كاتب الموضوع :
بسمه جراح
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
(28)
((غلف...أوجاعك بجليد!!))
الجزء الثامن والعشرون
بغرفة متوسطة المساحة...باردة..ولكن ليست ببرود المشاعر
فالفرحة...والراحة..والبهجة..هي ديدننا...
أو ربما كانت تلك هي مشاعري أنا
وعلى أرضيتها...كنا نواسي فـُرشنا باستمتاع..
فالليلة سيحلو السمر...
طبعاً هذه كانت غرفة أمي...
بينما ذهبت خالتي الجوهرة لتنام مع جدتي "أمي منيرة" في غرفتها...
وبهذا سنستمتع أكثر لأن خالتي الجوهرة لا تريدنا أن نسهر..
وهكــذا..انطفأت الأنوار...الواحـدة تـلو الأخرى..
ومن هنا..ابتدأت ليلتنا..وابتدأت معها همساتنا..
العنود بهمس: شش اصبروا لا تتكلمون لين تنام يارا...وبعده نطلع نسولف برا..
عشان ما نزعج خالتي نورة
عهود: عاد بنتك مستحيل تنام إذا بعدتي عنها..
خلود: بنتك متعبة..ما تنام إلا وهي بحضن أحد..
اتجهت أنظارنا جميعاً..لتلك البريئة..التي لا تعلم شيئاً عن الحديث الذي يدور حولها...
ممسكة بيديها الصغيرتان رضعتها..وموجهة نظراتها لأمها
همست: يا دلبس تدنن
العنود:شش بدت تنام..
.
.
وهكذا نامت الصغيرة...وخرجنا خلسة وبهدوء..كي لا تشعر بنا
التممنا جميعاً وأخرجنا أدوات السهرة..."الشيبسات..والمشروبات..الخ"
أخذنا نتحدث بمواضيع شته..حتى وصلنا لهواية أيمن الغريبة..
وهي إخافتي بالحشرات ..
الجوري: ههههههه والله موب صاحي
العنود:هههههه الحمد لله بندر ما عنده هالهوايه
عهود: عاد القطاوة أحس عادي..ما تخوف لها الدرجة بس الحشرات قرف
سديم: أنا أخاف إذا شفت قطوه على بعد متر والا مترين..
وشلون إذا رماها علي.......على أني خفت منها..بس رحمتها..
شكلها تقول وش يبغون فيني ذولا
خلود: يمه اتخيل احد يرمي علي قطوة
سديم: لا وإلا القبون..يمشي على أيدك..ياع
العنود: اسكتوا قعشر جسمي..
:مـ ـا ما..أهئ
أدرنا رؤوسنا باتجاه الغرفة التي تنام فيها يارا..
وبحكم أن خلود هي الأقرب للغرفة ذهبت بسرعة لها..
وبقيت هناك..لمدة..
الجوري: شكل خلود..عجبها البراد ونامت مع يارا
عهود بابتسامة: ميب بعيدة شكلها أصلاً فيها النوم
حينما تأخرت قليلاً ذهبت إليها..
وقفت عند الباب..ورأيت خلود تمسح على ظهر يارا بحنان..
بينما كانت تلك الأخرى تغلق عينيها البريئتين مستسلمة للنوم
خلود بهمس: ليه جيتي..
تأخرت؟
سديم: لا بس قلت يمكن نمتي معها....
أو مليتي لحالك وجيت أقعد معك..
خلود: لا عادي إذا تبين تقعدين معهم روحي..شكلها دقيقتين وتنام
سديم: لا بجلس معك
لم تجبني..بل بقيت صامته...
شعرت..بتلك الفجوة التي قد تكونت بيننا عادت من جديد
نظرات خلود...طريقة حديثها معي..كل شيء تغير..
والمجاملة هي الغالبة على حديثها معي..
بدأت أشعر بالراحة عند الحديث مع عهود..والعنود وجوري..
أكثر من جلوسي مع خلود...
ربما أنني أحاول التجاهل أحياناً ولكن هناك تعابير قاسية ترتسم على وجهها صارخة:"عفوا سديم..لم يعد مكانك بقلبي كما كان"
نهضت حينما سمعت همس خلود
قائلة: سديم...أمشي نطلع للبنات...نامت يارا
خرجنا والتهيت عن أحزاني في غمرة أحاديثنا..وضحكاتنا..
ولا يحرمني الاستمتاع الكامل بجلستي..سوى نظرات خلود..
التي تتهرب حينما يقع بصري عليها...
وكأنها تحاول..الهرب من مشاعر تحيط بقلبها...
عموماً..لن أبالغ..لم يعد هناك شيء يؤثر في...بات قلبي جامداً
وأعتاد على أي تصرف...ومن أي شخص..
فالكل بلحظة قد يتغير...ولن يعش بهذه الحياة
من استسلم لمشاعره..
انتشلنا ذاك الصوت الحازم من أحاديثنا التي لا تمل: خيـــر إن شاء الله
إلا الحين ما نمتوا...أذن الفجر
هههه تعالت دقات صدري..واستمعت بخوفي من ذاك الصوت..
وكأني أنشد أحساس المغامرة ..والعودة للماضي ولو للحظة..
خالتي الجوهرة بتوبيخ: عاد ذولي ما عليهم شرهه..بس أنتي وش
مسهرك معهم لو صاحت بنتك..بتزعج خالتك..وإلا إذا قامت الصبح..
من بيجلس معها..أنتي بتصيرين ما شبعتي نوم
العنود بابتسامة محرجة: لا مخلين الباب مفتوح شوي
باسمعها إذا صاحت
ألقيت نظرة على وجه عهود..التي كانت مخفضة رأسها وتلعب
بأطراف الخدادية التي بجانبها..بينما كانت خلود تلف وجهها للعنود
وكأنها تستمع لحديثها...والحقيقة أنها تلف وجهها كي لا تلتقي نظراتها بخالتي التي ستوبخها
هي الأخرى....
وأما الجوري فكانت تخفض رأسها وابتسامة شقية ترتسم على شفتيها...
وهي تحاول جاهدة الإمساك بضحكتها..
خالتي الجوهرة وهي تلقي بظهرها لنا...عائدة من حيث أتت
:بكيفكم الضرر عليكم...وبكره بيروح الوقت وانتم نايمين..
.
.
.
انتبهت من نومي على صوت الباب الذي فتح بقوة
وتبعه صوت خالتي الغاضب: خير....خير إن شاء الله وش هالنوم
يا الله قوموا..
ثم اتجهت بخطواتها للداخل..ومن ثم اغلقت جهاز التبريد..
خلود بضيق: أهئ..يمه بس شوي...بس نص ساعة
خالتي بصوت عالٍ: لا نص ساعة ولا ربع..يالله قوموا..
الساعة وحدة ونص...وأنتي..العنود...العنود
أتى صوت العنود الخامل: سم يمه قايمه
خالتي بضيق: وش هالنوم..الحين بنتك بتسهر عليك بالليل..
وما تخليك تنامين......عهود..قومي..يالله.....وانتي جوري..الجـوري ..
قومن وجع وش هالنوم...سديم...سديـم..قومي..ترى جوالك رن قبل شوي
همست وأنا انهض: سمي هذاي قمت
اتجهت خالتي للباب..وقالت صارخة قبل أن تخرج...
: يا الله قومن..أمي زعلانة تقول وراه تخلين بناتك نايمين لهالوقت
وقوموا صلوا الظهـــر
وعم الهدوء بالمكان بعد أن خرجت...
نهضت جالسة..ومن ثم نظرت بكسل لحقيبة يدي..التي كانت موضوعة على تسريحة أمي..
ولكني فضلت أن أصلي قبل أن أرى من أتصل بي ..
صليت الظهر...وأيقظت عهود..وخلود اللتان ما زالتا نائمتين
هههههه صحيح أنهما توأمان لا يتشابهان..ولكن يجمعها شيء
واحد وهو حب النوم...هههههه
اتجهت للتسريحة..وجلست على الكرسي..مددت يدي لآخذ "الجوال"
من حقيبتي..ولكن شدتني ورقة مألوفة لدي.. يظهر بعضها..من طرف الدرج المفتوح قليلاً ...فتحته...فكانت فاتورة قديمة لجوالي..منذ 9 أشهر
أو أكثر...أخذت أتمعن بالأرقام الصادرة..ووجدت رقما مكرراً..
دققت النظر له...مم كان رقماً غريباً..ولكن سرعان ما تذكرت صاحبة
ذاك الرقم..فهاجمني الحنين...آه أنه رقم ندى...أخت ناصر "طليقي"
لم أكن أتوقع أن تنقطع علاقتها بي..ولكن هكذا انقطعنا فجأة ودون سابق إنذار...
مم..لا أعرف لم انقطعت فجأة عن الاتصال بي..وحتى عن إرسال الرسائل لي...
اتصلت بها بعد فترة من انقطاعها ولكن لم ترد...
استمريت بإرسال الرسائل ما بين فترة وأخرى..ولكن لم يكن هناك
تجاوب لهذا توقفت...
وبعد أن تزوجت بأيمن..وأكتشفت غيرته الشديدة فضلت مسح رقمها..
كي لا أجلب المزيد من المشاكل لنفسي..خصوصاً أنه لم يعد هناك فائدة
من إبقائي لرقمها..فهي قد اختفت من حياتي فجأة....
انتزعني رنين الجوال...من التحديق برقمها وعدد الدقائق التي كانت
مسجلة بالفاتورة..أعتصرتها بيدي..وقذفتها بالدرج..
ومن ثم..أخذت جهازي..وذهبت بعيداً..كي أحادث أيمن...
سديم: هلا
أيمن بشوق: هـــلا ....هلا والله بعد عمري اشتقت لك...
همم وش أخبارك
قلت بخجل..ممزوج بفرحة: الحمد لله..أنتم وش لونكم
أيمن: الحمد لله...مم صوتك يقول أنك مستانسة مع خوالك
سديم: إيه الحمد لله..
أيمن: لا وبعد توك قايمة من النوم صح
سديم: ههههه أيه..همم جيت
أيمن: ليه ما تبيني أجي
سديم: إلا وش دعوى
أيمن: بنمشي بعد ساعتين..
سديم: وراك مستعجل...موب قلت بتقعد يومين
أيمن: توقعت أنهم بسوون عزيمة بعد الزواج..
بس ما سمعتهم يتكلمون عنها الحين..
هههه فقلت بمشي قبل ما يربطوننا بعزايمهم..
هاه ان شاء الله انبسطتي..مع بنات خالتك
سديم: إيه الحمد لله...
أيمن: ناقصك شيء..تبين شيء
سديم :لا سلامتك...
أيمن بجدية ويبدوا أن أحدهم قد جاء إليه: زين يالله سلام
سديم: الله يسلمك
أغلقت الخط...ومن ثم اتجهت لطاولة المطبخ..
حيث تجتمع بنات خالتي لتناول الإفطار...
.
.
سديم: من زمان انا عن شوفة الذبايح..والغنم...يمكن من يوم كنت
صغيرة عند خوالي هذاا آخر عهدي..
العنود: ليه وبعيد الأضحى
سديم: حتى بالأضحى...عماني يتفقون مع بعض..ويشترون الغنم..
وبعدين يدخلونهم المسلخ..وبس نشوف الذبياح بكراتين..يعني ما كد
شفتها تمشي بالحوش..وبعدين إذا جاء العيد يذبحونها ..لا مستحيل
الجوري: ليه تودونها المسلخ...زينة العيد..وأنتي تشوفين الرجال
مستعدين وحنا نجهز الصواني..وأكياس اللحم..أجل وش يفرقه عن
الأيام العادية
سديم: لا عماني ولا أبوي ما يحبون يذبحون الغنم
خلود: طيب خالد أخوك
سديم: خالد أخوي هو الوحيد اللي يذبح عادي عنده..بس ما كد ذبح
عندنا لأن أبوي ما يبي..عاد خالد يروح مع أصدقاه يساعدهم ..
والعام بعد كان حاج..
العنود: يوه ملل كذا..وش تسوون أجل بالعيد...
سديم: ولا شي..إذا جاء العصر..أجتمعنا عند أمي موضي..
ونتعشى عندها وبس
عهود بابتسامة: بنات تذكرون العام وش سوى فارس بعيد الأضحى
باللحم اللي عطته إياه أمي عشان يوصله لخالتها..
الجوري:ههههههه طلع مجرم
العنود: يوه..وشرطة وحاله عشان رجل ذبيحة
قلت وأنا لم أفهم شيئاً: وشو ما فهمت
خلود بابتسامة: هههههه هذا فارس العام بعيد الأضحى عطته أمي
لحمه وقالت له..ودها لخالتي ..خالة أمي..وعطته لحمة ثانية لجيراننا..
جاء فارس حط اللحمة اللي لخالة أمي بشنطة السيارة ورى..
واللحمة اللي للجيران قدام بما أن بيتهم قريب...ووصل اللحمة للجيران
فأكملت عهود: وركب السيارة ونسى اللحمة اللي وراء...ونسى أن أمي موصيته أنه يوصل
اللحمة لخالتي..وراح للرجال..وتقهوى وتعيد..ونام
وأردفت خلود: ومر يوم ويومين..والأخ ناسي اللحمة بشنطة السيارة
الجوري: لين خيست اللحمة..وطلعت ريحتها...والأخ ناسي..
العنود: هههههه لا ومتأذي من الريحة يقول أشم ريحة فطيس..ريحه شينة..بس ما أدري
منين جايه..وأعطر سيارتي...وأفتح الدرايش
والريحه ما راحت لين يئست وقلت شكل ريحة اللحم طبعت بالسيارة..وأحسن شيء أوديها للمغسلة حقت السيارات..
خلود: عاد يوم زادت الريحة..صاروا الناس اللي يمرون من عند
سيارته يتأذون من الريحة..سكتوا كم يوم..وآخر شيء بلغوا الشرطة
وقالوا أن سيارة جيراننا فيها ريحة ميت..وأن الريحة طالعة من شنطة السيارة وطبعاً..
هم توقعوا هههههه أن صاحب السيارة ذابح له أحد
وحاطه بالشنطة..وصاروا يلاحقونه الشرطة ويشوفون وين يروح ويجي..
لين عاد رجع للبيت..ودخل..جوا طلبوه وهم عند الباب
الجوري: ههههههه مسكين فارس..يقول طلعت بشوف مين عند الباب
وألقى الشرطة محاوطين السيارة....ويقول الضابط اللي معهم..
أنت فارس سلطان الـ..... يقول قلت إيه خير إن شاء الله...
قال أفتح شنطة السيارة
خلود:ههههه عاد هو تروع ..هههه توقع أن أحد حاط مخدرات
بسيارته وهو ما يدري..ومورطه..هههههه صار فلم
سديم: أف لهالدرجة الناس حسوا بالريحة وهو ما حس
العنود: ههههه لا مسيكين..متأذي من ريحة السيارة..
بس آخر شيء مل من كثر ما ينظف السيارة وما فيه فايدة
عهود: هههه ويوم فتح الشنطة وشافوا الشرطة رجل الغنمه..
ماتوا من الضحك...متوقعين أن فارس مجرم..
عاد قالوا له مرة ثانية حط لحمتك قدام بالسيارة لا تحطها ورى
عشان ما تنساها
سديم: هههههههه يا حليله..موقف محرج والله
الجوري: هههههه شكله بيحرم هالسنة يوصل لحم لأحد
.
.
.
.
تمنيت أن أمط شعر رأسي..أصرخ..بأعلى صوتي...كفى ..كفى مللت..
ضقت ذرعاً..لم أعد أحتمل سخافتك...
سديم: أيمن...يا ليت تنتبه لنفسك...أنت رجل..وملتزم..كيف تنزل نفسك لكلام حريم وتقعد
تتسمع له..وتنقله لي..
أيمن: شوفي كلام هالحريم هو اللي بيعدل من تصرفاتك ويخليك
تتحسنين..أنتي ما تلاحضين أنك تحسنتي كثير عن أول..
قلت بملل: إذا كنت تحسبني أتحسن عشان الناس تمدحني فأنت غلطان
أنا وإن تحسنت..فهذا الشيء لنفسي...وإلا الناس ما هموني..
أيمن بفلسفة مملة: بس أنتي يمكن ما تنتبهين لأغلاطك..وعشان كذا أنا أعلمك وش يقولون
سديم: معليش أيمن...كل اللي قاعد يصير الحين..نقل كلام..
وخربطة حريــم وغيـــبة..
أيمن بضيق: أنا ما عرفت الغيبة إلا من يوم أخذتك..وبعدين أنتي تتكلمين عن مرة أبوك ..وعمك..وعن قصة مشكلتك اللي وقفوا فيها عمانك
مع مرة أبوك قبل كم سنة
سديم: وأنا ما تكلمت فيها إلا بعد ما نقلت لي كلام حرمتك ..اللي مدري
من وين تجيبه..وبعدين أنت كيف ترضى أن أم تركي تتكلم فيني وأنت ساكت أن ترضى لو
أتكلم فيها واسبها عندك
أيمن باندفاع: لا والله هي ما تسب فيك..
هي بس تعلمني عن اللي صار معك
سديم: وهي وشو له تعلمك..حباً فيني!!؟
أكيد أنك إذا سمعتها تقص لك قصصي..وحكاياتي أنك تنتقدني...
هي بعد ذكية موب جاية تقولك سديم اللي فيها وما فيها..
لا بتقول أن الناس يقولون أن سديم قالت...لمرة أبوها..سديم..
سوت مع زوجها الأول..سديم وسديم
وأنت عاد أكيد بتـنتـقصني من كلامها...أيمن وين عقلك..والله عيب...
عيب اللي تسويه..أنت رجال..وبعدين وين أم تركي الحكيمة..ليه تتكلم فيني..ما تخاف العقوبة ببناتها
أيمن بغضب: عاد حدك إلا بناتي...وبعدين كل هالناس يتكلمون فيك
عادي إلا أم تركي لا...وإلا بس عشانها جارتك..
صار ما يصلح تكلم فيك..
سديم: وأنا علكة بفمكم..ما لكم قضية إلا أنا...لهاذي الدرجة ما لي قدر عندك
أسمع الله لا يحللك ولا يبيحك..أنت وزوجتك أن تكلمتوا فيني..
ترى موب معناة أن الواحد يسكت ويمشي..أن ما عنده قلب.. حجر...
قلت لي أنه إذا حبيتني بيوم يمكن تتعدل أوضاعي معك..لأني أحبك
وأنتي ما تحبيني..قلت يمكن...يمكن كل هاللي يسويه..لأنه متضايق
أني ما أحبه..وصرت أتغاضى عن أخطائك..وأعذرك..وحبيتك..
وصبرت عشانك..بس ما فيه جديد..مثل ما أخذتي قبل 5 شهور...
ما لك سالفة إلا أهلي..والأستهزاء فيني
حتى الطق طقيتني وسكت...ترى أبوي اللي تسب وتشيل وتحط عليه..
عمره ما مد يده علي...
قاطعني أيمن: يا هالطقة اللي ما نسيتيها مر عليها شهرين..
سديم: لا تحسبني يوم سكت أني نسيت...تراه ذل....والله ذل أنك تطقني
حتى لو كانت ضربتك ما توجع....بس تراها توجع كرامتي وتذلني
كلامك ممكن أنساه بس طقتك ما أقدر أنساها
بالمستقبل أنت ترضى أن بنتك يطقها زوجها
أيمن: وش تبين أسوي..أحب رجلك اللي طقيتها..تعالي أحبها..وخلاص أنسي سالفة الطقه..وبعدين أم تركي ليه قدرت تنسى..الحمد لله أنا موب
من نوع الرجال الللي يطقون يمكن غلطة..وفورت أعصاب...أيه..
ومع هذا كد طقيت أم تركي وما عمرها جابت سيرة الطقة أبدا..لأنه طقه وحده..وما كررتها
سديم: وتحسبها نست....كل شيء ممكن ينساه الواحد..إلا مدت اليد
ترى هلي مهما غلطوا علي...مستحيل يرضون أني أعيش بذل
أيمن: الله واكبر عشان مرة قبل شهرين..شتك برجلي..صرتي عايشة بذل
قلت بهدوء: أيمن..لو أنك ما خذ وحدة..أهلها مدلعينها ومكرمينها..وحاطينها فوق روسهم..
تقدر تتجرأ وتمد يدك عليها
صمت ولم يجبني..وكأنه أقتنع بكلامي
سديم: يمكن أم تركي سكتت عشان عيالها...ويمكن لها حكمة أنا ما أدري عنها...
بس لو أنك مسويها ببنت ناس غيرنا ميب بعيدة تترك البيت وما ترجع إلا وأنت مرضيها..
أيمن: الطق مدري الشوته...وصدق أنا غلطـــان ...وآســـف...
ولا تحسبيني أني أستمتع وأنا أسوي كذا...هو صح أني قلت لك إذا
حبيتني ممكن أنسى وأتجاهل أهلك..بس عاد ما قدرت...وتبين ننهي المشاكل لللأبد...
خلينا نجتمع أنا وأبوك..وعمك بدر ونتصافى...
وبعدها عاد يا تزين الأمور بيننا حنا واهلك..وإلا خلاص أشيل أيدي منهم..وأقتنع أن ما فيهم نفع..وأنساهم
سديم: وليه الفضايح يا أيمن...وش دخل عمي بدر
أيمن: كيفك..أنا علمتك..تبين الراحة..هذا الحل اللي عندي
.
.
.
تدنت حالتي النفسية...وأحرقـتني حركات أم تركي بنقلها للكلام
وقصصي من كل مكان.....أحياناً ما أقول هي امرأة ومن الطبيعي
أن تحب الحديث..والقيل والقال وخصوصاً أن كان الحديث
ضد جارتها الصغيرة....وتارة أجدها..تهتم..وترسل الأطعمة
وتتصرف بحكمة..لا ألومها كثيراً فاللوم يقع على الرجل
الذي فتح لنفسه المجال بأن يسمع لأحاديث النساء
شعرت بنوبة الاستفراغ تعاودني من جديد..
وجريت عندها لدورة المياه..
ثم أخذت أتقيء...رغم أني لم أتناول شيئاً..
المشكلة أني لا أعاني من نوبة برد...ترى ما سر هذا التقيؤ
شعرت بيد تمسك برأسي...وتمسد جبيني
التفتت فوجدتها آمنه..
آآه عجباً...هذه هي حالي...أصبحت خادمتي..هي أهلي
وهي من ترعاني
أمسكت بيدي..ونقلتني لسرير..
جلست..على طرفه وضممت ركبتي لصدري
آآه...ما الذي يحدث...المشكلة أني لم أعد أبكي...بل حتى الدمع جافاني
ما سر هذا التقيؤ والغثيان...
أمسكت برأسي بشدة...والصداع يفتك بي..
ربـــاه...أتراه حمل!!...
لا أنكر أنني أتمنى أن يتواجد معي شخص
يقاسمني الحياة بكل تفاصيلها حلوها ومرها...ويكون قطعة مني
إلا أني لا أريد أن يحدث هذا الآن..
فأنا ما زلت أعيش بتقلبات مع أيمن
دخلت آمنة..ووضعت لي كوب من الشاي..مع القليل من البسكويت
ومعها علبة المسكن...آآه ..ههههه حبيبتي آمنه..
أشعر بأنها تشفق علي..خصوصاً أنها ترى تعامل
أيمن السيئ معي أحياناً
أخذت رشفة من الشاي..وتبعتها بأخرى..
ولكن لم اشعر برغبة بأكل شيء..
اسندت رأسي..على السرير..وضممت ركبتاي بشدة لصدري
كي لا أشعر بهذا الغثيان أكثر..
ونبضات قلبي تصرخ بشدة من الخوف...
كــــلا ....لا أريد الحمل....لا أريد الشتات لطفلي
رأيت جهازي يومض باتصال..رفعته فكان أيمن
: هلا سديم...هاه وش لونك الحين
سديم: الحمد لله
أيمن: استفرغتي اليوم
سديم: إيه مرتين
أيمن: طيب دقي على أبوك وأطلبي السواق
قلت متألمه من اهماله..وأنا أعدل من صوتي: حمم بدق على خالد..
إذا اذن العصر
أيمن بحزم: لا أنا قلت دقي على أبوك..تسمعين لا تدقين على خالد
سديم: انا ما أحب أروح للمستوصف لحالي..أحب علي مع خالد
أيمن: معليش تحملي..اعتمدي على نفسك..خوذي آمنة معك
قلت بضيق من تجاهله: طيب أنت ليه ما تجي توديني
أيمن: أنتي تدرين أن اليوم يوم أم تركي
سديم: طيب ما تقدر تجي..ربع ساعة وتوديني وترجع
أيمن بضيق: ما صارت ذي كن ما لك أحد..أجي أضرب مشوار
عشان آخذك واوديك للمستوصف..وبعدين أرجعك للشقة
وبعدين أضرب مشوار راجع لبيتي..والمشكلة أن أهلك حولك
ما بينكم إلا شارعين
قلت وأنا أغمض عيناي: بس تراي تعبانة من أمس وأنت عندي
أيمن: ما قلتي ودني للدكتور
سديم: طيب خلاص بكلم أبوي...........جزاك الله خير
أيمن: وليه تتكلمين كذا كنك تسكتيني
قلت بملل: ما أسكتك..أيمن خــلاص...مع السلامة
ما قدر بستفرغ
أغلقت الجهاز دون أن اسمع رده..وجريت لدورة المياه للمرة الثانية
واستفرغت من جديد..
خرجت وأنا أدعوا ربي..والدموع تنساب من عيني دون توقف
: يا رب....يا رب ما أبي أحمل الحين.........آآآه يارب
ما أبي ولدي وإلا بنتي يذوقون اللي ذقته....يــــا رب
مرت 10 دقائق حتى هدئت..وبعدها اتصلت بأبي
وأخبرته بمرضي..وأنني أحتاج للطبيب..
وأرغب بأن يرسل لي السائق
وحينما جاء العصر..ذهبت بصحبة آمنة للمستوصف القريب منا
سألني الطبيب أن كنت متزوجة وحينما علم بأنني متزوجة من مدة
شك بأنني حامل...ولهذا طلب بأن أجري التحاليل
وأخبرني أن أأتي له بالغد في الصباح
بعد أن كتب لي مسكناً خفيفاً
أتصل بي أيمن سألني عن ما حدث لي مع الطبيب..وحينما أخبرته
بأنه يشك بالحمل ...تضايق..
وقال: هذا اللي أنا خايف منه...أكيد أنك كد نسيتي حبوبك بأحد الايام
سديم: لا الحمد لله ما كد نسيتها..إن شاء الله موب حمل
أيمن: طيب...مع السلامة
هكذا أغلق الخط سريعاً..وكأن حملي إن حدث سيكون أمراً مريعاً
مرت الساعات ثقيلة علي...صحيح..أنني اشعر بقليل من الفرحة
حينما أتخيل أنني بالفعل حامل..وسأنجب صغيراً
ولكن بنفس الوقت...لا....لا أريـــد الحمل الآن..
رباه رحمتك
وجاء الصباح أخيـــراً...وفي الساعة التاسعة..جاء سائق أبي
وذهبت معه بصحبة آمنة للطبيب
جلست بقلق..
وسألته بوجل: هاه وش النتيجة
قال الطبيب الذي كان يبدوا كبير بالسن..من لحيته البيضاء: أنا مش
عارف أأول إيه...هههههه...هو خبر مفرح وإلا محزن ليك
سديم: خير
الطبيب: فيه ناس بيفرحوا...وفيه ناس بيعدوها مصيبه
وههههه وأنا مش عارف..أنتي وقوزك إيه اللي عاوزينه
أغاضتني فلسفته..رغم أني شعرت بطيبته
هززت رأسي ليكمل
عندها قال بتردد: هو ما فيش حمل
ابتسمت براحة....وربما بفرحة
وكأن الأضواء قد اشتعلت من جديد بعيني
الطبيب: هاه الخبر بالنسبة لك إيه
سديم: حلو...هذا اللي أبيه...طيب الحين عادي تعطيني مضاد
الطبيب: إيوه..بما أنه مفيش حمل...كتبتلك الأدوية..هنا
وبعد 3 أيام تيقي مراجعة..
لازم تنتبهي لأكلك دا باين انك مهملة بصحتك
سديم: إن شاء الله جزاك الله خير
خرجت بسرعة...وفور أن استويت بمقعد السيارة
أرسلت للأناني أيمن...رسالة...أطمأنه بعدم حملي
" ابشرك ما فيه شيء"
هههه طبعاً الرسالة حرصت على أن أجعلها غامضة
كي لا تتضايق أم تركي..إن رأتها..المهم أن ايمن فهم قصدي
عدت بذاك اليوم...ونمت كما لو أني لم أنم منذ شهر
حتى أنني تمنيت لو أن أيمن لا يأتي هذا اليوم
كي انشغل براحتي ودراستي..فالاختبارات على الأبواب
.
.
بعد أيام حدث ما يطلبه أيمن....اجتمعنا بمنزل عمي بدر...
وجعله أيمن الحكم بيننا وبين أبي...صحيح أنني مقدرة تضايق
أيمن من وضعي مع أهلي...ولكن أبداً لم يرضيني أن يشتكي
أهمال أبي لي..لعمي بدر...فهو أبي...ويكفي أنه أبي الغالي....
تكلم أيمن عن وضعي مع أبي وعن كل شيء بنفسه...
واشتكى من أفعال زوجة أبي..وعن صمت أبي...عموماً تكلم..
بكل شيء...بأشياء تخصه وأشياء لا تخصه...
حتى ضاق أبي ذرعاً ولم يعد يتمالك نفسه
فقال بحزم وغضب: والله يا أبو تركي..أن كانت قايلة بنتي اللي
من لحمي ودمي هالكلام...فما عليك لوم بهاللي تقوله..طالما أن
اللي قطعة مني تتكلم بي..
نظرت لأبي بضيق...لم يقول هذا عني..صمتت سنيناً ولم أتكلم
بينما كانت زوجته تسير بكل المجالس وتحكي عني...
والآن يقع اللوم علي...برغم من أني لم أشتكي أنا بل أيمن هو
من أقحم نفسه وتكلم..
أيمن: لا والله الحق يقال...بنتك تغليك..ويمكن أكثر مما تتصور..
وتراي كل ما قلت شيء قالت إلا أبوي..وإلا أبوي..
ولا تقول عن أبوي شيء...وحتى بها الإجتماع تراها ما رضت...
بس أنا اللي أصريت أبي أعرف وش بيصير وضعنا عليه..
بكرى أنا بيجيني عيال منها..وين خوالهم..ووش موقفهم..
بعد صعبة البنت تعيش بدون أهل
أبي بغضب: والله البنت ولها أهل...وأن كنت ما ارتحت معها
وما بغيتها رد البنت لي ولا تذلها ..وخلصنا من المشاكل..
كل يوم وطالع لنا بموضوع...
صمت أيمن متفاجئاً
ثم قال بهدوء: ميب كذا تحل المشاكل يا أبو خالد
عمي بدر: تعوذ من الشيطان يا عبدالرحمن
أبي: بعد صعبة الواحد يشوف بنته تنذل يسكت...
وكل يوم فاتح لنا سالفة جديدة
أنت رجل تبيها الله يحيك..
وبعدين أصلاً حتى لو كانوا أهلها ميتين وأنت تبيها كان حطيتها
فوق راسك....بس إن كنت ما تبيها رجعها...وما يحتاج تذلها..
وتدخل نفسك بيننا
أيمن: هاذي بعد مرتي..انا ما لي دخل باللي بينك وبينها..
بس عاد اللي بينها وبين مرة أبوها لا ما أقدر أسكت لها..
وقف مرتك عند حدها
أبي بانفعال: بتعلمني كيف أتعامل مع مرتي
عمي بدر: خل أم فيصل على جنب..وتكلم كلام رجال...
وش تبي مننا بالضبط
أيمن: أبيكم تاقفون مع بنتكم...تهتمون فيها...لو تدري يا بدر
وش كثر تقدر أبوها كان تقطع قلبك عليها...والحين شف أول
ما بدينا بالكلام على طول حط اللوم عليها..الحين هي وش ذنبها
أنا اللي جامعكم
أبي وكأنه شعر بالذنب: عارف أن عيالي يبوني...بس مثل ما
ضحيت بأول عمري..لازم هم يضحون...وتراي ما وقفت مع أحد
ضد أحد..هذا خالد لا غلطت عليه أم فيصل قوم الدنيا عليها وأخذ حقه..
هي اللي تسكت
سديم: بس لو تكلمت بتحط اللوم علي
أبي: يمكن أول ما أخذت أم فيصل إيه..بس هالحين لا أنا فاتح
المجال لكم بعد أنتم موب بزران آقف معكم..وأم فيصل أم عيالي..
تبون أخوانكم يتشتتون
أيمن: لا حنا ما نبي هالموضوع..وأعوذ بالله أنا نتكلم فيه
جزاك الله خير دام أنك ما انتب واقف مع أحد ضد أحد...
وأنت شاهد يا بدر أن تعرضت أم فيصل لسديم بشيء..
سديم لها الحق أنها تاخذ حقها..
عمي بدر بهدوء: وهي المفروض لا صار لها شيء تجي تكلمني
هذا أم فيصل جت عندي وتكلمت..وهي ميب بغلاة سديم عندي
إن كانت سديم ما تبي تكلم أبوها ومستحيه..تجي عندي وأنا أكلمه
أبي: هذا عمك عندك...أن بغيتي شيء وما قدرتي توصلينه لي
قولي له وهو يعلمني..
فجأة شعرت بأنني بوجه المدفع واللوم قد وقع علي
فقلت وجروح الماضي قد انفتحت من جديد: بس حتى عمي بدر
غلط بحقي...أنتم ناس متعلمين..وعارفين أنه الواحد إذا جاء يحكم
لازم يسمع من الطرفين ويحكم..(وإذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا..)
وأنت يا عمي يوم المشكلة الأولى مع مرة أبوي..وقفت بصفها
وزعلت علي...حتى بدون ما تسمع كلامي....
بدون ما تسمع من الطرفين
ثم أكملت بألم:وشلون تبيني أجي عندك...وأنت وقفت مع أمل..
حتى بدون ما تسمع مني او تسألني وش اللي صار
عمي بدر بإحراج: حنا غلطنا بالأول..وكلنا دارين الحين أن الحق
معك..ومعليش يا عبد الرحمن..بقول الحق..كلنا الحين عرفنا من
اللي يـبدا بالمشاكل
أبي: أنا أدري أن بنتي هادية وما تبدى بالغلط...
وحتى لا سكت عن أفعال أمل لازم تتأكدين أن هذا ما يعني أني أحط
اللوم عليك..
عمي بدر: وهالحين عديني أبوك الثاني..أي شيء تحتاجينه لا يردك
إلا لسانك...وحنا أهلك وموب مقصرين معك..
أيمن: وهذا اللي نبيه ...ما نبي أكثر من كذا
وتراي أعيد سديم..يا أبو خالد...ما رضت أني أكلمك..
كله احترام وحب لك...وتراي مجتمع بكم غصب عنها...
لا تشيل بقلبك عليها
|