كاتب الموضوع :
Cheer
المنتدى :
القصص المكتمله
في الصالة، كانت عليا خلاص متمللة ومب متحملة سوالف ليلى اللي كانت ما تهمها مول.. كانت تطالعها وتبتسم بس أفكارها في مكان ثاني.. وكل شوي تضحك على اللي تقوله ليلى او ترد عليها بكلمات بسيطة مثل: "اهاا.. هييه.. هممم.." او اتم ساكتة وهي تلعن الساعة اللي فكرت تي فيها العين.. لو تامة في بيتنا وراقدة مب احسن لي؟؟ شو اللي خلاني آي هني..؟؟
في هاللحظة رن موبايل ليلى وأنقذ عليا من سوالفها.. وابتسمت ليلى يوم شافت انه اللي متصلة هي موزة وقالت لعليا.. : " ثواني بس؟"
عليا (وهي تقوم من مكانها ): " لا لا .. خذي راحتج حبيبتي انا بتمشى شوي في الحديقة.."
ليلى (وهي ترد ع التيلفون): "أوكييه... ألووو؟ هلا مواز.."
نشت عليا من مكانها وسارت صوب باب الحديقة الزجاجي وبطلته وطلعت برى.. وتمت ليلى تطالعها وهي حاسة انه هالبنية مب هينة ووراها سر كبير.. بس استغفرت ربها وردت تركز على رمسة ربيعتها..
موزة: "شحالج غناتي؟؟ "
ليلى: "الحمدلله حبيبتي انتي شحالج؟"
موزة:" بخير ربي يعافيج.. امممم... تولهتي عليه؟؟"
ابتسمت ليلى وقالت: " شو هالسؤال؟؟ المفروض تعرفين اني دوم اتوله عليج.. ما يحتاي تسأليني"
موزة (بدلع):" هيه بس بعد احب اسمعها منج.. ياللا قولي لي تولهتي عليه؟؟"
ليلى: " تولهت عليج وااااااااااااااايد.. فديت روحج والله انج دوم على بالي.."
موزة: " حبيبتي والله!!. انتي انشغلتي عني وايد في هالفترة ولازم تعوضيني.."
ليلى: "امممم.. اوكيه ما عندي مانع.. شو التعويض اللي تبينه.."
موزة: " شو رايج نسير الحديقة يوم الاربعا الياي؟"
ليلى: "أوكيه ما عندي مانع.. "
موزة:" بس تعالي بروحج.. خلي اليهال عند مريم.. "
ليلى:" اوييه لا ما اروم اعبل عليها.."
موزة: "لا بتعبلين عليها ولا شي.. بالعكس احس بها تموت في اليهال ووايد تحب اخوانج.."
ليلى: " هيه فديتها مول مب مقصرة وياهم.."
موزة: " اممم.. انزين.. وشو بعد؟"
ليلى: " هييه نسيت اخبرج.. راويت عمي اللوحة مالت شمووس.. اسميه استانس!!.. والله وايد وايد استانس عليها وقال بيعلقها في مكتبه في الشركة عشان كل حد يشوفها.."
احمرن خدود موزة من الوناسة وقالت:" صدق؟؟ يااااي استانست!!.. بصراحة بصراحة.. عمج ذوقه راقي.. وما الومه يوم عيبته اللوحة .. تراني انا راسمتنها.."
ليلى: "هههههههه.. بس بس .. لا تصدقين عمرج وايد.."
موزة: " هههههه تدرين؟ من عقب ما نجح المعرض اللي سويته افكر اسوي معرض ثاني.."
ليلى: " وااااااو.. ياللا سوي معرض ثاني بس هالمرة لازم ترسمين لوحة وتسمينها ليلى.."
موزة: " وانتي ما بتشاركيني في المعرض؟"
ليلى: "أنا؟؟ بس فديتج انا ما صورت شي يديد.."
موزة: " عيل ياللا شو تتريين.. فكري ب theme معين وصوري .. انا ما عندي الا سبع لوحات ويوم برسم 15 لوحة بسوي المعرض.. لين هذاك الوقت بتكونين فكرتي بشي وبيكون عندج مجموعة حلوة من الصور.. شو رايج؟"
ليلى: " خلاص حبيبتي.. ما عندي مانع.. ومشكورة انج فكرتي فيه.."
موزة: "عن السخافة انزين؟ نحن ما امبينا هالرمسة.."
ليلى: " موازي والله تولهت عليج.. أحس انه عندي وايد اشيا ابا اقول لج اياها.."
موزة: " اممم خلاص اسمعي.. أنا ولطوف بني بيتكم باجر.. وبنيلس وبنسولف على كيف كيفنا.. شو رايج؟؟"
استانست ليلى من الخاطر وقالت: " يا ريت والله.. متى بتون؟"
موزة: " العصر جي.. اوكى؟"
ليلى: " أوكيه غناتي.. "
موزة:" ياللا حبيبتي بخليج الحين بسير اشوف فرندز.."
ليلى: " اوكيه وانا بعد بسير اشوفه.. ياللا فمان الله.."
موزة: " مع السلامة.."
بندت ليلى عن موزة وسارت فوق عشان تشوف التلفزيون في غرفتها وبالمرة تيلس ويا مريم اللي كانت ويا شمسة.. ويوم دخلت غرفتها شافت مريم طايحة ع الشبرية وتلاعب شمسة اللي كانت واعية .. مريم كانت ترمسها بحنان وتسوي لها حركات بويهها وإيدها وشمسة تطالعها بانبهار.. وعيونها الحلوة تتحرك بنفس الاتجاه اللي تتحرك فيه اصابع مريم.. ابتسمت لهن ليلى وهي تيلس على طرف الشبرية وقالت لمريم: " ماشالله تعرفين تتعاملين ويا اليهال مع انه ما عندج خبرة في هالمجال.."
مريم (وعيونها على شمسة): " ما احس انه هالشي يباله خبرة.. اليهال ما يبالهم الا انج تحبينهم.. وانا مب بس احب شمسة.. والله اني اموت فيها.."
ليلى: " فديت روحج.. وهي بعد احس بها تعلقت فيج وايد.. مجرد انها تشوفج على طول تسكت.."
مريم: " بعدها صغيرة ما تميز بين الاشخاص .."
ردت مريم تلاعب شمسة وتمت ليلى تطالعها بحزن وهي تفكر انها بتعيش طول عمرها بدون يهال.. يا ترى محمد بيروم يتحمل انه يتم جي بدون عيال؟ طبعا لاء.. ومن حقه انه ياخذ له حرمة ثانية تييب له الولد اللي بيحمل اسمه.. بس مجرد انها تشوف مريم جدامها تحس ليلى بالذنب من مجرد تفكيرها بهالافكار.. مريم تستاهل كل خير.. يكفي انها من يوم دخلت حياتهم وهي تنشر البسمة والحب في كل ركن من أركان البيت..
في هاللحظة، سوت شمسة حركة بشفايفها وكأنها ابتسمت.. وتخبلن ليلى ومريم عليها وهن يبوسنها ويتفدنها ونست ليلى أفكارها عن مريم ومستقبلها وما شغل بالها الا هالملاك اللي كانت في حظنها الحين..
كانت عليا تمشي في الحديقة بحزن وهي تحس انه قلبها يتفتت مع كل خطوة تمشيها.. الجو كان ربيعي ورائع .. والشمس ابتدت حرارتها تخف وريحة شجيرات الياسمين والريحان والجوري كانت تنتقل مع النسيم الهادي وتترس قلب عليا بحزن ما تعرف شو مصدره بالضبط.. كانت تحب مايد، مهما حاولت تنكر هالشي ومهما حاولت انها تقول لنفسها انه مجرد اعجاب .. بس في النهاية كانت تعرف انه شي اكبر من الاعجاب والميول العادي.. مشاعرها تجاهه كانت مشاعر حب.. بس ليته يحس فيها ولو شوي..
المرة اللي طافت يوم كانت هني في بيتهم، بين لها انه هو بعد معجب بها.. بس عقب رد ولبسها.. عليا تعرف انه هاي كلها حركات عشان ما يبين لها انه ميت عليها.. وتعرف انه في داخله يحبها.. بس لو يودر كبريائه شوي ويعترف لها.. كل شي بيكون بخير..
تنهدت وهي تبتسم للمنظر الرائع اللي شافته جدامها.. أوراق شجرة اللوز الكبيرة كانت طايحة في النافورة الدائرية اللي في نص الحديقة وشكلهن ويا السمجات الذهبيات اللي يسبحن في النافورة كان يطير العقل.. يلست عليا على طرف النافورة وشيلتها على جتفها .. كانت فاصخة عباتها داخل وتامة بالتنورة التركواز والقميص الابيض .. وشعرها اللي ردت تصبغه باللون الأسود الفاحم كان نازل من المشبك على شكل خصلات غطت اطراف ويهها ورقبتها وجتفها..
وهذا هو المنظر اللي شافه مايد جدامه وهو ياي من صوب الكراج ويا خالد..
خالد كان يمشي وهو مستانس انه الحلاق ما قص شي من راسه.. وفي ايده كانت حلاوة دائرية متوسطة الحجم وشكلها مثل الكورة.. وفي ايده الثانية جيس متروس حلويات من chocolate factory .. ويوم وقف مايد يطالع عليا.. كمل خالد دربه للطرف الثاني من الحديقة في المكان اللي يعرف انه خواته يالسات فيه..
ويوم انتبهت عليا لخالد، رفعت راسها وشافت مايد يطالعها وهو يبتسم وللحظة.. حست انه الدنيا والعالم كله توقف ويا دقات قلبها.. ليش هالانسان الوحيد اللي كل ما تشوفه تحس انه يزداد وسامة ورجولة أكثر عن المرة اللي قبلها؟؟ شو هالشي المميز اللي فيه واللي تحس به يشدها صوبه اكثر واكثر..
استمرت هالثانية اللي التقت فيها عيونه بعيونها لفترة طويلة كسر فيها مايد الصمت وقال وهو يبتسم ويقترب منها: " علايه؟؟ هلا والله .. عاش من شافج!!"
استحت عليا وارتبكت وهي مب عارفة تغطي شعرها ولا لاء.. وفي النهاية قررت تحط الشيلة على راسها من باب الذوق والأدب.. وقالت: "أهليين.. شحالك مايد؟"
مايد وهو يطالع شعرها الاسود ويبتسم: " أنا بخير ربي يعافيج.. انتي شحالج؟"
عليا (وهي بتموت من المستحى): " بخير الحمدلله.."
ابتسم مايد بخبث وقال: " من متى انتي هني؟"
عليا: "امممم.. من ساعة الا ربع تقريبا.. وبروح عقب المغرب.."
مايد : "بتروحين بوظبي ولا بيت يدوتج؟"
رفعت عليا راسها واطالعته وهي تتمنى لو ييلس حذالها بدل لا هو واقف فوق راسها جي.. وقالت: "لا بروح بوظبي.."
مايد: "أفاااا.. جيه عاد؟؟ ما شبعنا منج..! "
استانست عليا وقالت بجرأة: " والله ودي اتم حتى انا ما شبعت من شوفتكم بس شو اسوي ورايه مدرسة باجر.."
مايد: " هيه والله.. اممم اقول علاية..؟"
عليا: "لبيه..؟ "
مايد : " لبيتي حايه.. اممم المرة اللي طافت شعرج كان احمر.. شو جلبه جي مرة وحدة واستوى اسود؟"
انصدمت عليا وحست انه ويهها يحترق من القفطة.. ومايد ابتسم لها ابتسامة بريئة وهو يتريا ردها .. كان يعرف انه المفروض ما يسألها هالسؤال بس ما قدر يقاوم .. تعيبه وايد وهي قافطة ومستحية جي.. وما يبا يفوت على عمره فرصة انه يحرجها..
عليا (بإحراج): " تراني.. صبغته!!!"
مايد: "أهااا... يعني ها مب لونه الطبيعي.."
عليا (وهي تتنهد بظيج): "لا مب لونه الطبيعي.."
مايد: "وشو لونه الطبيعي؟"
اطالعته عليا بنظرة حادة وقالت: " شعري بني غامج .."
مايد: " وليش صابغتنه عيل.. احس لونه كان عجيب.."
عليا: " اممم بس جي.. أحب التغيير.."
ابتسم لها مايد وهو يمشي عنها وقال: " بس كل شي يكون احلى على طبيعته.. انا ببدل ثيابي وبرد لج .. اوكى؟"
عليا: " اوكى.."
راح مايد غرفته وتمت عليا تطالعه لين ما اختفى عن عيونها وتنهدت وهي بعدها حاسة بالاحراج.. صدق انه الشباب موول ما يخصهم بالرومانسية..!! يعني استوى له ثلاث اسابيع مب جايفنها والحين يوم تعنت ويت لين هني يرمسها بهالدفاشة؟؟ بس بعدها تحبه وبعدها تتخبل عليه ..
نشت عليا من مكانها وقررت تسير عند اليهال وتتسلى وياهم لين ما يرد مايد من فوق.. ومشت والابتسامة مرتسمة على شفايفها وشافتهم كلهم متيمعين داخل الخيمة اللي على شكل نحلة.. وسارت لهم ووايجت عليهم داخل وهي تقول: " شو تسوون؟"
التفتوا لها هم الاربعة وانصدمت عليا يوم شافت نظرات الاحتقار اللي اطالعتها بها سارة وأمل.. بس طنشت وقالت لخالد: "الله!!.. هالحلاوة كلها من وين؟؟ ميود اشترالك اياها؟؟"
أمل (وهي تطالعها بنظرة حادة): " هيييه.. أخويييه ميووودي حبيبي اشتراها.. ومحد بياكلها غيرنا!!"
عليا: " انزين يالدبة.. كليها كلها بروحج انا ما قلت ابا.."
مزنة: "انتي الحين شو تبين؟؟"
عليا: " ياية ايلس وياكم.. عندج مانع؟"
اطالعتها سارة بنظرة خالية من المشاعر وقالت لها بجدية : "إنتي بتتزوجين مايد؟؟"
انصدمت عليا من سؤالها وعلى طول اطالعت مزنة اللي انشغلت فجأة وقامت تشخبط شي في دفترها.. كانت عليا صدق مقهورة منها.. مزنة حلج وعادي تخبر أي حد بكل اللي سمعته اليوم.. عشان جي لازم تكون عليا حذرة.. ومن كثر ما كانت خايفة.. طلعت موبايلها عشان تمسح كل المكالمات اللي فيه وتمسح بالمرة رقم مايد.. بس وهي ميودة الموبايل تفاجئت بصرخة قوية حذالها وطاح الموبايل من إيدها وهي تبطل عيونها ع الاخر وتشهق من الصدمة..
الحلاوة الدائرية اللي كان خالد يمصها دخلت له في بلعومه وتمت واقفة هناك.. وكان مب رايم يتنفس وعيونه طالعة على برى ومبطل حلجه ع الاخر وهو يحاول يصرخ او يتنفس بس مب قادر.. وبيأس شديد تيود في قميص اخته سارة اللي كانت تصرخ بأعلى صوتها وهي تشوف ويه اخوها يحمر بكبره...
عليا تمت متيبسة مكانها وهي مب عارفة شو تسوي وأمل عفدت على خالد وتمت تضربه على ظهره عشان اطلع الحلاوة بس من دون أي فايدة لأنها علقت في القصبة الهوائية..
في هاللحظة، شافت مزنة موبايل عليا طايح جدامها ومن كثر ما هي خايفة شلته واتصلت بالرقم الوحيد اللي كانت حافظتنه.. رقم مايد.. وعليا اللي ردت لها الحاسية في هاللحظة ما انتبهت لمزنة وسارت صوب خالد وشلته بسرعة وطلعته من الخيمة.. وهي تحاول قد ما تقدر انها اطلع الحلاوة من بلعومه..
مايد عقب ما سار عن عليا، تم يضحك وهو يتذكر ملامح ويهها.. عليا فنانة ويستانس عليها بس يحس بها شوي مغرورة وهو ما يعيبه ابد هالشي.. يحس انه الغرور مرض ويشفق على الشخص المصاب بمرض الغرور.. هذا اللي كان يحس به تجاه عليا.. التعاطف والشفقة.. بس بعد لازم يعترف انه البنية وايد وايد حلوة وانها عايبتنه..
فر مايد موبايله ع الشبرية وسار بيتسبح لأنه خالد ما طاع ييلس أبد في الحلاق واضطر مايد انه ايلسه ع ريوله والحلاق المسكين تعذب وهو يحلق له لأنه كان وايد يتحرك.. وطبعا شعره كله طاح على ثياب مايد عشان جي كان لازم يغير الكندوره..
بس قبل لا يدخل مايد الحمام، رن موبايله.. وتردد مايد قبل لا يسير يشوف منو متصل.. ويوم شاف رقم البنية اللي مأذتنه تأفف وشل الموبايل في ايده وهو يفكر يرد عليها ولا لاء.. قبل ساعتين متصلة فيها وقال لها انه خلاص ما بيرد عليها.. شله متصلة الحين بعد؟؟
تم مايد يطالع الرقم بحيره.. وعقب قرر انه يرد عليها وقبل لا يقول ألو او حتى يتنفس ياه صوت مزنة الحاد وهي تزاعج وتقول: "ميووووووووود إلحق بسرعة خالد بيمووت.. تعال بسرعة... "
انصدم مايد وسمع صوت الصريخ والحشرة وما افتكر في الرقم ولا يا على باله انه مزنة داقة له من نفس رقم البنية اللي تأذيه.. على طول طلع من غرفته وركض بسرعة فظيعة وهو ينزل عن الدري ويطلع للحديقة.. ومريم وليلى يوم سمعن صوت الركض طلعن من الغرفة ومن الخوف ، نزلن بسرعة تحت يشوفن شو اللي مستوي..
يوم وصل مايد الحديقة، خالد كان خلاص ويهه أزرق.. وعيونه حمر.. وكان يطالع عليا بنظرة توسل وتعب وهي تصيح ومب عارفة شو تسوي.. مايد شل أخوه وهو يسمع مزنة تقول له انه الحلاوة عالقة في بلعومه .. وبدون تفكير.. وقف مايد ورا اخوه الصغير وتم يضغط على بطنه تحت منطقة الرئتين بالضبط ويضغط ويضغط بقوة ، وخالد ويهه استوى خليط من الالوان وهو يشهق بصوت عالي ..
ليلى وصلت في هاللحظة ويا مريم وتمت تطالع الموقف كله برعب فظيع.. وهي مب مصدقة انها تشوف اخوها خالد بين الحياة والموت للمرة الثالثة .. حست بدوخة وتساندت على مريم اللي ويهها استوى ابيض من الخوف.. وتمت تدعي ربها انه يساعده ويرحمه ويلطف به وفعلا طلعت الحلاوة من حلج خالد عقب ما استمر مايد يضغط على بطنه .. وطاح خالد في حظن اخوه وهو يتنفس بعمق ويحس انه روحه ردت له.. وتيمعوا كلهم عليه وهم يصيحون وخصوصا ليلى اللي شلته وتمت تبوسه وهي حاظنتنه وهو حط راسه على جتفها بتعب وتم يصيح من الخوف.. مهما وصفت ليلى غلاة هالطفل عندها ما بتقدر انه توفيه حقه.. كانت تحبه اكثر من أي واحد ثاني من اخوانها .. ومجرد فكرة انها تخسره كانت وايد صعبة بالنسبة لها.. عشان جي كانت تصيح بعنف وهي حاظنتنه .. وشلته وياها للصالة عقب ما اطالعت مايد بنظرة امتنان ردها مايد بابتسامة متعبة..
وعقب ما ساروا كلهم داخل كانت عليا بتتبعهم بس تذكرت موبايلها وتمت ادوره وتتلفت يمين ويسار وهي مب محصلتنه.. وتفاجئت يوم مد لها مايد ايده وكان الموبايل فيها..وخذته عنه بأصابع ترتجف وهي تهمس بكلمة " شكرا"
اطالعها مايد بنظرة جليدية وقال: "العفو.. "
ارتبكت عليا وايد وكانت حاسة انه فيه شي غلط .. وقبل لا تمشي عنه تنفس مايد بعمق وقال: " علايه ممكن ارمسج شوي؟"
عليا (بخوف): " هيه أكيد.."
مايد: " انزين تعالي .."
مشى مايد جدامها وتبعته عليا وهي تحس انه اطرافها تخدرت من الخوف.. بس كانت تحاول اطمن عمرها وتقول انه اكيد يبا يرمسها في شي ثاني.. رغم هذا كانت في داخلها حاسة انه كشفها وكارهة عمرها عشان هالشي..
مشى مايد للكرسي الخشبي العريض اللي كان بعيد وايد عن البيت.. لأنه كان متاكد انه محد بيزعجهم هني.. ويلس وهو يأشر لعليا عشان تيلس حذاله.. ويوم يلست تمت منزلة عيونها وويهها أحمر من الصياح على خالد ومن التوتر والخوف اللي كانت تحس به..
ما عرف مايد كيف يبدا الموضوع .. بروحه كان مقهور منها ومرتبك من الموقف كله.. بس في الاخير تشجع وقال : " عليا؟ ممكن تخبريني هالمكالمات شو تفسيرها؟؟"
التفتت له عليا بحدة واطالعته بعيون كلها دهشة وهي تسأله: "أي مكالمات؟؟"
تنهد مايد ونزل عيونه وهو يقول: " انتي تعرفين أنا شو أقصد.."
عليا: " لا والله.. "
مايد (بنبرة حادة): "لا تحلفين!!"
عليا: "بس.."
مايد: " مزنة دقت لي من موبايلج.. علايه خلاص كل شي انكشف.."
انترسن عيون عليا من الدموع وتأفف مايد وهو يشوفهن ينزلن من عيونها وقال: "الحين ليش تصيحين؟؟ شو قلت انا؟؟ بعدني ما قلت شي!!"
سكتت عليا وتمت منزلة راسها بخجل.. ما كانت عارفة شو تقول له .. الموقف كله كان صعب جدا عليها.. ومحرج.. شو يباها تقول يعني؟ ليش يحرجها بهالطريقة؟؟
قرب مايد ويهه منها وقال بهدوء : "عليا.. اطالعيني.. "
اطالعته عليا من ورا دموعها وشافت نفس الارتباك اللي تحس به منعكس على ملامحه.. وما عرفت شو تقول.. بس تمت مركزة على عيونه وتريته يقول اللي عنده..
مايد: " اسمعيني علايه.. اللي تسوينه غلط.. وأكبر غلط بعد.. امج تعرف انج ادقين لي ؟؟"
عليا (بصوت مخنوق): " طبعا لاء.."
مايد: " ولو عرفت؟؟ شو بيستوي؟ بتحطيني وبتحطين عمرج في موقف بايخ.. وعشان شو؟؟ عشان حركات مالها أي داعي.."
انجرحت عليا وايد من أسلوبه.. معقولة ما يعرف انه يالس يجرحها؟؟ ليش يرمسها بهالقسوة وهالبرود؟ ما يعرف انها سوت هذا كله عشانه هو؟؟ عشانها تحبه؟؟
اطالعته عليا وعيونها تبين مقدار الجرح اللي حست به وقالت : " حركات مالها داعي؟؟"
مايد: " هيه.. علايه ممكن تخبريني ليش كنتي تتصلين وما ترمسين؟؟ لا وعقب قمتي ترمسين وتغيرين صوتج.. ليش هذا كله؟؟ لا تقولين مقلب !!"
عصبت عليا ووقفت وهي تقول له بصوت عالي: " معقولة؟؟ معقولة ما فهمت اني اسوي هذا كله عشان اكون قريبة منك؟؟؟ شو من قلب عندك انته!! ليش ما تحس فيه؟؟ يالس تجرحني من أول ما يلست وياك وانا ساكتة عنك.. كل هذا عشاني حبيتك؟؟ "
انصعق مايد من كلامها.. وتم يطالعها بعبط وهو مب مستوعب اللي قالته.. تحبه؟؟ كيف يعني؟؟ ومتى؟؟ تحبه؟؟ حس مايد بالدم اللي في ويهه كله يتسرب وحس انه دايخ وانه اللي قاله كان مجرد تخيلات مالها أي اساس من الصحة..
ويوم حس انه مرتبك ومب عارف شو يقول .. مد إيده وسحبها عشان ترد تيلس وقال: " لا تعلين صوتج..!! ما فيه حد يسمعنا.."
يلست عليا وهي تنتفض من القهر.. وتم مايد يالس وياها فترة طويلة وهو ساكت .. ويجلب الافكار في باله مب عارف شو يقول لها !! عليا كانت تباه يرمس.. يقول أي شي غير انه يتم ساكت.. هالصمت كان معذبنها .. لأول مرة في حياتها تعترف لشخص انها تحبه.. لأول مرة تضعف لهالدرجة.. وهاذي هي ردت فعله؟؟ يتم ساكت؟؟ وين المشاهد اللي تخيلتها في بالها؟؟؟ انه بيستانس وبيقول لها انه هو بعد يحبها؟؟ وين الأحلام الورديه؟ كله هذا تحطم جدام الواقع اللي يالسة تعيش لحظاته الحين..
غمض مايد عيونه وهو متألم صدق من اللي بيقوله .. بس في رايه كان لازم ينهي هالوضع الحين.. حتى لو كانت عليا تفكر انها تحبه.. لازم يوضح لها انه هالحب مستحيل يكون من الطرفين لأنه مايد بكل بساطة ما يحبها..وما يعتقد انه في يوم من الايام ممكن يحبها..
مايد: " علايه.. اسمعيني.. علايه انتي ما ... ما تحبيني.. انتي بس تحسين بهالشي لأنه..."
قاطعته عليا بعصبيه وقالت: "شو دراك انته بمشاعري وقلبي عشان تقول اني ما احبك!!"
مايد: " صحيح ما اعرف..!! بس أي حب هذا وانتي ما يلستي ويايه الا مرة او مرتين؟؟"
عليا: "ومنو قال لك انه الحب له شروط؟؟ وانه ما يسكن القلب الا عقب فترة معينة من الزمن؟؟ الحب ما يعرف زمن ولا يعرف مكان ولا يعرف يختار الشخص المناسب.. الحب يفاجئنا وحبك انته سكن قلبي بدون أي مقدمات.. "
كسرت الدموع نبرة صوتها واطالعته عليا بألم وحس مايد بقلبه يتقطع .. كان حاس بالذنب ومتلوم وايد فيها.. وكاره عمره لأنه انحط في هالموقف.. كلامها صح واذا هي فعلا تحبه فهي مالها ذنب في هالحب.. بس بعد مايد ما يروم يشجعها أو يبين لها انه ممكن في يوم يشاركها هالاحساس.. ما يقدر يخدعها .. عليا ما تهون عليه.. حتى لو كان هالشي عشان يطمنها ويهديها.. ما يقدر.. يعرف انه اذا سايرها الحين بيجرحها اكثر عقب يوم بتكتشف انه ما يحبها.. عشان جذي قرر انه يدوس على مشاعر التعاطف اللي في داخله وقال لها بنبرة
جاده: " عليا.. حتى انا احبج.. واحبج وايد بعد فوق ما تتصورين.. بس كأخت.. انتي بتمين دوم وحدة من خواتي وهالشي ما بيتغير ابد.."
نشت عليا عشان تسير عنه ونش مايد وراها ويود ايدها وهو يقول: " علايه..!"
غمضت عليا عيونها وتمت تهتز بكبرها وهي تصيح بقوة.. وتقول له : " إنته ذبحتني.. ذبحتني يا مايد عمري ما تخيلتك بهالقسوة والله انك ذبحتني.. " وسبحت ايدها من ايده بقوة ومشت خطوتين وعقبها ما رامت تتحرك واستندت على شجرة اللوز وحطت ايدها على ويهها وهي تصيح..
تم مايد واقف يطالعها بألم وهو يحس بعمره انه فعلا مجرم.. بس كان يعرف انه هذا هو التصرف الصحيح وعشان جي نزل راسه وسار عنها وخلاها تصيح بروحها في الحديقة.. كانت الشمس بادية تغرب ومنظر الغروب الرائع زاد الحزن اللي في قلبه..
ودخل مايد البيت وصك الباب الزجاجي وراه .. وتمت عليا في الحديقة تصيح الحب اللي عمره ما بيكون من نصيبها.. وعقب ما قدرت تسيطر على نفسها شوي.. اتصلت بدريولهم عشان يردها البيت هي ومزنة..
.
.
|