كاتب الموضوع :
وداد التميمي
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
فوق لوح التزحلق وفرد الشراع ثم التقى نظرة خلفه. لاحظ بصعوبة "بليندا" فوق الشاطئ تحمل الشراع الضخم على كتفها ثم سحبته هبة ريح إلى وسط الزبد.
أخذ يصيح مسرورا وهو يصارع ليجد الوضع الأفضل بالنسبة للريح ثم زادت سرعته.
في اللحظة التي تقوس ليدور للخلف فوجئ برؤية "بليندا" في طريقه.
تساءل: كيف استطاعت أن تقود لوحا بهذا الحجم وبهذه السرعة؟
إنها آتية نحوه. وأما "وولف" فكانت تحمله الرياح مباشرة إليها حاول بكل قوة أن يعكس الشراع ففقد توازنه وطار اللوح نحو السماء بينما غاص هو وسط البحر.
طفا مرة ثانية فوق الماء المالحة التي كانت تلذع حلقه وتحرقه وأخذ يبحث عن اللوح الطائر. قالت "بليندا" بصوتها الضاحك:
- لقد أمسكت به.. لقد قمت بدور تمثيلي رائع
أجابها بصوت جاف:
- شكرا.
ودلو خنقها... استأنفت الشابة الحديث:
- أستيقظ يا طرزان ... نحن نتعرض جميعا لهذه المواقف المضحكة ولكننا لا نموت منها و...
قطعت كلامها في الحال عندما رأت في عينيه ما ينوي أن يفعله..
حاولت أن تهدئه بصوت قلق:
- أنتظر.. إنني أمزح.. لا.. لا تقترب.
بينما كان يتقدم منها اجتاحها خوف رهيب وتذكرت المرة التي اختفى فيها أخوها غير الشقيق تحت الماء وزاد قلقلها.
غطس "وولف" تحت اللوح في اللحظة التي حاولت فيها فرد شراعها لتهرب. وبرز فجأة من الناحية الأخرى من الموجة ليمسك بكاحلها , ثم ألقى بها بدورها وسط البحر في كومة من الزبد.
- ظلت لحظات تتخبط ثم فقدت سيطرتها على أعصابها و أخذت تضرب الماء بذراعيها. رفعها فوق سطح الماء.. لقد أوشكت أن تغرق.
اختفت سعادة "وولف" التي أحسها وهو يمسك بين يديه فتاة الليل الشرسة وهو يرى على وجهها علامات الرعب الحقيقي بدلا من الضحك. لقد كانت تختنق حقيقة ولا تستطيع أن تسترد أنفاسها. رفعها فوق سطح الماء وهو يدعوها لأن تهدأ وتسترد أنفاسها.
- أنظري إلي يا"بليندا" أرجو المعذرة ..لم أكن أقصد أن أخيفك .. لقد كنت أقصد الضحك.. أنظري إلي!
كان يمسك بها بين ذراعيه وقد بدا عليه الانفعال قالت وهي تنتحب:
- دعني.. لابد أن أرحل.
- مستحيل.. إنك ترتجفين.
أمسك بأحد اللوحين العائمين وساعدها برقة لتصعد فوقه ثم سبح نحو اللوح الثاني. استغلت "بليندا" ذلك لتنهض وتمسك بالشراع وتوجهه نحو الريح لتقفز نحو الشاطئ. أحس "وولف" بالصدمة من الرعب الذي سببه وغضب من نفسه ثم انطلق وراءها فوق لوحه.
وصلا الشاطئ في نفس اللحظة تقريبا. وجرى وراءها إلى أن واجهته فجأة وهي متنمرة وقد ضمت قبضتيها استعدادا للصراع.. قال لها:
- خبريني ماذا جرى؟ هيا حدثيني.
قالت بصوت قاس:
- سأرحل.. ولا تقترب مني.
رد "وولف":
- بل سأقترب ولكنك لن ترحلي.
تقدم "وولف" نحوها. بحثت بعينين زائغتين عن أي شيء حولها وكأنها حيوان محاصر. قال لها:
- أبقي! إنني لم أرغب في أن أسبب لك ضررا وليس هناك سبب لأن تخافي مني.
رآها أمامه ضعيفة ومذعورة لهذه الدرجة وقد أغرقت الدموع عينيها
|