كاتب الموضوع :
بسمه جراح
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
(36)
((ليبقى الجواب مرهوناً
بجذوة من نار
قد تنير لي الدرب
وقد تحرق لي ما تبقى
من أشلاء قلبي..الكسير..))
الجزء السادس والثلاثون
هكذا مرت الأيام سريعاً...
وتتالت..حتى اتم صغيري السنتين وأكثر
أنهيت دبلومي..وأفكر جديا بأخذ دورات..بالحاسب
وكذلك دورات تطويرية..
مم مرت أيامي جميلة..
على الأقل بالنسبة لي..
فيها كنت اخرج بنزهات أحيانا مع بنات خالتي الجوهرة
وأحيانا..كانت خلود تزورني بشقتي..
وفي أحيان ٍ أخرى كنت اذهب انا لزيارتها...
أيضا لم انسى صديقتي الغالية والتي تعرفت عليها قبل
انسحابي من الجامعة...انها اسماء..
نحن نتواعد غالبا بمكان عام ونلتقي...
ونقضي الوقت بالحديث سوية ً..حتى يسرقنا الوقت
ونكرر الجملة المعتادة..
" يوو مر الوقت بدون ما نحس"
ايضا كانت تاتي لزيارتي ابنة عمي "ابتسام"
وعدنا كما كنا صغارا نسعد بتلاقينا...
ابنة عمي رزقت بابنة اسمتها "ديم"
حقيقة كل أعمامي تحسنت علاقتي بهم بعد انقطاعي
عن زوجة ابي...
ربما أنهم قد أدركوا من هي أخيرا...
مم اما عن مشاعل..ابنة عمتي..
فهي غريبة الاطوار نوعا ما..
تمر ايام تكون قريبة جدا مني..
ولكنها تمر بفترات ركود..لا اعرف ما اسميها
ولكن بتلك الفترات تنقطع...واحيانا تطول غيبتها
تكون بتلك الفترات كئيبة وتفضل النوم..
دوما ما تشتكي من تأخر زواجها..
او تشعر بالألم لذلك وحقيقة لا ألومها..
فكل من في سنها قد تزوج..
ولكن بما ان اختها والتي تكبرها قد تطلقت..
فهي ترفض الزواج حتى تتزوج اختها..
اخبرتها كثيرا ان لا دخل لها...فأختها قد جربت نصيبها
ومن حقك ان تتزوجي الا انها ترفض بشدة قائلة
" لا اريد ان اجرح اختي..
خصوصا ان نفسيتها تتغير بشـــدة حينما تعلم بقدوم خاطب لي.."
حقيقة لست ادري بما اجيبها..
فهي اصبحت ترد الخـُطاب حتى دون ان تسال عنهم..
أووه نسيت ان اخبركم..!
العنود قد رزقت بابن قبل عدة اشهر..
واخيرا يارا ستسعد باخيها...
فقد امضت وقتا طويلا وهي تلح على امها
بان تاتي لهم بصغير...
هكذا هي تقريبا ايامي الجميلة..
نسافر سوية مع اخي في العطلات..بعد ان تحسنت نوعا ما
علاقة زوجته بي...
وهي الآن حامل بشهرها الثامن...
وها نحن ننتظر بشوق قدوم المولود الجديد..
حقيقة بدأت اشعر وكأن الدنيا قد عادت لسابق عدها
حيث السماء زرقاء صافية..بلا سحب دخان خانقة
والارض عادت مخضرة...
وضجيج الآلام بدء بالتلاشي...
ليحل مكانه شيء من شدو الطيور..
.
.
.
بعد مدة عاد لخطبتي ذاك الرجل الذي خطبني من
قبل..ولكننا رددنا بالرفض ايضا..
كان يريدني زوجة ثانية له..
هكذا مرت 3 سنوات على طلاقي..
ما كان يؤلمني احيانا هو فرحة امي حينما تعلم بقدوم خاطب لي
فكانت تلح علي بالموافقة..وحينما اخبرها عن اسباب رفضي
تكرر علي...لا يمكن ان تحصلي على رجل كامل..
وافقي حتى وان لم تقتنعي..
ولكن كلا ومن المستحيل حصول ذلك..
لن اقبل بخاطب حتى اكون مقتنعة تمام الاقتناع به..
لن اقدم التنازلات...من اجل فقط ان اكون زوجة
لأن اكون عازبة مرتاحة....خير من اكون متزوجة
مهمومة...مكسورة..
وقبل عدة اشهر فقط... أتى خاطب جديد
ومع مجيئه...دخلت بمرحلة جديدة من القلق..
والألـــم...والتوجس...
لست ادري لما الآلام تحاصرني...والظلمة
والوحشة تكبلني...حينما اشعر بأني افكر بجدية
للبدء بحياة زوجة جديدة..
كان خالد معجب به بشدة..
وما فهمته..انه يعرفه عن قرب..
وانه قد خرج معه في احد النزهات..
واعجبته شخصيته...وهدوئه..
ولكن رفضناه...لأن خالتي الجوهرة اخبرتني
انها تعرف عائلة ذاك الرجل..وانها عائلة مفككة
وهكذا ذهب..
ولكن اخي خالد كان دائما ما يمتدحه..
واشعر بانه ما زال يتمنى لو اننا لم نرفضه..
سألته ذات يوم ..عن ذاك الخاطب الجديد..
والذي مضى على رفضنا له 5 اشهر..
فشعور انساني يختلج بفؤادي..حينما افكر بابنائه
وهل اتتهم زوجة اب..جيدة وطيبة..ام ماذا جرى عليهم
سديم: خالد...وش صار على والد الـ .... تزوج
خالد باهتمام: وراه يعني بتفكرين بموضوعه ثانية
قلت بعجل: لاااا بس بشوف وش صار على عياله تزوج والا لا
يعني زوجته صارت زينة معهم..والا لا..
خالد:لا ما تزوج
عم الصمت لثواني...
ثم أكمل: والله انه والنعم يا سديم....هذا والله انا اللي اضمنه لك
هادي..وما يحب فرض رايه..اخوه من زملاي..
وواحد ثاني من اصدقاي ابو عبد العزيز تعرفينة..صديقي من
سنين..ماخذ بنت خاله..
يقول انه كان مقدر مرته الله يرحمها..وما كان يفرض رايه
او حتى يستحقر رايها.
ورحت سألت اخو زوجته اللي ماتت
وقالي انه كان احن من ابوي على اختي..
يا سديم الرجال انا طلعت معه كذا مرة...لا تكلم كل يسمع له
وله اسلوب زين ما شاء الله لا جاء يطرح رايه
لا ويحب الادب والشعر..مثلك...يعني انتي دايم تسولفين علي
بهالمجال وما اعطيك وجه..اما هو فعنده نفس الميول..
وطباعه قريبه من طباعك..
قلت بقلق: أووه ليتي ما سألت عنه
خالد: يا سديم والله الرجال فرصة وما تعوض
والله ان ردك له خسارة لك
قلت بامتعاض: ان كان ربي كاتب لي رزق موب ضايع
خالد: بس ولو....اقولك الرجال وش زينه
ان بغيتي اخليك تكلمين ابو عبد العزيز واسأليه بنفسك عنه
سديم: اكيد بيمدحه من اهلهم
خالد: وش مصلحته..هو ماخذ بنت خالته موب اخت الرجل
وبعدين هذولا كلهم ربعي...وموب غاشينني..ابو عبدالعزيز
وتعرفينه شيخ ودين...وش مصلحته انه يغشنا..
اخذت نفساً عميقا...
لا اريــد الزواج....ولا اريد ان يسأل احد عن ذاك الخاطب
لا اريد ان اقتنع واوافق...
أأ أنــا خائفة.....أجل....خائــــفة..بل مرعوبة
رباه رحماك..فلا تكلني الا نفسي ولا الى الناس طرفة عين
.
.
عالم مظلم..
وضوضاء....مخيفة
تعم في ذات السكون..!!
وتلطخ معالم الكون
بالســـواد
عالم يعج..
في رياح من
الحيرة
تصدر ازيز
يصم الآذان
يبعثر اشـلاء
الفؤاد في تلك
الزوايا الحالكة
ذات الظلام
الدامس
بت التمس بيدي
المهتزتان
أرجاء المكان
ابحث عن طيف
لضوء
عن شعلة تنير لي
المكان
اعين غرقى بالدموع
واحرف حيرى
تموج في بحر من
التساؤلات
ليبقى الجواب
مرهوناً بجذوة
من نار
قد تنير لي
الدرب
وقد تحرق لي
ما تبقى من اشلاء
قلبي..الكسير
.
.
.
وهكذا مرت الايام وخالد بألحاح شديد لم أعهده عليه من قبل
تعبت لم اجد مهربا...كلما طالبت بشيء..
وافقوا عليه...كلما قلقت من شيء حاولوا حله..
وهكذا لم يتبق سوى التفكير بـ هل اوافق ام لا
سألتهم عن ابني..فقالوا هو ابننا..
آآآه لست ادري ماذا افعل...أنا في حيرة
حيرة لم اعهدها من قبل...حقا بدأت اضحك على سذاجتي
من قبل كيف كنت افكر قبل اعوام..كنت اقلق قليلا..
ولكن لم اكن اشعر بأني مهمومة واني احدد مستقبلي..
كيف كنت انام وانا اعلم بوجود خاطب..
اما الآن فلن تصدقوني ان قلت لكم بأني استيقظ بالليل
فينتابني خاطر ذاك الخاطب...ليهرب النوم من عيني
عندها اهرع لسجادتي...حبيبتي...فأبكي بين يدي ربي
علي اجد القرار الصائب..
.
.
رباه يا ملجئي وملاذي
رباه إني اطرق بابك
يا كريم..
رباه يا سامع نجواي
يا عالماً..بجرحي
وبلواي
اني لذت بابك
راجية
أني التجأت اليك
حائـــرة
سألتك..يا رحيم
دلني..للخيـر
في امري..
ودنياي
.
.
كنت ادور بأرجاء صالتي الصغيرة..
وأنا قلقة...وبيدي كان جهازي..
خلود: والله ماله داعي اخوك...المفروض ما يلح
عليك كذا
|