كاتب الموضوع :
Cheer
المنتدى :
القصص المكتمله
.
.
الساعة سبع ، عقب صلاة المغرب، وصل مايد وخواته البيت وهم تعبانين.. أمل وسارة كانن دايخات ورقدن في السيارة ويا مزنة اللي وصلوها بيت يدوتها قبل لا يردون البيت.. والحين اول ما دخلن طاحن على القنفة في الصالة وعلى طول رقدن..
ومايد يوم ماشاف حد في الصالة سار قسم عمه عبدالله لأنه ليلى خبرته انه رد البيت وشافهم كلهم يالسين في الصالة هناك وهم يضحكون ويسولفون ويا بعض.. وأول ما بطل الباب يت عينه على عمه وهو يتقهوى ويضحك ومحمد يالس حذاله هو ويدوته ويسولفون له.. ويوم التفت عمه يشوف منو اللي بطل الباب وشاف مايد واقف يطالعهم ويبتسم لمعت عيونه بحب ودفء وصل لقلب مايد على طول.. مع انه كان يعرف انه عمه بيسكن وياهم هني في البيت بس ألحين يوم شافه في غرفته حس فعلا بإحساس انه يكون عمهم موجود وياهم على طول.. تماما مثل ما كان ابوهم الله يرحمه دوم وياهم.. ارتجفت شفايف مايد وهو يحس انه بيصيح واضطر انه يضحك عشان ما تنساب دموعه اللي ابتدت تتيمع في عيونه ودخل عندهم وهو شوي وبيطير من الوناسة ولوى على عمه بقوة وتم يحببه على راسه وخشمه وأم أحمد تضحك وتقول له: "بس ذبحت عمك ميووود!!!"
عبدالله كان يضحك وهو يلوي على ولد اخوه اللي يذكره بأحمد الله يرحمه وقال لأمه: " خليه امايه خليه .. مايد اكثر واحد متوله عليه.."
محمد: "أفاااااااااا"
مايد (بنقمة): " باين انك متوله عليه!!"
عبدالله: " هههههههه جيه عاد؟"
مايد : " اصلا كيف ترد البيت وانا محد؟؟ كيف طاوعك قلبك تسولف وتضحك وانته ما شفتني؟؟"
عبدالله: " ههههههه قلت لهم خلوني في المستشفى لين ما يرد مايد بس ما طاعوا.. راغوني!!"
مايد: " فديت روحك يا عمي.. والله العظيم انه البيت منور بوجودك.. "
وقبل لا يرمس عبدالله رد مايد يلوي عليه مرة ثانية وضحك محمد وهو يحس في داخله بالغيرة من اخوه الصغير اللي ما عنده أي مشكلة في انه يطلع عواطفه لكل اللي يحبهم وما يهمه أي حد حواليه.. كان يتمنى يكون مثله وتكون عنده نفس الثقة اللي عند مايد بس محمد انولد وهو جي وما يروم الحين يغير شخصيته..
مايد: " يعني الحين خلاص انته بتم ويانا؟؟"
عبدالله (وهو يمسح بإيده على شعر مايد): " هيه"
مايد:" على طول؟؟"
عبدالله: " هيه على طول.."
مايد : "يا سلاااااااااام عيل الحين بيزيد مصروفي.. باخذ دبل.. "
ضحكوا كلهم على تفكير مايد وقالت له ام أحمد وهي تظربه ظربة خفيفه على ريوله: " عنبوو ما تستحي على ويهك.. كل هاللي تاخذه مني ومن اخوك ومب سادنك؟؟"
مايد: "أنا ريال ومصاريفي وايدة.. وبعدين محد يرمس بحضور ريال البيت.. عمي الحين هو صاحب القرار هني .. صح عمي؟؟"
عبدالله (وهو يضحك):" هيه اكييد"
مايد: "انزين عمي عيل انا بستغل الفرصة وبطلب منك شي طلبته من يدوه مرتين وما طاعت تخليني اسويه"
عبدالله: "شو هالشي؟"
مايد: " أنا الحين ريال عمري 16 سنة وباجي كم شهر وبدخل ال 17 .. يعني اروم اخذ الليسن .. ليش ما يعطوني الكروزر من الحين عشان اسوقه.؟؟ الا هو كروزر جديم يعني شو فيها؟؟"
أم أحمد (بجدية): " السالفة مب سالفة جديم ولا يديد.. انته جان تبا باخذ لك أي موتر تطلبه.. بس انته بعدك صغير .. شو حايتك بالموتر من الحين؟؟"
محمد: " انته خلص ثالث ثانوي وعقب بنتفاهم في هالسالفة.."
مايد (وهو يطالع اخوه بطرف عينه): "أنا الرمسة اللي قلتها كانت موجهة لعمي.. "
عبدالله: " فااالك طيب يا مايد.. بعطيك النيسان الجديم من زمان مودرنه.. وبتمشي حالك فيه الحين.. وعقب ما تخلص ثانوية انا بنفسي باخذ لك الموتر اللي تباه؟؟"
مايد كان مب مصدق اللي يسمعه وقال وهو يحب عمه على راسه وسط اعتراضات محمد وام احمد: " مشكووور عمي والله والله ما بتندم على هالشي.. فديييت عمي والله محد يسواه.."
أم أحمد: " مب زين تقبضه موتر وهو بعده ما عنده ليسن!!"
عبدالله: " أمايه تحيدين انا كم كان عمري يوم بديت اسوق؟؟"
أم أحمد: "هذاك أول يا عبدالله .. ما كان شي وايد مواتر وما شي هالشباب الطايش "
عبدالله: " ما عليه انا واثق في مايد.."
ابتسم له مايد بامتنان وكان بيتكلم بس ليلى دخلت عليهم وقالت : "عمي انا بسير الصيدلية اييب الدوا لشموس"
عبدالله:" بعدها الكحة ما راحت عنها؟"
ليلى: " لا .. الدكتور وصف لي الدوا وبسير ويا اشفاق اييبه.."
عبدالله:" خلاص سيري فديتج.."
أم أحمد: " وييبي لي حبوب الضغط بعد اللي عندي خلصن"
ليلى: "ان شالله يدوه بس وين الوصفة؟؟ ما بيصرف لي اياهن بدونها.."
أم أحمد: " بتحصلينها في غرفتي في الدرج اللي عند الشبرية.."
ليلى: " زين.. ياللا باي.."
طلعت ليلى وقال محمد لمايد: " ميود سير وياها .."
مايد: " ما اروم انا تعبان.. توني راد من دبي.. انته سير وياها.."
محمد: " مالي بارض.."
عبدالله: "وليش تسيرون وياها؟؟ برايها ليلى بتسير دقيقة ويا اشفاق وبترد.."
دخلت تاميني عليهم عقب ما دقت الباب وقالت لأم أحمد: " ماماه في ريال برى انا يودي داخل ميلس"
عبدالله: "هذا أكيد مبارك .. مواعدني اييني الحين عقب المغرب.."
محمد: " مبارك هني؟ زين من زمان ما شفته بسير وياك عمي.."
عبدالله:" ياللا نش عيل مابا أخليه يتريا "
مايد: " أنا بعد .. من زمان اسمع عنه مبارك هذا ولا مرة شفته"
عبدالله: " تعال ويانا وبتشوفه.."
مايد: " ياللا.."
طلعوا محمد ومايد وعبدالله وساروا الميلس عند مبارك وعقب دقايق طلعت ليلى وأشرت على اشفاق اللي كان يالس عند الموتر وركبت وياه السيارة وساروا الصيدلية
.
.
في الميلس كانوا مبارك وعبدالله ومحمد ومايد مندمجين في سوالفهم ومايد يلس عندهم شوي بس وعقب من التعب ترخص وسار يرقد.. ومحمد ياه منصور وتم يسولف وياه ومبارك يعطي عبدالله تقرير مفصل عن كل اللي سووه في الشركة في غيابه.. وخبره عن الصفقات والمناقصات وراواه الفواتير وكل شي.. وعقب ساعة الا ربع تقريبا انترس الميلس رياييل وترخص مبارك عشان يروح البيت.. ووعد عبدالله انه يمر عليه باجر العصر ويكمل وياه سوالف الشغل ..
طلع مبارك من الميلس ومشى عبر الحديقة الكثيفة اللي تحجب منظر البيت تماما عن اللي يمشون من جهة الميلس.. ابتسم مبارك وهو يستنشق ريحة أشجار الريحان والياسمين واللوز اللي كانت منتشرة في كل مكان في ارجاء الحديقة.. وايد حب هالحديقة وحب شكل البيت الجديم والفخم في نفس الوقت.. أول ما دش هالبيت حس بإحساس بالسعادة والدفء.. وكأنه مشاعر اهل البيت وحبهم لبعض انعكس في كل زاوية من زواياه..
مشى مبارك بخطوات سريعة باتجاه موتره اللي كان موقفنه عند الباب من داخل.. وتنهد وهو يشوف المواتر السبعة اللي كانت مبركنة برى وفكر كيف بيطلع موتره الحين؟؟
في هاللحظة دخل موتر إشفاق اللي كانت ليلى فيه ووقف في الكراج اللي كان قريب من باب البيت.. واطالع مبارك وهو حابس انفاسه ليلى اللي نزلت من الموتر وقالت لإشفاق يزقر البشاكير عشان يشلون الاغراض وياه ويدخلونها في المطبخ، لأنها عقب ما سارت الصيدلية مرت على كارفور واشترت اغراض للمطبخ والبيت
مشت ليلى وهي مب منتبهة لمبارك لأنها كانت ادور موبايلها في الشنطة ومبارك كان يمشي وهو يحاول ينزل عيونه بس مب قادر ويوم اقترب منها عشان يسير صوب الباب رفعت ليلى عيونها وهي مصدومة انه شي ريال يمشي جدامها وهي مب منتبهة.. ويوم شافته والتقت عيونهم.. تحولت نظرتها لجليد وتوقف قلب مبارك وهو يشوف نظرة الكره اللي عطته اياها..
كانت نظرة خاطفة ذبحته فيها ليلى وكملت دربها لداخل البيت.. نظرة عمره ما شاف مثلها.. كل مشاعر الكره والحزن اللي في قلب ليلى انعكست في عيونها في هاللحظة اللي اطالعته فيها.. كانت تكرهه.. وتحقد عليه بدرجة فظيعة.. ما كانت تتخيل انها ممكن تكره شخص في هالدنيا بهالطريقة بس الحين يوم شافت مبارك عرفت انه الكره اللي في داخلها له مستحيل يكون له حدود.. ما قدرت تنزل عيونها عنه او تتجاهله.. ما قدرت انها تمر من جدامه وما توصل له ولو شوي من الجرح اللي تحس به يقطع قلبها..
كل المعاناة اللي عانتها ليلى وعانوها اخوانها خلال هالاربع سنوات.. هو سببها.. حالة سارة اللي كل يوم تزيد عن قبل.. هو سببها.. امها وابوها اللي تحت التراب.. بسببه هو!!.. مهما حاولت تقنع نفسها انه ماله ذنب وانه هو بعد فقد عياله ومرته في هالحادث ، الا انه مشاعر الكره اللي في داخلها ومشاعر الألم والوحدة اللي حست بها طول هالسنين من بعد وفاة امها كانت تتجمع في قلبها وتطغى على أي مشاعر ثانية..
كانت تكرهه.. تكرهه بجنون.. من كل قلبها كانت تكره مبارك.. وما حست بشدة هالكره وعمقه الا الحين يوم شافته جدامها وتمنت لو انه هو اللي كان ميت بدالهم..
تم مبارك واقف في مكانه وهو ملتفت لها ويطالع ظهرها وهي تمشي مبتعدة عنه لين ما اختفت ورا الاشجار الكثيفة وأكيد دخلت في الصالة..
ويوم حس بعمره انه واقف في نص الحوي، تحرك وهو يرتجف بكبره ومشى صوب موتره وهو يحس انه دايخ ومهموم.. ليش ؟؟ ليش اطالعته بهالنظرة؟؟ هالويه اللي عشق أدق تفاصيله وهالعيون اللي ابتسمت له بسعادة وبراءة في آخر مرة شافها فيها حطمته تماما الحين بهالنظرة اللي صوبتها لقلبه..
وفجأة .. مثل اللي نش من وسط كابوس واستوعب اخيرا انه كان يحلم.. فهم مبارك السالفة كلها.. كيف كان غبي لدرجة انه يفكر بإنه الماضي مجرد ماضي وانه اشباحه مستحيل تطارده وتخرب عليه الحاظر والمستقبل في نفس الوقت.. كيف كان غبي لدرجة انه يصدق بإنه ليلى كانت تعرف من البداية علاقته بوفاة امها وابوها ورغم هذا كانت تبتسم له وتتعامل وياه بشكل عادي؟؟
توه بس حس بإنها ما كانت تعرف أي شي .. وانها الحين عرفت الحقيقة كلها.. أكيد في حد خبرها.. نظرة الكره اللي عطته اياها عمره ما شاف مثلها وهو اللي كان متعود على أشد نظرات الكره والاحتقار من اللي حواليه.. طول سنوات عمره وعلى كثر الناس اللي قابلهم وحبهم وتعامل وياهم.. عمره ما تحطم من نظره مثل ما تحطم اليوم وهو يسترجع نظرة عيونها
احساس جارف بالذنب والهم استولى عليه وللحظة نسى مبارك كيف يشغل موتره.. وتم متلخبط مب عارف وين يدخل السويتش.. وعقب ثواني ردت له الحاسية وشغل موتره وطلع من البيت بصعوبة كبيرة..
كان فاقد التركيز تماما وهو يسوق موتره ولأول مرة من فترة طويلة جدا، دمعت عيون مبارك
ليلى كانت الحب اللي طلعه من عزلته ومن الوحدة اللي كان عايش فيها
وبالسرعة والسهولة اللي دخلت فيها حياته.. طلعت مرة ثانية وخلفت في داخل قلبه جرح كبير واحساس بالندم ما يعتقد في يوم انه ممكن يبرى
.
.
|