بليندا" بذراع "بيتر" لتسير على الممر المركزي وتتقدم نحو حبها .
لم تنتبه الشابة إلى كل الصيغ الرسمية حيث ظلت مثبتة نظرها على رجل عمرها .إن كل أحلامها تتحقق في هذه اللحظة بينما اختفى كل ندمها على أخطائها الماضية أمام القسم الذي تبادلاه.
أنهي القس كلامه بأن قال ل"وولف" :
- يمكنك أن تقبل العروس.
التفت "وولف" نحو عروسه وهو يبتسم .إنها الآن عالمه الخاص. ربما كانت هناك لحظات صعبة أو مؤلمة ولكنها ذهبت أمام الحب .
وطالما عاشا فسيعيشان معا هما الاثنان وهذا هو المهم .
مال على عروسه وقبلها قبلة الزواج .
خرج العروسان على أنغام آمال السعادة من الكنيسة وركبا سيارة الأجرة.
كان "نيلسون" كبير خدم نادي "بيلوري" في انتظارهما أمام النادي وقد بدا عليه التوتر أكثر من المعتاد.
سألته "بليندا" في قلق:
- أتعتقد أنه غاضب من تأخيرنا؟
- لقد اتصلت "دميانة" بهم لتشرح أسباب التأخير على أية حال كان بإمكانهم أن يرفضوا استقبالنا.
- هل سبق أن رفض شخص ما طلبك يا "وولف" ؟
قال ساخرا في لهجة غامضة :
- مرة أو اثنين .ولكن لا أهمية لذلك لأن الرفض كان منك.
قالت بحزن :
- هاهي مرة أخرى جراح الماضي الصغيرة .. أتظن حقا أننا نستطيع أن ننساها ؟

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحب المجنون, رومنسية, روايات, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t78123.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Ask.com This thread Refback 01-09-15 11:41 PM


الساعة الآن 02:30 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية