كاتب الموضوع :
Cheer
المنتدى :
القصص المكتمله
.
.
علقت أبلة العلوم صورة الجراد على السبورة والتفتت للطالبات وهي تسألهن : " منو الشطورة اللي بتخبرني شو اسم هالحشرة؟؟"
قبل لا تخلص الأبلة سؤالها وقفن معظم البنات في أماكنهن وقامن يصارخن بأعلى صوتهن: " أنا .. أنا أبلة.. أنا بجاوب.. أبلة أنا بجاوب.." والبعض منهن، وأولهن مزنة وصلن عندها جدام وهن يترجنها تخليهن يجاوبن وكل وحدة فيهن تتمنى تكون هي اللي بتجاوب عشان تاخذ الدرجة اللي وعدتهن فيها الابلة.. والأبلة المسكينة ردت على ورا وشافت أقرب وحدة منها مزنة وقالت بصوت عالي عشان يسمعونها: " مزنة .. جاوبي.."
ابتسمت مزنة ابتسامة عريضة وردت مكانها بسرعة وقالت: " هاي اسمها...."
الأبلة: "هيه؟؟"
حاولت مزنة تتذكر اسم الجراد بس ما قدرت.. وتمت تجلب الافكار في راسها وهي تحاول تتذكر بس بدون فايدة.. والكل كان يطالعها والابلة تترياها تجاوب..
الأبلة: "مزنة؟؟"
مزنة: " اسمها.. حشرة..!"
الأبلة: " هيه اعرف انها حشرة.. بس شو اسمها؟؟"
ابتسمت مزنة بارتباك واطالعت سارونا اللي كانت سرحانة وما سوت لها سالفة.. وردت قالت للأبلة: " نسيت..!"
ضحكوا البنات كلهم على مزنة وردت الحشرة مرة ثانية في الصف وكل وحدة منهن تحاول تجاوب قبل الثانية.. ومزنة يلست وهي تضحك وقالت لسارة: " ساروه يالعنز ليش ما غششتيني؟"
اطالعتها سارة بظيج وقالت: " ها؟"
مزنة: " بلاج؟ انتي راقدة شو؟"
سارة: "أففف.. سكتي عني مزنووه.."
اطالعتها مزنة بقهر وقالت: " بسكت عنج للأبد.. خلاص لا ترمسيني.."
سارة: "زعلتي؟؟"
مزنة: "هيه زعلت!!.. "
سارة (بدون اهتمام): " زين "
استغربت مزنة من ردها.. سارونا ما اداني حد يزعل منها.. وخصوصا مزنة.. عشان جي كان تصرفها هذا بالنسبة لها غريب.. وسارة كانت مول مالها بارض.. والحشرة اللي في الصف منرفزتنها ع الاخر.. كانت تسمع صوت في داخل اذنها وتحس به يتردد في راسها.. والصوت هو نفسه اللي دوم تسمعه.. صوت أمها.. يردد لها عبارات بصوت اقرب للهمس ويسألها الحين باستمرار : " تسمعيني؟ سارونه تسمعيني؟؟"
كانت سارة قبل تحس انها تقدر تتحكم بهالصوت وتتحكم بالوقت اللي تسمعه فيه لأنها تعرف انه مستحيل يبتدي يرمسها الا يوم تكون بروحها فليل.. بس الحين صار يطاردها في كل مكان ويسيطر على أوقاتها كلها.. واللي منرفزنها أكثر انها مب قادرة تركز ع الدرس ولا على كلام الأبلة ولأول مرة تكون هادية جي وما تجاوب ولا سؤال.. وكل اللي كانت تباه انها ترد البيت وترتاح..
استمرت الحشرة في الصف يوم ردت مزنة تجاوب على سؤال ثاني وتستهبل في الاجابة وارتفعت الضحكات بين البنات وسارونا تسمع الصوت في داخلها بوضوح أكثر.. وبصوت أعلى.. وكل ما كانت الأصوات حواليها ترتفع أكثر كانت سارونا تسمع الصوت اللي في داخلها بوضوح أكثر.. وتحس بالتوتر والظيج أكثر وأكثر.. وفي النهاية ما قدرت تستحمل أكثر وما حست بعمرها الا وهي تحط إيدها على اذنها وتصرخ بأعلى صوتها: " بسسسسسسسسسسسسسسس!!!!!!!!!!"
عم الهدوء المكان .. والتفت الكل لسارة وهم مب مصدقين انه هالبنية اللي دوم هادية وما ينسمع لها حس في الصف وبرى الصف صرخت عليهم بهالجرأة.. وأكثر وحدة مصدومة كانت مزنة اللي عيونها كانت شوي وبتطلع برى وهي تطالع سارة..
أبلة العلوم: " سارة!!!.. شو قلة الأدب هاذي؟؟ ليش جي تزاعجين؟؟"
اطالعتها سارة بتعب وما رامت ترمس لأنها كانت حاسة بعمرها مخنوقة.. بس الأبلة كانت صدق محرجة وما انتبهت لملامحها وقالت لها: " شو ياج مرة وحدة ؟؟ تخبلتي؟"
هاجر حاولت تحمي ربيعتها من غضب الأبلة وقالت: " أبلة، سارونا مب قصدها.. هي اليوم متظايجة يمكن حد مزعلنها.."
أبلة العلوم (لسارة): " حد مزعلنج؟؟ ارمسي شو فيج؟"
التفتت العنود اللي كانت وحدة من البنات اللي يالسات في أول صف وقالت وهي تطالع سارة بحقد: " أبلة ..هاي سارة أصلا مينونه.. مزنة قالت لي انها ترمس الأشباح اللي في بيتهم.. يعني لا تستغربين يوم تشوفينها تسوي شي غريب مثل هذا!"
انصدمت سارة من كلام العنود واختفى اللون من ويهها تماما وهي تلتفت على مزنة اللي كانت تطالعها بخوف وارتباك.. كلماتها جرحتها وكانت في الصميم .. واللي جرحها أكثر انه مزنة هي اللي خبرتها..
ما رامت سارة تتحمل أكثر وطلعت من الصف وهي تصيح.. واحتشرت الأبلة أكثر يوم شافت تصرفها هذا ومزنة واقفة في مكانها تطالع اللي يستوي جدامها وكأنها في حلم.. مب عارفة شو تفكر او بشو تحس بالضبط.. كل شي استوى بسرعة وهي بروحها نست انها خبرت عنود بالسالفة هاذي.. والحين سارة زعلت ويمكن ما ترمسها للأبد..
أبلة العلوم كانت بعدها محتشرة يوم انتبهت لها مزنة وكانت تقول: "أبدا ما توقعت هالتصرف من سارة.. دوم أمدح فيها وأقول عنها عاقل ومؤدبة.. شو ياها جي مرة وحدة؟"
العنود: " أبلة ندى انتي ما تعرفينها زين.. هي دومها جي وتتحرى عمرها أحلى وحدة في المدرسة.. المهم ابلة انتي لا تزعلين .. وإذا تبيني اخبر عليها الاخصائية الحين بسير وبخبرها.."
ما صدقت مزنة اللي سمعته .. لهالدرجة عنود حاقدة على سارونا وتغار منها؟؟ كانوا يالسين يغلطون على بنت خالوتها جدامها وما رامت تيود عمرها لأنها فعلا كانت مقهورة.. ورفعت أكمام قميصها الابيض ومشت من مكانها لمكان عنود ويودتها من شعرها ويرتها عن الكرسي وعقتها ع الارض والعنود تصرخ من الألم.. ويلست مزنة فوقها وتمت تصفعها بعنف أول مرة في حياتها تحس به..
حاولت أبلة العلوم تشلها عنها والبنات نفس الشي ويوم حست مزنة انهم ممكن ينقذونها منها تمسكت فيها أكثر وظربتها لين ما حست انها خلاص بتموت من التعب.. وهني يرتها الأبلة من إيدها بقوة وهي تصرخ عليها: " مزنة!!.. خلاص هديها .. ذبحتي البنية الله ياخذكن كلكن ويفكني منكن ومن أذاكن.."
نزلت مزنة ويهها لأنه الدموع ابتدت تسيل من عيونها وما كانت تبا أي حد يشوفها وهي تصيح وقالت لعنود بصوت مخنوق وهي متجاهلة الأبلة نهائيا: " آخر مرة ترمسين عن سارونه.. إنتي فاهمة؟؟ هالمرة الأبلة هني وبعدتني عنج بس المرة الياية بمسح فيج الارض.. تفهمين!!!؟"
اطالعتها عنود برعب وتمت تصيح والبنات يطالعنها بتعاطف ويحاولن يواسنها ويخففن من ألمها ..
ابلة العلوم كانت ترتجف من القهر وقالت وهي تأشر ع الباب وتطالع مزنة: " اطلعي برى.. انتي وبنت خالوتج اثنيناتكم مب مربايات.. وما ابا اجوفج في حصتي لا انتي ولا هي.. الا عقب ما اتييبين لي ولي أمرج وولي أمرها.. "
طلعت مزنة من الصف وصكت الباب وراها بقوة.. ما كانت مهتمة .. بالعكس كانت تشفق على ابلة العلوم لأنها بتواجه يدوتها صالحة باجر.. اللي كان هامنها الحين ومعور قلبها هي سارونا.. كيف بتسامحها عقب الموقف البايخ اللي استوى في الصف.. وكيف بتفهمها انها قالت هالشي للعنود من زمان وانها حلفتها ما تخبر حد وكانت واثقة انه بيتم سر على طول.. ما كانت تعرف انه العنود ممكن تنشره بين الكل بهالطريقة البشعة..
دورتها مزنة في المدرسة بكبرها وما حصلتها .. سارت الملعب والمسرح وصفوف أول وثاني وما لقتها .. سارت لها صوب المقصف وعند غرف المدرسات كلهم ورغم هذا ما لقتها.. وكل شوي كانت تشوف الوكيلة وتنخش عنها في مكان.. والحين وهي ياية من عند غرفة التربية الفنية شافت الوكيلة تتجول في هالمكان وما لقت إلا انها تنخش تحت الدري.. وهناك شافت سارونه..
سارونا كانت يالسة في الزاوية وحاظنه ركبها وتصيح بصمت.. بس ويهها كان غرقان من الدموع ويوم شافت مزنة صدت عنها الصوب الثاني.. وابتدت تصيح بصوت عالي.. مزنة كانت تتألم وهي تشوفها ومب عارفة شو تسوي او شو تقول لها.. ما كانت متعودة على الاعتذار او على اظهار عواطفها.. وفي الأخير.. سارت ويلست مجابلتنها وقالت لها وهي تمد ايدها لها: " شوفي"
اطالعتها سارونا ونزلت عيونها عشان تشوف شو كان في إيدها.. وشافت خصلات شعر أسود واستغربت وهي تطالع مزنة بتساؤل من ورا دموعها..
ابتسمت مزنة وقالت: " ها شعر عنودوه.. كفختها تكفيخ من الزين.. وما خليت فيها شعر جلعته كله عنها.."
مسحت سارة دموعها وابتسمت بتردد.. وقالت: " والأبلة ما قالت لج شي؟"
مزنة: "راغتني.. وقالت لي هاتي ولي أمرج.. هههه.. حليلها"
ضحكت سارة بس الدموع كانت بعدها تنزل من عيونها بغزارة.. ودورت منديل في مخباها بس ما لقت بس مزنة طلعت الكلينكس اللي في مخبا تنورتها وتمت تمسح دموع بنت خالوتها وهي تخبرها بالتفصيل شو سوت بالعنود وشو ردة فعل كل وحدة من البنات ع اللي استوى..
ابتسمت لها سارة وهي تسمع تفاصيل الظرابة اللي استوت، مب لازم مزنة تعتذر او تقول لها انها ما كانت قاصدة اللي سوته.. كانت سارة تعرف هالشي.. اعتذارها كان في تواجدها هني وياها وحمايتها لها هناك في الصف.. هذا أهم شي بالنسبة لسارونا.. ولمدة ساعة كاملة يلسن سارة ومزنة تحت الدري يسولفن وهن يكتشفن ويا بعض معنى يديد وبُعد ثاني لمفهوم الصداقة..
.
.
|