كاتب الموضوع :
Cheer
المنتدى :
القصص المكتمله
الجزء الثامن
" يوم الجمعة الصبح، انتشر الخبر في الجرايد بسرعة كبيرة.. والكل عرف انه التاجر عبد الكريم محمد طلع من البلاد لوجهة غير معروفة.. وترك وراه عشرات الدائنين اللي يتريون استرجاع حقوقهم منه عبر محاكم دبي.. الجريدة كانت مسوية تحقيق كامل عن هالتاجر وممتلكاته وجميع أعماله ومشاريعه ولا زال البحث مستمرا عن الوجهة اللي رحل إليها.. "
كانت الصدمة الناتجة عن هالخبر قوية جداً وخصوصا على مبارك اللي نش اليوم الصبح وهو يفكر بكلام سهيل اللي قاله امس ع الغدا.. معقولة كلامه يكون صح؟ ومبارك آخر من يعلم.. ؟؟ وكان مقرر يتصل بمحاميه عقب صلاة الجمعة وعقب ما يتغدى ويا أهله ويسأله عن هالموضوع وكان مقرر بعد اذا طلع الموضوع صج يروح بسرعة ويرفع قضية ضد عبد الكريم.. بس يوم شل الجريدة اللي كانت في الصالة وشاف اللي مكتوب في أول صفحة وبالخط العريض حس انه يبل انهد فوق راسه..
ما عرف كيف يفكر وحس بالدم كله يتيمع في ويهه.. كلام سهيل كان صح.. عبدالكريم خلاص راح.. باع كل أسهم المجمع التجاري لشركة أجنبية وخذ البيزات وسافر من دون ما يدفع ولا درهم للناس اللي تعامل وياهم..
والشركة الأجنبية أعلنت إنها غير مسئولة عن أي عمل قام به عبد الكريم قبل لا يغادر البلاد..
نزل مبارك الجريدة من ايده ويلس يفكر وملامحه تعكس الألم اللي يخترق قلبه مرة عقب الثانية.. ليش جذي؟؟ وين ما يطقها عويه.. ؟؟ العمال اللي هلكوا وهم يبنون المجمع عشان يسلمونه في موعده المحدد.. من وين بيدفع لهم أجورهم؟؟ وشركة الصقر اللي زودته بكل معدات البناء .. من وين بيدفع فواتيره لهم ؟؟ وشركة الخرسانة والمهندسين وغيرهم وغيرهم؟؟ شو بتسوي يا مبارك ..؟؟ من وين بتييب كل هذا؟؟ من وين؟؟
تم مبارك يالس في مكانه يفكر وأكثر من مرة كانت الدموع تتيمع في عيونه .. ودش عليه ابوه الصالة وهو على حالته هاذي وسلم عليه ووقف مبارك وحبه على راسه .. وأول ما يلس بوظاعن انتبه لملامح ويه مبارك وعرف انه في شي مستوي..
بوظاعن: مبارك؟؟ شو فيك ؟؟
اطالعه مبارك بيأس : أبويه انا انتهيت خلاص.. فلست .. انتهيت..
بوظاعن (باستغراب وخوف): هاه!!!.. شو تقول انته .. ارمس عدل..
تنهد مبارك وخبره السالفة كلها .. من أول الغدا امس ويا سهيل للخبر اللي قراه في الجريدة اليوم ..
مبارك: هالحيوان التعن في ستين الف داهية وانا هني متوهق ابويه ما اعرف شو اسوي..
بوظاعن كانت اعصابه باردة مب شرات مبارك اللي كان يغلي في داخله: هدى اعصابك يا مبارك واسمعني عدل..
مبارك : اسمعك ابويه..
بوظاعن: أول شي تسويه .. تروح وتقدم شكوى ضده وشرطة دبي ما بتقصر وبترد لك حقك.. ياما استوت قبل وحقك ما بيضيع ان شالله..
مبارك: ان شالله ابويه انا اول ما قريت الخبر قلت بقدم شكوى..
بوظاعن: وبعدين انا ما بقصر وياك وبساعدك.. حتى لو اضطريت اني ابيع العزبة والمزرعة..
اطالع مبارك أبوه بنظرة حزن وحنان.. وقال له: لا يا بوظاعن.. مهما تردت الحالة ما توصل لأنك تبيع العزبة والمزرعة.. انا مستحيل ارضى بهالشي..
