كاتب الموضوع :
وداد التميمي
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
اختفى الرجلان وهما يبتسمان وأصبح " وولف "و " بليندا " بمفردهما مرة أخرى في مكتبهما . قال وهو يحس أنها تقلى على نار الغضب :
- لنبق هادئين .
- لقد اتصلت بصديقيك ولم تفكر لحظة في الاتصال بي أو تأخذ رأيي أنا صاحبة المصلحة الأولى ؟ على أية حال لن نتزوج .
رد عليها صوت ثابت وغير مكترث :
- بل سنفعل .
- هل تعرف أنك تلاعبت بي تماما في هذه الحكاية ؟
- وأنت ؟ هل عملت غير ذلك من عشر سنوات قضيتها في انتظارك وانتظار أي مكالمة منك أو علامة تدل على أنك لازلت على قيد الحياة ؟
ماذا كنت تنتظرين؟باقة ورد؟ لقاء حار وهتاف ترحيب؟
بدأ صوته يتصاعد ويضربها كالسوط من الغضب.
ردت وهي تشكو:
- لقد اتصلت بك وتركت لك رسالة.
قال مزمجرا:
- مرة واحدة خلال عشر سنوات!
- أحذرك يا " وولف" لا ترفع صوتك في وجهي.
- آه لا ؟ من الواجب أن أفعل أكثر من ذلك.
- حقا؟ وماذا إذن من فضلك؟ لقد صعدت كل هذا الموضوع دون أن تقول شيئا بالطبع من حقه أن يغضب؟
تصاعد غضب " بليندا" مع غضبه. وبقدر ما تسعفها ذاكرتها فإنها لم تشاهد " وولف" يخرج عن حدوده عدا اليوم الذي جاء فيه "هيكتور" ليغتال قصة حبهما. وباستثناء تلك المرة يمكن تلخيص أخلاق "وولف" في أنه نموذج للتحكم في النفس الكامل والمطلق. تابعت صياحها وهي على استعداد للدخول معه في جدال:
- لا تحاول أن تمثل علي دور الرجل المجروح من الماضي...
ولكنها كفت عندما رأت لون وجهه يتحول من الأحمر إلى الأبيض الشاحب من الشعور بالمهانة و العذاب.
قال بصوت أبح :
- أمثل؟ ليس هناك أي تمثيل. إن ما فعلته أوشك أن يقتلني يا " بليندا".
- ولكن..ليس..هذا حقا ما أردت أن أقوله ولم أنتظر منه أي شيء محدد و...
قاطعها بإشارة من يده لوح بها في الهواء كالسكين:
- كذب! لقد كنت تنتظرين الكثير مني , لقد أردت مراقبتي و التجسس علي و اختباري خلال سنوات قبل أن تخرجي فجأة من مخبئك لتصطاديني كالفراشة وتضميني إلى مجموعتك.
- كيف تستطيع أن تحدثني هكذا؟ إنني لم أخرج من مخبئي... لقد قضيت كل هذا الوقت في بناء مشروع عالمي و...
- أعرف . وأعرف رقم ثروتك , ولكنك لست الوحيدة التي تتحكم في حياتنا. إن لي كلمتي التي سأظل أقولها للأبد. والآن اسمعي جيدا , لقد تحدثت مع محامي عن تلك الرابطة المغناطيسية التي سأحصل عليها عندما تأتين لتعيشي معي.
قالت " بليندا" فجأة وهي تحس بالعجز التام :
- أليس لديك تلك الرابطة باستمرار؟ ولكن أي فرق هناك ؟ ثم ليس لديك أي إثبات لهذه العلاقة.
- لم نقف بعد أمام المحكمة يا عزيزتي ؟ وأنت لست محامية ورجال القانون الذين يعملون معي يؤكدون لي أن ما بيننا يعد وعدا لو أخللت به لسمح لي بأن أرفع عليك قضية أمام المحاكم. هل نسيت تلك الليلة التي أصابنا فيها جنون الحب وأخذنا نحتسي الشراب المنعش , ونقرأ الشعر الذي موضوعه الحب , وتبادلنا القسم أن نظل معا للأبد ومن باب المزاح سجلناه كتابة؟ صدقيني: إنهم سيصغون إلى قضيتي وسيفهمونها .لقد طلبت منهم أن يجدوا لي وسيلة أستطيع بها أن أسيطر عليك.
احتجت " بليندا" في ضعف:
- إنك لن تجرؤ.
- أتظنين هذا؟ لو كنت مكانك لما وثقت بنفسي لأنني سأستخدم حقي يا " بليندا" إما أن تقبلي الزواج بي يا "بليندا" وإلا جررتك أمام المحاكم أنت ومشروعك. هل فهمت؟
صاحت الشابة وهي تتمرد وتستعد للدفاع عن مشروعها لآخر نفس :
- ليس لك أي حق.
- انظري في عيني يا "بليندا" وخبريني: أيهما أفضل؟ الزواج بي أو الصراع ضدي في المحاكم بلا رحمة ولا شفقة إلى أن يسحق الأقوى منا الآخر؟
قالت تتحداه :
- إن محامي يستطيعون أن يعدوا لي ملفات ممتازة تجعلني أصارعك على قدم المساواة.
رد عليها وهو يهز كتفيه :
- بلا شك .ولكن رجالي هم الأفضل ثم إنهم بدءوا العمل بالفعل.
قبل أن تأتي بأي حركة حاصرها ولم يترك لها أي فرصة للهرب. كان يود أن يقبلها قبلة يضع فيها حرمان السنوات العشر.ولكن هذا مستحيل . بينما كانت " بليندا" تصارع النار التي سرت داخلها . أخذت تصارع لتفلت من حصاره. قال لها :
- إنك ترتجفين يا حبي.لا تقلقي.ما إن نتزوج حتى أعمل جاهدا على ألا ترتجفي مرة أخرى . سأعود لمقابلتك بعد ست ساعات.
اختفى في لمح البصر بينما " بليندا" لازالت تترنح وعيناها تحومان حول الباب الذي أغلقه خلفه.
رفعت يدها ببطء نحو فمها وسدته حتى لا تصرخ .
-وجدت " بليندا" في دولاب ملابسها في المكتب ما يمكنها من تغيير ملابسها للعشاء هذا المساء. اختارت تاييرا من الساتان البليسيه مكونا من چيب مستقيم وسترة مربعات أزرارها بنفس شكل قرطها الذهبي وبلوزة من الحرير الكريم بكمين منفوخين . حلت شعرها من الضفيرة الجادة التي تستخدمها في ساعات العمل وتركته ينسدل على كتفيها بعد أن مشطته بقوة لتعطيه لمعانا وحجما ضخما. انهمكت في فحص نفسها في المرأة فلم تسمع صوت الباب وهو يفتح خلف ظهرها.
- إنه أنا " وولف" " ليديا" أخبرتني أنك تستعدين . أنت رائعة.
- لقد اعتقدت أنني أغلقت الباب.
- أنت مخطئة...هل نذهب ؟
قالت " بليندا" معلقة:
- الآن أنت في ملابس كلاسيكية.
|