كاتب الموضوع :
Cheer
المنتدى :
القصص المكتمله
في جناح شهر العسل بفندق الريتز، كانت ياسمين يالسة تمشط شعرها جدام المنظرة وعلى ويهها ابتسامة رضا.. عبدالله اشترى لها عقد رائع اليوم وما بخل عليها بأي شي طلبته.. وكان قلبها يدق بعنف وهي تتخيل نفسها لابستنه في المناسبات..
عبدالله كان في الصالة يطالع الاخبار وياسمين عقب ما خلصت وخلت شعرها مبطل.. راحت له الصالة وقفت جدامه وهو أول ما شافها ابتسم لها ويرها من إيدها عشان تيلس حذاله..
ياسمين (وهي تبتسم بدلع): عبدالله؟؟
عبدالله (اللي كانت عيونه على التلفزيون): ها غناتي؟
ياسمين: متى بتخلص فلتي اللي قي جميرا؟؟
عبدالله: الفيلا مخلصة.. بس اتريا نرد عشان تختارين لها الاثاث..
ياسمين: وليش ما ناخذ الاثاث من هني؟؟
عبدالله: خلاص ما في أي اشكال.. يوم بنرد روما بناخذه..
ياسمين (وهي تبتسم): أوكى..
سكتت ياسمين فترة وحاولت تركز على الاخبار .. بس طبعا تمللت لأنه هالسوالف ما تعيبها وردت تدلع على عبدالله..
ياسمين: عبدالله؟؟
عبدالله (وهو يضحك): ما بتخليني اطالع الاخبار؟؟
ياسمين: لا .. بند التلفزيون..
عبدالله: خلاص بندته.. ها حبيبتي .. آمري..
ياسمين: ماشي بس أباك تجابلني..
عبدالله: ان شالله.. ما طلبتي..
ياسمين: عبدالله كيف شكلها الفيلا؟؟
عبدالله: همممممم.. وايد شاغلة تفكيرج..
ياسمين: لازم.. تراها المكان اللي بسكن فيه طول عمري..
عبدالله: بس نحن بنسكن في العين وفيلا جميرا بتكون حق الاجازات وقعدات دبي بس..
شهقت ياسمين وبطلت عيونها ع الاخر: شو؟؟؟ لا لا لا .. أنا ما بطلع من دبي..
عبدالله: ههههه حبيبتي انا شغلي كله في العين .. تبيني اودره واقعد في دبي..؟؟
ياسمين: تصرف.. عين مدير.. انته صاحب الشركة مب لازم تسير الشغل..
عبدالله: عندنا فيلا شكبرها في العين.. والله بتحبينها .. وايد حلوة..
ياسمين: ما يخصني انا ما بطلع من دبي.. انته تم في العين وانا بتم في دبي..
عبدالله: هههههههه... يصير خير خلنا نرد البلاد وبنتفاهم..
ياسمين (بحزم): لا... عبدالله خلنا نتفاهم من الحين..
عبدالله (اللي كان يبتسم وكأنه يرمس ياهل صغيرة): انزين .. نتفاهم.. ليش لاء؟
ياسمين: أول شي ابا اسكن في جميرا.. وثاني شي.. مممم... عبدالله... انا... انته طبعا تبا عيال..
رفع عبدالله حواجبه وهو منصدم منها.. جملتها الاخيرة احرجته وايد.. ما توقع انها تكون بهالجرأة خصوصا انهم توهم معاريس يدد.. وذكر عمره انها بعدها صغيرة وما تفتهم لهالشغلات..
عبدالله: أكيد.. واحد ولا اثنين.. ليش انتي ما تبين؟؟
حس عبدالله انه يشفق عليها .. ياسمين بروحها ياهل .. والخوف كان مبين بوضوح في عيونها وهي ترمسه.. بس عبدالله كان خاطره باليهال .. والسبب الأول اللي خلاه يتزوج هو انه لازم يكون له وريث.. بس ياسمين كانت متظايجة من هالشي والدموع تيمعت في عيونها على طول..
ياسمين (وهي منزلة عيونها): ربيعة ماماه ماتت وهي تربي..
عبدالله (اللي كان متوتر وما يعرف بشو يرد عليها): هاذي ارادة رب العالمين ومب كل حرمة تموت وهي تربي.. ياسمين شو صار عليج؟؟ المفروض ما تحاتين هالشي..
ياسمين: مب بس هالشي اللي مخوفني .. أنا مابا يهال.. انا بعدني صغيرة..
عبدالله (بنبرة حادة): ياسمين!!!!
كان مقهور من رمستها وقام ودش الغرفة وقامت ياسمين بسرعة ولحقته.. وحاولت تكلمه بس عبدالله تلحف ورقد وهو صاد الصوب الثاني.. وحاولت ياسمين ترقد بس ما قدرت ونشت ويلست في البلكونة.. تفكر بالحوار اللي دار بينها وبين ريلها .. وتحاول تتوصل لطريقة تقنعه فيها عشان يغير رايه ويتخلى عن فكرة اليهال.. وفكرة انه يسكن في العين..
* * *
* * *
في بيت صالحة.. كانت شيخة متلبسة وكاشخة ع الاخر الساعة 11 ونص.. توها كانت نازلة الصالة وما شافت حد.. فواغي راقدة وصالحة اليوم راقدة في غرفتها.. محد كان في الصالة وهاذي كانت فرصتها انها تطلع .. دقت لمروان وتواعدت وياه اييها في الفريج بس بعيد شوي عن باب بيتهم.. ونزلت شوي شوي للصالة..
في نفس الوقت كانت مزنة نازلة من غرفتها بكل هدوء.. الحين يحطون اعادة عالباب يا شباب في ال LBC وهي خاطرها تشوفه.. كانت تمشي وتطالع وراها خايفة من انه امها تنش وتشوفها.. وفجأة وهي تمشي في الظلام دعمت في شي وسمعت صرخة خفيفة.. وشهقت مزنة بقوة وهي تبطل عيونها عدل عشان تشوف.. ويوم اتضحت لها الصورة ردت تشهق..
مزنة: شيخوه؟؟؟؟
شيخة (اللي كانت ميتة من الخوف): الله ياخذج .. انتي شو مقعدنج الحين؟؟
مزنة: انتي وين رايحة؟؟؟
شيخة: وانتي شلج؟؟
مزنة: والله بخبر.. صبري..
يرتها شيخة من ايدها وقالت: وين تخبرين وتخبرين على شو؟؟
مزنة: وين رايحة؟؟
شيخة: بلتعن ايلس في الحديقة .. ملانة...
مزنة: وليش لابسة عباتج؟؟
شيخة: واذا طلع لي حرامي؟؟؟ تبينه يشوفني من دون عباة؟؟
مزنة (وهي تبتسم بقناعة): أهاااااااا.. صح..
شيخة: انتي شو مقعدنج الحين..
مزنة: انا بشوف التلفزيون.. بس امي ما تخليني..
طلعت شيخة مفتاح من شنطتها وعطته لمزنة وهي تقول: سيري غرفتي شوفي محد بيسمعج..
مزنة: والله؟
شيخة: هى.. انا ما بخبر اذا انتي ما قلتي شي..
مزنة: انا ما بقول شي..
شيخة: شطورة .. ياللا سيري..
ضحكت مزنة وركضت صوب غرفة شيخة اللي خذت نفس عميق ونزلت الصالة وطلعت من البيت من دون ما حد يشوفها..
***
اليوم اللي عقبه.. الساعة 11 الصبح ، وعقب ما سوت ليلى الريوق لاخوانها وحطت لهم اياه على طاولة الصالة.. نزلت تحت تتمشى لنهم كلهم كانوا رقود..
كانت ليلى تتلفت حواليها بلهفة.. تتمنى فعلا انه آمالها ما تخيب هالمرة وتشوفه.. هالشخص صار بالنسبة لها هاجس.. كل ما ترمش بعيونها يتخيل لها إنها بتشوفه.. من دونه، صارت البيازا خالية .. ما فيها أي شي يستحق إنها تكتشفه أو تشوفه.. فقدت كل الإثارة يوم اختفى هالغريب فجأة من حياتها مثل ما دخلها فجأة وبدون أي مقدمات.. استمرت ليلى تمشي حتى وصلت للمقهى وهي تتمنى من كل قلبها تشوفه..
ومثل الطيف.. تحققت امنيتها.. ووقفت مبهتة وهي تطالع المقهى.. في نفس المكان وفي نفس الوقت اللي شافته فيه أمس كان موجود.. يالس على نفس الطاولة وفي عيونه نفس النظرة الحالمة اللي شافتها أمس.. شو سر هالعيون؟ وشو اللي يخليها تغرق في بحرها بهالطريقة؟؟ وبدون أي تحفظات؟
تنهدت ليلى وقررت تستجمع كل شجاعتها وجرأتها وتقترب منه.. ما تبا شي الا انها تحس بقربه.. وفي نفس الوقت يمكن تسمع صوته.. ضحكت ليلى وهي تقترب من طاولات المقهى اللي كانت مصففة برى في الشارع كالعادة في كل المقاهي الايطالية.. حست بعمرها مراهقة وما همها.. جرأتها ولهفتها كانت يديده عليها .. ما جربتها من قبل وما كانت متوقعة انها بتجربها في يوم.. اليوم الصبح كانت تلوم نفسها وهي تغسل ويهها في الحمام .. كانت تحاول تقنع نفسها انه اعجابها بشخص غريب حركة مب حلوة خصوصا انها مسئولة عن يهال والمفروض تكون قدوة لهم.. بس في نفس الوقت كانت تحس بداخلها بانفعال غريب.. وانتعاش واحساس وايد حلو.. وما هان عليها ابدا تفقده.. عشان جذه يلست في الطاولة اللي ورا طاولته وعيونها كانت عليه.. ما انتبه لها ابدا.. ولا حتى اطالعها او التفت لها.. وهالشي استانست عليه ليلى.. يعيبها الريال الثجيل العاقل.. ومن أول ما شافت هالانسان وهي تعرف انه مب شرات غيره.. شي في نظرة عيونه كان يبين لها انه غير.. انسان متميز ومتفرد.. ومستحيل يكون شرات غيره.. مستحيل.. !!
اطالعته ليلى عدل ودققت في ملامحه وهو يطالع الشارع مب منتبه لها.. خشمه كان طويل وعيونه وساع .. عيونه لونهن رمادي غريب.. ويوم تطالعهن تحس انه ينظر في فراغ.. نظرة حالمة في عيونه كانت تميزه عن كل اللي حواليه.. وملامحه كانت عربية .. يا ترى من يكون؟؟
في هاللحظة اقترب منها صاحب المقهى وهو يبتسم ابتسامة عريضة ومال بجسمه العريض على الطاولة ورمسها بلهجة انجليزية مكسرة..
صاحب المقهى: Good morning Seniorita,
ليلى (اللي استانست انها اخيرا لقت حد يرمس انجليزي): Good morning
صاحب المقهى: would you like something to drink?
ليلى (وهي تبتسم): what do you have??
صاحب المقهى: I suggest you try our avocado juice.. it's delicious
ليلى: sure.. why not?
صاحب المقهى: Sei Arabian??
ليلى: yes
صاحب المقهى (وهو يغمز لها): By the way, my name is Tony
حاولت ليلى تخبى ضحكتها بصعوبة وهي تقول: Hi Tony.. am Laila
طوني: Bella Seniorita.. just two minutes and the best juice in Rome will be at your lovely hands
ضحكت ليلى من خاطرها وهي تشوف طوني يغني ويتمايل في مشيته وهو رايح يحضر لها العصير بنفسه.. وردت تطالع الشخص اللي سلب لها عقلها وشافته بعده يالس على نفس حالته.. وطلعت ليلى كاميرتها من الشنطة ويلست تغير العدسات وتغير الديسك اللي فيها.. ويوم ردت تطالعه كان واحد من اليهال اللي يلعبون في الشارع مقترب منه ويالس يلعب جدامه بالضبط.. بس الريال ما كان منتبه له.. كل اللي سواه انه رمش بعيونه وغمضهن فترة ورد يبطلهن.. الولد الصغير كان في ايده عصا ومسونها نفس السيف ويتظارب هو وولد ثاني من نفس عمره.. ابتسمت ليلى وهي تطالعهم كان شكلهم وايد cute وهم يتحرون عمارهم فرسان والعصا سيف.. وتمنت لو انها تقدر تصورهم بس وجود الريال الغريب حذالهم منعها من هالشي.. ما فيها بعد يتحرى انها تبا تصوره هو..
وفجأة والولدين يتظاربون بالعصا رد الولد بعصاه على ورا واقتربت من ويه الريال الغريب بشكل فظيع.. شقهت ليلى ووقفت في مكانها وهي متأكدة انه العصا ظربته في ويهه.. كانت قريبة من ويهه بشكل كبير .. بس صدمتها كانت أكبر هي والولد يوم اطالعوا الريال وشافوه ما تحرك مول من مكانه.. ولا سوى أي حركه تبين انه انصدم او حتى تظايج من الحركة.. كانت ملامحه عادية وكأنه ما انتبه للي صار.. كأنه كان في عالم ثاني.,.
الولد هو وربيعه قالوا شي بصوت عالي وركضوا وهم يضحكون ويطالعون الريال .. وليلى تمت واقفة تطالعه بصدمة.. معقولة؟؟
في هاللحظة يت بنية جميلة لابسة شيلة لونها بني فاتح وتنورة وقميص لونهم بيج .. واقتربت منه بسرعة وحطت ايدها جتفه وهي تيلس جدامه وسألته والخوف واضح على ملامح ويهها: أحمد تعورت؟؟ العصا كانت وايد جريبة من ويهك!!
ابتسم أحمد : أي عصا؟؟
البنية: كانوا جدامك اثنين يهال يلعبون بعصا وواحد منهم فلتت من ايده ويت صوبك.. والله زغت وانا اشوفك من بعيد .. كنت اتحراك تعورت..
أحمد: لا غناتي.. لا تحاتين ما ياني شي.. حتى ما حسيت بهم..
البنية: أحمد.. دير بالك على عمرك .. انا مالي غيرك..
تنهد أحمد بحرقة وما قال شي.. وابتسمت البنية وهي تحط ايدها على ويهه وقالت له: شو اللي خلاك تتظايج الحين؟؟
أحمد: نوال انا تعبت من هالوضع.. متى بسوي العملية وبفتك؟؟
نوال: خل ايمانك بالله قوي.. وهذا اختبار من رب العالمين .. عقب اسبوعين بنرد المانيا وبتسوي العملية.. وان شالله بترد شرات قبل واحسن..
أحمد: ان شالله..
نوال: ياللا انا بروح اكمل المشتريات من السوق وبرد لك عشان نرد الفندق.. خلاص؟؟
أحمد: ههههههه كيف بتخلصين وانتي كل شوي رادة هني عشان تشيكين عليه..
نوال: كيفي .. أخويه الوحيد وما اروم على بعدك.. عندك مانع؟؟
أحمد: ياللا خلصي بسرعة مليت من اليلسة هني بروحي..
نوال: مليت؟؟ يبالي اخبر طوني ..
أحمد: لا دخيلج ما فيه على حشرته هالخبل..
نوال: هههه.. ياللا دقايق وبرد لك..
راحت عنه نوال وردت النظرة الحالمة على ويه احمد .. وليلى يالسة وراه ودموعها تنزل من عيونها بشكل لا إرادي.. ووقفت بتعب واقتربت منه من دون ما تحس.. ما كان يهمها انه بيحس بها ولا لاء.. ولا همها انه الكل في المقهى ممكن يشوفها.. اقتربت منه.. كانت تبا تتأكد.. وكأن كل اللي شافته وسمعته مب كافي..
وقفت جدامه وحركت اصابعها جدام عيونه ببطئ ويوم ما رمش بعيونه ولا تحرك اتأكدت ليلى وطلع منها صوت يشبه الانين من كثر ما كانت مقهورة وحزينة ومصدومة.. احمد انتبه انه حد واقف جدامه وسألها: نوال؟؟
ابتسمت ليلى بحزن وقالت: لا.. أنا مب نوال..
تغيرت ملامح احمد واحمر ويهه.. وسألها بارتباك..: منو انتي؟؟
ليلى: مب مهم.. مب مهم..
سألها احمد سؤال ما سمعته ليلى لأنها شلت كاميرتها وطلعت من المقهى وطوني ينادي عليها " Seniorita your juice!! "
مشت ليلى في الشارع اللي يوصل لشقتهم وهي ما تشوف أي شي من الدموع اللي في عيونها.. أعمى.. طلع أعمى.. ليش؟؟ ليش الانسان الوحيد اللي خفق له قلبها .. الانسان الوحيد اللي حست به غير عن الكل .. يطلع معاق.. !! وليش نظرتها له تغيرت أول ما تاكدت انه معاق.. ليش راحت اللهفة وراح الانبهار..؟؟
كرهت ليلى عمرها ويلست على طرف النافورة وهي تحاول تجمع افكارها.. وشافت نوال من بعيد شالة في ايدها كيسين كبار.. وعلى ويهها ابتسامة حلوة.. وحست بألم كبير في قلبها .. اسمه أحمد.. أحمد اسم ابوها الله يرحمه.. تنهدت ليلى ومسحت دموعها.. وحطت كاميرتها في الشنطة وردت الشقة وهي تحاول للمرة الثانية تشيله من أفكارها.. بس هالمرة كان قلبها محمل بالهموم.. ليش حتى لحظات السعادة البسيطة ما تقدر تعيشها؟؟ وليش كل شي وكل حد تحبه تفقده؟؟ هل بيستمر هالشي ؟؟ ولا بيي اليوم اللي تلاقي فيه الانسان اللي تحبه؟؟ وأحمد... معقولة بتقدر تشيله من بالها؟؟ معقولة؟؟
***
ملاحظة: البيازا piazza هي ساحة دائرية كبيرة جدا.. بنيت على اطرافها بيوت ومقاهي ومطاعم وفي نهايتها كنيسة ومباني حكومية.. يعني مثل القرية الصغيرة.. وهي شي معروف في روما .. يعني في اكثر من بيازا موجودة هناك..
نهاية الجزء العاشر
|