لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-05-08, 07:06 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اقدار مشاهدة المشاركة
  
اووووه


لاااا مااصدق


من جد مفاجأة ولا اروع


بسمة جراح عندنا ..؟؟؟



وصارت اقرب ..!!!



يامرحبا تراحيب المطر والسيل


ومرحبا هيل عد السيل ..


اسفرت وانورت بهالحضور الرائع وصاحبته اللي تدخل للقلوب من اوسع ابوابها ..


كاتبة رائعه وقارئة جميلة وصاحبة قصة استحوذت على اهتمام وقلوب كثير من القراء ..


حياك الله يابسمه


من جد فرحت بوجود اسمك وروايتك وقربك ..



ليلاس المنتدى الذي يشرع ابوابه لكل موهوب

ولا يكبح جماح الابداع ابداً ..

ومن ينتمي لن يخسر ابداً ..


ثقي بكلامي ..





اهلاً بكِ بسومة اختاً عزيزة وغاليه ثم كاتبة متألقه .




ودي مقروناً بباقة نرجس لهذا الحضور الذي اسعدني





سعودية وكلها عز ..

روحي ياشيخه الله يسعدك ويجعلك دوم بعز ..

من جد الف شكر لهالدعوات الطيبة لهالناس الطيبة ..






كم أحرجني ترحيبك..
الذي كان فوق ما استحقة..

مرحبــــاً بكِ أخيــه..

حقيقة..هربت مني الكلمات..
ولن تسعفني أحرفي على ترتيب جملة.. قد تعبر عن ما يكنه
القلب اتجاهك...

فلا توفي الكلمات مقدار فرحتي...بردك..وترحيبك
وأسأل الله ان أكون عند حسن ضنكم

يكفيني أن اقول..
جزاك الله خير..
على ترحيبك..ودعمك الرائع




أختكِ..
بسمة جراح

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
قديم 04-05-08, 07:24 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Saint

 

(7)
الجزء السابع
"ســـــراب"

دخلت غرفتي.... ثم أغلقتها... وأدرت المفتاح
أريد أن أبكي أصرخ بملئ فيّ..
وأن أخرج هذا الكم الهائل من آهاتي المتراكمة
ولكن.......... لم أبكي... لم تنزل أي قطرة من دموعي...بعد أن بكيت وأنا أواجه الأمر....

هل أنا من سلبتها فرحتها.... أم هي من سلبتني الفرحة...
ذهبت بسلام الله لأمي.... وعدت فوجدت بركاناً ثائراً بالمنزل...
وددت لو أني استطعت أن أسدل شيئاً من دموعي التي تحجرت في مآقيها..
ترى هل الموضوع يحتاج لهذا الهجوم الغاشم.... هل ثورة أمل قبل قليل.. كانت مفتعلة
كي لا تتعرض للتأنيب من قبل أبي... هل يعقل أنها تغار أو تحقد على أمي
ولذلك غضبت من ذهابي لها...
لم يمر على وجود أمل معنا سوى 3 أشهر والآن...أرى بأن حربها قد بدأت تظهر عياناً....
لا تقولوا بأني أتعجل الحكم.... لقد مللت من كثرة الأعذار التي اختلقها من أجل أن أبرر
مواقفها لنفسي... ولكن ما عدت أحتمل أكثر..
أعتقد أني أكذب على نفسي...كي أقلل من حدة شعوري بالأسى...
تعبت وأنا أكرر.............هل أنا حساسة.... أم أن هذه هي حقيقة أمل..



كانت واحة رائعة
أو هكذا صورتها
بمخيلتي..
مياه عذبة
وبساط أخضر..

واحـة..
تزهو بجمالها
على رمال
الصحراء الذهبية...

حثثت الخطى...
وشحذت الهمم...
ومضيت قدُماً..
فوجدتها...
مجرد
ســـــــراب!!


مددت سجادتي... ووقفت بين يدي ربي أناجيـــه..... أبث له شكواي..وجراحي.. وحالي.. وآهاتي..غرقت في دموعي.. وجفت شفتاي..
وتتبللت وجنتاي بسيل من دموعي التي أسدلت دون توقف تتنظر عون ربها وفرَجه..
ألقيت بهمومي بين يدي إله لن ينساني... لن يتركني.....سيكون معي... وبإذنه وقدرته
سيفرج كربي...ويصلح حالي..

انتهيت من صلاتي... رفعت سجادتي جانباً..
فسمعت طرقاً على باب حجرتي..
سديم: مين

خالد: أنا خالد

أدرت المفتاح... وحركت المقبض...
سديم: هلا

خالد: سديم وش فيك... والله ما تستاهل هذي دموعك... على بالها هي اللي بتتأمر
بطلعتنا ورجعتنا تخسي.. دام أبوي موجود هي ما لها دخل..

سديم: بس أبوي موافقها على اللي تسويه

خالد: وحتى لو كان أبوي موافق.... أنا ما اقبل أحد يتحكم فيني

سديم: خالد... لا تدخل نفسك بالمشاكل عشاني..الله يخليك.. أنا مستعدة
أستسمح منها وأحب راسها...

خالد: والله ما أوطي راسي لمخلوق ولا أسمح لأحد يخطي على أختي دامي موجود...
ويا وليك أن دريت أنك سويتي كذا
لكن ما قلتي لي... وش اللي صار بالضبط يوم دقيتي على البيت...

سديم: اتصلت بعد صلاة الجمعة على البيت وكان الخط مشغول له مده وآخر شيء ردت أمل...دقيت أول مرة
وقالت لي أبوي ما جاء... دقيت ثانية فردت وهي متضايقة وقالت لي
أبوي ما جاء..فيوم جيت أسكر السماعة عشان أدق بعدين ...زعلت وقالت ليه أنا ما يصلح تقولين لي...
يوم قلت لها أبي أبوي يمرني...قالت مشغول..موب فاضي... بعدين قالت
خلاص بقوله..وكانت مرة متضايقة أو معصبه...
بصراحة انتظرت لي شوي ثم دقيت على عمي...

خالد: الساعة كم دقيتي..

سديم: بعد صلاة الجمعة بربع ساعة..

خالد: غريبة يعني من أول اتصال لك على البيت كان أبوي موجود..

سديم: طيب ليه أنت ما رديت على التلفون

خالد: هي قالت لا ترد أكيد المتصل أهلي ... أنا اللي برد

سديم: يعني عارفة يوم أني اتصل مرة ثانيه أنها أنا وبتغبي عليكم
حسبي الله عليها..

خالد: والله شكلها ميب سهلة هالأمل
بس حرام عليك عاد لا تدعين عليها مسكينه اللي فيها كافيها..

سديم: صادق...لكن المفروض تكون طيبه يوم أنها ذايقة من المصايب..

خالد: لا تتشمتين...

سديم: استغفر الله..... أنا ما اتشمت... لكن أنا دايم إذا غلطت على أحد
أقعد أفكر فيه وأرحمه...
لأني ذايقة من الهم..

خالد: موب كل الناس كذا
المهم أنا أشوف أنه صار ضروري أسوق سيارة... والا وش رايك

سديم: يا ليت والله

خالد: خلاص أنا بكلم أبوي بالموضوع......وأنتي إذا هدت الأمور روحي قولي له هو ما يرد لك طلب...

سديم: ذاك أول

خالد: لا يا سديم هذا مهما كان أبونا ويحبنا..... بس يمكن الزوجة تأثر عليه

سديم: والله خايفة أنك إذا تزوجت أنت بعد زوجتك تكرهني وتبعدك عنا..

خالد: تخسي اللي ما تبي أهلي.... تنقلع لأهلها..
أنت لا تخلين المشاكل تأثر عليك..ذاكري واجتهدي... الاختبارات قربت..

سديم: إن شاء الله

.
.
.
.
.


بعد يومين من المشكلة تحدث خالد مع أبي بخصوص السيارة... ولكن رده كان ككل مره... "الرفض"
وبعد أسبوع ذهبت أنا له قبلت رأسه... واعتذرت منه.. أعلم أن سبب غضبه مني غير
منطقي... وغير مقنع ولكن رغم هذا يبقى أبي..لا أريد إغضابه مني..

سديم: آسفه يبه إن كنت ضيقت صدرك بشيء

أبي: لا يا بنيتي الأبو ما يآخذ عياله عند أول غلطه... لكن أنا ما أبيك تحطيني بموقف سيء
عند عمانك... أنتي عارفة أن جدك كل مرة يوصيني عليكم رغم أني أبوكم... فأي غلطه تسوينها..بيظنون أني مقصر معكم... وهذاني قدامكم.... قصرت عليكم بشيء... ملابسكم وحياتكم ومصروفكم من أحسن شيء ولله الحمد...

وددت لو أني قلت له... بأننا نحتاج للحب والحنان والعطف والإهتمام أكثر من حاجتنا للمال...

سديم: جزاك الله خير يبه... أنا آسفه... سامحني

أبي: يا بنيتي أنا ما زعلت عليك عشان تطلبين مني أسامحك...

سديم: بس أنت يبه من أسبوع ما تأكل معنا لا غداء ولا عشاء... عشان كذا أنا خفت أنك
زعلان منا...

أبي: لا من ناحيتي ما زعلت عليكم.... بس خالتك أمل تعبانة شوي ونفسيتها موب مرة...
لكن لا تخافين ما راح تستمر كذا..... إن طولت كلها شهر أو شهرين بالكثير

فتحت عيناي على وسعهما..... وهل شهر أو شهرين يعتبر قليلاً

عم الصمت للحظات حتى قلت لأبي..
سديم: يبه.... أبي أطلب منك طلب بس لا تزعل مني...

أبي بابتسامة: قولي وش عندك........ تبين فلوس

سديم: لا................ ودي...... ودي أنك تخلي خالد يسوق

تجهم وجه أبي...
أبي: وليه أنتي اللي تتكلمين ... أخوك مرسلك تقولين لي هالكلام

قلت بخوف: لا أنا ودي يسوق..... عشان.... ما نحتاج لأحد..

أبي: أخوك صغير ولو وقفت على كذا كان جبت سواق..... بس أنا إلى الآن ما أشوف له
حاجة أنا بقوم بمشاويركم... وأما روحاتك لأهلك... فشوفي خالك... أو خالتك يمكن
يقدرون يرسلون أحد وإذا تأزمت عمك بدر يوديك...
لأن خالتك أمل صعبه عليها تتحمل أني أوصلك لأمك...
لكن إن خالد يسوق قبل ما يطلع من الثنوي لا... ووصلي هالكلام لخالد...
ورجاءً لا عاد تتعاونون أنتي وأخوك ضدي..

سديم: لا يبه حنا عيالك وما نتفق ضدك...

أبي: أنا موب أعمى وأشوف بس أسكت... لكن هذا موب معناته أني موب حاس باللي
يصير

سديم: يبه... والله

قاطعني..قائلاً
أبي: أقول... لا تكثرين الحكي.... روحي وصلي كلامي لخوك

ثم نهض وسار خارجاً من المنزل...

يا رباه........... ما هذه الأفكار التي برأس أبي..... هل نحن نتآمر ضد والدنا......ترى....
هل أمل من زرعت هذه الأفكار السخيفة في عقل أبي... عجباً يربينا سنيناً....
ثم يأتي بظرف عدة أشهر ويبدأ بالشك بنا...

صعدت درجات السلم فقابلت أمل في منتصفه... لكنها استمرت بنزول السلم
حتى دون أن ترد سلامي...أو حتى تلتفت....
حقيقة أفكر في أن أتأسف منها كي يزول هذا التشويش الحاصل بالمنزل ولكني مترددة........... كلام أبي قد أخافني هل من أجل هذه المشكلة البسيطة سنظل
نأكل وحدنا أنا وخالد ونعيش وحدنا...لمدة شهر أو شهرين كما قال أبي..........
مممم لكن عدوني أن لا تخبروا خالد بتفكيري بالاعتذار من أمل... وإلا سيغضب مني..

دخلت غرفتي ثم استلقيت على سريري أسرح في فكري وأحزاني...
ترى هل اعتذاري منها سيصلح الأمور وستعود المياه لمجاريها... حتماً أبي
سيسعد عندها وسيثق بأني أبحث عن راحته وسعادته....
إذن سأفعل هذا من أجل أبي..... نظرت للساعة مممم بقي على عودة خالد ربع ساعة... أستطيع أن أذهب وأعتذر من أمل قبل عودته...
نهضت بسرعة... طليت على مرآتي لأتأكد من ترتيب شعري... وذهبت لأنزل وأنا أسابق الريــح....
حينما وصلت لآخر درجات السلم..... رأيت أمل تتحدث بالهاتف..... أوه أمل عندما
تمسك بالهاتف لا تغلقه إلا بعد نصف ساعة... علي أن أنتظر...
سرت بخطوات بطيئة.. وجلست على أحد المقاعد القريبة منها.. رأيتها تبعد
السماعة عن أذنها وتقول..
أمل: لحظة شوي هديل...
ثم التفتت لي وهي عاقدة حاجبيها....وقالت
أمل: نعم تبين شيء..

ابتلعت ريقي.. وأخذت نفساً..ثم قلت
سديم: آآآ.... إيه أبي أكلمك...

أمل: وش تبين... ترى راسي مصدع

سديم: لا خلصي مكالمتك وبعدين..أقول اللي أبي

أعادت أمل السماعة..
أمل: هديل حبيبتي أكلمك بعدين....... أوكي عمري
ههههههههه سلمي لي على أمك..

ثم أغلقتها..........
أمل: هاه وش عندك........ بسرعة بشوف العشاء

سديم: خالة أنا ........... بس أبي أقول... أنه أنا آسفه على اللي سار
أنا ما كنت أقصد إني أسيء لكم..

أمل: ما له داعي تعتذرين أهم شيء الفعل يا سديم...
يمكن أنتي ما تدرين أنك غلطتي...... بس فكري فينا ما لنا إلا كم شهر بس وبدوا الناس يتدخلون فينا.........
حزنك هذا اللي ما له داعي.. على أيش أنا ما كد ضربتك...
أو حرمتك من شيء... إذا رحت أنا وأبوك لجدك خالد يقعد يسألنا عنك..
ويتطمن كننا موب أهلك...
ويوم جت أختي منال قبل شهر... كنتِ قاعدة معنا ومحزنه... حتى أنها قبل
ما تطلع وصتني عليك.. كني مجرمه.. عرفتي وش سويتي... حتى أهلي قاموا يوصوني عليك...
عمك بدر...كم مرة يلمح لأبوك أنه مستعد يقوم بحاجاتك... لأنه خايف أننا نقصر
أو نتضايق منك يعني يرضيك هذا...ليش يسوون كذا رغم أننا حنا أهلك والمسئولين
عنك.. لكن هم ما تدخلوا إلا وهم حاسين أنك حزينة...
واللي قاهرني يا سديم أني ما قصرت معك... أشتري لك... وكل ما شفت
شيء عجبني أبديك على بنت أخوي رغم أنها غالية علي...

سديم: أنا آسفة..

أمل: لا سديم أنا ما أقول الكلام هذا عشان تتأسفين.......... أنا أبي منك فعل..
يعني ما له داعي تبينين للناس أنك حزينة وبائسة ومسكينة..

سديم: إن شاء الله

ابتسمت أخيراً أمل... ثم قامت وهي تقول
أمل: خلاص أنا بروح أشوف العشاء....
وذهبت متجهة للمطبخ.......

نهضت .... أريد الخروج للحديقة أشعر أن حملاً قد انزاح عن كاهلي...
فوجدت خالد ممسك بحافة السلم ويقف قريباً منه ...ينظر لي بصمت وتحديق...
بدأ قلبي ينبض بشدة وابتلعت ريقي...
سديم: آآآ.. هلا خالد متى جيت...

ظل ينظر لي لثواني...ثم قال
خالد: من يوم قامت أمل من عندك مبتسمة...
ثم أدار ظهره لي وصعد السلم.....

صعدت السلم خلفه... وأنا أناديه...
سديم: خالد رد وش فيك...

حين وصلنا لطابق العلوي..التفت لي وسألني...
خالد: وش اللي قاعد أشوفه تو

قلت بابتسامة: خلاص تصالحت مع أمل...

خالد وهو يضيق عينيه: هي نادتك..

سديم: لا......... أنا رحت أتأسفت منها..

زم شفتيه مستهزأ بي .. ثم سار متجهاً لغرفته..

تبعته..
سديم: خالد أنت زعلان مني..

خالد ببرود قاتل: لا هذا شيء راجع لك...
ثم أغلق الباب بوجهي....

تنفست بعمق .... كي لا أدمر فرحتي... وعدت نازلة من السلم..
خرجت للحديقة بعد أن ارتديت معطفي...... وأخذت أستنشق هوائها العذب...
وأستمتع بجوها العليل.... الجو بارد الآن ... ولكنني أحب الخروج والهواء البارد
يرتد على وجهي... ههههههه.... أشعر وكأني أطير...
طلت أمل من الشباك الكبير الذي يتوسط الصالة... ويطل على الحديقة..
أمل: سديم....... أدخلي برررد.... وش مطلعك

سديم: الجو روعة

أمل: لا تمرضين منه.... أدخلي

سديم: إن شاء الله...
حركت قدمي متجهة للباب الداخلي... وأنا أسير ببطئ وأستمتع بتلك النسمات الرطبة والباردة... يبدو أنها ستمطر...
رفعت رأسي لسماء... فسمعت صوت دخول
سيارة أبي... توقف أبي..ثم نزل.. والتفت لي..
أبي: سديم!!
وش مطلعك بهالبرد...... خبلة أنتي... يا الله أدخلي لا يلفحك البراد...

ابتسمت بخجل: سم يبه..

أقترب مني أبي... ثم لف يده حولي... وأدخلني معه بمعطفه...
شعرت بالدفئ..الحسي... والمعنوي..
أبي: تبين شيء يا بنيتي ناقصك شيء...

سديم: لا ما أبي شيء..

أبي: أجل ليه طالعة بهالبرد... تحترينني..

سديم: لا بس كنت أتمشى...

أبي: فيه أحد يتمشى بالبرد... لا عاد تطلعين ثم تمرضين علينا..

وصلنا المدخل...فبدأ قلبي ينبض بشدة... ربما لو رأتنا أمل ستغتاظ.. .
وستعود لمقاطعتي.... خصوصاً أن أبي يحدثني تارة ويضمني بيده تارة أخرى....
كم منحتني هذه اللحظات السعادة والدفء والأمان....... ومشاعر عدة كنت أفتقدها...
ولا استطيع حصرها..
وصلنا لصالة الداخلية ثم تركني... جلست قليلاً...حتى أتت أمل ثم ابتسمت لنا وقالت...
أمل: يا الله العشاء جاهز قوموا...
ثم ذهبت عائدة للمطبخ...
هههههه حقاً تنفست الصعداء حينما رأيت ابتسامتها... لا تلوموني..
حقاً إني أخاف من غيرتها وحدتها.. التي لا تنتهي...

اتجهت أنا ووالدي لطاولة الطعام...ثم سألني وهو يخفض رأسه لي..
أبي بابتسامة: وش أنتي مسوية..

بادلته الابتسامة: ما سويت شيء بس اعتذرت منها...

أبي: ونعم وأنا أبوك...

ابتسمت وأنا أسحب المقعد لأجلس... ولكن أبي طلب مني أن أنادي خالد
ليتعشى معنا..........
شعرت بتردد خالد قليلاً ولكنه في النهاية نزل معي وتناولنا طعام العشاء
معاً كانت ليلة سعيدة...
ممتعة إلتم شملنا وعدنا نجتمع
بألفة.... وحب... أو هذا ما شعرت به..
بعد العشاء..صعدت لغرفتي ولكني اتجهت لغرفة خالد أولاً... أخبرته بموقف أبي
حينما حادثته عن موضوع القيادة للسيارة...
وأخبرته بأني اعتذرت من أمل لأن أبي قال بأن مدة غضب أمل
ستستمر لمدة شهر أو شهرين ...
حقيقة لا أحتمل البقاء لهذه المدة... ولكني فوجئت حينما أخبرني
خالد بالسبب...
خالد يهز رأسه باستهزاء: الحمد لله يا غبية أبوي يقصد أنه عشان أمل حامل
هي تصير حساسة من
كل شيء فهو يبين لك أنه يمكن تصير كذا مقفلة بس مدة شهر
أو شهرين مدة وحامها..
يعني سبب ذيك السخافة اللي سوتها أمل ذاك اليوم..حملها موب رجعتك مع عمي....
أنا كنت حاس أن الموقف ما يستاهل كل هالزعل...لكن ما اقتنعت أن الحمل يأثر
لهذي الدرجة...
الظاهر إنها ما كانت تبيك ترجعين بدري للبيت..

صعقت من هذا الخبر... مممممم هل سأنتظر المزيد من المشاكل فقط لأن أمل حامل وستتضايق من أي شيء...
وهل أبي كان يعلم مسبقاً أن الموضوع لا يستحق
هذا الغضب من أمل...ولكنه جاراها وقام بتوبيخي لإرضائها!!
حسناً أنا أتضايق بسرعة وحساسة ولكني لا أجرح أحد بسبب هذا..
وأنا بسذاجتي.... كنت أعتقد أنه بسبب غضبها من تصرفي تمت هذه المقاطعة
هل معقول أن الحمل يجعلك.... تعتدي أو تصرخ وتجرح.... شيء عجيب فعلاً......
هل لهذه الدرجة لا تستطيع الحامل السيطرة على مشاعرها!!
.
.

لكن لنتوقف للحظة......... أمل حــــــــامل.... يا فرحتي أخيـرا سيأتينا أخ أو أخت.....
نهضت من سرير خالد وقفزت فجأة!!
سديم: والله.........
صــادق يا فرحتي.. ما أصدق الحمد لله

خالد: هههههههههههه

سديم: من متى داري... ليش ما قلت لي..

خالد: من أسبوع ...لكن بصراحة قفلت من يوم سوت أمل هالحركة السخيفة...
وما قلت لك..
المفروض إنها تسيطر على مشاعرها حتى لو كانت حامل..

سديم: صادق بس كله يهون عشان أخوي أو أختي اللي بالطريق...
بروح أبارك لأبوي وأمل

خالد: ههههههههههه
لا أصبري.... لا تصيرين مطفوقة وتدوس مهابتك... أصبري كم يوم بعدين باركي لها...

سديم: ممممم إن شاء الله..
يا الله أجل..... تصبح على خير..
يا أحلى أخ..

خالد بابتسامة: وأنت من أهله.. يا أحلى أخت..

أغلقت باب غرفته.. واتجهت لغرفتي ... سعادتي لا تكاد توصف عادت المياه لمجاريها...
وازددت فرحاً بخبر حمل أمل... أتمنى أن تأتيني أخت..
تسليني.. وتحاكيني وتبادلني نفس الميول...
والآن دعوني أذاكر دروسي.... وداعاً..

.
.
.
.
.

في صباح الغد... ذهبت للمدرسة..
دخلت الصف فوجدت عهود وبيديها أحد الكتب تذاكر منه.. رغم أن اختباراتنا في
الأسبوع القادم.. إلا أن عهود تتسم بالجد والمثابرة.. والحرص.. بخلافنا أنا وخلود...
غالباً لا نذاكر إلا إن كان هناك امتحان أو مراجعة..
لكن أين خلود... لا أجدها..
لا.... اليوم لا تحضر فيه يكون ممل وقاسي.... الجيد في الأمر.. أن غياب خلود
كان قليل جداً... ليس مثلي!!
سديم: عهود..... وين خلود لا تقولين غايبة..

عهود: لا جاية بس طلعت تتمشى مع لمياء ومناهل..

شعرت بالإستياء.. والألم قلبي يخفق بشدة ترى هل ستتركني خلود وتبحث
عن صديقة.. الآن لنا عدة أشهر بالدراسة والفصل الأول سينتهي.. وأنا أرى
خلود تتعلق بلمياء كثيراً... تحكي عنها كثيراً وتحب الجلوس معها لمدة طويلة..
آه يا قلبي العاني... كيف سيكون حالي إن تخلت خلود عن صداقتي...

دخلت خلود أخيراً.. بعد أن بقي على ابتداء الدرس 5 دقائق فقط... كانت معها
لمياء تمسك بيدها ومناهل معهم ويبدوا أنهم مستمتعين مع لميـاء.. بعد أن
استقرت على مقعدها أدارت وجهها لي لتتأكد من حضوري... ثم ابتسمت...
ولكني أخفضت رأسي وأنا أقلب صفحات الكتاب حتى دون أن أبادلها الابتسامة..
أريدها أن تشعر بي أرى أن اهتمامها بلمياء سينسيها أن هناك ابنة خالة معها
في الصف...
غدير: سديم وش فيك متضايقة..

سديم: لا بالعكس ما فيني شيء..

المعلمة: ســــــديم...... غـديــــر وبعدين معكم.. تونا ما قلنا يا الله صباح خير وأنتوا بديتوا بالسوالف..

التزمنا الصمت فمعلمة الكيمياء شديدة... وذات شخصية قوية..
بعد انتهاء حصة الكيمياء الكريهة كان علينا مادة العربي..ههههههه كم هي طيبة هذه المعلمة...
تعالوا لأخبركم عن مدى تهاوننا في درسها...

غدير: الحين علينا الأستاذة هدى..صح

سديم: إيه أف ما لي خلق الأدب.. حليتي الواجب

غدير: ههههههه لا والله أنا يا الله أحل الرياضيات والمواد العلمية..تبيني أضيق خلقي
بالعربي...

سديم: لا أنا هذي المرة حليت سؤال واحد والباقي خليته..

غدير: المهم طلعي قلمك عشان نلعب "إكس(x )أو(o)" نقضي الوقت لين تخلص
حصتها.. بس هاه العبي وأنت تطالعين فيها عشان ما تحس

قلت بابتسامة: يا الله أنا جاهزة..

وهكذا قضينا الحصة باللعب... وعندما تفاجئنا المعلمة بسؤال.. تبدأ المساعدات من هنا وهناك... طبعاً بصوت منخفض..
الأساتذة هدى: غدير قومي يا الله جاوبي على السؤال..

غدير بابتسامة بلهاء: أستاذة ما سمعت السؤال..

الأستاذة هدى: أكيد ما راح تسمعين أنت وسديم موب معنا بالدرس..
عقاباً لك خليكِ واقفة لين تخلص الحصة..

غدير: لا أستاذة أنا جوعانة ما أفطرت..

الأستاذة هدى بغضب: أسكتي و لا تتكلمي وإلا بطلب من الأستاذة اللي بعدي توقفك بعد بحصتها..

غدير: لا لا خلاص بسكت..

ولكن فور أن عادت الأستاذة تشرح الدرس بحماس والكثير من الطالبات غلبهن النعاس..
حتى نغزت غدير عضدي بقلمها..
قلت بهمس وأنا لم أرفع رأسي لها: آآي... وش تبـــيــن

غدير: خلينا نكمل لعبتنا..

سديم: لا بتوقفني معك... أسكتي شوفيها تطالعنا..

الأستاذة هدى: وبعدين معكم..

غدير: والله ما لها ذنب أنا بس سألتها عن شيء..

الأستاذة هدى: يا غدير والله بتندمي إذا جاء الاختبار ركزي معانا الحين أحسن لك..

وهكذا انشغلت الأستاذة بالدرس... ونحن أكملنا لعبنا حتى انتهاء الحصة..!!
عدت هذا اليوم للمنزل محملة بمزيد من الأسى.. تصرفات خلود ازدادت..
أشعر أنها معجبة جداً بلميـاء... ما يغيظني هو أن علاقتي بغدير جيدة جداً ولكنني
أقتصرت على كونها زميلة في الصف... لما خلود تتمنى لو تحضى بالجلوس مع لمياء
ومناهل أكبر قدر ممكن..تخيلوا لم استطع هذا اليوم أن فرصة لإخبار خلود عن انتظارنا
لمولود جديد في عائلتنا كنت أتمنى أن تشاركني الفرحة..
ولكن حقيقة أجد لمياء طيبة وتتمنى لو أعطيها فرصة للحديث معي إلا أني لا أحب ذلك...
ترى هل أنا أنانية...
أم أنني حساسة وأكبر الموضوع...
ولكني أرى خلود لم تعد تهتم باتصالاتي وحضوري كالسابق...
آه أشعر بصداع شديد لو استمريت على هذا الحال ربما سينفجر رأسي..
.
.
.
في الغد ذهبت عند خالتي الجوهرة لنذاكر ونراجع دروسنا سوية... ولهذا سنحت
لي الفرصة كي أحدث خلود بموضوع لمياء...
ها أنا أقف أمام باب منزل خالتي الجوهرة.. ما لا اتمناه الآن هو ان يفتح لي فارس الباب
حقاً لست مستعدة لتصرفاته الغريبة والكريهة..
فتحت لي إيمان الباب.. أخت خلود من أبيها..وهي أصغر من جوري بسنتين..
سديم: هلا إيمان وين خلود وعهود..

إيمان: فوق بغرفتهم.. روحي عندهم.. ما فيه أحد أبوي طالع...

صعد دراجات السلم واتجه لغرفتهم... طرقت الباب عدة طرقات حتى ردت عهود...
عهود بصوت نعسان: ميـــــــن

سديم: أنا سديم..

فتحت لي عهود الباب.. وحينما دخلت وجدت خلود نائمة..
سديم: كنتي نايمة..

عهود: لا لي شوي قايمة... بس خلود إلى الآن إما قامت

سديم: ما شاء خلود نايمة للحين..

عهود: إيه مليت منها... رافضه تقوم

ذهبت لسرير خلود وانحنيت لها وبدأت ألعب بشعرها..
خلود: عهود والله يا وليك مني لا قمت والله لضربك..
ما أبي أقـــــــوم غصب يعني..

عهود: شفتي وشلون ظالمتني....
خلود قومي صلي المغرب طيب

خلود: ما عليك مني..

سديم: حرام عليك... وقت المغرب طلع وأنت نايمة قومي..

خلود بهدوء: طيب بس...... 5 دقايق

أنتظرنا 5 دقائق ثم بدأنا بإزعاجها حتى نهضت من سريرها وصلت المغرب...
ثم أجتمعنا ثلاثتنا نراجع مسائل "الرياضيات" ونسأل بعضنا عن الأشياء التي
لم نفهمها... مضى الوقت سريعاً ... حتى سمعنا بعد صلاة العشاء طرقاً همجياً
على باب الغرفة.. ذهبت خلود لفتحه..
فسمعت صوت فارس..
فارس: الحين ليش قافلين الباب..

خلود: نذاكر السبت الجاي بتبدأ أختباراتنا..

فارس: أجل وين عهود بسألها عن شيء..

خلود: لحظة أناديها..

فارس: ليش ما أدخل..

خلود: فيه سديم

فارس: وش جايبها..
الحين دراسة موب عطلة..

خلود: جاية تذاكر معنا..

فارس: الله وأعلم... يعني يقالكم بتذاكرون.. أكيد نص الوقت سوالف
إذا ما كان ثلاثة أرباعه..

خلود بملل: لا قاعدين نذاكر ما سولفنا..

كنت أسمع حديثه... أتلومونني بكرهه!!
ما شأنه بمجيئي... حتى لو كنا نتحدث ولا نذاكر ما شأنه بنا..
ما الذي يضايقه ويكدره إذا جئت...
دخلت خلود بملل وغضب منه.. طلبت من عهود الخروج له.. ثم جلست بجانبي لنكمل حل المسائل..
خلود: سمعتي فارس وش يقول... والله غاثني... دايم يحرض أمي وإلا أبوي علي...
ما أدري كنا ناخذ من حلاله شيء..

سديم: وش دخله ذاكرنا وإلا ما ذاكرنا..

خلود: المشكلة أنه هو عادي يجون زملاه عنده ويذاكرون سوى أما حنا لا نقعد نسولف
على قولته وما نذاكر.... والله خايفة أنه يأثر على أمي..

سديم: أف الله يستر منه هالفارس..

رأيت الفرصة مواتيه كي أفصح عما اختلج فؤادي..
سديم: خلود بصراحة.. ودي أكلمك بموضوع..

رفعت خلود رأسها بإهتمام..
خلود: قولي

سديم: بصراحة خلود أحس أنك مهتمة بلميـاء أكثر من اللازم..
طول وقت الحصة وأنت معها حتى بين الحصص.. ما عدت أقدر أقعد معك إلا بالفسحة..
حتى أحسك تتمنين أنها تجي معنا..
ما أدري بس شكلك مليتي مني

نظرت خلود لي بضيق: سديم وش هالكلام.. أنا ما مليت منك..

وبعدين وش فيها إذا رحت مع لمياء أو جت معنا .. أنا ما قلت لك لا تجين معنا أو تركتك
ورحت أنا دايم أقول لك تعالي معنا وأنت ترفضين..

سديم: إيه لأني ما أرتاح معها... أحب نكون لحالنا..

خلود بعبرة: طيب أنا وش ذنبي أنا بعد أبيها تجي معنا... والله لو أنها ما تبيك أو تكرهك أو مسوية خطئ صح لكن كذا بدون سبب صراحة صعبة علي..
سديم أنا كنت حاسة أنك زعلانة لكن ما كنت أبي أتكلم أنا معك عشان ما أجرحك...
بصراحة أنت حساسة بزيادة والله يا سديم إذا استمريتي كذا الناس بيكرهونك..

سديم: يعني أنت مليتي مني وتكرهيني..

خلود: شفتي شلون أنتي تفسرين الكلام على كيفك..
أنا أقول هالكلام لمصلحتك.. تراي صبرت كثير..
والله دايم أنتي تسوين أشياء تجرح لكن ما أركز عليها أمشيها... أقول يمكن ما تقصد......
لكن أنتي تدققين بكل شيء وتفسرين المواقف والكلام على كيفك..
وبعدين وش تبين مني أقول للبنت أنقلعي والله بنت خالتي ما تبيك..
سديم حرام عليك اللي تسوينه والله مليت..

سديم: الحين ليش معصبة أنا وش قلت..
كل هذا عشان لمياء..

خلود بملل وضجر وبحة توحي بأنها على وشك البكاء: ســـديــم وش دخل لمياء الحين..
حرام عليك.. أنتي بنت خالتي ومثل أختي... أكيد غالية علي..
موب إذا صادقت أحد يعني أني ما أبيك..
أنا ما أقول هالكلام عشانها..... أنا أقوله لأني تعبت منك.... كل شيء يزعلك... كل شيء تتحسسين منه...
عارفة أن هالكلام اللي الحين أقوله زعلك... لكن تحملي لازم تخففين من
هالحساسية شوي... والله هالصفة موب زينه

شعرت بصدق كلامها... أنا حساسة والكثير قد قال هذه الكلمة لي...
حقاً أنا حمقاء جرحت أعز أخت لي... بسبب شيء ربما أنه تافهه

سديم: طيب وشلون ما أصير كذا
ساعديني..

خلود وقد ترقرقت الدموع من عينيها: لا....... شكله هذا طبع ما يتغير فيك
لأنك من يوم كنت صغيرة وأنت كذا... ممكن
صمتت لبرهة حاول حجب شهقة تكاد تخرج منها..
وأكملت: ممكن أنك تحاولين تخففين لكن ما أظن أنك تقدرين..

أعتصر قلبي من الألم.... ها أنا أقف في مفترق طرق..
أما أن أستمر بحساسيتي المفرطة...أو أني أحاول وأثابر لتخلص منها
أو أكبر حجم من تلك الحساسية المفرطة... هل أثابر وأصل للمبتغى من
أجل أعز صديقة.... ومن أجل نفسي أيضاً..

قلت بعبرة: خلاص خلود أنا آسفة
أمسحي دموعك الله يخليك..

خلود: لا سديم صعبة أرضى بسهولة...
لازم تتحملين غلطتك لو مرة.... عشان تحسين باللي تجرحينهم بحساسيتك..
بدون ما تحسين
ثم أدارت مقبض الباب وخرجت.... كدت أبكي من الألم..
كم من يوم كانت معي.... مسحت دمعاتي... احتضنتني... واستني..
حتى خواطري... كانت تعرف كل خاطرة خططتها بدفتر مذكراتي..
كنا بين كل فترة وأخرى تحضر كل منا دفتر مذكراتها وتبدأ كل منا بقراءة خواطر الأخرى.. ونتناقش عن محتواها...
نهضت من مكاني... فتحت درجها.. وأخرجت دفتر مذكراتها..
وكتبت بضع كلمات ربما انها ستشرح شيء من موقفي... وتصلح..
بعض ما حطمته بواسطة كلماتي التي لم أفكر بها بعقلانية...
فتحت أحد الصفحات الوردية... كانت صفحة بعيدة عن خواطرها...
وبدأت أخط... كلماتي..

بنسيم المحبة والأخوة..
خططت كلماتي... وبحبر الصداقة..سطرت أحرفي
ربما أن كلماتي لن توفي بشرح أسفي على ما اقترفته كلماتي...
ولكنها ربما ستوضح لك... بعض ما يكنه فؤادي..


كنا وما زلنا نتلازم... معاً كأروع 3 توائم..
نلهو معاً... نجري معاً... ندرس معاً..
مضينا في طرقات الحياة معاً..
واليوم وصلنا على أعتاب حياة جديدة..
كان من الأفضل أن نلتفت عندها لتصرفاتنا ونعدل منها..
فما عدنا صغاراً..
وهذا ما تعلمته منك الآن..
عزيزتي خلود..
ربما أن نقش أحرفي.. لن يجدي بوضوح الفكرة..
لذلك أعذريني.. على تبعثر أحرفي وعدم تناغمها..
أعدك... وبحق..
أن أحرك مجداف قاربي.. وأشق مشواري
مبحرة في رحلة... أصلح بها سلوكي..
لا أعرف إن كنت سأنجح فيها.. ويسير قاربي.. بثبات
أم أنني سأقف في المنتصف بسبب أحد الأمواج العاتية
ولكني.. أعــــــــدك... بأني سأحـــاول المثابرة..
و لن أتوقف عند أول عاصفة تمر بي..
بل سأحاول.... وأحاول..
وبتأكيد سأحتاج لدعمك... ومساعدتك..

أشكرك.. غاليتي
على تنبيك..الذي ربما أنه كان قاسياً..
ولكني واثقة بأنه من أجل مصلحتي..


أتمنى أن تسامحيني..

أبنة خالتك..
سديـــــم


.
.
.
.
أنتهيت من كتابة ما جادت به أحرفي.. أعرف انها كلمات متناثرة غير مرتبة
ولكن على الأقل أشعر أنها عبرت قليلاً عما كنت أريد قوله..
دخلت عهود وشعرت بسخونة الجو.....
عهود: سديم... وش تسوين.. بدفتر خواطر خلود

سديم: كتبت لها شيء... ياليت تقولين لها أني كتبت لها شيء هنا وأبيها تقرآه..

عهود باستغراب: ليه وش فيكم

سديم: ما فينا شيء ليه تسألين...
أنت شفتي خلود..

عهود: إيه شفتها.. طالعة من الحمام وشكلها كانت تصيح

سديم: وينها الحين

عهود: نزلت تحت وقالت لا تنادوني.. بقعد تحت مع أمي بساعدها بالعشاء..

آلمتني هذه الكلمات....... هذا يدل على أن خلود متألمة وحزينة..جداً من تصرفي...
تناولت العشاء مع عهود لوحدنا بعد أن رفضت خلود العشاء معنا..
كنت أريد الذهاب لمنزلي.. ولكن خالتي أصرت علي بأن أتناول العشاء عندهم ثم اذهب...
أخذت حقيبتي... وخرجت من غرفة خلود.. والألم يعتصر قلبي..
خرجت من منزلهم وأنا حتى الآن لم أرى وجهها بعد أن خرجت غاضبة
يبدوا أني جرحتها بحق...
ليتني أستطيع التخلص من هذه الحساسية الزائدة..
ليتني..
.
.
.
.
.
.
نهاية الجزء السابع

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
قديم 04-05-08, 08:24 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 35088
المشاركات: 1,546
الجنس أنثى
معدل التقييم: سعوديه وكلي عز عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سعوديه وكلي عز غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

مساء الخييير

بسوووم مدري امل هذي كييف تتصرف

صدق من قال ام وجهييين

حسيتها كذامابه احسن منها لاجا ابو خاالد ,, ومن يغييب توريهم اللعانه

الله يعيين حملت يعني تدبسوو بها ما منها فكه

بس اللي يبرد القلب ان خالد فازع مع اخته ,, وراايح يكلمها ويخليها تفضفض له

لاعدمت الاخواان اللي كذا

خلووود وش سالفتها مره تزعل على سديم ومره ترضى


دمتي بود


سعوديه وكلي عز

 
 

 

عرض البوم صور سعوديه وكلي عز   رد مع اقتباس
قديم 05-05-08, 03:45 AM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة one’ مشاهدة المشاركة
  
:

يا هلا والله و مرحبا ببسومه

نور المنتدى بوجودج يالغاليه ..

و نصيحتي للقراء الجدد في ليلاس

انهم يستمرون و يواصلون المتابعه وما بتندمون ان شا ءالله ..

و بالتوفيج يالغاليه

:




حبيبتي..
((منــار))
سعدت حينما رأيتك هنـا..
وسعيدة جـــــــداً
لأنــــك معي..

فعلاً..
أشعر أنني وجدت أختــاً
غاليــة..

أسأل الله أن يجمعني معها
في جنان الخلــــد..

لكِ..شكـــــــــري
الجــــــــزيل

الذي لا توفيه أحـــرفي


أختكِ
بسمة جراح

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
قديم 05-05-08, 04:12 AM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

(8)
الجزء الثامن

استلقيت على سريري.. وأنا أفكر في خلود... كيف سأقابلها
هذه أول مرة يحدث بيننا اختلاف كهذا... أشعر أنها بالغت بردة فعلها..
لم أرى حتى طيفها بعد أن خرجت باكية... هذه أول مرة أرى خلود
تبكي فيها بعد أن كبرت... أعرف أن الخطأ الأكبر هو علي... ولكن لما لم تقدر شعوري... في الأسبوع الماضي
اتصلت بها وكانت مشغولة ولم تستطع محادثتي.. ولكن بعد ربع ساعة اتصلت بها
وردت وعندما سمعت صوتي قالت بأني كنت أعتقد أنك لمياء لذلك رديت عليك.. ثم أنهت
المكالمة بسرعة!!
وكثيرة هي المواقف التي كهذه... تقدم بها لميــاء علي..
خلود..... هي الصديقة والأخت وبحر أسراري.. أجد أنه من حقي أن أخاف تخليها عني....
أنا لم أقل لا أريدها أن تصادق غيري... ولكن ما يؤلمني هو أنها تتجاهلني...
ولكن في المقابل.. خلود من حقها أن تتضايق من حساسيتي... أنا أتحسس من أيه
حركة.. وأي تجاهل.. منذ أن بدأت الدراسة وأنا وهي في شد وجذب.. هي تحاول
إدخالي مع لمياء ولكني لم أتجاوب...
ربما لأني لا أريد أن أشعر أن لمياء تملك مكاناً في قلب خلود أكثر مني...
أرجوكم لا تعتقدوا أن هذه أنانية مني.... ولكن خلود هي الأخت الوحيدة...
التي أجد نفسي معها ولا أخفي عنها أي شيء... صدقوني أي شيء..
حتى أحلامنا نحكيها لبعضنا...
وفي المقابل لا أريد أن تحكموا عليها بالقسوة.... ربما أنها معجبة بشخصية لمياء...
ولكنها ما زالت تحمل لي في قلبها نفس المكان وأوسعه.. لذلك تضايقت هي من
شكي بها ومن حساسيتي معها...
ربما أني لو تحدثت عن مشاعري لأنهيت الليل بطوله...
ولكن تأكدوا أن ما قلته هو مجرد قطرة.......من بحـــــر!!


استيقظت الصباح وقلبي منقبض بشدة... بودي لو أتغيب عن المدرسة ولكن
غيابي كثر... ومعلمة الرياضيات ستراجع لنا ولا أريد أن أفوت هذه الفرصة..
كم أحبها هذه المعلمة...
مشاعر عدة أحملها بقلبي تجاهها..
أشعر وكأنها أخت كبرى لي....هههههههه... يبدوا أني جعلت كل الناس أخوتي...
وداعاً لقد تأخرت على أبي...


ها أنا دخلت المدرسة وأسير من غير هدى... هل أنتظرها عند بوابة المدرسة......
أم..... أم أذهب للصف
ربما أنها لا تريد رؤيتي حتى الآن
لمحت طيف عهود قادمة... يبدو أنها رأتني.. لكنني اتجهت بخطى واسعة للداخل
كيد أصعد لصفي.... لا أشعر أن الوقت مناسب لرؤيتها

دخلت الصف وبعد ثواني دخلت لميـــاء... مشاعر من الاستياء امتلأت بقلبي
عن رؤيتها..
هي سبب مشكلاتنا... ولكن ما ذنبها.... يبدو أني أظلمها بكرهي ... ابتسمت لي
وهي تجلس بمقعدها..
لمياء: سديم.... خلود تحت شكلها تتنظرك تجين ما درت أنك فوق

سديم: آآ.. أكيد بترقى فوق بعد شوي

ظللت أنتظر دخولها لفترة بسيطة... حتى قالت لمياء
لمياء: سديم تبيني أنزل أناديها لك......هههههههه أحس شكلكم غلط
ما يصلح سديم بدون خلود..

قلت ببتسامة: لا خلاص باقي شوي وتبدأ الحصة... أكيد بتجي الحين

غدير: أقول لمياء أذكري الله شكلك بتطقينهم عين على هالصبح..

لمياء: ههههههههه ما شاء الله تبارك الله
لم تنهي لمياء كلمتها هذه حتى دخلت خلود ومن خلفها عهود..
رأيتها تبتسم للمياء.. ثم أدارت رأسها تجاهي ورأيت في عينيها نظرة عتاب..

مر الوقت سريعاً.... ها أنا أسمع صفارة " الفسحة" نهضت من مقعدي وانتظرت
خلود عن باب الصف كي تخرج معي... هاهي قادمة
خلود: يا لله ننزل

سديم: وين عهود ميب جاية معنا

خلود: يقالك ما تدرين من أسبوعين وعهود ما تحب تجي معنا وتجلس مع ريم
لأنها ما تحب تتمشى وقت الفسحة..

قلت بهدوء: زين أجل أمشي ننزل...

ذهبنا "للكفتيريا" وأشترينا إفطارنا...ههههههه أتعرفون ما هو...
"مشروب غازي وكيت كات" هههههه وجبة دسمة أليس كذلك...
جلسنا في أحد المقاعد المطلة على الساحة الكبيرة...
كنت أنتظر أن تبدأ بالحديث..
خلود: سديم.. وش له هالحركات السخيفة..

سديم: وش تقصدين؟؟

خلود: ترى عهود شافتك عن البوابة وأنتي تدخلين وتقول أنك شفتيها بعد..
ليش رحتي
للفصل بدون ما تتنظرين أجي معك.. ما له داعي هالحركات

سديم: قلت يمكن ما تبين تشوفيني... فأروح بكرامتي أحسن مما أنك تتركيني
وتروحين..

خلود: وتتوقعين أني أسوي كذا..... ليش تفكرين بهالسخافة

سديم: أنتي أمس ببيتكم ما جيتي تعشيتي معنا وزعلانة حتى رحت وما شفتك
فتوقعت أنك بتسوين نفس الشيء بالمدرسة...

خلود: أنا سويت كذا معك أمس....... عشان تحسين بغلطتك..وما عندي نيه
أطول الموضوع... أتصرفت معك بهالطريقة عشان تحسين بي إذا قلتي مثل
هالكلام لي... أو حتى تصرفتي معي بحساسية... أنا اللي ضيق صدري أننا
بنات خالة حتى لو كنا موب صديقات
يعني الرابط اللي بيننا أكبر من أي أحد...
موب يجرح أنك تجين وتشكين أني بتخلى عنك.. أو أني أفضل أحد عليك...
ليش تصيرين حساسة حتى لو حبيت لمياء نفس حبي لك ليش تتضايقين...
خليك عادية طبيعية موب كل شيء يضايقك...
يعني أنا ما أشوفك مع غدير ما شاء الله فالينها بالحصة ضحك ووناسة... لو أنا حساسة
مثلك كان زعلت منك وقلت ليش ترتاح مع أحد غيري...
ترى استهبالك أنتي وغدير.. يمكن حتى يوم كنت جنبك بالمتوسط ما سوينا مثل
اللي تسوينه الحين... لو أنا أغار أو حساسة... كان تضايقت لكن والله أنا أفرح إذا شفتك فرحانة...


كانت العبرة تحشرج في حلقي وكأنها تريد أن تنطلق... وعيناي ممتلئة بالدموع..
أخفضت رأسي ولم أتكلم.... خلود صادقة بكل حرف..ليس لدي ما أقوله...
قدرت خلود موقفي ولم تطلب مني أن أتكلم فالتزمنا الصمت حتى انتهت
"الفسحة" وذهبنا لصفوفنا...
.
.
.
.
.
.

وهكذا انتهت المشكلة على خير.... وزاد حماسي للتخلي عن حساسيتي الزائدة..
والآن انتهى يومنا الدراسي... ها نحن ننتظر أحد اولاد خالتي ليأخذنا..
أتعرفون.. لنا الآن ما يقارب الشهر ونحن نعود للمنزل بصحبة فارس.. كم أود لو
يأتي فهد ليأخذنا فهو راق بتعامله... لم أخبركم عن مواقف فارس .. عند كل مرة
نخرج فيها من المدرسة.. هل تريدون أن تعرفوا إذن شاهدوا ما سيحدث الآن..
هاهي عهود قادمة بسرعة وتكاد تسقط......هههههه أتعرفون يبدوا أن فارس قد جاء
عهود: خلود...سديم ترى فارس جاء أنا ما لي دخل فيكم بطلع

خلود: عهود لا تصيرين نذله... أنت تعرفين فارس إذا شافك طالعة قبلنا بيزعل علي...
عاد وش بيفكني من لسانه..

عهود: طيب بسرعة إذا تأخرتوا بطلع وأخليكم..

أخذنا أنا وخلود نلبس عبائاتنا بسرعة...حتى أن من يرانا سيعرف بسهولة أن من
ينتظرنا بالخارج... عصبي كنار تتلظى!!
خرجنا ثلاثتنا ولكن كما هي العادة عهود تسبقنا وأنا وخلود نجري من خلفها
بسرعة مضحكة.. وهذا هو مسلسلنا اليومي..
ركبت خلود بالمقعد الأمامي.. وحينما ركبنا... وبمحض الصدفة كنا تغلق أنا وخلود
باب السيارة سوياً..
نظر فارس لخلود بنقمة وحرك رأسه باستهزاء..
فارس: يعني يقالكم حركة.. تسكرون الباب مع بعض

خلود لم ترد عليه والتزمت الصمت.. ولكنه لم يرغب بهذا الجواب...
فارس: وراك ما تردين... يعني صدق متفقين..

خلود: ما يحتاج أتكلم.... إذا قلت لك أننا ما تفقنا منتب مصدق خلني ساكته أحسن...

فارس: طيب صدقت ما اتفقتوا بتسكير الباب... لكن شكلكم متفقين ما تطلعون
إلا جنب بعض صح.. أنا نفسي أفهم ليه عهود تطلع قبلكم.. ليه دايم أنتم وراها...

خلود: لأن عهود سريعة..

فارس: سبحان الله عهود سريعة وأنتم لا... تخلصون سوى بكل شيء حتى
بلبس العباية وبالطلعة تطلعون بنفس الوقت وتمشون جنب بعض وتسكرون
الباب مع بعض بعد....

لم ترد عليه خلود والتزمت الصمت.... يبدوا أن هذا هو الأسلوب المناسب
بالتعامل معه...
أسأل الله أن يرحم من ستتزوجه!!




مممم مضت الأيام سريعة وها أنا أنهيت اختباراتي..

الجديد في الأمر هو أن أمل أقنعت والدي بأن يجعل أحد العاملين عنده
يقومون بتوصيلي أنا وخالد للمدرسة... ما يغيظني لما لم تقنعه بأن يجعل
خالد يقود السيارة..
وهكذا أصبحت لا أدخل سيارة أبي إلا في المناسبات العائلية...
أشتقت لتمشياتنا مع أبي... ههههه... أشتقت لأن أذهب للسوبر ماركت
بصحبة أبي...
لا تظنوا أنه ينقصني شيء من الطعام أو الحلوى..ممم كل ما أريده سيحضر...
ولكن أحب تلك البساطة التي كنا نعيشها سابقاً
أحب مزاح أبي وخالد...حتى لو كان جل مزاحهم عني.. الآن نتعامل برسمية بالغة..
أبي لا يمزح معي أو يهتم بحديثي..
ههههههه ولكني أخذت وعداً بأن لا أكون حساسة.. أنا لا أنكر أني أحب دلال
واهتمام أبي لي... ولكن صدقوني لم أعد أبتأس لتجاهله بل أعتدت على هذا..
علاقتي مع أمل جيدة... غير أنها تتصرف بغرابة أحياناً
سألتها البارحة عن أخينا القادم ولكنها ضحكت وقالت بأن الوقت طويل وربما بعد4 أشهر
سيقدم المولود الجديد... أنا وخالد ننتظره بفارغ الصبر ونتوق للقياه عاجلاً...من يصدق
أنا الآن في السادسة عشرة ولم أذق حتى الآن أن يكون لي أخ أو أخت صغيرة..
ما رأيكم أن أنزل عند أمل حقاً أني أستمتع حين أسمع حديثهم عن ضيفنا القادم..

وصلت لطابق السفلي ولكني لم أجد أحداً في "الصالة"... لحظة يبدوا أنهم في غرفة
استقبال النساء أعتقد أن هناك ضيفاً....
ربما!؟
حينما أردت العودة لطابق العلوي سمعت أبي يناديني..
أبي: سديم حبيبتي روحي للمستودع الخارجي
بتلقين كرتون صغير عند الباب جيبيه..
الكرتون خفيف موب ثقيل..

قلت بتردد: إن شاء الله

كنت خائفة من أن أجد تلك القطة التي تطعمها الخادمة..حتى ألفت بيتنا.. وأنا أخـــاف وأكره القطط..
حينما هممت بالخروج وأنا أقرأ أذاكري وأدعوا ربي..
قال لي أبي..
أبي: سديم تقدرين وإلا تخافين حبيبتي..
أوقف لك عند الباب..

كنت سأقول أجل قف لي عند الباب كي أحتمي به عندما تقابلني إحدى القطط
ولكن أمل ردت عني..
أمل: الحمد لله وش له الدلع حنا بالمغرب موب بآخر الليل.. ما أدري ليه أنتم كذا تدلعون الواحد... حتى أمك الأسبوع اللي فات يوم جت سديم وإبتسام بيشيلون الأغراض
اللي جابها أخوك بدر قالت أمك لا يا بنياتي لا تشيلونه خلوا الشغالات يشيلون عنكم
يعوركم ثقيل..

أبي:هههههه حنا رقيقين موب مثلكم..

أمل: وش رقيقين سديم ميب صغيرة عشان تخاف وإلا ما تتحمل تشيل الثقيل أنت كذا
بتدلعها وتخربها
بكرى إذا تزوجت زوجها موب متحمل دلعها..

أبي: لا وش علي منه يدلع بنتي غصب عنه

أمل: لا ماله داعي أنت كذا تخليها خوافة ودلوعة..

أبي: هههههه خلاص سديم روحي جيبي اللي قلت لك وسمي بالله..

خرجت.... وسمعت أمل تقول باستهزاء: سمي بالله... حشا بيطلع لها وحش وأنا ما أدري
أعرف ما تتوقعوه أني متضايقة من كلام أمل.... لا حقاً أنا لست متضايقة ولم يعد
يهمني هذا... أنها أمور سخيفة أليس كذلك..
حينما عدت أخبرتني أمل أن أشواق اتصلت بي بالعصر..
أمل: إيه صح سديم دقت بنت عمتك سعاد ... أشواق وصرفتها

سديم: يوه من زمان ما رحت لهم أكيد زعلانين... بس ليه ما قلتي لي..
أنا ما أعرف رقم بيتهم الجديد..

أمل ووضحت عليها علامات الاشمئزاز: ما دريت أنك تبينها... أحسبك ما تبينهم....
يوه ما أطيقها أشواق ملوقوفه بالمرة.. تصدقين جاية تسألني حامل بأي شهر.... صدق وقحة..تذكرين قلت لك السالفة.. والله عجيبة الحين أمها ما سألت تجي هالبزر وتسألني..

قلت بخجل: إيه الله يهديها أحياناً تتصرف غلط..

أبي: صغيرة..ما عليها شرهه ...بثاني متوسط

أمل: وش صغيرة.... وين أمها عنها ما تأدبها تراها موب أول مرة تسألني
كذا مرة تنبش... ملقووفــه..حتى سديم ما خلتها راحت وسألتها بس عجبتني
سديم قالت
أنا ما أعرف شيء..

لا أنكر أن تصرفات أشواق سيئة... ولكن ليس لأمل الحق بأن تتصرف دون أخذ إذني...
حسناً أمل لا تحبها أنا ما شأني..هي ابنة عمتي ولا أريد أن أقاطعها..

سديم: طيب شفتي رقمهم بالكاشف..

أمل: لا والله ما شفت وبعدين أزعجتنا دقت مرتين ففصلت التلفون أكيد الرقم أنمسح..

سديم: أووه أكيد بتزعل

أمل: طقق وش عليك منها دامك ما تبينها... لا تجاملينها..

سديم: لا أنا عادي أبيها بنت عمتي... صح غلاطانة بس ليش أقاطعها

نظرت لي أمل بمقت وإحتقار.. ثم قالت: بكيفك إذا دقت مرة ثانية بعلمك بس قولي
لها تحترم نفسها وتدق مرة وحدة موب كل شوي..

احمرت وجنتاي من الخجل وكأني أنا المخطئة... ولكن ماذا بيدي هي ابنة عمتي..
ولكن السؤال الذي يتبادر بذهني... هل من أجل أنها اتصلت مرتين أصبحت مزعجة
ماذا عن إبنة أختها التي تتصل 5 أو 6 مرات..
لمَ لم تقل عنها مزعجة؟؟

اتصلت أشواق بعد العشاء مرة ثالثة وحادثتها... كانت متضايقة يبدوا أن أمل
أسأت الرد عليها..أخبرتني أن جميع بنات أعمامي وعماتي سيجتمعون عندهم
في الغد
وطلبت مني أن أحضر..
في الغد طلبت من أبي أن يوصلني لمنزل عمتي.. وتمت الموافقة ولله الحمد
وها أنا أستعد لذهاب لهم..
أرتديت لباساً بنوتياً بسيطاً.. فالاجتماع بناتي.. ولا أحتاج لمزيد من الرسمية..
جعدت شعري الطويل.. ورفعت جزء منه..
وأخيراً انتهيت... سمعت طرقاً على الباب..
سديم: أدخل

خالد: وش مسوية بشعرك..

أمسكت بخصلات شعري المجعدة: وش فيه... مجعدته ....
موب حلو؟

خالد: لا يع... والله أنكم مهبل يا الحريم...الناس يبون الناعم وأنتم
تجعدون شعوركم..المهم لا تكثرين الحكي البسي عبايتك وأنزلي أزعجوني
عبد الملك ومعاذ تأخرت عليهم

سديم: أنت بتجي معي..

هههههه لم يرد علي..
أخذت عباءتي وأغلقت باب غرفتي بالمفتاح..... ونزلت وأنا أسمع أبواق سيارة أبي....
يبدوا أني تأخرت

دخلت منزل عمتي سعاد وكانت باستقبالي نجود.. ومعها أخاها الصغير أحمد..
جلسنا بأحد الغرف الجانبية.. وأخذنا نتجاذب أطراف الحديث مع أشواق..
بالتأكيد كان الحديث لا يخلوا عن معاذ..
يبدوا أني تأخرت بالحديث عن معاذ وحبه... وسبب عدم تفكيري به رغم حبه
الأسطوري لي.. ولكن لن أخبركم الآن عنه... سأخبركم حين عودتي للمنزل..


كان عبد الملك ماراً من الممر الذي كانت تقع الغرفة به وكان الباب مفتوحاً لأن نجود
ذهبت لاستقبال مشاعل.. ولكن عبد الملك لم يتنحنح أو يصدر صوتاً كي أرمي
الغطاء على وجهي... بل إنه كان يمر ذاهباً وعائداً من هذا الممر دون أن يقول شيئاً..
ألم أقل لكم سابقاً إنه يهوى النظر لأي فتاة تمر ..فعلاً إن تصرفاته غريبة...
عبد الملك بصوت فيه استهزاء: وش أخبارك سديم

انتفضت خائفة من الصوت الذي جاء من خلفي من ذاك الممر..
رميت الغطاء علي... أغاظني ولم أرد عليه..
ولكنه لم يخجل بل أعاد السؤال..
عبد الملك: وش علومك سديم..

كانت علامات الغيض تنبض من وجهي حتى لاحظت أشواق.. ذلك فقالت
أشواق: عبد الملك سديم تستحي..
ثم قامت لإغلاق الباب..ولكنه لم يرحل فقال..
عبد الملك: لا أنا مثل أخوها.. عادي بسأل عن أخبارها

قلت بصوت منخفض: الحمد لله أنا بخير
وهمست بداخلي:بس أنت انقلع

عبد الملك: زين الحمد لله
ثم ذهب... لا أعرف ما هذا الاهتمام العجيب الذي حل به... لا تظنوه صادقاً..
هو يتعامل معي بهذه الطريقة منذ سنتين أو ثلاث أي منذ أن تحجبت عنه...
قبل أن أتحجب عنه كان لا يسأل عن حالي أبداً.. والآن كلما مر من مكان
ووجدني فيه... يسألني كيف حالك..حالي سيكون بخير إن لم أتعرض
لحركاتك السخيفة..
أغلقت أشواق الباب أخيراً..
سديم: المفروض تسكرون الباب دايماً

أشواق: هاذي نجود أكيد ما سكرت الباب يوم طلعت

نجود وهي تدخل: وش فيها نجود

ولكن من أجاب هو صوت مشاعل المحبب لي..
مشاعل: الســلام عليـــــكم

أشواق: هلا مشاعل أخيراً جيتي توقعتك ما تجين

مشاعل: أنا جيت عشان نجود وسديم

أشواق بغيض: أدري

بعد مدة جاءت ابتسام ابنة عمي ومعها "وئــام" أختها التي تصغرها بـ3 سنوات..
وكذلك جاءت صديقة أشواق "نوف"
مضى الوقت سريعاً حتى دعتنا نجود لأن نذهب للعشاء.. خرج الجميع ولكني
بقيت بالغرفة وأخذت حقيبتي
أشواق: يا الله سديم

سديم: اصبري لا تروحين بس بشوف شكلي..

أخرجت المرآة وبدأت أعدل من شعري..
مر معاذ وكان الباب مفتوحاً.. رفعت رأسي من المرآة صدفة ووقع نظري على
معاذ الذي كان ينظر لي بدهشة..ثم عاد للخلف وبدأ يصرخ بصوته الجهوري..
معاذ: أشواق وجـع سكري الباب..

أشواق: أصبر شوي أنا وسديم بنروح للغرفة الثانية اللي فيها العشاء..
أنت رح للمجلس شوي وتعال بعد 5 دقايق..

ولكن معاذ صرخ بشدة: أقولك سكري الباب..

أشواق: طيب أف
الحين بيطقنا هنا ساعة لين ما يروح للمجلس..

سديم: نصبر وش ورانا

أشواق: تصدقين معاذ تغير من يوم تغطيتي عنه صار عصبي أشد من أول

ثم ابتسمت بمكر وقالت: يمكن لأنه منقهر ما عاد يقدر يشوف حبيبته

اشتعل وجهي من الخجل..
سديم: ســــخيـــفـة

أشواق:ههههههههه

تناولنا عشائنا وأمضينا وقتاً ممتعاً حتى انتصف الليل.. وبداء الجميع بالذهاب..
حتى أنه لم يتبقى أحد سواي...
سديم: والله فشيلة... أنا أول من جيت وإلى الآن ما رحت

نجود: سخيفة ليش تقولين هالكلام.. وبعدين أنتي من زمان ما جيتي عندنا
ودنا لو تنامين عندنا والله وناسة

أشواق: إيه الحين إجازة ليه ما تنامين عندنا

سديم: لا ما أقدر فشيلة من أبوكم ومعاذ وعبد الملك.... صعبة أنام

أشواق: بنجلس لحالنا وش تفشلين منه.. وبعدين أظن أن خالد بينام هنا..
أو بيسهر مع أخواني لين الفجر...

سديم: لا.... لا تقولين
بتصل عليه..جيبي التلفون الله يخليك

أخذت الهاتف واتصلت بخالد ولكنه لم يرد علي.. أعد الاتصال عدة مرات
ولكنه يتجاهلني..
أغلقت السماعة وقلت: أشواق يا حبي لك نادي معاذ أخوك وخليه ينادي خالد
أخوي يقوله أن سديم تبيه..

أشواق: أف يا شينك نامي عندنا..

خرجت أشواق لمناداة معاذ حتى خرج لها ثائراً
معاذ بصوت غاضب: نعم وش تبين يا قليلة الأدب.. خالد ووليد عندنا وأنت
صوتك واصل لهم


أشواق: وش أسوي مليت وأنا أنادي محد يسمع... سديم تبي تكلم خالد

هدئ صوت معاذ حتى أصبح كالنسيم: سديم...
وش تبي بخالد

أشواق: ما أدري عنها مصرة إلا تروح الحين للبيت

معاذ بغضب خفيف: وليش مستعجلة بناكلها حنا قولي لها تصبر..
خلاص خالد هنا ومتى ما راح بياخذها معه..

أشواق: طيب

دخلت أشواق.. وقالت: أظن أنك سمعتي وش قال معاذ..

قلت بخجل: أيه سمعت..

أشواق وهي توجه الحديث لنجود: نجود شفتي وش لون كان معصب معاذ
ومن يوم قلت أسم سديم صار هادي وحبوب...

لم ترد نجود فقط رسمت ابتسامة عذبة على وجهها...
عندها كدت أذوب من الخجل..
سديم: سخيفة.. وبعدين ليش معصب أبي أروح لبيتنا
على الأقل يوديني خالد ثم بكيفه يرجع لهم

أشواق: يمكن ما يبي حبيبة قلبه تروح للبيت...

حقاً خجلت وشعرت بأن كل جسدي يشتعل نيراناً من الخجل...

نجود: ههههههه أشواق حرام عليك شوفي وجهها صار أحمر

أشواق بابتسامة: هذا الصدق... معاذ يموت بتراب الأرض اللي تمشي
عليه سديم.......
صد العاشق الولهان

سديم: خلاص عيب أســكتــي..

أشواق: والله أتمنى أنه أحد يحبني كثر ما معاذ يحبك....
الله بتصير حياتي أكشن

نجود: الحمد لله على العقل

ظللنا على حالنا هذا حتى أذان الفجر... صليت ثم سمعت صوت معاذ ينادي أشواق..
معاذ: أشــواق... أشــواق.. قولي لسديم تطلع... خالد بسيارة عبد الملك

أشواق: إن شــاء الله

وهكذا عدت أخيراً للمنزل....... أشعر أني اشتقت لغرفتي الحبيبة..
فتحتها واستلقيت على سريري أشعر بحاجة ماسة للنوم... ولكني وعدتكم
بأن أخبركم عن معاذ........ ممم معاذ هو كما تعرفون أبن عمتي سعاد.. وحبيب
الطفولة.. منذ أن فتحت عيني على الدنيا ومنذ أن فهمت الحياة من حولي وأنا
أسمع في كل مكان
عن حب معاذ لي...حتى جدي خالد.. كان دوماً ما يردد شكلنا بنزوج خالد لابتسام
و معاذ لسديم...... لا تصدقون حجم الفرحة التي تحيط بمعاذ حينما يستمع لمثل
هذه الكلمات ههههههه كان يكاد يطير من الفرحة.. مضينا في دروب الحياة..
وما زال حبنا واضح للعيان.. أعتقد أن حبنا كان هو الحب الوحيد الصادق في عائلتنا....
كبرت حتى وصلت للصف الثاني المتوسط وأنا لم أتحجب(أتغطى) عنه.. حتى
طلبت مني عمتي سعاد ذلك.. ربما أن أحد الأسباب التي جعلتني أصرف النظر
عن معاذ هي عمتي سعاد... إنها صعبة المعشر..
سريعة الغضب..كثيرة الشكوى.. وتشك بكل من حولها.. إنها لا تثق بأحـد..

أعرف أني بهذا أستبق الأحداث.. ولكن لا أريد أن أنسى أنها عمتي ولا أريد
أن أتسبب يوماً ما بحدوث قطيعة رحم بين أبي وعمتي بسبب المشاكل التي ربما
تحدث بأي وقت... أما عن معاذ.. لا أنكر أنه هناك بصيص حب ما زال يتقد بقلبي
حتى الآن ولكن.. يجب أن لا أتعلق به واحتمال زواجي به يكاد يكون معدوماً...
أمــا السبب فيه هو أن خلقه سيئ..ممم الكثير من أولاد عماتي لا يحبونه...
حتى خالد يفضل عبد الملك على معاذ... معاذ عصبي
ربما أن فارس أبن خالتي أفضل خلق منه... معاذ سيئ الخلق مع الجميع لا يلبي
طلبات
أحد أين كان حتى أخواته.. حتى أن عمتي لا تطلب منه شيء لأنها تعرف أنه لا
يحب تلبية طلبات أحد ودوماً ما يلبي عبد الملك طلباتها..
ممم صحيح أن معاذ رائع بالتعامل معي ... ولكن أعتقد أن ما أراه من سوء معاملته
لأخواته يخيفني منه... أتصدقون أنه حتى الآن لا يتوانى في ضرب أخواته وكأن
هذا من حقه...مممم لهذا الحد سأكتفي ههههه كي لا تكرهوا معاذ!!

شعرت بمشاعر تزدحم بقلبي.. فأخرجت دفتر مذكراتي.. وخططت ما جال بي
من خواطر...

كثيراً ما كان يتردد صدى أسمه في داخلي..
حتى أحتار في تحديد مشاعري تجاهه..
كثيراً ما تتحدث أخواته عنه وكأنه قد
حكم علي به..
تارة أسعد لتلك الكلمات... وتــارة
أتضايق..
وهنا أقف في حيرة بتحديد مشاعري
تجاهه...
ترى هل ما زلت أحبه!!
.
.
.


مزعت الورقة من دفتر مذكراتي... وجعلتها في أسفل رف بمكتبي الصغير
ووضعت فوقها أكواماً من أوراقي وملفاتي..ثم أغلقت باب الرف بالمفتاح الصغير..
وذهبت لأنام بعد أن شعرت براحة حينما كتبت تلك الخاطرة القصيرة..



بعد عدة أيام شعرت برشح شديد وإرهاق مممم يبدو أني مصابة
بالـ" انفلوانزا" ظللت طوال اليوم في غرفتي ولم أنزل... خالد ذهب لمدة يومين
لدمام برفقة أصحابه.. وسيعود اليوم.. أتصدقون الآن نحن في المغرب ولم يشعر أحد
بمرضي.. حتى أن أبي لم يمر علي أبداً.. هل عدم وجودي لا يعي أي شيء
بالنسبة له.. مملت من غرفتي وشعرت أني سأختنق.. لذلك فكرت بالنزول..
أني أكاد أتضور جوعاً..
نزلت درجات السلم وذهبت للمطبخ وجدت الخادمة هناك..
فاطمة: أوه ساديم أنتي فين.. تأبان

سديم: أيه تعبانه شوي.... سوي لي عصير ليمون وجيبي شوي فطاير

فاطمة: إن شاء الله

ذهبت لأحد الأرائك المريحة في الصالة واستلقيت عليها.. وبعد مدة حينما انتهيت من طعامي .. دخلت أمل بصحبة والدي..
أبي: سديم وش فيك عسى مانتب تعبانه

سديم: لا بس اتفلونزا...

أمل وهي تنظر لطعام الذي على الطاولة الزجاجية الصغيرة التي أمامي
أمل: وش الأكل اللي هنا... مين اللي ماكل هنا ... أنا كم مرة أقول الكنبات
بتتوسخ كولوا على طاولة الأكل..

سديم: معليش بس أنا تعبانه شوي

أمل: طيب روحي نامي فوق..

أبي: تحتاجين الدكتور..

سديم: ما أدري...

أبي: خلاص إذا احتجتي أوديك علميني..

ذهب أبي بصحبة أمل للداخل وبعد ثواني طلت أمل علي..
أمل: سديم تحتاجين الدكتور.. ولا موب لازم صح..
بس خوذي مسكن وأشربي ليمون دايم وبتخفين إن شاء الله

التزمت الصمت لا أعرف ماذا يضرها إن ذهبت للطبيب..
هل ستدفع من حسابها الخاص..
حسناً ليس بيدي سوى أن أصبر... كلها أيام وستخف هذه الأنفلوانزا علي..
لم أشعر بنفسي إلا وقد غفوت قليلاً.. ثم سمعت صوت باب المنزل يغلق
وحركة قادمة تجاهي.. فتحت عيناي وإذا بخالد قد جاء.. نهضت لأعتدل جالسة
فبادرني خالد قائلاً...
خالد: سديم وش فيك تعبانه..
ثم لمس جبهتي وقال: أوه حرارتك مرتفعة من متى وأنتي تعبانه

سديم: من أمس بالليل بدى الزكام معي واليوم الفجر شد علي..

خالد: ليه ما رحتي للدكتور...أبوي داري أنك تعبانه

سديم: إيه داري بس موب لازم أروح بخف الحين... بس يا حبي لك جب لي
مسكن زين من الصيدلية لأن البنادول ما نفع معي..

خالد: وش بندول أني بعد البندول ما يسوي شيء... لازم مضاد أو خافض حرارة
ودواء للزكام... قومي بوديك أنا لو بلوموزين.. أو بدق على شمس الدين اللي
يشتغل
عند أبوي بالشركة.. أقعدي أنا بجيب لك العباية من فوق

عدت واستلقيت على الأريكة.. ثم أتت لي أمل كالإعصار..
أمل: سديم.....حنا جينا وقلنا لك بنوديك بس أنتي رفضتي صح

سديم: إيه صح

أمل: طيب وشو له تروحين للمستوسف ما له داعي... عند أي تعب
تروحين للدكتور

جاء خالد وهو يكاد يشتعل من الغيظ ..وذهبنا للمستوصف الخاص القريب من المنزل...
لم تكفي النقود التي دفعها والدي لشراء الدواء فدفع أخي من مصروفه الخاص..
حينما عدت للمنزل حاولت إعادة المال الذي دفعة خالد لشراء الدواء ولكنه غضب مني
ورفض أخذ النقود مني... أتصدقون سهر تلك الليلة على راحتي.. كان يضع الكمادات
على رأسي... رأفت بحاله.. فهو لم يرتح منذ أن عاد من السفر...كم أشعر بأني حمل
عليه فلا يستطيع التأخر في أسفاره من أجلي... وهاهو الآن يسهر على راحتي...
جاء وقت
الفجر وكنت أغلي من الحرارة والتعب.. وهو مازال يغفو تارة ثم يعود ويستيقظ تارة
أخرى ليغير كماداتي..
قلت بصوت مبحوح واهن: خالد ..... خلاص رح صل بالمسجد لا تفوتك الصلاة عشاني...

خالد: بروح إن شاء الله بس ودي تخف حرارتك شوي.. بروح أتوضأ
الحين وباجلس عندك لين تقيم الصلاة...

ذهب خالد ليتوضأ ويستعد للصلاة ثم جاء إلي فوجد حرارتي قد زادت قليلاً فجلس ليضع الكمادات علي ويرطب وجهي بالماء....
حتى أقامت الصلاة وبدأ الأمام بالقرأة والمسكين أخي بين نارين هل يذهب للصلاة
أم يبقى معي.... ولكنه مع إلحاحي ذهب في الركعة الأخيرة...
وهناك وبعد الصلاة قابله أبي فوبخة على إفاتته للركعة الأولى....
آه ما أقساه من أمر أن يوبخ أخاك على ذنب أنت اقترفته...
وذنبي هو أني مريضة وسهر هو برعايتي..
فليحفظه الله أينما كان...


دارت الأيام تترا.. وانتهت إجازة نصف العام..قضيناها بمكة.. كانت رحلة رائعة...
ذهبت بصحبتنا جدتي الغالية.. كم أستمتع حينما أضع رأسي على حجرها في
طرق السفر وأنام...وأشتم رائحة حنانها!!...
بالتأكيد أنكم تتساءلون هل للحنان راحة؟؟
وسأجيبكم نعم.... أشعر بأنها رائحة معنوية لا حسية... رائحة تشعرك بالدفء والحنان..
أتعرفون ما هو الشيء الوحيد الذي نغص فرحتنا.... إنها نغزات أمل التي ترميها
علينا بين الفينة والأخرى...كانت ترمي بكلماتها الجارحة على جدتي ولكن دون
أن يشعر أبي...كانت تسيء ولكن بأسلوب يصعب اكتشافه..
أتعرفون ما المؤلم.... هو أنه حين عودتنا... احتضنت جدتي خالد... وبكت!!
أجل بكت بسبب أمل... وأقسمت عندها أن لا تصاحبنا بأية سفر...
طبعاً حدث هذا دون علم أبي.... فأبي حتى هذا اليوم لا يعلم بأي شيء..
وخالد هو من أخبرني بموقف جدتي المحزن...

أمل الآن بنهاية شهرها السابع.... رائع لم يتبقى على قدوم أخي..سوى شهران..

أنا الآن في حديقة المنزل.... نحن الآن بنهاية فصل الشتاء... لذلك الوقت رائع جداً..
للرحلات... ولكن المدرسة قادمة ولم يتبقى عليها سوى 3 أيام
أريد أن أذهب للمكتبة ولكن لم أجد وقتاً مناسباً لأن أحادث أبي..
ممم سأذهب الآن لأخبره..
دخلت المنزل.. وصعدت درجات السلم ولكنني سمعت صوت أبي وأمل في
الجلسة الصغيرة التي في الطابق العلوي... ويبدو أن هناك نقاشاً محتدماً..
ممم هل أصعد أم أأجل الموضوع....لم أكن أعرف ما أفعل... وترددي هذا جنا علي...

رأت أمل ظلالي... فالتفت لأبي
أمل: موب قلت لك...... شف قاعدة تتصنت..

صعدت أخيراً..... وقررت أن أذهب لغرفتي دون أن أخبر أبي بشأن حاجتي لزيارة المكتبة..الوقت غير مناسب ألبته..

أبي: سديم وش قاعدة تسوين هنا...

سديم: عادي ولا شيء.... أرقى الدرج

صمت أبي..... ولكن كنت أسمع همهمت أمل الغاضبة..
استدرت لغرفتي وعبرت الممر وأنا أشعر بشرر نظرات أمل يكاد يحرق ظهري...
وفور أن دخلت غرفتي.. وأخرجت ملابسي لأستحم..إذ بطرق مهيل على بابي..

سديم: ميـــن

أبي: أفتحي أنت ووجهك.... قسم بالله منتب مخليتنا نرتاح أنتي وياها

فتحت الباب وأنا خائفة.. فسمعت صوت أمل صادراً من بداية الممر وهي تقول
أمل: ليش تقول أنتي وياها أنا وش ذنبي..بنتك هي المخطيه وتتصنت على
خلق الله..
صدق قليلة أدب
ثم سمعت صوت خطواتها الغاضبة تتجه بعيداً... ثم صفق باب غرفتها
بأعلى صوت...
أغمضت عيني لبرهة وأنا أستعد لهجوم أبي...
أبي: ليش واقفة ببداية الدرج وتتسمعين......
ثم صرخ بشدة:.......ليــــــــش

قلت بتلعثم وخوف: أنا ما كنت أتسمع

أبي: لا تكذبين...... أمل شافت ظلك واقف له 5 أو 10 دقايق... لكن سكتت
تظن
أنك بتتأدبين من نفسك وتروحين.... لكن الظاهر أني صدق ما أدبتك..
وصرخ مرة أخرى ثائراً كالبركان: فشلتينا ببنت الناس.... فشلتينا

صرخت: والله.........والله ما تسمعت... عساي الموت إن كنت كذابة
والله ما أدري وش قلتوا... بس وقفت لحظة يوم سمعت أصواتكم وترددت
أرقى ولا لأ....
ثم رقيت...

أبي: لا تقعدين تحلفين وتدعين على نفسك... بس فكينا لا تقربين منا لا صرنا لحالنا
لا تجين إلا إذا كان خالد عندنا... فاهمة...

قلت والعبرة تخنقني: طيب..
ثم خرج من غرفتي وصفق بالباب..جلست على الأرض لأستوعب ما حصل
حسبي الله ونعم الوكيل...هل بضع ثوانٍ كنت أقف بها عند نهاية السلم
تصبح 5 أو 10 دقائق.... ثم أني لم أذهب لغرفتهم وأجلس لأتسمع لهم..
هم من جلسوا بمكان غير مناسب.... ما ذنبي أنا... ما ذنـبـــي
آه يا قلبي المحطم... آه يا جرحي الثائر..
ماذا جنيت به عليها كي تكرهني وتكيد لي هذا الكم الهائل من الحقد...
آآآآآآآآه.... أشعر بأن قلبي أصبح حطام..تناثرت أشلائه بكل مكان..
نظرت لمصحفي الذي كان يتزين بأبهى حلة على حامله... فاقتربت منه وكأنه
يدعوني لتلاوته........فتحت صفحاته على سورة يوسف كم أحبها هذه السورة
وكثيراً ما كنت أقرأها فقصة يوسف عليه السلام محزنة ولكنها تعطي دروساً بالأمل..
بدأت أقرأها بصوت مرتل متأثر.... والدموع لم تتوقف للحظة واحدة....
وكأنها اعتادت على الإنحدار بسهولة على وجنتـَيّ الشاحبتين..

.



.



.



.


نهاية الجزء الثامن

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكاتبة بسمة جراح, ابدعتي يابسمة, سحابة دخان للكاتبة بسمة جراح, قصة رائعه تميزها واقعيتها, قصة رائعه وكاتبة متألقة, قصة سحابة دخان
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:34 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية