كاتب الموضوع :
Cheer
المنتدى :
القصص المكتمله
.
دخلت ياسمين بيتهم وهي لابسة نظارتها الشمسية عشان تخبي عيونها اللي كانن حمر ومنفخات من الصياح، وكانت تتمنى وهي داخلة انها ما تشوف أي حد جدامها لأنه مزاجها كان صدق معتفس ومالها نفس تتكلم.. بس للأسف أول ما دخلت، شافت أمها يالسة على القنفة في الصالة وتطالع التلفزيون ويوم شافت ياسمين ياية من برى وقفت بسرعة وهي تسألها بعصبية: " من وين ياية حظرتج؟؟"
تنهدت ياسمين بتعب وقالت لها: " ياية من عند نهلة.."
مريم: " انتي مطلقة!!.. والمفروض ما تطلعين من البيت.. شو تبين الناس يقولون عنا؟؟"
ياسمين (باستخفاف): " لا تحاتين ما بيقولون عنج انتي شي.. بيقولون هاي ياسمين صدق ما تستحي حتى وهي توها مطلقة مب مخلية مكان ما تسير له.. وبيقولون بعد يحليلها امها وايد متأذية منها!!"
اطالعتها امها من فوق لتحت وقالت وهي تتجاهل اللي سمعته توها : " وشو هالورقة اللي في ايدج..؟"
ترددت ياسمين وهي تفكر تخبرها ولا لاء.. وماتعرف شو اللي خلاها تقول: " هاي ورقة تسجيل.. خليت نهلة تقدم اوراقي في الجامعة.. "
مريم: " الجامعة؟ وليش تسيرين الجامعة؟؟ من متى انتي تحبين الدراسة..؟"
ياسمين: "أففف.. من اليوم!!.. فيها شي؟؟ ولا ممنوع بعد؟"
مريم (ببرود وهي ترد تيلس وتطالع التلفزيون): " لا .. على هواج سوي اللي تبينه"
اطالعتها ياسمين بظيج وركبت الدري بسرعة وهي سايرة غرفتها.. الاحداث اللي استوت اليوم تعبتها وايد وكان لازم اتم بروحها شوي عشان تفكر بكل قراراتها المستقبلية وتشوف اذا الفكرة اللي في بالها بتكون في صالحها ولا لاء..
.
.
ما يعرف شو بلاه اليوم، بس من اول ما نش الصبح وهو يبتسم.. وكأنه بيسمع خبر حلو في هاليوم بالذات.. مهما حاول انه ملامحه تكون جدية كان مب قادر يشل هالابتسامة الغبية عن شفايفه.. مبارك كان صدق مستانس اليوم ومن كثر وناسته مب قادر يخبي هالشي.. والغريب انه هو بروحه مب عارف شو مصدر هالسعادة .. كل اللي يعرفه انه هالاحساس حلو ويباه يستمر على طول .. كل اللي شافه اليوم استغرب وخصوصا السكرتيره اللي شوي وبتيها جلطة من الصدمة لأنه مول ما هزبها ولا اطالعها بنظرة حادة.. والمحاسب اللي كل مرة يرتجف بكبره من يوقف جدامه، اليوم حس مبارك انه عضلاته ارتخت وكان ماخذ راحته في الرمسة وياه..
لهالدرجة أنا جاسي ويا الناس اللي حواليه؟؟
هاذا هو السؤال اللي كان في بال مبارك وهو ينزل من موتره ويمشي لباب الصالة الساعة وحدة ونص الظهر.. كان بيموت من اليوع وريحة المالح اللي شمها أول ما اقترب من غرفة الطعام دوخت به.. ويوم وقف عند الباب شاف امه يالسة ترتب الطاولة ويا الخدامة وابتسم لها وهو يسلم عليها وهي اول ما سمعت صوته نور ويهها بابتسامة كلها فخر وحب وحنان..
مبارك: " السلام عليكم "
ام ظاعن: " وعليكم السلام ورحمة الله هلا فديتك.. اليوم ياي من وقت؟"
مبارك: " هيه خلصت شغلي ورديت.. اااه يا ريحة المالح.. والله من زمان خاطريه فيه امايه.. "
ام ظاعن (وهي تقترب منه وتوقف مجابلتنه): " اعرف انك تحبه عشان جي وصيت يارتنا ام سليمان تييب لي اياه من دبا.."
مبارك (وهو يحبها على راسها) : " فديت روحج .. ما تقصرين يالغالية.. انا بسير اغير ثيابي وبرد اتغدى لأني يوعااان.."
ام ظاعن: "زين لين تغير انته ثيابك بيكون ابوك رد من برى.."
مبارك: " وظاعن وعياله وينهم اليوم؟"
ام ظاعن: " معزومين في بيت اهل فاخرة.."
مبارك: "أهاا.. زين عيل ثواني وبرد لج امايه.. ما بتأخر.."
ركب مبارك الدري وهو ساير غرفته وتمت امه واقفة تطالعه وهي تبتسم بسعادة وراحة.. من زمان ما شافت مزاجه معتدل جي.. رغم انه يضحك جدامهم ويسولف ويلاعب بنات اخوه بس بعد كانت امه تحس انه في داخله الحزن بعده مسيطر على الجانب الاكبر من قلبه وروحه.. بس اليوم كان مبارك غير.. كان في عيونه بريق غريب ما شافته من قبل.. أو يمكن شافته بس من زمان وايد.. ونسته والحين ردت تتذكره.. هالبريق اللي في عيونه وهالضحكة اللي ضحكها اليوم كانت موجودة على ايام مرته نجلا الله يرحمها.. واختفت تماما عقب وفاتها.. ومجرد انه امه شافت هالنظرة والابتسامة الحين خلاها تتشجع اكثر ويوم رد مبارك من فوق وهو لابس البيجاما ويلس يتغدا، يلست امه حذاله واستغلت الفرصة بما انه ابوه بعده ما يا من العزبة وقررت تكلمه في الموضوع اللي في بالها..
________________________________________
أم ظاعن (وهي تقرب صحن السلطة منه): " بالعافية حبيبي.. "
مبارك : " الله يعافيج امايه.."
ام ظاعن:" الله يوفقك فديتك ويعطيك على قد نيتك.. ويرزقك ببنت الحلال اللي تسعدك وتهنيك.."
ابتسم لها مبارك وهو يقول: "امين. .الله يسمع منج امايه.."
ام ظاعن استانست لأنه ما تظايج من طاري العرس وقالت: " والله يا مبارك انه الف من تتمناك.. وانته بس شل هالعناد من بالك وصدقني بحصل لك بدل العروس الوحدة عشر.."
مبارك (وهو يسوي عمره يفكر): " أممممممم.. يصير خير ان شالله.. بفكر بالموضوع.."
ام ظاعن: "وليش هالموضوع يباله تفكير؟ مب زين جي اتم بليا حرمة.. حتى مكروه في الدين..!"
مبارك :" انزين امايه ومنو قال لج اني بتم جي الله يهديج بس!.. أكيد بعرس.. بس عاد ما باخذ الا اللي في بالي .."
ام ظاعن: "وييييييييييه فديت روحك انته بس خبرني منو اللي في بالك ولا تشيل هم..!"
مبارك: "ان شالله امايه اكيد بخبرج بس صبري عليه شوي خليني اخلص هالكم شغلة اللي بين ايديه هاليومين وعقب بتفرغ لهالسالفة.."
ام ظاعن: " على راحتك حبيبي.. على راحتك.."
كمل مبارك غداه ويلست امه تطالعه وهي مستانسة.. وما تبا الدموع تنزل من عيونها عشان ما تخرب على ولدها مزاجه.. كانت مب مصدقة انه مبارك اخيرا ودر عناده وبيعرس.. منو ما كانت هالبنية اللي اختارها ولو ان شالله كانت وحدة يعرفها بالتيلفون ، ام ظاعن ما يهمها.. هالبنية اللي طلعت ولدها من عزلته وكآبته تستاهل انها تحبها وتحطها فوق راسها بعد..
.
.
في غرفتها، وعقب ما تغدت ويا اهلها وخلصت. .كانت لطيفة يالسة تراجع دروس الفيزيا لأنه عندها امتحان باجر.. خلاص هاي اخر ايام الكورس ولازم تشد حيلها عشان ترفع درجاتها.. وأبوها ما قصر وياها وحط لها مدرس لكل مادة.. عشان جي لازم ما تخيب ظنه فيها لأنها وايد اهملت دراستها هالسنة..
وهي تراجع المسائل، كانت تحس برغبة فظيعة انها تسير وتبطل الكمبيوتر وتيلس ع النت.. وفي داخلها كانت تصارع هالرغبة بكل إصرار.. كل شوي تقول بسير بس بجيك ايميلي .. ثواني وبطلع من النت.. بس عقب ترد وتقول لاء.. أنا خلاص قررت اني ابتعد عن النت وهذا اللي بسويه..
لطيفة كانت تعرف انها مدمنة، عشان جي قررت تشغل نفسها بالقراءة والدراسة واليلسة ويا اهلها عشان تتعود انها تكون بعيدة عن الكمبيوتر.. والحين يوم حست انها خلاص مب رايمة تدرس من كثر ما تفكر انها تكون اون لاين.. شلت الشال الصوفي اللي كانت فارتنه على الكرسي الهزاز وغطت به الكمبيوتر.. وابتسمت ابتسامة انتصار وهي تحس بالراحة لمجرد انها ما تشوف الكمبيوتر
ويوم ردت تيلس على الشبرية عشان تكمل مذاكرتها، قررت ترمس ابوها يوم بتشوفه وتخبره انها تباه يقطع النت عنها لأنها ما عادت تحتاجه خلاص
.
.
في العين مول، الساعة 2 الظهر، كان مايد وربعه توهم طالعين من فلم هاري بوتر اليديد.. بما انه اليوم الأربعاء طلعوا من المدرسة من وقت ويوا يتمشون في المول وعقب دشوا يشوفون الفلم.. والحين قرروا يسيرون المبزرة بما انه الجو كان حلو .. بس مايد ما بغى يسير وياهم..
حميد: " ليش ميوود!!.. تو الناس من الحين بتروح البيت؟"
مايد: " والله تعباان امس ما رمت ارقد وحتى الفلم توني ما شفت منه شي .. كل شوي عيوني تغمض.."
سالم: " تبا الصراحة شكلك اليوم صدق تعبان.. حتى مالك بارض تسولف وتضحك.."
مايد: "انا برقد للعصر والساعة خمس ان شالله برد اظهر وياكم.. أوكى؟"
حميد: " خلاص بنتلاقى في باسكن روبنز.. خاطريه في ميلك شيك.."
مايد: "زين .. حلو.. ياللا الحين برد البيت.. باي باي.."
سار عنهم مايد وهو يحس انه راسه بينفجر.. أمس مول ما رام يرقد بسبب احساسه بالذنب، افف منها عليا!! حطته في موقف محرج واضطر انه يجرحها عشان مصلحتها.. عيل ليش هالاحساس بالذنب الحين؟.. يا ربييه!! صدق انه البنات ما وراهن الا عوار الراس والقلب.. شل مايد عليا من باله عشان لا يرد يتظايج وكان متصل بإشفاق دريولهم من قبل والحين شافه يترياه تحت في الباركنات وركب وياه عشان يرد البيت
وفي السيارة اتصل به مترف ورد عليه مايد وهو مغمض عيونه ومتساند على السيت ..
مايد: "هلا والله.."
مترف: "أهليين.. شحالك ميود.؟"
مايد (وهو يضغط بأصابعه على مكان الألم):" والله مصدع بس الحمدلله ع كل حال.. "
مترف: " ما تشوف شر ان شالله.."
مايد: "الشر ما اييك.. انته شحالك؟"
مترف: "انا الحمدلله بخير.. متصل اشوفك بتي باجر الاستوديو ولا لاء..؟"
مايد: "لا ان شالله باي .. انا وامولة وسارونه.. بس أي ساعة؟"
مترف: "تعالوا الصبح.. الساعة 11 هو يكون موجود .. وحتى لو ييتوا قبل عادي انا موجود في التلفزيون من الساعة تسع الصبح.."
مايد: "لا مستحيل اطلع من البيت قبل الساعة تسع.. تعرفني ما ارقد من وقت.."
مترف: "خلاص عيل بشوفكم الساعة 11 .. بس بتتغدون عندنا!!"
مايد: " هيه أكيد والله متوله على طباخ امك.. "
مترف: "اليوم كانت تسأل عنك واستانست يوم قلت لها انكم بتون باجر.. "
مايد: "حليلها خالوه.. !.. سلم عليها.."
مترف: " ان شالله يبلغ.. خلاص عيل ميود انا برقد الحين هلكان من المدرسة."
مايد: "أوكيه وانا بعد برد البيت وبرقد.. برمسك عقب ان شالله.."
مترف: " اوكيه باي.."
مايد: "باي"
بند مايد عن ربيعه وتم مغمض عيونه عل وعسى يخف عنه هالصداع اللي ذابحنه من الصبح.. ويوم وصل البيت نزل ومشى بسرعة داخل عشان يرقد.. بس أول ما دخل الصالة شاف أموله يالسة فوق سارونه وتكفخها وسارونه تصيح وفي نفس الوقت متيودة بشعر اختها وتمطه بقوة.. انصدم مايد من اللي شافه، هالثنتين نادرا ما يتظاربن .. يعني ممكن كل وحدة فيهن تفر على الثانية كلمة بس مب لهالدرجة.. !
اقترب منهن مايد وهو مول ماله بارض وحاول يسحب امل عن ساره وهو يقول بظيج: " لولووه يالدبة قومي عن اختج.. ذبحتيها!!"
أمل (بعصبية وهي تغرز أظافرها في رقبة أختها ) : "هي الدبة وهي الحيوانة والحمارة بعد!!"
سارة: "أااااااااااي... ميوووود شلها عني!!! أاااي قطعتني السبالة!!"
أمل (وهي ترد تظربها): "انتي السبالة!!"
حاول مايد يسحب أمل بس ما قدر .. اثنيناتهن كانن متعلقات ببعض وكل وحدة فيهن تمط شعر الثانية.. ويوم خلاص انقهر منهن قال بصوت عالي:" التعني انتي وياها وما يخصني فيكن.. بس والله ان ما تأدبتن باجر بسير دبي بروحي.. وانتي انسي سالفة البرنامج نهائيا!!"
قبل لا يخلص مايد جملته نشت أمل عن بطن اختها ووقفت بعيد عنها وهي تطالع الأرض بإحراج.. وسارة يلست في مكانها وغطت ويهها بإيدها وتمت تصيح..
مايد:" ااااخ يا راسي!!.. والله بروحي مصدع ومب متفيج لكن.. امولة ليش ظربتيها؟"
أمل (بصوت عالي): "هي اللي ابتدت وفرت عليه الرموت كنترول"
سارة (وهي تصيح): " سبتني وقالت لي صياحة وخسفة!!.. وما خلتني اشوف الآنسة صفاء..!! هي يوم تيلس تشوف دراغون بول انا ما اقول لها شي وايلس اشوف وياها.. وهي كله تغير القناة يوم انا اطالع التلفزيون..!!"
أمل: " جذابة!!! والله انها جذابة!!.. تقص عليك انا ما سبيتها!!"
مايد: "افففففف.. بس انتي وياها خلاص.. والله ان سمعت لكن صوت ماشي سيرة دبي باجر.. تفهموون؟؟"
هزت أمل راسها وقالت سارونه: " ان شالله"
وتمن يطالعن بعض بنظرات جليديه لين ما ركب مايد فوق واختفى عن انظارهن.. ساعتها اطالعت أمل سارة باحتقار وقالت: " فتانة!!.. "
سارة: " انا مب فتانة.. إنتي أول خبرتيه عليه وانا عقب خبرته.."
أمل: " الرموت كنترول عندي وتحلمين تشوفين صفاء العلة!!"
سارة (وهي تمسح دموعها وتوقف عشان تيلس عند التلفزيون): "عااااااااادي.. انا بيلس عند التلفزيون وما بترومين تسوين شي .. كل ما تغيرين القناة ببند التلفزيون!!"
غيرت أمل القناة بسرعة وبندت سارة التلفزيون في نفس اللحظة وقامت أمل بتظربها بس تذكرت كلام مايد ويلست وتمن اثنيناتهن يطالعن بعض بنظرات حادة والتلفزيون مبند ولا وحدة فيهن شافت الكارتون اللي تبا تشوفه بسبب عنادهن..
مايد يوم ركب فوق شاف ليلى يالسة في الصالة وهي تحاول تحفظ خالد دوره في المسرحية اللي بيسوونها في الروضة.. وخالد كان يردد الكلمات وياها بصوته المبحوح اللي راح بسبب الحلاوة اللي علقت في بلعومه امس..
ابتسم مايد وهو يشوف هالمشهد الحلو جدامه.. ليلى يالسة ع القنفة وخالد يالس ع الارض جدامها ومريح راسه على ريولها وهي تمسح على شعره وتقرا المكتوب في الورقة وهو يردد وراها..
في هاللحظة.. تمنى مايد لو يرد صغير ويحط راسه هو بعد في حظن اخته.. تمنى لو يقدر يحس بالأمان مثل ما هو متأكد انه هذا احساس خالد ويا اخته ليلى..
حست ليلى بوجود مايد واطالعته وهي تبتسم.. وهني انقبض قلب مايد.. كل ما تكبر اخته ليلى يزيد الشبه بينها وبين امه لدرجة انها وهي تبتسم له الحين.. حس بالزمن يرد سنين ورا وتخيل للحظة انه هاي امه مب اخته العودة.. وانه اللي في حظنها مب خالد.. هذا هو مايد يوم كان صغير..
ليلى (بقلق) : " ميودي؟؟ شو فيك حبيبي؟ ليش جي ويهك غادي اصفر؟؟"
مايد (وهو يرد للواقع): " هاا؟؟ لا ما شي.. امممم مصدع شوي.. اقول ليلى ابا ارمسج شوي في موضوع"
ليلى: "أكيد.. تعال ايلس.."
مايد : " خلوود انزل تحت عند خواتك انا وماماه ليلى عندنا سر.."
خالد اللي دوم يحس برهبة من اخوه مايد هز راسه ونزل بسرعة تحت .. وابتسم مايد وهو يشوف جسمه الصغير يتحرك بسرعة على الدري.. وقال لليلى: " الموضوع عن سارة.."
بطلت له ليلى عقمة الكندورة عشان يرتاح اكثر وسألته: "بلاها سارونه؟"
مايد: "ما تلاحظين انه تصرفاتها ساعات تكون غريبة..؟؟"
ليلى: "اممم لا والله ما لاحظت هالشي.. "
مايد: " انتي تعرفين انه حالتها النفسية كانت تعبانة وهي صغيرة.. وليلوه بصراحة انتي المفروض ما كنتي تقطعين العلاج النفسي اللي كانت تتعالجه.."
تنرفزت ليلى من هالموضوع وقالت بعصبية: " وليش ما اوقف العلاج؟ انته تشوفها الحمدلله ردت طبيعية.. عقب وفاة امي وابويه الله يرحمهم الصدمة كانت قوية وايد عليها وكانت ما ترمسنا ولا تاكل ولا تتفاعل ويانا ابد.. بس الحين خلاص تعدت هالمرحلة واستوى عندها ربيعات وانته بنفسك ما تقدر تنكر انها طبيعية جدا.."
مايد:" ادري انها طبيعية انا ما قلت انها خبلة.. بس بعد سارونه قالت لي انها تسمع اصوات احيانا.. وامس سمعتها ترمس بروحها.."
ليلى: "اليهال كلهم جي.. حتى انا يوم كنت صغيرة كنت وايد اتخيل انه عندي اصدقاء وهميين وارمسهم احيانا.. "
مايد: "لا يا ليلى سارة غير.. سارة تخاف من هالاصوات.. والدليل انها هذاك اليوم يوم نشت فليل وركضت لغرفتي كانت خايفة من شي!!"
ليلى: "كان مجرد كابوووس.. مايد شو اللي تبا توصل له بالضبط..؟"
اطالعها مايد وقال بجدية: " سارة محتاجة علاج نفسي.. !!"
انقهرت ليلى منه ووقفت وهي تقول بصوت عالي:" يا سلام!!.. عشان الناس يقطعونا بإشاعاتهم وباجر ما بيتم حد ما بيسميها ساروه الخبلة!! "
وقف مايد وقال بنفس نبرة صوتها: " وهذا اللي يهمج انتي؟؟ الناس؟؟؟ "
ليلى: "أكيد الناس يهموني.. إذا حد فكر مجرد تفكير انه سارة فيها حالة نفسية تتوقع انهم يرحمونها؟ في المدرسة وفي كل مكان تسير له بيتهامسون وهم يقولون هاي مينونة وكل حركاتها وكلامها بيتفسر على انه حركات وحدة خبلة!!.."
مايد: " وإذا تمت جي بدون علاج بتكبر وهي متعقدة ومكتئبة وحالتها بتزيد لين ما تفقد السيطرة على تصرفاتها.. شو بتسوين ساعتها؟؟ بتسيرين للناس اللي خايفة من رمستهم وبتخلينهم يساعدونج؟؟"
ليلى:" سارونه طبيعية وما فيها أي شي.. كل هالكلام اللي قلته مجرد تهيئات منك انته"
مايد: " تعرفين؟؟ عمري ما تخيلتج بهالانانية يا ليلى!!"
انصدمت ليلى من كلامه وتمت ساكتة وهي تطالعه بنظرات يقطر الجرح منها.. ومايد ما نزل عينه عنها لحظة وهو يتحداها ترد عليه.. كان يعرف انه جرحها بس صدق قهرته وقهره تمسكها برايها الخاطئ..
ليلى (بهمس): "أنا يا مايد؟؟ أنا تقول عني انانية؟؟"
مايد: " هيه انتي انانيه.. ما فكرتي للحظة وحدة بسارة.. كل اللي فكرتي به هو كلام الناس وبس.. فكرتي بصورتج انتي جدامهم... ما فكرتي انه اختج ممكن تكبر في يوم وتكبر عقدها وياها وعادي حتى انها تنتحر.. لا تتفاجئين من هالشي لأنه المريض النفسي عمره ما يكون واعي لتصرفاته..!! تمي جي يا ليلى اوكى؟ تمي جي فكري بعمرج انتي وبس وشوفي اختج وهي تتحطم جدامج..وانا من اليوم ما يخصني فيها ولا فيج!!"
سار مايد غرفته وصك الباب وراه بقوة وأول ما دخل تم متساند ع الباب وغمض عيونه وهو يفكر بالكلام اللي قاله لليلى.. وايد طول لسانه عليها .. هو اللي ما يحب ابد يشوفها متظايجة ويعتبرها امه الثانية ، اليوم كان السبب في جرحها.. كره نفسه عشان هالشي وكره فكرة انها مب قادرة تفهمه وتصدق انه سارة محتاجة لمساعدة طبية..
ليلى تمت واقفة تطالع الممر اللي اختفى فيه اخوها.. ودموعها تنزل من عيونها بحراره.. ما تخيلت في يوم من الايام انه واحد من اخوانها ممكن يتهمها بالانانية.. أي شي توقعته منهم الا انهم ينكرون كل اللي سوته عشانهم.. وخصوصا مايد.. مايد هو الوحيد اللي ما تخيلت في يوم انه يكون بهالقسوة وياها.. شو يتحراها ما حست بسارة وكل اللي يستوي وياها؟؟ ما حست انه اختها مب شرات باجي اليهال؟؟ ليلى كانت حاسة بكل شي وساكتة.. مب عشانها ولا عشان كلام الناس.. بس لأنها كانت متأكدة انه هاي مرحلة وبتعدي.. وانه اختها وايد حساسة وكل ما تكبر اكثر بتقوى اكثر وبتخف عزلتها وبيتلاشى حزنها.. كيف تجرأ واتهمها بإنها تفكر بنفسها وبس.. كيف عقب ما ضحت بكل شي عشانهم يجحد هالشي من أول موقف تخالفه ليلى في رايه..؟
حطت ليلى ايدها على قلبها وهي تحس به ينعصر من الالم وسارت غرفتها بسرعة عشان تفرغ شحنة الدموع اللي تيمعت في عيونها..
وأول ما صكت هي باب غرفتها طلع مايد من غرفته وهو لابس ثياب الرياضة.. خلاص من كثر ما هو مقهور كان مب قادر يرقد.. وقرر يطلع يركض في الفريج شوي يمكن يخفف من حدة الغضب اللي في داخله
.
.
|