كاتب الموضوع :
Cheer
المنتدى :
القصص المكتمله
دقت مريم الباب للمرة الثالثة بس محد رد عليها، كانت حاسة انه ليلى فيها شي وانها متظايجة وايد من يوم طلعت عنها موزة.. خصوصا انها تمت حابسة عمرها داخل ولا حتى طلعت تتعشى او تسأل عن شمسة.. وموزة يوم روحت كان شكلها مظايجة بعد وهذا اللي زاد من خوف مريم عليها..
مريم: "ليلى؟؟؟ ليلى !!.. انزين لا تبطلين الباب بس ع الاقل ردي عليه.. والله اني مستهمة عليج"
ليلى كانت متلحفة ومتمددة على فراشها وما لها نفس تشوف حد او تسمع أي صوت.. وما كانت تفكر ابد انها تبطل الباب لمريم.. حتى خالد ما تباه يرقد عندها اليوم، عنده غرفته وخل يرقد فيها.. خلاص تحس انها تحطمت وكانت محتاجة انها اتم بروحها.. وتحاول انها تستوعب سلسلة الصدمات اللي مرت بها اليوم.. أول شي مايد اللي جرحها واتهمها بالانانية وعقبه موزة اللي جرحتها بشكوكها فيها وآخر صدمة كانت مبارك.. وأكبر صدمة كانت مبارك!!
مريم: " ليلى؟؟ ليلى ردي عليه ولا بخلي محمد يكسر الباب !!"
تأففت ليلى وقالت بصوت عالي:" مريوم ابا اتم بروحي.. بلييز!!"
مريم:" زين يوم رديتي عليه.. !! والله كنت احاتيج!"
ليلى: "أنا ما فيني شي بس ابا اتم بروحي .. ممكن؟؟"
مريم: "أكيد فديتج.. ومتى ما بغيتي ترمسين تعالي لي.."
ما ردت عليها ليلى وتمت مريم واقفة شوي عند باب غرفتها وعقب نزلت تحت لريلها اللي كان ميود شمسة في حظنه.. وأول ما شاف مرته سألها: " ردت عليج؟"
مريم: "هيه.. قالت تبا اتم بروحها.."
محمد: " غريبة.. ليلى عمرها ما كانت جي.. شو استوى بها مرة وحدة؟"
مريم: "ما اعرف!!.. الظاهر انها تزاعلت ويا ربيعتها على شي جايد.."
محمد: " حليلها.. خلاص عيل شموس بتم عندنا الليلة.."
ابتسمت مريم لشمسة بحب وقالت: "هيه.."
مشى محمد لغرفتهم ومشت مريم وراه وقلبها عند ليلى اللي ما تعرف شو استوى بها.. بس كانت حاسة بحزن فظيع وهي تفكر فيها.. وتمت تدعي ربها في داخلها عشان يخفف عنها ويشل الظيج والحزن من قلبها..
موزة بعد كانت مظايجة.. مب بس مظايجة، كانت شوي وبتذبح عمرها من الصياح.. احساسها بالندم كان فظيع واحساسها بالحزن على ربيعتها كان افظع.. اليوم حست انها ارتكبت جريمة كبيرة في حق صداقتهم وليلى ما تستحق منها هالمعاملة.. ليلى الحنونة اللي كانت ما تقصر وياها لا بوقتها ولا بعواطفها ولا بأي شي ثاني..
حطت موزة راسها ع المخدة وحست انها خلاص بتنعمي من كثر الدموع اللي ذرفتها عيونها اليوم.. كانت متولهة على ليلى وتبا ترمسها وتحسسها انها بعدها ربيعتها.. وانه ما في مخلوق في هالدنيا ممكن يفرق من بينهم حتى لو كان مبارك.. بس للأسف موزة كانت تعرف انها خربت كل شي.. وانه الجرح اللي جرحته لليلى مستحيل يبرى.. كانت تعرف انه ليلى كل ما بتتذكر علاقة مبارك بموت امها وابوها بتتذكر موزة لأنها هي اللي نقلت لها هالخبر.. وبتكرهها اكثر لأنها صدمتها بهالطريقة البشعة..
مبارك.. كل هذا استوى بسبب هوسها هي بمبارك.. خسرت ليلى وخسرت اجمل صداقة كونتها في حياتها كلها.. وكله بسبب هالهوس المَرضي اللي كان فيها..
تنهدت موزة وهي تمسح دموعها وقامت عن فراشها ومشت للبلكونة وهي تطالع الظلام اللي برى.. مبارك.. منو مبارك؟؟ وشو يكون بالنسبة لها؟؟ شو بينها وبينه؟؟ وشو من المشاعر يحمل لها؟؟ شو بالضبط علاقتهم ببعض؟؟ ولا شي!!.. مبارك مجرد وهم.. مجرد خيال وشبح تعلقت فيه موزة بجنون.. مجرد هوس ومشاعر مثيرة للشقفة ملت فيها الفراغ اللي في قلبها..
حست بموزة بألم فظيع في قلبها وقالت لانعكاس صورتها في زجاج البلكونة: " اصلا مبارك حاس فيج؟؟ طبعا لاء.. ! يعرفج؟؟ ممكن في يوم يفكر فيج؟؟ بعد لاء.. انتي ممكن تتخلين عن قيمج ومبادئج وتتعرفين عليه؟؟ مستحيل!!.. عيل ليش ذابحة عمرج عشانه؟؟ لييييييش؟؟ ليش تخليتي عنها عشانه!!! ليش؟؟"
ردت تصيح مرة ثانية وهي تفكر بليلى وبطلت باب البلكونة ويلست على الرخام البارد وتمت دموعها تنزل بصمت.. للأسف توها ادركت حقيقة مشاعرها لمبارك.. بس عقب فوات الاوان.. خلاص ليلى مستحيل تسامحها.. مستحيل..!!
.
.
مرت الليلة طويلة.. باردة وجافة.. كانت الثواني تمر والاحساس بالذنب يكبر اكثر واكثر في قلوب موزة ومايد وكان الجرح اللي في قلب ليلى ينفتح بعمق اكبر وهي تحس بعمرها وحيدة وبعيدة تماما عن كل اللي حواليها.. طول الليل وهي تفكر بحياتها وتستعيد شريط ذكرياتها من يوم كانت صغيرة.. كل شي تحبه وكل حد تعلقت فيه كان يتلاشى من حياتها مثل السراب.. كل ما تقترب من شخص يبتعد عنها..
حياتها كانت باردة وخالية من الحب.. صديقاتها نجوى وحياة تخلوا عنها في الوقت اللي احتاجت لهم فيه.. بعد وفاة امها وابوها ابتعدوا عنها نهائيا وكانت حجتهن انهن ما كانن يعرفن كيف يواسنها وانهن ما يحبن يروحن العزا..
حميد.. أول حب في حياتها وأول انسان يخفق لها قلبه.. فقدته قبل عرسهم بشهر
أمها وابوها .. بعد راحوا..
أحمد اللي اقتربت منه لثواني بسيطة بس تلاشى بعد من حياتها بنفس السرعة اللي دخل فيها
واليوم.. موزة ومبارك.. الاشخاص اللي احتلوا مكانة كبيرة في قلبها.. خسرتهم اثنيناتهم اليوم..
ليش؟؟ ليش كل هذا يستوي لها؟؟ ليش الفرح مستكثر انه يتم وياها اكثر من ايام وساعات معدودة؟؟
يعني شو اللي لازم تسويه؟؟ اتم جي بدون حب وبدون صداقة طول حياتها ؟؟
يمكن هذا هو الحل.. يمكن عشان تعيش بسلام.. بدون احزان وبدون حسرة وألم.. لازم تعيش بروحها .. وتكتفي باخوانها وبس.. اخوانها اللي في يوم من الايام بيجرحونها الواحد ورا الثاني .. تماما شرات ما جرحها مايد اليوم!!
.
.
.
الساعة ست الصبح نشت ليلى من الرقاد وهي حاسة انه راسها بينفجر.. ما تعرف كيف رقدت او متى رقدت .. كل اللي تذكره انها كانت تصيح وفجأة حست بعمرها تبطل عيونها وكانت الساعة في المنبه اللي حذالها ست ودقيقتين الصبح.. رفعت ليلى راسها عن المخدة وحست بمسامير تنغرز عند رقبتها بسبب الصداع.. وحتى ضوء الشمس الخفيف اللي تسلل من ورا الستاير خلاها تغمض عيونها بألم وهي تحتمي منه برموشها الكثيفة..
تنفست ليلى بعمق وهي تنش عشان تغسل ويهها.. الألم اللي في قلبها واللي كان ذابحنها ليلة أمس خف اليوم.. وكان مجرد وخزات بسيطة تحس بها كل ما يوا موزة أو مبارك على بالها.. وعقب ما طلعت من الحمام ترددت تغير بيجامتها ولا لاء.. وقررت تنزل تحت بالبيجاما لأنه اليوم الخميس ومحد بينش من وقت.. حتى الخدامات بيتأخرن في الرقاد..
طلعت ليلى من غرفتها ووايجت في الممر البارد وهي تحس بعيونها تعورها كل ما غمضتها.. كان ويهها احمر وعيونها منفخة من الصياح والحمدلله انه محد ناش عشان يشوفها بهالحالة لأنها ما كانت تبا ترد على أي أسئلة ولا حتى سؤال بسيط مثل " شحالج او بلاها عيونج منفخة" .. كانت تبا اتم بروحها.. بس بسبب الصداع الفظيع اضطرت تنزل المطبخ عشان تسوي لها قهوة .. وقبل لا تنزل، مرت على غرفة خالد وشافته راقد وهو مبطل الباب.. وسارت له ليلى وحبته على خده وهي تمسح على شعره.. كانت مستانسة لأنه رقد بروحه.. من زمان تبا تعوده يرقد في غرفته بس ما يهون عليها وامس كانت اول خطوة بالنسبة له عشان يتعلم يستقل عنها شوي ويعتمد على نفسه.. يلست ليلى عنده شوي وعقب نشت وطلعت من الغرفة واتجهت للمطبخ.
مايد كان يالس في المطبخ يشرب الكابتشينو اللي سواه لعمره قبل شوي.. طول الليل وهو يحاول يرقد بس مب قادر.. ليلى كانت اكثر من مجرد اخت بالنسبة له.. ليلى كانت امه وكل شي في حياته.. ومجرد احساسه بإنه جرحها كان مسبب له عذاب نفسي كبير.. وزاد هالعذاب يوم عرف انها حبست عمرها طول اليوم بدون اكل وبدون حتى ما تبطل الباب لخالد .. وكل هذا بسببه هو وبسبب جرأته ووقاحته وياها..
تساند مايد بإيده على الكاونتر وهو يتنهد.. ما كان يحب يجرح أي شخص.. هالاحساس فظيع.. مجرد انك تجرح الشخص اللي جدامك يخليك تحس بالغربة والوحدة.. وكأنك تجردت من كل الانسانية اللي فيك وانحدرت لمستوى اقل بوايد من مستوى البشر.. ومايد كان يحس بعمره حقير وهو يفكر بليلى..
اطالع مايد ارجاء المطبخ وهو يفكر بأمه كلثم.. ما يدري ليش يت في باله في هاللحظة بس كان يتذكر يوم كان صغير.. كم كان عمره؟؟ عشر سنوات؟؟ كان دوم ينش من الصبح.. من الساعة ست الصبح يكون يالس هني في المطبخ يطالعها وهي تخبز لأبوه خبز الرقاق اللي يحب يتريقه كل يوم.. في أيام البرد كان مايد يقرب ايده من الخبز الحار ويستمتع بالدفء اللي ينبعث منه.. وكان يبتسم لأمه بسعادة وهي ترد له الابتسامة بابتسامة احلى عنها..
وكانت هاذي هي الابتسامة اللي شافتها ليلى على ويهه وهي داخلة المطبخ الساعة ست وربع الصبح.. تمت واقفة عند الباب تطالعه وهو يطالع الرخام اللي على الكاونتر ويبتسم ابتسامة غريبة تجمع بين السعادة والحزن.. وساعتها نست كل اللي صار بينهم امس واقتربت منه وهي تبتسم له وسألته: " حبيبي شو موعنك من الحين؟؟ اليوم الخميس!"
اطالعها مايد وهو متفاجئ انه في حد غيره ناش هالحزة ويوم استوعب سؤالها تم مبطل حلجه وهو مب مصدق انها سامحته.. وبسرعة رد عليها قبل لا تغير رايها وترد تخاصمه وقال: " ما رمت ارقد"
مشت ليلى على يمينه ويلست تسوي لها فلتر كوفي ومايد يطالعها في بيجامتها الواسعة اللي بنطلونها اطول من ليلى بمرتين ويبتسم.. كان شكلها طفولي وايد وشعرها القصير يحيط بملامح ويهها الحلوة.. بس عيونها كانت منفخة وكان واضح انها كانت تصيح امس.. وهالشي خلا مايد يحس بالذنب اكثر.. تسامحها وياه خلاه يحس بالذنب اكثر..
مايد (وهو يطالعها بارتباك): " ليلى أنا .."
ابتسمت له ليلى وقالت وهي تقاطعه: " أمس كنت افكر بكلامك مايد.. معاك حق.. سارة لازم تنعرض على دكتور.. وأنا بوديها عند احسن دكتور نفساني.. بس مب الحين .. في الصيف.. "
مايد: " بس أنا.."
ليلى: " افكر نسافر لبنان في الصيف.. او مصر.. وهناك نوديها عند الطبيب.. وجذي محد بيعرف.. بنتم الصيف بطوله هناك وبوديها تتعالج يوميا.. شو رايك؟؟"
مايد: " ما اعرف!!.. اللي يريحج سويه ليلى انا ما كان لي حق اني اقول لج الرمسة اللي قلتها امس.. انتي ادرى بمصلحة سارة واللي تشوفين انه يناسبها سويه.."
يلست ليلى حذاله ع الكاونتر وقالت: " لا يا مايد.. انا وانته ومحمد .. ثلاثتنا نشترك في المسئولية.. ولك كل الحق في انك تعبر عن رايك وتقول اللي تباه.. اوكيه حبيبي؟؟"
ابتسم مايد وقال لها : " تعرفين اني ما قصدت اللي قلته امس صح؟"
ليلى: " أعرف.. وحتى لو كنت تقصده..شو فيها؟؟ منو منا خالي من العيوب؟؟ "
مايد (وهو يبتسم بثقة): "انتي.."
ضحكت ليلى بتعب وقالت: " لا يا مايد.. انا بالذات كلي عيوب.. بس انته ما تشوفها لأنك تحبني ولأنك قريب وايد مني.. ونحن ما نقدر نحكم على الناس اللي نحبهم ولا نقدر نقيم شخصياتهم.."
ما رد مايد عليها.. ولا ردت هي تتكلم.. شربوا قهوتهم وهم ساكتين وعقب دقايق نش مايد عشان يسير يرقد له كم ساعة لأنه بينش الساعة تسع وبيسير ويا اليهال دبي..
وتمت ليلى يالسة في المطبخ تفكر وتبتسم وهي حاسة بالراحة لأنها تصالحت ويا مايد..
.
.
|