لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-08-08, 03:25 AM   المشاركة رقم: 181
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63902
المشاركات: 1,376
الجنس أنثى
معدل التقييم: ميثان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ميثان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

مرحبااا بسمة


سديم كم ارءف لحالها فبدل ان يكون زوجها الصدر الحنون والصديق الذي يستأنس لحديثها
ومزاحها كان شخصا ً نافراً منها ومن حديثها وتواجدها فكم هو مؤلم هذا الشعور , شعور
بالغربة والوحده . . .


"وطفت..أتــوه في غياهب روحــي
كالمنفي....بلا وطـن!"



لكن استغرب !!


ان كان سحرا ً قد دُس له فمن المفترض ان لايطيقها دوما ً . . .


ولكن حاله متقلب يتقبلها احيانا ً ويتحدث اليها وكأنه ليس ذلك الرجل النافر, , واحيانا ً لايطيق
منها كلمة ويتحاشى التواجد معها !!


فأي علة ً يحمل ؟؟


تعاطفت معه قليلا ً , وكثيرا ً كرهت مزاجه المتقلب وحديثه مع الخادمة تلك الصفة التي لا احبذها ابدا ً

اما خلود وسديم. .. . .
فبعد ان كانتا صديقتان تحمل كلا ً منهما اسرار الاخرى غدت ارواحهما غريبة وميثاق الطفولة والصبا
قد حُل من غير حول منهما ولاقوة

فهل ستعود المياه للمجاريها كما السابق ؟؟


بسمة جراح. . .

دام قلمك المبدع عزيزتي , واحساسك المرهف والذي لمسناه من طيات حروفك وكلماتك

دمت ِ بخير وعافية

 
 

 

عرض البوم صور ميثان   رد مع اقتباس
قديم 13-08-08, 05:50 AM   المشاركة رقم: 182
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميثان مشاهدة المشاركة
  

جزء متخم بأوجاع وتناقضات كثيرة يحملها ايمن في حياته المتقلبة مع سديم


ايمن من صنف الرجال الذي ابغضه كثيرا ً ممن يدسون أنوفهم في كل صغيرة وكبيرة تخص زوجاتهم .



تدخله وتحدثه في ما لايخصه من الأمور التي بين سديم وزوجة ابيها وتغاضي الأب , اعتقد انها
امور نسائية بحته ومن المُعيب ان يتدخل الرجال فيها وحتى ان تجاهل ابيها اعمال زوجته ,
فاسديم كبيرة وناضجة بما يكفي لكي تدافع عن نفسها او تتجاهل ذلك ,
ومثل هذا الأمر من المفترض آلا تهز شعرة واحدة في حياتهم


ثم إن لها حرية الاختيار في عند من تبقى , ففرض رائيه الدكتاتورية بعينها , حقاً انه أمر يبعث الجنون


وأخيراً وربما ليس أخرا ً , , ,يريد ان يجعل منها انسانه لا تهاب الحشرات والحيونات

كل إنسان وطبيعته التي جُبل عليها فمن الصعب أن تصهر إنسان قد مضى من عمره
تسعة عشر عاما ً لتعيده وتكيفه كيفما تشاء .


ثم اين العدل الذي يتحدث عنه ؟! انه يسير اموره بما تملي عليه رغباته . . .


ترى ماغرضه من إصراره لـ سفر والدتها معهم ؟؟؟

ومن يكون هذا الطفل اخشي أن يكون ابنه الصغير ؟؟ فكل شيء متوقع مع ها الايمن !!!


بسمه

ما خطته يداك قمة الابداع فاسلمت يداااااك







مرحبـــا بك غاليتي ميثان

ربما أنه ليس من طبعه ارغام نفسه بكل الامور..
ولكن من الممكن أنه هناك عله به تدفعه للبحث عن المشاكل بأي مكان

هههههه
ربما أنه يتوقع أن تدريبها على عدم الخوف هو احسان منه

رغبة بسفر الوالده معهم
كي لا يكون الجو فارغاً له معها..
أم لم..سنعرف هذا بالأجزاء القادمة

وسلمتــي عزيزتي
على متابعتك التي تسعدني كثيــراً

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
قديم 13-08-08, 05:53 AM   المشاركة رقم: 183
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ج ـنون مشاهدة المشاركة
   نفسي اخنق ايمن
بجد يقهر وينرفز

في البدايه كان مقبول نوعا ما لكن الان لا
عيوبه بدأت تطغى على مرحه وطيبته

حزنت على سديم
المشاكل تأتيها من كل صوب وهي عاجزه عن التعامل معها بإيجابه
عاجزه عن التغيير ولا ألومها كثيرا
مازالت صغيره وساذجه بعض الشيء
ومن حولها يحملونها مالا طاقة لها به

مــرحبا بك غاليتـي
جنون

أيمن..
قد يكون مظلوماً

ستتغير يوماً...ولكن حينما تجد نفسها
بوضع يسمع لتأمل ذاتها..وتصحيح أخطائها

تقبلي شكري وتقديري
على مرورك الرائع

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
قديم 15-08-08, 05:17 PM   المشاركة رقم: 184
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

(29)
الجزء التـاسع والعشرون
"الفصل الثاني"

"كــلا لن نستسلم..فحبنا أقوى"





الشيخ: والله يا أبو عبدالرحمن..ما أدري..حنا قرينا مرتين
وما بين شيء...وما أعتقد أن فيها شيء

خالد: هذا اللي أنا توقعت لأنه يا شيخ هو اللي يعاني..
وحتى لمح لها كم مرة أن وضعه موب مستقر حتى ببيته هناك

الشيخ بحيرة: ما أدري والله ما أقدر أحكم وأنا ما شفت الرجال

سديم: بس يا شيخ أنا خايفة يعني يكون مني..

قاطعني الشيخ: شوفي يا بنيتي..هاذي ثاني مرة..
وما بين شيء فيك..لا تعبتي..وحسيتي بضيقة صدر أو شيء غريب
وأنا ما لاحظت شيء...يعني غالباً اللي فيه شيء وشديد بعد
يبين..بس من ناحية أن فيك سحر لااا أنا متأكد أنك ما فيك إلا العافية إن شاء الله...وإذا تبين نقرأ زيادة مرة أو مرتين زيادة..ما عندي مانع
عشان بس تتأكدين..وإلا أنا متأكد إن شاء ما فيك إلا العافية
واحتمال كبير أن المشكلة فيه هو موب فيك

قلت بتردد: بس أنا..موب أول مره

قاطعني: عاد هذا القدر..وترى هذا الشيء كثير يحصل
لا تتحسسين منه..الله اللي كاتب كذا..أنا أعرف وحدة من قرايبي
ما شاء الله عليها ما ينقصها شيء..وتطلقت أكثر من 4 مرات
وهي ما فيها إلا العافية..بس الله كاتب عليها كذا..وما شاء الله هذا تزوجت الخامس..ومشت حياتها..

هززت رأسي بصمت وأنا أفكر بجنون..بخوف..هل سأطلق مرتين!!
أكمل الشيخ موجهاً الكلام لخالد
: خلاص أنتم تعالوا بعد بكرا..نقرى بس عشان تقتنع اختك
وإلا أنا مقتنع أن المشكلة موب فيها..بس ما أقدر أأكد أن هو عنده مشكلة
لين أشوفه........ما تقدرون تقنعونه؟

سديم: مـ ـا أظن..هو بس ألتزم 3 أيام قبل لا يسافر بقراءة
البقرة كل يوم...وتعب..فما أظن يقتنع

الشيخ: خلاص معناته أن أحتمال كبير بالمرة المشكلة فيه
أنتي حاولي واقنعيه..قولي تتعب كم يوم ولا تتعب طول العمر

سديم: المشكلة ..أنه مع كذا موب مقتنع بهالكلام يقول
ما أبغى أأكد على نفسي اني فيني شيء وأجلس اتوهم..

الشيخ: خلاص أنتوا حاولوا تقنعونه...أو على الأقل أقنعوه يتصل
بي ..وأنا بكلمه وأحاول فيه..بس أقنعوه يتصل علي

همست: عن شاء الله

نهض خالد: زين الله يجزاك خير يا شيخ..
ما قصرت والله

.



.




.


الظلام لف المكان من حولي ...وما زلت أتقلب على سريري
فقد جافاني النوم....ها أنا ذهبت للشيخ 4 مرات ..ونهاية قال لي باقتناع
أنتي لست مصابة بشيء...حاولي إحضار زوجك..
وذهبت لآخر لزيادة التأكـد..والإجابة..حاولي أقناع زوج بالرقية..

ترى هل سأتمكن من إحضار زوجي....ذاك العنيد
وهل سيعطيني أيمن الفرصة....أم أن ما يفعله هو مقدمة للطلاق!!
لا رسائل..ولا اتصالات..وها أنا اقتربت من أتمام الأسبوعين..

شددت قبضتي على شعري..بخوف..وأغمضت عيناي بشدة..
أحاول..الهروب..من مشاعر مرعبة.."الغدر"

آآه...ولكنه وعدني بأن لا يخدعني...
وأقسم أنه حتى وإن فكر فعلها..فلن يفعلها دون أخباري
ما زلت أذكر حديثه بعد أن اجتمعنا مع أبي وعمي بدر..
قال بأنه قد خفق قلبه بخوف..وكاد أن يسقط قلبه من الرعب..حينما هدده أبي وطلب منه أن يطلقني أن كان لا يريدني..
أذكر نبرة حديثه التي تدل على تمسكه بي حينما قال:" تصدقين يوم قال
إذا ما تبيها عطني بنتي...ورجعها معززة ببيت أبوها وما له داعي هالمشاكل الي تدورها.. بغى يطيح قلبي من الخوف...يعني كان صادق؟! ...كان بياخذك مني!!
والله أني ساعتها..خفت ينتهي كل شيء...وتروحين عني..وتاقفين بصف أبوك....وأموت بحسرتي"

ربـــــاه ما زال صدى كلماته يصدع بذهني في كل حين...
هل كلماته تلك تكفي لأن تريحني!!
آآه..وكيف لي أن يرتاح بالي وأنا لا أعلم عنه أي شيء
حتى كيف حالك..لم يكلف نفسه على القيام بها
ترى ما الذي ينتظرني...
رباه رحمتك..

.


.


.

مـر الأسبوع الثالث..بلا جديد..وأيمن على حاله...
عجباً وعدني أن يتصل هو بي ولم يتصل..رغم أنني دخلت بالأسبوع الرابع
ترددت بالاتصال..لم أكن أريد الاتصال به لأسمع صوته..
كلا...من باعني لن أجري خلفه..
ولكن أهل آمنة(خادمتي) أزعجوني بالاتصالات يريدون محادثتها..
وأنتم كما تعلمون قد أخذها معه..
ضغطت زر الاتصال بتردد..ولكني أقفلته بسرعة حينما رأيت أمل تدخل غرفتي بعد طرقة واحدة على الباب...
نظرت لها دون أن أتكلم...
فقالت بتملق: آآ بروح للسوق أنا وفصولي وعزوز...تبين تروحين معنا

قلت بهدوء: لا ما أعتقد راسي مصدع شوي..

ظهر فيصل من خلفها..
وقال ببراءة: الله يخليك سديم تعالي معنا تكفين...شوفي الألعاب اللي ألعب فيها..

أمل: وزارا مسوين تخفيضات..

سديم: ما أعتقد أروح..

أمل: خلاص حنا بعد نص ساعة كذا بنطلع ...إذا تبين تجين معنا تجهزي

ثم خرجت...جاء فيصل وجلس بجانبي على السرير
وقال بإلحاح..وهو يهز رأسه برجاء..: سديم....تكفين تعالي معنا الله يخليك تعالي..

ابتسمت بحب..له..
وقلت بعد أن قبلته: بشوف إذا خف راسي..

خرج بمرح..وهو يقول: اذا جينا بنطلع بقول لك..

أعرف ما ترنوا إليه أمل...هي ترغب بإصلاح الامور بيننا قبل مجيء حنين عندنا...كي لا تتشوه صورتها أمامها..

بعدها بثواني رن جهازي..وارتسم أسمه..الغائب..على شاشة جهزاي
خفق قلبي بجنون...وغصة..كريهة..تقف بحلقي..
مؤلم...أن تشتاق..لهمسة حب....
وصعب..هو أحساس الغربة..دون أنفاس..كانت كالهواء لي.....
ولكن الأكثر إيلاما...أن لا تجد الطرف الآخر...يأبه بتلك المشاعر...
ابتلعت ريقي..وأخذت نفساً عميقاً...فلن أذل نفسي..ولن أظهر لهفتي..
قابلني صوته الجدي ..المرحب الذي طالما اشتقت له: هلا والله..

قلت باقتضاب شديد: هلا

أيمن باستغراب: السلام عليكم

قلت بعد أن أخذت نفساً آخر: وعليكم السلام والرحمة

أيمن بتردد وارتباك: هلا أنتوا متصلين علي..

قلت بعجلة وشموخ: إيه بس تراي ما اتصلت أبي شيء..
اتصلت عشان أقولك..آمنة أهلها أزعجوني..يبون يكلمونها

أيمن..وكأنه جرح أو تضايق من أسلوبي: إن شاء الله

قالها..وكأنه ينتظرني أن أسأل عن حاله...
ولكنني..قلت رغم عن قلبي: يا الله مع السلامة

قال بعجب كبير: يا هلا

أغلقت الخط وأنا أشعر بالراحة...هكذا سيتأكد بأنني لم أتصل من أجل
أن أسمع صوت زوج..تكاثر السؤال عن زوجته..
منذ أكثر من3 أسابيع..

نظرت للجهاز...بعد أن خلت شاشته..من أسم ما زال ينبض بقلبي
عندها...حضنت جهازي...وبكيت بصمت
.




.




.



وهكذا مــر شهر..وأيمن..لم يتصل..
حتى أن أبي أخذ يسألني كثيراً عنه..
وهل هو يتصل بي أم أنه ينوي القيام بشيء..
شعرت من أسأله أبي وكأنه يريد التأكد..هل يقصد بهذه الحركة
التهرب..ليطلقك فجأة..
بينما كنت أنا أدافع عنه...مهما أساء لي أيمن
إلا أني أثق بأنه لن يخلف وعده..
ولن يغدر بي


.



.


وفي بداية الأسبوع الخامس..اتصل بي..
نظرت للشاشة..وكأنني في حلم....هل أنتم معي!!
هذا أيمن....زوجي...وروحي...هاهو يتصل...
بالله عليكم....أخبروني هل أحلم....هل أحلم؟!
مددت أصابعي..بلهفة..وضغطت زر القبول
رددت برسمية لا أعرف من أين اتت: يا هلا

قابلني صوته بحب وكأنه لم يفعل شيئاً: يا هــــلا بهالصوت..وينك اتصلت قبل هالمرة ولقيته مقفول

كنت قد أقفلت الجهاز...ببساطة...لأنني مللت من التمعن بشاشته..انتظر أتصال منه..يحي عروقي التي جفت..
: يمكن عشان الشحن كان فاضي

أيمن بمرح: أيه....ووش أخبارك..ووش علومك وكيف مسويه

هـه..لتوه فقط تذكر السؤال عني
ولكن مهلاً...هل سؤاله عني يعني أنه لم يأتي بعد للرياض
: الحمد لله بخير..أنت وش أخبارك..ووش لون السفرة

أيمن: والله تمام..العيال منبسطين مع عمانهم..ويبون نمدد أسبوع تقريبا

تجاهلته وكأني لم أسمع..
أستمر الصمت لبعض الوقت..
عندها سأل بتردد: سديم....آآ أنتي كد قلتي لي أن خالد يعرف رقاة ومشايخ
بسأل...الحين إذا أحد قري عليه..وحس بتنميل...وو زي وخز الشوك بصدره.....تدل على اصابة؟؟

أجبته واثقة..لأنني علمت من الشيخ الذي ذهبت عنده بعض أعراض الإصابة
: أيه غالباً تدل على أن فيه شيء

أيمن: لا أنا ما ابي جوابك...أبيك تسألين خالد..
أسمعي...قولي واحد من أهل أيمن صار له كذا...وردي علي
باتصل بعد ساعة تقريباً...
اشتقت لك أنتي وخشتك..


لا أعرف لم شعرت بأن كلمته الأخيرة كانت مجاملة..
اتصلت بخالد..وأكد لي أنه إن تكرر الوضع فيعني أنه مصاب بشيء
وأنه إن استمر بالرقية قد يتبين حاله أكثر..
أخبرت أيمن..وكان رده متضايق..وكأنه لم يرد تأكيد الأمر
سألته إن كان هو من حصل معه هذا...فأجابني..أجل..وقد شعرت بكتمه
ولكنه..حرص على أن ابقي الأمر سراً ولا أخبر خالد...

نمت تلك الليلة...وأنا أسترجع لحن صوته الذي بت أعشقه ..
أحقاً سديم..حادثك أيمن...نعم...هو لم يتخلى عنك..
لم أنم تلك اللية..وأنا أحتضن جهازي باكية...بل نمت وأنا..
اتمعن مبتسمة برسالته..التي بعثها قبل قليل..

((يا مبعدن عن شوف عيني مسافات
لاتحسب انه يخلف البعد ظني
حبك بقلبي شامخ مابعد مات
وما هزته بعدالمسافات
عني لو نبتعد روحي وروحك قريبات
الغلا جمعهم غصب عنك وعني
))
.



.



.

مر أسبوع ونصف..كان أيمن يتصل بي مراراً يحدثني بشوق..ويمازحني بتعليقاته التي لا تنتهي...
ولكن..قابلت أغلب مكالماته ببرود "مصطنع"...حتى سألني..لم أفعل هذا معه فعاتبته..على تجاهله..إلا انه أخبرني بأن ما فعله..كان كاختبار لنفسه
كي يركز..ويتأكد من صدق مشاعره تجاهي..سألته وما نتيجة مشاعرك..
تجاهلني..ولم يجب..




وبعد عدة أيام عاد...رغم أنه شرح حاله...واستقبلني بشوق
إلا أنني..كنت قد ضقت ذرعاً ولم أعد استطيع الصبر أكثر...خصوصاً أنني ذقت المر والذل
بذاك الشهر ..حينما كنت عند زوجت أبي..التي تنظر لي باستحقار..

دار نقاش مر بيننا..
حتى صرخت به: أيمن...خلاص...قل لي من الحين أنت ناوي تطلقني
والا لا...ما له داعي كل يوم تطلع لي بعذر

أيمن: الله يسامحك...تقصدين أني أمثل..أو أكذب عليك
ما أنكر أني أفكر بالطلاق....ولكن كحل لك موب لي...تجاهلي لك وقت سفري..كان كله اختبار لمشاعري ...عشانك انتي..
فكري فيها رجل بعمري..بيدخل الأربعين بعد سنتين..ومتزوج ببنت توها داخلة العشرين...زي ما يحلم ...زي ما يبي..وش بيستفيد من طلاقه لها
أنا لو مشيت أموري..ما راح يضرني شيء...لكن الضرر عليك

قلت بضجر: الزبدة....تبي تطلق بالنهاية؟!

أيمن بضيق: سديم ليه تجيبين هالموضوع...ليه تفتحين أبواب أحاول اتناسها

سديم: لا ما تحاول....والدليل للحين ما تبيني أحمل...لو كنت مستعد تمشي الحياة بيننا ..كان قطعت أي طريق لطلاقنا....سبق أني قلت لك مستعدة أصبر..وأمشي الحياة بيننا رغم صعوبتها...قلت لي أنك تمر بظروف ما تدري وشي بالضبط..قلت دامك تحبني..ومتمسك فيني بصبر..

أيمن: واللي قدامك..واحد يصارع عذاب.....عـــذاب..كله عشانك
ما يسمى تمسك

قلت بضيق: لا...التمسك..واللي يأكد التمسك..أنك تخليني أحمل..
خلاص لنا الآن 6 أشهر ودخلنا بالسابع..لمتى بتنتظر

أيمن: موب اتفقنا على الموضوع...ليه فتحتيه

سديم: لأنك تجاهلتني شهــر كامل..حتى بدون رسالة

أيمن بهم: خلاص...الحمل هو المشكلة....تبين تحملين!!
براحتك....أحملي ..سوي اللي تبين...لكن تأكدي أنا ما أبي أربطك
بعيال عشانك والا أنا موب ضارني.....في شيء ثاني..

قلت بتردد: لا

كنت مشدوهة من موافقته...بحق...لست بذاك الجنون.. أرغب بالحمل من أجل أن اثبت نفسي معه...ولكن كل ما كنت أريده...أن أقيس قدر تمسكه بي..وقدر صدقه وإخلاصه..

.



.



.

الضجة...تعم المكان...والفرحــة..هي ما ترتسم من حولنا..
وآهازيج...السعادة..هي ما تطرب آذاننا ..بلحنها العذب..
وهناك..في حنايا الفؤاد...فرحة....ومشاعر..لا تترجمها الأحرف
هههههه..لتوي أذكر مظهر أخي...وروحي خالد..
حينما أمسك بيدي...وقال لي بأن القلق قد أبتدء معه منذ أن سمع أذان المغرب....وسألني هل هذا طبيعي...هههه عندها ضحكت بفرح...
لم أصدق ما تراه عيناي...ثوب ابيض..وغترة بيضاء..ومشلح" بشت" أسود...أجــــل سديم أخوك تزوج...وبإذن الله سيستقر...
سينتهي من حياة الألم....مع أمل
وسيكون...هو...خالد...أخي..وشقيق روحي..ملك لتلك المملكة الصغيرة

انتبهت من سرحاني..على همس الفتاة التي بجانبي
: مم خلصتي...آآ بكتب للعروس

ضحكت بسري...ونظرت لكتاب الذكرى..
المزين بالورود المجففة..والتل..
وابتسمت بوجهها: خلصت بس شوي

ختمت كلماتي بالدعاء لهم..

وعدت لداخل القاعة بعد أن شبكت يدي..بيد مشاعل
مشاعل: ههه ما شاء الله عليك ساعة تكتبين..أنا ما أعرف كذا
كثر الله خيري لا كتبت.."اتمنى لكم التوفيق والسعادة"..

قلت بمرح: عاد ذا زواج خلودي...لازم تكتبين لين تملين

مشاعل بصدق: والله أني فرحت له...ما شاء الله عليه خالد..
كلن يذكره بالخير..وعاد خالتي أسماء..رافعته فوق السماء
وما تعد أحد شيء..

قلت متجاهلة كلامها عن عمتي أسماء: وين خلود..تو كانت معنا

مشاعل: قالت بتروح للحمام شوي..هي وعهود..هههه شكلهم ملوا من وقفتك..

ابتسمت بمرح..وأنا أتمعن..بوجه مشاعل..الذي بدى كالقمر..
أو هكذا بدت في عيني..
مم كانت ترتدي فستان أسود مزين "بشك" باللون الفضي...مخصر على جسدها الذي فعلت المستحيل لتزل بعض "الكيلوات" منه..
ولهذا بدا لي وجهها المستدير أكثر بياضاً وإشراقه..
ولأول مرة أراها تضع ظلال كثيفة بالنسبة لها...ولهذا بدت عيناها أكثر جمالاً...
مشاعل: ههه وش عندك تنظارين...شعري موب حلو صح
مدري احس التسريحة والمكياج موب حلو علي

وددت لو أضربها بحقيبتي الصغيرة...أكل هذا وتقول بأنها ليست جميلة
سديم: بالعكـــس تهبليــــن...قمــر...والله طالعة جنان هالمرة

حركت وجهها بضيق
ثم قالت: بس ذقت الموت من هالرجيم...شكلي بعد العرس..
برجع أخرب كل شيء

سديم: لا حـرام عليك جسمك روعة الحين

مشاعل: حلو لأني نحفت عن اول..وإلا توي يـبي لي أنزل 9 كيلوات

سديم: حسافة تخربين تعبك..مرة متغيرة..شكلك بتنخطبين اليوم

قال بحرج تحاول أن تخفيه: لا سديم..من يبغى سمينة مثلي..
بهالزمن الحلوات حضهم طايح
وش لون عاد اللي مثلي..شكلي بعنس ببيت اهلي

قلت بضيق: ليه تناظرين بهالسوداوية....أولاً والله أنك قمر بس أنتي ما تقدرين نفسك..ثانياً توك صغيرة...وشو أعنس وما أعنس..
وما عليك من اللي ما توفقوا...كل شيء مكتوب عند ربي..ما له دخل بالشكل زين أو شين...

أدارت مشاعل وجهها للمنصة بضيق وكأنها متضايقة من كلامي..
أو تشعر بأني أجاملها...
فقالت بهدوء: ما له داعي تجاملين كل واحد ويعرف قدر جماله..
وين قمر..صح أن الرجيم محلي جسمي شوي..بس ملامحي عادية
وحتى جسمي بكرى بيرجع زي ما كان..

سديم: مشاعل أنتي تركزين على النقاط السيئة وتغفلين الأشياء الحلوة
ما شاء الله وجهك مدور...وخدودك حلوة..ههه الناس يسوون عمليات تفخ
وغير كذا بيضاء ما شاء الله...وطولك حلو..وش تبين بعد...
أحمدي ربك بس...

أتت خلود وجلست بالكرسي الذي بجانبي..
فبادرت قائلة: خلود...وش رايك بمشاعل متغيرة صح

ابتسمت خلود...
وقالت: ما شاء الله مـرة متغيرة يا مشاعل عن آخر مرة شفتك فيها

أجابت مشاعل بعدم اقتناع: إيه...عشان الرجيم...شهر وبيرجع كل شيء
على حالة..المهم..سديم شفتي العروس..سلمتي عليها

سديم: إيه شفتها...تبين تسلمين عليها
أمشي قبل يدخل خالد..وأنتي خلود..

خلود: لا أنا رحت مع أمي وخالاتي وسلمت عليها..روحوا وبنتظركم هنا



وبالطابق العلوي..كانت هناك العروس "حنين"
نظرت للمكان الفارغ الذي بجانبها...هنا سيجلس خالد...
هههه يبدوا أنني سأتكلم عن خالد وأنسى العروس..
مم كان فستانها الأبيض..مزين بكريستالات صغيرة ....قد أعطاها حالمية
ونعومة..خصوصاً مع سطوع أضواء التصوير...
بينما كانت تسريحة شعرها مرفوعة..وخصلات ناعمة منه..قد زينت وجهها..وتاج صغير قد توسط شعرها..ههههه أعذروني لا أعرف الوصف أكثر..ولكن كل ما أتمناه...أن تعمر السعادة والفرحة بيت أخي..وأن تكون نعم الزوجة له...

هاهي قد بدت تلك العروس بحسنها
وبحيائها العذري..قد زاد بهاها

بنظرات عينيها..رجوت فرحة أخي
وبهدوء..وسكون..ورقة طبعها
رسمت لوحات من دلال

حلم جميل مـر بخاطري
وأطياف..وردية
تمنيتها...أن تنثر عطرها
وشذى...سعادتها
لشقيقي بالهنا
.

هنا

هتف الفؤاد بفرحـة
ودعي خيوط السديم بدخانها
واسعدي...في ليلة..لأخيك
توجيها بالدعاء

يا روح قلبي يا أخي
يا نبض عمري..والعروق
يا لمعة الصبح..
وأطياف الضياء..
على الشـــروق

خذ من فؤادي دعوة
حب..وفرحة..
ودمعة..شقية
تهمس..
مبارك لكما
.



.

.

مر حفل الزواج بفرحة...لينتشل الكثيـــــر ..والكثير من أحزاننا
ليزرع بأرواحنا..حلم جميل...
مم أخذنا صور جماعية..مع خالد وعروسه
وبعدها مرت الدقائق سريعة..حتى أخبروني بأنه رحل مع عروسه
سرت رعشة بجسدي..ووحشه..اعتمرت قلبي
خـالد....شق طريقه راحلاً ...
ترى هل سينشغل عني...
هل سينسى سديم في غمرة حياته الجديدة
هل....وهل....وهل
ولكن يبقى الجواب
يكفيني..أن أجد الفرحة
بعينيه

.



.



.


ذهب خالد مع عروسه..بينما شعرت أنا بأن الكون كله قد رحل..
تمنيت لو أن الأيام تنقضي بسرعة...كي اراه آتياً لزيارتي بصحبة عروسه
آآه كم أنا بشوق لذلك...وبشوق لأن أرى أطفالة يجرون من حولي..
وينادوني "عمتي"



حالي مع أيمن لا جديد فيه...حاولت معه بأن يذهب للرقية ولكنه رفض
من جديد...فهو يقول بأنني تعبت يوم كامل بعد أن رقاني أحد زملائي
وحينما ألححت عليه قائلة بأن هذا أكبر دليل على وجود أذى بجسدك
نظر لي..وكأنه يقول..لا تسألي عن أشياء قد تسوئك أخبارها..


وهكذا مرت 3 أسابيع..وعاد خالد..
عندها ذهبت لمنزل أمي..لأن حنين ستكون هناك..
وهناك كانت خالتي مريم...ولكن لم أجد خالتي الجوهرة
حقيقة تمنيت وجودها...ولكن حينما سألت أمي هل ستأتي
أخبرتني بأنها ستذهب للطبيب بصحبة عهود ..وإن استطاعت المجيء
قبل مغادرة حنين ستأتي..
ولكن ممم لا أدري.... أشعر بأنها عاتبة على زواج خالد
لأنها كانت تخشى أن تحرضها أمل على أمي..
ترى هل سيحدث هذا بالفعل...هل حنين ستتغير..هل ستغير
أمل..براءة وطهر قلب حنين!!

.



.



.

عدت للمنزل مساء ذاك اليوم...كانت بوادر الخوف تلوح بالأفق
مم..كلا لم أرى على وجه حنين أي تغير سيء تجاهي..
ولكنها ...لم تعرني اهتمام...أتراها خجلة لأنها ما زالت عروس
أم أنها ستنسى بأنها كانت يوماً ما صاحبة ورفيقة لي
وستبدأ عملها..كزوجة أبن تحاول أن تتركه لها لوحدها!

آه لا أعتقد خالد لا يفعل هذا..وكذلك حنين ليست من النوع السيء والماكر
ولكن..حينما قال خالد لأمي بأنهم لن يتعشوا عندها..
فهم لم يمضوا سوى يوم هنا..وحنين متعبة من السفر..
لم أرتح لطلبه...
ولم أرتح لحركاتها المرتبكة التي تدل على الرفض حينما تلح عليهم أمي..

خصوصاً أنهم قد جاءوا لأمي بعد أن أرتاحوا لبضع ساعات
كانت أمي تحاول به أن يتعشى معها..ولكنه كان يرفض محرجاً

ربما أني مخطئة..وهم ما زالوا عرساناً يحبون أن يقضوا وقتهم لوحدهم
ولكن أعتقد بأنه لن يضره شيء لو أضاف ساعة ونصف أو ساعتان من وقته..مع أمه خصوصاً أنه قد غاب عنها 3 أسابيع..

آآه أتراني سأحمل هماً جديداً على همومي..
يجب أن لا أفكر بهذه السوداوية..
ربما أنها متعبه وتحتاج للراحة..
ربما!!؟

.




.





.


بعد إقناع طويل..ومحاولات شتى..من قبلي أنا وخالد..
وافق أيمن على الرقية...ولكن على أن يقرأ عليه خالد
فإن ظهر عليه تعب شديد وتبين أن حالته صعبه
ذهبوا للراقي الذي يعرفه خالد

وهاهم خرجوا من بعد صلاة المغرب..ولم يعودوا..
والآن الساعة هي 9 والربع..
كنا ننوي أن نتعشى سوياً هذا اليوم أنا وأمي وخالد وأيمن
ولكن لست أدري لم تأخروا لهذا الوقت ولا أحد يرد علينا
أيمن مقفل جهازه...وخالد..لا يرد علي..
مم بالتأكيد أنكم تتساءلون أين حنين..
حنين...في زيارة لأمل
الغريب هو زياراتها الرسمية لنا لم تتجاوز 3 مرات
بينما حرصت على زيارة منزل أبي أكثر من مرة
وكذلك..ذهبت لزيارة جدتي موضي مرتين.. ولم تفكر بإعادة زيارتها
لجدتي منيرة...صحيح أنها تلتقي بأمي هنا...ولا أنكر أبداً
أنها تحترم أمي لدرجة كبيرة وتقدرها...ولكن كنت أتوقع بأن علاقتنا
ستكون أفضل من ذلك....توقعت بأن نكون كالأخوات..
فهي قد عاشت سنين معي..واستمتعنا برحلات كثر معاً قبل أن تتزوج من خالد...ولكن لا أريد أن أتعجل بالحكم عليها
فلم يمضي على مجيئهم سوى أسبوعين فقط

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
قديم 15-08-08, 05:25 PM   المشاركة رقم: 185
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

سمعت جرس الباب..وفتحت آمنة الباب لهم
عندها ذهبت باتجاهه..
وقلت بمرح: وينكم تأخرتوا...يا الله نطلع..

ولكن لم أجد سوى خالد الذي تجاهل كلامي..وجلس على أقرب
أريكة له..وهو يفرك لحيته بحيرة
سألته عندها: وين أيمن!

نظر لي بحيرة وأجاب: هاه...أيمن راح لأهله هناك صار له ظرف طارئ

قلت بغضب: لا والله...دايم كذا يروح هناك بليلتي..
وإذا صارت ليلتهم ما يعتب علي...حتى الجوال ما يرد علي إلا بالموت

قال لي وهو يشتت نظراته: لا تحكمين على الرجال بسرعة..ما تدرين وش ظرفه

سديم: بس ليه يروح..وهو اللي ناوي يعزمكم على العشاء
موب عيب اللي يسويه...وإلا ما يعد أهلي شيء

قال بهدوء: سديم أنا عارف أن المشاكل هي اللي ضاغطة عليك كذا
وإلا أنتي أكيد تقدرين....وتدرين أن أيمن يحترمني أنا وأمي ويقدرنا..
وهو غصب عليه راح هناك...وحتى قالي أكثر من مرة أعتذر لي من سديم

قلت بضيق: طيب وش الظرف...انت تعرف وشو

فأجاب بتلعثم: تعب شوي..

قلت باستغراب: تعب شوي وراح هناك..وشلون تحمل يضرب مشوار
لبيت أم تركي وهو تعبان..

خالد: أنا اللي وصلته..وأنا اللي أشرت عليه يروح هناك ..
خلاص ارتحتي..
جيبي لي كاس ماء الله يخليك

نهضت بضيق..ولكن لم أكن أعلم بأنه أراد أن يتبعني..
ويخبرني بعيداً عن أمي..
أخرجت كأس من الخزانة..واتجهت للثلاجة لأسكب الماء له..
عندها رأيته يسند ظهره على طاولة المطبخ..ويكتف يديه..يتبعني بنظراته
فقال بعد تردد: سديم لا تظلمين الرجال....تراه تعب ..تعبٍ ما يعلم فيه إلا ربي تدرين أول ما بدينا..صار يتنفس بسرعة..وقال لي أنه ما صار معه كذا يوم قرأ عليه زميله...وبعد مدة..يوم قريت آيات السحر..صار يتنفس بضيق ويصرخ.."خلاص....خلاص الله يخليك يا خالد..تعبت..ترى بطلع من السيارة"....والله يا سديم لو شفتي اللي صار له كان تحمدين ربك على النعمة...وتعرفين وش كثر هالرجال متمسك فيك رغم اللي فيه..
واضح.....وأضح أن فيه سحر...وسحر تفريق..بس مين اللي مسويه!
أيدينه يا سديم صارت تهز مع أني ما ركزت بالقراءة يعني أيات بسيطة
وتعب...ويوم وقفت ..استند على ظهره..بتعب وكأنه مسوي جهد عظيم
وعشان كذا أنا قلت له يروح هناك لأنه يقول..ما ودي أشوف سديم
وأنا كذا...خايف احط تعبي عليها..وازعلها..

ابتلعت ريقي بألم..
أحقاً صدق توقعي يعاني من شيء...هـه وليس أي شيء بل سحر
سحـر!!.
كلا لم نتأكد بعد...
همست: وو..وكيف حاله الحين...طيب مين اللي بيسحره؟؟!

أجابني بصوت مهموم: هو...هو تكلم معي بصراحة...يقول أن وضعه مع أم تركي أصعب من هنا....يقول تمر الشهور..وحنا زي الأخوان بالبيت..
حتى عياله أحياناً يتضايق منهم...ويطقهم..

قلت وعيناي مغرقة بالدموع: حسبي الله ونعم الوكيل
مين اللي حارمه من أم عياله ...وعياله...

خالد: آآه ما أدري...هو قال لي أن أم تركي تتوقع أن اللي مسوي السحر
مرت عم أيمن....بس..يقول أني تجاهلت كلامها..ما أبي أأكد أن اللي فينا
سحر...
مع أني أنا أتوقع أن كلام أم تركي صحيح...خصوصاً بعد القصة
اللي قالها لي عن مرت عمه..والكلام تراه بعد ثالث سنة من زواجه من أم تركي..

قلت بحرقة: وش قصتها

خالد: الحين ما يمدي...وأمي فيه بعد...بقولها لك بعدين
بس إذا جاء أيمن لا تتكلمين معه بالتفاصيل..أخاف يتضايق مني
وما عاد يثق بي....أنا قلت لك عشان تقدرينه وتصبرين عليه
وبيفرجها ربي إن شاء الله...

همست: يا رب...حسبي الله على من ضره...حسبي الله ونعم الوكيل

خرج خالد من المطبخ..بعد أن تنفس بحرقة..



تناولنا العشاء معاً بالخارج....أنا وخالد وأمي..وقلبي مازال محترقاً من أجل أيمن....ما الذي يريدونه بسحرهم..تدمير أسرته..وحرق قلبه...لم نفوسهم ضعيفه لهذا الحد...ما ذنب أطفاله...ما ذنب زوجته...
عاد بعدها خالد لمنزله وباتت أمي تلك الليلة عندي..
بالغد أرسل لي أيمن رسالة يعتذر بها ..ويخبرني بأنه لا يستطيع المجيء لي بهذا اليوم ولا في الغد..فهو طريح الفراش....عندها تأكدت بأن ما يعاني منه صعب...وصعب للغاية...
جاء خالد لزيارتي بعصر ذاك اليوم..وشربنا الشاي سوية..
وعندما وجدت الفرصة مناسبة سألته عن قصة زوجة عم أيمن..

أخبرني بأن عم أيمن..ووالد أيمن..كانوا على علاقة أخوية قويـة
وبعد أن توفي عم أيمن...حرص والده على الاهتمام بأسرة أخيه
وأجبر أسرته على احترام وتقدير زوجة عمهم..رغم أنها كانت تسيء
كثيراً لوالدة أيمن...وبأحد رحلاتهم البرية..كانوا مجتمعين معاً
وبحكم أنا كبيرة في السن..كانت ترتدي عباءتها..وتجلس معهم..
وتتحدث معهم وكأنها عمة لهم...رغم أنه لا أحد من أبنائها حضر تلك الرحلة..
وبعد فترة أخذت بمضايقة..أم تركي والاستهزاء بها..
وكما تعلمون أيمن لا يتحمل أن يدوس أحد على كرامته..
فقال باحترام لها: يا عمه..ترى لو تجي أم تركي وتشتكي لي منك أو من أحد من أهلي..ما يحصل لها خير...وهي تعرف هالشيء مني..
كل شيء إلا هلي
وأنتي غالية علينا..ومن أهلنا....بس عاد قدامي تستهزين فيها ميب زينة
على الأقل قدري أن رجل هالمرة قاعد معكم..إن كانت غلطت وجهي الكلام لي أنا وأنا أوجه زوجتي..وأدبها بعد

لم تقنعني وجه نظر أيمن...هه أسيئي لزوجتي في غيابي ولن أتكلم
ولكن لا أسمح لك أن تسيئي لها بحضوري!!
عندها صرخت زوجة عمه: وش تقول هذا جزاي...وأنا أعدكم عيالي
وجاية معكم تسبني عشان بزر ما تعدت ال17 سنة..هذا قدري
عندك يا أبو تركي..تسب مرة عمك عشان حريم

أيمن: أنا ما سبيتك...أنا بس قلت على الأقل احترمي تواجدي تسبين زوجتي وبوجهي..

عندها قال والده بهدوء: أيمن أقصر الشر واعتذر من مرة عمك

عندها صرخ أيمن: وش أعتذر يبه..أنا ما سبيتها..بس قلت لها علميني وش غلط مرتي وأنا أعدله..

زوجة عمه: عشان هالسوسة..تنسى قدري..وعشرتنا معكم ببيت واحد ما هقيتها منك يا أيمن..هذا وأنا أعدك واحد من عيالي..

عندها طلب والد أيمن بحزم من أيمن أن يستمح من زوجة عمه..
وأن تقبل أم تركي رأس زوجة العم...فرفض أيمن بضيق..
وغضب أباه...أخذ أيمن زوجته وأولاده..للرياض
ومن بعد تلك الحادثة..بدأت حالهم تسوء..
رغم أن أيمن ذهب واعتذر لوالده..على عدم طاعته له ورضي والده عنه
ولكن ما زالت حالتهم تسوء..وتسوء..حتى أصبح يعيش معها بالمنزل
كالأخ...لشهور..عديدة..حاولت أم تركي به أن يذهبوا لراقي..خصوصاً أنها أكدت له أكثر من مرة أن زوجة عمه..تذهب للسحرة..وليس بمستبعد أن تكون هي من سحرتهم...ورغم أن أيمن يعلم بأن زوجة عمه تذهب للسحرة
إلا أنه لم يرد أن يؤكد الأمر وأن يملئ رأسه بتفاهات..
وكذلك لم يرد بأن يذهب للرقاة..فهذا مسيء له كرجل...وأيضا لم يرد أن يحرم نفسه من أجر الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عقاب..
وقد كان يظن بأن ما زاد الوضع سوء بينهم..هو أن أم تركي لم تكن
الفتاة التي يحلم بها..ولهذا لم تنجح حياتهم معاً...

وهكذا مرت السنين..حتى تأكد من أن هناك عله به هو..تجعله لا يرتاح مع نسائه ككل...

.



.



.


في منزل جدتي منيرة..أقامت خالتي الجوهرة حفل عشاء بسيط
بمناسبة زواج خالد...وهناك كان الكل متواجداً..
خالتي مريم..وبناتها شهد وشهاليل..
وكذلك زوجة خالي أحمد وابنتها سمر..
وزوجة خالي مؤيد..بصحبة طفليها..أحمد وأنس
وبنات خالتي الجوهرة..وكذلك..جارتها دلال وبناتها..
وزوجة فهد أبن خالتي الجوهرةالذي كانت زوجته حاملاً..
وبعض أقارب جدتي..

أعجبني كثيراً اهتمام حنين بأمي...فهذا أراح نفسي كثيراً
صحيح أنها ما زالت تتعامل معي برسمية شديدة..وكأننا لم نكن يوماً
أصحاب....ولكن هذا لا يهم...المهم هو أن تسعد أخي...وتحترم أمي

لاحظت..نظرات خالتي مريم المستنكرة والمتضايقة من حنين
وكل هذا غضب لأن خالد تزوج من طرف أبي ولم يجعل خالاتي يبحثون له عن عروس...
الغريب أن خالتي الجوهرة تقبلت الأمر واصبحت تعامل حنين بحب وكأنها زوجة أبنها...رغم أنها من المفترض أن تكون هي أكثر من يغضب من هذه الزيجة...لأن خالد عاش عند خالتي الجوهرة أكثر مني...

هههههه..حتى في طريق العودة..همست لي حنين تسأل لم نظرات خالتي مريم هكذا...وكأنها قد فعلت شيئاً...فأجبتها بخجل..ربما أنها لم تقصد وهكذا هي نظراتها....

.



.



.


بعد يومين من تعب أيمن ..جاء إلي..
ولكن فور دخوله المنزل..اتجه لدورة المياه واستفرغ..
كان قلبي يعتصر ألما أنا أنظر لحاله المخيفة..
ومعتدتي تحترق ..حزناً..حينما أستمع لصوت صرخاته المتألمة وهو يستفرغ...وكأنه سيخرج روحه معها......
وقفت عند الباب..
وسألته وأنا أبتلع ريقي بوجل: سلامات وش فيك

أجابني وهو يمسح وجهه بالمناديل الورقية: ما أدري هاذي حالي من ذاك اليوم..

قلت بهمس: ما تشوف شر ان شاء الله

أيمن: والله غريب اللي صار لي..تصدقين أني من بعد ما وصلني
خالد للبيت..وأنا بالفراش ما أتحرك منه..أكلي وشربي على السرير
وان تحركت للحمام..عشان أستفرغ

سديم: طيب ليه جيت كان قعدت هاليوم دامك تعبان..

أيمن: لا يوم شفت أني أقدر امشي قلت أجي هنا...

أسند رأسه على السرير..وتنهد بضيق وهم..
آآآه حبيبي...كان الله بعونك...أسأل الله أن ينتقم من مَن كان السبب بذلك

وهكذا...مر ذاك اليوم..وأيمن ما بين غرفة النوم ودورة المياه ..
حتى أنه قال أخيراً...لا أعتقد أني سأستمر بالقراءة إن كان هذا ما سيحدث معي...قد أظلمت الدنيا بوجهي منذ ذاك اليوم...وشعر بالموت يطرق أبوابه

طلب مني أن أطلب من خالد بأن يخفف قراءته وإلا لن يستمر معه بالرقية
وحينما قلت هذا لخالد..قال لي بأن قراءته كانت خفيفة...وأن ما حدث له
بسبب أن أصابته هو شديدة..
عندها تسائلت بنفسي...كيف سيفعل إذاً إن ذهب للراقي..
ترى هل سيوافق أم انه سيتراجع!

.



.



.

مرت الأيام...واستمر أيمن بالرقية 4 مرات أو خمسة وبعدها توقف ورفض الإكمال....وحجته..أن وضعه قد ازداد سوء...
وهو لا يريد أن يحرك ما فيه من أذى طالما أنه لن يخرج بسهولة..
تعجبت من انهزامه بسرعة...ولكن لن ألومه فما فيه صعب..
وليس لنا سوى القول حسبنا الله ونعم الوكيل

في أحد نقاشاتنا الهادئة...أخبرني أيمن عن حاله مع أم تركي..
وكيف أنه كان يعاملها بقسوة...وكثيراً ما يصرخ بوجهها فقط بسبب
أنها حدقت به أو أنها استمرت بالنظر لعينيه...
ورغم أن حاله تحسن مع أبنائه منذ أن تزوج بي إلا أنه لا يحتمل إزعاجهم
أو تواجده معهم لوقت طويل...
أرأيتم أية حقارة بذاك السحر...وبمن طلبه...نفوس ضعيفه وتافهة..
همها تدمير سعادة الناس من حولها...

أخبرني كذلك..عن ذاك الضغط الذي يلاقيه..
ودوماً ما يشعر بأن هناك شيء بداخله يدفعه لتطليقي..
وأنه رغم عدم قبوله التام لأم تركي..إلا أنه لم يعاني من هذا الضغط معها
كما يعاني منه تجاهي رغم أنني حلمه..

عندها سألته عن سبب تطليقه لأم تركي..
فأخبرني بأنه حينما طلقها..كان بلحظة خاطئة ولم يكن ينوي فعل هذا
إلا أنه هو وأم تركي اتفقوا على أن يصبر ولا يعيدها بسرعة..
فلربما أن البعد سيصلح من حالهم..
ولهذا كتب أيمن لها..المنزل باسمها ...
وبعد أن تزوجني ووجد أن وضعه سيء معي أيضاً..
أعاد أم تركي...لأنه أيقن أن لا حل لمشكله..ويبدوا أنه سيعيش طوال عمره
محروماً....طبعاً هذا بنظرته الشخصية
بينما أنا أشعر بالتفاؤل...وبإذن الله ستنتهي محنته قريباً..



.



.




.




.

بعد مرور شهرين تقريباً على زواج خالد..
كان هو وحنين وأمي عندي بالمنزل..
تناول خالد معنا القهوة..وبعدها أستأذن للخروج..لمشوار بسيط..
عندها لحقته...وسألته أن يتناولون العشاء معنا..
فأجاب بالقبول فوراً ..وخرج..
عندها ذهبت للخادمة وطلبت منها أن تجهز الخضار واللحم..
كي أعد العشاء..
ثم ذهبت للجلوس مع أمي وحنين لتناول الشاي والكعك..
أرتحت كثيراً...لبساطة تعامل حنين مع أمي..
كذلك كان تعاملها معي جيداً رغم أن الرسمية لا زالت تحيط بها عند تعاملها معي...وكأنها تأخذ حذرها مني...لست أدري؟!
ولكن المهم هو أنها ليست متسلطة أو سيئة الخلق...
استمتعنا معاً..وبعد نصف ساعة أو أقل..استأذنت منهم لأنني سأنهض لأعداد العشاء..
عندها قالت لي بانزعاج: لا والله ....الله يجزاك خير ما قصرتي
بس أنا بروح..عندي مشوار

قلت باستغراب: بس أنا سألت خالد ووافق..وجهزت الأكل..

حنين بحرج: معليش مرة ثانية ان شاء الله...اليوم صعبة
وأنا ما حطيت ببالي أني بتعشى هنا

سديم: وش مرة ثانية...تعشي بس معنا هاليوم...دامك عدنا
طلعت اللحمة..والشغالة قطعت الخضار..وكل شيء جاهز..ما راح يتأخر الأكل..

حنين: لا.....لا ما أبي والله....خليها يوم ثاني..

استغربت بداخلي من رفضها الشديد...وما أغاظني هو أن خالد قد أعطاني وعد...ولم يخبرني عن أنها ستذهب لمشوار ما....
ذهبت للمطبخ..كي أخبر الخادمة بأن تنقص من المقدار..لأن أمي فقط هي من ستتعشى معي...ولكني فوجئت بأنها قد طهت الطعام
سديم: ليه ما صبرتي أنا اللي بسويه

آمنة: آآآ مدام ما أدري أنا بس أنتي تأخير هناك..أنا فكر أنتي تبين أنا سوي عشاء..

عدت بعدها لحنين..وأخبرتها بأن العشاء على النار ولن يتأخر
ولكنها رفضت..وقالت بأن أعطي الزائد من العشاء لحارس عمارتنا!!
تعجبت من وقاحتها....لا أطلب منها أن تحترمني...أريد فقط أن تقدر أمي
التي ما زالت تلح عليها بالبقاء معنا..وهي مصرة على الرفض..!

بعدها أخذت حنين تتصل بخالد..بتواصل...ههههه وكأننا سنأكلها
سمعتها...تكلم الطرف الآخر
: ألو وينك...لي ساعة أتصل ما ترد.......طيب متى بتجي....تأخرنا الساعة
11...

ثم أكملت بهمس وكأنها تعاتب خالد
: أنت قايل لأهلك أننا بنتعشى معهم.......طيب والحل......لا ما أقدر
يا سلام...والمشوار الللي قلت لك...طيب يا الله مع السلامة أحرتيك

ذهبت بعدها لعبائتها..وارتدها...
ما هذا....لم أعتب عليها كما عتبت على خالد...هو وعدني بأن يتعشى هنا
لم تراجع...!؟
جاء بعدها خالد...وفتحت له الباب..
عندها ..سألني بعجله
: وين حنين...

فتحت عيناي على وسعهما: حتى أنت...موب أنت قايل لي
بتتعشى معنا

خالد بحرج: معليش حنين تبيني أوديها لمشوار..وأنا وعدتها ونسيت

سديم: طيب معليش أجلها لبكرى وتعشوا معنا...ليه توك تتكلم..
بعد ما جهزت العشاء..

خالد: والله كنت ناسي...وبعدين حنين تعبانة شوي..وما تقدر تطول

لم أرد أن ألح عليه أو أن أخلق مشكلة له مع زوجته..لذلك صمتت
هــه رغم أني تسائلت بداخلي...لم لا تتعب إلا عندنا بينما لا يزورها هذا التعب عند زوجة أبي..

حسناً سديم...تجاهلي...أنتي تعرفين تماماً أن حنين طيبة..وحتى أن تصرفت هكذا..فبتأكيد هذا من تحريض أمل..لا شك أنها ستعود يوماً لرشدها
لا شك...فمعدنها طيب
.




.





.

مرت عدة أسابيع..بعد أن رفض أيمن الرقية ...
ولكنه أتى بعدها..
وسألني بحرقة..: سديم....أنا أدري ومتأكد أن الحين البلاء فيني
ومن بعد آخر مرة قرا علي أخوك فيها وأنا حالتي ساءت أكثر
وهذا دليل على أني مريض...

أخذ نفس ثم أكمل: حتى المشاعر الصعبة اللي تجين تجاهك أحياناً وما أعرف له تفسير زادت علي...تدرين أنه من بعد ما أحط المفتاح على باب الشقة..أحس بضيق..ودي أدخل وأكسر الدنيا فوق راسك...
وصرت ما عاد أحتمل أقعد وقت طويل معك...سديم والله أن افترقنا أنا الخسران موب أنتي......أنتي بتتخلصين من إنسان مريض عذبك

قاطعته بألم: لا تقول كذا حرام عليك...أنا أحبك وراضية ...خلاص موب بيدك هالشيء

أيمن: بس أن كان هالشيء يرضيك..فهو ما يرضين...أجل فيه رجل عاقل يترك زوجته اللي متجهزة ومتلبسة له...ويروح يقابل الخدامة..وينصحها وإلا أن كانت فيه أم زوجته...حط زوجته على جنب...ودقها سوالف مع أم زوجته........وأنا يا سديم موب ناقص عذاب...خايف من العقوبة..أخاف ربي يعاقبني لأني كذا اظلمك معي

سديم: لا تقول كذا...أنا راضية وش فيك

أيمن: بس أنا ما عاد أحتمل زي أول...أحس أن شياطيني زادت..

سديم: وأنا ما راح أضغط عليك..خلاص عارفة أنه موب بيدك..متى ما حسيت ان نفسيتك أحسن وتقدر تجي تعال..

أيمن: يعني أنتي موافقة على أني منقص من يومك

قلت بثقة: والله أني موافقة...وراضية...موب أنت اللي كنت تقول لي أن كل بيوت الناس مليانة مشاكل...وعبروا حياتهم ومشوها...موب لازم تكون حياتنا كاملة...المهم رجل حولي ما يقصر علي وعيال..وتمشي حياتنا مثل هالناس..

أيمن: عارف انك تفكرين أنه مثل ما أم تركي مشت حياتها معي أنتي بتمشين حياتك معي....بس سديم فكري بنفسك..وبمصلحتك...إذا علي صح أني أتضايق ويجيني ضغط كبير من اللي بي تجاهك...بس مع هذا إن قعدتي لي أكيد هذا من مصلتحي...أنتي أمنية حياتي...وساعات الصفاء إلي أحس به تجاهك..مثل الجنة بالنسبة لي....
بس يا سديم أنتي صغيرة..وما جبتي مني عيال لا تربطين نفسك فيني..
إذا تبين....آآآه...إذا تبين الخلاص علميني..

قلت بحرقة: أنا مستحيل أفكر أبعد عنك...أيمن أنا أحبك...وأعرف أنك تغليني لولا هاللي فيك وضاغط عليك... مستحيل أفترق عنك

ثم همست بخوف: بموت أن افترقنا............

ثم رفعت رأسي وأكملت برجاء: أيمن الله يخليك....لا تغدر بي...لا تطلقني غصب...أنا أبيك وراضية فيك..

ابتسم بحب موجوع: مستحيل أغدر بك هاذي موب أخلاقي..
مع أني أحيانا أقول المفروض أني اتخذ القرار واضغط على نفسي..
أنانية أني احتفظ فيك لنفسي...وأنا عارف أني مريض..

سديم: لا موب أنانية أنا راضية....اشفيك ما تفهم

مد يده لي كي يحضنني..
وقال: مستحيل أغدر بك...أنتي روحي..
.



.



.

تعبت جدتي منيرة ذات يوم ونقلت للمستشفى..ولهذا انتقلت أمي للسكن عند خالد...تقبلت حنين قدوم أمي بحفاوة وتكريم..ولهذا أيقنت بأنها ما زالت تحمل بداخلها قلب رائعاً..رغم محاولة أمل الجاهدة..لتشويه معالم طهره
اتصلت بها مغرب هذا اليوم..حينما طلب مني أيمن أن نذهب لزيارة خالد لنغير الجو قليلاً..
سلمت علي بحفاوة..وبعد ذلك سألتها..
: بتروحون لشيء حنين

امتقع صوتها وكأنه آتي من بعيد..
ثم سألتني بتردد: ليه..تسألين

سديم: أيمن يقول ودنا نزور خالد..فقلت أتصل قبل أشوف بتطلعون لشيء

أجابتني بتردد: إيه بنطلع..

سديم: أنتم وأمي

حنين: إيه بنروح لمشوار..حنا وخالتي وهذانا نحري خالد لنا شوي..

ثم أكملت بتردد..وكأنها لا تريد أخباري: بنروح لسوق الجملة..في أغراض نبيها..

سديم: خلاص مرة ثانية أن شاء الله

همست: إن شاء الله

أغلقت الخط وأخبرت أيمن..الذي ثارغضباً ما هذه الوقاحة..أخبرتها بأنني أنا معك اريد المجيء لزيارة خالد...لمَ لم تلغي مشوارها هذا..
وتحتفي بضيوفها...وأخبرني أنه في مرة من المرات أعتذرت أم تركي من أخت أيمن بأنها ستخرج لزيارة أمها...فجن جنونه وحرمها من الخروج من المنزل لمدة 3 أسابيع...
اخبرته بأنه ربما أن مشوارهم ضروري أو أنها تنتظر هذا المشوار من مدة
ونحن لم نتصل بهم منذ البارحة بل بنفس اليوم اتصلنا وأردنا المجيء..
ولكنه لم يقتنع..واتصل بخالد
قائلاً: موب أنا اللي تمشي بزر علي كلامها..لو هي بتروح لدكتور كان قلت بعذرها...لو هي مواعدة ناس وبتروح تزورهم..كان قلت صح...بس بتروح لسوق..وميب مأجله لبكرى..

قلت بهمس وامتعاض: بس عاد موب غصب نروح لهم..قبل يومين أنا عندهم

إلا أن صوته الجهوري المرحب أقتطع كلامي: هــــلا ....هلا والله أبو عبد الرحمن ...وش لونكم وش أخباركم....وش لون الشغل معك....ما شاء الله..
أقول أبو عبد الرحمن أنت وين.....لا أبد بس قلت ودي أمر أسلم عليك..من زمان عنك....بس الأهل يقولون أنك بتروح مشوار..فقلت بشوف متى بترجع....وإلا نحدد يوم ثاني...الله يسلمك...خلاص مع آذان العشاء حنا عندكم أن شاء ونروح سوى أنا وياك للمسجد...يا هلا والله..سلام

أغلقه..فنظرت له كي يخبرني بما قاله
صفق يديه..بانتصار..
ثم قال: شفتي...الموضوع بسيط...لو مشوارهم ضروري كان ما قال الله يحيك حتى بدون تردد الله يحيك...حتى يوم قلت له أن الاهل يقولون أن بتطلع..قال لا مشوار بسيط..ويتأجل لبكرى

قلت بضيق: بس وش الحكمة من هالحركة...والله عيب..خلاص هي تبي تطلع..غصب نجيهم ونخرب عليها..هو مواعدها قبلنا

أيمن: أقولك مشوار خربوطي...وتجي بقلة أدب ترد أخت زوجها..وزوجها عشان مقاضي!!
الحمد لله بس أن خالد طلع رجال وما أعتذر عشانها
يا الله وش تنتظرين قومي ألبسي...

قلت بهمس وأنا أتجه لغرفتي: أول مرة أشوف ناس يجون غصب لأهل البيت...والله فشيلة

قابلني صوته من بعيد: لا أبد خليها بوجهي.. تشوفين أن ما استقبلتك ولا كأن روحتها تكنسلت..أصلاً هي بزر..الناس حتى لو هم عندهم مشوار ضروري...يأجلون موعيدهم..ولا يردون ضيوفهم..

هززت رأسي بعدم أقتناع..وأنا أرتدي قميصي..
.



.



.
استقبلتني حنين..بوجه مقتضب..وكأنها عاتبة لم أحرمهم من مشوارهم
أهئ...صدقيني..أنا مجبرة من زوجي...ولم أرضي بهذه الزيارة العجيبة
تنولنا القهوة أنا وهي وأمي..بينما تناول أيمن وخالد قهوتهم بالمجلس..
وهي ما زالت تتحدث برسمية معي...ولكن بعد أن نهضنا لتجهيز العشاء
تحسن مزاجها قليلاً..وكأنها قنعت بالوضع الراهن..
هههههههه شر البلية ما يضحك
مؤلم أن تشعر أنك ضيف ثقيل
ولا ألومها صراحة
.



.


.


بعد مدة...لم أقتنع بحل أيمن..وهو أن ندع الحياة تجري بيننا على حالها..
لم أقنع بأن رجل عاقل..ملتزم..حافظ لكتاب الله..أو لنقل كان حافظ لكتاب الله...يرضى بأن تعبث الشياطين بجسده دون أن يحاربها..
أعرف ....أعرف أن وضعه صعب..ولكن لم يستسلم بهذه السرعة
وكما قال لي الشيخ..حينما أخبرته عن الصعوبة التي أواجهها بأقناع أيمن
قال أخبريه بأنه وإن تعب أياماً...أو رأى الموت بعينيه عده أيام إلا أنه بهذا سيقضي بقية عمره بخير وعافية بإذن الله إن كان عازماً على علاج نفسه..
ولكن أيمن أغلق باب الرقية...حتى أنه لا يريدني أن اناقشه فيه..
ولكني أنا لم أقتنع...ليس لأنه الآن يقصر من يومي..ولكن من أجل أنه انهزم بسرعة...وقالها صريحة...شياطين عاشت معي مدة 16عام..
ومع هذا صبرت عليها...سأحتمل ما تبقى من عمري..فلم يبقى سوى القليل
فأنا على أعتاب الاربعين..هـــه أي انهزام هذا...كلا لن اسمح لتلك الشياطين بأن تستمعمر قلب زوجي...وإن تاخذل هو فأنا من سأحاربها..


طلبت منه أن نتحاور ذات يوم...خصوصاً أن لحظات الصفاء باتت تزورنا قليلاً....فغالباً...تحوم حولنا رياح باردة...غلفت مشاعرنا ببرودة قاتلة..لم استسغها...ولم ارضى بالاستسلام لها...
سديم: أيمن....معجبك الحال هذا...

أيمن بهم: وش فيه بعد موب حنا اتفقنا على كل شيء وخلاص..وش اللي جاك بعد..

سديم: أنا أعرف أنه البرود هذا غصب عليك...بس ما تلاحظ أنه حتى اللحظات الحلوة اللي كانت تجي كل يوم شوي صارت ما تجي إلا بالشهر مرة...حتى الليالي الرومانسية اللي أسويها...ما عاد أحس أنك تستانس فيها زي أول...صرت مكتم..ومقفل

أيمن: الحين وشو له هالكلام ...أنتي عارفة علتي وراضية....
وأنا فاتح لك المجال..كله عشان ما أحس أني ظالمك...إذا تبين الفراق..
ما راح أجبرك على العيشة معي...

سديم: أنا ما زلت عند كلامي مستعدة أعيش معك حتى لو صرت ما تقدر تجيني إلا ثلاث أيام..

قفز جالساً بفزع..ثم تنفس بعمق
وقال: لا سديم...لا تقولين كذا...أنا هذا اللي خايف منه...أخاف بعد مدة أجي أقولك..خليني أجي لك كل يومين..وبعدين أقولك كل اسبوع مرة..
سديم...ما أبي أحول زواجنا لزواج مسيار...والله هذا يجرحني أكثر من وضعنا

سديم: خل هالكلام....أنا راضية بك باللي فيك..بس أنا أقول موب معقولة نستسلم بسرعة...وين العلم..والثقافة والقران ...المفروض أنك تحاول

قال باستسلام: وش أسوي...علميني وش أسوي أنا لقيت حل ورفضت
والقرآن ما وقفته إلا بعد ما شفت أن حالتي زادت سوء

سديم: إيه الرقية...حاول من جديد...تحمل التعب...حتى لو تشوف الموت كم يوم...أو كم شهر...بالنهاية بتعيش باقي عمرك براحة
إذا موب عشانك أو عشاننا أنا وأم تركي....عشان عيالك...

قال بهم...وكأنه يصارح نفسه: خلاص بحاول...بس بشرط...الموضوع سر ما يعرف فيه إلا خالد وبس...والشرط الثاني..لا تسألني عن شيء أو وش قال لك الشيخ...أنا ان تكلمت زين..ما تكلمت لا تتدخلين..

قلت بفرح: ابشــــر كل شروطك مجابة...بس انت أجزم...ولا تنهزم على طول

أيمن: لا هالمرة ما راح أوقف إلا إذا قال الشيخ خلاص ما عندي شيء أقدمه..

.


.



.

بعد أن استقبلت ذاك الخبر المفرح من أيمن..وهو عزمه على الرقية
قابلنا خبر آخر مفرح....
وهو.....


وهو

"..حمـل حنـيـن.."


.






.






نهاية "الفصل الثاني"
من الجزء التاسع والعشرون

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكاتبة بسمة جراح, ابدعتي يابسمة, سحابة دخان للكاتبة بسمة جراح, قصة رائعه تميزها واقعيتها, قصة رائعه وكاتبة متألقة, قصة سحابة دخان
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:55 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية