كاتب الموضوع :
بسمه جراح
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
.
.
.
حينما بقي أسبوع على زواجها..
أرسلت لها رسالة نصية عبر الجوال..
حرصت فيها ان ابتعد عن الدموع
ولكني حينما وصلت للسطر الرابع..بدأت الأحرف تتشابك
في عيني من اثر الدموع.....اعذريني خلود..
لا استطيع...فتلك دموع الفرح ابت الا ان تخرج..
" هكذا قد مضينا..
نودع آخر لحظة من طفولتنا..!
مراهقتنا..وأروع صداقة قضيناها بثانويتنا...
ربما لا أكون الآن كموقعي بالنسبة لك كما هو
في تلك الأعوام..
ولكن تأكدي أنك ما زلتي الصديقة والأخت..والقلب الواسع
والكثير...
هاقد غرد الطير فرحا
واهتز الزهر نشوانا..
والقلب يدعوا بصدق وحب
لك بالتوفيق والسعادة
وبإذن الله سنعاود المباركة لك قريبا..
لحضور مولود خلود الغالي..
,, ابتسمي بفرح: فأنت أروع عروس لهذا العام
وفقك الله"
دقائق مرت كنت امسح فيها دموعي..
تلك الدموع التي كانت خليطا بين الفرح..
والتوجس...أتمنى أن لا تنسى خلود سديم
في غمرة حياتها الزوجية....
سمعت بعدها رنين جهازي معلنا وصول رسالة
فتحته سريعا..وكانت من خلود..
" نعم وها قد تخطفتنا الدنى بخطى واسعة...
ولكم تعثرنا بها!
ولكم عاثت بنا تلك الأيام!
حبيبتي كنتِ يوما ما أشبه بطفلتي..
أضمها...أداريها .. أواري دمعاتها..ألاعبها!!
وكنت أنا طفلة تسند أكتافها بين أحضانك..
.
.
و لا زالت طفلتي تتربع عرش ذكرياتي..
ومهما نعق الغراب ساعة من نهار..
أو مهما تناثر غبار الأسى بيننا بضع لحظات..
والله لن أنسى عندها ضحكات صنعتها
وإياك على مدى 20 عام...
و والله تظلين توأم الروح حتى انتهي تحت التراب
حبيبتي أنا على عتبات حياة جديدة
فمن اجلي عديني أن لا تذرفي الدمع الآن
فلك في قلبي عرق وربي يئن ألماً
عند ذرف دمعك!"
لم انتبه لنفسي..إلا وقد بللت تلك الدموع وجنتاي
بلا استئذان....بل وكانت هناك شهقات خفيفة
تمر خلسة من بين أضلعي..
ربي أدم صداقتنا للأبد..
واجمعنا معا في جنان الخلد..
.
.
.
ويـــومـاً بعد يـوم...انتهى ذاك الأسبوع بسرعة..
وجاء موعد زفاف خلود..
أخبرتني خلود أنها تريد مجيئي عندها منذ العصر..
كي ابقى بجانبها خصوصا ان الكل سيكون مشغول..
ولكني ترددت عن العصر هل اذهب لها في هذا الوقت المبكر
مم ربما ستنشغل ووجودي سيعيقها..
آآ لست ادري...حسناً سأذهب مع اذان المغرب..
وهكذا مرت ساعة بعد صلاة العصر..
انتهيت من عمل تسريحة ناعمة لشعري..
واخذت اتأكد من أن اكسسواراتي..وادواتي التي سأحتاجها
كاملة في حقيبتي الصغيرة..
وفي اثناء ذلك رن جهازي..
وحينما رايت المتصل كانت خلود..
أووه هل يعقل انها تتنتظرني..توقعت ان طلبها كان حديثا عابرا
وان قدومي بعد العصر سيربكها..او شيء كهذا..
لست ادري ولكن كنت ما زلت مترددة من موقعي بقلبها
هل عدت بحق بالنسبة لها الصديقة التي تحب ان تساندها وتقف بجانبها
أم انها تجاملني...
رددت بعجل: هلا والله
اتاني صوتها الخافت المرتبك: سديم وينك..ما راح تجين العصر
قلت بتردد: آآ ما ادري توقعت بدري اني اجي العصر
خلود: لا حتى عهود مشغولة بتروح تصلح شعرها وتساعد امي
أنا ما عندي احد..والكوافيرة وصلت
خنقتني العبرة: يا عمري...خلاص بحاول اجي الحين
خلود بقلق: لا تتأخرين ما عندي احد..
اتصلت بخالد وجهزت اغراضي وفستاني وخرجت مسرعة..
دخلت بسرعة حيث تجلس خلود..والكوافيرة تقف فوق راسها
وتلف شعرها الطويل..
قبلت خلود وهمست بابتسامة : مبرووك يا عروس
ابتسمت بقلق دون ان ترد..
وبعدها اخذنا نتشاور حول التسريحة والمكياج..
وفي النهاية..أصبحت خلود..عروس بحق بثوبها الأبيض..
وبتلك الباقة بين يديها...
حقا كنت أصارع دموع تأبي إلا أن تملأ عيني..
وبعد مدة أتت المصورة..وأخذت بالتقاط الصور لخلود..
كنت طوال الوقت في حرب معها ابتسمي..لا ابتسمي اكثر..
ههههه يبدوا أنها تريد أن تخنقني..
مرت خالتي..وأخذت بعض الصور مع خلود..
ثم عادت للأسفل..لتجلس مع زوار الحفل..
وهكذا أتت عهود والجوري بيان..ثم نزلوا مرة أخرى..
هههه كنت اشعر ببعض الرهبة..فأنا هنا منذ ان قدمت ولم أرى
احداً..
ولكن لا يهم....يسعدني ا أكون بجانب حبيبتي خلود..
وأخيرا أتى عريسها سعد...
وعندها خرجت..بعد ان ودعت خلود..
مرت لحظات الزواج كطرفة عين..كنت بتلك الاثناء
اشعر بان قواي ستنهار..انا لم ابكي حتى الان..
ومشاعر بقلبي مزدحمة..
اتذكرها في الاعلى بثوبها الابيض..
وبوجهها الذي شحب حينما قالوا سيدخل زوجك الآن
نادتني قبل ان اخرج وامسكت بيدي بقلق..
هامسة ماذا افعل...
ربي طمن قلبها....ربي سخر لها زوجها..
ربــي أرجوووك أسعدهــا
عرضوا لنا لقطات من صورها مع زوجها..
حتى أخبرونا بأنها ستخرج..فلنأتي لوداعها..
هنا تحشرج صدري..
وداعا خلود...حينما رأيت الكل يسلم عليها فضلت ان اكون الأخيرة
كي لا أضايق أحدا بطول سلامي عليها..
اقتربت بقلق حينما جاء دوري لوداع صديقة طفولتي وتوأم روحي
شعرت بأن الأنظار وجهت لنا...او هكذا صورت لي اللحظة ذاك
الشعور...
وجهت لي ابتسامة شعرت بها كانت مخصصة لي دون غير
كان وجهها اكثر راحة من ذي قبل حينما تركتها قبل دخول زوجها..
وبثواني لم اقبل بالسلام...بل دفعتها لحضني..
ووضعت يدها هي الأخرى علي...
دعوت لها بالتوفيق بصوت عالِ ..
وأخيرا لابد ان ابتعد...وداعا توأم روحي..
وداعا ويعلم ربي كم تمنيت ان ارى هذا اليوم...
وأخيراً تحقق حينما بلغت 22 من عمرك...
وأخيراً شعرت بأن نصفي الآخر...فتح له باب من السعادة
باذن الله
ارتدت عبائتها...
وخرجت..وكان بانتظارها بالخارج زوجها وفارس
وانتهى ذاك اليوم...
تمنيت ان اعود سريعا لمنزلي...
تمنيت ان ارتمي سريعا على سريري..
وأخرج مشاعري دون قيود..
من اجلك حبيبتي خلود...اخذت عهدا ان لا ابكي في قاعة الفرح
ولكني الآن اشعر بأني بحاجة ماسة لأن أخرج...
ما انت به اضلعي...
أحبك ابنة خالتي...
.
.
.
نهاية الجزء الخامس والثلاثون
وما قبل الأخـيــر..
|