لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-05-08, 02:47 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كان "وولف" واقعا تحت تأثير سحرها. لقد أعطته "بليندا" بكلمات بسيطة حياة لصور كانت موجودة بداخله ولكنه كان يجهل وجودها في حياته التي بلغت ثماني وعشرين سنة. لقد أعطت طعما ورائحة وجمالا لهذا العالم الذي لم يهتم أبدا بأن يحس به.
أخذا يتلذذان بتناول الفاكهة ويتحدثان ويثرثران بلا هدف. قلد "وولف" زقزقة العصافير وقلدت "بليندا" صوت قطرات المطر المتساقط على الصخور مما جعلهما ينطلقان في الضحك ثم غرقا في النوم وفي وقت واحد وكأنهما متفقان على لحظة معينة.
عندما فتح "وولف" عينيه والتقتا بزرقة السماء أحس بشعور من الانسجام التام وهو نائم بجوارها.
التقط ورقة شجرة ومررها على أنفها ليوقظها لم يسبق ل"بليندا" أن أحست بالهدوء والسكينة والكسل كما تحس الآن. أحس بأن حياتها لم تكن سوى سلسلة من العواصف الضارية منذ إصابة والديها بمرض قاتل أثناء رحلة صحراوية في إفريقيا. كانا قد أودعاها مدرسة داخلية حتى تتابع دراستها حيث وجدت فيها بعض الأمان. ولكن "هيكتور" بدأ يضايقها. لم يكن يكف عن أن يقول: لابد أن تتزوجه وتحتفظ له بميراثها قبل أن تنفقه.
لم تكن تحبه أثناء حياة والديها ولكنها سرعان ما بدأت تكرهه كره العمى بعد أن زادت سماجته بعد موتهما.ومن وقتها لم تعد حياتها سوى سلسلة من الهرب المستمر والمجنون.كان "هيكتور" قد بدأ ييئس ولكنها كانت مقتنعة تماما أنه لن يكف عن محاولة تدميرها ما لم تتمكن من قطع كل الجسور.ومن الآن فصاعدا لم تعد تثق بأحد وترفض الارتباط بأي شخص.ولكن "وولف" اكتشفت أنها في أمان واسترخاء. همست له:
- إن هذه السحابة تشبه الخروف وتلك تشبه النعجة.
رفع "وولف" ذراعه نحو سحابة ضخمة وقال معلقا:
- وهذا حمار على اليسار.
كان يحس بسعادة لا تصدق وهو بجوارها يتأمل السماء والسحاب المتفرق. كان يحس كأنه صبي صغير.
- يلزمك نظارات معظمة يا سيد "ويكفيلد" إن تلك السحابة لا تشبه الحمار وإنما تشبه القطار.
قال بإصرار وهو يشير إلى واحدة بطرف قدمه.
- ليست هذه إنما تلك.
بدآ يلعبان التخمين كما يفعل الأطفال ساعات وهم ينظرون إلى السحب وانهمك "وولف" في اللعبة بحماس حتى اضطرت في النهاية لتنبهه أنها مجرد لعبة.
سألته وهي تستلقي على بطنها لتتأمله أفضل:
- هل كنت محروما من اللعب في طفولتك؟
- في الحقيقة كان لدي كل المال واللعب التي أستطيع اللعب بها. لقد كان والداي يحبانني كثيرا وكانت حياتنا كلها رفاهية وربما كنت أفتقد فقط تلك المسرات البسيطة الكافية لإسعاد الطفل. لقد كنا غالبا في رحلات وسفر دائم وكنت أكتشف_ بلا انقطاعات _حضارات مختلفة وطرقا معينة متنوعة.
كان والداه يحبانه بطريقتهما وفي الحقيقة طريقة متقطعة تفرضها عليهما مسؤولياتهما نحو وطنهما. كان والداه دبلوماسيا وأمه تنحدر من أكثر العائلات البريطانية عراقة. وكانت السلطة هي الكلمة المسيطرة على وجودهم. ووجد "وولف" نفسه وحيدا نوعا ما. سألته "بليندا"
- وهل رآك والداك وأنت تمثل من قبل
- لقد مات والداي من مدة طويلة ولكنهما في الحقيقة شاهداني في دور أو اثنين.
كان "وولف" يحس بأن والديه لم يوافقا- في نفسيهما-على مهنته.
وكانا يأملان أن يصبح على شاكلتهما ولكنهما لم يحاولا أن يعارضا رغبته. لقد عرف "وولف" كثيرا من الناس وكان يحب بعضهم ولا يقبل البعض الآخر ولكن أحدا منهم لم يتجاوز قلعة أسراره. لم يستطع أحد أن يقترب من طبيعته إلى هذه الدرجة مثل "بليندا" رفع عينيه إلى السماء وأشار إلى سحابة:
- أترين هذه؟ إنها أنت
- لا
قال بإصرار وعيناه تخترقان عينيها:
- بل أنت.. هل أنت ساحرة يا "بليندا"
- لقد اعتبروني أسوا من ذلك.
لم يعرف "وولف" في أي لحظة بالضبط أمسك بيدها ورفعها ببساطة إلى شفتيه ثم قبلها ببطء.. كل أصبع على حدة.
ردت عليه الشابة بابتسامتها الرائعة التي كان لها على قلبه تأثير الصاعقة والذي أخذ ينبض بشدة في صدره بينما يهتز كل كيانه بفرح صامت لا يختلط به شيء.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 07-05-08, 02:57 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثاني..
قضى "وولف" و"بليندا" خمسة عشر يوما معا دون أن يتبادلا أي نوع من الأسرار الشخصية. في البداية لم يكن هناك ضرورة ملحة لأن يعرف كل منهما أسرار الآخر ولكن بعد ذلك ازدادت حاجته إلحاحا أن يعرف أكثر عن تلك التي تشغل تفكيره.
كانت علاقتهما تقتصر على بعض الابتسامات والأحاديث الضاحكة تتخللها نظرات كلها هيام أو أن يرفع يدها ليقبل أناملها. ومع ذلك كان يحس أنه لم يسبق له أن اجتاحته هذه العاطفة الجياشة التي يحسها نحوها. ورغم أنه لم يكن يعرف الكثير عنها إلا أنها أصبحت جزءا لا يتجزأ من كيانه.
كان عقل "وولف" دائما ينصحه أن يحتفظ بأسرار حياته لنفسه. على أية حال فقد تكون مدسوسة عليه أو إحدى الصحفيات الفضوليات من الصحافة التي تبحث عن الفضائح وتستطيع أن تهدم كيانه وشهرته التي لا تزال هشة. ولكنه كره صوت العقل الذي ينصحه بالحذر والحيطة. إنه سعيد واستطاعت "بليندا" أن تخرجه من حياته الخاصة بأن قدمت له الأمل والسكينة.
كان "وولف" في مهنته يحاول دائما أن يكون مستعدا عندما يحين وقت التصوير. وكان يعمل دائما على إتقان تمثيل دوره مقدما حتى يصل إلى تحقيق هدفه من أول محاولة لتصوير المشهد. وكان يصل به هذا الاهتمام حتى وقت الغداء الذي كان يستغله لدراسة وتأمل الدور والتدريب عليه. وكان هذا يؤدي إلى كسب الوقت مما يتيح له الفرصة أن ينتهي بأسرع وقت ليعود إلى "بليندا" قبل غروب الشمس.
كانا يخرجا في القارب وقت احمرار الشمس قبل الغروب ويتأملان الشمس وهي تختفي خلف الأفق وفي كل مرة يعود فيها إلى الفيلا كان يخشى أن تكون قد رحلت وسرعان ما يشعر بالارتياح التام عندما يجدها لم تفعل شيئا.
عاد في ذلك اليوم ولديه نفس الخوف وعندما دخل البيت التقى ب"لوريث" سألها في الحال:
- أين هي؟
أجابت المرأة بطريقتها الصريحة :
- وأين ستكون في غير الحديقة؟ لقد استطاعت أن تحولها إلى جنة خضراوات.
- أنت تعشقين الخضراوات يا"لوريث" وأنا كذلك.
- تماما كما تقول و الأكثر من ذلك أنني تغلبت على بائع القرية.. إنه لص حقيقي وصدقني في هذا.
لم يعد يصغي "وولف" إلى شكوى المرأة من مساوئ بائع الخضراوات في القرية وذهب إلى الحديقة حيث وجد "بليندا" وقد تحولت بشرتها إلى اللون البرنزي.
- يجب أن تنتبهي لضربات الشمس يا"بليندا".
قالت الشابة بمرح:
- لقد حدث بالفعل.. كيف مر نهارك؟
نظر حوله ووجد أن "بليندا" قد حولت الحديقة المهملة إلى جنة حقيقية قال لها:
- - لا داعي لأن تتعبي نفسك إلى هذا الحد.
- إنك لم تحدثني عن نهارك؟
-نهاري؟ لقد عملنا بصعوبة وقد كررنا المشهد الأول خمس عشرة مرة. أما المشهد الثاني فقد هزمنا ولم ننجح في تصويره.
كانت فكرته عن مهنته يعتبرها سرا نادرا ما يشرك أحدا فيه. ولكن مع "بليندا" كان يحس بالحاجة لأن يقص عليها كل التفاصيل والأحلام والأهداف وهذا شيء جديد حدث في حياته.منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 07-05-08, 03:02 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

- والآن حان دورك أن تقصي علي أيتها الفلاحة الجميلة.
قالت الشابة وهي تمسح بيدها كل الحديقة :
- كما ترى.. غدا سأبذر التقاوي في الجانب الأيسر لزراعة الطماطم والبصل.
كانت "بليندا" تتمتع بوجوده بجوارها إلى أقصى حد وكانت تشعر بالحزن عند رحيله في الصباح لدرجة الدموع سألها "وولف":
-ماذا تفعلين في الولايات المتحدة؟ الأعمال البستانية؟
رأى في عينيها تحذيرا جعله يندم على سؤاله.فقال:
- ما رأيك في أن نذهب للاستحمام؟
قالت الشابة وهي منهمكة في فحص نفسها لتداري اضطرابها:
-إنني قذرة لدرجة رهيبة.
إن البحر سيغسلنا وأمامك بالضبط خمس دقائق.
استدار وهو يدعو أن تنسى سؤاله ولكنه رآها تسابقه في الجري نحو البهو وهي تصيح:
- آخر سيارة على وشك الرحيل.
انطلق "وولف" خلفها وهو يطلق صيحة الحرب:
أحضر كل منهما المنشفة وارتدى لباس البحر في حجرته وفي وقت قياسي كانت "بليندا" تنهب الدرج ولكن "وولف" امتطى الدرابزين وانزلق بسرعة إلى البهو كالصاروخ. احتجت وهي تراه يسبقها بمسافة:
- أيها الغشاش.
وصل إلى السيارة قبلها وجلس خلف عجلة القيادة وهو يبتسم في وقاحة قالت وهي تميل على بابه:
- لقد كدت أقضم أنفك!
قال لها بصوت عميق:
- أنا تحت أمرك في أي لحظة.
دارت أمام السيارة لتأخذ مكانها بجواره. انطلق "وولف" في الحال ليقطع الممر نحو الطريق. لقد سيطرت عليه مشاعر مختلفة من خوف ودهشة وانجذاب. بينما ظلت "بليندا" تنظر في عناد أمامها خلال الزجاج الأمامي. كانت فوضى تجوس داخلها وصراع أفكارها المتضاربة يجري داخل عقلها. إنها تحب هذا الرجل. إن عقلها يكرهه ويرفضه وليس هناك حل وسط. عندما وقفت السيارة عند المرفأ قفزت نحوه. جرى "وولف" خلفها وهو يناديها وقالت وهي تنظر إليه:
- سأذهب للسباحة.
تركت حقيبتها وملابسها مكومة دون ترتيب عند قدميها وجرت فوق الرمال الساخنة لتلقي بنفسها إلى المياه و"وولف" في أعقابها. عاما طويلا جنبا إلى جنب إلى أن استلقت "بليندا" على ظهرها لتستقر فوق سطح الماء قالت وهي تتنفس بسهولة:
- إنه لذيذ.. لقد دخل طين الحديقة داخل جلدي.
- إنك تبذلين جهدا أكثر من اللازم. استأجري أحدا!
- حتى يؤدي العمل بلا كفاءة وأضطر لإصلاح ما أفسده؟
غطست في أعماق الماء وتبعها "وولف" إلى الأعماق الملوثة. قال لها عندما ظهرا فوق السطح:
- ألا يمكن أن تسمعيني دقيقة يا "بليندا"؟ أقسم لك أنني لم أحاول أن أقبلك.
- الأمر ليس كما تظن. بل إنني أود ذلك ولكن الموضوع كان أسرع من استعدادي ويمكننا أن نكون أفضل لو صبرنا.
- وأنا كذلك.
- إذن هيا بنا.
عاكسها "وولف":
- لست سوى طفلة.
- أنت مخدوع. اثنان من زملائي في الكلية تزوجا هذا العام صمتت وهي تتذكر يوم الزواج. كانت قد كرهت "هيكتور" بسبب الفضيحة الشائنة التي سببها في حفل الزواج. كان إلحاحه على عودتها معه بعد الحفل قد تجاوز الحدود وفي تلك الليلة قررت الرحيل إلى أوروبا. همس لها "وولف"
- هيا صارحيني!
- ليس للأمر أي أهمية على أية حال لقد تركت دراستي.
- يجب أن تعودي إلى العمل مرة أخرى يا "بليندا" وتكملي دبلومك.
- هذا قول سهل عليك أنت يا من انتهيت من كل شيء.
اعترض:
- إن بعض ذكريات الدراسة تشكل جزءا رائعا من حياتي. هل سبب لك صديق صغير كل هذه المتاعب؟
صاحت وابتلعت جرعة من الماء المالح أحرقت حلقها.
- ماذا؟ لا يمكن لأي صديق صغير أن يسبب لي أي متاعب.
- بل هذا هو الذي يحدد الداء.
- اسمع يا "وولف"! إذا كنت تبحث عن سبب لمضايقتي فإنني سأقول لك وداعا.
أرادت الشابة أن تهرب ولكنه حاصرها. قالت له:
- إنني امرأة في التاسعة عشرة من عمري رضيت أم لا.
انطلق "وولف" في الضحك.
- ها أنا قد نجحت أخيرا.
أحس "وولف" بأن كل دفاعاته تنهار واختفى كل شيء من حياته من سيناريو الفيلم والتصوير والمستقبل ولم يبق سوى "بليندا".
أخذ "وولف" يتأمل عينيها المبللتين ذواتي اللون الأزرق الشفاف ونسي العالم كله. لم يسبق ل"وولف" أن أحس بهذا الشعور الحاد المتسلط. وعندما عادا إلى السيارة سألته بغتة:
- لماذا تتجنب النظر إلى يا "وولف".

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 07-05-08, 03:09 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أجاب:
- أنت تشعلين النار داخلي. وليس هناك أي شيء يربطك بي. يمكنك الرحيل في الحال كما يمكنك أن تظلي عندي أطول وقت ترغبينه. ولن أمارس أي ضغط عليك أو أؤثر فيك. هل فهمت؟
إنني أريدك يا "بليندا" ولكني أريدك حرة وهادئة.
لم تجب الشابة. لقد تدخلت صورة "هيكتور" الرهيبة بينهما كستارة بينها وبين الحياة. قال "وولف":
- ألا زلت لا ترغبين في الإفصاح عما تكتمينه عني؟
كانت أخص خصوصيات المرأة يحترمها بعمق ولكنه أحس بسطوة الشكوك والرغبة في معرفة الشابة كانت أكبر من أي شيء. دست الشابة وجهها في فراغ كتفه. وأجابت وهي تهمس برقة في أذنه والعاطفة الشديدة في حبها تجتاحه بفظاعة:
- ليس بعد.
أجابها:
- لا تكفي أن تظلي كما أنت.. إنك رائعة على ما أنت عليه الآن. هيا نعود ولاشك أن "لوريث" رحلت بعد أن تركت ما نأكله على العشاء.
- هل سنكون بمفردنا؟
- نعم.
- هذا يناسبك على ما يبدو.. قل لي: هل هذه ابتسامة التي أراها على شفتيك؟
- نعم بالضبط أيتها الشيطانة الصغيرة. إنها ابتسامة.
وقف "وولف" بالسيارة أمام الفيلا وهبط ليفتح لها الباب بحركة دبلوماسية راقية. أحس بالدماء تغلي في عروقه وهي تنظر إليه بنظراتها الساحرة وحاول أن يسيطر على نفسه. قال لها:
- "بليندا" أعتقد أنك ساحرة..لا يمكن لأي مخلوق بشري أن يمتلك تلك القدرة.
