لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-05-08, 05:00 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فروحه 22 مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياك الله يا بسمه جراح

ويا هلا ومسهلا فيك بينا اخت لنا قبل ما تكونين كاتبه

واتمنى انك تلقين الي يسرك ويرضيك منا ومن جميع اعضاء ليلاس

وتلقين بأذن الله غايتك ومبتغاك هنا

ويا هلا ومرحبا بك مرة ثانية



(فروووحه)

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حيـــاكِ المـولى ..أخيــه


أهـــلاً ...ومـــرحبـــاً بــكِ
وحقيـــــقة أخجلني ترحيبك..
وأنا من أتمنى أن تجدوا ما يرضيكم..
من متعه وفائدة..

تقبلي..مني
أرق الشكــــر والتقديــــر

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
قديم 04-05-08, 06:16 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33357
المشاركات: 82
الجنس أنثى
معدل التقييم: one’ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
one’ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

:

يا هلا والله و مرحبا ببسومه

نور المنتدى بوجودج يالغاليه ..

و نصيحتي للقراء الجدد في ليلاس

انهم يستمرون و يواصلون المتابعه وما بتندمون ان شا ءالله ..

و بالتوفيج يالغاليه

:

 
 

 

عرض البوم صور one’   رد مع اقتباس
قديم 04-05-08, 12:32 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 35088
المشاركات: 1,546
الجنس أنثى
معدل التقييم: سعوديه وكلي عز عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سعوديه وكلي عز غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

مشكووره بسمه اشكرك على عذووبه قلمك

لما ابدا اقرا البااارت مادي كييف اوصل للنهايه بسررعه احس اني وصلت للنهايه وهذا يدل على سلااستك في الحواار

سديم ::
بنت رقيقه ,, حسااسه فب يعض الاحياان ,, حيااتها الطفووليه قمه الشقااء
واهي فرقا حنان وحظن الام ,, وآآآه رااح قلبي لما سدييم بغت تخطف الله يحفظها ماشاء الله عليها ذكيه ..

خاالد ::
بين علييه ولد عاقل ,, مسااند لاخته ,, وعسااه دوووم
حب العماات لخاالد او بمعنى اصح معزه خاالد اكثر من سدييم ,, هههه شئ متعود عليه واظن ان هذا تفكيير سدييم لانها صغيره لكن اذا كبرت بتشووف المساواة

زوااج الاب ::
اخشى الايكوون كارثه ,, وتكوون زوجه الاب تخااف الله

دمتي بود
وتسلميين على هالباارتات الرووعه

سعوديه وكلي عز

 
 

 

عرض البوم صور سعوديه وكلي عز   رد مع اقتباس
قديم 04-05-08, 02:22 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

(5)
الجزء الخامس

((جفاء..))




استيقظت متأخرة في اليوم التالي.. لزواج أبي...
وأنا أشعر بصداع شديد يكاد يمزق رأسي.....
نزلت درجات السلم.... بهدوء شديد.... وكأني أعد درجاتها
وفي "الصالة" وجدت جدي وجدتي...والابتسامة تحليهم...
سديم: السلام عليكم...
رفعوا رؤوسهم...
جدي بابتسامة رائعة: هلا وغلا....... هلا بأمي....هلا بالغالية...
انحنيت وقبلت رأسه...وأنا حقاً خجلة من ترحيبه....
قبلت رأس جدتي التي كانت سعيدة....ولكنها خائفة ومهمومة بسببي..
أنا أعرفها...رغم حبها وحنانها...إلا أنها خائفة من أن أسبب
المشاكل مع زوجة أبي....خصوصاً..أنني أعددت على دلال واهتمام أبي..
قلت كي أزيل الهم عن قلبها الغالي...
سديم: اليوم أحلى يوم بحياتي....أخيراً........أخيراً أبوي بيتزوج..
حرام عليه ملينا وحنا ننتظر يتزوج..



نظرت لي وكأنها لم تتوقع ما قلته..ثم ابتسمت...
جدتي: أي والله وليدي ..... سنين وهو رافض يتزوج... ذبحنا وحنا ننتظره..

جدي: أهم شيء أن الله يوفقه الحين.....أنتم أدعوا له....

سديم: والله أني كل أمس وأنا ادعي أن ربي يسعده...
يا حياتي أبوي قضى عمره... وهو مهموم...

رأيت راحة عجيبة على وجه جدتي....
ثم قالت: أي والله... وليدي قضى عمره وهو ينتظر...
وآخر شيء زوجوها وخلوه.............. حسبي الله على من كان السبب...



آه يا قلبي الدامي......... ألا يشعرون بمر هذه الكلمات.........
إنه زمان مضى وانتهى.... لما يقلبون الجراح......
ماذا يريدون من أمي المسكينة...
هل يريدونها أن تكون خادمة أو حبيبة... بينما تكون زوجته الجديدة هي
الأساس وأم أولاده............ ألم يفكروا بمشاعرها حين يحدث هذا.......
كيف ستصبح وهي ترى حبها ولى مدبراً يبحث عن زوجة تنجب له....
وهي لا تستطيع...رغم أنها ليست امرأة عقيم...
لما لا يتركوا الماضي يرحل ويندفن دون أن يعيدوه كل مرة للسطح....








رأيت أعينهم تنظر لما هو خلفي...التفتت ورأيت أخي خالد يدخل مبتسماً...
لا يبدوا عليه مهموماً مثلي.... بل أراه منشرح البال.....
كم أنا أنانية لا أفكر إلا بنفسي....
لما لا أسعد بحق مثله......لما هذا التشاؤم الذي يلوح بناظري دوماً...
خالد: السلام عليكم

جميعنا: وعليكم السلام ورحمة الله

قلت وأنا أراه منحنياً يقبل رأس جدي...
سديم: خالد من وين جاي...

خالد: أبداً.... قمت الفجر أصلي....... وبعد ما صليت حسيت
أنه موب جايني نوم من الفرحة..فقلت أطلع أتمشى...

سديم:ما شاء الله عليك الجو روعة بالفجر....... ليه ما قومتني معك..
نفطر سوى..

خالد: أول شيء.... أنا عارف أنك أمس ما نمتي إلا متأخر.......
ثاني شيء... أنا ودي أفطر لحالي هدوء وما فيه صجة راس..

سديم: أوريك ياللي ما تستحي على وجهك الحين أنا طلعت صجة راس

خالد: هههههههههه لا بس أنا كلمت صديقي
وطلعت معه عشان نفطر سوى....

سديم: يا ويلك من ربي....... عشان ما فيك نوم تزعج خلق الله...

خالد: كلمت عليه أول ما طلعت من صلاة الفجر يعني كان أكيد صاحي....

قلت وأنا مبتسمة: يا حظكم............ ليتي ولد مثلكم..

نظر لي جدي متعجبا ثم قال..: وجع يوجع العدو وش هالكلام الفاضي.....
ما يجوز تعترضين على خلقة ربي...

سديم: ههههههه لا يبه أنا ما قلت ليش أنا بنت.........أنا أقول ليتي ولد...

جدي: أقول لا عمري أسمعك تقولين هالكلام...

قلت وأنا أشعر بالحرج: سم.....سم يبه أتوب..


رفعت نظري لخالد........ ورأيته يمسك ضحكة تكاد تخرج منه...
سديم: أضحك....... أضحك محد ما سكك......

خالد: هههههههههه تستاهلين.......من يوم حنا صغار وأنت لاصقة بي...
وين ما رحت...حتى لو كان معي تركي... وإلا معاذ.... وإلا وليد...
تجين إلا بلعب معكم....و وش تقولون قولوا لي...... حشى موب بنت أنتي....

سديم: يا ويلك من ربي......... ما أجي معكم إلا إذا كان ما عندي أحد من البنات....
وش تبي أسوي أجلس لحالي..وأنت فيه

خالد: أنا موب لحالي عشان تجين.......معي عيال..
وبعدين ليه ما تقعدين عند أمي "موضي"..

سمعتنا جدتي.."أمي موضي" ثم ابتسمت وقالت..
جدتي: أيه وش قلة هالحياء... تقعدين مع العيال وأنت بنت...

سديم: يمه كنا بزران..

خالد: لا والله أذكر يوم كنت بأولى متوسط..وأنت تجين معنا......
ثم قال وهو يقلد صوتي..."حرام عليكم ما عندي أحد باجلس معكم".............



خجلت وأنا أتذكر تلك الأيام.........ههههههههههه حقاً كنت لا أريد مفارقته....
ودوماً ألاحقه أينما كان.......
هههههه مسكين أخي ربما سيجن من كثر التصاقي به.............
أذكر أن معاذ كان يكاد يطير فرحاً إذا أردت الجلوس معهم
ولكن لا يوضح هذا لخالد....
خصوصاً أن خالد لا يحب معاذ كثيراً...


عدت معهم حين سمعت جدتي تقول..: أيه أيام أول
كنا من يوم يصير عمرنا 9 سنين... ما نجي ولا نقرب من عند الرجال...
والطرحة ما تنزل عن روسنا....وما تتم أعمارنا 13 أو 14 ألا وحنا متزوجين......
واللي يقال لها غالية عند أهلها وتتشرط.....تزوج بالـ16 أو 17...
أما اللي تأخر عن كذا تصير معنسة...

جدي: زمان أول راح..... وتغير كل شيء



قلت لخالد: خالد ودي أروح لأمي اليوم وش رايك....نروح سوى..

فردت جدتي: لا ليش تروحين عمك بدر مسوي عزيمة عشان زواج أبوك..
وكلن بيجي..عندنا..ميب زينة ما تقعدين كنك موب راضية بزواج أبوك..

سديم: لا خلاص موب رايحة بقعد... عزيمة لأبوي وما أحضر... ما يصير

جدي: ونعم وأنا أبوك....هاذي أمي الغالية.... الله يسخرها لكم ولأبوكم




بعد صلاة العصر........ ذهبت لغرفتي لأتجهز........
أستشورت شعري الذي أصبح يصل لمنتصف ظهري... وارتديت " تايور" ناعماً...
تركت شعري منسدلاً ورفعت جزء بسيطاً منه .. وضعت أحمر شفاه
خفيف وردي اللون وكحلت عينَيّ.... كنت نحيفة في ذاك الوقت...
لذلك لا أحب ارتداء حذاء عالي..لأنه يظهرني أكثر طولاً...

سمعت طرقاً على الباب... وأنا ارتدي حذائي....
فتوقعتها إما "مشاعل" ابنه عمتي البندري
(التي تكبرني بعدة أشهر ولكنها متقدمة عني سنة بالدراسة لأنها درست مبكرة)
.............. أو نجود وأشواق بنات عمتي سعاد...
سديم: مين..

مشاعل: أنا أفتحي....ساعة منطقة لحالي.....

سديم: أدخلي... خلصت

مشاعل: الله..... وش هازين........ما شاء الله قمر.....قمر........
يا ليت مرة أبوك هنا وتغطين عليها....

سديم : أقول اسكتي تكفين............ وبعدين أنا سألت أبوي عنها
وقال أنها مملوحة..........

مشاعل: أنا ما أقتنع أنها حلوة إلا إذا شفتها بعيوني......
أحس أن الرجال ما عندهم ذوق أي مرة عندهم زينة.........

سديم: مشاعل أحد جاء تحت ولا توهم..... بصراحة ما توقعت تجون بدري......
بالعادة عمتي سعاد أو عمتي هناء هم اللي يجون بدري...

مشاعل: لا محد جاء بس حنا...حتى أختي "ندى" ما جت ...
يمكن تجي على آذان العشاء لأن زوجها ما يقدر يجيبها بالمغرب..........

سديم: وش أخبار الحمل معها..

مشاعل بضيق: زينة بس صجتنا بدلعها.... ما أشتهي ريحة ذا....
وأنقرف من ذاك.......

سديم: هههههههه طيب وش اللي مضيق خلك خليها تتدلع عليكم...

مشاعل: تتدلع ما قلنا شيء بس عند زوجها...موب عندنا...

سديم:طيب هي جالسة على راسك...

مشاعل بغيض: إيه جالسة على راسي.......

ثم قالت وهي تقلد صوت ندى: "مشاعل حبيبتي مشتهية الأكلة الفلانية سويها لي"
وإذا قلت خلي الشغالة تسوي لك...تقول ما أدري أحس
أني ما عاد أشتهي آكل منها....أبيك أنتي تسوين............
لا وإذا قلت ما أبي زعلت أمي علي..

سديم:ههههههه طيب دلعيها هذي أختك من لها غيرك...

مشاعل:عندها شذى يعني بس أنا أختها.........
تصدقين قاعدة أهدد "شذى" يــا ويلك ويا سواد ليلك إذا تزوجتي وسويتي زي ندى

سديم: خليهم يتدعلون .... بكرى أنتي تصيرين زيهم....وهم اللي يدلعونك إذا حملتي....

مشاعل: أف مالي خلق نجود وأشواق.........الله يعين بس...

سديم: هههههه أنتي كل شوي ناطة بسالفة جديدة
وبعدين حرام عليك يا الدبة...والله أنهم حبوبين....بس يخربهم الغيرة شوي...

مشاعل: من زينك عاد يا النحيفة............ والغيرة شيء سهل...
أنا ما يقهرني إلا إذا قعدوا يتكلمون عنك..ويمدحون أحس الحسد
واضح من طريقة كلامهم.....
ليش يطالعون الناس وهم الحمد لله ما عليهم قاصر..
بس ما يشوفون اللي عندهم

سديم: حرام والله يحبوني....بس الغيرة غصب فيهم هاذي طبيعة...
وبعدين نجود حبوبة مرة....

مشاعل: أي والله نجود أحبها.............بس أشواق.......
أستغفر الله ما تدخل مزاجي أبد..... ما أطيقها...

سديم: خلاص استغفري ربك لا تقعدين تغتابين...وتضيعين حسناتك...
أمشي نطلع بس...

مشاعل: يا الله......الله يعينني ....يا رب...





بعد المغرب....بدء الزوار بالمجيء.....وتدريجياً بدء البيت يمتلئ بالضجيج...
وبصراخ الأطفال.....
مشاعل: ههههههههههه أستغفر الله ........... سديم شوفي....
شوفي هاذي اللي لابسة أخضر.......ههههههه فاقع كنها جاية من مزرعة....

حاولت أن أكتم ضحكتي.........ولم أستطع....
سديم: وجع مشاعل....... إذا أنتي مستغنية عن حسناتك أنا ما استغنيت...

مشاعل: ههههههه ما قلت شيء....صدق كنها جاية من مزرعة...

سديم: اسكتي الله يخليك... كل هذا وما قلتي شيء

وبعد لحظات...شدت يدي مشاعل
وقالت: سديم هههههههههه لا يفوتك شوفي مرت ولدهم شعرها كشه(منفوش)
شكلها ما شافت شكلها بالمراية قبل ما تجي

سديم: والله مشاعل ما يجوز.... أنتي تتسلين بالغيبة..

ابتسام: وش فيك سديم..
سديم: لا ما فيه شيء بس مشاعل ذي بتضيع حسناتنا..

ابتسام: ليه وش عندها..

سديم: بس تغتاب بخلق الله....شكلها ميب مخلية أحد ما أغتابته اليوم

ابتسام: هههههه أجل شكلي بقوم من عندكم....

مشاعل: لا أجلسي............أجلسي...
ثم أغلقت فمها بيديها...وقالت: هممم.........بسكت خلاص...

سديم:ههههههههههههههه إيه كذا أحسن..

ابتسام: هذا أحمد ولد عمتي سعاد...........شكلهم جو...
أحمد.............. تعال حبيبي سلم...

مشاعل تهمس بأذني: أفففففف الله يصبرني

سديم: آي أذني راحت..............بعدين أنتي لا تحارشين أشواق وخلاص..

مشاعل: المشكلة أن خالتي سعاد تحب تتدخل...........وتدافع عن عيالها...

سديم: الله يهديها خلاص اسكتي هذا هم جو...

أشواق: الله............لا سديم ما أقدر......تهبلييييين
ثم قالت بهمس: وين معاذ يشوفك..

شدت مشاعل يدي للأسفل وقالت بغيض..: بديــنا

سديم: ههههههه
تظاهرت بأني لم أسمع أشواق...
سديم: هلا نجود........وش أخبارك

نجود: الحمد لله..........وش لونك أنتي.... ما شاء الله سديم حلوه اليوم

مشاعل: سديم دايم حلوه

جلسنا........ثم أخذت مشاعل بذراعي وسحبتني بغيض..
وقالت بهمس..وهي تشد على أسنانها: طفشونا بمعاذ...كن ما أحد حبك غيره.....
هذا وليد....كان يحبك...وما صجنا كذا..

سديم: يمكن لأن وليد ما عنده خوات....وبعدين وش تبين تهاوشين
أنا ما سويت شيء هم اللي كل ما شافوني.....قالوا معاذ........ ومعاذ

مشاعل: بلاك أنتي ساكتة لهم..... شكلك......تحبين هالمعاذ الكريه...
لا تقولين أنك إلى الآن تحبينه....ترى أذبحك..

سديم: هههههههههه لا والله كان حب مراهقة وراح............
وبعدين حتى لو حبيته مستحيل أتزوج أحد أكبر مني بسنة بس.....
فلا تخربطين علي رجاءً...

مشاعل: أشوى بعد..


.... لا أنكر أني أرتاح لحب معاذ الكبير لي..........
وربما شيء من الحب أخفيه تجاهه.......
ولكن أنا متأكدة أن معاذ ليس هو الشخص المناسب لي...

أشواق: أقول سديم.........ليش قاعدين تتساسرون أنتي ومشاعل لحالكم...
ترانا هنا وإلا "إذا حضر الماء بطل التيمم"........

مشاعل بغيض: ما قعدنا نتساسر....
بس بلحظة قلت لسديم شيء وخليتينا نتساسر وننساكم...

سديم: خلاص....... ما صار شيء .... أشواق...ما له داعي هالكلام....
مشاعل بس كلمتني شوي.. ما أعتقد فيها شيء

أشواق: يعني عشانكم بتصيرون بمدرسة وحدة يقالكم كل شوي تتكلمون عنها....

مشاعل: الحمد لله على العقل...أصلا ما تكلمنا عن المدرسة....
وبعدين موب أول مرة نصير مع بعض
دايم حنا سوى من يوم ما رجعنا من بريطانيا

أشواق: وش تقصدين..."بالحمد لله على العقل"....
فرحانة أنك جاية من بريطانيا كن محد راح قبلك....
ولا أحد رايح بعدك هذا أخوي عبد الملك بيروح يدرس بالخارج

ابتسام: لا إله إلا الله.......... تعوذوا من الشيطان ........
بدال ما تباركون لسديم زواج عمي تقعدون تتهاوشون..


نجود: خلاص أشواق اسكتي....
بنات ليه ما نروح بالغرفة اللي داخل...... ليه نقعد مع الحريم.......
ما ناخذ راحتنا...

مشاعل: إي والله ليش قاعدين..هنا

سديم: يا لله قوموا....





في غرفة النساء الداخلية.........كنا نلتف حول القهوة..
ابتسام: أقول مشاعل........علمي وإلا أدبي إن شاء الله...

مشاعل: لا أدبي........ويخب علي بعد...

ابتسام: لا أنا أتوقع علمي إن شاء الله

مشاعل التفتت لي مندفعة...
مشاعل: أوه يا حظي........... من قدي........... سديم معي هالسنة.....
مليت العام الماضي لحالي....

سديم: هههههههههه وين راحت أحلام أجل

مشاعل وهي تلف يدها على كتفي: لا محد يحل مكانك أبد.......

سديم:ههههههههه وخري مشاعل بتفغصيني..

مشاعل وهي تدفعني: أقول أنقلعي.... هذا جزاي أحبك...

ابتسام:هههههههه يا حليلك مشاعل نفسي أسجل بمدرستكم
بس عشان أشوف شكلك بالمدرسة....

سديم: مشاعل هي مشاعل...بكل مكان مطفوقة..

ابتسام+ نجود: ههههههههه

اشواق وهي تقصد مشاعل: أفففففففف بدينا بسوالف المدارس ترى ملينا....
استغفر الله فرحانة أن سديم معها.......

مشاعل باندفاع: شفتي سديم....... هي اللي تبدأ..

سديم: أوه الله يخليكم لا نبدى من جديد.........
ترى هذي عزيمة فرح.. موب مشاكل...

أشواق: أنا ما فرحت يوم دريت أن خالي عبد الرحمن بيتزوج....
بصراحة كان ودي خالي ياخذ أمك.........
التزمت الصمت ولم أرد عليها...

مشاعل شعرت بحزني الذي أخفيه... فقالت باندفاع...
مشاعل: أنتي ما تعرفين تتكلمين.... أم سديم متزوجة وش لون خالي
يتزوجها.... وبعدين حتى لو ما كانت متزوجة ليش تضيقين صدر سديم...

أشواق: أنا عشاني أحب سديم قلت كذا.......
أكيد سديم تبي تعيش مع أمها وأبوها مثلنا....

سديم: أكيد ودي بس ماله داعي تذكريني........ أنا راضية بالي ربي كتبه

ابتسام: صادقة "إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه..."

أشواق: خلاص آسفة......... أصلاً لو أحد قال هالكلام غيري ما زعلتوا
بس أنا كل ما قلت شيء هبيتوا بي....

نجود بصوت عالي: خــــــــــــلاص....... بليـــــــــــــز........ نبي نستانس..

ابتسام: خلونا نطلع نتمشى برى..

مشاعل: يا ليت......... نشم هواء...شوي

نجود: يا لله خلونا نقوم..........بس لازم نروح بالحديقة اللي ورى لأن العيال كلهم برى

جلسنا معاً في حديقة المنزل الخلفية وحدنا.....
بعد أن قامت مشاعل بطرد الأطفال الذين كانوا يلعبون بها.......
ههههههههههههه....... ما أروعها هذه المشاعل.......
هي ليست كما تتوقعون قلبها أبيض..ولكنها ملسونة قليلاً
ولا تحب إخفاء ما بقلبها...وفكاهية نوعاً ما ....





جلست أشواق بجانبي هذه المرة ومشاعل تكاد تتفجر غضباً...
هههههههههههه

كنت أعرف عن ماذا ستتكلم أشواق...معي...عن معاذ بالتأكيد...
إنها تغيضني....ما هو موقفك...إذا تحدث شخص عن حبه لك....
وأنت تعلمي أنك في النهاية لن ترتبطي به.........حقاً لا أحب هذه السخافة..

أشواق: سديم........ معاذ يقول اليوم متى يجي اليوم اللي
تصير فيه عزيمة لزواجي........

سديم: هههههههههههه يا حليله مستعجل على الزواج.......
هذا عبد الملك اللي أكبر منه ما تزوج

أشواق: يعني يقالك ما تدرين معاذ يقصد إذا تزوجك.....

سديم: ماله داعي هالكلام........ يمكن ما نتزوج طيب..........
وبعدين حنا صغار...على هذا الكلام

أشواق: لا إن شاء الله تاخذين معاذ.........
تجاهلتها........ لن يجدي الحديث معها...
وقع نظري على نجود.............. فتذكرت حكمتها وحمدت
ربي أنه رزقني ابنة عمة مثلها......

قبل سنتين أو أكثر (في أيام المراهقة)كنت أحب معاذ لدرجة شديدة....
وكان هو كذلك...بل ربما أكثر......... كنا نتبادل النظرات والبسمات.......
أردت حينها أن أكتب رسالة حب له.......... شجعتني حينها أشواق....
بينما نجود فكرت بحكمة وقالت بأنني حينها سأرتكب خطأ كبيراً.........
(ربما معاذ الآن يبادلني الحب ولكن ماذا إذا كبرنا ولم يعد يحبني...
ماذا لو استهزاء برسالتي وفضحني ماذا لو تزوجت غيره...وذهب برسالتي له...)
حقاً كانت نجود حكيمة بما فيه الكفاية....





أتى آخر الليل وذهب الجميع ........
كانت هذه الحفلة مختصرة على أعمامي وبعض أقرباء جدتي فقط........
لأن أبي كان مسافراً وحينما تعود زوجة أبي سيقيمون حفلاً...
أو اجتماعاً أكبر من هذا....

ستنام عندي "مشاعل" هذه الليلة عمتي أمرتها بذلك كي تسليني......
كم هي رقيقة علي هذه العمة....تشعر دوماً بي....

مشاعل بصوت عالٍ: ههههههههههههههههههه آه يا بطني.....

سديم: اششش قصري صوتك........والله لو يقوم خالد يا ويلك....
ترى بنام وأخليك......

مشاعل: طيب خلاص بقصر صوتي..

سديم بتوجس: أقول مشاعل تتوقعين مرة أبوي....بتصير حبوبة

مشاعل: إن شاء الله............ بس بصراحة أنا خايفة.........
أهم شيء أنتي لا تحتكين فيها كثير......وابعدي عن المشاكل....

سديم: مشاعل أنتي تعرفيني زين..... أنا صاحبة مشاكل...
ما أدري ليه أبوي يوم تزوج قال لي " لا تجيبين لي المشاكل"
وأمي "موضي" بعد أحسها خايفة أني اسبب مشاكل مع مرة أبوي...........
رغم أني هادية وما عمري تمشكلت مع أحد.......ليه يتوقعون الشين مني..

مشاعل: لا ما أقصد كذا بس أنا أنبهك............وبعدين لا تصيرين حساسة...
هم بس يعني يحرصونك......ما يقصدون أنك كذا....
وبعدين أمي موضي تقول كذا لأنها تعرف أنك متعلقة بخالي أكثر من أمك...

سديم: مشاعل............ ادعي لي أنا والله خايفة

مشاعل: تعوذي من الشيطان............
وبعدين خالي يموت فيكم مستحيل يرضى أحد يخطي عليكم....

سديم: أخاف يتغير

مشاعل: لا......... إن شاء الله ما يصير اللي ببالك.......... أنتي تفائلي...

سديم: يـــــــــــــــارب

بعد مدة من حديث مشاعل الذي لا يكاد ينتهي..
سديم: مشاعل والله جاني النوم ما نمت أمس زين...

مشاعل: قومي يا لله ما أمدانا نجلس مع بعض...

سديم : أمممممممممم خلاص بنام
لم اسمع بعدها ما قالته مشاعل...........لأنني ذهبت في نوم عميق....



شعرت بأن النور المتسلل للغرفة شديد...........
أوه يبدو أنني تأخرت في نومي.....نظرت لساعة الحائط
فوجدتها الواحدة بعد الظهر...
صليت الظهر...
وذهبت لإيقاظ مشاعل التي كانت نائمة بجانبي..........
هززتها..
سديم: مشاعل..........مشاعل.........قومي..
يا ويلنا من أبوي خالد ترى بيزعل أذا درى أننا قمنا متأخرين..

مشاعل: أفففففف هذا أشين شيء إذا نمت عندك......... كم الساعة الحين

سديم: شوي وتصير وحده ونص......... يا لله قومي

مشاعل: الحين وحدة متأخر............... أجل وش يقول إذا درى أني أقوم 4 العصر

سديم: إيه هذا عندكم موب هنا............ قومي وإلا ترى بنزل وأخليك......

مشاعل: لا خلاص هذاي قمت....

سديم: أنا بنزل قبلك عشان أجهز لنا شيء ناكله.......
وأنتي إذا صليتي أنزلي

نزلت درجات السلم.......واتجهت للمطبخ
ولكني سمعت صوت شخص يتحدث مع جدي.........
وحينما ألصقت أذني كي أعرف من هو............عرفت أنه " عبد الملك" .....
كم أكرهه بحق ..... يحب التحديق في أي فتاة تمر.......
و كثيراً ما يتحدث عن الفتيات وعن جمال فلانة..... وما تتميز به فلانة......
وإذا أتى لزيارتنا يظل طويــــلاً مع جدي أو جدتي.....وأنا أجلس لوحدي......
أنتظر خروجه....

التفتت لأعود للمطبخ فكان معاذ بوجهي...
تفاجئ من وجودي نظر لي للحظة.....ثم عاد خطوات للخلف....
وأخفض رأسه........أسرعت بخطواتي وأنا أكاد أذوب خجلاً.......
لا أنكر أن رؤيته تحرك شيئاً بداخلي..........
ولكنني يجب أن لا أستسلم لتلك المشاعر............
فسديم......ليست لمعاذ.....وهذا ما أنا مقتنعة به..






شعرت بحركة من خلفي...
مشاعل بصوت عالٍ وهي تمسك بي من الخلف: بـــــــــــــــــــــــــووووو

سديم بخوف: بسم الله........... بسم الله الرحمن الرحيم
حسبي الله عليك..... خبلة أنتي خبلة.........بغى قلبي يروح

مشاعل: أقول أسكتي يا دلوعة وين الفطور ما سويتي شيء

سديم: لا ............. بعدين قصري صوتك عبد الملك
و............
ومعاذ هنا...

مشاعل: وليه تقولين معاذ كذا
ثم حدقت بي وقال: عسى ما رجعتي تحبينه...

سديم: وجع سخيفة........قلت لك لا بس لأني قبل شوي......
قابلته وضاع وجهي...............تخيلي صار بوجهي......
كنت قاعده أشوف مين عند "أبوي خالد".........
وقعدت أتسمع يوم التفتت برجع للمطبخ........لقيته بوجهي

مشاعل: ههههههه تستاهلين وشو له اللقافة......
يوه شكله قعد يتفرج ساعة وأنتي موب داريه

سديم: سخيفة أصلاً يوم التفتت هو جاء.........
وبعدين هو ما يسوي كذا لو كان "عبد الملك" كان قلت يمكن وميب بعيده عليه...

مشاعل: صادقه كلمة الحق تقال................
هذا عبد الملك ما أطيقه....بس يطالع بخلق الله........
كنه رادار...ما يستحي يركز ويتمقل وكنه ما سوى شيء........

سديم: صادقة.................خلينا منه وتعالي نفطر

خالد بغضب:.........سديــم......سديم تعالي...

سديم: طيب جاية....

قلت لمشاعل: أكيد بيهاوش عشان صوتك العالي.....خالد.......
وعمي بدر يا ويل اللي يطلع صوت وفيه رجال........حتى لو كان صوت تلفزيون..

مشاعل: يمه يا ويلي....... الله يستر لا يصير خالي بدر هنا.....

قلت وأنا ذاهبة كي أخيفها: يمكن ما أدري

خالد: يا ولد.......

قلت وأنا خائفة: جيت.....جيت

خالد: وش هالأصوات اللي قبل شوي.....صراخ...وقلة حيا

سديم: والله أني ما صرخت...

خالد: يا سلام ومين اللي قال بصوت عالي....
ثم قام بتقليدي:"بسم الله...بسم الله الرحمن الرحيم......حسبي الله عليك"
هاه مين؟؟............لا تقولين مشاعل لأن هذا صوتك....

سديم: وش أسوي خفت..

خالد وقد أدار وجهه ذاهباً: خافي بس بصوت واطي...

دخلت على مشاعل.....وهي تغني بصوت هادئ..........
وكأنه لم يحدث شي......ضقت منها...فذهبت لها..وشددت وجنتها
وأنا أقول : أوريك يا الدبة الحين هو زعلان علي وأنتي السبة....
وأنت هنا تغنين وكأن ما صار شيء...

مشاعل: آآآي أتركي خدي وجع.... حاقدة علي لأنك نحيفة وما عندك خدود...

سديم:ههههههههههه لا والله ما أبي خدودك خليهم لك....






ذهبت مشاعل بعد العصر.........اتصلت بأمي لأراها........
ولكنها أخبرتني أن زوجها مريض...
ولا تستطيع المجيء عند "جدتي منيرة"...<<أمها
شعرت بالضيق بحق........هي تعلم بأن أبي تزوج وهذا اليوم الثاني له...
لما لا تقف معي وأنا بحاجتها...اتصلت على خالتي "الجوهرة" كي أجلس مع خلود........وأفضفض عن هذا الحمل الذي أرهق كاهلي...
ظللت أستمع لرنين الاتصال للحظات...ثم رفع أخيراً
:نعم
لا حول ولا قوة إلا بالله هذا فارس.......... يا ربي أعنّي
فارس بصوت عالٍ: نعـــــــــــــــم

سديم: السلام عليكم

فارس: وعليكم السلام...............تبين خلود

سديم بخوف: إيه

فارس بخشونة: طيب لحظة....

سديم بهمس: الحمد لله ما سكر السماعة بوجهي

فارس: ما أدري وينه دقي بعدين

سديم بخوف: ط........ طيب
أغلقت السماعة وأنا أتذمر............أعرف فارس لم يذهب لمناداتها أصلاً
فقط أبعد السماعة عنه قليلاً ثم أتى ليقول لست أدري أينها....
بعد عدة دقائق أعدت الاتصال..
فارس: نعم

سديم: السلام عليكم

فارس: تبين خلود..

سديم بخوف: إيه أبيها .....ض..ضروري

فارس: أنا بالملحق.......بعيد دقي مرة ثانية يردون هم...
وأغلق الخط بوجهي!!!

قلت وأنا أنظر لسماعة الهاتف: يا رب ارحمني.............
الحين نفسي أفهم ليش يرد يوم أنه ما يبي ينادي أحد...
نفسي أفهم وش سويت له...

أعدت الرقم فردت أخيراً بيان: نعم
سديم: ألو............ السلام عليكم..

بيان: وعليكم السلام

سديم: بيان حبيبتي نادي خلود..

بعد لحظات................
خلود: هلا

سديم: أهئ.............أهئ........حرام عليه فارس وش سويت له
أنا ليش كذا يسوي فيني كل ما اتصلت...

خلود: هههههه وش مسوي بعد...

سديم: كالعادة....يا يسكر السماعة بوجهي.......
وإلا يطقني ساعة على التلفون.... وهو جالس لا راح يناديك ولا شيء...

خلود: هو يسوي كذا حتى مع شهد بنت خالتي مريم.. إذا دقت تبي العنود...

سديم: حرام والله اللي يسويه....

خلود: ههههههه هذا فارس من زمان وهو كذا...ما فيه شيء جديد
ما قلتي لي وش أخبار زواج أبوك...

سديم: زين.............خلود مشغولة اليوم

خلود: لا يمكن يجون عمي بس موب أكيد

سديم: طيب أنا يمكن أجي عندكم.......يا ليت تقولين لخالتي
ترسل السواق أو أي أحد يجي ياخذني............

خلود: خلاص بقولها

سديم: ما أدري أبوي ليه رافض يخلي خالد يسوق رغم أنه
الحين بيروح لثالث ثانوي...

خلود: صادقة.........فارس ساق وهو بأول ثانوي ...

سديم: أقول لا تجيبين سيرته.........قاهرني هالفارس...

خلود: ههههههههههههههههه طيب يا لله بسرعة أجهزي ....
بروح أقول لأمي ترسل أحد يجيبك...

سديم: طيب يا لله مع السلامة


صعدت لغرفتي وأنا أجري.......ارتديت ملابسي على عجل...أخذت حقيبتي..وعباءتي..ونزلت...بسرعة...
واتصلت على منزل خالتي...
سديم: السلام عليكم

خلود: وعليكم السلام........خلاص فارس بيجي الحين مع حدى البنات

سديم: فارس..........لا حرام عليك..... ما فيه أحد غيره

خلود: لا والله........خالتي "دلال" راحت مع السواق عندها مراجعة...
وأخوي فهد موب موجود..........هههههههههه ومالك إلا فارس...

سديم:كنت متوقعة أنه احتمال يكون فارس اللي بيجي........يا ويلي والله خايفة

خلود: هههههههههه حرام عليك موب لهذي الدرجة يخوف فارس...

سديم: إيه بلاك ما جاك نص اللي يسويه بي...........متى بيجي

خلود: يمكن 5 دقايق أو عشر............أنتي خليك جاهزة..

سديم: طيب يا الله مع السلامة..

أغلقت الهاتف وجريت أخبر جدتي بخروجي.........
ثم ذهبت لأقف عند الباب.....هذه أوامر فارس كي لا يظل ينتظرني......
حسناً جزاه الله خيراً.......فالحاجة لدي.....وعلي تنفيذ آوامره..........


كنت أدور بالقرب من باب المنزل.........
وأطل كل ثانية كي أرى إن كانت أتت سيارته أم لا.....
يــا ويلي هذا عمي بدر قادم...
عمي بدر: سديم..........ليه واقفة عند الباب

سديم: لا بس انتظر ولد خالتي.....يجي لأني بروح لخالتي..

عمي بدر: طيب وقفي قريب من الباب.......و إذا شفتي نور السيارة
جاي أطلعي........بدل ما كل شوي تطلعين...

سديم بخجل شديد: سم..........بس أنا أسوي كذا عشان ما أتأخر عليهم..

عمي بدر بحنان : وأنا عمك كان دقيتي علي أنا أوديك...

قلت وأنا أحاول إخفاء عبرتي: جزاك الله خير عمي ما تقصر...
بس ما ودي أكلف عليك..

عمي: لا كلافه ولا شيء...

سديم: جزاك الله خير...

عمي: هذا ولد خالتك "فهد" جاء يا لله أطلعي....
خرجت وأنا سعيدة.................الحمد لله .........لم يأتي فارس....
وحينما ركبت..........
سمعت إيمان(أخت خلود من أبيها) تقول: يا الله فارس أمش...

فارس بهمهمة أسمعها بوضوح: ساعة منطقين على ما تطلع....

دقات قلبي تنبض بسرعة........... يا ويلي ...... أهئ ....أهئ....هذا فارس
جاء بسيارة فهد..........أين سيارته...........بالتأكيد اصدم بها....فقيادته سريعة....
ومجنونة......
أخذت أقرأ أورادي .......وادعوا.....خائفة أن تأتني صرخة .... أو زفرة...
أو شيء من هذا القبيل....











في منزل خالتي.................وفي غرفة تقع في أقصى الممر...
بالجزء العلوي من المنزل...كنت أسند رأسي على أكتاف خلود...
وأبكي............أبكي.........لا أعرف لماذا بالضبط..... ولكن جفاء أبي يخيفني....
سديم: خلود..................تخيلي... أبوي ما دق علينا إلا الآن...

خلود وهي تمسح على شعري: سديم أبوك ماله مسافر إلا يومين....

قلت والدموع تنساب من عيني:إيه بس حنا نبي نسمع صوته ونبارك له.......
تصدقين من 3 أيام ما شفته.......اليوم اللي تزوج فيه...ما شفت ولا حتى طيفه..

خلود والعبرة تخنقها: سديم خلاص ترى بصيح معك.......
معليش تحملي كلها كم يوم وتعيشون مع بعض...

سديم: مــا أدري..........بس يعني....ليه زوجة أبوي ما قالت خلنا نكلم عيالك

خلود: إذا أبوك ما دق من نفسه........ما له داعي هي تنبهه.........
وبعدين أنتي أحسني الظن.......يمكن بيكلم بعد كم يوم

بعد أن هدأت قليلاً.....
سديم: خلود.........أنا خايفة..........رغم أني كنت فرحانة بزواج أبوي...
لكن ما أدري....أحس أن أبوي بيتغير....

خلود: بس هذا أبوك..... مهما كان يحبك...... ومستحيل...يتغير عليك...

سديم: هذا اللي أتمناه....

خلود: متى بيرجعون من السفر

سديم: أذكر أبوي يقول يمكن أسبوع وشوي....

خلود: غريبة ما راح... يقعدون أكثر...من كذا

سديم: ما أتوقع لأن المدارس قربت تفتح.....

خلود: حلو............ يا الله عاد أفرحي...بيرجع قريب

تنفست بعمق وقلت: الحمد الله....
يا الله خلود خلينا نطلع مع البنات............أحس أني مليت من القعدة لحالنا

خلود: يا الله امشي نطلع

عدت في الثانية عشر ليلاً مع فهد كانت "جوري" معي.........
الحمد لله أنني لم أعد مع المرعب فارس........

شعرت براحة بعد أن أفرغت ما بجعبتي...من أحزان....
وشعرت بأن شيء من حِملي قد زال...حقاً إني أشفق على خلود......
كم من يوم أتيت أشكوا لها وأفرغ ما بقلبي العاني من أحزان ٍ......تكاد لا تنتهي...



ظللت في حديقة المنزل....أستمع لحفيف أورق..شجرها وأراقب
اهتزازها مع هبوب تلك النسمات التي تأتي بين الفينة والأخرى...
واستنشق....نسماتها الباردة....المحملة بشذى...الزهر...والشجر
استمتع...برؤية القمر يتربع في كبد السماء.....والنجوم من حوله تلألأ....
بأجمل صورة....
ومع ذاك الهدوء الذي يعم المكان.....
تسلل شعور يحرك شيئاً من الأشجان...
إلا أن رؤية عظمة الخالق....تشعرني بالأمان... والدفئ.. والراحة
شعور تعجز الكلمات عن وصفه....
.
.
.
.
.
وحـدي..
أناجي ظلمة الليل..

أســامر..
نجمها العالي..

وأرقب..
فـجـر.. أحـلامـي..

أناجي خالقي..
أبث له طيف
أحزانــي
.
.
.
وحــدي..
فـلا أم ٌ تراعي..
جـرحـي الـدامــي..

ولا أبٌ..
يساندني...
ويمسح...وقع
آلامـي..

وليس لي أخت..
تكفكف دمعي..
وآهاتي..

أنا وحدي..
أحاكي...ليلي
وأوراقي..


أنا وحدي..
فليس لدي من يسامرني
وبحنو يديه...يواسيني..


ولكني...لدي
إلــــه.... يسمع
بث شكوايَ
.

.

.



قضيت الأسبوعين..اللذان كان أبي مسافر فيهما براحة نوعاً ما
وشيء من التوجس والريبة يخفيهما فؤادي.....
حادثت أبي بعد أسبوع من سفره...وحدثت زوجته أيضاً.....
كان صوتها ناعماً هادئاً.... ارتحت كثيراً بعد سماع صوتها يبدوا أنها طيبة القلب....
حزنت عندما علمت أن أبي مدد سفرته لأسبوعين.... ولكني سعيدة من أجله...
أعتقد أن أبي يستحق أن يسعد بحياته كغيره من البشر....
ليس من المعقول أن نظل نطلب منه أن يضحي من أجلنا.....
فهاهو الوقت قد حان لنضحي نحن من أجله.... ومن أجل سعادته.......
قررت منذ عدة أيام......... أن أسعد بحق بزواجه..... وأن أستقبل زوجته......
بحب واحترام....
يجب علي......أن أترك التشاؤم .........
وأسعد نفسي.......بشيء من
"التــفـاؤل"


.
.
.
.
سأجمع شتات
" أحـــــــلامــــي"

وأرحل عن شدو
" أحـــــزانـــــي"

ســـأرحل تاركــة
حـــطام قــلبــي
" العــــانـــــي"

أحــــلق في
دنـــيـــا من
"الفـــــرح ِ"

وأرقــب
بسمة تداعب
روحي
" وأشــجـــاني"
.
.
.
.
.




اسيقضت اليوم بنشاط.......منقطع النظير..........حقاً أنني أشعر وكأني أكاد أطير..
فاليوم............ هو يوم سَعدي....فرحي....... وأنسي

لا تسألوني.......لمـــــا....
.
.

فأبــــــي..........الغالــــــــــي
سيـــــعود

وستزهر...... أرضي....
وتخضر....بعد أن كساها
الجـفاء...فكانت...كهشيم...وحطام
وصحاري....جرداء....


سيطل....... القمر
وبعودة الغالي..
سيحلو..... السمر
.
.
.
.
.

خالد: سديم........سديم........أنتي للحين نايمه.....أبوي بيجي اليوم

قلت وأنا أفتح باب غرفتي: وين نايمه..........أنا من زمان.....صاحية....
ومستعدة لاستقبال
أحلى أب...

خالد: هههههههههههه ما بقى إلا تكتبين شعر........
يا الله أمشي ننزل سوى....

نزلت درجات السلم.... وأنا أكاد...أقفزها...من شدة الفرح..... هههههههه
حقاً يبدو أني سأجن..

جدي: من اللي قاعد يطامر........ عيال بدر جو؟؟

خالد: هههههههههههههههه لا يبه..........هذي سديم....

جدي: سديم............. أنتي صاغرة..... وشذا المطامر...

قلت وشي من الخجل يلوح بوجهي: ههههههههههه يبه........
أنا اليوم محد قدي..... أبوي بيجي.... اشتقت له..... يا حبي له...

جدتي: الله يخليه لكم........... بس عاد لا تقولين لأبوك اشتقت لك
وتأخرت ومن هالكلام قدام "أمل"

هكذا هم دوماً........يهدمون فرحتي دون أن يشعروا....
سديم: لا يمه لا تخافين....ما راح أقوله شيء...
الساعة كم بيجي أبوي..

جدتي: هذا عمك بدر راح يجيبهم من المطار...

خالد: أتوقع أنهم على وشك ما يوصلون يمكن نص ساعة ويجون....

سديم: يوه..........أنا وش يصبرني نص ساعة...

جدتي: الله يوصلهم بالسلامة...

قضيت الوقت...وأنا أشعر بالربكة....لا أستطيع أن استقر في مكاني.....
مرة أقوم ومرة أجلس....وتارة أسير....وأخرى أقف....ظللت على هذه
الحال فترة طويلة
حتى مل جدي من كثرة حركتي
وقال:سديم اقعدي بمكان واحد واركدي أوجعتي راسي من كثرة حركتك...

ابتسمت بخجل وقلت: سم هذاي جلست

لم استطع الصبر كل ثانية أنظر لساعتي..... لهم الآن أكثر من نصف ساعة....
لم يتبقى سوى دقائق بسيطة....ثم نتم ساعة كاملة من الانتظار...

.
.
.
.


لحظات وفتح الباب....
كبحت جماح نفسي من أن أقفز كالطفلة وأرتمي في حضن والدي...
وانتظرت بمكاني...يكاد يقتلني الشوق...
هاهو قد طل بوجهه المحبوب
نظرت لخلفه أنتظر دخول......." أمل".....

جدتي: هلا والله بوليدي.......هلا بعبد الرحمن......... الحمد لله على السلامة

انحنى لتقبيل رأسها
أبي: الله يسلمك... وش لونك يمه...

جدتي: الحمد لله حنا بخير من يوم شفناك...

جدي: حيا الله ولدي........ وش أخبارك..... بشرنا عنك...

أبي: الحمد لله....... وش أخباركم أنتم..... ووش لون صحتك..

جدي: الحمد لله يا وليدي... بخير ونعمه

كم اشتقت لنبرة صوته......... ولطريقة حديثه...... ودفئ عباراته...

خالد: هلا يبه .... الحمد لله على السلامة....... توه ما أنور الرياض..

أبي:ههههههه منور بأهله... وش علومك يا خالد

خالد: بخير الله يسلمك... ويطول بعمرك...

اقتربت.....بهدوء........وكأني خجلة منه......كرهت هذا الشعور...
وكأني أبي غريب عني..
سديم: هلا يبه......أشتــ.....اشتقنا لكم

أبي: هلا والله بسدومه........ وش أخبارك.... يا بنيتي...

سديم: الحمد لله
وودت لو قلت له أنا بخير منذ أن رأيتك........ حياتي ليست بشيء دونك..
وددت لو أني سألت عن حاله........أو باركت له
ولكن.... شعرت وكأن شيء ربط لساني....
ترى....هل هو خجل........ أم.........أم أنه جفاء....

جدتي: أجل وين أمل ما شفناها...

أبي: أمل.......نزلناها بالبيت قبل ما نجي.......استحت تجيكم....
وهي توها جاية من سفر فقالت .... بتستعد وتجيكم بعد المغرب إن شاء الله...

جدتي: لا هي عروس والحق لها......حنا نروح نزورها....


مرت لحظات.....حسبتها كغمضة عين...
قام بعدها أبي قائلاً: يا الله أجل أنا أستأذن..... بروح أريح بعد السفر..
أجل ننتظركم بعد المغرب..

جدتي: إن شاء الله.... يمكن تجي معي أختك البندري....اللولو انشغلت..
واحتمال تجي مع باقي خواتك..بيوم ثاني يسلمون على أمل

أبي: الله يحيهم.......يا الله أنا طالع.. تامرون على شيء

جدي+ جدتي: لا سلامتك يا وليدي...
.
.
.
.

خرج أبي.......... لم أشعر بالزمن الذي مر...عابراً كالطيف....
شعرت برغبة شديدة لأن أصعد لغرفتي..... ما عدت أحتمل البقاء هنا بعد
أن تركني.....راحلا....لم يسأل عن حالي بدونه.....ولم يدعوني
لأن أجلس بقربه كما هي عادته.....
جدتي: سديم وين رايحة تغدي يا بنيتي...وبعدين روحي لغرفتك...

سديم: لا........ ما أشتهي شيء...أمس ما نمت زين...بروح أنام شوي...
قبل ما نروح لأبوي....

جدتي: لا تنسين تجيبين الهدية اللي شريوها أنت وخالد...لأمل..

سديم: لا ما راح أنساها مجهزتها من الظهر ...توقعتها بتجي مع أبوي
يا الله أنا بروح أنام...

صعدت دون أن التفت...حتى دون أن أسمع رد جدتي......
عدم مجيئها مع أبي أشعرني بالخوف......لكن علي أن لا أسيء الظن بها...
سأنتظر..... "إن غداً لناظرة لقريب"..

دخلت غرفتي واتكأت على الجدار القريب من الباب.....
وبدأت أبكي...بحرقة....... شعور ما في داخلي يخبرني أن أبي أختلف..
ولم يعد لي ذاك المكان الفسيح في قلبه...
سمعت خطوات خالد....المميزة...
خالد: سديم ليه قاعدة عند الباب....

سديم: لا بس............بس ضايق خلقي..

خالد: قومي ...... قومي أقعدي على السرير...
نهضت بخطوات واهنة.....وجلس بجانب خالد على السرير...

خالد: الحين ليه هالدموع... لا تقولين عشان أبوي ما طول معنا...

سديم: طيب وهذا شيء سهل يجي من سفر...... يدري أننا مشتاقين
له وما يقعد إلا ربع ساعة...

خالد: سديم لا تصيرين سخيفة..... أبوي تعبان يبي يرتاح بعد السفر..

سديم: نص ساعة ما تضر..

خالد: وبس عشان كذا كل هالدموع...

سديم: خالد.... أبوي تغير.....أحس أنه ما يعطينا وجه زي أول.....
أنا خايفة بعد يقول اسكنوا عند أبوي وأمي

خالد: من هالناحية لا تخافين.... أصلاً زوجته دارية أننا معه من قبل
لا تاخذه...وأما أنه تغير.... فأنت حساسة أنا ما أشوف شيء..

سديم........ترى الدنيا موب سهلة.... وأنا موب كل مرة بقعد ارضيك... بكرى بتتزوجين....وتعيشين حياة مختلفة...وتعتمدين على نفسك...
موب معقوله كل ما صار شيء على طول دموع وبكاء....لازم تصيرين قوية...

سديم: طيب أنا وش أسوي إذا ما قلت لك اللي بقلبي لمين أشكي......
حتى أنت ما تبي تسمع لي..

خالد: أنا ما قلت كذا........بالعكس أنتي أختي ومالنا إلا بعض....
بس يا سديم أنت تبالغين..... كل شيء يضيق صدرك....
ودايم دمعتك على خدك..... يعني لو تفكرين شوي ترى أغلب اللي
تقعدين تبكين بسببه سخيف
يعني حتى لو قلت لك شيء بسيط.... أو زعلت عليك... على طول تبكين..

سديم: طيب وش أسوي...

خالد: خليك قوية.... لا تخلين أي كلمة تأثر عليك...
الضعيف ما يمشي بها الدنيا....."المؤمن القوي أحب إلا الله من المؤمن الضعيف"

سديم: خلاص بحاول...

نهض خالد : طيب يا الله لا تعدين تستسلمين لها الأفكار السودا...
قومي أفتحي المصحف وأقري لك كم صفحة أحسن لك...


كلمات خالد....... دوماً ما تكون كالبلسم الشافي......
استعددت لذهاب لأبي.... وأخذت هدية "أمل"...ثم أخذت أدعوا ربي
بأن تكون طيبة القلب وحنونة..........حتى سمعت صوت خالد.... يناديني...
قلت وأنا أنزل درجات السلم: طيب جيت....... وش له الصراخ

خالد واقفاً بالقرب من السلم: ما تسمعين لي ساعة وأنا أنادي.....
أمي موضي طالعة هي وعمتي البندري....وهذا أبوي خالد...طلع..
وأنت قاعدة فوق...ولا على بالك..

سديم: زين يا الله خلنا نطلع...لا نتأخر عليهم..

وصلنا للمنزل...... وقلبي يخفق بشدة.....خائفة من المواجهة....
ترى كيف ستكون طباعها.... وكيف سيكون شكلها...
كيف سيكون تعاملها معنا..

لحظات بسيطة وفتح لنا أبي الباب...
أبي: هلا والله ....... الله يحييكم...تفضلوا...
أمسك...بيد جدي ودخل ..... ثم دخلنا نحن بعده وكنت أنا آخر من دخل...

سديم بصوت خافت: خالد........خالد وقف لي...أخاف أدخل لحالي..

نظر لي نظرة استهزاء..ثم قال: الحمد لله ..........أمشي بس...
ودخل...
دخلت...بخطوات بطيـــئة.... ونظرت إلا حيث تكون " أمل"
كانت تجلس بجانب أبي بهدوء.. وشيء من الخجل يلوح بوجهها...
اقتربت..منها لأسلم..
فقال أبي: هذي بنتي سديم..

سلمت عليها وبعد ان جلست بالقرب من عمتي البندري
أمل: ما شاء الله تشبه لك..

جدي: هاذي شبيهه أمي الله يغفر لها ويرحمها..

خالد مازحاً: وأنا ما أشبه لأبوي..

أمل بحرج: ما أدري...بس سديم واضح شبهها لأبوك..

عمتي البندري: إيه سديم من يوم هي صغيرة واضح شبهها لعبد الرحمن...
ابتسمت أمل بنعومة...
ملامحها توحي بالطيبة....
جذبتنا أحاديث أبي الممتعة...وممازحته جدي اللطيفة...
وهكذا...انتهت زيارتنا سريعاً..
جدي: يا الله بدر أكيد جاء..

جدتي: يا الله أجل حنا نستأذن يا بنيتي... الله يوفقكم ويسعدكم إن شاء الله..
أ
بي: آمين... ليه ما تجلسون شوي بدري وش وراكم

جدي: لا والله يا وليدي.... أنتم معاريس..لازم ما نطول عندكم

أمل: طيب أجلسوا تعشوا كبل لا تروحون..

جدتي: الأيام الجاية إن شاء الله
أمسك أبي بيد جدي..ليسانده وخرجوا...

عمتي البندري: فرصة سعيدة اللي شفناك فيها يا أمل...
عاد إن شاء الله المرة الثانية أشوفك..جاية عندنا..

أمل بخجل: الله يسلمك يا البندري... عاد لازم تزورينا مرة ثانية...
لا تخلينها أول مرة وآخر مرة..

عمتي البندري: إن شاء الله..
نهضنا أنا وخالد...لنسلم عليها...وعندما أردنا الخروج..لحقت بي أمل..
أمسكت بذراعي..... ثم طلّت بوجهي مبتسمة..
أمل بمرح: على وين سديم ما فيه طلعة.....
ما راح تجلسون أنتي وخالد هنا؟

ابتسمت براحة: لا بعدين بنجي ونقعد هنا.... بس الحين بدري..
إذا بدت المدارس إن شاء الله..

أمل: أوه ليــــه.... أنا قلت... سديم وخالد عندي ما راح أمل إذا أبوك راح للعمل...

سديم: ليه أبوي بيداوم..

أمل: إيه يقول بكرى بيداوم.... لأنه مثل ما تدرين عمله خاص...
ولازم هو اللي يشرف عليه...

سديم: ههههه يا الله أجل تحملي لين نجي عندكم..

أمل: وليه إلا إذا جت الدراسة... تعالوا من الحين... خلونا نتعرف
على بعض قبل ما تجي الدراسة....


أبي : يا الله سديم... أمي تسأل عنك بيمشون..

أمل: لا.... عبد الرحمن لي ساعة أحاول تجلس وأنت تقول يا الله سديم..

سديم: ههههههه كلها كم يوم ونجي...

أمل: خلاص الله يحييكم..
قبلت رأس والدي.... ورأيت في عينيه سعادة وراحة كبيرة....
بعد أن رأى تعامل "أمل" معي وترحيبها بي....
ركبت السيارة..... وأنا أشعر بالطمأنينة ... فتصرف "أمل" قبل قليل..
أراح بالي كثيراً... وازاح الهم من قلبي..
خالد: هاه سديم.... وش رايك بخالتي "أمل"

سديم بحماس: حبــوبة.... بالمرة..

خالد: ما شاء الله ... وش هالتطور...وش المناسبة

سديم: بس قبل شوي حصل موقف قبل لا أطلع...مرة ارتحت من تصرفها

خالد: خير وش هذا الموقف..

سديم: إذا رجعنا للبيت بقولك..

خالد: شفتي.... أن التشاؤم موب زين..... هذا هي طلعت إن شاء الله حبوبة..

سديم: الحمد لله...... بس يا رب تصير كذا دايم..

قضينا تلك الليلة أنا وخالد.... نتسامر حتى الفجر....
قال خالد..بعد أن سمعنا الآذان..
خالد: يا الله خلينا نقوم نصلي.... ونامي.. خلاص ما بقى إلا 3 أيام
لازم نتعود على النوم بدري..

سديم: بصراحة ما تعودت على حياة الثانوي أحس أني ما ودي تجي الدراسة...

خالد: ههههههه أنتي قلتي نفس الكلام يوم جيتي تدخلين المتوسط..
يا حليك سديم..........من قدك كبري وصرتي بالثانوي..

سديم: عاد من ما فيه فرق بيني وبينك.... أنا بأول ثانوي وأنت بثالث..
كلها سنتين...

خالد: طيب يا الله بروح أصلي قبل لا تقيم الصلاة....




خرجت من غرفة خالد واتجهت لغرفتي صليت الفجر.....
وأخذت أقرأ القرآن حتى أشرقت الشمس.... أغلقت المصحف
ووضعته على الحامل الخاص به....
واستلقيت على سريري........
الآن فقط استطيع أن أنــــام براحة بعد أن اطمأننت من ناحية زوجة أبي..


في يوم الخميس...أجتمع خالتي وأخوالي..في منزل جدتي...
كان اجتماع رائعاً...
فرشنا بساط...في وسط المساحة الخضراء التي على جانب الساحة
وفي المقابل....كان الأطفال يلعبون بالأرجوحة..ويجرون في كل مكان
دوماً ما أتخيل نفسي معهم...أجري.... وأتأرجح...نتخاصم....
وبثواني بسيطة نتصالح..... مـــا أروع حيــاة الأطفال...
خالتي مريم: سديم.... قومي جيبي فناجين للقهوة....لعبير(زوجة خالي أحمد)...
ولـ دلال(الزوجة الثانية لزوج خالتي الجوهرة)

سديم: إن شاء الله...
دخلت ... فوجدت شوق(21سنة) التي كانت ترتدي فستاناً واسعاً
يتناسب مع حملها...حيث كانت بالشهر الثامن...
وتقابلها سمر(18 سنة) ابنة خالي أحمد التي كانت تتحدث مع
شوق وهي تسرح شعرها الأسود... وتبتسم بخجل....
سديم: هلا سمر ...
تركت فرشات شعرها بداخل حقيبتها وأتت لتسلم علي....
سمر: هلا سديم...وش أخبارك ...

سديم: الحمد لله بخير..... مبروك الخطوبة..

سمر بخجل: الله يبارك فيك.........
بس عاد حرام عليكم كل من شافني قال مبروك.... ترى توي ما تملكت.....
لي ساعة من جينا منطقة داخل خايفة أطلع
وبعدين يباركون لي عماتي..ومرت عمي والله إحراج..

شوق: ههههههه لا إحراج ولا شيء وسعي صدرك...

سمر: على فكرة مبروك سديم زواج أبوك..

ابتسمت بوجهها: الله يبارك فيك..

سمر: هاه بشري حبوبة...

سديم: إيه رحنا نسلم عليهم...... شكلها حبوبة بالمرة

شوق: ليه ما راح تسكنون مع أبوك

سديم: إلا بس إذا بدت الدراسة

دخلت عهود....من الخارج..
وقالت: سديم.... محد قال لك تجيبين شيء...

تذكرت الفناجين التي طلبت مني خالتي مريم إحضارهم..
سديم: هههههههه والله نسيت.... قعدت أسلم على سمر ونسيت كل شيء

دخلت عهود للمطبخ وهي تقول: طيب تعالي معي بجيب صحون للحلى ..
وأنت جيبي الفجاجين...

بعد أن خرجت...
خالتي مريم: سديم وينك رحتي قلت لك تجيبين فناجين وتركتينا...
شكلك نسيتينا...

سديم بإحراج وهدوء: نيست لقيت سمر وسلمت عليها

خالتي الجوهرة: سمر جاية..

عبير: إيه جاية معي....... ساعة وأنا أحاول فيها....
وما تبي تجي تقول أستحي...

خالتي مريم: وش تستحي منه..حنا أهلها...

عبير: أنا أدري عنها...

نظرت لباب المنزل فوجدت سمر وشوق والعنود..خرجوا
شوق: السلام عليكم..

الجميع: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...

جدتي: هلا والله بسمر..... وينك لك اسبوعين ما شفتك...

سمر وهي تقبل رأس جدتي: كنت مشغولة بالتسجيل بالجامعة..

جدتي: وشو له الجامعة..... الوحدة لا تزوجت ما يحتاج تدرس..

خالتي مريم: لا وراه.... هذا شوق تدرس وما بقى لها إلا سنة
وتتخرج من الكلية....

جدتي: الحمد لله ....... وشو له..... بس تنقل كرشتها بكل مكان
خليها تركد وتقعد ببيتها أبرك لها....

شوق:ههههههههه يمه الله يهديك فتحتي باب الحين بتقعد تعلق علي...

سمر: أحسن خليها تنشغل فيك.... الحين لا ركزت علي بتدري
أني قصيت شعري...... وبعدين وش يفكني...
شهد(18 سنة) وهي تمسك بشعر سمر: الله روعــه سمر بصراحة
ما انتبهت أنك قاصة....

سمر: حرام عليك يعني ما فرق عن أول...

العنود: لا باين بس يمكن شهد ما لاحظت لأنك رابطه شعرك...

شوق وهي تهز سمر بكوعها: هاه سمر شكلك قاصته عشان
عريس الغفلة...

سمر بخجل شديد: هههههه شكلك جنية وش لون عرفتي...

شوق: هههههههه بس توقعت لأني مريت بنفس التجربة...

جدتي: سمر وش أنتي مسوية بشعرك...

خلود: هههههههه جاك الموت يا تارك الصلاة...

سمر: ما سويت شيء...

جدتي: ما نيب عمياء ما أشوف.... شعرك قاصته..... ومنتفته بعد...

لمى(زوجة خالي مؤيد): هههههههه خالتي هذا مدرج...

جدتي: الحمد لله ويسمون بعد......... هذا كنه ديك منتف...

سمر بصوت خافت: حرام يمه خربتي قصتي...

جدتي: الحين ما كد نتفتي شعرك أبد من يوم كنتي صغيرة ...
وأنا أقول سمر بنتي العاقلة موب مثل هذولي المهابيل..
(وأشارت لي ولخلود التي كان شعرها يصل لنهاية عنقها)

سديم: يمه أنا شعري طويل...

جدتي بنقمة: أنتي طول عمرك شعرك قصير كنه ولد...
ما طولتي شعرك إلا هالسنة...

سديم: لا يمه لي أكثر من سنتين...

لمى: ما شاء الله سديم شعرك حلو يوم طولتيه..

عبير: إيه لأنه كثير..

خالتي الجوهرة: ما شاء الله تبارك الله..

جدتي: بنات هالجيل ما يستحون أول ما تنخطب الوحدة على
طول تقص شعرها..... تصبغه بالبوية الصفراء...كنه جلد حمار...

الجميع:هههههههههههههه
وسمر لا تستطيع رفع رأسها من الإحراج
نظرت لحيث تجلس أمي......... كانت تلتزم الصمت.....
كم هو صعب حال أمي..... لم تتهنى بحياتها........منذ أن مرض زوجها
في العام الماضي وهي مهمومة وقليلاً ما تخرج من منزلها...
عدت معهم حين قالت دلال...


دلال: يا خاله هذا اسمه صبغة شعر موب بوية..

جدتي بدأت الهجوم عليها...
جدتي: كله سوى....هالحين علمين.... وش هاللي حاطته بشعرك
كنه شيب..... حنا نحني شعرنا نبي نغطي هالشيب وأنتم تدورونه..

الجميع:هههههههههههه

دلال: هههههههههه هذا موب شيب يا خالة هذا اسمه ميش

جدتي: الحمد لله على نعمة العقل... هالكفار يلعبون بعقولكم
وأنتم بس تراكضون وراهم...
هالحين يتركون الحناء.... ويراكضون للبويات ويصبغون أصابعهم بها
مثل هاللي بظافر سديم...

سديم: يمه هذا مناكير...

جدتي: إيه هذا ما سموه كذا إلا لأنه من المنكر..












انتهت..... تلك الليلة الرائعة ونحن في قمة سعادتنا وأنسنا...
وهاهي لحظة الصفر قد حانت...... حان الوقت لنودع بيت جدي
جدتي الغاليان.... كم منحونا من حب وحنان..واهتمام....
على مدى خمس سنوات
توالت بسرعة البرق... واليوم........ اليوم سنودع منزلهم .... ونرحل
لنستقر معناً في منزل يضمنا أنا وأخي وأبي...وزوجة أبي....
أغلقت غرفتي..... وأنا ألقي نظرتي الأخيرة عليها.........
وأقلب نظري على كل زاوية منها.....وقلبي يعتصر من الألم..........
أريد البقاء بالقرب من جدتي الحنونة......... ولكني... أريد أن استقر....
حقاً كانت لحظة عصيبة
عمي بدر سيأتي للسكن هنا وستنمحي ذكرى سكنانا للأبد....

نزلت درجات السلم...... وعيناي مغرورقة بالدموع... فرأيت خالد
يذهب ويعود........ ويصعد أو ينزل.... حالة استنفار.... وبالمقابل
وجدت جدي وجدتي....يجلسون بصمت مطبق.... وظلمة تعلو وجوههم..

سرت متجهة لهم بخطوات بطيئة كالدهر اسحب خطواتي سحباً
تعبت من كثرة الفراق.......تارة أفارق أبي ..... وأخرى أفارق أمي .....
وتارة...أفارق خالتي الجوهرة.......... واليــــــــوم......... اليوم أفارق
جدي وجدتي.....
حقاً إنها لحظات لا يقوى الفؤاد على تحملها....... يــــــا ربــــي رحمـــاك...
اقتربت... لأسلم على جدي....وانحنيت لأقبله وأضمه..
سديم بعبرة واضحة: مـ .....مع السلامة يبه........ والله بشتاق لكم

جدي بحزن واضح: يا بنيتي بيتكم ما يفرقه عنا إلا كم بيت....
وشو له هالكلام.... تعوذي من الشيطان.... وهناك إن شاء الله
بترتاحون من هالتشتت... والغربلة....

التزمت الصمـــت ولــم أرد..... كانت دموعي تنساب على وجنتي
وحين أردت أن أسلم على جدتي......... لم أتحمل....
وارتميت في حضنها أبكي.......... أبكي بألم........ كم أحبها....
وأعشق رائحتها حين تحتضنني ورائحة "دهن العود" تفوح منها.....
آه يا جــدتي........ كنت الأم والقلب الواسع.......كم أحبك
جدتي وهي تمسح على ظهري وصوتها الباكي: سديم
يا بنيتي تعوذي من... الشيطان.... أنتي بتروحين لبيت أبوك... منتي مبعده...

سديم: إيه بس.........بس ما راح....أعيـ....أهئ.... ما راح أعيش معكم

جدتي والعبرة تخنقها: يا بنيتي قطعتي قلبي....
خلاص لا تصيحين.... أذكري الله

دخل خالد: سديم يا الله
سكت للحظة........متعجباً مما حدث...
ثم قال: سديم وشو له الصياح.......... ما له داعي....
حنا بنروح عند أبوي موب للمريخ...

جدي: لا تلومها يا وليدي أنا يالشايب ما قدرت أتحمل..... البيت بيفضى علينا

خالد: لا يبه حنا دايم بنجيكم...... وعمي بدر بيجي يسكن عندكم

جدي: إيه.......... الحمد لله
الله يسعدكم ويهنيكم....ويعوضكم أنتم وأبوكم عن كل مرٍ....مَر عليكم

جدتي: آمين......... يا الله يا سديم توكلي على ربك....

سديم: يمه أدعي أنه تكون مرة أبوي طيبة معنا...

جدتي وهي تمسح دموعها بطرف طرحتها(حجابها): والله يا بنيتي
أني أدعي لكم ولأبوكم بكل سجود........ عسى الله يسخرها لكم...
ويرقق قلبها لكم

خالد+ جدي: آميــن

دخل أبي: يا الله عيال........ ما فيه شيء ناقص..

أنا وخالد: لا كل شيء جاهز...

أبي: يا الله أجل توكلنا على الله.......مشينا...
خرجت أتبع خالد وأبي.... والتفتت على جدي وجدتي
سديم: مع السلامة

جدي+ جدتي: مع السلامة يا بنيتي الله يحفظكم بعينه اللي ما تنام

خرجت وأنا أجر خطواتي... وأنا أرى أمتعتنا على متن السيارة (الجيب)
فتحت باب السيارة وركبت...
جاء أبي بعد أن أغلق الباب الخلفي... وركب السيارة
وبعد أن قرأ دعاء الركوب قال: يا هلا بعيالي..........توه بيسفر بيتي
الحمد لله اللي بيلم شملنا ونرتاح بعد هالشقى...

خالد براحة :الحمد لله

التفت أبي للخلف وقال: هاه سديم شكلك ما تبين تجين عندي بالبيت...

سديم: لا والله بس بفقد أمي موضي وأبوي خالد...

خالد: ههههههههه يبه لا يفوتك قبل شوي سديم وأمي موضي
مسوين فلم هندي....

أبي: ههههههههههه وش مسوين

خالد: سديم بحضن أمي موضي والدموع أربع أربع..........
ههههههه وأمي موضي تمسح على ظهر سديم.......
وتمسح دمعتها بطرف الشيله(الطرحة)

أبي: هههههههههههه
لم أستطع أن أتماسك... فضحكت معهم
وقلت بابتسامه: إيه أنا موب مثلك تروح وتجي عادي عندك

خالد: من قال أنا بعد بفقدهم لكن ما يحتاج الأفلام الهندية...
هذا انتم يالحريم لا فرحتوا دموع.......... ولا زعلتوا دموع....... ما فيه حل ثاني

سديم: حنا موب مثلكم خلقنا ربي حساسين....موب قاسين مثلكم

أبي+خالد:ههههههه

سديم بخجل: وراكم تضحكون علي.......الحين عشاني بكيت تضحكون علي...
واستمروا بالضحك والتعليق علي وأنا التزمت بالصمت...


وصلنا المنزل.... ودخل أبي كي تأتي الخادمة لنقل حقائبنا لداخل
المنزل...
وبعد أن انتهينا من نقل الحقائب دخلت لأسلم على زوجة أبي....
توقعت أن تستقبلنا.......خصوصاً أنها كانت تريد أن نأتي لسكن
معها منذ أن جاءوا من السفر...
سرت بخطوات مرتبكة... بالسيب المؤدي لصالة المنزل...
وصلت للصالة ولكن لم أجد "أمل" ظليت واقفة بمكاني أنتظر قدومها
كي أسلم عليها قبل أن أصعد لغرفتي وأبدل ملابسي... ولكن لم تظهر....
وبعد عدت دقائق..
ظهرت من المطبخ وبيدها أطباق العشاء.... التفتت لي دون أن تقف..
أمل: هلا سديم......... أنتم جيتوا.......ارقي فوق غيري عشان نتعشى..
ثم ذهبت لطاولة الطعام دون أن تنتظر ردي
وقفت ثواني لم أتحرك وأنا كالبلهاء........ لم استوعب هذا الموقف....
ذهبت كأنها رأتني صباح اليوم..........لما لم تسلم...... أو ترحب..... هل هذه
رسالة كي أفهم أنها لم ترد مجيئنا......تحركت أخيراً حينما رأيتها تدخل
المطبخ وتخرج منه وكأنني لست موجودة......
حسناً......يجب أن أحسن الظن... ربما أنها مشغولة...ولا تستطيع أن تسلم
لأن أبي لا يحب أن ينتظر الطعام أبداً.....ودوماً يريده أن يكون جاهزاً فور طلبه...
صعدت درجات السلم.... وفي أثناء صعودي سمعت خالد يدخل الصالة
خالد: الســـــــلام عليكم..........يا أهل البيت...

أمل: هلا والله..بخالد
وقفت أنظر كيف ستستقبل خالد...
أتت أمل للسلام عليه ثم قالت: توه ما نور البيت ما لكم داعي تصبرون
لين ما تجي الدراسة....

خالد: ههههههههههه لا أنتم عرسان ولازم نفضي لكم البيت شوي

أمل بخجل: هههههههه الله يهديك.... اسكت لا يسمعك أبوك...
وبعدين خلاص ما بقى إلا أسبوع ونتم شهر بابتل عروس..

جاء أبي:ههههههههه أنتي دايم عروس بعيوني
حينما قال أبي هذه الكلمة شعرت أنا بالخجل بدل أمل...
وتحركت من جديد أصعد درجات السلم.........
ترى ما تفسير هذا الموقف........
لما استقبلتني بهذه الطريقة بينما استقبلت خالد بالترحيب والسلام
كنت أرى كل شيء واضح فالسلم يخرق الصالة......لذلك استطيع أن
أرى كل ما يحدث بالأسفل بسهولة...
ترى هل ما فعلته أمل هو مكر النساء......
لا ........
يبدوا أن خالد دخل بعد أن انتهت من أعداد العشاء لذلك استطاعت
أن ترحب وتسلم عليه....... يجب أن لا أكون سوداوية القلب وأفسر كل
شيء بالسوء...
عبرت الممر الذي يلي الصالة الصغيرة التي في الأعلى واتجهت لغرفتي...
أنا أعرف مكانها جيداً فأنا من اخترت مكانها وأثاثها...
دخلت غرفتي ووجدت الغرفة باردة ومطيبه......... ما أروعها من زوجة أب
أهتمت بأن تجعل الغرفة باردة قبل مجيئنا.........هذا يدل على أني أسأت
الظن بها قبل قليل.......إنها طيبة...ومهتمة بنا... فتحت حقائبي.. وبدأت بإخراج
ملابسي وتعليقها.... سمعت طرقاً على الباب...
سديم: مين ....... أدخل

فاطمة(الخادمة): أنا ........ افته (افتح)
فتحت الباب..ونظرت لها..

فاطمة: مدام أمل كلام ..... أنتي انزل أسى (انزلي للعشاء)
أنا في سوي ملابس أنتي...

سديم: طيب أدخلي...
اتجهت للتسريحة.......ورتبت شعري
ثم خرجت لأذهب للعشاء...
نزلت درجات السلم ورأيتهم ملتمين على طاولة الطعام .........
ما أروعه من منظر........ أخيــراً....أصبحنا نكون أسرة مستقلة..
أتيت للسلام على أمل..
وشعرت بأنها ارتبكت قليلاً...
نهضت من كرسيها وقالت: هلا سديم....... هلا والله..... وش أخبارك...
وينك رحتي ما شفناك...
شعرت بنغزة..........هي من قالت اذهبي للأعلى لأغير ملابسي
ثم انزل للعشاء......هي التي رأتني ولكن لم تأتي لتسلم علي رغم أني
اتجهت لسلام عليها ولكنها تجاهلتني بوضع الأطباق....

أبي بعتاب وحرج: سديم أنتي رقيتي قبل ما تسلمين على خالتك أمل........
الله يهديك بس....

كانت نبضات قلبي تنبض بشدة وأطرافي ترتعش... وأنا أحاول أخفاء ذلك
نظرت لوماً وعتاباً بعيني خالد........آه ما أقساه من شعور...ماذا أفعل ...
يا رباه أعني...

قلت بعد أن تشجعت: لا أنا جيت أسلم بس خالتي أمل كانت
مشغولة بالعشاء وقالت لي أرقى أغير ملابسي وافسخ عبايتي...
وأنزل للعشاء..

أبي: موب عايق الله يهديك كان سلمتي وبعدين رقيتي تلبسين...

قلت: أنا....... أنا جيت أسلم بس خالتي كانت مشغولة وما قدرت توقف...
والصحون بيديها...

التفتت الأنظار لزوجة أبي كي يجدوا تفسيراً لما حدث...




.
.
.
.
.
.
.

نهاية الجزء الخامس

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
قديم 04-05-08, 06:47 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

(6)
الجزء السادس

"تلاطم الأمواج"

أمل بارتباك.. ولكن بأسلوب رائع: عبد الرحمن ........هههههه الله يهديك وش بك
على البنت ... ما صار شيء يسوى....هي صادقة جت تسلم بس أنا كنت أجهز
العشاء... وقلت لها ترقى تغير وتنزل... الأمر عادي سديم مثل أختي...
ما يحتاج يصير فيه رسميات وسلام... وأنا يوم قلت وينك ما شفناك أقصد أنه
تأخرت ما نزلت...

هدأ أبي قليلاً ثم ابتسم: إيه لا صرتم ..... متفقين أجل براحتكم ما لي دخل..

أمل: ههههههه حرام عليك الموضوع ما يسوى كل هالتعصيب....
ثم التفتت لي...وقالت: سديم غالية علي وما أرضى أحد يهاوشها..

قلت بخجل: وأنتي أغلى..

أبي بابتسامة: الحين قلبتوا علي........ هههههههه خلاص ما نيب متدخل
بينكم غير هالمرة...

أمل: إيه أنا وسديم.... محد له دخل بيننا...
ثم ابتسمت لي: صح سديم..

بادلتها الابتسامة وقلت: أكيد........ الله يسلمك..

خالد: شكلهم بيسوون حزب ضدنا...

أبي: هههه الله يستر....

أمل: لا حزب ولا شيء بس أنتم سموا بالله وكولوا ....قبل ما يبرد الأكل

عم الهدوء علينا فترة من الزمن ونحن نأكل
التفت أبي لي ثم قال..
أبي: سديم أنتي إلى الآن ما تركتي عادتك بالأكل... ما تأكلين إلا أنواع معينة
وساعة تاكلين لقمتك..... تغذي زين..

أمل: خلها تاكل براحتها....... يقولون إذا اهتميت باللي ما ياكل وقلت فلان ما ياكل
هذا وإلا ما يحب هذا..يفرح ويصير ما ياكل عشان يكون محط الأنظار...

رفعت رأسي متعجبة من هذا التفسير..!!

أبي: لا بس أنا أبيها تاكل أي شيء ما تقعد تدقق بالأكل وتشيل اللي ما تبي... الناس يخلصون وهي توها...

أمل: أنت لا تركز وهي بعدين بتصير تاكل زين.... الحركة هاذي سويناها مع أختي الصغيرة....طنشناها وما ركزنا عليها بعدين صارت تهتم وتاكل...

اغاضني تفسير أمل لتصرفي...... أنا لست طفلة صغيرة كي أحب أن الفت الأنظار حولي...
سديم: لا أنا أصلاً ما أحب آكل البصل سواءً أحد ركز علي أو لا...

أمل: بس إذا كلن قال انتي ما تحبين البصل بتظلين ما تحبينه أما إذا ما ركزنا على الموضوع يمكن تجربين مرة وتاكلينه...

قلت رغم أني لم أقتنع: يمكن...

أبي: يا الله الحمد لله تسلم إيدك يا أحلى أمل...

أمل: صحة وعافية....... بس ما كلت زين...

أبي: لا والله بس إذا استمريت آكل ما راح أنام زين...
يا الله سديم.... لا تتأخرين نامي بدري بكرى أول يوم بالثانوية... شدي حيلك..

أمل: ههههههههه عاد والله لو هي رايحة للجامعة..

أبي: لا بس الثانوية موب زي المستويات اللي قبل تحتاج لإجتهاد..
وأنت يا خالد هالسنة ثالث ثانوي نبي نسبة زينة...

خالد: أبشر...... مالك إلا اللي يسرك

بعد لحظات قام الجميع من مائدة الطعام.... وكنت أنا آخر واحدة تنتهي ههههه
كما هي عادتي دومـاً.....
نهضت واتجهت للأعلى....أريد الصعود.. ولكني وجدت في الجهة الأخرى من
الصالة.... اجتماع عائلي رائع..... خالد و أبي وخالتي أمل.... كان خالد يتحدث
مع أمل بانسجام ومرح..... بينما أبي يشاركهم مرة الحديث وأخرى يتابع التلفاز
ويشاهد الأخبار وفناجين الشاي في أيديهم.......
اجتاحتني رغبة بأن أشاركهم هذا الاجتماع العائلي ولكن تصرف أمل الغريب
قبل قليل ما زال له أثر في قلبي...
فأعدت تحريك قدماي.... وأكملت صعودي
سمعت خالد يقول: شكل سديم ما درت أننا مجتمعين نتقهوى هنا

فردت أمل: أقعد لا تقوم هي لو تبي جت أو دورتنا.... إذا استمرينا كذا بتصير
دايم تبي دعوة منا عشان تجي للعشاء أو لأي وجبة...

شعرت بحرقة تتصاعد في قلبي...........ترى هل هذه هي البداية؟؟!!
حقاً تصرفها عند العشاء أثار عجبي...... ترى ما هو الهدف من تصرفها هذا...
هل كانت تنظم هذه الحركة كي تظهر بأنها طيبة القلب وأنني أنا التي لم أرحب
بوجودها بيننا...... أم ماذا.... ماذا يعني تصرفها حين قالت لأبي لا تهتم بأكل
سديم هي تفعل هذا كي تجذب الانتباه!!
وهاهي الآن تكمل تصرفاتها الغريبة قائلة لخالد....دع سديم إذا استمرينا بدعوتها
ستطلب ذلك دوماً....

ولكن لا أشعر أن أمل سيئة.......حتى أنها حين تقول ذلك أشعر أنها تقولها بطريقة
اعتيادية لا يظهر فيها الكره أو الغيرة.... ترى هل أنا حساسة وأقلب
التصرفات للأسوء........ بالتأكيد.... فلو كانت سيئة لن أرى هذا الانسجام السريع
بينها وبين خالد....
إذن علي أن أنسى كـــــــل ما حدث قبل قليل وأستقبلها بابتسامة وقلب أبيض....
ارتحت لهذه الفكرة....... اتجهت لدورة المياه غسلت يدي..... ونثرت الماء على
وجهي كي أشعر بالانتعاش...... وأجدد النشاط لمشاعري المتفائلة...

والآن يجب علي أن أظهرها عكس ما ظنته بي قبل قليل........
أنا لن أنتظر دعوة منهم.....

نزلت درجات السلم بمرح... وأطليت عليهم... وأنا ما زلت أقف على أحد درجاته..
سديم: أنتم هنا...... وأنا أدور عليكم

أمل: هههههههه تعالي ما ناقصنا إلا أنتي..

أكملت نزول السلم... وجلست بجانب أمل...

خالد: أكيد رحتي لغرفتي وما لقيتيني وجيتي تدورينني

قلت بابتسامة: أحلى يا واثق....... طيب يمكن كنت أدور خالتي أمل....
وبعدين ليه ما قلت لي وأنا أرقى الدرج أنكم هنا...

أمل: أنا اللي رفضت قلت إذا ظلينا نناديك وين ما قعدنا بتصيرين ما تجين إلا إذا ناديناك..... أما إذا أنت دورتينا وجيتي أحسن...
هذا بيتك ما له داعي أحد يناديك...

قلت بابتسامة: كنت عارفة أنكم هنا من يوم رقيت..... بس قلت أفرش أسناني وأنزل....

أمل: ههههه أجل بتفرشين أسنانك ثانية..... لأنك بتاكلين الحلى...

سديم: مممممممم فيه حلى
أوكي ما فيه مشكلة.....أفرش أسناني ثانية

أبي: يا الله سديم كولي حلاك بسرعة عشان يمديك تنامين...... أنا أعرفك ساعة على ما تطلعين الصبح...

خالد: أوه الله يعيننا سديم والدراسة.......... بيبدا الإزعاج الصباحي... تسريحات وربطات ودلع... ما كأنها رايحة لمدرسة...

أمل: هههههههه وأنت وش حارق رزك.... خلها على راحتها بنت وتعبر عن أنوثتها........

خالد: ههههههه أوه الحين صار عندك محامي دفاع ..... أول ما فيه إلا أنثى وحدة والحين ثنتين...

سديم: شفت شلون ربي نصرني............. الله يخلي لي خالة أموله..

أبي: هههههههههههه الله يديم المحبة........... اسرعي خلصي حلاك ونامي وأنت بعد يا خالد...

أمل: ليه أنت اللي توديهم

أبي: لا خالد يروح مع صديقه......... وسديم أنا اللي أوديها

أمل: توقعت خالد يسوق....... غريبة كبير وما خليته يسوق.... ولد أخوي ساق وهو بأول ثانوي...

أبي: لا أول ثانوي صغير.... ما يصلح يسوق

خالد: طيب يبه أنا الحين بثالث

أبي: لا إذا تخرجت.. من الثانوي

خالد: يبه والله ما أدري وين أودي وجهي عند زملاي.... كلهم يسوقون سيارات إلا أنا...

أبي: خلاص هذا الموضوع ناقشناه مية مرة ... وأنت عارف رأيي زين

التفتت أمل لي: سديم....... وش بتسوين بشعرك بكرى
بصراحة مشتاقة للتسريحات.... كنت بالجامعة بعد الفجر ما أنام أقعد أصلح شعري وأتشيك......

سديم: ما أدري إذا قمت الصبح أشوف...

أمل: طيب قومي معي....... مشتاقة ألعب بشعر أحد... كنت كل يوم بالجامعة أصلح شعري شكل...

نهضت وتبعتها بصعود السلم...
التفتت لي وهي تمسك بشعري: هاه وش رايك وش تبين أسوي بشعرك..
ما شاء الله شعرك كثير...

قلت بخجل: الله يسلمك..... ما له داعي تكلفين على نفسك .... أنا أسويه

أمل: لا كلافة ولا شيء أصلاً شعرك يشجع أن الواحد يلعب فيه...

فاجئنا صوت خالد من خلفنا..
خالد: الحمد لله صدق حريم........ خلوا الشعر على خلقته وشوله اللعب فيه
هههههههههه

أمل: حسبي الله على عدوك.... هبلت فينا ما درينا أنك ورانا...
وبعدين وش عليك منا...
وبابتسامة:لا تتدخل

خالد: هههههههههههه

سديم: ههههههه أحسن فشلتك....... عشان ما تقعد تعلق علي كل صبح "ازعجتينا باستشوارك".....

خالد: أي والله..........الله يعيني على إزعاج الإستشوار...

أمل: لا أتوقع أن غرفتك بعيدة بما فيه الكفاية عن غرفة سديم وما راح تسمع
صوت الأستشوار ولا شيء...

خالد وهو يدخل غرفته: يـا رب

مرت ربع ساعة...... قضيتها بسعادة مع أمل التي كانت تسرح شعري باستمتاع.....
وها أنا استلقي على سريري الجديد يبدو أنني لن أستطيع النوم جيداً هذه الليلة فكل
شيء في حياتي جديد.....
أشعر أنني لم أستطع تحديد مشاعري تجاه أمل ولكن... أشعر أنني بدأت أحبها.....
أو أرتاح لها....غير أنني ما زلت متخوفة من بعض تصرفاتها الغير مفهومة...
ترى هل هذا الخلل فيّ أنا....... أم مــــاذا

استدرت لأغلق الإضاءة التي بجانب السرير..... ولكني سمعت طرقاً على الباب...
سديم: ميـــن..

خالد: أنا خالد... أفتحي..

رميت اللحاف جانباً وفتحت الباب...
خالد: ما شاء الله نمتي..

سديم: لا قاعدة أحاول أنام...

خالد: حتى أنا ما جاني نوم المكان جديد... يمكن لو أننا جايين قبل الدراسة
بيوم أو يومين كان أحسن عشان نتأقلم مع المكان..........
سديم ودي أتكلم معك شوي...

قلت بشيء من الخوف: ليه في شيء أو مشكلة...

خالد: لا ليش أنتي خوافة....... بس أنا ودي أتكلم معك..

سديم: طيب تعال أجلس..

دخل خالد وجلس على طرف سريري... جلست بجانبه...
وسألته: خير......... يا الله تكلم...

خالد: سديم...... رجاءً خلي الحساسية على جنب ولا تفهمين سؤالي غلط..

بصراحة ودي أعرف تفسير اللي صار اليوم بالعشاء بالضبط......
أنا عارف ومتأكد أن الموضوع سخيف..بـ

قاطعته: طيب يومه سخيف ليش ترجع تفتح الموضوع..

خالد: أولاً.... لا تقاطعيني وأنا أتكلم...
ثانياً... خليني أكمل كلامي وبعدين ردي..

سديم: سم أبشر..

خالد: نكمل... أنا عارف إن الموضوع سخيف.... بس أبي أنام مرتاح
عشان كذا ودي تقولين لي اللي صار بالتفصيل الممل...

سديم: دخلت قبلكم.... وانتظرت خالتي أمل عشان أسلم عليها قبل ما أروح فوق
وقفت 5 دقايق تقريباً.... بعدين شفتها جاية من المطبخ... رحت أسلم عليها بس هي
كملت طريقها كنها ما شافتني.... والتفتت وهي ماشية وقالت لي هلا سديم روحي
غيري ملابسك... وتعالي تعشي.. وراحت.... أنا وقفت شوي قلت يمكن تمر تسلم بس استمرت تنقل العشاء ولا كأني موجودة...
بصراحة أنا بعدها رقيت فوق........ وش تبيني أسوي أقعد ألاحقها لين تتكرم
وتسلم علي؟!

خالد: طيب ليش معصبة.... أنا ما أتهمتك.... أنا بس جاي أعرف الموضوع بالضبط.....

قلت وأنا على وشك البكاء: بس أنا يوم طالعت فيك......... لقيتك تناظرني بنظرات لوم...
وعتاب..

خالد: أنا عارف موقفك من زواج أبوي وداري أنك كنتي فرحانة فيه.......... لكن بصراحة
الموقف أحرجني... ما أدري خفت أنك متقصدة هالحركة سواء..... كنت مستحية
تسلمين أو ما ادري بالضبط..

سديم: يعني حتى أنت تشك فيني........... حرام عليكم ما لي إلا يوم واحد
وبديتوا علي......... خالتي أمل طلعت أحسن منكم وقالت أن الموضوع سخيف
وما يستاهل....

خالد: سديم إذا كان الموضوع زي ما ذكرتي...... فأنا أقول أحذري ..
خليك نبيهة وحريصة..... أنا خايف أنه يكون لها هدف من هالحركة..

قلت بخوف: مثل أيش..؟

خالد: ما أدري ما أبغى أدخل فذمتي شيء............ أنتي حاولي تكسبينها...
أجلسي معها..... ساعديها.. ابتسمي فوجهها..... لكن مع هذا خليك نبيهه
وحريصة بكلامك.... وحركاتك...

سديم: خالد أنت تخوفني...

خالد: هههههههه لا بالعكس أنا أحس أنا طيبة..........
وعلى نياتها...
بس الحرص واجب

سديم: الله يعينني.... ما أدري ليه كلن يحبك وأنا لا

خالد: ههههههههههههههه
سديم أني صغرتي....ههههههه..... بالعكس
أنا أشوف أن أبوي يدلعك ويهتم فيك أكثر مني
وبعدين اللي يخلي الناس ما ينسجمون معك... لأنك خجولة...ورسمية
فعشان كذا هم يتعاملون معك برسمية...

سديم: بس أنا هذا طبعي.... ما أقصد أني أحط حواجز

خالد: هم وش يدريهم وش اللي بخاطرك.... هم يتعاملون بالظاهر...

لم أرد....... التزمت الصمت أفكر بحديث خالد...

خالد: يا الله أجل أنا بروح أنام
تصبحين على خير..

سديم: وأنت من أهله..

ظللت أتقلب على فراشي....... أفكر بكلام خالد..... وبالمواقف التي مرت علي
في هذه الليلة...... كانت كالدهر بالنسبة لي...
.
.
.
.
.
.
.
.
استيقضت في السادسة........ ارتديت ملابس المدرسة.... أخذت حقيبتي
ونزلت للأسفل..... كان الهدوء يعم المكان.... باستثناء الأصوات الخارجة
من المطبخ..... يبدوا أن الخادمة هناك....
وصلت لطاولة الطعام ووجدت الإفطار مجهزاً هناك....
سحبت كرسي لأجلس........
شعرت بالضيق.... وكأني وحيدة..... لم أعتد على تناول الإفطار وحدي...
أين خالد.... ترى هل خرج ولم ينتظر أن يفطر معي....
ربما أن "فيصل" صديقه كان مستعجلاً ولم ينتظر لذلك خرج دون أن يفطر...
تنفست بعمق كي أزيح الضيق عني...
وبدأت بتناول إفطاري...
وقع بصري على السلم الذي يتوسط الصالة.... فرأيت خالد.... ينزل درجاته..
ابتسمت بفرح...
خالد: ما شاء الله ... وش هالنشاط... صباح الخير

سديم: صباح النور......... حسبتك رحت ..

خالد: لا .... فيصل بيجي بعد 10 دقايق...
أجل وين أبوي..

سديم: ما أدري...... ما لقيته... قلت أفطر وبعدين أشوف وينه...

جلسنا سوياً على المائدة وفور أن انتهيت.... رأيت أبي ينزل درجات السلم...
أبي: صباح الخير.... سدومه.... هاه جاهزه

سديم: صباح النور....إيه جاهزه...

أبي: يا الله تعالي.... انتظرك بالسيارة

لبست عباءتي.... وأخذت حقيبتي..
وخرجت.... أشعر بالخوف.... لا أدري لما أصبح كل شيء جديد بالنسبة لي....
لا أشعر بوجود شيء مألوف في حياتي الآن...
توقفت سيارتنا أمام بوابة المدرسة..
أبي: يا الله سديم... أنزلي

سديم: خايفة

أبي بصوته الحنون: هههههههه وش تخافين منه سمي بالله وأدخلي..

سديم: إن شاء الله

أبي: سديم....... بترجعين مع بنات خالتك..

سديم: إيه مثل كل سنة...

أبي: خلاص... يا لله مع السلامة... لا تنسين أذكار الصباح

سديم: سم...... إن شاء الله

أغلقت باب السيارة واتجهت للمدرسة بخطوات مرتبكة....هههههههه
أشعر وكأني طفلة في المرحلة التمهيدية....... ربما لو أني كنت أعيش
باستقرار لما ساورني هذا الخوف العجيب..

دخلت المدرسة...جلست على أحد المقاعد المقابلة للباب...
أنتظر دخول أحد أعرفه...........
انتظرت طويلاً...
حتى دخلت ريــم...
سديم: ريم........ ريم.... أنا هنا تعالي

ريم: هلا سديم....... وش أخبارك... ما شاء الله شكلك جاية بدري

سديم: إيه جاية من نص ساعة...
حتى خلود وعهود ما جو.... ومشاعل بنت عمتي أتوقع أنها ما راح تداوم أول
يوم على عادتها كل سنة..

ريم: يا حليها مشاعل من زمان ما شفتها...إلا الآن على عادتها..
طيب تعالي ندخل جوا يمكن هم هناك...

سديم: يا الله
دق جرس المدرسة..... واتجهنا للصفوف وأنا حتى الآن لم أجد عهود وخلود...
خشيت عدم حضورهم..... عندها مع من سأعود للمنزل...
ذهبنا أنا وريم نبحث عن أسمائنا في قاعات الدراسة....
وللأسف.. لم تكن ريم معي في نفس الصف....
ولكني ولله الحمد في نفس صف عهود وخلود...
نحن معاً كنا في صف واحد...منذ أن كنا صغاراً في الروضة...

لم أجد لي مكان في بداية الصفوف... فجلست في آخر مقعد.... لا أحب هذا المكان...
ثواني وأطل وجه عهود.... وتبعتها خلود..

سديم: صباح الخير........ ليش متأخرين

خلود بضيق: فارس تأخر ما طلع.... يقول ما أبي أروح للجامعة بدري

سديم: مليت وأنا أحتريكم

عهود: حتى حنا كان ودنا نجي بدري بس حكم القوي على الضعيف

دخلت المعلمة.... وبدأت بتقديم نفسها...
وهكذا بدأ أول يوم دراسي..

.
.
.
.
.
.
انتهى يومنا الدراسي الأول... وجلسنا في ساحة المدرسة ننتظر..
تحت أشعة الشمس الحارقة...
عهود: يا سلام فاتحة خير.......هذا أول يوم بالدراسة... ومنطقين لنا أكثر
من نص ساعة

سديم: طيب دقوا على البيت شوفوا مين اللي بيجي يأخذنا..

سمعنا صوت المكبر..ينادي علينا..
خلود باستبشار: لا خلاص هذاه نادا علينا...

خرجنا فوجنا سيارة فارس عند باب المدرسة
ركبنا... فقالت عهود: ما شاء الله بدري... لنا أكثر من نص ساعة منطقين..

فارس بملل: ما أدري حسبت فهد اللي بيمركم...

خلود: طيب ترى سديم معنا بنوصلها لبيت أبوها...

فارس بضيق: ووينه بيت أبوها........ تدل وينه

قلت بصوت منخفض: قريب من بيت جدي

خلود: تقول قريب من بيت جدها..

فارس: إيه بس تدري وينه بالضبط

قلت بخوف: إيه أعرف..

فارس بهمهمة: الله أعلم شكلها بتحوسنا..على هالظهر

ماذا يظنني هذا الفارس طفلة لا أعلم أين بيتي.... أغاضني.. كم أتمنى لو اخنقه...

وصلنا منزلنا..
فارس بابتسامة استهزاء: اسأليها أكيــد هذا بيتهم........
لا تصير مشبهه وتدخل على ناس

كدت أتفجر غضباً..

قلت: لا هذا هو..
خرجت وأغلقت باب السيارة.... ظللت أرن جرس الباب مدة طويلة ولم يفتح أحد........
حتى سمعت فارس يقول: متأكدة هي الحين من البيت..........
لنا ساعة منطقين ومحد فتح

بدأت أرن جرس الباب بغيض...
فتح الباب أخيراً
دخلت وأغلقته بغيض
قلت وأنا أقصد فارس: أنقلع....... رافع ضغطي هالفارس... كني ذابحة له أحد...
قاعد يستهزي فيني كني أصغر أخوانه..
ما أقول إلا الله يعين اللي بتاخذه...

دخلت داخل المنزل........ ممممم ما أطيب رائحة الغداء
وجدت أمل تجلس على الأريكة وتنظر للتلفاز..
ابتسمت في وجهي: هلا سديم........... هاه شخبار الدراسة

سديم: الحمد لله زينه..

أمل: طيب روحي ريحي لين يجي الغداء

شعرت بخوف لا أدري لما.......... ربما لأني خفت أن يتكرر معي نفس الموقف...
سديم: لا ما أبي أنام الحين بغير ملابسي وأنزل...بنام بعد الغداء

أمل: زين....... براحتك

صعدت درجات السلم ببطئ.......... أريــــد أن أنـــام ولكن علي أن أصبر أنا خائفة
من أن يتكرر الموقف الذي حصل البارحة.... ربما لو نمت لن ترسل أحد لإيقاظي...
ثم تدعي أنني لا أريد الغداء معهم..
لست متأكدة حتى الآن من حقيقة شعورها تجاهي....

حينما ساورني هذا الشعور.. تضايقت من نفسي وكرهت تلك المشاعر السيئة
التي تحوم حولي.... أمل ليست سيئة لهذا الحد كي أفكر بها بهذه الطريقة... لما
أتوجس منها ولا أرتاح لها رغم أني حتى الآن لم أعرفها جيداً....... ربما... ربما أن
المواقف التي حدثت البارحة كانت عابرة لم تقصد أمل إيذائي فيها... والدليل أنها
جاءت معي لغرفتي قبل أن أنام وبدأت بتسريح شعري.. كانت مستمتعة ومرحة
معي أشعر أنها تريد التقرب مني ولكن خَجَلي يقف حاجزاً بيننا.... وهذا ما يراه
خالد....إذن علي أن أنزل الآن وأجلس معها... ربما ستتحسن صورتي في نظرها...

بعد أن بدلت ملابسي... اتجهت للسلم لأنزل.... حينما وضعت قدمي على أول
درجات السلم سمعت ضحكات أمل.... نزلت بهدوء.... لأنني خشيت أن يكون
أحداً من أهلها هنا.... ولكن حينما توسطت السلم وجدت خالد يتحدث معها
وهي تصغي له وتبتسم...
ساورني شعور بالغيرة....... لمــا هي حسنة بالتعامل معه.. وأنا لا...

لما تقول البارحة أنه لا يوجد رسميات بيني وبينها.... بينما أجدها رسمية
بالتعامل معي..... وعكس ذلك مع خالد..
حركت رأسي قليلاً كي أدفع عني تلك المشاعر المحبطة... وأكملت
نزولي بمرح...عكس تلك العواصف التي تجتاحني بالداخل..
وحينما وصلت آخر درجة من السلم...
سمعت خالد يقول: يا الله أجل أنا بروح أنام قبل ما يجي أبوي للغداء..

أمل: لا خالد اقعد معي... باقي أقل من ساعة ويجي أبوك... ما يمديك تنام..

خالد وهو ينهض: طيب بروح أغير ملابسي وأحط كتبي بالغرفة وأجي..

أمل: خلاص بأحتريك....
شعرت بوجودي فابتسمت...
أمل: هلا سديم.... تعالي أجلسي... إذا تبين عصير قولي
لـ" فاطمة" تعطيك.. توي مسوية عصير فواكهة لكم...

قلت بصوت منخفض: الله يعطيك العافية.... ما قصرتي.... بس ما أشتهي..

جلست بأريكة تقع جانب الأريكة التي كانت تجلس عليها أمل....
كانت أمل تتحدث مع الخادمة وتخبرها عن ترتيب المائدة...
نظرت لها وسرحت في فكري...
شعرت عندها أنني سوداء القلب.... امرأة بطيبة أمل ... أحمل لها في قلبي
مشاعر من الشك والريبة ... لا يبدو أن أيه من أفكاري السيئة تنطبق عليها...
يجب علي أن أتخلى عن هذا الشك وأحاول أن أتجاوز خجلي المفرط قليلاً...
نظرت لي أمل فابتسمت...
أمل: هههههههه وش فيك سديم تطالعين فيني.... وش تفكرين فيه

ابتسمت بخجل: لا....... موب شيء بس سرحت شوي

أمل: شكلك تفكرين أني مرة أبو وخايفة مني صح...

رفعت رأسي أنظر لها... متعجبة..
هززت رأسي بعلامة الرفض...
سديم: لا والله بالعكس أنا أقول أنه الحمد لله ربي رزقنا مرة أبو حبوبة مثلك..

أمل: ما أدري سديم.... أنا أحس أن خالد متقبل وجودي أكثر منك..
شوفي سديم أنا ما أدعي المثالية أو أني بتعامل معكم مثل أمكم...
لكن أتمنى أننا نعيش بهدوء وسلام وألفة...
أنا اللي أقدر عليه ما راح أقصر معكم فيه ومستعدة أساعدكم إذا
احتجتوا لأي شيء مني ... بالمقابل أنا ما أقول حبوني لأنه أتوقع
هالشيء صعب أو موب أكيد.... أنا أقول نتقبل بعضنا ونمشي السفينة...
سديم أنا مريت بظروف صعبة شوي وبصراحة ودي أعيش براحة فيا ليت
تخلينا نعيش بسلام وبعيد عن المشاكل...

!!!
؟؟؟
ما الذي يحدث وما الذي أسمعه ... من منا لم يتقبل الآخر...... أنا أم هي
وهل أنا من سأتسبب في جلب المشاكل لها...
ولما حكمت مسبقاً بأننا لن نحبها......... لا أحب أن تكون علاقتنا مجرد
تفاهم وتبادل مصالح....أنا حقاً بدأت أحبها.... ولكن هي من تريد أن تكون
علاقتنا مجرد تقبل...
أريـد أن أعرف أين الخلل الذي يحدث هل هو في ذاتي أم بمن حولي...
لا لابد أنه فيّ أنا....فخالد حتى الآن لم يحدث معه أيه إشكال أو سوء تفاهم مع أمل.........
قلت كي أتدارك الأمر بعد أن سرحت بعيداً أبحر في فكري..
سديم: لا يا خالة.... أنتي فاهمة الموضوع خطأ .... المسألة موب مسألة عدم
تقبل أو أي شيء من هالقبيل.... الموضوع بس هو أني..... أستحي أتكلم..
أو أتجرأ زي خالد... و بعكس اللي تتوقعين أنا وخالد ارتحنا لك..
وسعيدين بوجودك بيننا...

أمل: أبوك قال لي أنك متقبلتني وسعيدة بزواجه.... لكن أنتي تستحين
وما تعرفين تعبرين عن مشاعرك بصراحة زي خالد...

لكن يا سديم بصراحة أنا ما اقتنعت لأنه الحياء يكون بأول لحظة أو أول ساعة.... لكن ما يستمر..... ولو كنتي خجولة لهذي الدرجة فأنا أشوفك جريئة وتمزحين
وتضحكين وتتكلمين عادي وبطلاقة مع أبوك وخالد...
لو أنك خجولة بالمرة كان ما شفتك تتكلمين وتاخذين راحتك مع خالد وأبوك..

سديم: هذولا أهلي وعشت معهم عمر أكيد ما راح أستحي منهم...

أمل: شفتي يعني أنتي تعديني غريبة عنك.... لو كنتي تعديني من أهلك
كان تجاوزتي خجلك... يعني أنا ما استحي.... أنا مثلك كنت مرتبكة ومستحية
منكم لكن حاولت أني أتجاوز هالشيء...

شعرت بالعطف تجاهها..... صعب علي حالها... حقاً لا أحب أن أكون بهذه
القسوة بنظرها...

سديم: خلاص أنا بأحاول إني أتجاوز خجلي... لكن أنا...
أنا.....
أنا أتمنى أنك تساعديني...

أمل: إذا كان كعموم فانا مستعدة أتعاون معك..... لكن إذا كان قصدك عشان تحبيني....
فأنا آسفة .... أنا ما أجبر أحد يحبني... أنا طلبت أننا نتقبل بعض..
إذا حبينا بعض وتكاتفنا وكنا كلنا أنا وأنت وأبوك وخالد قلب واحد فأكيد هالشيء يسعدني...وهاذي أمنية كبيرة بالنسبة لي ....لكن أنا ما أجبر أحد علي.... أنا بسوي
اللي يرضي ضميري وربي وبس...

شعرت بأنني على وشك البكاء.... ودموعي...على وشك النزول...فأطرقت برأسي
كي لا ترى ضعفي...
ما تتمناه أنا أتمناه أيضاً.... لكني أشعر بشيء من الهجوم علي...
لا أحب أن أقع في هذا الموقف.... أن يعتقد الطرف الآخر أفكاراً هي بعيدة كل
البعد عما يدور في خلدي... كم هو مؤلم هذا الشعور...

أمل: خلاص.... ارفعي راسك وابتسمي.... وخلي هالشيء سر بيني وبيك...

هذا خالد نازل من الدرج...

رمشت بعيني عدة مرات كي تذهب تلك الدموع الحمقاء التي على وشك الهبوط....
أخذت نفساً عميقاً... ورفعت رأسي وابتسمت بخجل أخيراً..
سديم: جزاك الله خير يا خالة....

أمل: ما له داعي هالرسميات سديم.... ناديني أمل بس بدون خالة

سديم: إن شاء الله

وصل خالد إلينا وشعر بأن هناك شيئاً ما...
خالد: وش فيكم شكل جيتي غير مرحب فيها...

أمل: هههههههههه لا بالعكس..

خالد: الحمد لله خفت أنكم صرتوا حزب ضدي...

سديم+ أمل: ههههههههه

سمعنا صوت دخول أبي....
أبي: يا ولد حطوا الغداء.... على بال ما أغير ملابسي وأنزل

أمل وهي تنهض: سم أبشر..... هذاه جاهز

ارتحت كثيراً..... من هذا الهدوء الذي مر على حياتنا...
مر أسبوعين أو أكثر.... وعلاقتي بأمل تحسنت كثيراً...
بل ارتحت لها كثيراً...... وأصبح جل حديثي مع مشاعل أو خلود
ينحصر بأمل....
حتى أتى ذاك اليوم الذي تحطم فيه جزء من سعادتي....
كنا نجتمع في حديقة منزلنا .... نلتف بأروع اجتماع وألفة...
نحتسي القهوة.. ونتذوق حلويات أمل اللذيذة..... أمل ماهرة جداً بالطبخ..
لست أدري كيف أصف لكم مشاعري...
كنت أشعر وكأني طائر صغير... عاش مشتتاً... ووجد أخيراً عش يضمه..

تعامل أمل الرائع معي ليس له وصف..... رقيقة.... حنونة...طيبة... ومهتمة...
غير أنها كثيرة الانتقاد لي.... ولكن خالد... أخبرني أنها تنتقدني لمصلحتي... لذلك
حاولت أن أتجاهل حساسيتي تجاه هذا الأمر...
أشعر وكأننا أسرة مثالية رائعة.... لا ينقصنا سوى صغير يملأ بصراخه حياتنا....
هههههههه.... كنت أغرق في مشاعري.... أجلس صامتة تارة أستمع لأحاديثهم وأخرى
أنظر لصفحة الماء التي أمامي وأبحر بعيداً عنهم حيث تتواجد مشاعري....
ولكني عدت معهم حين قال أبي كلمة أثارت اهتمامي...
أبي: أمل بصراحة الحين أي واحد تحبينه أكثر.... خالد وإلا سديم...

لم يرق لي هذا السؤال..... فأصبح قلبي ينبض بشدة... أنا أعرف الجواب
فهو واضح ولا يحتاج لسؤال.... وأعتقد أن أبي كان يعرف مسبقاً إجابته...

أمل بإحراج: آآآ.... ما أدري عبد الرحمن السؤال محرج وأنا ما أبي أجرح أحد....
لكن أعتقد أن الجواب واضح...

أبي: لا محد راح يزعل أنا أعرف عيالي.... كل واحد يحب الثاني أكثر من نفسه...

نظرت لي أمل ثم قالت: آآآ..... أكيد محد راح يزعل...

خالد: أكيد..

أمل: يمكن أحبهم سوى ..... لكن أكيد أرتاح لخالد أكثر...

ابتسمت كي لا أظهر بصورة سيئة أمامهم...
ولكن كانت كلماتها مؤلمة بالنسبة لي.... رغم أنها حاولت أن تكون "دبلوماسية"
في إجابتها...
نظرت لبركة السباحة التي أمامي..... شعرت وكأني أبحر في تلاطم أمواج مهيـــل...
لما لا تكتمل فرحتي دوماً....
خالد.........خالد..... ما السر في ذلك
خالد لا يمكث في المنزل مثلي... أنا أقضي الوقت معها أكثر من خالد
لما تألفه ... أكثر مني.... هل هذا يعود لخجلي المفرط....

أمل: شكل سديم زعلانة مني..

أبي: لا سديم تحب خالد أكثر من نفسها...

ظللت أعد الثواني والدقائق.... أريد أن أذهب للداخل... لم أعد أشعر بأني أنتمي لهم....
أبي يسعد كثيراً إذا رأى حب أمل لخالد.... ولكن لم يفكر بمشاعري أنا.............
أنا لا أكره أن يفضل خالد علي فقد اعتدت على ذلك... ولكن أكره أن يتناسوا أن
لي قلب يخفق بداخلي...
لي قلب.... يتألم.... وينزف من هذه التفرقة...
أشعر وكأني غريبة بينهم....
لم أحتمل البقاء أكثر.... فنهضت
أبي: على وين سدومه.... أجلسي
عسى ما زعلتي ترى الموضوع ما يستاهل

سديم: لا أكيد ما راح أزعل خالد أخوي
بس تذكرت واجب الفيزياء... وبروح أحله..

أبي: أجل خلاص روحي حلي واجباتك....

دخلت المنزل... وأسرعت بخطواتي... نحو السلم... كم اشتقت لوسادتي....
التي اعتادت على دمعي...
دخلت غرفتي وأغلقتها... وارتميت...على سريري... أبكي...والجراح تكاد تخنقني....
أعلم ما هو موقفكم تجاهي... ستقولون بأني مدللة حساسة... وأن الموضوع لا يستحق
هذا البكاء.....
ولكن ماذا لو قلت بأنه من الصعب أن أكون الفرد الأقل اهتماماً من قبل عائلتي....
أن أعيش على الهامش......... بعد أن كنت أنا كل شيء بالنسبة لأبي..
واليوم لا ألقى اهتماماً من أحد.... فلا أحد يمسح على شعري بحب وحنان...

لم أعد أسمع من أبي كلماته الدافئة وتشجيعه... وسؤاله المستمر عن كل شيء
يخصني أو احتاج له....
و لا أخ يعطيني من وقته الكثير.... ولا أجد تعاوناً من زوجة أبي على كسر هذا الحاجز الذي ظننته قد بدأ بالتلاشي.... ولكني أشعر أنه سيبدأ بالتنامي..


.
.
.
.

في زرقة المــاء
شعرت
بنفسي أتـــــــوه
أتوه بعيداً..
في بحر لجيّ..
تتلاطم أمواجه بقسوة
تكاد تـــغرقنـي..

ولكن تـارة أخرى
أراها تحملنـي على
متن موجها بلطف!!

الحيـرة
تتملكني..

فلا أجد صدى يرتد
إليّ........ فيؤنسنـي
ولا زورق أبحر به
بعيداً عن تلك
"العاصفة الهوجـاء"
التي أرى طيفها
يـلوح
بـالأفــق

.
.
.
.



لم يحدث ما توقعته هذا اليوم.......... لم يأتي خالد
كعادته يسأل عني.... أشعر أن صداقة ستنشأ بيني وبين قلمي...
حضنت وسادتي....... ورحلت بعيداً
إلى حيث تتواجد الأحلام.....



استيقظت في الصباح...
وشعرت بجوع شديد.... تذكرت بأنني نمت دون عشاء..

حين انتهيت من الاستعداد للمدرسة... نزلت فوجدت خالد يتناول
إفطاره بســرعة........
سديم: السلام عليكم

خالد: هلا وعليكم السلام ....... صباح الخير.... وينك مختفية ما نزلتي للعشاء أمس...

سديم: بس....... ما اشتهيت العشاء

خالد: هههههههههههههه
وإلا زعلانة عشان أمل تحبني أكثر منك..
ترى والله الموضوع ما يستاهل...

سديم: أصلاً أنا ما أحتاج حبها....... يكفي أن أبوي يحبني...

رن " جوال" خالد.... فرفعه من طاولة الطعام...

خالد: أوه هذا فيصل..
أخذ كتبه وخرج مسرعاً...

وبقيت وحدي........ أنظر لطيف خالد......
انتبهت لأبي.. وهو يقول...
أبي: هلا سديم....... يا الله تأخرنا..

نهضت دون أن أكمل إفطاري..
سديم: سم..بجيب شنطتي وأطلع..

أبي: كملي فطورك

سديم: لا خلاص بتأخر على المدرسة

ركبت السيارة فالتفت لي أبي قائلاً
أبي: وش فيك عسى ما أنتي تعبانة أمس ما نزلتي تعشتي ونمتي بدري

سديم: لا بس ما نمت زين بعد الظهر....

أبي: دام ما فيك شيء....الحمد لله...


دخلت للمدرسة........... لا أحب نفسي الحزينة ولكن لا اعرف كيف أغير من نفسي...
مللت من غمامة الحزن التي تخيم علي......
أريــد أن أرمي حزني وحساسيتي الزائدة... وأنطلق... أنطلق في دنيا من المرح......
جلست على أحد المقاعد القريبة مني... وسرحت أقلب أحزاني التي تتبعني
لم أنتبه إلا على طيف شخص يقف مقابلي...
مشاعل: وش دعوى كل هذا وما شفتيني.......... يا هوه أنا هنــا

قلت بابتسامة باهته: هلا مشاعل هبلتي فيني ما شفتك..

مشاعل: واقفة بوجهك وما شفتيني.... والله لو أني نملة
سديم: هههههه معليش ... ما انتبهت لك...

جلست مشاعل على طرف حقيبتي التي بجانبي..
مشاعل: وش عندك مقفلة........ أكيــد... زوجة أبوك مسوية شيء
أنا ما أقتنعت من قبل أسبوعين وأنتي طايرة فيها.... حبوبة... طيبة
أشترت لي.... وسوت لي...أقول والله أنها ما تؤمن...

التفتت لها وقمت بسحب حقيبتي من تحتها...
سديم: لا ما فيه شيء بس وخري شوي بأخذ شنطتي من تحتك..

غضبت مني مشاعل قليلاً... وسحبت الحقيبة ثم رمتها بحضني..
مشاعل: أحر ما عندي أبرد ما عندك..... أقول لك مرة أبوك.... وتقولين أبي شنطتي... أنا الغلطانة والا وشو له أحرق نفسي..
بقوم أروح لأحلام...

سديم: ههههههه خلاص والله آسفة شعلوله... أجلسي لا تخليني...

مشاعل: طيب يا الله بسرعة هاتي اللي عندك ليش زعلانة..

سديم: لا موب زعلانة...

مشاعل: يــــــــــا الله أرحمني... أقول بسرعة تراي مليت منك... والحين بتصفر ...
أعجلي...

سديم: وش تبين أقول...........
مممممممم
بس مرة أبوي... رغم أني أهتم فيها...بس ما تعطيني وجه...
رغم أنها غالباً تكون زينة لكن فجأة تسوي شيء يضيق صدري
أمس وحنا مستانسين ونتقهوى سألها أبوي سؤال ما له داعي... يقول من تحبين خالد
وإلا سديم أكثر.... قالت واضح ما يحتاج أقول ويوم ألح أبوي عليها قالت.. خالد أحب علي...
طيب أنا ما قلت شيء...تحب خالد أكثر مني... لكن موب لازم تتكلم... تقدر أنه أنا إنسانه
قدامها ولي مشاعر..

مشاعل حركت فمها بعلامة استهزاء وعدم رضا ثم قالت..
مشاعل: وبس طقق.... ما راح تموتين إذا ما حبتك... الله يحفظها..
أنتي موب بحاجة حبها...

سديم: إيه بس إذا ما حبتني.... أكيد بتصير المشاكل بيننا كثيرة..

مشاعل: أولاً هي ما قالت ما أحب سديم....... هي تقول أحب خالد أكثر
ثانياً... وش تبين بالضبط تبين تراكضين وراها عشان تحبك...
لكن خالي صراحة غلطان وش هالسؤال...
أقول خليها واحقريها بس...
والله أنها تبي تتميلح عند أبوك....

سديم: يمكن...

نهضت مشاعل بسرعة... وسحبت يدي بشدة..
مشاعل: يا الله أمشي .... لا تقعدين حزينة على شيء سخيــــــف
وما يستاهل....

سديم: هههههههه طيب خلي إيدي مشاعل شوفي البنات يطالعون فينا...

مشاعل ما زالت تسحب بيدي ولا تهتم لما أقول..... هههههههه وأنا أجري معها كالبلهاء...

سديم: مشاعل خلاص والله فشلتيني...

ولا من مجيب......

توقفت أخيراً عند صفي دفعتني مشاعل بخفة لداخله..وقالت:
مشاعل: أدرسي أصرف لك...من هالأفكار اللي ما أدري من وين تجيبينها..

.
.
.

دخلت الصف فوجدت خلود وعهود هناك..... يبدو أني تأخرت مع مشاعل..
رأيت" لمياء"التي تجلس بجانب خلود.. تتحدث معها... وخلود منسجمة معها..حتى
أنها لم تشعر بدخولي... شعر بالغيرة نوعاً ما....
ابتسمت لي لمياء ولكني ابتسمت لها مجاملة..
حينما استقريت على مقعدي التفتت لي خلود...وابتسمت
خلود: هلا سديم..

سديم: صباح الخير.... لي شوي هنا ما حسيتي..

خلود بحرج: لا........ ما انتبهت لمياء قالت لي...

نظرت لها ثم تجاهلتها ولم أرد...
سمعت.. لمياء تقول: شكلها متضايقة..

خلود بهدوء: يــمكـن..

التفتت لي "غدير" التي تجلس بجانبي...
غدير: هههههه وش فيك سديم على البنت..

ركزت نظري على غدير قليلاً... ثم قلت
سديم: ما فيني شيء...... ما قلت شيء أنا

غدير: أوه شكلك مقفلة......بسكت أحسن لي..

التزمت الصمت ولم أرد عليها...
دخلت معلمة " الرياضيات" وابتهجت قليلاً ..كم أحب شخصية هذه المعلمة...
أشعر وكأنها أخت لنا... رغم صرامتها...

.
.
.
انتهى اليوم الدراسي... وركبت السيارة طبعاً بصحبة "خلود وعهود"
كان فهد هو من يقودها هذا اليوم...
التفت فهد لعهود التي كانت تجلس بالمقعد الأمامي للسيارة..وقال
فهد: هذي سديم معنا...

عهود: إيـه .... ليه تسأل

فهد: لا بس قولي لها تهتم بدراستها.... لا تكثر من الغياب...
غابت كثير والدراسة توها بادية...

عهود: أجل هذاها تسمع...

شعرت بالخجل..... تغيبت عن الحضور للمدرسة أكثر من 4 مرات..في ظرف
أسبوعين فقط.... صحيح كان غيابي كثيراً
إلا أني شعرت بخجل شديد ... واحمرت وجنتاي حينما رأيت هذا الاهتمام من فهد....
شيء رائــع أن تشعر بأن هناك من يهتم بك... ويحرص على مصلحتك..
ليس كأبي الذي يراني أغيب ولم يتفوه مرة بشأن هذا الأمر
وإن حصل ذلك...قال.." اهتمي بدراستك"....
.
.
.
.
.

في أحد الأيام........ وتحديداً في نهاية الأسبوع... اتصلت بوالدتي وعلمت أنها
ستأتي لزيارة جدتي..
فوعدتها بالمجيء...
أغلقت الهاتف...
سمعت أبي يطرق الباب...ثم دخل..

أبي: سديم بأطلع أنا وخالتك أمل..... تبين شيء...

سديم: لا بس..

أبي: إذا احتجتي لشيء دقي على جوالي...

هكذا هي عادتهم دوماً يخرجون جميعاً ويتركوني وحيدة.... خالد مع أصدقائه...
وأبي مع أمل... حتى دون أن يدعوني للخروج معهم...

قلت له بعد أن رأيته سيخرج من غرفتي...
سديم: يبه........ بروح لأمي..

أبي بضيق: طيب شسوي لك...

سديم: آآآ..... مين بيوديني

أبي: أنا بطلع مع خالتك أمل..... وش تبين أسوي لك أمر بيت أمك وهي معنا...

سديم: طيب وش أسوي أدق على عمي بدر أو عبد العزيز....

أبي: لا فاضين لك حنا ..... أشغل إخواني... عشان أمك اللي ما تستاهل...
دقي على خالتك ترسل أحد ولا انطقي موب لازم تروحين لها كلميها بالتلفون وسلمي...

سديم: لي 3 أسابيع ما شفتها...

ولكنه خرج دون أن يرد علي....

ارتميت على سريري.......... أبكي..... أبكي بحرقة وألم.... هل لأنه تزوج سأعيش عالة
على خلق الله.... ما شأن خالتي الجوهرة لتقوم بتلبية احتياجاتي.. هي ليست مسئولة عني...
اخفضت رأسي وأنا أردد

يا ربي أعني.........يا ربي... رحماك... يا رباه..
( لا تضار والدة بولدها)...........(لا تضار والدة بولدها)

.
.
.

بعد ربع ساعة أو أقل....
دخل أبي بسرعة وقال...
أبي: يا الله سديم بسرعة البسي 5 دقايق وبنطلع لا تتأخرين علينا....
عشان بنوصلك لأمك.... بس دقي عليهم وخليهم يفتحون الباب من الحين عشان
ما نقعد نحتريهم يفتحون الباب..

سديم: إن شاء الله

نهضت بفرح......... وذهبت لخزانتي لألبس...
وأنا متأكدة أن أمل هي من وافقت على توصيلي لأمي
وإلا أبي لن يوافق..... بعد أن خرج غاضباً مني قبل قليل....
المهم في الأمر أني سأذهب لأمي الآن....

وداعاً...

.
.
.
.
.
وصلت لمنزل جدتي.... كان بيتها خالياً... كئيباً... ولكن بعد لحظات أطل وجه
أمي الحبيبة... وابتسامتها.. التي تجعل قلبي يرفرف فرحاً... وحياتي تزهر أنساً...
أمي: هلا بسدومه.... هلا بعمري..

سديم: هلا...والله.. اشتقت لك..

أمي: وأنا أكثر يا بنيتي..

سديم: أجل وين أمي منيرة<<جدتي

أمي: تصلي بغرفتها.... بتطلع بعد شوي...

سديم: هاه شخبارك... شكلك أحسن اليوم..
أحسك مفرفشة شوي...

أمي: ههههههههه أكيد بارتاح وافرح إذا شفت بنتي...

سديم: وش أخبار عمي..

أمي: تعبان شوي.... وترقد بالمستشفى ... فقال لي أروح عند أمي عشان
البيت فاضي وما يصلح أنام هناك وما فيه أحد...

سديم: أحسن .... من زمان ما نمت عندك..
يمكن قبل 9 شهور...

أمي: هههههههه المشكلة أن عمك مريض ولا أقدر أخليه وأجي أنام هنا

سديم: بس يا يمه هو ليه ما يبغانا نجي عندك....أو ننام عندك..
حرام عليه يحرمك... لا تقدرين تطلعين كثير.... ولا تقدرين تخلينا نجي عندك..

أمي: حبيبتي أي زوج أم ما يتقبل وجود عيال الزوج الأول ويتضايق من تواجدهم...
لازم نصبر وش نسوي...

سديم: لا موب صحيح هذي عمتي اللولو زوجها تقبل عيالها من زوجها الأول وما تضايق... الرجال موب سواء بس زوجك ما ادري ليه كذا
المشكلة أنه هو اللي محتاج لك..موب أنتي المحتاجة له..

أمي: ما أدري يا بنتي بصراحة تعبت... بس ما بأيدي حيلة...

سديم: المهم بروح أقول لأبوي أني بنام عشان ما يجي ياخذني...

أمي: يا الله روحي دامي أسوي القهوة..

سديم: أوكي...

رفعت سماعة الهاتف... واتصلت بأبي...
سديم: ألو....السلام عليكم

أبي: هلا سديم هاه متى أمر... لا تتأخرين علي..
سديم: لا أنا بنام هنا

أبي: نعم تنامين هناك ليش من عندك....

سديم: أمي بتنام هنا..

صمت أبي قليلاً...ثم قال
أبي: بكيفك...
ثم أغلق الخط....

لم أركز على رده......... المهم أنه وافق... يجب أن لا أتحسس من كل حركه...
.
.
.
.
.
قضيت عطلة الأسبوع عند أمي..في منزل جدتي طبعاً.. كانت أياماً رائعة...
لا أعتقد أني سأنساها.... سهرنا معاً حتى الفجر رغم أن أمي لم تتحمل وأرادت النوم
ولكني رفضت....
أريد أن أعرف عن ماضيها طفولتها....وكل شيء مر في حياتها.... كذلك هي كانت تسألني
عما مرَ بي من صعاب..... وجراح.... أو مواقف احتجت فيها لوجودها...
ولكنني لم أخبرها...نسيت أن أخبركم أنني كتومة نوعاً ما.... لا يعرف عن جراحي
سوى خلود ومشاعل...حتى خالتي الجوهرة لا تعلم أي شيء...
وهناك...الكثير والكثير من المواقف مع أمل أو غيرها...لم أخبر بها أحد سوى خلود....
حتى أخي خالد لم أخبره بها....

في يوم الجمعة اتصلت بهاتف أبي ولكني وجدته مغلقاً...وهذه عادة أبي يغلق هاتفه
في يوم الجمعة.... فاضطررت للإتصال بالمنزل... كان الخط مشغولاً أكثر من نصف ساعة.... وفي النهاية سمعت رنينه....
وبعد مدة ردت أمل...
أمل بجفاء: نعم

سديم: هلا خالة...

أمل: هلا

قلت بارتباك: آآآ.......... أبوي فيه

أمل: لا توه ما جاء من صلاة الجمعة...

سديم: طيب بدق بعد شوي..
أغلقت أمل السماعة حتى دون أن ترد على كلمتي أخيرة...
ربما أنها مشغولة...

بعد 10 دقائق تقريباً... اتصلت مرة ثانية... فردت أمل..
أمل: نعم

سديم: السلام عليكم..

أمل: هلا...
أبوك موب موجود...

كنت أعلم أنها تكذب فأبي في هذا الوقت يكون قد وصل من قبل ربع ساعة تقريباً....
ولكنني أحسنت النية... وقلت ربما أنه مع زحام السيارات تأخر بالعودة...

سديم: خلاص أدق بعد 10 دقايق...

أمل: وليه......... ما يصلح..تقولين لي واعلمه

سديم: إلا... عادي بس كنت بقوله يجي ياخذني...

أمل: ما أدري عنه يمكن ما يقدر....
خلاص بقوله... لا عاد تدقين

لم تنتظر ردي وكانت على وشك أغلاق سماعة الهاتف
سمعتها تقول.... :يوم شبعت منهم جت تدلع علينا..
ما صدقنا نرتاح..
ثم أغلقت السماعة...........

شعرت بحرقة في قلبي... ونار تشتعل في معدتي.... أشعر وكأن قلبي قد انقبض...
حتى أنني ما عدت أقدر على إخراج نـَفـَسي.... هل بتقربي لأمي واهتمامي بزيارتها
والنوم عندها جريمة.... هل يعني هذا أنني لا أحب أبي.. أليس من حقي... لما هذا
العداء... وما هي الجريمة أو الخطاء الذي ارتكبته..
أرجوكم دلوني... أشعر أني أسبح في بحر لا ســاحــل لــه...

حقيقة خجلت من خالتي الجوهرة.... يكفي أنني أعود من مدرستي يوماً بصحبة بناتها....
انظرت نصف ساعة ولكن لم يتصل أبي أو خالد ليخبرني أنه قادم أحد لأخذي..
فاتصلت بعمي بدر...
عمي بدر: هلا بسدومي...

قلت بخجل: هلا عمي...

عمي: يا حيا الله بنت أخوي... وش أخبارك وأنا عمك..

سديم: الحمد لله بخير

عمي: سمي.... تبين شيء وأنا عمك...محتاجة شيء

سديم: آآآ.... بس.... أنا..... أنا عند أمي ببيت جدتي... وأبي أرجع للبيت وما قدرت
اتصل بأبوي.... لأن جواله مغلق...

عمي: لا خلاص... وشو له تكلمين أبوك.... أنا ما رجعت للبيت حتى الحين لأني
توي طالع من صلاة الجمعة أنتي بس خليك جاهزة هذاي أنا بالطريق جاي..

سديم: معليه عمي.... كلفت عليك بهالظهر..

عمي: لا عاد أسمعك تقولين هالكلام... أنتي بنتي...

سديم: جزاك الله خير

ودعت أمي الحبيبة.... وخرجت لعمي الذي لبى طلبي بسرعة.... آآآه كم مؤلم
أن يخدمك الناس... ووالدك على قيد الحياة...

وصلت للمنزل.... رننت الجرس عدة مرات حتى فتحه خالد أخيراً
كم أنا حمقاء لما لم أتصل على خالد وأطلب منه أن يخبر أبي بأنني أريد العودة للمنزل...
بدل أن أتصل بالمنزل...

خالد: سديم!!

سديم: إيه وش فيك...

خالد: جيتي مع مين........ تونا نقول أنك تأخرتي ما قلتي لأحد يجيك...

سديم: مين قال... أنا دقيت...بس قلت شكل محد جاي ياخذني....
ودقيت على عمي بدر....

خالد: غريبة...محد رد يعني...

قلت وأنا وأدخل المنزل: إلا أمل ردت...

حينما دخلت.... وجدت أبي وأمل ويبدو أن خالد كان معهم... والقهوة في أيديهم... وجلسة..أسرية رائعة...
وكأني لم أتصل....نظر لي أبي متعجباً...
وأمل كانت تبدو شبه غاضبة...
أبي: سديم!!
مين جابك...

سديم: عمي بدر

أبي: الله يفشلك.... وين أودي وجهي منه ... ليه ما دقيتي على البيت دام جوالي
مقفل... وإلا على جوال خالد... ليش تشغلين عمك بهالظهر والحر..

قالت أمل: أو على جوالي...

أبي: أو على جوال أمل...

أغاضتني هذه الأمل.... كيف تقول لما لم تتصلي على هاتفي... وهي تعلم أني
اتصلت على هاتف المنزل وهي من ردت علي...

أبي: ليه ما تردين...

سديم: أنا اتصلت على البيت وردت خالتي أمل...

أمل رفعت حاجبها متعجبة ثم قالت
أمل: حطيها علي.....
أنت قلتي لي... وقلت لك لا... أنا قلت بقوله...
وبصراحة أنا ما نيب مطلعة أبوك بعز الظهر.. كنت بقوله بالعصر أو المغرب...
أنتي ما يهمك إلا نفسك.... ما تهمك راحة أبوك..
ليش تدقين على عمك وتحرجينا معه... وش بيقول
من يوم ما جت مرة أبوهم ... صارت تعيي عليه يوديهم ويجيبهم
ليش تسوين كذا.......... هذانا وديناك لأمك...
مع أنه قلة حياء تطلبين من أبوك يوديك لأمك... وهو خلاص متزوج...
لكن قلت لا عبد الرحمن حرام عليك... ودها... لكن صدق ما تستاهلين المعروف....

ثم ولت صاعدة للأعلى... وهي تكاد تفور من الغضب...

عجباً من كان الأولى أن يغضب.... أنا أم هي...

التفت أبي لي وقال: الحين عجبك اللي سويتيه فشلتينا عند عمك...
وزعلتي المرة وما خليتيها تتهنى بفرحتها...

خالد: بس يبه أصلاً موب خالتي أمل اللي لها الحق ترفض أو توافق أنك تودينا

أبي: أنت لا عمرك تتدخل...
ليش تقول تودينا... أصلاً أحد جاب سيرتك..

خالد: بس هاذي أختي..

أبي: وأنا أبوها... قم اضربني أحسن عشان تدافع عنها..

خالد: أنا ما قــ

أبي: أص....
أسكت......... انقلع لغرفتك ولا اسمع لك حس....
ثم صرخ بوجهي
وأنت ليش سويتي كذا .... عجبك اللي سويتيه......... فهميني

قلت وأنا على وشك البكاء: أمل قالت لي أنك ما جيت..و

قاطعني: وطيب... وإذا كنت موب فيه... بتموتين إذا صبرتي عند جدتك.. وإلا عشان
ست الحسن راحت لزوجها وتركتك اشتبيتي علينا تبين ترجعين..

قلت وعيناي ممتلئة بالدموع: ما يمديني أراجع دروسي وأرتبها... وأتجهز للمدرسة
وسالت دمعة شقية من عيني

أبي: اسمعي اللي صار اليوم ما أبيه يتكرر.......... وروحي انقلعي لغرفتك..

ثم أدار ظهره لي وقال: أنا عارف من زمان أنك بتسببين لي المشاكل...


استدرت لأصعد السلم.... وعيناي ينهمر منها الدمع كنهر جاري...

.
.
.
.
.
.


نهاية الجــزء الســـادس

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكاتبة بسمة جراح, ابدعتي يابسمة, سحابة دخان للكاتبة بسمة جراح, قصة رائعه تميزها واقعيتها, قصة رائعه وكاتبة متألقة, قصة سحابة دخان
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:39 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية