كاتب الموضوع :
Cheer
المنتدى :
القصص المكتمله
.
.
في منطقة آثار الهيلي، حست ليلى انها دخلت عالم ثاني.. عالم غريب عنها تماما.. الموقع الأثري هذا كان متروس حفريات .. والمنطقة كلها مسيجة.. عشان محد اييها ويحاول يسرق أو يخرب الآثار الموجودة فيها واللي لا تقدر بثمن من الناحية المادية ومن الناحية التاريخية..
الرمل كان مغطي المكان تماما.. ولونه الذهبي الرائع يعكس اشعة الشمس ويتدرج في ألوانه بتدرجات أشبه للخيال.. نقلت ليلى عيونها بين الاماكن المحفورة ولاحظت انهم مسوينه ناعم وايد عشان ما يخرب عليهم الحفر.. الحرارة اليوم كانت شوي مرتفعة والشمس حرقت عيون ليلى اللي كانت تحس انه اشعتها وحرارتها تخترق عباتها.. تنهدت ليلى وقالت في خاطرها : "وينه هذا؟"
كانت هي وكلثم واقفين عند مدخل الموقع الأثري يتريون مايد اللي سار داخل يدور لهم واحد من علماء الاثار عشان يدلهم على المواقع اللي في المنطقة، وعقب دقايق شافوا مايد راد ووراه واحد اجنبي.. ويوم اقترب منهم وسلم عليهم عرفوا انه اسمه بيتر وانه عالم اثار استرالي ياي هو وفريق العلماء الاستراليين عشان ينقبون عن الاثار الموجودة هني..
بيتر: " who's the photographer?" (منو فيكم المصورة؟)
ليلى: " me"
بيتر (وهو يطالع كلثم): " oh, then you must be the journalist" (اوه، وأكيد انتي الصحفية)
كلثم ابتسمت له وقالت: " yes, but I will not be able to stay.. I came here earlier to finish my report.. Laila will continue now and photograph the site " ( هيه بس انا ما بروم اتم هني لأني خلصت شغلي يوم ييت هني في المرة الاولى.. ليلى بتم وبتصور الموقع)
ليلى اطالعتها وقالت: " بتسيرين عني؟"
كلثم: " للأسف حبيبتي عندي اشغال وايد مهمة وما اروم اتم وياج.. بس بيتر بيساعدج وصدقيني بتستمتعين وايد.. "
ليلى: " خلاص.. وانا بطرش لج الصور باجر ان شالله.."
كلثم: "لا اتعبين عمرج انا عقب باجر بطرش لج دريول الجريدة وبياخذ عنج الصور.."
ابتسمت ليلى وهي تسلم عليها وقالت لها: "أوكى.. "
روحت كلثم ووقفت ليلى تطالعها وعقب اطالعت بيتر وابتسمت لها وتمت تتلفت بعيونها وهي ادور مايد بس ما لقته.. ولاحظ بيتر نظراتها وقال: "if you're looking for your brother, he's gone to join the other archeologists .. you'll find him somewhere inside" (إذا كنتي ادورين اخوج ، تراني شفته ساير صوب علماء الآثار اللي داخل.. لا تحاتين بتحصلينه عقب)
تنهدت ليلى وهي تهز راسها ودخلت ويا بيتر داخل صوب الحفريات.. وعقب ما مشوا شوي عطاها بيتر ورقة فيها البيانات الاساسية للموقع، وخريطة.. فيها كل اماكن الحفريات.. وقال لها وهو يبتسم: "Do you want me to show you the way or are you going to work on your own, you have the map" ( تبيني اسير وياج وادلج ع الاماكن والا بتشتغلين بروحج .. عندج الخريطة)
ليلى: " am allowed to walk here alone?" (عادي امشي هني بروحي ؟ مب ممنوع؟)
ضحك بيتر وقال لها: "Of course not! You'll ruin everything and you might step on a treasure without knowing.. I HAVE to be with you " ( طبعا لاء! بتخربين كل شي لو مشيتي بروحج.. واحتمال كبير ادوسين على كنز اثري من دون ما تعرفين.. لازم اكون وياج)
اطالعته ليلى بعصبية بس غصبن عنها ابتسمت.. وشافت من بعيد مايد رافع كندورته وميود في ايده فرشاة ويالس يخوز الرمل عن قطعة اثرية صغيرة ويالسين وياه اثنين من العلماء والكولية الباكستانيين واقفين وراهم يتريون الاوامر..
تنهدت ليلى بتعب وهي في خاطرها تنادي على مايد.. الحين هذا اللي ياي مرافق وياها!!.. بس حرام شكله وايد كان مستانس وياهم وما بغت تخرب عليه.. خصوصا انه عالم الاثار اللي وياه مواطن واستحت ليلى ترفع صوتها وهو موجود..
وهي تمشي كان بيتر يراويها قطع فخار كبيرة مدفونة في الأرض.. هالقطع كان عبارة عن خروس متحجرات.. نصهن مدفون في الارض.. ونصهن ظاهر برى.. وشي منهن خلاص استوى جزء من الارض ومتساوي وياها.. ليلى ما كانت تفوت أي لقطة ويلست تصور كل شي ومن زوايا مختلفة وهي حاسة بالاثارة لأنها متواجدة في هالمكان.. وبيتر كان يشرح لها كل شي ويبين لها القيمة التاريخية لكل قطعة موجودة هناك.. واستمروا جي نص ساعة وليلى كل ما يخلص فلم تغيره وتركب غيره.. ومرتين غيرت العدسات عشان تغير من شكل الصور.. وعقب ما خلصوا من المنطقة اللي هم فيها قال لها بيتر:
" come with me here.. this hole was actually a house thousands of years ago.. " (تعالي ويايه وجوفي.. هالحفرة كانت في يوم من الايام بيت.. طبعا هذا قبل آلاف السنوات)
تبعته ليلى للمكان اللي قال لها عليه وانبهرت وايد باللي شافته.. جدامها كانت حفرة كبيرة وايد.. وهالحفرة هي عبارة عن البيت اللي نقبوا عنه ولقوه.. طبعا سقف البيت كله شلوه عشان يرومون يدشون داخل ويشوفون ارجاء البيت.. الجدران كانت معظمها متهدمة.. بس في أجزاء من الجدران بعدها موجودة..
بيتر دخل في الحفرة واطالع ليلى وهو حاط ايده على عيونه عشان يتجنب اشعة الشمس وقال: " You'll stay there? " (بتمين واقفة هناك؟)
اطالعت ليلى عباتها اللي كانت مستوية زبالة من الرمل والغبار اللي متناثر في الجو.. وتنهدت وهي تفكر انه عباتها خلاص انتهت فما بتخسر شي لو نزلت تحت ويا بيتر.. وأول ما نزلت حست انه قلبها غاص بين ضلوعها من كثر ما كانت منبهرة بكل اللي تشوفه.. وبيتر كان حاس بانبهارها هذا ومستانس وايد..
مشت ليلى بين أرجاء الغرف بحرية لأنه اليدرات كانن يوصلن بس لخصرها.. وتمت ليلى تصور الغرف وهي تحس بالحرارة ترتفع وخدودها تحترق من الشمس.. بس ما كانت مهتمة الا بالصور اللي لازم تصورهن وبالتجربة الفريدة اللي ما بتتكرر مرة ثانية..
وعقب ساعة تقريبا وداها بيتر في مكان الحفرة فيه كانت وايد وايد عميقة.. ونزل هو تحت عند اللي كانو في الحفرة عشان يشوف شو حصلوا هناك.. وطلع منها عقب دقايق وفي إيده قطعة معدنية صغيرة ويلس على وحدة من الصخور وطلع من جيبه فرشاه صغيرة ويلس يخوز الرمل والغبار عن هالقطعة بكل حذر وبكل لطف عشان ما يخربها.. وعقب ما خلص تقريبا رفع راسه لليلى وقال لها: " look at this piece.. come and take it's picture" (شوفي هالقطعة.. تعالي صوريها)
تقربت ليلى منه وصورت القطعة اللي في ايده عقب ما حطتها على الصخرة.. ويوم خلصت وداها بيتر وياه لمكان ثاني وقبل لا تدخل وياه شافت مايد يالس بعده ويا العالم الاماراتي ويوم التفت وشافها ابتسمت له ليلى وكملت دربها ورا العالم الاسترالي اللي كان مودنها لمكان اول مرة تشوفه..
تيبست ليلى في مكانها وهي ادش المقبرة الجماعية اللي وداها بيتر لها.. كانوا اربع اشخاص في القبر.. حرمتين وريالين.. ومدفونين وكل واحد فيهم عاطي الثاني ظهره.. مشاعر رهيبة اجتاحتها وهي تشوف هالمنظر جدامها.. هاذي هي نهاية كل انسان.. ونهايتها هي بعد في يوم من الايام.. هالاشخاص الاربعة مر على وفاتهم الاف السنين.. وأكيد اللي دفنوهم ما كانوا متصورين انه ممكن عقب هالقرون كلها حد بي وبيحفر وبيشوفهم.. يا سبحان الله!!.. كل حضارة وكل امة كانت تعيش وتعمر وهي تفكر انها بتم موجودة للأبد.. بس في النهاية يكون مصيرها الاندثار .. تماما مثل هالمدينة الأثرية اللي اضطروا يحفرون عشرات الأمتار تحت الأرض عشان يحصلونها..
خبت ليلى ويهها ورا الكاميرا عشان ما يحس بيتر بالخوف اللي في عيونها.. وتمت تصور المقبرة والجثث المحنطة المدفونة في داخلها..
مايد كان واقف ويا الدكتور حمد .. عالم الاثار الاماراتي اللي كان يالس يعلمه كيف ينظف الغبار عن القطع الاثرية اللي محصلينها في الموقع.. وبسهولة وبسرعة تعلم كيف يتعامل ويا هالقطع وكان ينظفها بدقة وبخبره..
د. حمد: " ماشالله عليك .. ما توقعت تتعلم بهالسرعة.. في أي صف انته..؟"
ابتسم مايد بفخر.. وقال: " ثاني ثانوي.."
د. حمد: " ياللا شد حيلك وخلص وادرس علم اثار عشان تساعدنا هني.."
مايد: " اممم.. انتو شغلكم هني تطوعي صح؟"
د. حمد: " هيه هالفريق اللي هني اليوم يايين من استراليا عشان يسوون دراسات في الاثار الشرقية.. وانا بما اني اعرفهم واحد واحد.. ما حبيت اضيع الفرصة وقلت بشاركهم في هالشي.."
مايد: " والاثار اللي تحصلونها وين تودونها؟"
د. حمد: " في متحف العين.."
مايد: " ما تخافون انه شي منهن ينسرق؟"
د. حمد: " لو ما كنا واثقين من هالعلماء جان ما خليناهم يدشون هني من الاساس صح؟"
ابتسم له مايد والتفت يدور اخته وشافها تتبع بيتر لحفرة ثانية .. وعقب ما خلصت اشرت له انهم بيروحون خلاص.. وقبل لا يسير مايد سلم عليهم كلهم وروح وهو مستانس بهالتجربة اللي مر بها اليوم
.
.
الساعة 12 الظهر، في نهاية الحصة الخامسة.. كانت حنان بعدها محرجة ومب طايعة ترمس لطيفة.. ويوم حاولت لطيفة ترمسها غيرت حنان مكانها وسارت تيلس جدام.. كانت وايد مقهورة ومب مصدقة انه لطيفة العاقل ممكن تسوي جي.. ومهما كانت الدوافع بتم غلطانة في نظرها..
أول ما خلصت الحصة نشت لطيفة من مكانها وسارت لحنان عشان ترمسها.. ويوم شافتها حنان كانت بتسير عنها بس لطيفة يرتها من ايدها ويلستها غصب ع الكرسي ويلست حذالها وقالت لها: " حنوون لو اعرف انج جي بتعامليني جان ما فكرت ابد اني اخبرج.."
اطالعتها حنان بعصبية وقالت: " وانا لو اعرف انه هاي هي السالفة اللي بتخبريني عنها جان ما طلبت منج تخبريني من الاساس!"
لطيفة (بهمس عشان محد يسمعها): " حنوون.. أنا محتاجتنج.. "
اطالعتها حنان بحزن وقالت: " اللي سويتيه غلط.."
لطيفة: "أعرف.."
حنان: " عيل ليش؟"
لطيفة: " ما اعرف!!.. سميها خبال او أي شي ثاني بس لا تسأليني لأني ما اعرف..!!"
حنان: " والحين شو تبيني اقول لج؟؟"
لطيفة: "أباج تنصحيني ما اعرف شو اسوي..!!"
حنان: "يعني انا اللي اعرف؟؟"
دخلت ابلة الفيزيا الصف وعلى طول تجمعن البنات عند طاولتها عشان يسألنها عن الرحلة اللي وعدتهم بها.. واستغلت لطيفة الفرصة وتسحبت برى الصف هي وحنان.. وأول ما طلعوا شافوا الوكيلة في ويههم وشهقت لطيفة وهي تحط ايدها على قلبها..
الوكيلة: "على وين ان شالله؟"
لطيفة: " ها؟؟ امم.. أبلة حورية طرشتنا نييب الدفاتر من غرفة المدرسات.."
حنان: " الابلة داخل جان تبين تسألينها.."
اطالعتهن الوكيلة بنظرات كلها شك وعقب قالت: " همم.. زين لا تتأخرن.."
لطيفة وحنان (وهن يمشن بسرعة): " إن شالله.."
أول ما ابتعدت عنهن الوكيلة قالت لطيفة: " حنان انا حاسة انه مب مايد.. المرة اللي طافت يوم رمسته قال لي انه امه تزقره .. !!"
حنان: " إنزين وشو فيها؟"
لطيفة: "مايد امه وابوه توفوا في حادث.."
حنان: " أوييه!! الله يرحمهم ان شالله.."
لطيفة: " عشان جي شاكة في السالفة!!.. وأبا اعرف الصدق.."
حنان (وهي تطالعها بنظرة حادة): " ليش ناوية ترمسينه مرة ثانية؟؟"
لطيفة: " هيه.. لازم اكلمه للمرة الاخيرة عشان اطمن!!"
حنان: " إنتي تخبلتي؟؟؟ تبين تستمرين في الغلط؟؟"
لطيفة: "حنوون اخر مرة ..!! لازم اريح قلبي واعرف!!.. "
صدت حنان عنها الصوب الثاني وتنهدت باستسلام.. ولطوف اللي كانت صدق متوترة سألتها : " والحل؟؟"
حنان: "إنتي ربيعتي وما ابا اشوفج متورطة في شي كبير.. انتي تعرفين الشباب هاليومين النذالة تسري في دمهم.. خصوصا المراهقين.. سمعة البنية عندهم ارخص من الرمل.. عشان جي بس وعشان ما تتوهقين اكثر وياه بساعدج.."
حنان: " هممم.. خلاص.. اوكى انتي دقي لي يوم بدشين النت.. بس اسمعي.. ما بدشين بروحج.. أنا بكون وياج.. خبريني متى بدشين؟"
لطيفة: " عقب الغدا.. بس كيف بكتشفه؟"
حنان: " اممم.. إسإليه عن شي محد ممكن يعرفه غيره.."
لطيفة: " مثل شو؟"
حنان: " عاد انتي فكري فيها.. "
لطيفة: " بفكر.. حنان بلييز لا تخليني بروحي.. انا صدق خايفة "
حنان: " لا تحاتين ما بتكونين بروحج.. انا بتم وياج وان شالله تعدلين غلطتج "
ابتسمت لطيفة براحة ويودت ويه ربيعتها وباستها بقوة على خدها.. وحنان ضحكت وتمنت في داخلها انه هالسالفة تخلص وبسرعة..
.
.
|