ضجت الشابة من الضحك ودخلا المنزل معا:
قالت له مقترحة:
- يمكن أن تأخذ حماما ساخنا.
- نعم إن كلا منا في حاجة إليه لينعشنا بعد مجهود النهار: ما هذا..؟ إنك ترتجفين.
- لا تظن أنني أرتجف لأنني أخافك يا"وولف" ولكن لأنني أحبك حبا شديدا.
انحنى أمامها وقال:
- وأنل كذلك يا حياتي.
أخذت رأسه بين يديها وهمست:
- إنني أحس بأن قلبي يدق حتى يوشك أن ينفجر وأحذرك لو أصبت بأزمة قلبية فسأجرك أمام المحاكم.
- يا إلهي! إنني أوشك أن أنهار في مكاني. كيف استطعت أن تجعليني أشعر بهذه السعادة وتجعليني أضحك إلى هذه الدرجة.
- ربما كان أجدادي يعملون مهرجين في السيرك.منتديات ليلاس

- حقا؟ قصي علي ذلك.
هزت "بليندا" رأسها وهي ساهمة تفكر. كيف يمكنها أن تحكيله عن شبه أخ لها كل همه في الحياة أن يقودها إلى الجنون؟ وأن ذلك المخلوق يرعبها بكل الوسائل؟ لقد حاولت بكل الطرق أن تتجنب "هيكتور". ولكنها استردت شجاعتها من لقائها بـ"وولف" وأحست من الآن بأنها قادرة على مواجهته حتى تحصل على حقوقها. ولكن كل ذلك بدأ لها كقصة قديمة عفا عليها الدهر وتود لو تطوي صفحاتها خاصة في وجود "وولف" بالقرب منها. قال لها وهو يربت ذراعها:
- هل ممكن أن تعيريني انتباهك ثانية؟
قالت وهي تخرج من تأملاتها:
- ليس هناك أسهل من ذلك لأنك تشغل تفكيري ليل نهار على أية حال.
أحس برغبة شديدة في أن تصارحه بما يشغلها.
- "بليندا" ربما كان يفيدك كثيرا لو صارحتني بما يثقل على قلبك بهذه الدرجة القاسية.
أجابت الفتاة:
- كنت أفعل ذلك لو كانت له أي أهمية. ولكن لا يوجد شيء مزعج وأن جزءا كبيرا مما أحسه من متاعب هو من خيالي ثم إن الوقت ليس مناسبا. ولا حتى المكان.. أليس كذلك؟
فكرت أن الجميل في الموضوع هو أن تعترف ل"وولف" أن هروبها من الولايات المتحدة إنما كان هربا من مطاردة "هيكتور" الغزلية لها. إن "هيكتور" يطالبها دائما بالمال الوفير ويلح على الزواج بها. إن الربيع السنوي الذي تتلقاه لايكفي شخصين كما أن "هيكتور" يريد أن يضع يده على قيمة وثيقة التأمين ولكنها لن تسمح له أبدا بذلك. إنها محتاجة إليها جدا في يوم ما لتبدأ حياتها من جديد.
ربتت خده وهي تطرد "هيكتور" من أفكارها إنه هو الذي يهمها الآن وهي تود لو تصرخ معلنة حبها الأبدي له. سألها هامسا:
- هل هذه أول مرة تحبين فيها يا"بليندا"
احتجت:
وهل هذا سؤال توجهه لي يا"وولف"؟ ألا يخبرك قلبك بالحقيقة؟ أنت أول حب في حياتي. لأنك أول رجل لمسني واستولى على قلبي.
أخذ يضحك وهو يشعر بالارتياح. ود في هذه اللحظة لون أن روحيهما انصهرتا في روح واحدة. إنها تمثل له النقاء والبراءة على عكس كل علاقاته السابقة التي كانت تشوبها المصلحة والتي لم تستمر طويلا. همست:
- "وولف"!
- ماذا!
- هل تحبني حقا؟

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 07-05-08, 03:11 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وهلأ حبيباتي راح انطركم لبكرة أكملها ، بس كعنصر تشويق .


 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحب المجنون, رومنسية, روايات, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t78123.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Ask.com This thread Refback 01-09-15 11:41 PM


الساعة الآن 09:59 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية