كاتب الموضوع :
وداد التميمي
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
عندما وصلا إلى بيتها أخذا المصعد وفتحت "لوريث" لهما الباب وقفت أمام الباب وقد بدا عليها الضيق ووضعت يديها في وسطها قالت :
- إنك لم تتصلي يا آنسة! وهذا ليس بالأمر الطيب .. ثم .. السيد "وولف"! عرفت الآن أين كانت , ولكن كان من الواجب أن تخبرني يا سيدي .
- سأفعل ذلك في المستقبل يا "لوريث" ,على أية حال أنا سعيد برؤيتك.
همهمت "لوريث" وهي تهز كتفيها :
- وأنا سعيدة كذلك ,لقد كانت مريضة بدونك لدرجة البؤس الحقيقي يا سيدي .
انفجر "وولف" ضاحكا .وحدجت "بليندا" "لوريث" بنظرات نارية.
قالت لتداري خجلها :
- أنت مفصولة.
ردت الخادمة العجوز:
- إن السيد "وولف" سيصبح حالا سيد البيت .. هل تريدان الغداء؟
قال "وولف" وهو يربت كتف الشابة :
- لا يا "لوريث" سنذهب للاستحمام .وأنت يا "بليندا" أتدركين جيدا من هو "سيد البيت" بعد زواجنا؟
قالت بغضب مصطنع :
- يا لك من مغرور برجولته ومن مؤيدي التفرقة بين الجنسين !
جرى "وولف" نحو السلم وجرت وراءه .قالت : "لوريث" وهي تهز رأسها في عدم رضا :
- يا ألهي! إنهما يلعبان كطفلين .
غادرا البيت بعد ذلك متشابكين ذراعيهما وكان "وولف" يحمل حقيبة "بليندا" وعندما وصلا إلى السيارة استدارت فجأة :
- يجب أن تعلم يا "وولف" أنه لم يدخل حياتي أي رجل ... فقط أنت .. هذا كل ما أريد أن أقوله .
عندما رأت وجهه يحمر من الارتباك أضافت :
- اعذرني .. لم أقصد أن أحرجك بهذا الكلام .
- بالعكس .. لقد سعدت بهذا القول .أنت تعرفين أنني عرفت نساء أخريات ولكنك يا "بليندا" لم تغادري فكري ولم أستطع بالطبع أن أرتبط عاطفيا بأي امرأة لأنك أخذت كل حبي معك عندما رحلت .دون أن تتركي لي أملا في العودة .
همست الشابة :
- إنني في منتهى السعادة .
- وأنا كذلك يا حبي .
- لقد شاهدت فيلم "الرجل الحجري" خمس مرات .هل تعرف هذا ؟
- لقد جعلتهم يكتبونه من أجلك .
بدأت "بليندا" في البكاء من ناحية من أجل سعادتها الحاضرة ومن ناحية أخرى من أجل تعاستها على الزمن الضائع .
قال "وولف" هامسا :
- لقد بحثت عنك في كل مكان وكان كل كياني يطالب بك كما لا يزال يفعل الآن .
أجابت "بليندا" :
- إنني أؤمن بك كما أؤمن بحياتي .
التقت نظراتها بعمق نظرات الرجل الذي تحبه بكل ما لديها من عاطفة .
|