كاتب الموضوع :
Cheer
المنتدى :
القصص المكتمله
لجزء التاسع والعشرون
" ليلى؟"
اطالعته ليلى باستغراب عقب ما سمعته يزقرها وتمت ايدها على مقبض باب غرفة عمها وهي ملتفتة له عشان تعرف شو يبا. كانت مرتبكة وايد ومجرد وقفتها وياه هني تثير الشكوك وفي أي لحظة ممكن حد من أهلها ايي ويشوفها .. أو حتى سهيل ، شو بيقول لو جافها واقفة ترمس مبارك؟ وبعدين عمها كل شوي حد من ربعه يمر عليه ويزوره وهذا اللي كان مخوف ليلى
رفعت ليلى عيونها واطالعته.. ويوم يت عينها في عينه حست بدفء غريب ينبعث من نظراته ومبارك اللي حس بارتباكها نزل عيونه عنها وقال: " لا تحاتين.. عبدالله ريال قوي.. ما بتهزه أزمة بسيطة مثل هاذي.. لا تفقدين ثقتج فيه وفي قوة إرادته.."
بطلت ليلى حلجها عشان ترمس بس ما عرفت شو تقول.. ما كانت تتوقع منه أبدا انه يطمنها على عمها أو يحاول يواسيها.. اللي قاله يخالف تماما الصورة اللي كانت ماخذتنها عنه في بالها.. كانت تعرف من سهيل إنه مبارك ماسك الشركة هاليومين .. توقعت يسألها شو كانت تسوي في المكتب هذاك اليوم أ ويخبرها أي شي عن الشغل.. بس اللي قاله صدمها وما حست بعمرها الا وهي تبتسم له ابتسامة خفيفة وتقول له: " إن شالله.."
ابتسم لها مبارك وهو بيتخبل على ابتسامتها واللون الوردي اللي بدا يتجمع في خدودها من المستحى.. وكان بيروح عنها وهي كانت بتدخل عشان تشوف عمها بس الباب تبطل فجأة وطلعت سارة من داخل وملامح ويهها خايفة وعيونها على اختها وهي تسألها: " تعالي بسرعة ليلوتي.. شوفي.. بلاه عميه يصيح؟"
ليلى ما استوعبت وسألتها : "شو تقولين سارونا؟ منو اللي يصيح؟"
مبارك حس بنغزة في قلبه ووقف يطالعهن وهو عاقد حيّاته.. وسارة يرت ليلى من إيدها وودتها داخل عند عمها عبدالله.. ودخلت ليلى الغرفة وعيونها معلقة بأهم ريال في حياتها كلها.. بعمها اللي كان متمدد على الشبرية وعدد كبير من الأسلاك موصل بجسمه .. كم مرة شافت هالمنظر خلال الاسبوعين اللي مروا عليه وهو هني؟ للحين بعدها مب قادرة تتقبل الوضع وللحين تحس بنفس الألم اللي حست به في أول لحظة يوم طاح عمها عند باب الصالة وتحرت انها فقدته للأبد..
سحبتها سارة وراها ووقفتها عند الشبرية واطالعتها ليلى بحيرة وتعب وهي تقول لها: " هيه حبيبتي عمي مريض شوي عشان جي راقد.. "
بس سارة أشرت على عمها بخوف وقالت: " ما تشوفينه يصيح!"
اطالعت ليلى ويه عمها اللي كانت أنبوبة الأكسجين مغطية نصه وحركت نظراتها لعيونه اللي كانت تدمع في هاللحظة.. وحبست أنفاسها وهي مب مصدقة اللي تشوفه جدامها..
كان الموقف أكبر من إنه ليلى تكون لها أي ردة فعل غير الصمت.. وقفت تطالع عيون عمها وعلامات الذهول كلها مرتسمة على ويهها.. ويوم استوعبت اللي شافته مدت إيدها اللي ترتجف ومسحت دمعته بحنان ودموع عينها تصب بغزارة..
كانت تصيح وتضحك في نفس الوقت.. مب عارفة تفكر ولا قلبها يطاوعها تطلع عشان تزقر الدكتور.. كانت تبا اتم وياه.. ما تبا تطلع وتفوتها اللحظة اللي ممكن ينش فيها من غيبوبته .. ما تبا تفارقه ولو ثواني..
مبارك اللي كان واقف عند الباب يطالع كل اللي يستوي في الغرفة ارتسمت ابتسامة عريضة على ويهه وهو حاس انه ايام غيبوبة عبدالله انتهت.. ويوم رفعت ليلى عيونها وشافته حس بنظرة الرجاء اللي وجهتها له وقال لها : " أنا بزقر الدكتور.."
هزت ليلى راسها وهي تمسح دموعها وطلع مبارك من الغرفة بسرعة عشان يزقر الدكتور.. وصورة ليلى مطبوعة في جفونه.. كل ما يغمض عيونه ثواني.. يشوفها جدامه..
.
.
في مكان ثاني من المستشفى، كانت شيخة مغمضة عيونها وتحاول قد ما تقدر إنها ترقد.. بس كلما حاولت أكثر كانت تحس باليأس وفي النهاية تنهدت ومدت ايدها لموبايلها واتصلت بريلها للمرة المليون.. بس مثل ما توقعت ما رد عليها.. كانت وايد محتارة.. في الأيام الأخيرة، فهد غير معاملته لها بشكل كبير.. كان حنون وياها.. وشيخة متأكدة انها لمحت في عيونه أكثر من مرة نظرات الحب اللي كانت تشوفها قبل لا يكشفها..
ويوم أخيرا ابتدا الأمل يرجع لها في إنه حياتها ترد شرات قبل وأحسن، اخترب كل شيء.. والحين مب عارفة شو مصيرها.. وفهد مب راضي يرد عليها ويريحها.. يا ليته بس يخبرها شو ناوي يسوي؟
اتصلت به شيخة مرة ثانية وما رد عليها.. وفجأة يت ياسمين على بالها.. من زمان ما سمعت عنها شي.. وفهد غير رقم تيلفونها.. عشان جي حتى لو كانت ياسمين تتصل بها أكيد بتلاقي الرقم مقطوع..
اتصلت شيخة على موبايل ياسمين وحصلته مغلق، واتصلت على رقم البيت ومحد رد عليها.. فبندت موبايلها بحزن وردت تغمض عيونها عشان ترقد.. فجأة كانت تحس انها وحيدة في هالعالم..
وحيدة وتنتظر تعرف شو مصيرها بالضبط..
.
.
في قسم العناية المركزة، كان مبارك يالس في الاستراحة ووياه سهيل اللي يا بسرعة أول ما اتصل به مبارك وخبره باللي استوى، اثنيناتهم كانوا ساكتين وكل واحد فيهم غرقان في بحر أفكاره.. سهيل يدعي لعبدالله بشكل متواصل ومبارك مب عارف ييلس من كثر ما كان متوتر ويتريا الدكتور يطلع ويطمنهم.. وفي نفس الوقت كان كل شوييسترجع ملامح ليلى وضحكتها.. وشكلها وهي مصدومة.. وتصارع مشاعر الحزن والفرح اللي امتزجت بدموعها.. ما يعرف شو اللي سوته هالانسانة بالضبط.. بس اللي يعرفه انها استحوذت على كل تفكيره.. ومن المواقف القليلة اللي جمعته وياها بدت تتكون في داخله مشاعر عميقة تجاهها.. يمكن يكون انبهر بها.. ويمكن يكون ها كله مجرد إعجاب.. بجمالها.. بإبداعها اللي شهده في المعرض.. بحبها الكبير لعمها.. بقوة شخصيتها اللي لمحها في الشركة وجرأتها.. وذكاءها.. وأخيراً بحساسيتها ودفء الأمومة اللي حس به وهو يشوفها ويا سارة.. ورقتها وشفافيتها يوم شافت عمها عبدالله وعرفت انه تجاوز الأزمة..
مشاعر غريبة.. ما يعرف يفسرها ولا يعرف وين بتوصله بالضبط..
عند باب غرفة عمها، كانت ليلى واقفة ويا سارة يتريون الدكتور يطلع من داخل ويطمنهم.. ليلى اتصلت بيدوتها وخبرتها انه عمها ابتدى يستعيد وعيه.. ويوم تأخر الدكتور داخل.. اتصلت بمحمد ومريم وخبرتهم وقالت لهم انها بتتصل بهم عقب عشان اطمنهم عليه..
وفي اللحظة اللي طلع فيها الدكتور من الغرفة لمحت ليلى بطرف عينها يدوتها وهي تمشى بسرعة في الممر وياية صوبهم.. ووراها كان سهيل بعد ياي يعرف شو بيقول الدكتور ومبارك كان واقف عند الكراسي يطالعهم من بعيد ومب قادر يتقرب..
ابتسم الدكتور لليلى وقال لها : " He's regaining his conscious. His heart beats are a little faster and his brain has started to send msgs to the nerves once more " ( إنه يستعيد وعيه..قلبه ينبض بشكل أسرع وعقله ابتدأ بإرسال رسائل عصبية لباقس أعضاء الجسم مرة أخرى )
ضحكت ليلى بسعادة وقربت سارة منها وهي تقول ليدوتها اللي كانت ملامح الخوف باينة على ويهها: " يدوه عمي بيرد لنا.. الدكتور يقول انه ابتدى يستعيد وعيه.."
ما رامت ام احمد ترمس ويلست تصيح وتحمد ربها وسهيل نفس الحالة.. ومبارك اللي كان واقف بعيد شوي عنهم.. يوم سمع كلام الدكتور ابتسم براحة ورد ييلس ع الكرسي وهو يتريا يرمس سهيل قبل لا يروح..
ليلى: " Thank you Doctor, I will stay with him tonight " (شكرا دكتور، أنا بتم وياه الليلة)
الدكتور: "That's good.. but I have to warn you.." (هذا جيد.. ولكن يجب أن احذرك)
ليلى: " of what? " ( تحذرني من شو؟(
الدكتور: " He might be a little unstable when he wakes up. There is a slight chance that he will be paralyzed or even lose some of his memory.. temporarily or forever. " (عندما يستعيد وعيه، فإنه يواجه احتمال فقدان ذاكرته بشكل مؤقت أو دائم.. وهنالك ايضا احتمال الاصابة بالشلل..)
ليلى: "Oh my God!! "
أم أحمد: " شو قال لج؟"
ليلى: "صبري يدوه"
الدكتور: " Don't worry.. it's only a possibility.. " ( لا تقلقي فهذا مجرد احتمال)
ليلى: " Ok doctor, you will be on duty tonight? " (انزين دكتور انته بتكون موجود الليلة؟)
الدكتور: " yes, I will be in my office.. if you need me or if he by any chance wakes up at night, just tell the nurse to call me " (أجل، سأكون موجودا في مكتبي.. إذا احتجتي إلي أو إذا ما استعاد وعيه، أبلغي الممرضة لتستدعيني)
ليلى: "I will. Thank you doctor "
الدكتور: " You're welcome "
سار عنهم الدكتور وخبرت ليلى يدوتها باللي قاله لها.. وعقب ما صاحت ام احمد ودخلت تطمن على ولدها وتشوف بعينها حالته اللي يقولون انها تحسنت.. طلع عنهم سهيل ورد لمبارك اللي كان يترياه في الاستراحة..
مبارك يوم شافه ياي صوبه وقف له وهو يبتسم ويقول: " الحمدلله على سلامة عبدالله"
سهيل: "الله يسلمك يا مبارك.. بتروح ولا تبا تشوفه قبل؟"
مبارك: " لا أكيد أهله يبون يتمون وياه.. بروح "
مشى مبارك ويا سهيل في ممرات المستشفى وملامح الراحة والفرح واضحة على ويوههم..
مبارك: " شو الحين بالنسبة للشركة؟"
سهيل: " ما ادري والله.. في مشاريع يديدة؟"
مبارك: " قدمت على مناقصتين وما اعرف للحين نتايجها.. اسمع يا سهيل.. انا مستعد امسك شركة عبدالله لين ما يقوم بالسلامة ويرد يستلمها مني.. لا تحاتي من هالناحية.."
سهيل: " مشكور وما تقصر يا مبارك.. وهذا العشم فيك.. "
مبارك: " أفا عليك يا سهيل.. ما مبينا هالرمسة.."
ضغط سهيل على كتف مبارك وهو يبتسم له وكملوا دربهم للباركنات وهم يسولفون عن كل شي.. مهما كانت الظروف اللي فرقتهم عن بعض وخلت صداقتهم تهتز.. بس مرض عبدالله وأزمته جمعتهم مرة ثانية وجددت احترام سهيل لمبارك.. وزادت من معزة سهيل عند مبارك.. ويوم ركب كل واحد فيهم موتره عشان يرد بيته، كانوا متأكدين انه مهما كانت الحياة صعبة.. ولا واحد فيهم بيقصر في الثاني أو بيفكر حتى مجرد التفكير في إنه يخذله..
.
.
" لا لا لا سلامتج لا يسامحها ولا شي.. شو يبا فيها هالخايسة.. هاي هي الساعة المباركة يوم انه بيطلقها.."
صالحة كانت مصرة على رايها وفواغي اللي كانت ترمسها في التيلفون تعرف هالشي.. بس بعد مرت اخوها غمظتها وما تباها تطلق..
فواغي: " أمي مب زين عليج .. صح انها كانت تعاند فيج ونفسها خايسة بس مب لدرجة انه يطلقها.."
صالحة: " هاهاها.. مسكينة انتي!!.. ثرج ما تعرفين شي.."
فواغي: " شو اللي ما اعرفه امايه.. ؟ تراني كنت يالسة عندكم واشوف طبايعها بس صدقيني بتصطلب.. لو يشد عليها فهد شوي.."
صالحة: " مب عن طبايعها الخايسة.. مسودة الويه لاحق عليها اخوج وهي مواعدة .."
فواغي ما استوعبت اللي قالته امها.. ورصت ع السماعة وهي تسألها: "شو؟؟ "
صالحة: " هيه والله.. ومب اول مرة تسويها .. متعودة الملعونة تطلع ويا الشباب دوم يوم انا اغفل عنها.. انا ما بتم الاحقها من مكان لمكان ومن الساعة تسع احط راسي وارقد.. شدرانيه بها انها تسوي سواياها يوم تحيدنيه راقدة.."
فواغي: " صبري امايه "
التفت فواغي لبنتها مزنة اللي كانت يالسة تطالع التلفزيون وياها وقالت لها: "مزون حبيبتي سيري بعيد ابا ارمس يدوتج.."
مزنة (وعيونها ع التلفزيون): " عادي امايه ارمسي.. أنا اصلا اعرف كل السوالف"
فواغي ( بعصبية): " هاي سالفة ما تعرفينها سيري بعيد شوي.."
صالحة: " منو ترمسين انتي؟ مزنوه.. مزنوه تعرف كل شي.."
فواغي: "شووووو؟؟؟!! مزنة تعرف وانا ما اعرف؟؟؟ وليش ما خبرتيني امايه؟؟" وليش اصلا ترمسون بهالسوالف جدامها؟"
صالحة: " هي كانت في بيتنا هاذيج الليلة يوم فهد زخ شيخوه مواعدة.. وانا ما خبرتج لأنه اخوج وصاني ما اخبر حد.. بس عاد الحين قلت لازم اخبرج ما يستوي ما تعرفين.."
فواغي: " شيخوه يطلع منها كل هذا؟؟ والله على رغم كل اللي شفته منها بس بعد ما توقعت"
صالحة: " انا كان قلبي ينغزني .. من اول ما خطبها اخوج وانا هب مرتاحتلها .. لكن منو يسمع ولا يفهم؟"
فواغي: " ومنو خبرتي بعد امايه؟"
صالحة : "ما خبرت حد غيرج انتي.. عاد انتي لا تخبرين حد ما فينا ع الفضايح.."
فواغي: "لا لا لا لا .. ما بخبر حد .. حتى خواتي ما بخبرهن.. لا تحاتين فديتج.."
صالحة: " ياللا عيل اميه انا هلكانة بسير اصلي لي ركعتين وبحط راسي وبرقد.."
فواغي:" نوم العوافي امايه.."
صالحة: "الله يعافيج.. فمان الله.."
فواغي: "مع السلامة.."
بندت فواغي عن امها وتمت يالسة تفكر بكل اللي سمعته توها.. في البداية كانت شيخوه غامظتنها وايد .. واستنكرت فكرة انه اخوها يطلقها.. بس الحين يوم عرفت انه ها كله طلع منها خلاص اختفت كل مشاعر الشفقة من داخلها.. وتشوف انها تستاهل كل اللي بيستوي لها..
فواغي: " مزنوه ليش ما خبرتيني عن عموه شيخة؟"
مزنة (اللي كانت اتابع كل تحركات المشتركات في miss Lebanon ) : " نسيت"
فواغي: " انزين ترا ها كله مب صدق .. انتي مب فاهمة السالفة زين حبيبتي لا تحطين في بالج انه عموه شيخة مب زينة.."
اطالعتها مزنة وقالت بمنطقية: "يدوه قالت انها مب زينة.. وقالت لي انه خالي فهد بيطلقها.. ويدوه مب جذابة.."
فواغي: " همممم.. ما عليه الله يسامحها.. انتي لا ترمسين بهالسالفة جدام حد.."
مزنة: "ما خبرت حد.. يدوه قالت لي لا تخبرين حد.. حتىانتي ما خبرتج.."
باستها فواغي على خدها وهي تقول لها: "شطورة.." ويلست تطالع التلفزيون ويا بنتها وتحاول تقاوم رغبتها في انها تتصل باختها شريفة وتخبرها عن اللي سمعته، وبين احساسها بالذنب ودافع الحش اللي في داخلها.. تغلبت غريزتها الانثوية على شعورها بالذنب وشلت التيلفون واتصلت بشريفة وخبرتها بكل اللي سمعته من امها..
.
.
|