لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-05-08, 08:03 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعوديه وكلي عز مشاهدة المشاركة
  
مشكووره بسمه اشكرك على عذووبه قلمك

لما ابدا اقرا البااارت مادي كييف اوصل للنهايه بسررعه احس اني وصلت للنهايه وهذا يدل على سلااستك في الحواار

سديم ::
بنت رقيقه ,, حسااسه فب يعض الاحياان ,, حيااتها الطفووليه قمه الشقااء
واهي فرقا حنان وحظن الام ,, وآآآه رااح قلبي لما سدييم بغت تخطف الله يحفظها ماشاء الله عليها ذكيه ..

خاالد ::
بين علييه ولد عاقل ,, مسااند لاخته ,, وعسااه دوووم
حب العماات لخاالد او بمعنى اصح معزه خاالد اكثر من سدييم ,, هههه شئ متعود عليه واظن ان هذا تفكيير سدييم لانها صغيره لكن اذا كبرت بتشووف المساواة

زوااج الاب ::
اخشى الايكوون كارثه ,, وتكوون زوجه الاب تخااف الله

دمتي بود
وتسلميين على هالباارتات الرووعه

سعوديه وكلي عز

مرحباً بك سعودية وكلي عز..
سديم..
ترى هل ستكون حياتها
حينما تكبر سعيدة..
أم ماذا سيكون حالها..

أتمنى أن تكون زوجة أبيهم طيبة
ولكن لا يبدوا هذا
هو الواقع

عزيزتي سعودية
أسعدني تعليقك..

تقبلي مني
شكـري وتقديري

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
قديم 05-05-08, 08:17 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

(9)
الجزء التــاسع
((حطـــام قلب))



رياح غادرة....
أحاطت بقاربي الصغير
فمزقت أشلاء شراعه..
وبلحظات قصيرة....
كان القارب يهتز
حتى كاد أن يغرق...
ولكنه... كافح..
كافح بالإبحار متجهاً لبر الأمان
غير أن تلك الأمواج العاتية
لم يرق لها ذاك الاستقرار
فأحالت قاربي
لحطـــام
وأشـــلاء

ثم هوى
هـــوى
بعيـــداً في أعمـاق
البحــر
واختفى عن الأنظار
.
.
.
.

أتعرفون ما معنى ذاك الجرح .... أن تظلم حتى دون أن تمنح الفرصة للدفاع عن نفسك...
هل تعون قدرها.. أشعر وكأن قلبي ينزف بحرقة
بألم ليس ما حدث قبل قليل هو مشكلة كبيرة بالنسبة لي.. فقد أعتدت على تقلبات
مزاج أمل الغريبة.. والمؤلمة كذلك... ولكن ما آلمني في الصميم هو ردة فعل والدي..
إن كانت مشاعر أمل عابرة بسبب حملها إذن لمَ يأتي والدي ليوبخني...
آه...من قلبي المجروح، أشعر أني كطائر صغير أبعد عن عشه الآمن...فأصبح
يعلو تارة ويسقط أخرى.. ثم يهوي في الأرض مرتمياً بقسوة من أثر الجراح النازفة..

ما يريحني الآن هو أن خالد خارج المنزل.. لا أريد أن أثقل كاهله بتلك المشاكل التافهة...
فقد أعتدت عليها..
أعتدت على تلك السهام الصائبة..
التي تغزو الفؤاد فتحيله قتيلاً...









مرت الأيام بسرعة... ومازلت أتذوق من علقم مشاكل أمل التي لا تنتهي...
حتى حار الفؤاد بالتعامل معها... الآن قرب لقاء أخي الجديد...أتعرفون لم أعد أشعر
بتلك الفرحة التي تغزو فؤادي..حينما يدور الحديث عن طفلنا الجديد بتُ أخاف قدومه........
أخاف أن تغيره أمل بتقلباتها الغريبة..
لا أنكر أنها تكون طيبة وجيدة في التعامل معنا ولكن... ما يحيرني هو انقلابها
فجأة وسطوها علي كلبؤة جائعة...وما تلبث حتى تهدأ وتنقلب لشخصية أخرى
تتميز بالطيبة... والمؤلم هو أنه علي أن أقابلها فوراً ببشاشة..وكأن شيء لم يحدث وإلا أصبحت أنا السيئة...
والماكرة...أشعر وكأني لم أعد أعرف معناً لكرامة النفس وعزتها...
ولا تسألوني عن والدي فما أراه الآن ليس أبي الذي عشت معه سنين من عمري.....
أشعر وكأني أصبحت عبئاً عليه....
وكم أتمنى لو أنني مت قبل أن أشعر بهذا الشعور
صدقوني أود أن يسعد والدي...........
ويؤلمني أن أكون مصدر شقائه وعدم راحته........
يا رب أرحني...


حارت أحرفي الثكلى
فما عاد يجدي النحيب..
دار الزمان كدهر..
واليوم أجد نفسي شقاء
إني بؤس وهم
ألم وجرح لمن
حولي...
بلاء!!

فلا أب قد سلى بزوجته
ولا أخ هنئ براحته
والمصدر أراه
أنــــــــا

يا عيني كفي..
ما عاد يجدي النحيب
ما عاد يجدي البكاء


.
.
.
.
.
.
.
.






أنهيت اختباراتي الشهرية
وها أنا الآن في الصف.... عما قليل أخذت درجة اختبار مادة الرياضيات كانت
درجتي كاملة.... سعدت كثيراً فقد كانت كمحفز لي في جو يملأه الأسى....
غدير: كم أخذت سديم

قلت بابتسامة: الدرجة كاملة.... وأنتي

غدير وهي تحرك رأسها بعلامة الرفض: لا مستحيل أقول لك لا تحاولين

سديم: سخيفة عاد قولي.. أنا قلت لك

غدير: والله تفشل...أقل من النص

سديم: ليه حرام عليك....عاد أستاذة نوال حلو شرحها..

غدير: حلو شرحها بس عاد أنا ما أحب هالمادة

صمتنا حينما دخلت الأستاذة هدى بسرعة..
الأستاذة هدى: السلام عليكم ورحمة وبركاته
صباح الخير

رددنا السلام...

ثم أردفت قائلة: يا بنات إيش الدرجات هاذي.... انتو الظاهر ما ذاكرتوا
تحبوا تشوفوا درجاتكم..

البنات جميعاً: لا أستاذة.... تونا ما خذين درجات الرياضيات

الأستاذة هدى: وأنتوا ما همكم إلا المواد العلمية... والأدبي على جنب إهمال وكسل..
كله راح ينقص من معدلكم في النهاية..
المهم راح أقراء الدرجات عليكم...

البنات: لا أستاذة وزعي بدون ما تفضحينا...

الأستاذة هدى: لا راح أقولها للجميع عشان تتأدبوا وإلا هذي درجات محد أخذ بالأدب الدرجة الكاملة إلا بنتين بس...

وهكذا بدأت بسرد الدرجات حتى وصلت لأسمائنا..
الأستاذة هدى: خلود 11 وثلاث أرباع

أخذت خلود ورقتها ثم التفتت لي وتبادلنا الابتسامة..
وبعد ثواني..
الأستاذة هدى: ســديم....
صمتت قليلاً..ثم أردفت قائلة: ثمانية ونص من 15

التفتت أنظار الفتيات لي..... فقبل نصف ساعة فقط أخذت درجة الرياضيات كاملة....
والآن 8 ونصف لا أكثر... أحمرت وجنتاي وشعرت بحراره تشتعل في جسدي...
فأخذت ورقتي بابتسامة خجلى...
التفتت خلود وابتسمت لي بحب كي تواسيني وتخفف من حدة شعوري بالخجل....

الأستاذة هدى: هاه سديم.......... هاذي نتيجة اللعب بالحصة... والسوالف الجانبية....
شدي حيلك بالاختبارات النهائية

أخفضت رأسي وأنا أكاد أذوب خجلاً.............. ألا يكفي خجلي من علامتي لتأتي
لتكملها علي...
غدير بصوت منخفض: لا يضيق صدرك عادي.... الحين بتشوفين درجاتنا الروعة...

رغم أنها كانت تريد مواساتي إلا أني شعرت بعبرة تكاد تخترق حنجرتي... وطيف
دموع تكاد تملأ عيناي...
كنت أتوقع حصولي على درجة متدنية ولكن لم أتوقع أن أصل لهذه الدرجة كنت أظنني سأحصل على 10 أو 12....
لم أتوقع هذه الدرجة المخجلة أبداً...

الأستاذة هدى: عهود..14 ونص من 15
غدير...9 وربع
هاه يا غدير شفتي نتيجة اللعب والاستهتار

وهكذا مضت بتعداد الدرجات حصلت لمياء على 13 درجة بينما مناهل.. حصلت على 12 ونصف...
تعرفت على لمياء... وتدريجياً بدأت ارتاح لها.... لم تكن سيئة أبداً.. وكذلك مناهل كانت مميزة بحركاتها الطفولية...غير أن غدير لا تطيق لمياء أبداً ودوماً ما تقول لي بأنها تكره
مزاحها الثقيل...
أتعرفون.... بدأت أشعر وكأن مدرستي هي منزلي الثاني... هنا أجد راحتي وسلوتي..
هنا أجد من يحبني... أو على الأقل يحترمني...
لا أريد أن أكمل..... لا أريد تقليب الجراح


بعد انتهاء الدوام جلسنا جميعاً بالقرب من بوابة المدرسة.... أنا وخلود ولمياء وغدير ومناهل...وربى وهديل
ممم كان الجو ممتعاً فاجتماع لمياء مع غدير مثير للضحك...لمياء بجرأتها
وغدير بخفة دمها...مرت أستاذة الرياضيات(نوال)..
لمياء: سديم....... شوفي أستاذتك العزيزة نوال جت..

أخفضت رأسي بخجل: لمياء لا تطولين صوتك وتفضحينا... أنا أحبها كأخت... فما له داعي تحسسينها بهالشيء

لمياء: لا ما سمعت صوتي...

غدير: إلا اللي ببعد ميل بيسمع

اقتربت مني خلود وهمست بأذني: كان ما قلتي لهم والله بيفضحونك...
نوال بتحسبك معجبة.. أو من هالنوع..

سديم: أنا وش يدريني أنهم فضيحة..

سمعنا صوت فارس ينادينا بمكبر الصوت فخرجنا... ولكننا تأخرنا بسبب حديث لمياء....
هي لا تعلم أن هناك من ينتظرنا على نار... يا رب ارحمنا

فارس: صباح الخيــــــر......... لا بدري.... بدري كان تأخرتوا شوي بعد
ترى أنا سواق هنا..وإلا ما دريتوا

خلود: معليش.... والله غصب علينا... صديقتي وقفت تكلمنا وتأخرنا غصب
ما قصدت أتأخر...

فرس: وإذا صارت تكلمك لازم تنتظرون سوى عشان تطلعون مع بعض ...
وبعدين السالفة ما تتأجل لبكرى وإلا التلفون ما يفيد لازم هالحين وبهالشمس الحارة..

التزمت خلود الصمت...
رفعت نظري لفارس... إنها المرة الأولى التي أرى فيها وجهه ... هههههه فتذكرت كلام مشاعل المشاكسة...
قالت لي منذ سنتين بأن فارس وسيم وأنها تتمنى لو حصلت
على زوج يشبهه ولكني لم أقتنع بكلامها وقلت بأنه لا يتميز بشيء...فغتاضت مني
وقالت بأني لا أعرف الوسامة.. وأني لم أكلف نفسي بأن أرى لمحة منه...
حقيقة لا أحب أن أنظر لأحد غريب.... ربما لو فعلتها للاحظ هذا مني.. وهذا ما لا أريده........
مممممم لا أخفيكم ربما أنه يتميز بشيء من الوسامة ولكن ليس كثيراً...
ههههه ربما أن كرهي له يجعلني لا أقتنع بهذا



دخلت المنزل فوجدت خالد وأمل...
خالد: هاه يا خالة قولي وش المفاجئة اللي قلتي لي أمس

أمل: لا ما راح أقولك..... أصبر لين العصر وبتعرف

خالد: سيارة..؟؟

أمل: لا ما أدري أصبر أنت ولا تخرب المفاجأة

خالد: طيب هي تخصني

أمل: ما أدري...

ألقيت السلام عليهم وصعدت السلم....لا أحب أن أحتك بأمل كثيراً..

.
.
.
.
.
.

في العصر انتبهت على طرق مزعج على الباب
قلت بصوت ناعس: ميــــــــــــن

خالد: افتحي بســــــــــــــرعة

فتحت الباب فأخرج خالد مفاتيح السيارة وابتسم بفرح وبدأ بتحريكها..
ضيقت من أتساع عيني وقلت: خـــــالد لا تصير أخذت مفاتيح سيارة أبوي وهو نايم

خالد: الله يسامحك أنا أسوي كذا...

سديم: أيه يوم كنت بثاني متوسط أخذت سيارة عمي بدر بدون ما يدري

خالد: أنت بتنكدين فرحتي... أمشي بس أمشي... بنطلع نتمشى أنا وأنتي وخالتي أمل..
هاذي سيارتي الجديدة

فتحت عيناي بتعجب: أحـــــــلف..... مبـــــروك أخيـــــراً...
بس تعرف تسوق

خالد: وش دعوى قالوا لك بيبي أنا...
أكيد أعرف دايم أسوق مع الشباب..

سمعت صوت أمل من الطابق السفلي وهي تنادي..
أمل: خــــالد بتجي تمشينا ولا لأ تراي مت حر من العباية..

خالد: جــــــاي... جاي... يا الله سديم حنا نحتريك بالسيارة

دخلت مبتسمة ..لبست عبائتي وخرجت..
ممم كانت سيارة خالد رائعة..وشبابية نوعاً ما..
خالد: هاه وين تبون نروح

أمل: لا تبعد مشنا بالحارة...

رأيت أبي يخرج.. من المنزل ثم قطع الحديقة ما شياً حتى وصل لموقف السيارة..
ثم فتح الباب الأمامي حيث كانت تجلس أمل
أبي: هاه خالد تعرف تسوق

خالد بضيق: يبه والله أعرف قبل شوي شايف سواقتي بعد الصلاة..

أبي: إيه شفت بس أ خاف إذا صرت موب معي ما تعرف وإلا تسرع

خالد: وعد ما راح أسرع

أبي: أنتبه للي معك ولا تبعدون.... وشوي شوي.. انتبه لخالتك تراها حامل

خالد بملل: إن شاء الله

فتحتنا الباب الكهربائي.... وخرجت السيارة... وهكذا أخذنا نتمشى في أنحاء الحارة...
وحين عودتنا لم ينتبه خالد لمرتفع صغير(مطب صناعي).. حتى قفزت و ارتفعت السيارة قليــــلاً...
أمل: خــالـد أنتبه لأخوك بتموته شكلك تبي تطيحه
عشان ما يجي لك أخو ينافسك عند أبوك..

خالد: والله ما دريت... الله يسامحك هذا أخوي وش أبي أطيحه

أمل: هههههههههه بس كنت أمزح معك

لم يرد خالد يبدوا أنه متضايق...


قبل اختباراتنا النهائية بشهر أو أكثر حينما كنت ألخص بعض المواد وأستعد للاختبارات القادمة..دخل خالد غرفتي...
وطلب مني أن أذهب معه ...
استغربت طلبه... لبست عباءتي.. أقفلت باب حجرتي وخرجت..
كنت أشعر بالقلق والخوف.... فوجه خالد لا يوحي بخير... وكأن هناك أمراً قد حصل....
ركبت سيارته.... فأصبح يسير من غير هدى.... حتى سألته
سديم: خالد وش فيك.... وين رايح... وش صاير

خالد: سديم أنتي كبيرة... والبنت إذا كبرت تصير صديقة أمها..

سديم: أمي فيها شيء

خالد: لا بس أمي محتاجتك تكونين معها...هالأيام هذي
عمي سعد زوجها..... توفى أمس الفجر... وهي نفسيتها تعبانة شوي
نامي عندها كم يوم

سديم: يا حياتي أمي

خالد: الله يغفر له ويرحمه..

سديم: آميــــن

عدت للمنزل وأخذت بعض الملابس.... أخبر خالد أبي لم أكن أعرف ردة فعله
وكل ما أعرفه أنه وافق...

نزلت درجات السلم فوجدت أمل بوجهي... نظرت لي للحظة ثم قالت على مضض..
أمل: أحسن الله عزاكم

سديم: عظم الله أجرك

خرجت والعبرة تخنقني.... صحيح أني لا أهتم لزوج أمي... لأني لا أعرفه أصلاً
و لم أره منذ 3 سنوات أو أكثر... ولكن أشفقت على أمي...
وكذلك أشفقت عليه لقد تعب كثيراً قبل موته
دخلت منزلها الذي لم أزره منذ أكثر من سنة حينما كان زوجها مسافراً فأتيت مع خالتي الجوهرة هنا...
وجدت أمي بالصالة وجموع النساء تملأ المكان.... كان الموقف مخيفاً وشعرت بأنه
أكبر من عمري...
رأيت أم زوج أمي.. تبكي بصوت عالٍ وتردد: مات وليدي وهو ما تهنى بحياته....
يا قلب أمه مات بدون ذرية تشيل أسمه

أغاضتني... هذه المرأة فأمي لا تحتاج لمن يزيدها.... يكفي ما أصابها..
ولكن لا تلام فهذا أبنها فلذة كبدها...رحمة الله

اقتربت من أمي فسلمت عليها وهمست
سديم: أحسن الله عزاك يمه

لم ترفع رأسها..
أمي: جزاك الله خير

شعرت بأنها لم تعرفني... فظللت واقفة أمامها دون حراك....
حتى شعرت خالتي الجوهرة بذلك..
خالتي الجوهرة: نورة عرفتي من اللي سلمت عليك قبل شوي

رفعت أمي عينيها المحمرتان لخالتي... وهمست بصوت أجش من أثر البكاء
قطع أنياط قلبي...
أمي: لا ما انتبهت

خالتي: هذي سديم شوفيها واقفة عندك...

رفعت رأسها إلي.. متفاجئة
ثم قالت بعبرة: سديم....
ثم مدت يديها إلي واحتضنتني وهي تبكي بصوت منخفض يكاد لا يسمع
كنت أشعر فقط باهتزاز جسدها بين يدي...
همست بصوت باكي: خلاص يمة لا تصيحين

خالتي الجوهرة: أذكري الله يا نورة

هدأت قليلاً... ثم سحبتني وأجلستني بالقرب منها وأمسكت بيدي...
لا أعرف ولكن شعرت بأنها خائفة من أن تفقدنا أيضاً...
منذ زمن لم أشعر بدفء كفيها على يدي.... كان كفها ساخناً... وكأنه يحكي عن نار
الألم في قلبها...
اقتربت مني خالتي مريم...
فقالت: سديم لا تطولين هنا أقعدي شوي ثم أدخلي داخل عند البنات عشان كذا
تضيقين على الحريم وأنت صغيرة ما يصلح تقعدين معهم

نظرت خالتي الجوهرة لخالتي مريم بنقمة ولم تتكلم

فأعادت خالتي مريم الحديث: هاه سديم ربع ساعة أو 10 دقايق وادخلي
دامك بتنامين عند أمك وشو له قاعدة مع الحريم

أغاضتي فقلت: لا أنا بقعد عند أمي..

خالتي مريم: لا ما يصلح

أمي بملل: خلاص مريم أنا أبيها

ذهبت خالتي مريم لتتوسط المجلس وكأنه لم يحصل شيء لا أعرف ولكن لم أشعر
بتأثرها من أجل أمي.... وكأن اجتماع العزاء مجرد حفل..
بعد نصف ساعة أو أكثر شعرت بازدحام المكان فنهضت...للداخل..
وهناك وجدت العنود وخلود وعهود وشوق وشهد وسمر...
سلمت وجلست بهدوء وأنا أسرح بوجه أمي .... كان مسوداً... يحكي أنواع الحزن والألم... والفقد...
شعرت وكأنها كطير مقصوص جناحاه...تنتفض بين يدي بألم... امتلأت عيناي
بالدمع فشعرت خلود بي..فهمست
خلود: سديم وش فيك...

سديم: بس ضايق صدري على أمي...

أخذت خلود يدي وبدأت تمسح عليها بحنان: إنشاء الله بعد كم يوم تصير أحسن

سديم: إن شاء الله

سمر: شوق وين ولدك ما جبتيه

شوق: لا وش أجيبه...خليته ببيت أهلي مع الشغالة وأختي شهاليل

سمر: حرام عليك

شوق: لا ما يصلح...الناس بعزاء

وهكذا بدئوا بحديثهم عن الزواج وعن استعدادات سمر وآراء شوق...
وددت لو قلت لهم اصمتوا فالوقت ليس مناسب لمثل الحديث...

بعد مدة رأيت أمي تتجه لغرفة نومها... رغم أن أم زوجها موجودة ويوجد
بعض النساء أيضاً....
طرقت الباب... ودخلت كانت الغرفة مظلمة ولا يوجد ضياء فيها غير ذاك
الضوء الخافت الصادر من الشباك...
أقتربت من سريرها
فهمست أمي: مين..... سديم

قلت: إيه أنا.... تبين تنامين..

أمي: ما جايني نوم بس خالتك الجوهرة وأم زوجي أصروا علي...

سديم: أكلتي شيء

أمي: إيه أمي وخالتك الجوهرة غصبوني أشرب شوي شوربة..

اقتربت منها.. ورفعت رأسها ووضعته بحضني.. وبدأت أمسح على شعرها....
كنت أرى لمعان عينيها بالدموع ما بين فترة وأخرى...
أمي: الحمد لله على كل حال.... صحيح أنه كان من مدة تعبان بس كان محسسني
أني انتمي لأحد... عندي من يهتم لي... الحين ما عندي أحد

سديم: وحنا وين رحنا يمه

أمي: أنتم عند أبوكم

سديم: يمه أنتي بعد العدة بتروحين عند جدتي وبتسلين إن شاء الله وحنا بنزورك دايم...
ما راح نخليك لحالك...

صمتت ولم تتكلم.... أخذت أقرأ القران بهدوء عليها... حتى شعرت بها تنام
وضعت رأسها على الوسادة ولحفتها بالغطاء.. ثم استلقيت بجانبها حتى غلبني
النعاس رغم أني كنت أشعر بالجوع...




سمعت صوت أذان الفجر....لم استطع النوم جيداً فالمكان غريب علي..
نهضت فوجدت أمي تدخل الغرفة وتتجه لمصلاها.. جلست أنظر لها وهي تصلي...
شعرت أنها فقدت الكثير من وزنها...فقبل شهرين لم تكن هكذا
انتهت من الصلاة..فالتفتت لي
أمي: سديم ليش ما تصلين

سديم: هذاي بقوم..

أمي: سديم اليوم الثلاثاء ما راح يمرك خالد للمدرسة

سديم: لا بغيب اليوم وبكرى

أمي: لا سديم اهتمي بدراستك... المفروض جبتي كتبك ورحتي من هنا للمدرسة

سديم: يمه غيابي بالترم هذا قليل وبعدين ما عندنا شي مهم

صمتت أمي ولم تتكلم...


مرت 3 أيام وتحسنت حالة أمي كثيراً.... قررت أن أزور أمي عصر كل يوم...كي تسعد
بقربنا لها..
ها أنا عائدة لمنزل والدي..أدخل خالد السيارة... نزلت منها بهدوء واتجهت للداخل
فشعرت بدوار شديد لأني لم أكن أهتم بغذائي طوال هذه ال3 أيام حينا وصلت
الدرجة المؤدية لمدخل المنزل.... فجلست لأرتاح عليها..
طلت أمل حينما وجدت ظلالي وأنا أجلس فالخارج على درجة المدخل
ثم ذهبت.... وبعد مدة طلت مرة أخرى... وبعدها لم تصبر فقالت بهجوم
أمل: سديم وش مقعدك هنا

قلت بصوت واهن: حسيت بدوخة فجلست أرتاح شوي

أمل: كذابة أنا أعرفك.... وفاهمة هالحركات زين... علميني بس أنا وش سويت
لك عشان تبين تدمرين حياتي..

فتحت عيناي على وسعها: وش دخل جلوسي هنا بهالكلام..

أمل: يعني يقالك بريئة ما تفهمين.... تراي عارفة هالحركات البايخة وفاهمتها...
أنت قاعدة هنا عشان إذا جاء أبوك تقعدين تبكبكين وتشكين مني..

آلمني كلامها الكبير فامتلأت عيناي بالدموع: وش تقولين والله أني قاعدة أرتاح
لأني حسيت بدوخة..

أمل: حرام عليك... خفي علي من هالكيد... تحسبيني ما أدري أنك تشكين
لأبوك مني.... وإلا قاعدة هالمرة عشان تقولين له أن أمك مسكينة ويا حياتي
مات زوجها... أنا عارفة وش تخططين له أنتي وأمك وخالاتك أنا موب غبية..

شعرت بأن رأسي سينفجر من هذا الكلام الكبير... ما هذا الغثاء... لم أحتمل فنهضت
للداخل رغم أني أعرف أني لن أحتمل صعود السلم ولكن يجب علي أن أهرب من هذه
اللبؤة المفترسة...
أخذت أتكئ على حواف السلم وأصعده ببطء حتى وصلت منتصفة...فسمعت
أمل تتمتم بصوت عالٍ..
أمل: شوف بس التمثيل يقالها تعبانة عشان أبوها يدخل ويشوفها ويسألها وش فيك...

ابتسمت لسخافة تفكيرها فأعدت صعود السلم دون أن التفت لها
فتحت غرفتي..ودخلت
رميت عباءتي جانباً... كنت أريد أن أبكي وأصرخ كي أخرج ما بقلبي.. ولكن البكاء يأتي
حينما لا نريد مجيئة.... ويختفي حينما نحتاج إليه..
أخرجت مفتاحي الصغير وفتحت خزانة أوراقي وملفاتي.. أخرجت دفتر مذكراتي..
وخططت ما جاد بي قلمي ...

هكذا هي خربشات قلمي..الحزين
اعتادت على ذاك الورق الثكيل
تسمع بامتداد حبر الكلمات
صوت أزيز الجراح
وزمجرة الألم

قضيت أيام ودهوراً..
أخط كلماتي البالية..
أنتظر ما بين طياتها..
أن أجد يوماً.. أحرف مشرقة
أحرف تشع بالدفء والفرحة
ولكن يبدوا أنها ما زالت تحن
للجراح
وتألف...... الآلام
.
.
.
.
.









بعد أسبوعين فقط... نهضت فجر السبت ولكن شعرت بهدوء.. شديد فأبي لم يأتي
لإقاضي للصلاة...صليت واستعديت للذهاب للمدرسة وحينما انتهيت ذهبت للإفطار
ولكن لم أجد خالد عند طاولة الطعام فعدت لغرفته أبحث عنه كان الهدوء مخيفاً ويشعر
بالقلق...
طرقت الباب حتى رد علي خالد بصوت نعسان فتحت الباب.. فرأيته نائماً
سديم: خــــــــالد قم ما بقى وقت تلبس وتفطر عشان توصلني للمدرسة وتروح
لمدرستك

نهض فزعاً وقال:سديم كم الساعة

سديم: 6 وربع

خالد: يوه ما صليت غريبة ليش أبوي ما قومني للصلاة

سديم: حتى أنا ما قومني الله يستر ما يكون تعبان...

خالد: لا... إن شاء الله بخير بس أنتي روحي أفطري.. وأنا بصلي وألبس
وبعدين أشوف وينه

سديم: بسرعة الله يخليك..

خرجت من غرفة خالد واتجهت للصالة العلوية أزحت الستائر جانباً وطليت من الشباك المؤدي لمواقف السيارات بساحة منزلنا...

فلم أجد سيارة أبي.... بدء الخوف يدب بقلبي... وشعرت بأن قدمي لم تعد تحتمل الوقوف... عدت لغرفة خالد وطرقتها ولكنه لم يرد جلست على أحد الأرائك... حتى خرج خالد
خالد: هاه أفطرتي

سديم: لا ما أشتهي سيارة أبوي موب فيه

خالد بخوف: غريبة

ثم أخرج الجهاز من جيبه وأتصل بوالدي.... مرة تلو مرة.... ولكن أبي لم يرد....
نظر لساعته..
خالد: طيب سديم روحي أشربي لو كوب شاهي أو حليب ما يمديك تفطرين

سديم: ما أبي فطور أنا أبي أبوي بس

خالد: سديم بلا حركات أطفال يمكن أمل تعبانة وإلا شيء

سديم: يمكن راحت تولد

خالد: لا هي قالت قبل أمس أنه باقي لها أسبوعين

سديم: يــــــــوه أجل وينهم.... طق على غرفتهم يمكن أمل فيه

خالد: طيب أنتي أنزلي بسرعة بنتأخر على مدرستك

سديم: ليه أنت بغيب

خالد: أنا بروح بس إذا تأكدت أبوي وين وتطمنت عليه

نزلت درجات السلم وأنا ادعوا ربي أن ترد أمل أو أبي
كيف يريدني أن أذهب للمدرسة وأنا لا أعرف أين أبي...
نزل خالد بعد مدة
خالد: يا الله بوديك شكل محد فيه...

نهضت وارتديت عباءتي وقلبي يرتعد من الخوف...ركبت السيارة ومازال لساني يدعوا
سأبكي حتماً..... فهذا أبي...
وصلت المدرسة وأنا أنظر لخالد الذي كان كل مرة يرفع الجهاز ويطل بشاشته ليتأكد
من أنه لم تفته أيه مكالمة أو رسالة..
حينما فتحت الباب لأنزل...سمعت صوت رسالة فصرخت
سديم: بسرعة أفتحها هذي من أبوي

خالد: قصري صوتك وسكري باب السيارة...

سديم: سم... سم بس أنت أفتحها

بعد ثواني رأيت وجه خالد يهل بابتسامة مشرقة
خالد: جانا أخوا

سديم: هيييييي يا حظي والله أخيـــــــــراً أمل ولدت
شفت أنا قلت لك يمكن راحت تولد

خالد بابتسامة: طيب انزلي بسرعة أخرتيني عن مدرستي

دخلت المدرسة أنا أكاد أطير فرحاً..
كان الجميع بالصف لأني تأخرت قليلاً... حينما دخلت صرخت لمياء
لمياء: الحمــــــــد لله جيتي لو أنك غايبة كان ذبحتك

قلت بابتسامة: معليش ظروف

لمياء: أحلى يا ظروف... وش عندك

سديم: جاني أخو قبل شوي....... توها والدة مرة أبوي

صرخت لمياء: والله.......... ألف ألف مبروك

ثم أتت لتسلم علي... شعرت بالخجل فكل من الصف التفت لينظر لي..

مناهل بابتسامة: مبروك سدومة

سديم: الله يبارك فيك

خلود: مبروك سديم

غدير: يتربى في عزكم

سديم: الله يبارك فيكم

وهكذا تتالت التبريكات... كنت أنتظر بملل... وأعد الساعات والدقائق كي أرى أخي الجديد..
سعدت حينما أنتهى الدوام أخيراً..... وحينما دخلت المنزل جريت للهاتف
واتصلت بأبي...ظل يرن قليلاً ثم أغلقة بوجهي... تضايقت ربما لا يريد أن يحدثني...
ولكن ما لبثت أن ارتسمت الفرحة على وجهي مرة أخرى حينما أطل أبي من الطابق
العلوي...
أبي وصوته يرتد بفعل الصدى: هاه سديم وش عندك داقه

سديم: هلا بأبوي...
ذهبت لأصعد السلم وأنا أقفز بعض درجاته...

أبي: هههههههههههه شوي.. شوي لا تطيحين وتنكسرين

سديم: أوه يبـــــه

أبي: ههههههههه وش عندك

جريت له واحتضنته...
وقلت: ألف ألف ألف ألف مبــــــــــــروك

أبي بابتسامة: ما شاء الله كل هاذي مباركة

سديم: وتستاهل أكثر وأكثر
يبه متى نشوفه..... بطير بطير من الفرحة

أبي:هههههههه بنام الحين نروح المغرب زين

سديم: يوه المغرب بعيــــــــــد

أبي: الحين ما فيه زيارة

سديم: طيب شفته حلو

أبي: أكيد حلو دامه يشبه لك

سديم: يا حظي يشبه لي...

أبي: يا الله عاد بروح أنام

سديم: زين باحتريك المغرب لا تروح عني...

أبي: إن شاء الله

.
.
.

فجر يطل بزهوه..
يسقي الحياة بنبع ضياه..
طيور السعد تحوم في
الفضاء..
وزهر .. يميل
بدلال مع قطرات
الندى

يا فرحتى.. فاليوم
أطل أخي..

واليوم سأستنشق
من عبق
شذاه
.
.
.
.
.
.

لم استطع النوم في ظهر هذا اليوم من الفرحة... وقضيت الوقت وأنا أنظر للساعة
أنتظر قدوم المغرب..
وهاهي حانت لحظة الصفر... وها أنا أقف مقابل باب المنزل أنتظر أبي وخالد كي
نذهب لأمل...
هاهم عادوا أخيراً
وداعـــــــــــــاً










نهاية الجزء التـــــاسع

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
قديم 06-05-08, 05:47 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

(10)
الجزء العاشر
((أفراح تطرق أبوابنا))

هدوء يعم المكان... لا يعكر صفوه إلا صوت طرق أقدامنا على أرضيته..
رائحة مميزة..أحياناً ما تشعرك بالفرح... وأحياناً ما تكون بعكس ذلك..
في هذا القسم من المستشفى بالذات غالباً ما تعم الأفراح... ربما لا يكون هذا عاماً للجميع ولكنه الغالب...
دخلنا ممر قريب من حضانة المواليد..فأطرب آذاننا صوت بكائهم المميز... وددت لو ألقيت نظرة على ملامحهم البريئة..وحمرة وجوههم المميزة..
توقفنا أنا وخالد جانباً حينما رأينا أبي يذهب ليسأل أحد الممرضات عن غرفة أمل...ههههه... حينما يرتبط
أسمها بمولودنا الجديد أشعر بأن فرحتي يخفت ضياها..ولكن من يدري ربما تكون هذه بداية أفراحنا...
فالآن لم يعد هناك سبب وجيه
لتقلبات أمل... عندها لن يقف أبي بجانبها.. آه لا أريد أن أفسد فرحتي...لم أشعر إلا بخالد وهو يشد عباءتي..
سديم: هاه وش تبي

خالد: أقول شوفي أبوي وين وصل وأنتي مصنمة هنا

رفعت بصري لأبي فوجدت أبي بآخر الممر ويكاد ينحني للممر التالي.. فأخذت أسرع بخطواتي لألحق بهم..
حتى رأيت أبي يتوقف عند الغرفة المطلوبة حينما أردنا الدخول وجدنا أخت أمل أظن أنها منال... ومعها أبنها..ولكن لا أعرف أسمه..كل ما أعرفه أن خالد قد درس معه بأحد مراحله الدراسية..
منال: مبروك ما جاكم يا أبو خالد..يتربى بعزكم إن شاء الله
والحمد لله على سلامة أمل..

أبي: الله يبارك فيك.. ويجزاك الخير أتعبناك معنا

منال: لا تعب ولا شيء تعبكم راحة...
يا الله تفضل يا أبو خالد حنا مشينا..

كنت أريد الدخول لأرى أخي ولكن ما حال دون دخولي هو خروج أبن منال..كما ذكرت هو بعمر خالد.. أي أنه في18
خالد: أهلين وسهلين.. بماجد

ماجد: هلا والله بخالد... مبروك ما جاكم

خالد: الله يبارك فيك.. وش أخبارك وش علومك..
ووش لون ثالث معك

ماجد:والله ما شي حالها... نويت تدخل شيء معين

خالد: لا محتار...وأنت


مللت من الإنتظار يبدوا أنهم لن يتنهوا..رفعت رأسي أريد الدخول ولكنهم قد سدوا الطريق كان خالد
يدير وجهه لماجد بينما ماجد هو المقابل لي..
في اللحظة التي رفعت بها رأسي..نظر لي وظل يحدق بعيني..أخفضت رأسي وأسدلت الغطاء على عيني..
حتى رأيت خالد يلتفت لي مندفعاً ثم قال
خالد: يا الله عن أذنك بندخل نسلم..

ماجد ببتسامة كريهه: يا الله نشوفك على خير..

حينما أردت الدخول أمسك خالد بيدي...
خالد وهو يصر أسنانه بغضب: الحين ليش فاتحة نقابك والولد قدامك

سديم: وش يدريني.. كنا نمشي وأنا فاتحته بس هو فجأة طلع من الغرفة

خاالد: طيب وشو له واقفة هنا...ليه ما دخلتي مع أبوي

سديم: كيف تبيني أدخل وأنتم سادين الطريق

خالد: طيب أدخلي ومرة ثانية إذ شفتيني واقف مع رجال على طول غطي نقابك... وإلا صدي موب تقعدين
تبحلقين فيه من غير حياء

سديم: أنا اللي أبحلق وإلا هو

خالد: أقول أسكتي تكفين

حسناً إذا كان غاضباً من وقاحته لما يصب جام غضبه علي..
دخلت فوجدت أمل تجلس متكأة على الوسادة ويبدوا عليها آثار التعب والإرهاق..
وجهها شاحب.. وشعرها متناثر بغير ترتيب.. ولكن مع هذا كان يبدوا جميلاً..فشعرها كالحرير..أشفقت عليها..
اقتربت منها وقبلت رأسها..
سديم: الحمد لله على السلامة يا خاله..

أمل: الله يسلمك حبيبتي...

ممم حبيبتي!!
أشعر أنها كلمة جديدة بقاموس أمل هل أنتم مثلي!!
سديم: أتعبك أخوي اللي ما يستحي

أمل بابتسامة صفراء مرهقة: الحمد لله..أهم شيء جاء بالسلامة

خالد: وش بتسمونه

أبي: أنا ودي بعبد العزيز أو فيصل

لم تعجبني هذه الأسماء.... كنت أحب أسم راكان..
أمل: لا ما أبي عبد العزيز... فيصل أحسن

سديم: طيب راكان

أبي: لا يع ما أحب هالأسماء المايعة

خالد: ههههههه إذا جت بنت دوري لها أسم مايع زي كذا

فتحت عيناي باندفاع: الحين راكان مايع.. وش الشين فيه

أمل: بالنسبة لي راكان أحلى من أسم عبد العزيز

أبي: خير الأسماء ما عُبدَ وحُمِد

أمل: طيب هذاك بتسمي فيصل..ليه ما نسمي محمد

أبي: أنا ما عندي مانع بس تراه كثير..
لكن اللي أنا أبيه نسمي عبد العزيز على أخوي وخلاص..
ولأني أحب أسم فيصل...عطيتكم اقتراح ثاني..
فأختاروا يا عبد العزيز يا فيصل غير هالأسمين ما أبي

سديم: لا يبه نسمي فيصل..

خالد: المهم وين أخوي... بشوفه..أذنتوا بأذنه

أبي: إيه أذنا..
بس وينه يا أمل ما جابوه لك

أمل: إلا بس قالوا بياخذونه عشان يطعمونه..وبتجيبه الحين

أخذنا نتجاذب أطراف الحديث.. حتى طرقت الممرضة الباب ودخلت وهي تدفع سرير أخي الصغير...
واااو كان غاية في الروعة صغير جداً..وبشرته وردية محمره..وكــل ما فيه صغير...أنفه
وعيناه المغلقتان بعبوس..يبدوا أنه لم ترق له دنيانا الصاخبة وأشتاق لذاك الهدوء الذي
عاش فيه على مدى9 أشهر..كان ملفوف بمهد سماوي اللون وقبعة صغيييرة تغطي رأسه
قفزت لأراه عن قرب..
الممرضة: بليز ما فيه وجه قريب من بيبي..

سديم: طيب بس خليني أشوفه

خرجت الممرضه وهي توجه الكلام لأمل...لا تتنفسوا بوجهه..لا تحملوه بشدة...الخ
وقفت أنا وخالد بالقرب من سريره الزجاجي..
خالد: شوفي خشمه...كنه نقطه

سديم: يا دلبي يدنن...سف أيده طلعت
ناظر أصبعه صغنون...
فتح حبيبي خلنا نشوف عيونك

أبي: ههههههه طيب وخروا عنه خلونا نشوفه

خالد: لا أنت شفته قبلنا خلنا نشبع منه شوي....
خالة أمل أقدر أشيله

أمل بتردد: هاه لا خله نايم

أبي: هههههه المولود ما يقوم من النوم إلا قليل..
وش أخبارك أنتي يا أمل

أخفضت رأسها بحياء: الحمد لله بخير الله يسلمك

أبي: مليت وأنا أحتريك... والله بغيت أروح للبيت يوم شفتك تأخرتي

أمل بابتسامة خجلى: الحين أنا أتعب وأنت تروح تنام وترتاح.... لا أقعد معي.. الحمد لله أنك ما رحت لين ولدت...
بعد من يقعد معي كثر الله خيرها
أختي جت معي.. وإلا ما لي احد بعد ما توفت أمي...

أبي: الله يغفر لها ويرحمها...

أشفقت عليها... حقاً رق قلبي لها حينما قالت هذه الكلمة..رغم أني كنت مشغولة بالمتمتع بالنظر
لحركات أخي الصغير
كان خالد يقبله وهو يتحرك بضيق...
خالد: شوفي يتمغط..يا قلبي

أمل: خـــــــالد حـــــــرام عليك خله نايم لا تزعجه

أبي: أنت بتقضي عليه من كثر هالحب

خالد: ما عليكم مني أنا وأخوي... هو يحبني والدليل أنه ما صاح للحين..لي ساعة أطفشه أبيه يفتح..
وما زال مقاوم وصامد.. يعنني يا جبل ما يهزك ريح

أمل: هههههههه حـــــرام عليك تنكد عليه..خله هو لا جاع بيقوم من نفسه

خالد: أخاف ما يجوع إلا إذا طلعنا من عندك

أبي: أجل تشوف عيونه إذا طلعت أمل من المستشفى

خالد: لا أنا ما راح أطلع من هنا لين أشوف لون عيونه

أمل: بس أنا أقولك لونها سود عليكم... ما طلع علي عيونه عسلية

سديم: توقعته تطلع عيونه عسلية عليك

أمل: لا إذا طلع زي عيونك أنتي وأبوك فالحمد لله.. العيون الوساع السود أحلى من العيون الصغار العسلية...


خالد: والله خاين هالولد الحين وش لون يطلع شبه أخته ويترك أخوه... شكلي بزعل عليه..

أمل: هههههههههه
أنا أبيه يطلع زيك بالصفات..بس بالعناد لا

فتح خالد عينيه بإنكار: الحين أنا عنيـــد

أمل بابتسامة: وش رايك عبد الرحمن خالد موب عنيد

أبي: هو عنيد شوي بس موب مرة أنتي ما شفتي اللي أشد منه

البيبي: وآآآآآآآآآآآآآآء

خالد: شوفوا اللي يدافع عن أخوه زعل يوم قلتوا عني عنيد..

ذهب خالد ليحمل الصغير ويعطيه لأمل..
أمل: شوي... شوي عليه يا خالد

حمله خالد ولكنه لم يعرف جيداً أن يمسكه حتى أن الطفل بدأ بالبكاء
وآآآآآآآآآآآآآء

أبي: شكلك فككت ضلوعه عطه أمه منتب عارف تشيله

حملته أمل بيديها بحنان حتى هدأ فجأة... ثم فتح عينيه الصغيرتين.. وبدأ يقلبها يميناً ويساراً..

وينظر في دنياه الفسيحة..
سديم: خالد شف عيونه وهو مفتح يا دلبي يدنن يا حبي له

أمل برقة: تبين تشيلينه

سديم: لا ما أعرف له بس بشوفه وهو معك..

خالد: غبيه يجيك عرض تشيلين أخوي وترفضين..

أبي: لا.. لا أحد يشيله وهو صغير إذا تم شهرين شيلوه

خالد: لا حرام أنا ما أصبر أبي أخوي...

أمل بابتسامة رضى: ما توقعتكم تحبونه كذا..خصوصاً يوم شفتكم مترابطين

سديم: وش دعوى هو أخونا أكيــــد بنحبه ونموت فيه بعد

أبي بابتسامة: الله يخليكم لبعض ولا يحرمني منكم

أمل: آميـــــن

وهكذا انتهت زيارتنا على خيـــــر كانت السعادة تملئ قلوبنا وتطبع أضواء تشع من وجوهنا بالفرحة...

طفل أطل بالتغريد..
بوجهه البريءِ

عيناه تنظران بزهو..
ووجهه يشع بالتهليل

أحببت لمس يده
كمخملٍ..
نعومة ً... ورقه

في صوته نغم
رقيق وهمس
وسلوه

حماه المولى لنا
قدومه قد ملئ
بالسعد
دارنا
.
.
.
.






ممم نحن الآن بحصة الانجليزي..كعادتنا أنا وغدير نعلب (الأكس أو) بالخفية...
ونرسم على وجوه الرجال الموجودين بالكتاب شوارب.. ولحى..
وأيضاً أشمغه!!
هاهي غدير ترسم شوارب على وجه المرأة الموجودة بالصورة...
بينما انظر أنا بتمعن لما ترسمه غدير..
المعلمة شذى: سديـــــــــم وينك موب معنا...قومي كملي قراية القطعة..

يا إلهاي لا أعرف أين وصلوا بالقطعة...
قلت بابتسامة محرجة: آآآآآآ من وين أبدأ

الأستاذة شذى بغيض: هذا اللي موب مركز معنا..
يا الله أنتي أقري من نفسك... ما راح نقول لك وين وصلنا

تذكرت آخر كلمة وصلت لها الفتاة التي قبلي.. فبحثت عنها بالقطعة وبدأت أقرأ من بعدها...

نظرت لي الأستاذة بغيض..ثم قالت..
الأستاذة شذى: هالمرة قدرتي تلحقي عينا... رغم أني شاكة أن أحد ساعدك.. خليك واقفة لين نهاية الحصة..

أخفضت رأسي بحرج.... فرأيت ابتسامة شقية من فم غدير..
قلت بهمس: تضحكين هاه.... وأنت السبب بوقوفي

غدير: هههه تستاهلين من قال لك تطالعين باللي أرسم... شوفي اللقافة وش تسوي

كنت سأرد عليها ولكن المعلمة سبقتني..
الأستاذة شذى: غـــــــــديــــــــــر.... بس خلاص ازعجتونا تبين توقفين معها..

غدير بابتسامة: لا خلاص همم بسكت..


ثم وضعت إصبعها على فمها..
هذه الحركة أغاضت المعلمة..
الأستاذة شذى: تستهبلين هاه..... كله راح ينقص من درجاتكم..خصوصاً أن الاختبارات على الأبواب...
قومي واقفة..

ثم أدارت وجهها للسبورة وبدأت تخط بعض القواعد......أففف أكثر شيء يجعلني أكره هذه المادة
رغم أهميتها هو القواعد..لما لا يركزوا على المحادثات والقصص أكثر..


انتهت الحصة فجاءت لمياء للجلوس بجانبي..
لمياء: وش مسوية عشان تعصب عليك الأستاذة شذى

قلت بابتسامة شقية: كانت غدير ترسم على الوجيه اللي بالكتاب وأنا أناظر برسمها وسرحانة..

لمياء: يا فضيكم......عاد تدرين كنت أنا وخلود نسولف على الكتاب ويوم صرخت عليك حسبتها تقصدنا

سديم: ما شاء الله ما كد كشفتكم...بس الأستاذة هدى هي اللي دايم تلاحظ حركاتكم...

لمياء: أيه لأنكم آخر شيء فتصيرون بوجهها أما أنا وخلود بالوسط محد يحس فينا...دايم المدرسات
يراقبون اللي قدام واللي وراء وما يدققون باللي بالوسط..

لمياء وهي تمسك بشعري بخفة: وش مسوية بشعرك..

سديم: ملففته أمس..

لمياء: والله فاضية.. أنا أجدله والسلام
ليش ما تقصين شعرك..

سديم: ليش حارقة نفسك هاذي ثاني مرة تقولين لي... أنا أحب شعري وأبي أطوله ليش ما تقصينه أنتي..

لمياء: عادي ما حرقت نفسي... بس أشوفك مهلكه نفسك كل يوم تسريحة فقلت أريح لك تقصينه..

سديم: أنا أستمتع إذا غيرت بشعري... ما أحب أمشي على شكل واحد بس..







انتهى دوامنا سريعاً... خرجنا جميعاً أنا وخلود وعهود.. وكذلك جوري التي خرجت من المتوسطة التي تقع خلفنا..
وذهبنا لجهة جانبية دوماً ما يقف فهد بسيارته هناك...لأنه إذا جاء لأخذنا من المدرسة لا ينادي علينا فهو
لا يحب الدخول في الزحام ...
حينما وصلنا لم نجد سيارة فهد... انتظرنا طويلاً ونحن نقف في الشارع... ولكنه لم يأتي..
وهكذا مر الوقت .. وشيئاً فشيئاً... حتى قل عدد السيارات وبدء الهدوء يعم المكان..
خلود: متنا من الحر... وين فهد شكله نسانا

عهود: طيب تبون نروح نوقف عند بوابة المدرسة

جوري: لا أنا ما أقدر إذا وقفت عند الباب بتسوي المراقبة لي فضيحة..
والله بتهزئني ليش أني طلعت بدون محد ينادي علي..

عهود: شكل المناوبة عندكم على سامية

جوري: بسم الله وش دراك أن المناوبة اليوم على الأستاذة سامية

عهود: قال لي الطير الأخضر...

خلود: ما شاء الله عهود أنا معك بنفس الغرفة وما دريت أن عندك طير أخضر..... طيب اشمعنى أخضر
خليه لون ثاني

عهود: عاد وش أسوي صار أخضر..

أخذنا نتحدث قليلاً.. حتى مرت من عندنا سيارة خضراء صغيرة..فقلت
وأنا أراها تقترب من المدرسة...
سديم: عهود شكل هذا طيرك الأخضر..

رفعت عهود رأسها ومالت به للجهة إلى كنت أنظر لها..
ولكن قبل أن تتكلم اقتربت السيارة منا حتى أصبحت بمحاذاتنا..
فتح شباك سيارته..وإذا به شاب.. يرتدي نظارة شمسية..
الشاب: ممكن نتعرف يا حلوات..

همست لهم بخوف: يا الله امشوا نرجع للمدرسة

خلود: لا بس عطوه ظهوركم كنكم ما تشوفونه وهو بيروح..

ولكن الشاب لم يتحرك... وظل يتكلم بكلام لا أعرف ماهيته من شدة الخوف..

عهود: امشوا بس نرجع.... والله الهيئة تمر بهالوقت وإذا جت وشافتنا بتحسبنا متفقين معه..

جوري وهي تشير لشارع بعيـــد عنا: شوفوا ذاك الجمس.. شكله جمس الهيئة..

سديم: امشــــــوا نرجع والله خايــــفة

خلود: يا الله امشوا... جوري بسرررعة ارجعي لمدرستك...

جوري وهي تسير بسرعة باتجاه مدرستها: الله يعينني على الأستاذة سامية..

عدنا لمدرستنا ووقفنا عند البوابة 10 دقائق وحين لم يأتي فهد... اضطررنا لدخول لداخل المدرسة..
بعد أن صرخ حارس المدرسة بوهجنا نحن و3 بنات..كن معنا..

مرت نصف ساعة أخرى ونحن بالداخل... اتصلنا بمنزل خالتي الجوهرة..
وحين اتصلت بغرفة فهد وجدته نائم..
وهاهو الآن قادم لأخذنا.........ممم بالتأكيد أنكم تتساءلون لما لا يأتي أخي خالد لأخذنا... خالد يدرس
بثانوية بعيدة جداً عن منطقتنا.. لذلك لا يعود إلا بعد رجوعي للمنزل بنصف ساعة أو أكثر..

سمعنا نداء فهد فخرجنا.. والحنق قد بلغ منا مبلغه...
عهود وهي تركب بعصبية: حرام عليكم ساعة منطقين بهالحر... ومحد جانا..

فهد بضحكة: هههه والله غصب عني راحت علي نومة ما حسيت إلا وأمي تدق على غرفتي..

خلود: طيب ما قلنا شيء بس على الأقل خلنا مثل فارس... نقعد بداخل المدرسة وهو ينادي علينا

جوري: الحين ليش السواق ما يجي ياخذنا

فهد: السواق راح يجيب العنود ورند بنت عمي من الجامعة

عهود: طيب ليه ما تخلينا نقعد بالمدرسة وإذا جيت تنادي علينا..

فهد بضيق: أنا ما أحب أوقف بالزحمة وأقعد بوجه البنات وهن بيطلعن من المدرسة..

صمت الجميع فليس بيدنا حيلة ففهد لا يمكن أن يغير رأيه على ما يبدوا... حينما وقفنا عند الإشارة
انحرف فهد بعكس اتجاه بيتنا..
عهود: وراك ما رحت للبيت

فهد وهو يقف عند شباك الطلب لأحد المطاعم السريعة
ويقول بابتسامة: يا الله بطلب لكم على حسابي ترضية بدال تأخري عليكم

خلود بإحراج: الله يجزاك خيـــر

جوري بهمس..: لو فارس اللي متأخر علينا ما شرى لنا وجبة عشان يرضينا..

سديم: هههه أما فارس يرضينا يمكن يقول أنتم بوسط المدرسة ما يضركم شيء إذا انطقيتوا بالحر شوي..

طلب لنا فهد جميعاً..حقاً شعرت بالخجل منه..فأنا لست بأخته...



وصلت المنزل وقلت للخادمة..
سديم: فاطمة لا تبقون لي من الغداء معي غداي..

ولكني قبل أن أصعد سمعت صوت بكاء طفل صغيـــر..
فتحت عيناي على وسعهما... ليس لأمل سوى يومين على ولادتها...هل خرجت بهذه السرعة..
رميت حقيبتي على أحد المقاعد القريبة من السلم ورحت أمشي بسرعة باتجاه غرفة استقبال النساء...
وهناك وجدت أمل تجلس على سرير عليه مفرش فخم سكري اللون... وترتدي..قميصاً ناعماً لونه سكري ومزيناً بدانتيل من نفس اللون...
كانت تبدوا ناعمة رقيقة... وتملك عطف الدنيا كلها على ذاك الصغير الذي بيديها.. إنه أخي فيصل... قلت بصوت عالٍ..
سديم: هلا....هـــــلا والله... توه ما نور البيت

التفتت أمل وابتسمت بلطف: هلا سديم رجعتي من المدرسة

قلت وأنا أقترب للسلام عليها: إيه توي داخله بس يوم سمعت صوت فصولي.. جيت على طول..

سمعت صوت امرأة من خلفي: هلا سدومه... وش أخبارك

التفت للوراء.. وسلمت عليها لم أعرفها
شعرت بخجل شديد..خصوصاً أنني كنت أتكلم مع أمل بصوت عالٍ ولم انتبه لوجودها..
المرأة: أنا علياء مرة أخو أمل

همست بخجل: هلا والله

علياء: مبروك ما جاكم.....

سديم: الله يبارك فيك

أمل: روحي غيري ملابسك وانزلي تغدي... أبوك معزوم عن زميله

علياء: يا الله أمل أنا بامشي ...وبجي بعد العشاء إن شاء الله..

أمل: اقعدي بدري عبد الرحمن موب موجود

علياء: يا الله يمديني آصل البيت...تلقين أخوك وصل الحين من الشغل وبيتغداء...
بس ترى محمد ولدي عند الباب يبي يسلم عليك قبل ما نروح..

نظرت لي أمل ففهمت قصدها وصعدت لغرفتي.. وأنا أسمع صوت محمد أبن أخيها يتكلم بصوت عالٍ..

وضعت وجبتي التي طلبها لنا فهد على طاولة صغيرة بوسط غرفتي رأيت باب غرفتي يفتح ويطل منه خالد..
خالد: ما شاء الله طالبه من المطعم ولا قلتي أطلب لأخوي حبيبي..

قلت لأغيضه: كنت باطلب لفيصل بس يا حياتي صغير ما يعرف ياكل..

خالد: يا سلام وأنا وين رحت..

سديم: هههههه.. أصلاً موب أنا اللي طلبت... فهد هو اللي جاب لنا

خالد وقد عقد حاجبيه: ما شاء الله وش المناسبة

سديم: تأخر علينا تقريباً ساعتين..وقال بطلب لكم على حسابي عشان يرضينا

خالد: إيه جيت قبلك اليوم واستغربت أنك تأخرتي..
بس بصراحة كثر الله خيره... والله إحراج

خالد معجب جــــداً بشخصية فهد ويحبه كثيراً... ويرى في القدوة التي يحتذى بها..ففهد محافظ على دينه وحسن الخلق..
وإن كنتم تريدون معرفة شكله...ممم ههههههه لم أدقق بشكله يوماً فكما ذكرت لكم أشعر أنهم أخوتي...
ولكن ما أنا متأكدة منه هو أنه متوسط القامة ويميل للقصر ويحيط بوجهه لحية خفيفة
هادئ الطباع في نظري...ليس كفارس...الذي أشعر بأن في مشيته شيء من الكبر...
ولا أعرف عنه أكثر من هذا فإن كنتم تريدون معرفة المزيد عنه فاسألوا خالد!!
.
.
.
.
.
.


في المغرب نزلت للأسفل حينما أخبرتني الخادمة أن أمل تطلب مني النزول لأن جدتي وعمتي أسماء
سيأتيان للمباركة والسلام على أمل..
كنت أشعر بفرحة غامرة... فجدتي لم تأتي لمنزلنا سوى 3 أو 4مرات فقط على مدى سنة كاملة أو أكثر...
وكثيراً ما تردد (بيتي أعز لي..)
دخلت الغرفة ...وهناك وجدت أمل تبدل ملابس فيصل.. فجلست أنظر له بحبور...
سديم: يا دلبي... صغنون..
خاله أمل وزنه طبيعي..

أمل: ههههه إيه وزنه طبيعي... لو موب طبيعي كان خلوه عندهم على الأقل أسبوع..

سمعت صوت أبي يرتد صداه بالممر القريب منا..
أبي: يا هلا والله بالغالية... توه ينور البيت بجيتك يا يمه..

جدتي: منور باصحابه

عمتي أسماء: الله يبارك بهالولد اللي خلانا نجي لبيتك..

أبي: محد رادكم الله يحيكم بأي وقت..
إذا ما شالتكم الأرض تشيلكم عيوننا

دخلوا عندنا وسلمت عمتي على أمل بسرعة حتى دون أن تقدرها أو تسأل عن حالها...ثم أخذت فيصل..
عمتي أسماء: تراي جاية أشوف أخو خالد..

لم يرد أحد عليها...ههههه ... أشعر أنها تريد أن تغيضنا فقط..
ولكن يبدوا أن الجميع يعلم مبتغاها لذلك لم يعرها أحد أي اهتمام..
وهكذا مرت ربع ساعة وعمتي أسماء.. همها أن تستفز أمل أو أبي..
دخل خالد..فارتسمت على وجهه ابتسامة مشرقة...
خالد: أمي موضي هنا... يا هلا والله بنور بيتنا..

ثم انحنى ليقبل رأس جدتي ويديها...
جدتي: الله يسلمك... ويحفظك يا وليدي

خالد وهو يتجه لعمتي أسماء..
خالد: هلا بعمتي هلا والله... وش هالمفاجئة الحلوة

نهضت عمتي له واحتضنته..
وقالت بصوت باكي: الحمد لله اللي الله رزقك.. بأخو يكون سند وعضد لك
وأكملت بصوتها الباكي: والله أني يوم دريت فرحت عشانك يا بعد عمري

خالد: الحمد لله عندي سديم.. وجاء لي فيصل زيادة الله يخليهم لنا

عمتي أسماء: عاد سديم بنت ما هيب مثل الولد...... الولد يكون سند وعضد لك بهالدنيا...
أما الأخت فهي اللي تحتاج لك... أكثر مما تنفعك..


عجباً..فرحت لخالد ولم تفرح من أجل أخيها..
أليس محبة خالد نابعة من حبها لأخيها...لم أرها تحضن أبي وتبارك له بهذه الطريقة.... رغم أنه هو أب المولود..
وهو أكثر شخص يستحق أن تقدم له التهنئة....
وما هذا الهراء.. هل قيمة أخي عندي فقط لحاجتي له... أين ذهب ترابطنا.. أين ذهب قربي من خالد..
لم أره يوماً يشكي لأبي أو عمتي أسماء أو لأي شخص من أقربائنا.. كثيراً ما كان يشكي لي... ويحكي لي عن أحلامه وطموحاته.. كثيراً ما كنا سنداً لبعضنا... نقف بجانب بعضنا..
وكل منا يحاول أن يغطي ذاك الفراغ الذي يعم دنيانا...
لم أنسى حينما وجد عمي بدر (سِقارة) مرمية بالقرب من أحد أشجار حديقة منزل جدي وبالقرب منها كيس مملوء بأشرطة من الأفلام السيئة..
فاتهمه أبن عمتي وليد وهو في 14 بأنه هو من يدخن ويشاهد الأفلام الخليعة..
وحينما وجد أبي رائحة الدخان عالقة بملابس خالد جن جنونه وثارت ثائرته كان غضبه عارماً آنذاك.. لم أره يشعر بالخزي من خالد كما حدث في ذاك اليوم...

الكل غضب منه..
أعمامي وعماتي انحوا أبنائهم عنه خشية أن يفسد أخلاق أولادهم..حتى جدي وقف
مشدوها مما يسمعه صحيح أنه لم يبدي أيه ردة فعل.. ولكن صمته وعدم دفاعه عن خالد..جرح مشاعر خالد كثيراً..حتى جدتي صحيح أنها لم تتهمه ولكنها أنكرت أن يكون أحد
أبناء عمتي سعاد هم من احضروا تلك الأفلام..وقالت بأني أعرف تربية والدهم جيداً..ومن المستحيل أن يفعلوا ذلك...
هناك وفي ذاك الحين لم يقف بجانب أخي من أهلي سواي...
لا أبي الذي كان محرجاً من فعلة أخي رغم أنه لم يحقق حتى في الأمر...
ولا جدي أو جدتي الذين كانوا يرون صدق وصلاح خالد...
ووقفت أنا وحدي بجانبه.. رغم أنه وبخني وقال لي بأني أشك به أيضاً.. ولكني صمدت
تحملت غضبه.. كنت أعرف وأوقن ببراءته... فليس خالد من يفعل هذا.. كنت أرى دمعة
حبيسة تترقق بعينيه وهو يصدها بشموخ... و يردد ( كلكم تشكون فيني... محد وقف معي حتى عمي بدر موب واثق فيني.. شكلك أنتي بعد شاكه فيني... والله.... والله ما دَخل
الدخان بفمي.. ولا مرة بحياتي فكرت أجربه... والريحة اللي بثوبي كانت من وليد يوم كان يعلمه ولد جيراننا وحنا واقفين عندهم..
ولا أعرف شي عن الأشرطة اللي لقاها عمي بالحديقة..
ليش على طول حطوها فيني...لأني مشتت.. وإلا لأن أبوي مشغول عنا.. وما عندنا أم
تراقب حركاتنا...هذا وليد ما عنده أبو يشوف وين راح وين جاء..حتى عمتي تسمح له يسوي اللي يبي..ليه صدقوه وما صدقوني..
ليش نسوا أن عندي رب أراقبه قبل ما أراقبهم...)
كل ما أتذكر ذاك الموقف يزداد حقدي على وليد.. الذي الصق بأخي ما ليس فيه فقط ليزيح
تلك الشكوك حوله.. لأنه هو من طلب من أبن جارنا أن يحضرها.... وهو من استخدم الدخان ورماه بالقرب من تلك الشجرة.. كي لا ينظر أحد لجرمه...رغم أنه لم يتعدى 14 أو13 آنذاك...
ولكن الله لا يضيع حق مظلوم فقد اكتشف عمي بدر القصة حينما رأى ردة فعل خالد.. وأيقن براءته..فسأل وحقق حتى عرف القصة كاملة...


لم أشعر بنفسي وأنا أبحر في الماضي... حتى رفعت رأسي فرأيت جدتي وعمتي على وشك الخروج...
أمل: تو الناس يا خاله أقعدوا تعشوا عندنا الحين بتجي مرة أخوي وأختي..

جدتي: لا مرة ثانية إن شاء الله إذا خفيتي..

خالد: والله ما أمدانا نشبع منكم..

عمي أسماء: الله يسلمك يا وليدي.... محد رحب بي كثرك.. والله أني أعزك كثر ولدي...
يا بعد كل هلي وناسي

خالد بحرج: الله يجزاك خير ويسلمك..

.
.
.
.
.
.
.
.


هذا آخر يوم أذهب فيه للمدرسة فقد أنهينا جميع موادنا الدراسية... ولكننا أتينا اليوم لأن معلمة التاريخ ستراجع معنا النقاط المهمة..وكذلك معلمة العربي ستخطط معنا المهم
في كتاب الأدب..
ولكن في حصة الأنجليزي غامرنا أنا وخلود مغامرة لم نفعلها من قبل فقد هربنا من
الحصة... والرعب يدب في قلوبنا الآن...
خلود: سديم هاه نرجع للفصل ولا لأ بصراحة أنا ما لي خلق بس خايفة أن الأستاذة شذى تكتشف أننا ما غبنا وهاربين..

سديم: يوه أنا كتابي فوق الطاولة وشنطتي على الكرسي أكيـــــد بتدري أني ما غبت بس
ما جيت أحضر الدرس...

خلود: أف تغيب كثير ثم تجي نهاية السنة وتقعد تغطي النقص بغيابها... بصراحة أنا بديت
أخاف أمشي نرجع لأني أسمع صوت المساعدة هيفاء.. والله لو شافتنا يا ويلنا...

سديم: طيب أمشي..

سرنا باتجاه الفصل ونحن نشعر بالخوف... فالهروب ليس لأشكالنا!!
فتحنا الباب بهـــــدوء ورقة كي ندخل ونحن ندعي ربنا بأن لا توبخنا وتصرخ بوجهنا...ولكن
حينما فتحنا جزء بسيط من الباب وجدنا الطالبات يأشرن بأيديهن لنا بعالمة أذهبوا فهي لم تشعر بغيابكم...
نظرت لطاولتي.. فلم أجد كتبي عليها..ههههه يبدوا أن غدير أخفتها..

عدنا للجهة المقابلة لفصلنا بحيث ننظر نحن للفصل ومن في الفصل لا يستطيع رؤيتنا...
أخذنا كرسيين لنجلس هناك.. بعد أن تأكدنا أن المكان آمن فالمساعدة هيفاء عادت لمكتبها
في الإدارة..

.
.
.
.
.
.
.

كنا في المدرسة نجتمع على شكل حلقة ونستمتع بتلك الفكاهات التي تلقيها لمياء
وغدير.. ومناهل أيضاً
لمياء: يا الله خلود حطينا نكته..
وإلا أنتي يا سديم..

خلود بخجل: لا أنا بس أسمع ما عندي نكت..

قلت بابتسامة: وأنا بعد ما عندي شيء

غدير: شوفي سديم من اختصاصي وأنا أعرفها عاقله وثقل.. بس تسمع وتضحك من ت
حت لتحت.. أما علني مستحيل..

سديم: حرام عليك... وش اللي أسويه من تحت لتحت..

غدير وهي تنظر لي بعينين شبه مغلقتين: ليش نسيتي الأستهبال اللي على الكتب..
والله أني لا رجعت للبيت وقريت اللي مكتوب أموت من الضحك
ولا أكثر حركة تضحكني يوم ترفع اصبعها بهدوء تبي الأستاذة تقومها.. والمسكينة
ما تنتبه لها..ثم تعصب سديم وتبدأ تسوي حركات بأيدينها تحت الطاولة يعني تراي معصبة...
هههههههه وتطحن بأيديها وإلا تقبصني<< تقرصني
منقهرة ليش أن الأستاذة ما قومتها..

أصبح وجهي محمراً من الخجل..
قلت بإحراج: والله أنك فضيحة

لمياء: ههههههه شوفي وجهها كنه طماطه
والله بنات هالخالة يموتن من الضحك خجولات..
عطونا شوي من حياكم..

خلود: والله سرنا نكته لكم..

لم أشعر إلا بيد تضرب على كتفي بشدة..
سديم: آييي مين
رفعت رأسي فإذا بها مشاعل..
مشاعل: أقول أمشي.. بلا دلع تراي مقفله

لمياء: هههههه شوي شوي تراهم رقيقات..

لم تعرها مشاعل أي اهتمام.. فقامت بشد ثوبي للأعلى..
سديم: طيب طيب خنقتيني.. هذاي قايمة..

نهضت وسرت أسرع معها بخطواتي فمشاعل لا تعترف بالمشي الهادئ.. ولا تثق بأني أعرف السير وحدي.. بل تقوم بالإمساك بيدي وسحبي معها..
ههههههه حقاً من يرانا يعتقد بأنها أمي!!
توقفنا أخيراً..
مشاعل: مبروك البيبي

قلت بابتسامة الله يبارك فيك.... تبين تشوفين صور فصولي

مشاعل: يعععع ما أحب هالأسم

قلت بحرج: الله يسامحك كلش إلا فصولتي..

مشاعل: المهم.. وش هالغيبة ما كد دقيتي علي من زمان.. ولا جيتي عندنا

سديم: لا هالمرة أنتي جين عندي... وبعدين قولي لأخوك عماد أني كبرت لا يقعد يفتح علينا الباب وأنا عندكم ويقول بهبل أهلـــــين سديـــــم وش أخبــارك...
مشاعل: ههههههه .تراه يعدك مثل أخته الصغيرة والله حتى دايم يقول يا حليلها سدومه الصغيـــرة بتتغطى.. ولا تخافين والله قلت له أن سديم ما تحب تجي عندنا بسبتك وقالي خلاص ما راح يضايقك....وبعدين بصراحة أخاف أجي عندكم ومرة أبوك ما تبيني..

سديم: لا عادي تعالي عشان تشوفين أخوي... ليه ما جيتي مع أمك..

مشاعل: ما بقى على الاختبارات شيء..وأنا مقفلة ما أحب النحو والأدب.. وأختي ندى صاجة راسي.. كل شوي جاية عندنا عشان تذاكر لي..
أف هي تذاكر لي من هنا وبنتها تزعجني من هنا..
ليتنا بلا هالتدريس..
المهم معك بنادول

سديم: هههههههه شوي شوي يا الله ألحق على كلامك..
وبعدين ليش أنتي مقفلة دايم خلي بالك وسيع و...

مشاعل بملل وحركات وجهها توحي بالضيق: سديم والله ما لي خلق للفلسفة ترى عندي بالبيت الفيلسوفة الكبيرة شذى... ما لها شغلة إلا بتوزيع النصايح..

سديم: هههههه هاذي أختك وتبي مصلحتك... المهم تعالي لشنطتي عشان أعطيك "البنادول"... وأوريك الصور

لم ترد علي ولكنها دفعتني كي نسير... وصلت بالقرب من الزاوية التي يجتمع بها صديقاتي وانحنيت لأخذ حقيبتي..أخرجت البنادول والصور..
سديم: خوذي..

مشاعل: خلي الصور بعدين أشوفها ما لي خلق..

قلت بإصرار: لا شوفيها هالحين...

رأتها على عجل ثم قالت : زين الله يخليه لكم..

سديم: من يشبه له..
يشبه لي؟

مشاعل: ما أدري تراي ما أحب المواليد وإلا اللي بالأشهر
أنا أحبهم إذا صار عمرهم سنة أو سنتين..... وأكره ما عندي اللي عمرهم 4 أو 5 سنين..أحسهم ثقال دم..
وأما أنه يشبه لك.... لا وع أنتي أحلى منه.... من اللي قالك يشبه لك

سديم: أمل

مشاعل: وأنتي مصدقتها.... والله أنه يحوم الكبد أنتي وخالد أحلى منه

سديم: حرام عليك..... فصولي يهبل أحلى منك..

مشاعل: أحلى مني يمكن أما منك لا....
ثم قالت وهي تعطيني ظهرها لتغادر..
مشاعل: يا الله مع السلامة ترى راسي مصدع



كم أحبها هذه المشاعل... أنها أسم على مسمى...
فهي من تضيء حياتي بخفة دمها وصراحتها اللامتناهية...
فما بقلبها تترجمه أحرفها دون تحفظ...
.
.
.
هي شعله..من ضياء
هي بسمة..في صفاء
لا تعرف الغدر
أو حتى المراء

تسمو بخفة ظلها
تحيي ليالي الحزينة
فتغدق..بحب من عطاها
وتنثر دفئاً من شذاها

فيا ربي بارك
في عطاها
وأملئ بالسعد
دنياها
.
.
.
.
.
.

في أحد أيام الخميس استيقضت على بكاء فيصل المزعج... عجباً أين أمل عنه إنه يبكي منذ أكثر من ربع ساعة..

خرجت من غرفتي واتجهت للصالة العلوية حتى دون أنظر لشعري..
فقابلني خالد..
خالد: ههههههه بسم الله وش هالكشة

نظرت للمرآة التي توجد بمنتصف الممر الذي تقع عليه غرفنا... ههههه فوجدت شعري متناثراً دون ترتيب
ولكن لا تصدقوا خالد.. فشعري لم
يكن(كشة) كما يقول..
سديم: محيوس إيه أما كشة حرام عليك..موب كشة...

خالد: ليه توك تقومين الساعة 11 وأنتي نايمة والاختبارات بتبدء السبت

سديم: كل الليل كنت سهرانة أذاكر
المهم ليش فصولي يصيح أزعجني وقومني من النوم وين خالتي أمل أو فاطمة عنه..

خالد باستهزاء: صباح الخير....... ما دريتي الشغالة هربت أمس بآخر الليل
وأمل من الصبح وهي تشتغل..

سديم: يوه راحت على وقت الإختبارات..
طيب أبوي بيجيب شغالة مؤقته لين تجينا وحدة جديدة..

خالد وهو يغلق باب غرفته: ما أدري والله.... بس الله يعينك أنتي وخالتي أمل

ذهبت باتجاه غرفة أبي كي أحمل فيصل فالمسكين منذ مدة وهو يبكي حتى بح صوته.... حينما وصلت لغرفتهم
وجدت الباب مفتوح..طرقت الباب ووقفت عنده
رأيت أمل خرج من غرفة نومها بينما فيصل يبكي في الغرفة الملحقة بقسمهم...
أمل: هلا سديم.... خوذي هالولد الله يخليك... أزعجني وأنا قاعدة أنظف الغرفة

دخلت فحملت حبيبي..
قلت وأنا أهزه: بس .... بس حبيبي... خلاص
كان محمراً من شدة البكاء...مم سيتم الشهر بعد أسبوع..تغير شكله كثيراً رغم أنه لم تمض على ولادته
سوى 3 أسابيع..

أمل: سديم غيري له البامبرز..
وعطيه رضعته شوفيها على سريره

سديم: إن شاء الله
بس تراي باخذه معي لغرفتي..

أمل: زين بس انتبهي له... لا يطيح المهاد على وجهه وينكتم

سديم: إن شاء الله

أخذت ما يحتاجه فيصل من غرفته.. واتجهت لغرفتي وأنا أهزه..
وهو يكاد يخرق أذني من شدة بكائه..
غيرت له.. وأخذ رضعته ونام في سلام
سديم: ما شاء الله عليك نمت بعد ما طيرت النوم من عيوني..

وضعته بوسط سريري الكبير.. واتجهت لمكتبتي.. كي أخرج كتابي وأنزل به معي لأني سأنزل كي أتناول إفطاري...
ههههه ياه منذ مدة لم أصنع الإفطار لنفسي...
ما هذا التوقيت المميز لهروب فاطمة... يبدو أنها هربت بسبب فيصل الذي لا يتوقف عن نشر أصداء
صوته في كل أنحاء المنزل..
خصوصاً أن أمل كثيراً ما تترك فيصل بصحبة فاطمة..
دخلت أمل وأنا أسحب أحد أوراق المراجعة وأضعها بداخل كتابي..
أمل: يا ربيه..... سديم حرام عليك كان أخذتي مفرشه وحطيتيه بالأرض دامك مشغولة عنه...
لو أنه طايح ما دريي عنه..

قلت بملل: لا أنا منتبهة له بس رحت أطلع كتابي... وكنت بجيبه بعد شوي لك..لأنه نام
وأنا بأنزل أفطر وأذاكر تحت

ذكرت المذاكرة كي تعرف بأن أختباراتي على الأبواب.. فلا ترهقني بالأعمال المنزلية...
فابتأكيد سيحضر أبي لها خادمة مؤقتة لأن أمل لم تخرج من نفاسها وتتحرك بالمنزل إلا منذ عدة أيام وسيرهقها العمل بالمنزل ومراعاة فيصل...

أمل: طيب شوفي إذا كان فيه صحون باقية بعد أخوك خالد..أو كاسات وغسليها...لأني توي غاسلة كل الصحون الباقية من أمس واللي أفطر أبوك منها بعد...وطلي على الدجاج اللي بالفرن إذا أحمر طفي عنه..

سديم: إن شاء الله

نزلت وأنا خائفة من أن تأخذ أعمال المنزل جل وقتي ولا أذاكر...
وجدت صحون قليلة فغسلتها بسرعة وتركتها لتنشف..
وتناولت إفطاري على عجل... فتحت الفرن فوجدت الدجاجة لم تحمر بعد..
فأخذت كرسي وجلست بالقرب من الفرن وأنا أذاكر... حقيقة لم أعتد على الجلوس في
هذا الحر..كيف كانت تحتمل الخادمة البقاء هنا.. فحتى الهواء الخارج من جهاز التكييف لم
يفلح بتلطيف الجو...
لم أشعر بنفسي حتى وجدت أمل تقف على باب المطبخ..
أمل: ما شاء الله ريحة الدجاجة طالعة بكل البيت وأنتي جالسة هنا وما حسيتي..

سديم: هاه ما أشم ريحة احتراق...

أمل: وليه تحترينها تحترق...

قلت بخجل: هههه لا بس..
بس كنت أحسبك تقصدين أنك تشمين ريحة أحتراقها..

فتحت أمل الفرن.. وأخرجت الدجاجة...
أمل: الحمد لله لحقت عليها يمكن لو أني متأخرة 5 دقايق كان احترقت..
سديم أنتبهي... بكرى إذا تزوجتي بتحرقين غداء زوجك...

قلت بحرج ووجهي محمر من الخجل: لا ما راح أتزوج بدري

أمل بابتسامة: لا إذا جاء أحد يناسبك زوجناك وش نحتري بعد.. أنتي كبيرة ما شاء الله..
أنا يوم كنت أكبر منك بسنة بس تزوجت..

سديم: لا زمانكم غير زماننا

أمل: ليش وش قالوا لك أنا أمك كبيرة..... ما فيه فرق كبير بين وقتي ووقتكم
كلها 13 سنه..
يا الله روحي ذاكري لا ترسبين وتقولين بسبة مرت أبوي..

سديم: لا... إن شاء الله بجيب امتياز

أمل بعدم اهتمام: الله يوفقك..

جلست بأحد أرائك الصالة وبدأت أحل بعض المسائل..
ولكن لم يدم هذا الهدوء...فقد نزلت أمل بصحبة فيصل وجلست في الصالة وفتحت التلفاز..
أمل وهي تنظر للتلفاز: سديم ليش قاعدة تذاكرين هنا

سديم: بغير جو أحس أني مليت من الغرفة

أمل: بس الصالة موب مكان للمذاكرة روحي لمكان هادي... وبعدين ما أحب أشوف
هالحوسة قدامي... لا تنسين ترى ما فيه شغالة..

جمعت أوراقي وأخذت كتابي وأنا أتذمر.... ممم أعتدت على المذاكرة وأنا أجلس بالصالة
مع جدي وجدتي... لم يوبخاني على ذلك أبداً... ولم أرسب مرة لأني جلست أذاكر وأنا عندهم... ممم فأنا لا أحب المذاكرة في مكان واحد...

فتحت كتابي لأعود لمذكرتي...
فرأيت أحد خربشاتي أنا وغدير عليه...
شعرت بعبرة يلوح طيفها في الأفق...
هاهو العام الدراسي قد انصرم ولم يتبق منه سوى أيام معدودة...
وعندها سنفترق... فغدير ستختار القسم الأدبي بينما أنا وخلود وبقية الصحبة سنختار
القسم العلمي... ربما أننا لن نجتمع كهذا الأجتماع أبداً..
ما أخافه هو أن ينقطع عقدنا اللؤلؤي وتتناثر حباته في كل مكان...

على نسمات الصباح الزاكية..
وأصوات الطيور الشادية
.
.
كنا نتسابق هناك.. ونجتمع بحب
وصفاء..
وألفة....... وإخــاء

واليوم أقف مشدوهة.. مما أراه
فها نحن على أعتاب الرحيل..
نتجرع مذاقه المر.. بألم
ونهيم من غير هدى..
لنحلق في سماء الوداع
ونغرق في بحر الفراق...


مرت أيامنا الرائعة كغمضة عين
وهاهي لحظات اللقاء
تنطوي أمام أعيننا
كشريط وردي
التف بسرعة البرق
وانتهت معه..
أروع
ذكرياتنا

.



.



.



.



.

نهاية الجزء العاشر

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
قديم 06-05-08, 07:34 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

(11)
"وانزاحت السُتر"
الجزء الحادي عشر

مرت الآن 3 أيام على اختباراتنا...ممم أديت امتحاناتي السابقة جيداً ولله الحمد... هانحن الآن في ساحة
المدرسة...ضوضاء تعم المكان..أوراق متناثرة هنا وهناك... وفي كل زاوية تجدوا حلقة من الفتيات
يجتمعن حول بعضهن يراجعن ويسألن عما استصعب عليهن.. وفي الطرف الآخر تجدوا البعض منهن يجلسن
بهدوء ويقلبن الصفحات باهتمام...كما هي حالتي أنا وربى التي تجلس بجانبي.... ربى هي
أحد أفراد (شِلتنا) ولكن علاقتي بها سطحية....
كنت أقلب كتابي وقد مللت من الانتظار..فقد تأخرت خلود..تذكرت غدير فشعرت بالضيق...لا أعرف ما بها
أشعر أنها تغيرت قليلاً...لم تحد مرحة كما كانت ووجهها شاحب جداً أخبرتني سابقاً بأنها تعاني من فقر في الدم...
ولكن أشعر أنها متضايقة من شيء ما...
هاهي مناهل قادمة.... كم أحبها
مناهل تملك ابتسامة مميزة.... وقلب أبيض كالثلج...مرحة وطيبة جــــداً
مناهل بابتسامة: صباح الخير

سديم+ ربى: صباح النور

مناهل: ما جاء أحد....غريبة غدير تجي قبلي ليه متأخرة

سديم: ما أدري والله يمكن تجي بعد شوى

جلست بجانبي مناهل وفتحت كتابها لتراجع...وشيئاً فشيئاً اكتملت أفراد "الشلة"..
لمياء بصوتها العالي: وين غدير ما جت

مناهل وهي تنظر لساعتها: لا غريبة تأخرت.. ما باقي شيء ويبداء الامتحان..

خلود: غريبة بالعادة تجي بدري

سديم: الله يستر...

مناهل: لا تخوفينا...والله إني قلقانه عليها..

لمياء: لا تعوذوا من الشيطان...يمكن شافت أحد زميلاتها اللي بمدرستها القديمة وقعدت تسولف معها...

مر الوقت وها نحن نسمع صراخ الأستاذة هيفاء الذي يهز المدرسة...
الإدارية هيفاء: يــا الله بنــــات 5 دقايق وبنسكر القاعات اللي تتأخر ما راح تدخل الاختبار..
يا الله قــــدامي... يا الله أطلعوا لقاعاتكم...

سرنا ونحن نجر خطانا جراً... تأخرها يخيفني... أتمنى أن لا يصيبها مكروه...
دخلت القاعة وأخذت مقعدي... وتدريجياً امتلأت القاعة.. كنت قلقة جداً
وألتفت كل لحظة لمقعدها الخالي... كنا ننظر لبعضنا والخوف على وجوهنا...
ترى ما الذي حال دون حضورها..
انهينا الأختبار ولكنها لم تحضر...
توقعنا أن تحضر لاختبار المادة التالية في الفترة الثانية... إلا أنها لم تحظر
لمياء: بنات بس تعوذوا من الشيطان لا تتفاولون على البنت إن شاء الله بخير... يمكن
راحت عليها نومه

مناهل وهي تبكي: لا مستحيل أمس كلمتها كانت تقولي أنه ما باقي إلا شوى وأخلص الكتاب....
بس كنت حاسة أن فيها شيء... حتى يوم سألتها قالت أني مقفلة
ونفسي منسدة عن الأكل...بس رفضت تقولي ليه...
أكيد فيها شيء...
أكيــــــــد..

كنت أنظر لمناهل مشدوهة مما تقول... وعيناي ممتلئة بالدموع غير أنها رفضت أن تنسكب...
إذا كانت متضايقة البارحة فيعني هذا أنها تعاني من مشكلة ما...
اقتربت مني خلود وأمسكت بيدي برقة لتواسيني..
خلود: إن شاء الله ما فيها شيء

قلت بهدوء: بنات أنا بأروح للإدارة وبأتصل عليها...

مناهل: يا الله تعالي بروح معك..

سرنا جميعاً إلى غرفة الإدارة وطلبنا منهم الاتصال على غدير...
الإدارية منى: طيب ممكن تكلموها لكن وحدة بس اللي تدخل.. والباقي ينتظرون هنا...

مناهل: أنا بالدخل..

سديم: خلاص أدخلي بسرعة باقي 10 دقايق ويبدأ امتحان الفترة الثانية...

دخلت مناهل وتأخرت ولكنها عادت بخفي حنين... أخبرتنا أنه لم يرد أحد عليها وهكذا بداء الخوف يزداد...
يا رب رحماك...
بقينا بالقرب من غرفة الإدارة.. وندعو ربنا بأن يحفظها..
سديم: أنا بادخل أكلم عليها مرة ثانية..

دخلت غرفة الإدارة واتصلت مرة أخرى... وأخيراً رد أخوها..
سديم: السلام عليكم

يوسف بصوت مستنكر: وعليكم السلام

قلت بارتباك: أ.....أنا صديقة غدير
و.......وين غديـــر... ما حضرت الامتحان

يوسف: غدير توها نايمة ما تقدر تكلمك..

تجرأت وسألته بخوف: نايمة!؟؟
طيب وش فيها ليه ما حظرت الامتحان

يوسف: تعبانة أغمى عليها... وتوها راجعة للبيت..

سديم: طيب جزاك الله خير
أغلقت السماعة ودمعة أليمة تترقرق على وجنتي...
خرجت وأخبرتهم وصعدت أنا وخلود للامتحان لم أكن أريد الجلوس معهم وإلا سأبكي دون توقف..



عدت للمنزل بوجه شاحب... اختباري الثاني لم يكن بتلك الجودة ولكن الحمد الله أنني أديته...
كنت أنتظر أذان العصر كي أتصل بغدير...
اتصلت قبل قليل وحادثت والدتها.. التي شَكت من قلة تناول غدير لطعامها وإضرابها عنه
أحياناً وطلبت مني أن انصحها...
خالد الذي كان ينزل من السلم: هاه وش أخبار زميلتك...

قلت بخوف: ما كلمتها للحين لكن أمها تقول أنها أحسن..

بعد العصر اتصلت بها وحادثتها كان صوتها مرهقاً... تألمت كثيراً حينما أخبرتني بأن إضرابها كان من أجلنا!!
لأن أباها هددها إن هي لم تنجح سيقوم بنقلها لمدرسة أخرى..
ولأنها متأكدة من أنها سترسب "بالنحو" قررت أن تضرب عن الطعام كي تثني أباها عن قراره...
سديم: والله سخيفة... أنتي تعرفين أن اللي تسوينه حــــرام....ما يجوز تجيبين لنفسك الموت...

غدير: لا إذا حسيت أني بموت بالشرب مويه

سديم: وأنتي تعلمين الغيب يمكن تتسببين بموتك..
(ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)
وبعدين أنتي تسوين كل هذا عشاننا.... لو مِتي بنفقدك للأبد..

غدير:هههههه لا موب لهالدرجة كلها 3 أيام بس...
وبعدين خلاص توبه... ما راح أعيدها ارتاحي...

.


.


.

مر يومين بعد التهور الغبي الذي قامت به غدير... حقاً أغاضتنا..
صحيح أننا قدرنا كفاحها من أجل البقاء معنا..ولكن ما قامت به كان ضرباً من الجنون في نظري...
فليس هذا حل مناسب للتخلص من المشاكل..
أنهيت اختبارات الأسبوع الأول على خير...ولم يتبقى سوى 4 أيام من الأسبوع القادم....
ممم الحمد لله أخت أمل أعطتنا خادمتها مؤقتاً حتى حين قدوم خادمة جديدة...


أخبرتني أمل بأن أبن أختها سيتزوج في منتصف الأجازة الصيفية القادمة..وأصرت علي بالذهاب معها
رغم أني خجولة ولن أستطيع الانسجام مع أهلها بسرعة إلا أني وافقت على مضض خصوصاً أن أمل تكفلت
بتفصيل فستاني وكل ما أحتاجه لهذا الزواج... لا أعرف سر إصرارها واهتمامها... ولكن لا أملك سوى
القول جزاها الله عني خير الجزاء...
قضيت الخميس والجمعة عند أمي.. وها أنا عدت لتوي للمنزل..
ممم كنت خارجة من حمامي وأضع المنشفة على شعري حينما سمعت طرقاً على باب غرفتي...
أمل: هلا سديم... وش أخبارك

رددت باستغراب: هلا الحمد بخير

أمل: آآآ أختي أماني سافرت مع زوجها لجدة وما تقدر تخلي الشغالة عندنا لأنه مثل
ما تعرفين بنتها تعبانة شوي وتحتاج لأحد ينتبه لها...

لم أرد عليها ولكني ظللت أنظر لها كي تكمل ما بدأته..
فأردفت قائله: عشان كذا لازم نتعاون على البيت..زين أنتي ما بقى لك إلا كم يوم وتخلصين..

سديم: طيب ليه ما نجيب شغالة مؤقتة

أمل بضيق: لا أنا ما أحب الشغالات المؤقتات يخوفوني صراحة وما اتطمن على ولدي معها...

قلت بتردد: خلاص بسوي اللي أقدر عليه

أمل وهي خارجة: زين بس لا تقولين بعدين مرة أبوي شغلتني

ما يغيظني بأمل.... هو تلك الكلمات التي ترميها دون حساب أو تروي..



في يوم السبت حينما عدت من المدرسة ذهبت لسريري ونمت حتى اقتراب المغرب..لأنني ذهبت لاختباري
وأنا لم أنم في الليل سوى ساعة واحدة
حينما صليت فرضي نزلت كي أتناول غدائي ولكني ذهلت من كم الأطباق والأواني
التي تنتظرني على المغسلة...آه إنه مشوار طويل متى سأبدأ مذاكرة المادة التالية..
بدأت بغسلها على مضض... حتى دخلت أمل
اقتربت أمل لتغسل رضعة فيصل.. ولكنها حينما انتهت طلبت مني أن أعيد غسل بعض الأطباق مرة
أخرى بحجة أنها لم تنظف جيداً وهكذا قمت بإعادة غسلها...
ولكنها لم تنتهي...
أمل وهي تقلب الكأس: سديم الكاس قبل ما ينشف مسحيه بالمنشفة عشان ما يصير
مبقع ويطلع ما يلمع..

كنت أنظر للساعة التي أمامي... أريد أن أفتح كتابي قبل العشاء...
خَرَجت أمل فأكملت ما بقي..
ثم تناولت غدائي بسرعة وخرجت كي أذهب لغرفتي...
فتحت كتابي وبدأت أذاكر حتى طرق الباب مرة أخرى ودخلت أمل..
أمل وهي تحمل فيصل: سديم خوذي أخوك..بروح للسوق عشان في قطعة أحتاجها لفستاني...

سديم: بتتأخرين

أمل: لا يمكن ساعتين بالكثير
إذا جاع عطيه رضعته....وكل شيء يمكن يحتاجه تلقينه بغرفة الملابس..
ممم إذا جاء أبوك قولي له أني دقيت عليه وكان جواله مقفل وأني رحت للسوق........
وقولي له الشاي مجهزته له بالمطبخ

سديم: إن شاء الله

أمل: زين يا لله أنا بامشي
بس انتبهي له زين..
.

.

.

.

.

.


خرجت أمل والآن لها ساعتين تماماً وهذا الصغير لم يسكت منذ ربع ساعة..ربما أنه مشتاق لأمه...
كنت أجلس على أرضية الغرفة وبجانبي سرير فيصل المتنقل...
كنت أمسك بكتابي وأذاكر بصوت عالٍ وبيدي الأخرى كنت أهز سرير فيصل..
الذي كان تارة يسكت ويستمع لصوتي.... وتارة أخرى يصدح بصوته العذب الرنان..
دخل أبي غرفتي حينما سمع صوت بكاء فيصل..لأن باب الغرفة كان مفتوحاً...
أبي: سديم وش فيه أخوك يصيح

قلت بحيرة: ما أدري عنه عطيته رضعته...وغيرت له...ونومته..
ما أردي وش فيه الحين

أبي: وين أمل..

سديم: راحت للسوق وبتجي الحين
وقالت لي أقولك أن الشاي بالمطبخ

أبي: إيه كان جوالي مقفل..
طيب متى قالت بتجي

سديم: قالت بعد ساعتين أكيد بتجي الحين

أخذ أبي فيصل وبدأ يهزه قليلاً ثم أعاده لي وخرج...
وعدت كما كنت
أذاكر تارة.... وتارة أهزه ...وأخرى أحمله وألاعبه وأقبله.. حتى مضت نصف ساعة
أبي: وش فيه ما سكت

سديم: ما أدري عنه يسكت 5 دقايق بس يرجع يصيح

أبي بغضب: وهالأمل كل شوي طالعة ...والله لو أنه حفل زواجها عشان تطلع كل شوي...
وترمي ولدها بكل مكان..
بعذر الولد كل شوي وهو تعبان ومودينه للمستشفى بلاه هالإهمال...

أخفضت رأسي لا أحب أن أستمع لتلك المشاحنات التي لا دخل لي بها..
حقيقة بدأت أخاف من تأخر الوقت فالآن الساعة العاشرة وحتى الآن لم أذاكر بتركيز...
ألقيت كتابي جانباً وأخذت فيصل بحضني وبدأت أغني له...
أريده أن يسكت فأبي قد استشاط غضباً وبين كل فترة وأخرى يأتي ليرمي تلك الكلمات الغاضبة على أمل ويخرج...
لا أريد أن أكون سبب في حدوث مشكلة بينهما... أحمد الله أنه غاضب لأنها تركت أبنها وخرجت...
وليس غاضب لأنها بذلك أشغلتني عن مذاكرتي... وإلا تسببت بحدوث مشكلة عندها...
من أجل هذا كذبت وقلت له بأني أنهيت مذاكرتي..ولهذا فيصل معي...

دخلت أمل أخيراً بعد مرور 3 ساعات ونصف على خروجها..
أمل: هلا سديم فيصل من زمان يصيح
عطيتيه رضعته..ونام

سديم: إيه عطيته بس يسكت شوي ويرجع يصيح ما أدري وش فيه

أمل بخوف: أبوك زعلان مره

سديم: يعني زعلان شوي

دخل أبي غرفتي...
أبي: أمل جيتي أخيراً
كان نمتي بالسوق أحسن...نفسي أفهم ليه كل هذا التأخير
وتاركه ولدك هنا انبح صوته من الصياح

أمل: والله غصب علي..
بنت أختي خرب فستانها وقعدت تصيح..فرجعت معها عشان ندور قماش جديد...

أبي بغضب: هالحين كل الطلعات للناس أنتبهي لبيتك أصرف لك
أنتي ما لك شغلة إلا ترمين ولدك بكل مكان وتطلعن كل شوي للسوق..
ولا تقدمين خدماتك للناس.. وولدك هنا بس يصيح
صدق لا قال بيت النجار بدون باب..
أركدي ببيتك وانتبهي لولدك شوفي وش فيه... ما عمره طاب يوم يطيب وعشرة تعبان..

ثم خرج للخارج وأمل تتبعه بصوتها الغاضب
أمل: أنا ما أهملته...وبعدين كل المواليد يكونون تعبانين بالبداية..بس أنت اللي تدقق..
أنا ما طلعت عشان الناس وبس....يعني عشان هالمرة طلعت تحطها على أهلي....هذاي أفصل فستان لبنتك..
وأشتري لها اللي تحتاج..

أبي بملل: لا جزاك الله خير ما أبي منك شيء...
بنتي موب لازم تحضر هالزواج... أنتبهي لولدك الله يعافيك..

أغلقت باب غرفتي كي لا أسمع المزيد من صراخهم..
ذهبت لمكتبي رغم أني لم أعد أشعر أن الجو مناسب للمذاكرة...
.
.
.
تتقافز الأحرف هنا وهناك..
وتلح علي بالإنتفلات رغم عدم رغبتي

هكذا هي أيامي..
يوم يلوحه الصمت والسكون
وأيام يعمرها الخوف التوجس

أبقى هنا في انتظار المزيد
من الحوادث..

أرقب ما استجد...
حتى دون أن يعتريني العجب

فحياتي..
ربما أنها ستكون
أعجوبة
بحد ذاتها
.
.
.
.


هكذا قد مرت الأيام سراعاً...وها نحن على أعتاب الرحيــل عن أغلى وأروع سنة عشتها...
كنت أجد الفرحة والأنس مع أغلى صحبة على قلبي...
كنا كأخوات نلتم بحب..
لم أجد أروع تشبيه لتلك الصداقة....من عقد لؤلؤي ثمين ألتف على عنق الحياة!!

استلمت نتيجتي وحصلت على تقدير "جيد جداً"
وهكذا مرت الأيام هادئة نوعاً ما ورتيبة
ولكن المميز في هذا اليوم هو أن مشاعل ابنة عمتي البندري ستأتي لزيارتي....
بالتأكيد أنكم تعرفونها.....(وهل يخفى القمــــر!!)

أمل وهي تنادي من أعلى: سديــــم........سديــــم
تـــعالي لبسي فيـــصل وخليه معك...عجزت ألبس منه

صعدت للأعلى...وأخذت فصولي...
أعتقد أنه الآن بشهره الثالث أو رابع... وأصبح يبتسم لي بعذوبة كم هو غالٍ على قلبي...
غيرت ملابسه فأصبح يشع روعة وبراءة...قبلته برفق...رغم أن خالد يكره طريقة تقبيلي لفيصل ودوماً ما يعايرني عليها.... ويقول بأنه هذه ليست بقبله بل إنها لمسه...
إلا أنني مصرة على تقبيل فيصل بهذه الطريقة

كنت أجلس بالقرب من فيصل وأتمعن في شكله وحركاته..أصبح الآن شديد الشبه بأبي..
ابتسمت حينما تذكرت مشاعل لا أعرف لما مشاعل لا تحب الأطفال وتكره القيام
بمسؤولياتهم لست أدري كيف ستربي أطفالها بالمستقبل...خصوصاً أنها تتمنى أن يكون
لديها الكـثــــيــــر من الأطفال...
ابتسمت حينما تذكرت ما قاله أخوها عماد عنها..
كان كثيراً ما يقول "بأن مشاعل حينما تكبر وتتزوج...وتسافر مع زوجها وطفلها للخارج..
ستعود لأرض الوطن وستقف في المطار لتقول لزوجها: أوف لقد نسيت طفلي بمطار تلك الدولة!! "
هههههه كانت مشاعل تغتاظ جـداً من حديثه هذا...







خرجت أمل بصحبة فيصل لزيارة جدتي وأمرتني بأن أقوم بترتيب الغرفة وغسل الأطباق والفناجين... بعد خروج زميل أبي
ها أنا أستمع لصوت رنين جرس الباب ....
يبدوا أن مشاعل أتت أخيراً
انتظروني سأذهب لاستقبالها...
فتحت الباب وابتسمت لها
سديم: هـــلا والله......بالنــور....هلا بشعلولة...توه ينور بيتنا

مشاعل: ههههه هلا فيك
عاد شوفي والله ما أعرف للتعبير زيك...زين أني نجحت بس

سديم: هههههه لا ما أبي منك غير جيتك..
تبين نجلس هنا بالحديقة وإلا ندخل داخل..

مشاعل وهي تسحب طرحتها الملتفة على عنقها بغير ترتيب: لا خلينا نجلس هنا بالحديقة.. بس خالد أخوك موجود

سديم: لا خلودي طالع

استرخت مشاعل على الكرسي ..
بينما دخلت أنا كي أعد القهوة لنا


أخذنا نتسامر بمرح...لا أعتقد أن من يجلس مع مشاعل سيبقى مكتئباً أبداً
مشاعل: تدرين وش أحلى شيء... هو أن شذى أجلت زواجها وما راح تتزوج بهذي
الإجازة

سديم: ما شاء الله لها الدرجة بتفقدينها

مشاعل: لا والله ودي تتزوج وأفتك منها..عشان محد يتأمر علي بالبيت
وعشان يجي دوري وأتزوج...
بس فرحانة أنها أجلت لأنه ما لي خلق أفصل فستان... خصوصاً أن اللي مثلي لا يمكن
تلقى شيء حلو بمقاسي...كل الزين للنحاف اللي مثلك.. يا حظك.. ودي بهاذي الأجازة
اخفف من وزني شوي..

قلت بشقاوة: شوي بس!
قصدك شويتين أحسن..

مشاعل: انقلعي يا عود الشجرة
يا ويلك تعلقين على سمنتي... أنا أتكلم عن نفسي إيه
بس أنتي لااااء

سديم: يا سلام
هذاك تقولين عني نحيفة وعود شجرة... وأحياناً تقولين عني إبرة خياطة

مشاعل: النحافة زينة...ومديحه موب زي السمنة

نظرت لساعة معصمي فرأيتها تشير للحادية عشر
مشاعل:وش بك مليتي مني...

سديم: لا والله بس ما رتبت مجلس الرجال
توه طالع من عند أبوي واحد من زملاه..... وبروح أنظف الغرفة بعدهم قبل ما تجي أمل وتسوي لي مشكله...

مشاعل: رتبيه إذا رحت موب الحين

قلت وأنا أمسك بيدها لندخل: ما تعرفين أمل إذا ما سويت اللي قالت لي على طول..تروح تشتكي لأبوي...
صح أنه ما عاد يهاوش أو يقول شيء بس ما ودي أتسبب بمشكلة بينه
وبين مرته..

مشاعل: تصدقين والله أني قايلة لأمي أني ما أرتحت لأمل من يوم شفتها أول مرة...

سديم: لا حرام عليك موب لها الدرجة........ مشكلتها بصراحة أنها مزاجية ومتقلبه..

مشاعل: المزاجية بنظري أخطر من اللي تبين العداء لك...
لأن اللي ما تبيك وتعاديك تتجنبينها وخلاص... أما المتقلبة ما تدرين كيف تتصرفين معها...

قلت وأنا أدخل المجلس: والله أنك صادقة....... الله يعينني..

مشاعل: الله متى أشوفك يا سديم عروسه
وتفتكين من هالـ هم
يا رب يصير زواجي وزواجك بيوم واحد...

حينما فتحت الإضاءة وجدت الغرفة مرتبة وكأنه لم يدخلها أحد... أطفأت الإضاءة وخرجت...
سديم: غريبة كل شيء مرتب

مشاعل: يمكن ما حاسوا شيء..

سديم: لا هذا صديق أبوي المميز.... يعني دايم إذا جانا ياخذ راحته...الجرايد منثورة..
وأوراق بكل مكان...
بس غريبة وين صينية القهوة والشاي

ولكن لم يطل تساؤلي فقد واجهتني أمل بوجه عابس...
أمل: وين كنتي

قلت وقلبي ينبض بشده: برى بالحديقة أنا ومشاعل

دخلت المطبخ فتبعتها وأنا أشعر بالخوف...
أمل: مين اللي رتب المجلس

قلت وأنا ابتلع ريقي: مــ ــ ا..... مـا أدري

أمل بغضب: أبوك قابلني وهو شايل الصينية.... وضاف كل شيء...والمجلس مرتب
أنتــــي ما تستحين تخلين أبـــوك يشتغل...

سديم: مـــا.... ما دريت

أمل وهي تغسل الأطباق: أقول انقلعي...

كانت عبرة ترتد بداخلي... وتريد أن تخرج...وعيناي ممتلئة بالدموع.. ما ذنبي إن رتب أبي
المكان أنا لم أطلب منه...
لم أفق من ألمي حتى أكملت تنشيف الأطباق والفناجين...
وقالت وهي خارجة من المطبخ
أمل:أنتي مستانسة مع بنت عمتك وأبوك خايف عليك مني ومرتب كل شيء
عشانك........... والله قلة حيــاء

دخلت مشاعل فسألتني عما حدث ولكن قبل أن أجيبها سمعنا صراخ أمل على أبي..
أمل: الحين ليه ترتب كان ناديتها تضف...يعني بنتك..بالأسم بس
وش هالدلال هذا...... والله أنك بتخربها
وبذكرك بهاليوم

أبي ببرود قاتل: وش فيك معصبه ما صار شيء خلي البنت تستانس مع بنت عمتها...
والله لو أني مسوي ذبيحة عشان تعصبين....

أمل: يا بردك...وإلا هالبرود على بنتك بس أنا لو أتأخر شوي بغداك قومت الدنيا على
راسي... وبعدين ليه تعودها على الاتكال كذا بتصير رفلا ما تعرف لشيء

أبي وهو يفتح التلفاز: يا بنت الحلال وسعي صدرك

ذهبت أنا ومشاعل للباب المؤدي للحديقة...
ولكن حينما أردنا فتح الباب لنخرج سمعنا صوت
أمل العالي صادراً من الأعلى وهي تقول: متى ربي يرحينا منها
محد منكد عيشتي مثلها..

ثم أختفى صوتها بعد أن أغلقت الباب بقوة
أبي: وجع.... بتكسر الباب ذي

مشاعل بصوت خافت وهي تعني أمل: قصدك متى خالي يرتاح منك أنتي

سدم: لا حرام عليك ما أبي أخوي فيصل يذوق اللي صار لي أنا وخالد

مشاعل: أنا ما دعيت عليها

خرجنا بعدها وأغلقنا الباب..
جلست بألم على أحد الصخور الكبيرة التي تزين الحديقة...
ووضعت يدي على خدي بضيق...
مشاعل: ويـــــن يا حلوه...
ويـــن رحت أنا...وسعي صدرك ولا تخلينها تخرب سهرتنا

قلت بضيق: إيه لأنك ما جربتي وتحسينها سهله

مشاعل: كأن اللي فيك فيني والله.... وعشان كذا بوسع صدرك
أقول وش رايك تجين معي... وتنامين عندنا اليوم لأن هالحيه بتصير معصبة هاليومين
وبتسبب لك مشاكل

لم أمانع حقاً كنت أريد أن أخرج من هذا الجو الكئيب وأرَفِه عن نفسي في هذه الإجازة البائسة...
سألت أبي ولم يمانع ولكنه لمح لي بأن لا أخبر عمتي عن أية مشاكل تحدث بالمنزل..

خرجت أجر خطاي البائسة
رغم أن مشاعل قريبة لقلبي إلا أني لم أكن أريد أن تشهد شيئاً
من لحن أمل العذب!!؟
من المحرج لي أن ترى تصرفات أمل وتقلباتها الصعبة..
التزمنا الصمت طوال الطريق..
إلا أن مشاعل لم تصبر على الصمت طويلاً فأخذت تتسلى بالاستهزاء بالمارة...

قضيت يومين عند عمتي البندري...
لم أكن أشعر بالفرحة...كنت ابتسم وفي داخلي لظى وأسى..
أن أحكي لمشاعل ما حصل لي أخف جرحاً من أن ترى بعينها ما حصل..


عدت اليوم للمنزل
حينما دخلت.. وجدت أبي وأمل في الصالة..يحتسون الشاي..ويتحدثون بهدوء..لم أكن
أريد أن اقطع تلك اللحظات الهادئة بينهما ولكن يجب علي أن أسلم قبل أن أصعد لغرفتي...
سلمت بهدوء شديد وقبلت رأس أبي
أبي: هلا ببنيتي..
هلا بسدومة.....أظلم البيت بدونك

قلت بخجل: الله يجزاك خير

سمعت أمل تهمهم بضيق واضح وهي تطرق برأسها وتحرك أصبعها بقوة على
طرف الأريكة..
صعدت لأعلى وأنا موقنة بأنها متضايقة من استقبال أبي..
حينما فتحت غرفتي شعرت بأن هناك شيئاً مختلفاً ولكن لم أستطع تحديد ما هو.. إلا أني تجاهلت الأمر
ولكن فور أن جلست على طرف سريري حتى سمعت نداء أبي...
جريت لخارج غرفتي ووقفت مقابل حدود السلم
سديم: سم يبه هذاني جايه

أبي: تعالي خوذي أخوك أمل بتسوي العشاء

سديم: إن شاء الله

عدت لغرفتي وأغلقتها ثم نزلت... أخذت فيصل الذي اشتقت له كثيراً
وبدأت ألاعبه..ولكن بعد أن أديت أوامر أمل أولاً
بعد دقائق اجتمعنا على طاولة الطعام..كان الصمت مخيماً
إلا أن أمل قطعت هذا الصمت حينما قالت وهي تحرك ملعقتها بالطبق بهدوء..
أمل: عبد الرحمن.... نبي شغالة أنا ما عدت أحتمل.. صح كنت أشتغل ببيتنا
وما عندنا شغالة بس على الأقل كان الشغل موب كله علي...

رفعت رأسي بدهشة هل هي من تقوم بخدمة المنزل لوحدها.. هل تركتها تعمل لوحدها
وأنا جلست أنظر لها باستمتاع....متى حدث ذلك...حتى في أيام امتحاناتي لم أكن أتركها
تعمل وحدها...

أبي: هذاي مقدم على الشغالة وأنت عارفة... وش الجديد الحين
وبعدين أتعاونوا على الشغل لين تجي

أمل: لا أنا خلاص ما أتحمل

أبي: ووش تبين مني أسوي أكنس لك ولا أغسل الصحون

أمل بضيق: لا .. جب شغالة مؤقتة

أبي بعجب واستهزاء: الحين موب أنتي اللي قلتي لي لاااا ما بي شغالة مؤقتة
تخوفني...... ما أدري من وين جاية..وما أدري وش بتسوي بالبيت وما أقدر أتأمر عليها
براحتي.. وأنها خطيرة.... وش الجديد الحين

أمل: ما فيه جديد بالكلام اللي قلته لأنه صح......
بس الجديد بالموضوع هو أن الشغالة تأخرت لنا شهر مقدمين وما جت..
والشيء الثاني... هو أني صرت أشتغل لحالي.. وبنتك تطلع وتتمشى وتخلي البيت
علي رغم أنها دارية أنه ما فيه شغالة

سديم: كلها يومين بس وإلا كل الأيام أنا هنا

أبي بضيق: لا حول ولا قوة
قولي من أول أن الموضوع عن بنتي..
أنا من زمان قايل لك بنتي ما تتحمل الشغل

أمل: يا سلام وأنا يعني اللي أتحمل الشغل

أبي وهو ينهض من الطاولة بغضب: ياخي ملينا وش هالعيشة
الموضوع ما لقيتي تفتتحينه إلا عند العشاء...

أمل: يعني متى تبيني أتكلم

أبي بصراخ: خلاص وش تبين الشغالة المؤقتة بكرى بتصير عندك
تبين شي ثاني بعد

أمل بهدوء: لا كثر الله خيرك

صعد أبي السلم بغضب وهو يقول: بروح أنام وأسمعيني لا تدخلين ولدك غرفة النوم إلا
وهو نايم خليني يوم واحد بس أنام بهدوء

أمل: الحين يومك زعلان وش ذنب ولدي تحط زعلك عليه

أبي بغضب: نعم

أمل: لا ما أقول شيء ........
أقول إن شاء الله أنت تامر أمر الله يسلمك..


وهذا ما حصل قدمت الخادمة في مغرب اليوم التالي..
وبهذا انتهينا مؤقتاً من تلك المشاكل المتعلقة بأعمال المنزل..
أتعرفون لما أمل كانت مصرة على عدم حضور خادمة مؤقتة إضافة للأسباب التي ذكرتها...
هو أن أب كان مصراً على إحضار خادمة مؤقتة لأنه يعرف أني لن أقوى على أعمال المنزل...ولكنها أصرت في ذاك اليوم أنني أستطع القيام معها بأعمال المنزل وأنه لن يحدث
لي شيء لو تناوبنا على ذلك...
بل إنها ستخرجني امرأة مميزة في نظرها لأنها ستجعلني ماهرة في القيام بأعمال المنزل ككل...


بعد أن قدمت الخادمة ذهبت لأنام عند أمي
كانت سعيدة بذلك خصوصاً أنني من مدة طويلة لم أنم عندها
سهرت معها كالعادة...
أمي الغالية ليست من النوع الصارم...بل إنها تستمتع بالاستماع لي..
كنت أحكي معها عن كل شيء حتى مغامراتي في المدرسة كنت أحكيها لها... وفي
المقابل كانت هي أيضاً تحكي لي عن طفولتها وعن دراستها...
قضيت وقتاً رائعاً عندها... أستقي من نبع حنانها العذب..
أصرت علي في تلك الليلة أن أنام بجانبها وتحتضنني...
فهي مصرة على أني لم أكبر بعد.... وأنني ما زلت صغيرة بنظرها!!
.
.
يا نبع الحنان أنتي
يا دفء الجنان أمي
كم يسليني صوتك الحاني
ويبعث السعد في قلبي ويرويني

في بسمة منكِ يعم أنسي
وفي سحر عينيك أرى شمسي
وبلحن شدوك..يرتد همسي

فلا يوفي لكي حرفي
ولن يوفي أيا أمي

فنبع حنانك
أكبر
ودفء جنانك
أكثر
.
.
.
.





تتالت الأيام وليس فيها أي جديد... غير أنني حضرت زواج أبن أخت أمل..
ممم كان زواجاً رائعاً..
سعدت فيه كثيراً... كذلك يبدوا أن أخواتها وزوجات إخوتها كانوا في منتهى الطيبة..
خصوصاً علياء زوجة أخ أمل الكبير كانت متواضعة جداً وطيبة..
أصرت كثيراً علي بأن أقوم للرقص.. ولكني رفضت إلا أنها سحبتني بشدة ودفعتني
لمنصة الرقص..وقالت أرقصي من أجلي...ههههه لا تصدقوا لم أرقص..تظاهرت أمامها
بأني سأرقص إلا أني عدت فور ذهابها لمقعدي..

حينما عدت للمنزل دخلت أمل غرفتي لتستهزئ بخلق الله...
هل نظرتي لفلانة كانت تبدوا مضحكة وفلانة في هذا الزواج قبيحة وفلانة لا تعرف
شيئاً بالأزياء والموضة.. وفستانها وأكسسوراتها كانت في منتهى القبح والرداءة...
وحينما أقول لأمل استغفري ربك تقول لي بأنها تشفق عليها وتود نصحها لكي
تبدوا جميلة!!!
عجباً إن كان هذا هو إشفاقك...

أما حالي مع أمل فكان دوماً في مد وجزر مرة تكون طيبة... ومراتٍ تكون متوحشة
ومتقلبة... أحياناً أشك بأن هناك من يقوم بدفعها وتشويشها علي..
ولكن لا أظن هذا فهي كثيراً ما تحاول التفريق بين أبي وعمي بدر..
وأحياناً ما تقوم بتشويشه على جدتي أيضاً..
وهذا يدل على أن تقلباتها تندفع من داخلها على ما أعتقد...
لن أطيل...عليكم...
فأنتم ستعرفون أمل من أنفسكم...
يا إلهاي خالد تأخر كثيراً والساعة تشير الآن للواحدة والنصف...
أتصلت به كثيراً إلا أنه لا يرد على اتصالاتي...
بدء الخوف يتخللني.... فليس لي أخ سواه...أخ بمعنى الأخوة
أعرف ما ستقولونه وماذا عن فيصل... سأقول بالطبع لا أحد كخالد أبداً
يا رب الساعة الآن الثانية إلا ربع وأنا هنا وحدي أشعر بالخوف عليه..
فأبي لم يعد يهتم بتأخره...كان سابقاً يجن جنونه إن تأخر خالد.. وينصحه ولا ينام حتى يتأكد
من عودته... أما الآن لم يعد يهتم أبداً.. وكثيراً ما يكرر مللت من نصحه هو يعرف مصلحته...
صحيح ما يقوله أبي... ولكن خالد لتوه تخرج من الثانوية فهو ليس بحجم الرشد الذي يمنحه أبي له...
ماذا لو انجرف مع فئة سيئة..

انتبهت من شرودي حينما سمعت صوت دخول سيارة خالد في ساحة المنزل..
فتحت الباب وجريت لحضنه..
سديم: حرام عليك.. تخوفني عليك..الساعة ثنتين وتوك تجي

خالد: هههههه سديم أنا موب صغير تخافين علي
وبعدين وخري عني أنتي بعد موب صغيرة
والله أنك فشلتيني عند الشباب بكثرة اتصلاتك... أخر شيء حطيته على الصامت وارتحت..

قلت بخجل: ما لي دخل أنت أخوي وأبوي وكل أهلي..

خالد: لا عيب عليك سديم تقولين عني أبوك..مهما قصر يظل أبونا

سديم: أنا ما قلت هالكلام من عندي أبوي هو اللي قال كذا يوم كنا عند جدتي...قال أن خالد مثل الأبو لسديم..

خالد: مثل الأبو إيه بس أبوك لا

سديم: هههههه أكيد منتب أبوي...
عاد لا تصدق نفسك أبوي ما مثله أبو

خالد: هههه كل فتاة بأبيها معجبة
وبعدين ليه ما نمتي

سديم: وش لون تدخل للبيت إذا نمت
أمل تقول قفلوا الأبواب قبل تنامون وتزعل إذا شافتني مخلية باب مفتوح لك.. تقول خطر
وأنه موب ذنبنا إذا تأخر خليه ينام بالملحق عشان يتوب وما عاد يسهر..
وإلا أنك تحملي واسهري عشانه...

خالد: عادي ما فيها شيء خليني أنام بالملحق..
أصلاً أنا أفكر أني أعزل نفسي بالملحق.. مليت من مشاكل أمل
تتقلب وتبينا نوافق هواها دايم... ترمي كلام وتقل أدبها ثم بعد كم يوم تدلع وتحاول ترضيني بطريقة غير مباشرة وتبيني على طول ابتسم بوجهها...

سديم: بس ما شاء الله.... واضح أنها تحبك
موب زيي ما أدري ليه تكرهني لهذي الدرجة

خالد: صح أنها باين أنها تحبني أكثر منك ..
وهذا طبيعي لأنك مره زيها وهي تبي كل الاهتمام لها..
لكن هذا ما يعني أنه ما عندي كرامة وما أحس.. لا صارت رايقه تدلع وتميلح وتمصلح..
وتصير ما فيه أحسن منها...
ولا صارت مقفلة ذاك اليوم وزعلانة تحط حرتها فينا وتبينا على طول نرضى...
أنا صح أني أماشيها على حركاتها... بس والله كله عشان أبوي...

سديم: خلاص أسكت والله لو تسمعنا تسوي لنا مصيبة

خالد: والله أنك صادقة... يا الله أنا بروح أنام

سديم: لا ما لي دخل بتسهر معي يعني بتسهر معي

خالد بابتسامة: طيب تعالي معي لغرفتي وسولفي علي هناك..لين أنام
ولا نمت عاد انقلعي لغرفتك

أعتقد أنكم الآن قد عرفتم من هي أمل... فلا أعتقد بأنه سيختلف اثنان على نوعية أمل....
أمل الآن تتصرف كأي زوجة أب سيئة..
ولكن لنقل الحق... فهي حتى الآن لم تظهر الكره التام لنا... ولكن هذا هو غالب تعاملها معنا..فحتى تناقضها يغلب عليه التعامل السيئ...
صحيح أنها تتعامل جيداً حينما يكون جوها صافياً ولكن الأغلب هو ذاك الجو العكر..
نسيت أن أخبركم أن خالد تخرج بنسبة 94%..
كان يريد أكثر من هذه النسبة ولكنه سعيد بها...
أتعرفون أشفقت عليه كثيراً حينما تخرج... كانت نسبته رائعة إلا أنه لم يحصل على أي دعم
أو مكافأة من أجل ذلك...
بعكس أقرانه الذين كانوا أقل من نسبته إلا أن أهلهم احتفلوا بهم وأقاموا المناسبات من
أجل ذلك...
وأول أولائك... هو عمر أبن خالي أحمد... فقد وضع له خالي حفلة كبيرة لمناسبة تخرجه
من الثانوية رغم أن نسبته لم تتجاوز 83... ومنحه سيارة جديدة..
أعرف أن خالد ليس طماعاً ولا يريد احتفالاً كذاك الاحتفال... إلا أنه كان يتمنى فقط أن يرى معالم الفرحة بعيني أبي...حتى لو كان اجتماعا عائلياً مختصراً..لا أقل ولا أكثر....
ممم لست أدري بماذا سيتخصص...ولكن سنعرف هذا قريباً

شارفت الأجازة الصيفية على الانتهاء..ولم يتبق لنا سوى أسبوعان...لم أنسى تلك
الأيام التي كنت استعد بها للعام الدراسي الجديد...
أذكر أنني طلبت من أمل أن تذهب معي للسوق إلا أنها رفضت بجفاء..
كان تعاملها سيئاً جداً في تلك الفترة لم أرها متغيرة علي بتلك الشدة كما حدث في تلك الأيام..
لم أدقق في السبب الذي دعاها لذلك..
لأن خالد نصحني بأن لا أهتم لأي شخص يغضب مني دون مبرر...
ونهاني عن الاعتذار إذا كنت متأكدة من أنني لم أخطئ..
وفعلاً كان رأيه حكيماً... خصوصاً أنني حينما كنت أسترضيها وأعتذر لها كانت تتمادى أكثر بالإساءة لي..
بل أنها تصدق أنني دوماً المخطئة...
المحير في الأمر... هو أن مشاعل لم تعد تتصل بي..
ولم أعد أراها....حتى حينما أتصل بها ترد عمتي بجفاء وتقول لي بأن مشاعل لا يمكنها محادثتي...
أذكر ذاك اليوم الذي أتصلت به على مشاعل فرد والدها..وعندها اضطرت لمحادثتي
لأنها كانت لا تريد أن يشعر أباها بشيء..
أتعرفون أشعر بأن شيئاً في داخلي تحطم وانكسر..
سديم: السلام عليكم

مشاعل بجفاء شديد: هلا

سديم: وش فيك مشاعل

مشاعل: ما فيني شيء عندك شيء

سديم: لا..... بس وش فيك

مشاعل: المفروض أنك فهمتي من البداية وما دقيتي ثانية..
سديم خلاص لا عاد تدقين ثانية علينا....
أنسي أن لك بنت عمة أسمها مشاعل..
وأنسي أن لك عمة أسمها البندري...

سديم: مشاعل...... مشاعل وش فيك فهميني ليه

مشاعل: خلاص أنا بسكر السماعة أما ليه فأنتي تعرفين السبب بالضبط
وبصوت باكي: ورجاءً أنسيني

سديم: مشاعل لا تسمعين لها أكيد هي اللي خربت بيننا..
مشاعل يكفي أنها خربت حياتي هنا...لا تخلينها تخرب اللي بيننا
مشاعل الله يخليك

مشاعل: أنا قلت اللي عندي
مع السلامة

سديم: مشاعل اسمعيني...مشاعل

ولكنها أقفلت السماعة....
أشعر بأن شيئاً ما قد حصل...الكل تغير علي..حتى عمي بدر...ذو القلب الأبوي الحاني... استقبلني بالأسبوع السابق استقبال سيئاً وسلم علي بجفاء شديـــــد وحــــــــارق!!
ما الذي يحدث.... ما الذي حصل؟؟؟
أذكر أني قضيت تلك الليلة...ببكاء بلل وسادتي..
وأنا أردد( حسبي الله عليها إن كانت هي السبب بالتفريق بيني وبين مشاعل)


بعد أيام من هذا الحدث..كان هناك حفلة مقامة لأبن أخت أمل بمناسبة عودته من شهر العسل..
طبعاً أمل لم تدعوني ولكنها قبل شهر سألتني إن كنت سأذهب إلا أني رفضت لذلك
هي لم تكرر دعوتي..
ولا أعتقد أنها ستكررها خصوصاً مع غضبها الطارئ...
أتعرفون منذ أسبوعين وأنا لا أرى أبي ولا حتى أمل إلا في وجبة الغداء..
حتى العشاء لم نعد نجتمع عليه..
ولم أرى أبي إلا حين مروره بالمنزل فقط!!
لا أعرف ما الذي حدث... وما الذي ارتكبته..


في يوم تلك الحفلة ..خرجت أمل بكامل زينتها وبصحبتها فيصل الذي اشتقت له رغم أني أعيش معه بمنزل واحد..كان خالد ذاهباً في رحلة لمدة يومين مع أصدقائه..وسيعود
في الغد..
في الساعة الثانية ليلاً كنت أجلس في الصالة وأشاهد التلفاز إلا أنه كان هاتف المنزل
يرن بإزعاج وحينما أرفعه لا أسمع شيئاً ثم أقوم بإغلاقه وهكذا..
توقعت أنه شخص مشاكس..خصوصاً أن الرقم كان غريباً..
حينما مللت رفعت سماعة الهاتف وتركته مشغولاً
في الساعة الثانية والنصف أغلقت التلفاز وذهبت للنوم...
كان قلبي منقبضاً لا أعرف لما... نمت وأنا أشعر بخوف لا أعرف مصدره..



وحين الفجر..دخلت أبي علي بغضب
أبي: سديــم.......سديـــــم

قمت فزعة: سم يبه

أبي: سماعة الصالة ليه مرفوعة من أمس..

سديم: كان فيه واحد يلعب وأزعجني
بعدين رفعتها...لكن نسيت أسكرها

أبي: لا هذي أمل وتقول أني أقول ألو سديم عطيني أبوك وتسكت ما ترد علي
وآخر شيء تسكر السماعة بوجهي..

سديم: لا والله ما سمعت أحد أصلاً اللي كان يتصل ما كان يتكلم
وبعدين رقم الجوال ما كان رقم أمل

أبي: كانت متصلة من جوال أختها... شفتي وش سويتي سببتي لنا مشكلة
الحين بتفهم أنك ما تبينها أو متتقصده

سديم: وشلون متقصده وأنا أصلاً ما أعرف أن هذا رقمها

خرج أبي ولم يرد علي...إلا أنه دخل علي بعد 5 دقائق..
أبي: شفتي اللي خايف منه صار...
مرسلة لي رسالة تقول لي فيها إذا كنت تبيني تعال خذني من بيت أخوي

سديم: أنا ما قصدت والله

أبي: هي الحين وشلون بتفهم
الله يستر
الله يعينني بس على المشاكل..

كان قلبي ينبض بشدة.... لا أرتاح لفترة حتى تنكب المصائب علي من جديد... آه يا قلبي العاني...



في ظهر ذاك اليوم...أو قريب من العصر
دخلت أمل.. وعرفت هذا رغم أني كنت بغرفتي..بسبب الصوت الصادر من (كعب) حذائها..
حتى وصل صوت سيرها أمام باب غرفتي..
ثم فتح الباب بشدة حتى أرتطم بالجدار وأصدر صوتاً عالياً..
أمل بصراخ: يا خبيثـــــــــــــة
يا قـلـيـــــلة الأدب........... يا اللي ما تربيتي
ليش تسويــــــــن كذا... فهميني ليــــــــه

.
.
.
.
.
.

نهاية الجزء الحادي عشر

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
قديم 07-05-08, 03:43 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 6363
المشاركات: 54
الجنس أنثى
معدل التقييم: الروح عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الروح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

يعطيكي العاقيه000ولا تطولي علينا

 
 

 

عرض البوم صور الروح   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكاتبة بسمة جراح, ابدعتي يابسمة, سحابة دخان للكاتبة بسمة جراح, قصة رائعه تميزها واقعيتها, قصة رائعه وكاتبة متألقة, قصة سحابة دخان
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:42 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية