كاتب الموضوع :
بسمه جراح
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
(14)
الجزء الرابع عشر
(مشــــاعر مبعثــــرة)
في مغرب الأربعاء ذهبت لمنزل والدي..
حينما دخلت كنت أرى استعدادات مهيله..
الخادمة تركب كريستالات الثريا بعد أن غسلتها...
ممم ورائحة الحلويات تعبق بالبيت..
وهناك فيصل يبكي في حضن خادمة أخرى...
يبدو أنها خادمة علياء..
وأمل تتحرك في كل مكان وتعطي التعليمات..
خرجت من هذه الفوضى واتجهت للسلم..دخلت غرفتي..
واعتصرني الألم حينما تذكرت المفتاح يجب أن أحادث أبي
أو خالد بشأن هذا الأمر... فليس من المعقول أن تكون غرفة فتاة
دون مفتاح ..
أخرجت ما سألبسه في الغد كي أقوم بكيه..
واتجهت للتسريحة كي أتأكد من أن الإكسسوارات كاملة
دق خالد الباب ثم فتحه
خالد: السلام عليكم.. أدخل؟
سديم: إيه تعال
خالد: وش تسوين
سديم: أبداً أشوف وش بلبس بكرى..
خالد: طيب أنزلي ساعديهم.. ما يصلح تقعدين هنا كنك أميره
سديم: أف ما أبي ما يحتاج أساعدها
وبعدين فيه شغالتين ما يكفون
خالد: لا ما يكفون على الأقل خوذي فيصل
وبعدين حتى لو كانت ما تستاهل حنا لازم نكون أفضل منها..
سديم: طيب شوي وأنزل..
نزلت درجات السلم وأنا أعدل قميصي "السماوي" الناعم وتنورتي "الجينز"..
حينما وصلت الصالة وجدت خالد ممسكاً بفيصل..
لم أكن أرى منه سوى ظهره و"شماغه"..
خالد يحب الأطفال كثيراً ويحب ممازحتهم..
جذبتني إبتسامة فيصل البريئة وضحكته ذات النغم العذب..
فقلت بطرب وبصوت عالٍ: يــــــا دلبـــي على الضحـــكة
إلتفت لي خالد بابتسامة... أو من كنت أعتقد أنه خالد
وقال: وشلونـ ...
ثم قطع حديثه وأخفض رأسه..
آآآآآآ
ليس خالد!!
إنه محمد أبن أخ أمل
لا تسألوا عني من هول صدمتي وقفت دون حراك..
يال خجلي... تداركت نفسي..
وصعدت السلم وأنا أخفض جسدي...
هذا من أحد عيوب السلم الذي يتوسط ..
الصالة..
حينما وصلت آخر درجة في الأعلى قابلتني أمل..
أمل: ترى محمد ولد أخوي تحت
قلت بقلبي.."صباح الخير"
سديم: طيب..
حينما نزلت للأسفل سمعتها تقول
أمل: زين ملقي ظهرك للدرج
شفت أحد؟
محمد وكأن صوته يأتي من القاع: لااا
أمل بصوت عالٍ: إيه الحمد لله ههههه
سديم نزلت وما درت أنك تحت
اغاضتني حينما قالت ذلك... هو يعرف أن لخالد أخت فليس لزوماً أن تذكر أسمي عنده..
بالتأكيد أنكم متشوقون لمعرفة شكله وكيف أني شبهته على خالد..
أمم
كانت هيئة جسده مشابهة لخالد.. معتدل القوام..
وأيضاً كان يضع " شماغه" بنفس طريقة خالد لوضعه..
حتى انحنائته على فيصل بنفس طريقة خالد..
غير أنه حينما التفت إلي أكتشفت أن
منكبيه(كتفيه) أعرض من خالد..
أما عن ملامح وجهه..
لم أدقق ولكن كانت بشرته أفتح
من بشرة خالد التي تميل للسمار قليلاً
بعد نصف ساعة نزلت للأسفل حينما سمعت نداء خالد..
خالد: خوذي فيصل باطلع أسلم على ماجد..
أخذت فيصل ودخلت للمطبخ
وهناك وجدت الخادمة تركب ستارة المطبخ بعد أن قامت بغسلها..
أقتربت لأخذ كأس كي أشرب الماء فأصبحت مقابل الشباك
وحينما التفتت وقع بصري على ماجد..
سمعته يقول: شف أخت خالد لا تفوتك
أبتعدت بسرعة عن الشباك..
وسمعت خبطة..تبعها
صوت محمد وهو يقول: وجع أمش الله يفشلك
حقاً اغتضت من ماجد... ما هذه الجرأة
والوقاحة التي يملكها..
ولكن
لا أخفيكم إعجابي بردة فعل محمد..
دخلت الخادمة الأخرى وهي تقول: جيبي فيسل أنا فيه شيل..
مدام أمل كلام تآل في غرفة آكل..
اتجهت لغرفة الطعام الخاصة بالضيوف..
وهناك رأيت أمل تتحرك بطلاقة وترتب ... وتزيين
أمل: هلا سديم وش رايك وين نحط بوفيه الحلى
لم أهضم طلاقتها بالحديث معي وكأنها لم تفعل شيء..
سديم: ما أدري
أمل: أنا أقول على جنب الطاولة هنا وش رايك
سديم: لا كذا بتضايقهم أحسن بآخر الغرفة..
أمل: إيه صح هناك أحسن
أجل رايك أوديها هناك
لم أرد عليها... لا أريدها أن تتبسط معي بالكلام
سديم: زين فيه شيء ثاني..
أمل وهي متضايقة من تجاهلي: إيه المناديل اللي للسفرة جيبيها عشان نرتبها هنا..
و الحلى شوفيه إذا كان خلص طلعيه عشان يبرد ونقطعه
خرجت بصمت... قمت بعمل ما طلبته مني
ثم صعدت لغرفتي..دون أن أعود لها...
أعرف أنه هناك مناسبة... وأمل لم تكتفي بصديق أبي
الذي جاء من الغربة..بل دعت زوجة صديقه الثاني..
وكذلك علياء زوجة أخ أمل
ولكني بحق أشعر بنقص بالأكسجين حينما أجلس في مكان هي فيه
لن تصدقوني إن قلت لكم أنني حتى الآن وحتى بعد
مضي عدة أشهر لم أعد أسلم على أمل حينما أراها
وفقط أكتفي بمصافحتها بيدي
إن لزم الأمر
وبختني خالتي الجوهرة كثيــــــراً
ولكني لم أستطع أن أجعل وجهي يلامس وجهها..
آآآآآآ
أشعر وكأن ألمي وجرحي قد أنفتح من جديد
سمعت خطوات خالد التي أحفضها تتجه لغرفتي
خالد وهو يضع فيصل على الأرض: سديم ليش قاعدة هنا
وهم تحت محيوسين
سديم: ما عندهم شيء ضروري... وأمل قاعدة تسولف معي
وأنا ما أتحمل
خالد: سديم
أنا ما أحب أختي تصير كذا
سديم: يا سلام يعني لازم تسولف معي وكنها ما سوت شيء
أنا ما أتحمل..
خالد: تحملي عشان أبوي
سديم: أففف
طيب هي قالت خل سديم تجي
خالد: لا بس شفت فيصل يصيح ومحد عنده..
ويوم قلت لها ليه محد عنده قالت أحتاج الشغالة
والساعة الحين 9 ما باقي وقت..
سديم: يعني بس اللي علي أسويه أني أمس فصولي
خالد: إيه
قلت بابتسامة: الحمد لله
يا الله عطني أياه
وضعت ملابسي بالخزانة بعد أن قمت بكيها..
والتفتت لفيصل
كان يلعب بألعابه بهدوء..وهو فاغر فمه ببراءة
أنه الآن في شهرة التاسع..وأصبح شكله رائع خصوصاً
مع زيادة وزنه..
نظرت للساعة حينما طرقت الخادمة الباب لأخذ فيصل
ووجدتها تشير للحادية عشر إلا ربع
أخذت بعدها مبرد أظافري..
ثم تربعت على السرير وأخذت أبردها حتى غلبني النعاس..
ألقيت المبرد جانباً
واستلقيت على ظهري...
عندها هاجمني طيف محمد..
لست أدري لما أفكر به..
ولكني حقاً محرجة منه
بسبب الموقف الذي حصل اليوم
ترى ماذا سيقول عني..
وقفت دون أن تتحرك..
حينما رأتني
.
.
.
.
.
استيقظت صباح الغد على الساعة الحادية عشر والنصف
فجريت لكي أستحم وأسرح شعري..
فأمامي مشوار طويل
نزلت في الساعة الواحدة فوجدت خالد..
خالد: صباح الخير..
وش هالنوم
قلت بملل: من 11 قايمة بس توي أنزل
أفطرت؟
خالد: لا أحتريك
سديم: خالد أسألك بجد تبي معي فطور
أمل من خلفي: لا تفطرون
الحين بنحط الغداء
لم أرد عليها.. وانتظرت ابتعادها ثم همست
سديم: أنا ما أحب أتغدى أول ما أقوم..
تبي معي فطور
خالد: لا والله الغداء يجنن اليوم
قلت وأنا أتجه للمطبخ بغضب: بكيفك
صنعت لي شطيرة..
وأخذت كوب من " النسكافيه"
واتجهت للسلم..
خالد بأمر: سديم إذا خلصتي
وصار ما لك شغل فوق
أنزلي.. عشان تساعدينهم
قلت بضيق: إن شاء الله..
بس أول خلهم يرجعون مفتاح غرفتي
خالد: بلا حركات بزران..
هالكلام موب وقته الحين
سديم: أفففففففف
اتجهت لغرفتي ووضعت الكوب على الطاولة الصغيرة هناك
أبتسمت حينما تذكرت هدية أمل التي أهدتها لي قبل أسابيع
أذكر أنها طرقت الباب بأدب.. ثم قالت: سديم خوذي هاذي هدية لك
شفتها أمس وعجبتني خصوصاً أنك تحبين الناعم
قلت لها وأنا أنحي بصري عنها: جزاك الله خير حطيها على الطاولة
وضعت الساعة الجلدية الأنيقة بإحراج ثم خرجت
أعرف أنني ربما تصرفت بشيء من الوقاحة
ولكن لا تلوموني... فما زال قلبي مثقل
بالجراح
على المغرب نزلت بعد أن لبست قميص أبيض..
مزين برسومات كحلية خفيفة..مع تنورة.. كحلية..
وخططت جفني العلوي بكحل نيلي اللون..
سرحت شعري الذي يصل لأكتافي أو أقل بقليل..
ووضعت "بنسه" (مشبك شعر) كحلي اللون..
حقاً بدأت أندم على شعري الذي قصصته..
ولكنني أرتحت من تعب تسريحه
فهو ليس بناعم.. ومرهق بالتسريح
أتجهت للمطبخ وأنا أسمع صراخ الأطفال ولعبهم..
سديم: السلام عليكم
أمل: هلا سديم..
جيبي الصواني اللي عند باب الشارع
محمد ولد أخوي توه حاطها عند الباب بس تأكدي أنه راح
عبرت الممر المؤدي للباب الداخلي..
وفتحته على مهل كي أتأكد من أنه رحل..
رأيت طرف " شماغه" وهو يغلق الباب
فقفزت بسرعة للباب كي أأخذ الصواني..
انحنيت ببطء وأخذت الصينية الأولى..ثم أدخلتها بالممر
وعدت لأخذ التالية ولكني حينما أردت أخذها ورفعت رأسي..
وجدته.. أمامي
وهو يدخل صينية أخرى..
كان ينظر لي بدهشة..ثم أطرق برأسه وخرج خلف الباب
دون أن يضع ما بيده..
قفزت بسرررعه للداخل..ووجهي محمر من الخجل..
ثم طللت من طرف الباب كي أتأكد من أن رحل..وأغلق الباب خلفه
لا تسألوني عن نبضات قلبي وحرجي..
ما هذه المواقف المحرجة معه..
بالأمس واليوم..
ما الذي سيقوله عني.... غبيــــه
لما لم أنتبه بأن الباب لم يكن مغلق
خرجت بعد أن سمعت أغلاقه للباب..
أخذت الصواني.. وأنا أتذكر شكله... ونظرة عينيه
وهو ينظر لي بدهشة...
ممم
هذه المرة رأيته عن قرب...
يال خجلــــــــي
أمل: سلمتي على خوله
سديم: هاه لااا
الحين بروح
أمل: أجل وش فيك محمرة..
قلت وأنا أتجه لمجلس النساء: آآ لا بس
ما أدري
دخلت فسلمت على خوله زوجة صديق أبي الذي يسكن هنا..
خوله: هلا أنتي سديم بنت عبد الرحمن
سديم: إيه
خوله: ما شاء الله وش هالزين
لا أمل بصراحة خلاص ما أبغى أروح معكم بالصيفية هذي
أخاف زوجي يشوفها
أمل:هههههههه
وش دعوى هي بتطلع له
خوله: لا صعبة بينهبل لو شافها
عاد عثمان يرفع ضغطي يحب يطالع بالحريم
أمل: ههههههه
شكلك أنتي اللي تتخيلين..
خولة : لا والله
تصدقين أنه يوم رحنا للشرقية العام
قاعد يطالع بالحريم اللي بالدبابات البحرية
وأنا بس أصارخ عليه لا تناظر... وهو يقولي
وش أشوف عبايات سود..
بس أنا شوي وأصيح... خايفة تطيح طرحة وحدة منهم
أمل: هههههه
والله أنك تضحكين شكله يبي يستفزك
خولة وهي تنظر لي: يوه عاد لو شاف سديم وس بيسوي
أخفضت رأسي بخجل..
خولة: ههههههه
لا أنا ما أتحمل... حنا بشقة وأنتم بشقة
وبعد بناخذ بعيدة شوي عنكم عشان ما يصادفها وهي تطلع
أمل: والله انتي اللي بتتعبين إذا كنتي بتعيشين كذا
وبعدين توك صغيرة ليش تخافين يتزوج عليك
خوله: لا يغرك أنه ما لي إلا بنت
أنا متزوجة من 6سنوات.. وأعاني من صعوبة بالحمل
عشان كذا إيدي على قلبي خايفة يتزوج علي
أمل: بس ما شاء الله عليك مملوحة
خوله وهي تنظر لي بابتسامة: بس موب زي سديم
أمل: أذكري الله بتحسدين بنتنا..
لم أحتمل هذا الوضع فقمت لأشم بعض الهواء..
متى يأتي عمي عبد الله وأولاده على الأقل سأستمتع مع أبنته حنين
منذ مدة لم أراهم.. خصوصاً أنهم أنتقلوا للعيش بالخارج
حينما وصلت لباب الغرفة سمعت خوله وهي تنادي
: ههههه سدومه زعلتي
خلاص ما عاد أقول شيء... بس تعالي
سديم: لا بس بروح أصلي العشاء وأجي
خوله: لا عاد توه مأذن ما شاء الله عليك
سديم: بأصلي وأجي..
ولكن فور أن خرجت قابلتني حنين..
حنين بحياء: هلا لا تقولين أنك سديم
سديم: إلا هلا حنين
قفزت إلي واحتضنا بعضنا..
ثم سلمت على حصة زوجة عمي عبد الله (صديق أبي)
حصة: هلا سديم كبرتي ما شاء الله
أمل: هلا والله أنتي أم ناصر
أنا أمل زوجة عبد الرحمن
حصة: إيه الله يسلمك ..
مبروك الزواج ولو أنها متأخرة كثير
أمل: هههههه لا عادي
مالي إلا سنة و9 شهور... تفضلي الله يحييك..
حنين وهي تهمس لي: تغيرتي كثير سديم
سديم: وحتى أنتي
كم كان الوقت ممتعاً معهم تناولنا العشاء معهم..
وحدثتني حنين عن حياتها بالخارج..
حنين تدرس بالصف الثالث
متوسط أي في 15
سهرنا سوية حتى الواحدة والنصف ثم رحلوا..
شعرت بحنين متضايقة جداً
وكادت أن تبكي..
خصوصاً أن زيارتهم لا تتعدى الأسبوع
وسيقضون الأسبوع في المدينة المنورة حيث يقيم جدهم هناك..
ثم سيعودوا بعدها للخارج
أتعرفون تمنيت أن يتزوج خالد حنين ..
أشعر أنها تناسبه كثيراً بهدوئها..وحيائها..
كنت أجلس بأحد الأرائك التي في الصالة حينما أتت أمل مبتسمة لي..
أمل: حبوبين صح
سديم: إيه
أمل: ههههه شفتي خوله
كيف تخاف على زوجها والله تضحك..
قلت وأنا أنهض: الله يعينها
أنا بروح أنام
صعدت درجات السلم وأنا ما زلت أشعر بنظرات أمل
المندهشة والحرجة من تجاهلي لها..
كانت ابتسامة شقية ترتسم على شفتاي..
أتحسب أني سأجري خلفها فور أن تبتسم لي..
دوام الحال من قضايا الحال..
فور أن دخلت غرفتي..
شعرت بمغص شديد حينما تذكرت موقفي
اليوم مع محمد..
ونظرته المدهوشة..
ممم
بالتأكيد أنكم تتساءلوا عن شكله خصوصاً أنني
نظرت له هذه المرة عن قرب..
حقيقة لم يكن وسيماً..
بل كان عادياً نوعاً ما.. ولكن ما يميزه
هو أن ملامحه كان توحي بالطيبة والأدب..وخفة الدم
أو هذا ما خيل لي...
.
.
.
على مدارات الحياة
كانت تسير عجلات أيامي..
تمضي..
وتمضي..
دون هوادة..
تجدد فينا مشاعر طواها الزمن
وتطوي مشاعر.. اندثرت مع المحن
تارة أشعر بقلبي..كتلة من المشاعر
وأخرى كقالب من الجليـــــد
ومع هذا...لا تعرف عجلات الحياة
معنى للتوقف.. وتسير.... تسير
كما أمرت..
بحكمة باريها
ونبقى معها نفكر بإمعان..
ترى هل سنصل يوماً لشاطئ
الأمان
..
.
.
مرت الأيام تترى.. وجرت عجلات الحياة..
وهانحن على مشارف نهاية عام دراسي آخر...
نسيت أن أخبركم بأن خالد جدد لي مفتاح الباب
وبدل أن تأخذ أمل مفتاح باب غرفتي..
أصبحت هي التي لا تستطيع دخول غرفتي
سعدت كثيراً بوقوف خالد معي.... وعدم
معارضة أبي على ذلك... بل تصرف وكأن الأمر طبيعي
زمجرت تلك اللبؤة "أمل" قليلاً غير أنها جعلت الأمر يمر بسلام
بعد أن رأت أنه لا جدوى من استفزاز أبي.. وجعله في صفها
مر العام ... وطبعاً لم يخلوا من تصرفات فارس الغريبة
تارة يتذمر لما سديم تأتي خلفكم دائماً..
وتارة لما سديم تغير حقائبها دائماً ولا تضل على حقيبة واحدة..
لما..... ولما.... ولما
ها أنا اليوم أذهب لاستلام شهادتي لصف الثاني ثانوي..
وأنتقل لصف الثالث... اتفقت مع خلود بأن نحضر بعض الأزهار
لنهديها لصديقاتنا ومعلماتنا المميزات ..
طبعاً أنا من أحضرت الأزهار... لأنه ببساطة خالد أخي
متفهم وطيب...
ليس كفارس الذي سيغضب إن طلبت منه خلود ذلك..
وزعنا الأزهار..
ولم يتبقى سوى زهرة واحدة حمراء.. كنت سأهديها لغدير
ولكنها لم تستطع الحضور لذلك قررت بأن آخذها معي للمنزل
طبعاً لن أعود مع فارس..
لأن خالد هو من أحضرني لاستلام شهادتي..
وهو من سيأتي لأخذي..
خرجنا سوية... أنا وعهود وخلود..
بحيث أنهم سيذهبوا لفارس الذي ينتضرهم في الخارج
وأنا سأذهب لخالد..
سرنا وأفترقنا...
ولكن فارس لم يحرك سيارته حتى وصلت لسيارة خالد
ثم رحل..
وحينما أردت الركوب..
توقف جمس الهيئة أمامنا
رجل الهيئة: يا الأخو.... من هذي اللي بتركب معك
خالد: وشو من اللي بتركب معي يا شيخ..
أكيد أختي
الشيخ: وش اللي يثبت لنا
خالد: طيب خذ بطاقتي الشخصية..
الشيخ: جبها... طيب ما معك بطاقة العائلة
خالد: لا معي الصورة من بطاقة العائلة تبيها
الشيخ: جبها..
أخذ يقارن ثم أعادها لخالد
قائلاً: يا أخوي أنتبه لأختك... ما يصير توقف وراء المدرسة وتخليها
هي تجي عندك.. وقف عن باب المدرسة..
وناد عليها من هناك... والله خطر عليها.. خصوصاً مع هالورد
اللي بيدها.. الشباب بيحسبونها من ربعهم.. ولا يخطفها أحد
خالد وهو ينظر لي بغضب: إن شاء الله أبشر
الشيخ: زين يا الله سلام
خالد وهو يغلق الشباك: الحين ليه طالعة والوردة بيدك ..
ولا وحمراء بعد
سديم: الحمد لله أنا ما قصد شيء بهاللون
وبعدين هي لصديقتي.. وأنت داري أني ما أعني شيء بهاللون
خالد: بس ولو المهم أن الناس وش تقصد بهذا اللون
ليش ما جبتي بيضاء ولا وردية... وأصلاً المفروض
تحطينها بكيس موب تستعرضين فيها
سديم: والله ما قصدت شيء..
بس كنت مستعجلة وما فكرت أحطها بكيس
خالد: أنا وش علي بما قصدت..
الناس وش يدريهم أنك ما قصدتي... وأنا ما ألوم
رجل الهيئة صراحة...
شكلك بالوردة ملفت
سديم: أنا حاولت أغبيها ما قعدت أستعرض فيها
أو أشمها عشان يقول أن الشباب يحسبونها من
ربعهم
خالد: هذا اللي ناقص بعد
والله أنك ضيعتي وجهي عند الرجال..
حتى فارس قاعد يطالع فيك وأنت تمشين
وش بيقول عنك...
المشكلة أنك غبية ما تحسين باللي تسوين
سديم: خلاص آســــــــــفة أتوب ما أكررها
خالد: لا بعد عندك نية تعيدينها..
سديم: أففف
خالد: نعم
سديم: لا ولا شيء..
حينما رأيت خلود.. أخبرتني بأن فارس كان غاضب
جـــــــداً مني..
ومن وردتي الحمراء...
ولم يترك شيئاً لم يقله من شـــدة الغضب...
وحقيقة
حقيقة
لم ألـُـــــــمْه
لأنه وبصراحة كان تصرفي سيئاً
وبالتأكيد أنه من الغير المناسب.. أن تسير فتاة
محترمة وبيدها وردة حمراء رقيقة...
حادثت ذات يوم لميـــاء عبر الهاتف
وأنا أخبرها وبسعادة
عن عزمنا على السفر بعد أيام
كنت قد أخبرت لمياء عن مواقفي مع محمد..
لمياء بصراخ: لا ..........لا ما أصدق
لا تقولين بيروحون معكم أهل محمد اللي قلتي لي عنه
قلت بحرج: لمياء بلا سخافة...
عادي موب أول ولا آخر واحد يشوف وحدة بالغلط
لمياء: لا أنا أحس أنه بتصير قصة بينكم
سديم:هههههههه
لمياء حرام عليك... ما خليتي أحد ما قلتي
أنه بيصير بيني وبينه قصة
لمياء: أنا ما قلت إلا عن فارس أخو خلود
وعن محمد هذا...
وحداهم اللي بتاخذينه... بتشوفين...
أنا ما يخيب ضني.. غالباً
سديم: وأنا أقولك مستحيل ما أتوقع
لمياء: إلا توقعي...
على العموم لا تنسين إذا رجعتي تبلغيني عن كل شيء
يصير بالتفصيل الممل
جدتي منيرة(أم أمي): سديم... وش ذا أعوذ بالله ساعة وأنتي
تكلمين بالتلفون..... يكفي تعالي سولفي معي
أبعدت السماعة عن أذني : سمي يمه بس شوي وأجي..
جدتي: لا خلاص سكري السماعة
قلت بامتعاض: إن شاء الله..
أعدت سماعة الهاتف: زين لمياء أول
ما أرجع من السفر بكلمك..
يالله مع السلامة... جدتي تناديني
لمياء: يا الله باي
تروحين وترجعين بالسلامة
مضت الأيام... وانتهت الاستعدادات..
وهانحن نتجه للمطار كي نذهب للشرقية
كانت معنا علياء زوجة أخ أمل.. الذي رفض أن يسافر معنا
لظروف عمله.. فذهب بدلاً عنه أبنه محمد
في صالة الانتظار..
شعرت بنظرات محمد.. كان ينظر لي لبرهة قصيرة
ثم يشيح بصره بسرعة حينما ينتبه لنفسه..
لست أدري ربما أنني أنا من كنت أتخيل ذلك..
خصوصاً أننا نجلس في صالة الانتظار..بملل
بعد مدة أعلن عن بدء الرحلة..
وركبنا في الطائرة..
سعدت كثيييراً حينما أصبح مقعدي بجانب خالد
وفي الجانب الآخر مني كانت تجلس خادمتنا وبحضنها فيصل
وخلف خالد كان يجلس محمد وبجانبه أخته بدور
التي تبلغ من العمر 14.وبجانبها أختها مرام التي في التاسعة..
أقلعت الطائرة..
وصم أذني صوت إقلاعها..
فالتفت لي خالد ليعطيني علكة..
حينما التفتت لخالد شعرت بنظرات محمد..
تتجه نحوي
ممم
أكرر ربما أنني أنا من أتخيل ذلك...
.
.
.
.
.
وصلنا للشرقية... وسكنا في الخبر..
وفي فجر اليوم التالي خرجنا للإفطار على الشاطئ..
حقاً لا يوجد شيء أروع من أن ترى الشمس تشرق..
أمام عينيك...
بروعة اندماج ألوان الصباح الزاهية مع بقايا ألوان الليل المحمرة
وترى تلك اللوحة الرائعة.. مطبوعاً على صفحة البحر..
حقاً هناك تتجلى أحد صور إبداع الخالق..
سرت بخطواتي مبتعدة عنهم بعد أن التف الجميع للإفطار..
واتكأت على سيارة خالد..التي نقلناها من الرياض عبر الشحن
واجهت صفحة البحر...وأخذت أقرأ أذكار الصباح..
وأستمتع.. بآخر لحظات الإشراق..
كم تمنيت لو أنني أتقن فن مزج الألوان وأرسم تلك اللوحة
الرائـعة
انتبهت من سرحاني على صوت محمد من خلفي
وهو يقول :بدور... قومي وخري عن سيارة الرجل..
بيروح يشتري له غرض
صمتت لم أعرف ما أقول كان يحسبني أخته بدور..
خصوصاً أنني كنت متكئة فبديت بطول أخته ..
ولكنه قال مرة أخرى: ما تسمعين وخري عن سيارة الرجل
روحي هناك ترَكي على سيارتنا يلي ذابحتك الرومانسية
شعرت بحرارة بجسدي... حتى أني لم أستطع الحراك
وكأن أقدامي قد تجمدت..
نهضت بعدها... حتى أصبح طولي بادياً له
ويبدو أنه علم فوراً بأنني لست بأخته..
قال لي وأنا أبتعد: آسف أحـم ..كـ ... كنت أحسبك أختي
جلست بخجل في المكان الخالي بين بدور وأمها علياء..
علياء: تبين قهوة ولا شاهي
سديم: لا قهوة
علياء بابتسامة: ما شاء الله تونا ندري أنك رومنسية..
ما دخل الرومنسية بوقوفي ذاك
سديم: لا بس كنت أقرأ أذاكر الصباح
علياء: ما شاء الله عليك
أنا ما كملته..
بعد مدة وبعد أن رحل خالد لإحضار بعض الأغراض
التي احتجناها..رأيت محمد يأشر لبدور كي تأتي...
ثم سمعت صوت ضحكاتها..العالية..
لا أعرف لما شعرت بالخجل...
ترى هل أخبرها بما حصل قبل قليل..
أتت بدور إلي..
بدور بابتسامة وكأنها تمسك ضحكة: سديم.. تعالي نتمشى
قلت بخجل: هاه..
لا.... بعدين ما أبي الحين..
بدور: الحين أحسن عشان ما تحتر الشمس
علياء: يا لله روحي الحين بتحتر الشمس وبنرجع للشقة
نهضت وأنا أتأكد من ترتيب عباءتي وسرت مع شهد بعيداً عنهم
بدور: سديم ترى محمد يعتذر عن اللي صار قبل شوي
قلت بخجل: لا عادي ما صار شيء
بدور بابتسامة وكأنها تغالب ضحكة ستخرج: آآ بس هو يقول
يوم أنه كلمك كان يحسبك أنا
سديم: إيه عادي ما صار شيء
بدور: محمد يقولك آسف
سديم: خلاص عادي سكري الموضوع..
بدور: ههههههههه
زين الحمد لله بروح أقوله
سديم: لا وين موب لازم خلاص
ما له داعي هالموضوع
بدور: هههههه لا محمد موصيني..
أكيد الحين يحتريني...شوي وبرجع
أفف متى يأتي أبي وعمي عبد الله(صديقه)
على الأقل سأستمتع مع حنين..
بدل هذه الشقية بدور... أحرجتني بابتسامتها وضحكها
بدور: بووووو
سديم: بسم الله الرحمن الرحيم
بدور: هههههههه
ياخوافة
حينما اشتدت حرارة الشمس..
ذهبنا لأحد المطاعم.. لتناول الغداء
لا أعرف ما هي تلك المشاعر التي حركها محمد باعتذاره
حقاً أعجبني أسلوبه.. وسمو أخلاقه
وفي كل لحظة أكتشف شيئاً رائعاً فيه..
.
.
.
.
.
.
نهاية الجزء الرابع عشر
|