بوظاعن: شو بسوي بهن .. إذا ما بنفع بهن عيالي شو فايدتهن عيل.؟؟؟
مبارك: أبويه لا تناقشني في هالموضوع .. الله بيفرجها ..
بوظاعن: وانته عندك بيزاتك في البنك تقدر تسد بهن ديونك لحد ما يلاقونه..
مبارك: أنا استثمرت ملايين في هالمشرروع.. مهما كان المبلغ اللي عندي كبير مستحيل يغطي هالتكاليف..
بوظاعن: الله يعينك يا ولدي..
مبارك: مدري والله اذا الشكوى اللي بقدمها بعد بتنفعني ولا لاء.. ولا عشرين واحد مشتكي عليه..يا ربي شو هالمصيبة اللي حلت على راسي؟؟
استأذن مبارك من أبوه وراح يقعد في غرفة المكتب.. معقولة يخسر كل شي؟؟ عقب ما خسر مرته وعياله ما بجى له غير شغله يلهيه عن التفكير بهم والحسرة عليهم.. والحين حتى شغله بيخسره.. ما يعرف اذا الله يختبره أو انه يكفر بكل اللي يستوي له الحين ذنوبه في الماضي.. بس في شي واحد مبارك متأكد منه.. إنه بيحتاج حاليا لكل مساعدة يقدر يحصلها .. وغصبن عنه فكر بعبدالله.. يا ترى بيشمت فيه ولا بيشفق عليه؟؟ حس مبارك بالحزن وهو خلاص يحس انه هاذي هي بداية النهاية .. كل شي في حياته بدى ينهدم.. كل شي ابتدى ينهار..
في هالوقت عبدالله وأهله كانوا بعدهم في ليوا وكان عبدالله يالس في الصالة وأمه تحن على راسه ومن الصبح فاتحة له سيرة الزواج..
أم أحمد: شو اللي يمنعك؟؟ ما تم حد ما رمس عنك .. وكل حد يزيد رمسة من عنده..
عبدالله: يعني طول هالسنين وهم يرمسون.. شو اللي بيتغير الحينه؟
أم أحمد: ما بيتغير شي.. بس بذمتك.. ما تبا تشوف عمرك؟؟ ما تبا وحدة تظويك وتداريك؟؟ معقولة ما تفكر بهالشي؟؟
عبدالله: أفكر أمايه .. منو قال اني ما افكر..؟ بس خلاص العمر راح وانا كبرت.. خلاص يا أم أحمد لا ترمسيني في هالموضوع.. لا أنا ابا اعرس ولا حد بيرضى يزوجني بنته عقب هالعمر كله..
أم أحمد (وعلى ويهها ابتسامة أمل): أنا لقيت اللي تباك وصدقني يا عبدالله انها شاريتك وما تبا أي حد غيرك..
عبدالله حس انه امه ترمس عن ياسمين وسكت وقرر ما يرد عليها.. ياسمين صح عايبتنه بس مستحيل يتخلى عن مبادئه عشان أي حد.. عبدالله ريال عاش عمره كله بروحه على ذكرى مرته اللي حبها من قلبه .. ليش يغير عادته وحياته الحين؟؟
وفي هاللحظة دشت تاميني وفي إيدها الجريدة وخذها عنها عبدالله بلهفة وهو يبا أي شي يشغله عن رمسة أمه اللي كانت مصرة تقنعه برايها..
أم أحمد: البنية هاذي ياسمين بنت علي بن يمعة .. بنية ما عليها قصور .. جمال وأخلاق.. ولو انه أمها مول ما تنحب بس انته بتاخذ البنية مب أمها.. وأبوها ربيعك..
عبدالله كان ساكت ولاحظت أمه انه ويهه تغير .. ما كانت تعرف السبب وانه توه يقرى خبر عبد الكريم في الجريدة وقالت بدون اهتمام: طول عمرك وانته تفكر بنفسك وبس.. متى بتفكر فيني أنا وبتحاول ترضيني؟؟
اطالعها عبدالله بعصبية وقال: أمايه الله يخليج اسكتي عني هالسالفة مابا حد يفتحها وياي مرة ثانية.. وان طريتوا لي سيرة العرس بسير وباخذ لي مغربية وبييب لكم اياها في البيت!!!
انصدمت أم أحمد من أسلوبه وقام عنها عبدالله وسار برى في الحديقة عشان يقرى على راحته الخبر اللي صدمه.. معقولة عبد الكريم سواها؟؟ عبدالله يعرفه زين وعمره ما توقعها منه .. !! وفجأة شهق عبدالله وهو يتذكر إنه مبارك متعاقد وياه في مشروع كبير وهو مشروع المجمع التجاري.. وحس بقلبه يخفق بقوة .. مسكين يا مبارك.. ما ادري كيف بتواجه هالكارثة اللي حلت عليك .. وطلع عبدالله موبايله من جيبه واتصل بسهيل عشان يخبره..
سهيل كان يالس يتريق ويا مرته سلامة وبناته الثنتين موزة اللي كانت هالسنة ثانوية عامة ولطيفة اللي توها داشة الاعدادي.. ومع انه قرى الخبر في الجرايد وكان متظايج من أول ما نش من الرقاد بسبة الرمسة اللي دارت بينه وبين مبارك أمس بس عمره ما حاول اييب شغله وهمومه وياه البيت .. ولا حاول انه يضيج بمرته وبناته عشان شغلات ما يخصهن بها..
لطيفة : أبويه.. احم.. ابويه..
ابتسم لها سهيل وهو يعرف انها تبا بيزات وسألها: ها لطوف؟؟ شعندج متلخبطة ومب عارفة ترمسين؟؟
لطيفة: أبويه انا هالمرة مابا بيزات..
سهيل: لا والله؟ غريبة..
اطالعت لطيفة اختها موزة اللي نزلت عيونها على طول وما بجى جدامها الا امها اللي تنهدت وقالت لسهيل: البنات يبن انترنت.. يقولن انه ضروري لدراستهن..
اختفت الابتسامة عن ويه سهيل وقال: انا قلت رايي في هالموضوع من قبل.. أي موضوع يحتاجنه بييب لهن عنه كتب بس الانترنت ما يدش بيتي..
لطيفة: ليش ابويه ربيعاتي كلهن عندهن انترنت..
سهيل: انتي غير عنهن.. أنا ادش محاكم واشوف يوميا مصايب يشيب لها شعر الراس وكله بسبة الجات..
موزة: أبويه نوعدك انا ما بنحدر الجات.. والله..
سلامة: يعني انته ما تعرف تربيتك يا سهيل؟
سهيل: بناتي والنعم فيهن ماشي مثلهن في هالدنيا كلها.. بس والله انه اللي اسويه عشانكن انتن..
لطيفة: ابويه لا تجبرنا نسوي شي من وراك.. انته بروحك تقول لنا انه كل ممنوع مرغوب..
ابتسم لها سهيل بحنان وقال لها: معقولة تسوينها من ورايه؟
استحت لطيفة وقالت: لاء.. مستحيل أسوي هالشي بس بعد ما نبا نحس انه محرومين من شي خاطرنا فيه انته ما عودتنا على جذه..
سهيل: خليني افكر.. وبرد عليكم باجر..
لطيفة: برد اسألك باجر في نفس هالوقت..
سهيل: هههههه يصير خير..
يوم خلص سهيل جملته اتصل به عبدالله ونش عنهن وسار يرمس في الصالة الثانية..
سهيل: صباح الخير عبدالله .. والله كنت اتريى اتصالك..
عبدالله: يعني قريت الخبر..
سهيل: أنا من امس اعرف.. ربيعي اللي في التحريات مخبرني..
عبدالله: وليش ما خبرتني.؟؟
سهيل: ما بغيت أخرب عليك وانته في ليوا..
عبدالله: ومبارك ما تعرف عنه شي؟
سهيل: رمسته أمس.. وحذرته.. ما صدقني..
عبدالله: ما تقصر يا سهيل .. سويت اللي عليك.. اذا عرفت أي شي يديد خبرني.. والله ما هقيتها من عبدالكريم..
سهيل: عبدالكريم من يومه جبان وما يعرف يتصرف في الازمات.. ويوم زادت ديونه جمع اللي عنده وباع الباجي وهج من البلاد.. أنا كنت متوقع هالشي وعشان جذي ما خليتك تتعامل وياه..
عبدالله: يحليله مبارك..
سهيل: عبدالله متى بترد العين؟
عبدالله: عقب الغدا بنرد .. اليهال باجر عندهم مدارس..
سهيل: خلاص نتلاقى عقب صلاة المغرب..
عبدالله: على خير ان شالله. .
بند سهيل عنه ويلس بروحه يفكر بمبارك بحزن.. اليوم بيرمس عبدالله في موضوع الدمج.. لازم ينقذ مبارك من هالورطة.. سهيل يحب مبارك وايد.. يحب حماسه وغروره وكبريائه.. يحب قناع القسوة اللي على ويهه والطيبة اللي رغم كل شي تشع من ويهه.. يعتبره ولده اللي انحرم منه ويحس انه من واجبه يشوفه ويرعاه.. هو بنفسه ما يعرف سبب هالاحساس.. كل اللي يعرفه انه اذا يقدر يساعد مبارك مستحيل يقصر في هالشي..
رد عبدالله الصالة وابتسم يوم شاف امه يالسة بروحها وشكلها مهمومة .. يحليلها وايد قسى عليها بس الله يهديها يوم تحن على الواحد ما تودره الا وهي مطلعة روحه..
اقترب منها عبدالله ويلس حذالها وهي يوم شافته لفت بويهها الصوب الثاني.. وضحك عبدالله بصوت عالي..
أم أحمد: بعد تضحك؟؟
عبدالله: اشوفج تدلعين..
أم أحمد: أنا ما اتدلع .. تراني صج زعلت.. مب انا اللي تفتن عليه وترمسني جني أصغر وحدة من عيالك..
عبدالله: اسمحيلي يا أم احمد .. انتي تعرفين مكانتج عندي بس بعد تعرفين انه هالسالفة تظيج بي وايد..
أم أحمد: خلاص ما بنرمسك مرة ثانية..
ابتسم لها عبدالله بحزن وقال: وين العيال؟؟ بعدهم رقود؟؟ الساعة الحين عشر..
أم أحمد: ليلى نشت وسارت تقعدهم.. بينزلون عقب شوي..
ليلى كانت فوق تطالع خواتها اللي كانن بعدهن راقدات وتفكر تقعدهن ولا لاء.. أمل كانت راقدة غلط وريولها في بطن سارة وليلى عدلتها مرتين في الليل ويوم ترد تنتبه تشوفها ردت لحالتها الاولية.. وسارة يحليلها من يوم رقدت المغرب ما انتبهت للحين من التعب اللي فيها.. محد أذاها غير خالد اللي كانت ريوله تعوره لأنه مشى وهو حافي ع الحصى ورغم انه ليلى همزت له ريوله بس كان بعده يصيح ويمسح بإيده عليهن ومن كثر ما انكسر خاطر ليلى عليه راحت وصخنت له ماي وسوت له كمادات حارة ويلست تمسح على ريوله لحد ما ارتاح ورقد..
ابتسمت ليلى وهي تطالعهم.. وفكرت بكلام ياسمين أمس يوم تقول لها تزوجي ولا تضيعين عمرج .. ليلى كانت مقتنعة انه هالخمسة هم مستقبلها وعمرها.. مستحيل ترضى بأي شي ثاني.. تبا تكون لهم الأم والأخت والصديقة.. تبا تشهد كل مرحلة في حياتهم .. كل حدث مهم أو غير مهم يمر عليهم.. تبا تكون موجودة في أي لحظة يحتاجون لها فيها.. يوم يحتاجون حد يفرح وياهم .. حد يصيحون على جتفه.. تبا تكون هي أول وحدة يلجأون لها ..
كيف تضيع هذا كله عشان ريال أكيد ما بيتقبلهم وبيفرق بينها وبينهم.. ؟؟
في هاللحظة رفست أمل سارة بريولها وهي مب حاسة وشهقت ليلى وهي تشوف سارة تقعد وتتحسس بطنها بألم.. ويوم شافت ليلى قامت من مكانها ويت وحطت راسها على ريولها وابتسمت ليلى وشلتها ويلستها في حظنها..
ليلى: نشيتي؟
سارة (بكسل): هى..
ليلى: راسج بعده يعورج..؟
سارة (اللي توها تذكرت الالم اللي في راسها): هى يعورني..
ليلى: حبيبتي انتي.. باجر بتسيرين الروضة ويا لولة..
سارة: ماباها تسير وياي..
ليلى: هههههه .. حرام ليش؟
سارة: بس خليها اتم في البيت اروحها..
أمل (اللي نشت وسمعتهم): بسير غصبن عنج..
التفتت لها سارة بحدة وقالت: ما بتسيرين..
أمل: بسير ودواج يوم انكسر راسج..
ونشت أمل بسرعة وركضت برى الغرفة كانت تتحرى انه سارة بتركض وراها بس سارة كانت تعبانة وافتشلت أمل وردت توايج في الغرفة ويوم شافت سارة يالسة مكانها ردت ويلست ع الشبرية بهدوء وتمت تتلفت حواليها..
ليلى: لولة...؟
أمل: هااااااااااااا
ليلى: مب حرام جي تقولين حق سارونا؟؟ يحليلها بروحها راسها يعورها..
مدت أمل شفايفها وما قالت شي.. ونزلت ليلى سارة من حظنها ويلستها على الشبرية وراحت تشوف خالد وتقعده من الرقاد.. ويوم طلعت عنهن انسدحت سارة على الشبرية واقتربت منها أمل وضغطت على راسها من جدام.. واطالعتها سارة بصمت..
أمل: يعورج يوم أهوس هني؟
سارة: لاء..
أمل: وين يعورج عيل؟؟
يلست سارة وحطت ايدها على مكان الالم.. وحطت أمل إيدها عليه بخوف وبسرعة نزلتها .. وراحت وشلت شي من تحت المخدة وحطته في إيد سارة ويوم اطالعته سارة ابتسمت.. كانت حصاه صغيرة من الحصى الذهبي اللي شافوه أمس وتسبب في هالأزمة كلها..
يوم شافت أمل سارة تبتسم ضحكت وسألت أختها العودة: انتي ترمسيني؟؟
سارة: هى ارمسج..
أمل: باجر بسير وياج الروضة؟
ابتسمت سارة: هى تعالي اخاف اسير روحي..
اطمنت أمل على مستقبلها وراحت الحمام تغسل ويهها وتتريى اختها تطلع لها ثيابها من الشنطة.. وتبعتها سارة للحمام ويلسن يسولفن سوالف يمكن اذا سمعها حد كبير يعتبرها سوالف سخيفة بس بالنسبة لهن هن الثنتين كانت سوالف مهمة وايد..
دشت ليلى غرفتها اللي رقدت فيها أمس هي وخالد وشافته راقد مثل الملاك.. من بينهم كلهم ما تنكر ليلى انه خالد أكثر واحد تحبه وأكثر واحد متمكن من كيانها ومشاعرها.. هالطفل بالذات هو اللي تحبه ليلى .. هالملاك اللي كانوا بيخسرونه في الحادث ويا باجي حبايبهم.. كل ما تشوفه ليلى تحمد ربها على رحمته وتشكره من كل قلبها على فضله يوم انه ترك لهم خالد.. وما حرق قلب ليلى أكثر وأكثر..
مسحت ليلى على ريوله الصغيرة بحب وتذكرته أمس يوم يصيح ويترجاها بعيونه الكبار اللي كلهن دموع ويقول لها : لولي (ريولي)
باسته ليلى على ريوله وما انتبه لها خالد.. وقررت تخليه راقد.. ما يهون عليها تقعده.. وقامت عشان تشوف خواتها الصغار.. وأول ما بطلت باب غرفتهن وسمعتهن محتشرات في الحمام كانت مقتنعة تماما بقرارها.. مستحيل تتخلى عنهم عشان ريال.. بتم طول عمرها وياهم .. ويا أغلى الناس على قلبها..
في آخر غرفة في الممر.. رن تيلفون محمد فترة بس من التعب ما انتبه له.. وتأفف مايد وهو يترياه يرد عليه ويقول في خاطره: متى برد البيت وبرد غرفتي ارقد فيها بروحي بدل هالمذلة والحشرة..
رد التيلفون يرن مرة ثانية ويلس مايد في فراشه وهو يزاعج على محمد: إييييييييه.. رد على تيلفونك حشرتنا!!!
بطل محمد عيونه الوساع بكسل ومد إيده عشان يشل الموبايل من فوق الكمودينو.. وابتسم يوم شاف الرقم ورد عليه: ألو؟
وفاء (بعصبية): ليش ما ترد؟
محمد: سوري كنت راقد ما انتبهت..
وفاء: الظاهر انه ليوا نستك وفاء.. أمس ما دقيت لي قبل لا ترقد..
محمد: والله اتصلت بس تيلفونكم مغلق..
وفاء: لا ما كان مغلق..
محمد: والله انه كان مغلق..
ارتبكت وفاء وكأنها تذكرت شي وغيرت الموضوع على طول: المهم حبيبي.. أنا تولهت عليك موت أبا اشوفك اليوم..
محمد: خلاص انتوا حددوا الوقت والمكان وأنا بييكم..
وفاء: ويا دريولكم؟
محمد: هى
وفاء: متى بتاخذ لك سيارة ان شالله؟
محمد: جريب ان شالله عمي قال بياخذ لي..
وفاء: عمك شكله ماخذنك على قد عقلك.. رد ذكره بهالموضوع الظاهر انه نسى..
محمد (بظيج): ان شالله برد ارمسه بالموضوع اليوم..
وفاء: زين ياللا قوم بسك رقاد..
محمد: قمت خلاص..
وفاء: دق لي أول ما توصل العين..
محمد: ان شالله..
وفاء: ياللا مع السلامة..
محمد: ف امان الله..
بند محمد التيلفون وشاف مايد يطالعه بعين وحدة والعين الثانية مغمظنها..
محمد: بسم الله ليش جي تطالع؟
مايد: ما اروم ابطل عيوني اثنيناتهن.. فيه رقاد وانته ما خليتني ارقد ويا تيلفونك الحشرة..
محمد: محد كلف عليك.. انخمد..
مايد: منو ترمس؟
محمد: انته شلك؟
مايد: والله لأخبر..
محمد: تخبر على شو؟
مايد: عليك انته .. طلعت تغازل ما عليه يا حمود..
محمد: شو تخرف انته؟؟
ابتسم مايد وانجلب الصوب الثاني.. زين يوم انه لقى شي يبتز فيه محمد في وقت الحاجة.. ومحمد ما اهتم وقام يتسبح عشان يلحق يروح يصلي ويا عمه عبدالله.. وحاول يفسر شعوره تجاه وفاء.. بالرغم من انه ما جرب الحب في حياته بس بعد ما يقدر يسمي اللي بينه وبينها حب.. محمد كان وحيد في الفترة الاخيرة.. خصوصا انه ربعه اثنيناتهم دشوا كلية الطيران وهو من الفشلة انه ما انقبل ابتعد عنهم تماما وما قام يرد على تيلفوناتهم.. كانت في داخله جبال من الهموم والمشاعر اللي يضطر يكتمها وما عنده حد يطلعها جدامه ويشكي له.. ما عنده حد يشيل عنه الحمل الكبير اللي على جتوفه.. ووفاء دشت حياته في فترة كان فيها محمد في قمة الوحدة والحزن..
تذكر محمد أول مرة قرر انه يتصل بوفاء.. كان ماخذ السيارة منن ورى اخته ليلى ورايح يتمشى في شارع خليفة عقب ما خلص شغله في المكتب.. كان يوم الاربعا وهو في الشارع مر بسيارته صوب الكنتاكي وكانوا ربعه توهم رادين من الكلية وهم بعدهم باللبس واقفين حذال الكنتاكي ويضحكون ويا شلة شباب ثانيين.. ما يدري محمد ليش حس بالوحدة يوم شافهم.. حس بإحساس بشع.. احساس الحزن الممزوج بالغيرة.. كان بكل وضوح يحسدهم.. يتمنى يكون مكانهم.. يكون واحد منهم.. حس انه ولا شي.. انه مب ريال.. ما قدر يحقق الشي الوحيد اللي كان يحلم به.. حس انه مخنوق.. ودور له أقرب مكان وقف فيه سيارته واتصل بها.. ومن يومها ووفاء الوحيدة اللي يشكي لها.. الوحيدة اللي يطلع لها محمد الجانب الأضعف في شخصيته .. الجانب اللي مول ما يحب يطلعه في البيت وجدام اهله..
بس في الفترة الاخيرة تغيرت وفاء تغير جذري.. صارت تنشغل عنه وايد.. من بعد ما كانت ترمسه بالساعات في اليوم صارت مكالماتهم ما تتجاوز الدقايق.. ومن بعد ما كان يشوفها كل يوم تقريبا صار يشوفها في الاسبوع مرة.. واحيانا ما يشوفها.. أسلوبها وياه صار جاف واستوت غامظة وايد من عقب ما عرف عنها شغلات وايدة... انه عمرها 24 سنة وانها تشتغل مدرسة رياضيات .. وانها للحين مب معرسة.. في البداية كانت ترمسه بحنان وتقول له انها تحبه وانه حياتها وغناة روحها.. ومحمد رغم انه ما كان يبادلها الشعور بس كان يعزها وايد.. وساعات يلقى نفسه يفكر فيها وهو بين اهله..ويستغرب من عمره.. ما يقدر يحدد مكانتها في حياته بالضبط.. بس يعرف انه هالمكانة دوم تكبر.. وما يعرف وين بتوصل في النهاية..
-----------
|