كاتب الموضوع :
بسمه جراح
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
(8)
الجزء الثامن
استلقيت على سريري.. وأنا أفكر في خلود... كيف سأقابلها
هذه أول مرة يحدث بيننا اختلاف كهذا... أشعر أنها بالغت بردة فعلها..
لم أرى حتى طيفها بعد أن خرجت باكية... هذه أول مرة أرى خلود
تبكي فيها بعد أن كبرت... أعرف أن الخطأ الأكبر هو علي... ولكن لما لم تقدر شعوري... في الأسبوع الماضي
اتصلت بها وكانت مشغولة ولم تستطع محادثتي.. ولكن بعد ربع ساعة اتصلت بها
وردت وعندما سمعت صوتي قالت بأني كنت أعتقد أنك لمياء لذلك رديت عليك.. ثم أنهت
المكالمة بسرعة!!
وكثيرة هي المواقف التي كهذه... تقدم بها لميــاء علي..
خلود..... هي الصديقة والأخت وبحر أسراري.. أجد أنه من حقي أن أخاف تخليها عني....
أنا لم أقل لا أريدها أن تصادق غيري... ولكن ما يؤلمني هو أنها تتجاهلني...
ولكن في المقابل.. خلود من حقها أن تتضايق من حساسيتي... أنا أتحسس من أيه
حركة.. وأي تجاهل.. منذ أن بدأت الدراسة وأنا وهي في شد وجذب.. هي تحاول
إدخالي مع لمياء ولكني لم أتجاوب...
ربما لأني لا أريد أن أشعر أن لمياء تملك مكاناً في قلب خلود أكثر مني...
أرجوكم لا تعتقدوا أن هذه أنانية مني.... ولكن خلود هي الأخت الوحيدة...
التي أجد نفسي معها ولا أخفي عنها أي شيء... صدقوني أي شيء..
حتى أحلامنا نحكيها لبعضنا...
وفي المقابل لا أريد أن تحكموا عليها بالقسوة.... ربما أنها معجبة بشخصية لمياء...
ولكنها ما زالت تحمل لي في قلبها نفس المكان وأوسعه.. لذلك تضايقت هي من
شكي بها ومن حساسيتي معها...
ربما أني لو تحدثت عن مشاعري لأنهيت الليل بطوله...
ولكن تأكدوا أن ما قلته هو مجرد قطرة.......من بحـــــر!!
استيقظت الصباح وقلبي منقبض بشدة... بودي لو أتغيب عن المدرسة ولكن
غيابي كثر... ومعلمة الرياضيات ستراجع لنا ولا أريد أن أفوت هذه الفرصة..
كم أحبها هذه المعلمة...
مشاعر عدة أحملها بقلبي تجاهها..
أشعر وكأنها أخت كبرى لي....هههههههه... يبدوا أني جعلت كل الناس أخوتي...
وداعاً لقد تأخرت على أبي...
ها أنا دخلت المدرسة وأسير من غير هدى... هل أنتظرها عند بوابة المدرسة......
أم..... أم أذهب للصف
ربما أنها لا تريد رؤيتي حتى الآن
لمحت طيف عهود قادمة... يبدو أنها رأتني.. لكنني اتجهت بخطى واسعة للداخل
كيد أصعد لصفي.... لا أشعر أن الوقت مناسب لرؤيتها
دخلت الصف وبعد ثواني دخلت لميـــاء... مشاعر من الاستياء امتلأت بقلبي
عن رؤيتها..
هي سبب مشكلاتنا... ولكن ما ذنبها.... يبدو أني أظلمها بكرهي ... ابتسمت لي
وهي تجلس بمقعدها..
لمياء: سديم.... خلود تحت شكلها تتنظرك تجين ما درت أنك فوق
سديم: آآ.. أكيد بترقى فوق بعد شوي
ظللت أنتظر دخولها لفترة بسيطة... حتى قالت لمياء
لمياء: سديم تبيني أنزل أناديها لك......هههههههه أحس شكلكم غلط
ما يصلح سديم بدون خلود..
قلت ببتسامة: لا خلاص باقي شوي وتبدأ الحصة... أكيد بتجي الحين
غدير: أقول لمياء أذكري الله شكلك بتطقينهم عين على هالصبح..
لمياء: ههههههههه ما شاء الله تبارك الله
لم تنهي لمياء كلمتها هذه حتى دخلت خلود ومن خلفها عهود..
رأيتها تبتسم للمياء.. ثم أدارت رأسها تجاهي ورأيت في عينيها نظرة عتاب..
مر الوقت سريعاً.... ها أنا أسمع صفارة " الفسحة" نهضت من مقعدي وانتظرت
خلود عن باب الصف كي تخرج معي... هاهي قادمة
خلود: يا لله ننزل
سديم: وين عهود ميب جاية معنا
خلود: يقالك ما تدرين من أسبوعين وعهود ما تحب تجي معنا وتجلس مع ريم
لأنها ما تحب تتمشى وقت الفسحة..
قلت بهدوء: زين أجل أمشي ننزل...
ذهبنا "للكفتيريا" وأشترينا إفطارنا...ههههههه أتعرفون ما هو...
"مشروب غازي وكيت كات" هههههه وجبة دسمة أليس كذلك...
جلسنا في أحد المقاعد المطلة على الساحة الكبيرة...
كنت أنتظر أن تبدأ بالحديث..
خلود: سديم.. وش له هالحركات السخيفة..
سديم: وش تقصدين؟؟
خلود: ترى عهود شافتك عن البوابة وأنتي تدخلين وتقول أنك شفتيها بعد..
ليش رحتي
للفصل بدون ما تتنظرين أجي معك.. ما له داعي هالحركات
سديم: قلت يمكن ما تبين تشوفيني... فأروح بكرامتي أحسن مما أنك تتركيني
وتروحين..
خلود: وتتوقعين أني أسوي كذا..... ليش تفكرين بهالسخافة
سديم: أنتي أمس ببيتكم ما جيتي تعشيتي معنا وزعلانة حتى رحت وما شفتك
فتوقعت أنك بتسوين نفس الشيء بالمدرسة...
خلود: أنا سويت كذا معك أمس....... عشان تحسين بغلطتك..وما عندي نيه
أطول الموضوع... أتصرفت معك بهالطريقة عشان تحسين بي إذا قلتي مثل
هالكلام لي... أو حتى تصرفتي معي بحساسية... أنا اللي ضيق صدري أننا
بنات خالة حتى لو كنا موب صديقات
يعني الرابط اللي بيننا أكبر من أي أحد...
موب يجرح أنك تجين وتشكين أني بتخلى عنك.. أو أني أفضل أحد عليك...
ليش تصيرين حساسة حتى لو حبيت لمياء نفس حبي لك ليش تتضايقين...
خليك عادية طبيعية موب كل شيء يضايقك...
يعني أنا ما أشوفك مع غدير ما شاء الله فالينها بالحصة ضحك ووناسة... لو أنا حساسة
مثلك كان زعلت منك وقلت ليش ترتاح مع أحد غيري...
ترى استهبالك أنتي وغدير.. يمكن حتى يوم كنت جنبك بالمتوسط ما سوينا مثل
اللي تسوينه الحين... لو أنا أغار أو حساسة... كان تضايقت لكن والله أنا أفرح إذا شفتك فرحانة...
كانت العبرة تحشرج في حلقي وكأنها تريد أن تنطلق... وعيناي ممتلئة بالدموع..
أخفضت رأسي ولم أتكلم.... خلود صادقة بكل حرف..ليس لدي ما أقوله...
قدرت خلود موقفي ولم تطلب مني أن أتكلم فالتزمنا الصمت حتى انتهت
"الفسحة" وذهبنا لصفوفنا...
.
.
.
.
.
.
وهكذا انتهت المشكلة على خير.... وزاد حماسي للتخلي عن حساسيتي الزائدة..
والآن انتهى يومنا الدراسي... ها نحن ننتظر أحد اولاد خالتي ليأخذنا..
أتعرفون.. لنا الآن ما يقارب الشهر ونحن نعود للمنزل بصحبة فارس.. كم أود لو
يأتي فهد ليأخذنا فهو راق بتعامله... لم أخبركم عن مواقف فارس .. عند كل مرة
نخرج فيها من المدرسة.. هل تريدون أن تعرفوا إذن شاهدوا ما سيحدث الآن..
هاهي عهود قادمة بسرعة وتكاد تسقط......هههههه أتعرفون يبدوا أن فارس قد جاء
عهود: خلود...سديم ترى فارس جاء أنا ما لي دخل فيكم بطلع
خلود: عهود لا تصيرين نذله... أنت تعرفين فارس إذا شافك طالعة قبلنا بيزعل علي...
عاد وش بيفكني من لسانه..
عهود: طيب بسرعة إذا تأخرتوا بطلع وأخليكم..
أخذنا أنا وخلود نلبس عبائاتنا بسرعة...حتى أن من يرانا سيعرف بسهولة أن من
ينتظرنا بالخارج... عصبي كنار تتلظى!!
خرجنا ثلاثتنا ولكن كما هي العادة عهود تسبقنا وأنا وخلود نجري من خلفها
بسرعة مضحكة.. وهذا هو مسلسلنا اليومي..
ركبت خلود بالمقعد الأمامي.. وحينما ركبنا... وبمحض الصدفة كنا تغلق أنا وخلود
باب السيارة سوياً..
نظر فارس لخلود بنقمة وحرك رأسه باستهزاء..
فارس: يعني يقالكم حركة.. تسكرون الباب مع بعض
خلود لم ترد عليه والتزمت الصمت.. ولكنه لم يرغب بهذا الجواب...
فارس: وراك ما تردين... يعني صدق متفقين..
خلود: ما يحتاج أتكلم.... إذا قلت لك أننا ما تفقنا منتب مصدق خلني ساكته أحسن...
فارس: طيب صدقت ما اتفقتوا بتسكير الباب... لكن شكلكم متفقين ما تطلعون
إلا جنب بعض صح.. أنا نفسي أفهم ليه عهود تطلع قبلكم.. ليه دايم أنتم وراها...
خلود: لأن عهود سريعة..
فارس: سبحان الله عهود سريعة وأنتم لا... تخلصون سوى بكل شيء حتى
بلبس العباية وبالطلعة تطلعون بنفس الوقت وتمشون جنب بعض وتسكرون
الباب مع بعض بعد....
لم ترد عليه خلود والتزمت الصمت.... يبدوا أن هذا هو الأسلوب المناسب
بالتعامل معه...
أسأل الله أن يرحم من ستتزوجه!!
مممم مضت الأيام سريعة وها أنا أنهيت اختباراتي..
الجديد في الأمر هو أن أمل أقنعت والدي بأن يجعل أحد العاملين عنده
يقومون بتوصيلي أنا وخالد للمدرسة... ما يغيظني لما لم تقنعه بأن يجعل
خالد يقود السيارة..
وهكذا أصبحت لا أدخل سيارة أبي إلا في المناسبات العائلية...
أشتقت لتمشياتنا مع أبي... ههههه... أشتقت لأن أذهب للسوبر ماركت
بصحبة أبي...
لا تظنوا أنه ينقصني شيء من الطعام أو الحلوى..ممم كل ما أريده سيحضر...
ولكن أحب تلك البساطة التي كنا نعيشها سابقاً
أحب مزاح أبي وخالد...حتى لو كان جل مزاحهم عني.. الآن نتعامل برسمية بالغة..
أبي لا يمزح معي أو يهتم بحديثي..
ههههههه ولكني أخذت وعداً بأن لا أكون حساسة.. أنا لا أنكر أني أحب دلال
واهتمام أبي لي... ولكن صدقوني لم أعد أبتأس لتجاهله بل أعتدت على هذا..
علاقتي مع أمل جيدة... غير أنها تتصرف بغرابة أحياناً
سألتها البارحة عن أخينا القادم ولكنها ضحكت وقالت بأن الوقت طويل وربما بعد4 أشهر
سيقدم المولود الجديد... أنا وخالد ننتظره بفارغ الصبر ونتوق للقياه عاجلاً...من يصدق
أنا الآن في السادسة عشرة ولم أذق حتى الآن أن يكون لي أخ أو أخت صغيرة..
ما رأيكم أن أنزل عند أمل حقاً أني أستمتع حين أسمع حديثهم عن ضيفنا القادم..
وصلت لطابق السفلي ولكني لم أجد أحداً في "الصالة"... لحظة يبدوا أنهم في غرفة
استقبال النساء أعتقد أن هناك ضيفاً....
ربما!؟
حينما أردت العودة لطابق العلوي سمعت أبي يناديني..
أبي: سديم حبيبتي روحي للمستودع الخارجي
بتلقين كرتون صغير عند الباب جيبيه..
الكرتون خفيف موب ثقيل..
قلت بتردد: إن شاء الله
كنت خائفة من أن أجد تلك القطة التي تطعمها الخادمة..حتى ألفت بيتنا.. وأنا أخـــاف وأكره القطط..
حينما هممت بالخروج وأنا أقرأ أذاكري وأدعوا ربي..
قال لي أبي..
أبي: سديم تقدرين وإلا تخافين حبيبتي..
أوقف لك عند الباب..
كنت سأقول أجل قف لي عند الباب كي أحتمي به عندما تقابلني إحدى القطط
ولكن أمل ردت عني..
أمل: الحمد لله وش له الدلع حنا بالمغرب موب بآخر الليل.. ما أدري ليه أنتم كذا تدلعون الواحد... حتى أمك الأسبوع اللي فات يوم جت سديم وإبتسام بيشيلون الأغراض
اللي جابها أخوك بدر قالت أمك لا يا بنياتي لا تشيلونه خلوا الشغالات يشيلون عنكم
يعوركم ثقيل..
أبي:هههههه حنا رقيقين موب مثلكم..
أمل: وش رقيقين سديم ميب صغيرة عشان تخاف وإلا ما تتحمل تشيل الثقيل أنت كذا
بتدلعها وتخربها
بكرى إذا تزوجت زوجها موب متحمل دلعها..
أبي: لا وش علي منه يدلع بنتي غصب عنه
أمل: لا ماله داعي أنت كذا تخليها خوافة ودلوعة..
أبي: هههههه خلاص سديم روحي جيبي اللي قلت لك وسمي بالله..
خرجت.... وسمعت أمل تقول باستهزاء: سمي بالله... حشا بيطلع لها وحش وأنا ما أدري
أعرف ما تتوقعوه أني متضايقة من كلام أمل.... لا حقاً أنا لست متضايقة ولم يعد
يهمني هذا... أنها أمور سخيفة أليس كذلك..
حينما عدت أخبرتني أمل أن أشواق اتصلت بي بالعصر..
أمل: إيه صح سديم دقت بنت عمتك سعاد ... أشواق وصرفتها
سديم: يوه من زمان ما رحت لهم أكيد زعلانين... بس ليه ما قلتي لي..
أنا ما أعرف رقم بيتهم الجديد..
أمل ووضحت عليها علامات الاشمئزاز: ما دريت أنك تبينها... أحسبك ما تبينهم....
يوه ما أطيقها أشواق ملوقوفه بالمرة.. تصدقين جاية تسألني حامل بأي شهر.... صدق وقحة..تذكرين قلت لك السالفة.. والله عجيبة الحين أمها ما سألت تجي هالبزر وتسألني..
قلت بخجل: إيه الله يهديها أحياناً تتصرف غلط..
أبي: صغيرة..ما عليها شرهه ...بثاني متوسط
أمل: وش صغيرة.... وين أمها عنها ما تأدبها تراها موب أول مرة تسألني
كذا مرة تنبش... ملقووفــه..حتى سديم ما خلتها راحت وسألتها بس عجبتني
سديم قالت
أنا ما أعرف شيء..
لا أنكر أن تصرفات أشواق سيئة... ولكن ليس لأمل الحق بأن تتصرف دون أخذ إذني...
حسناً أمل لا تحبها أنا ما شأني..هي ابنة عمتي ولا أريد أن أقاطعها..
سديم: طيب شفتي رقمهم بالكاشف..
أمل: لا والله ما شفت وبعدين أزعجتنا دقت مرتين ففصلت التلفون أكيد الرقم أنمسح..
سديم: أووه أكيد بتزعل
أمل: طقق وش عليك منها دامك ما تبينها... لا تجاملينها..
سديم: لا أنا عادي أبيها بنت عمتي... صح غلاطانة بس ليش أقاطعها
نظرت لي أمل بمقت وإحتقار.. ثم قالت: بكيفك إذا دقت مرة ثانية بعلمك بس قولي
لها تحترم نفسها وتدق مرة وحدة موب كل شوي..
احمرت وجنتاي من الخجل وكأني أنا المخطئة... ولكن ماذا بيدي هي ابنة عمتي..
ولكن السؤال الذي يتبادر بذهني... هل من أجل أنها اتصلت مرتين أصبحت مزعجة
ماذا عن إبنة أختها التي تتصل 5 أو 6 مرات..
لمَ لم تقل عنها مزعجة؟؟
اتصلت أشواق بعد العشاء مرة ثالثة وحادثتها... كانت متضايقة يبدوا أن أمل
أسأت الرد عليها..أخبرتني أن جميع بنات أعمامي وعماتي سيجتمعون عندهم
في الغد
وطلبت مني أن أحضر..
في الغد طلبت من أبي أن يوصلني لمنزل عمتي.. وتمت الموافقة ولله الحمد
وها أنا أستعد لذهاب لهم..
أرتديت لباساً بنوتياً بسيطاً.. فالاجتماع بناتي.. ولا أحتاج لمزيد من الرسمية..
جعدت شعري الطويل.. ورفعت جزء منه..
وأخيراً انتهيت... سمعت طرقاً على الباب..
سديم: أدخل
خالد: وش مسوية بشعرك..
أمسكت بخصلات شعري المجعدة: وش فيه... مجعدته ....
موب حلو؟
خالد: لا يع... والله أنكم مهبل يا الحريم...الناس يبون الناعم وأنتم
تجعدون شعوركم..المهم لا تكثرين الحكي البسي عبايتك وأنزلي أزعجوني
عبد الملك ومعاذ تأخرت عليهم
سديم: أنت بتجي معي..
هههههه لم يرد علي..
أخذت عباءتي وأغلقت باب غرفتي بالمفتاح..... ونزلت وأنا أسمع أبواق سيارة أبي....
يبدوا أني تأخرت
دخلت منزل عمتي سعاد وكانت باستقبالي نجود.. ومعها أخاها الصغير أحمد..
جلسنا بأحد الغرف الجانبية.. وأخذنا نتجاذب أطراف الحديث مع أشواق..
بالتأكيد كان الحديث لا يخلوا عن معاذ..
يبدوا أني تأخرت بالحديث عن معاذ وحبه... وسبب عدم تفكيري به رغم حبه
الأسطوري لي.. ولكن لن أخبركم الآن عنه... سأخبركم حين عودتي للمنزل..
كان عبد الملك ماراً من الممر الذي كانت تقع الغرفة به وكان الباب مفتوحاً لأن نجود
ذهبت لاستقبال مشاعل.. ولكن عبد الملك لم يتنحنح أو يصدر صوتاً كي أرمي
الغطاء على وجهي... بل إنه كان يمر ذاهباً وعائداً من هذا الممر دون أن يقول شيئاً..
ألم أقل لكم سابقاً إنه يهوى النظر لأي فتاة تمر ..فعلاً إن تصرفاته غريبة...
عبد الملك بصوت فيه استهزاء: وش أخبارك سديم
انتفضت خائفة من الصوت الذي جاء من خلفي من ذاك الممر..
رميت الغطاء علي... أغاظني ولم أرد عليه..
ولكنه لم يخجل بل أعاد السؤال..
عبد الملك: وش علومك سديم..
كانت علامات الغيض تنبض من وجهي حتى لاحظت أشواق.. ذلك فقالت
أشواق: عبد الملك سديم تستحي..
ثم قامت لإغلاق الباب..ولكنه لم يرحل فقال..
عبد الملك: لا أنا مثل أخوها.. عادي بسأل عن أخبارها
قلت بصوت منخفض: الحمد لله أنا بخير
وهمست بداخلي:بس أنت انقلع
عبد الملك: زين الحمد لله
ثم ذهب... لا أعرف ما هذا الاهتمام العجيب الذي حل به... لا تظنوه صادقاً..
هو يتعامل معي بهذه الطريقة منذ سنتين أو ثلاث أي منذ أن تحجبت عنه...
قبل أن أتحجب عنه كان لا يسأل عن حالي أبداً.. والآن كلما مر من مكان
ووجدني فيه... يسألني كيف حالك..حالي سيكون بخير إن لم أتعرض
لحركاتك السخيفة..
أغلقت أشواق الباب أخيراً..
سديم: المفروض تسكرون الباب دايماً
أشواق: هاذي نجود أكيد ما سكرت الباب يوم طلعت
نجود وهي تدخل: وش فيها نجود
ولكن من أجاب هو صوت مشاعل المحبب لي..
مشاعل: الســلام عليـــــكم
أشواق: هلا مشاعل أخيراً جيتي توقعتك ما تجين
مشاعل: أنا جيت عشان نجود وسديم
أشواق بغيض: أدري
بعد مدة جاءت ابتسام ابنة عمي ومعها "وئــام" أختها التي تصغرها بـ3 سنوات..
وكذلك جاءت صديقة أشواق "نوف"
مضى الوقت سريعاً حتى دعتنا نجود لأن نذهب للعشاء.. خرج الجميع ولكني
بقيت بالغرفة وأخذت حقيبتي
أشواق: يا الله سديم
سديم: اصبري لا تروحين بس بشوف شكلي..
أخرجت المرآة وبدأت أعدل من شعري..
مر معاذ وكان الباب مفتوحاً.. رفعت رأسي من المرآة صدفة ووقع نظري على
معاذ الذي كان ينظر لي بدهشة..ثم عاد للخلف وبدأ يصرخ بصوته الجهوري..
معاذ: أشواق وجـع سكري الباب..
أشواق: أصبر شوي أنا وسديم بنروح للغرفة الثانية اللي فيها العشاء..
أنت رح للمجلس شوي وتعال بعد 5 دقايق..
ولكن معاذ صرخ بشدة: أقولك سكري الباب..
أشواق: طيب أف
الحين بيطقنا هنا ساعة لين ما يروح للمجلس..
سديم: نصبر وش ورانا
أشواق: تصدقين معاذ تغير من يوم تغطيتي عنه صار عصبي أشد من أول
ثم ابتسمت بمكر وقالت: يمكن لأنه منقهر ما عاد يقدر يشوف حبيبته
اشتعل وجهي من الخجل..
سديم: ســــخيـــفـة
أشواق:ههههههههه
تناولنا عشائنا وأمضينا وقتاً ممتعاً حتى انتصف الليل.. وبداء الجميع بالذهاب..
حتى أنه لم يتبقى أحد سواي...
سديم: والله فشيلة... أنا أول من جيت وإلى الآن ما رحت
نجود: سخيفة ليش تقولين هالكلام.. وبعدين أنتي من زمان ما جيتي عندنا
ودنا لو تنامين عندنا والله وناسة
أشواق: إيه الحين إجازة ليه ما تنامين عندنا
سديم: لا ما أقدر فشيلة من أبوكم ومعاذ وعبد الملك.... صعبة أنام
أشواق: بنجلس لحالنا وش تفشلين منه.. وبعدين أظن أن خالد بينام هنا..
أو بيسهر مع أخواني لين الفجر...
سديم: لا.... لا تقولين
بتصل عليه..جيبي التلفون الله يخليك
أخذت الهاتف واتصلت بخالد ولكنه لم يرد علي.. أعد الاتصال عدة مرات
ولكنه يتجاهلني..
أغلقت السماعة وقلت: أشواق يا حبي لك نادي معاذ أخوك وخليه ينادي خالد
أخوي يقوله أن سديم تبيه..
أشواق: أف يا شينك نامي عندنا..
خرجت أشواق لمناداة معاذ حتى خرج لها ثائراً
معاذ بصوت غاضب: نعم وش تبين يا قليلة الأدب.. خالد ووليد عندنا وأنت
صوتك واصل لهم
أشواق: وش أسوي مليت وأنا أنادي محد يسمع... سديم تبي تكلم خالد
هدئ صوت معاذ حتى أصبح كالنسيم: سديم...
وش تبي بخالد
أشواق: ما أدري عنها مصرة إلا تروح الحين للبيت
معاذ بغضب خفيف: وليش مستعجلة بناكلها حنا قولي لها تصبر..
خلاص خالد هنا ومتى ما راح بياخذها معه..
أشواق: طيب
دخلت أشواق.. وقالت: أظن أنك سمعتي وش قال معاذ..
قلت بخجل: أيه سمعت..
أشواق وهي توجه الحديث لنجود: نجود شفتي وش لون كان معصب معاذ
ومن يوم قلت أسم سديم صار هادي وحبوب...
لم ترد نجود فقط رسمت ابتسامة عذبة على وجهها...
عندها كدت أذوب من الخجل..
سديم: سخيفة.. وبعدين ليش معصب أبي أروح لبيتنا
على الأقل يوديني خالد ثم بكيفه يرجع لهم
أشواق: يمكن ما يبي حبيبة قلبه تروح للبيت...
حقاً خجلت وشعرت بأن كل جسدي يشتعل نيراناً من الخجل...
نجود: ههههههه أشواق حرام عليك شوفي وجهها صار أحمر
أشواق بابتسامة: هذا الصدق... معاذ يموت بتراب الأرض اللي تمشي
عليه سديم.......
صد العاشق الولهان
سديم: خلاص عيب أســكتــي..
أشواق: والله أتمنى أنه أحد يحبني كثر ما معاذ يحبك....
الله بتصير حياتي أكشن
نجود: الحمد لله على العقل
ظللنا على حالنا هذا حتى أذان الفجر... صليت ثم سمعت صوت معاذ ينادي أشواق..
معاذ: أشــواق... أشــواق.. قولي لسديم تطلع... خالد بسيارة عبد الملك
أشواق: إن شــاء الله
وهكذا عدت أخيراً للمنزل....... أشعر أني اشتقت لغرفتي الحبيبة..
فتحتها واستلقيت على سريري أشعر بحاجة ماسة للنوم... ولكني وعدتكم
بأن أخبركم عن معاذ........ ممم معاذ هو كما تعرفون أبن عمتي سعاد.. وحبيب
الطفولة.. منذ أن فتحت عيني على الدنيا ومنذ أن فهمت الحياة من حولي وأنا
أسمع في كل مكان
عن حب معاذ لي...حتى جدي خالد.. كان دوماً ما يردد شكلنا بنزوج خالد لابتسام
و معاذ لسديم...... لا تصدقون حجم الفرحة التي تحيط بمعاذ حينما يستمع لمثل
هذه الكلمات ههههههه كان يكاد يطير من الفرحة.. مضينا في دروب الحياة..
وما زال حبنا واضح للعيان.. أعتقد أن حبنا كان هو الحب الوحيد الصادق في عائلتنا....
كبرت حتى وصلت للصف الثاني المتوسط وأنا لم أتحجب(أتغطى) عنه.. حتى
طلبت مني عمتي سعاد ذلك.. ربما أن أحد الأسباب التي جعلتني أصرف النظر
عن معاذ هي عمتي سعاد... إنها صعبة المعشر..
سريعة الغضب..كثيرة الشكوى.. وتشك بكل من حولها.. إنها لا تثق بأحـد..
أعرف أني بهذا أستبق الأحداث.. ولكن لا أريد أن أنسى أنها عمتي ولا أريد
أن أتسبب يوماً ما بحدوث قطيعة رحم بين أبي وعمتي بسبب المشاكل التي ربما
تحدث بأي وقت... أما عن معاذ.. لا أنكر أنه هناك بصيص حب ما زال يتقد بقلبي
حتى الآن ولكن.. يجب أن لا أتعلق به واحتمال زواجي به يكاد يكون معدوماً...
أمــا السبب فيه هو أن خلقه سيئ..ممم الكثير من أولاد عماتي لا يحبونه...
حتى خالد يفضل عبد الملك على معاذ... معاذ عصبي
ربما أن فارس أبن خالتي أفضل خلق منه... معاذ سيئ الخلق مع الجميع لا يلبي
طلبات
أحد أين كان حتى أخواته.. حتى أن عمتي لا تطلب منه شيء لأنها تعرف أنه لا
يحب تلبية طلبات أحد ودوماً ما يلبي عبد الملك طلباتها..
ممم صحيح أن معاذ رائع بالتعامل معي ... ولكن أعتقد أن ما أراه من سوء معاملته
لأخواته يخيفني منه... أتصدقون أنه حتى الآن لا يتوانى في ضرب أخواته وكأن
هذا من حقه...مممم لهذا الحد سأكتفي ههههه كي لا تكرهوا معاذ!!
شعرت بمشاعر تزدحم بقلبي.. فأخرجت دفتر مذكراتي.. وخططت ما جال بي
من خواطر...
كثيراً ما كان يتردد صدى أسمه في داخلي..
حتى أحتار في تحديد مشاعري تجاهه..
كثيراً ما تتحدث أخواته عنه وكأنه قد
حكم علي به..
تارة أسعد لتلك الكلمات... وتــارة
أتضايق..
وهنا أقف في حيرة بتحديد مشاعري
تجاهه...
ترى هل ما زلت أحبه!!
.
..
مزعت الورقة من دفتر مذكراتي... وجعلتها في أسفل رف بمكتبي الصغير
ووضعت فوقها أكواماً من أوراقي وملفاتي..ثم أغلقت باب الرف بالمفتاح الصغير..
وذهبت لأنام بعد أن شعرت براحة حينما كتبت تلك الخاطرة القصيرة..
بعد عدة أيام شعرت برشح شديد وإرهاق مممم يبدو أني مصابة
بالـ" انفلوانزا" ظللت طوال اليوم في غرفتي ولم أنزل... خالد ذهب لمدة يومين
لدمام برفقة أصحابه.. وسيعود اليوم.. أتصدقون الآن نحن في المغرب ولم يشعر أحد
بمرضي.. حتى أن أبي لم يمر علي أبداً.. هل عدم وجودي لا يعي أي شيء
بالنسبة له.. مملت من غرفتي وشعرت أني سأختنق.. لذلك فكرت بالنزول..
أني أكاد أتضور جوعاً..
نزلت درجات السلم وذهبت للمطبخ وجدت الخادمة هناك..
فاطمة: أوه ساديم أنتي فين.. تأبان
سديم: أيه تعبانه شوي.... سوي لي عصير ليمون وجيبي شوي فطاير
فاطمة: إن شاء الله
ذهبت لأحد الأرائك المريحة في الصالة واستلقيت عليها.. وبعد مدة حينما انتهيت من طعامي .. دخلت أمل بصحبة والدي..
أبي: سديم وش فيك عسى مانتب تعبانه
سديم: لا بس اتفلونزا...
أمل وهي تنظر لطعام الذي على الطاولة الزجاجية الصغيرة التي أمامي
أمل: وش الأكل اللي هنا... مين اللي ماكل هنا ... أنا كم مرة أقول الكنبات
بتتوسخ كولوا على طاولة الأكل..
سديم: معليش بس أنا تعبانه شوي
أمل: طيب روحي نامي فوق..
أبي: تحتاجين الدكتور..
سديم: ما أدري...
أبي: خلاص إذا احتجتي أوديك علميني..
ذهب أبي بصحبة أمل للداخل وبعد ثواني طلت أمل علي..
أمل: سديم تحتاجين الدكتور.. ولا موب لازم صح..
بس خوذي مسكن وأشربي ليمون دايم وبتخفين إن شاء الله
التزمت الصمت لا أعرف ماذا يضرها إن ذهبت للطبيب..
هل ستدفع من حسابها الخاص..
حسناً ليس بيدي سوى أن أصبر... كلها أيام وستخف هذه الأنفلوانزا علي..
لم أشعر بنفسي إلا وقد غفوت قليلاً.. ثم سمعت صوت باب المنزل يغلق
وحركة قادمة تجاهي.. فتحت عيناي وإذا بخالد قد جاء.. نهضت لأعتدل جالسة
فبادرني خالد قائلاً...
خالد: سديم وش فيك تعبانه..
ثم لمس جبهتي وقال: أوه حرارتك مرتفعة من متى وأنتي تعبانه
سديم: من أمس بالليل بدى الزكام معي واليوم الفجر شد علي..
خالد: ليه ما رحتي للدكتور...أبوي داري أنك تعبانه
سديم: إيه داري بس موب لازم أروح بخف الحين... بس يا حبي لك جب لي
مسكن زين من الصيدلية لأن البنادول ما نفع معي..
خالد: وش بندول أني بعد البندول ما يسوي شيء... لازم مضاد أو خافض حرارة
ودواء للزكام... قومي بوديك أنا لو بلوموزين.. أو بدق على شمس الدين اللي
يشتغل
عند أبوي بالشركة.. أقعدي أنا بجيب لك العباية من فوق
عدت واستلقيت على الأريكة.. ثم أتت لي أمل كالإعصار..
أمل: سديم.....حنا جينا وقلنا لك بنوديك بس أنتي رفضتي صح
سديم: إيه صح
أمل: طيب وشو له تروحين للمستوسف ما له داعي... عند أي تعب
تروحين للدكتور
جاء خالد وهو يكاد يشتعل من الغيظ ..وذهبنا للمستوصف الخاص القريب من المنزل...
لم تكفي النقود التي دفعها والدي لشراء الدواء فدفع أخي من مصروفه الخاص..
حينما عدت للمنزل حاولت إعادة المال الذي دفعة خالد لشراء الدواء ولكنه غضب مني
ورفض أخذ النقود مني... أتصدقون سهر تلك الليلة على راحتي.. كان يضع الكمادات
على رأسي... رأفت بحاله.. فهو لم يرتح منذ أن عاد من السفر...كم أشعر بأني حمل
عليه فلا يستطيع التأخر في أسفاره من أجلي... وهاهو الآن يسهر على راحتي...
جاء وقت
الفجر وكنت أغلي من الحرارة والتعب.. وهو مازال يغفو تارة ثم يعود ويستيقظ تارة
أخرى ليغير كماداتي..
قلت بصوت مبحوح واهن: خالد ..... خلاص رح صل بالمسجد لا تفوتك الصلاة عشاني...
خالد: بروح إن شاء الله بس ودي تخف حرارتك شوي.. بروح أتوضأ
الحين وباجلس عندك لين تقيم الصلاة...
ذهب خالد ليتوضأ ويستعد للصلاة ثم جاء إلي فوجد حرارتي قد زادت قليلاً فجلس ليضع الكمادات علي ويرطب وجهي بالماء....
حتى أقامت الصلاة وبدأ الأمام بالقرأة والمسكين أخي بين نارين هل يذهب للصلاة
أم يبقى معي.... ولكنه مع إلحاحي ذهب في الركعة الأخيرة...
وهناك وبعد الصلاة قابله أبي فوبخة على إفاتته للركعة الأولى....
آه ما أقساه من أمر أن يوبخ أخاك على ذنب أنت اقترفته...
وذنبي هو أني مريضة وسهر هو برعايتي..
فليحفظه الله أينما كان...
دارت الأيام تترا.. وانتهت إجازة نصف العام..قضيناها بمكة.. كانت رحلة رائعة...
ذهبت بصحبتنا جدتي الغالية.. كم أستمتع حينما أضع رأسي على حجرها في
طرق السفر وأنام...وأشتم رائحة حنانها!!...
بالتأكيد أنكم تتساءلون هل للحنان راحة؟؟
وسأجيبكم نعم.... أشعر بأنها رائحة معنوية لا حسية... رائحة تشعرك بالدفء والحنان..
أتعرفون ما هو الشيء الوحيد الذي نغص فرحتنا.... إنها نغزات أمل التي ترميها
علينا بين الفينة والأخرى...كانت ترمي بكلماتها الجارحة على جدتي ولكن دون
أن يشعر أبي...كانت تسيء ولكن بأسلوب يصعب اكتشافه..
أتعرفون ما المؤلم.... هو أنه حين عودتنا... احتضنت جدتي خالد... وبكت!!
أجل بكت بسبب أمل... وأقسمت عندها أن لا تصاحبنا بأية سفر...
طبعاً حدث هذا دون علم أبي.... فأبي حتى هذا اليوم لا يعلم بأي شيء..
وخالد هو من أخبرني بموقف جدتي المحزن...
أمل الآن بنهاية شهرها السابع.... رائع لم يتبقى على قدوم أخي..سوى شهران..
أنا الآن في حديقة المنزل.... نحن الآن بنهاية فصل الشتاء... لذلك الوقت رائع جداً..
للرحلات... ولكن المدرسة قادمة ولم يتبقى عليها سوى 3 أيام
أريد أن أذهب للمكتبة ولكن لم أجد وقتاً مناسباً لأن أحادث أبي..
ممم سأذهب الآن لأخبره..
دخلت المنزل.. وصعدت درجات السلم ولكنني سمعت صوت أبي وأمل في
الجلسة الصغيرة التي في الطابق العلوي... ويبدو أن هناك نقاشاً محتدماً..
ممم هل أصعد أم أأجل الموضوع....لم أكن أعرف ما أفعل... وترددي هذا جنا علي...
رأت أمل ظلالي... فالتفت لأبي
أمل: موب قلت لك...... شف قاعدة تتصنت..
صعدت أخيراً..... وقررت أن أذهب لغرفتي دون أن أخبر أبي بشأن حاجتي لزيارة المكتبة..الوقت غير مناسب ألبته..
أبي: سديم وش قاعدة تسوين هنا...
سديم: عادي ولا شيء.... أرقى الدرج
صمت أبي..... ولكن كنت أسمع همهمت أمل الغاضبة..
استدرت لغرفتي وعبرت الممر وأنا أشعر بشرر نظرات أمل يكاد يحرق ظهري...
وفور أن دخلت غرفتي.. وأخرجت ملابسي لأستحم..إذ بطرق مهيل على بابي..
سديم: ميـــن
أبي: أفتحي أنت ووجهك.... قسم بالله منتب مخليتنا نرتاح أنتي وياها
فتحت الباب وأنا خائفة.. فسمعت صوت أمل صادراً من بداية الممر وهي تقول
أمل: ليش تقول أنتي وياها أنا وش ذنبي..بنتك هي المخطيه وتتصنت على
خلق الله..
صدق قليلة أدب
ثم سمعت صوت خطواتها الغاضبة تتجه بعيداً... ثم صفق باب غرفتها
بأعلى صوت...
أغمضت عيني لبرهة وأنا أستعد لهجوم أبي...
أبي: ليش واقفة ببداية الدرج وتتسمعين......
ثم صرخ بشدة:.......ليــــــــش
قلت بتلعثم وخوف: أنا ما كنت أتسمع
أبي: لا تكذبين...... أمل شافت ظلك واقف له 5 أو 10 دقايق... لكن سكتت
تظن
أنك بتتأدبين من نفسك وتروحين.... لكن الظاهر أني صدق ما أدبتك..
وصرخ مرة أخرى ثائراً كالبركان: فشلتينا ببنت الناس.... فشلتينا
صرخت: والله.........والله ما تسمعت... عساي الموت إن كنت كذابة
والله ما أدري وش قلتوا... بس وقفت لحظة يوم سمعت أصواتكم وترددت
أرقى ولا لأ....
ثم رقيت...
أبي: لا تقعدين تحلفين وتدعين على نفسك... بس فكينا لا تقربين منا لا صرنا لحالنا
لا تجين إلا إذا كان خالد عندنا... فاهمة...
قلت والعبرة تخنقني: طيب..
ثم خرج من غرفتي وصفق بالباب..جلست على الأرض لأستوعب ما حصل
حسبي الله ونعم الوكيل...هل بضع ثوانٍ كنت أقف بها عند نهاية السلم
تصبح 5 أو 10 دقائق.... ثم أني لم أذهب لغرفتهم وأجلس لأتسمع لهم..
هم من جلسوا بمكان غير مناسب.... ما ذنبي أنا... ما ذنـبـــي
آه يا قلبي المحطم... آه يا جرحي الثائر..
ماذا جنيت به عليها كي تكرهني وتكيد لي هذا الكم الهائل من الحقد...
آآآآآآآآه.... أشعر بأن قلبي أصبح حطام..تناثرت أشلائه بكل مكان..
نظرت لمصحفي الذي كان يتزين بأبهى حلة على حامله... فاقتربت منه وكأنه
يدعوني لتلاوته........فتحت صفحاته على سورة يوسف كم أحبها هذه السورة
وكثيراً ما كنت أقرأها فقصة يوسف عليه السلام محزنة ولكنها تعطي دروساً بالأمل..
بدأت أقرأها بصوت مرتل متأثر.... والدموع لم تتوقف للحظة واحدة....
وكأنها اعتادت على الإنحدار بسهولة على وجنتـَيّ الشاحبتين..
.
.
.
.
نهاية الجزء الثامن
|