كاتب الموضوع :
بسمه جراح
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
(25)
الجزء الخامس والعشرون
الفصل الثاني
"حلــم جديـد"
تملكت على أيمن..
هل تدركون معي حقيقة الألم..الذي يحيط بقلبي..حينما امسك
بالقلم..لأخط للمرة الثانية..بالموافقة على عقد النكاح..
مشاعر مؤلــــمة...لا توفيها الكلمات... ولن توضح قدرها الأحرف
وما زاد ألمي..هو حينما رن جهازي..برقم غريب
ترددت برفعه..ولكني تشجعت بالرد..لأني تذكرت أني الآن
متزوجة..وربما أن الأتصال سيكون من زوجي .." أيمن"
ضقطت على الرد...وأنا أدعوا ربي..بأن يأمن روعي
فقابلني صوت رجل غريب..مم لم يكن لحن الشباب يميزه
ولكن كانت رجولة غريبة تطغى على ذاك الصوت..
: السلام عليكم
صمتت لبرهه
فأعاد الرجل سلامه..ولكني لم أكن متأكدة من أنه أيمن
لذلك قلت بجفاء: نعم
:سديم؟
قلت بتوجس: مين معي؟
:ههههه أجل خالد ما قال لك أني أخذت رقمك
ازدادت نبضات قلبي..
وشعرت بوجهي يتوهج..
أيعقل أن يكون هو...!
التزمت الصمت..لا أعرف بما أجيب...
عندها قال بهدوء: أنا أيمن..وش أخبارك سديم
قلت بهمس وخجل:الحمد لله
أيمن:ممم تمنيت اليوم أشوفك بس ما أدري يوم أبوك ما قال لي
استحيت أطلب منه
التزمت الصمت
فأكمل:هههه شكلي أكلم نفسي
تبيني أجي أشوفك ...والا لا
صمتت..هل يريدني أن أقول له..تعـال إلي!!!
أيمن:ماتبيني أجي؟
قلت بتردد: لا ما قلت كذا
أيمن:يعني أجي
قلت بخجل: بكيفك
أيمن بمرح:خلاص أجل بكلم خالد وأقوله بجي بكرى أشوفك
سديم:.....
أيمن:وش فيك ساكته..ههههه شكلك ما ارتحتي لي..
والا ما عجبتك..
سديم:لا عادي
أيمن:طيب تكلمي
سديم:......
أيمن: وينك
قلت بهمس: هنا
أيمن:طيب تكلمي خليني أسمع صوتك
ههههه الحمد لله ..طلع صوتك حلو ...
والله كنت خايف يطلع صوتك يخوف..
سديم:.......
أيمن: تكلمي..
سديم:وش أقول
أيمن:قولي وش أخبارك حبيبي
أصطبغ وجهي بالحمرة
يـا إلهي ما هذه الجرأة..
من أول مكالمة!
أيمن:ههههههه وينك فيه أنتي معي؟
سديم:إيه معك..
أيمن:تراي امزح معك عارف مستحيل من أول مرة تقولين
لي حبيبي.... بس بإذن الله ربي يقدرني وأسعدك..وتقولين
لي "حبيبي" من كل قلبك
شعرت برغبة بالبكاء..
سديم:.......
أيمن:طيب سولفي لي عن نفسك
سديم:وش أقول
أيمن:أنتي ما عندك كلمة غير وش أقول
ممم ما أدري...وش تدرسين وش تحبين..كم طولك..ووزنك
قلت بجرأة لا أعرف من أين أتت: وش دخل وزني وطولي
أيمن: ههههههه....بس ما شاء الله طولك حلو... عاد يا ويلك
تصيرين أطول مني
وهكذا أصبح يتحدث معي بمواضيع شتى..إلا أنه لم يطل ...
مكالمته هذه قد اراحتني كثيراً...
شعرت من طريقته بالمزاح بأنه يحب تلطيف الجو...لست أدري
ولكن....لم استطع أن أصدق بأن الشخص الذي يحادثني قبل قليل
هو نفس الشخص الذي أذهلتني...وارعبتني..صرامة ملامحه
وخصوصاً نظرة الصقر بعينيه...
.
.
.
.
بالغد..استشورت شعري..وتركته منسدلاً..ارتديت فستاناً ناعماً
ووضعت مكياجا خفيفاً..ولكني حرصت على تكبير رسمة عيني..
وحينما كنت أضع "الماسكرا".. دخلت أمل بعد ان طرقت الباب
نظر لها دون أن أتكلم..
ابتسمت...ثم بادلتها ابتسامة مقتضبة..وعدت للنظر للمرآة
هذه أمل مجرد ما أن أخطب..وأوافق حتى تنقلب لشخصية أخرى..
أمل: متى بيجي زوجك؟
لا أعرف لم شعرت بوخر بمعدتي حينما قالت ذلك..
سديم: بعد صلاة العشاء مباشرة
أمل: يوه ما باقي إلا 5 دقايق ويأذن..
خلصتي؟
قلت بملل: إيه بس برتب شعري..
أمل: ما شاء الله حلو مكياجك..
هههه شعرت بحق أنه ليس لديها ما تقوله..أتت فقط للأشراف..
تقدمت ثم اتجهت لجهة العطور على التسريحة..
أمل: أي عطر بتحطين منه؟
قلت وأنا أضع أحمر الشفاة:ما أدري.. يمكن بحط من هذا
أمل:لا عندي واحد يجنن توها أختي جايبته لي ..ومعه لوشن
بروح أجيبه..
ما هذا الحرص الذي هبط فجأة..!!
اتجهت لطرف السرير.... وأخذت "صندلي" لأرتديه..
دخلت أمل..وجلست بجانبي
أمل: شوفي وش رايك فيه..
أخذته منها..
ثم قلت بهدوء ورسمية: حلو ما شاء الله
أمل: خلاص حطي منه....وإذا بغيتي مثله لجهازك علميني عشان
أجيب لك..
صمتت ولم أرد عليها..
أمل:يوه أقامت الصلاة...يا الله انزلي قبل يجي زوجك وشوفي
الشغالة سوت قهوة والا لا.... وإذا تبين من الحلى اللي سويته
أمس ..أظن فيه بالثلاجة..
بس قولي للشغالة تجهز لك الصوص حقه
سديم: ما أظن يمدي...بجيب عصير وخلاص
أمل بكرم حاتمي: خلاص أنا بنزل واجهز كل شيء...بس أنتي
بسرعة انزلي قبل لا يجي
ثم أكملت بابتسامة:عشان انتي اللي تستقبلينه وتفتحين له الباب
قلت اتهرب منها كي لا تحشر انفها..وتتدخل اكثر
:خلاص أنا شوي وبنزل
عجيبة تلك السعادة التي تحيط بوجه أمل..... من يراها يعتقد
بأن ابنتها التي ستتزوج...
.
.
.
" أفتـحي لي .. أنا عند الباب"
أخذت انظر بخوف للرسالة لبضع لحظات..
آآ..يا ويلي...كيف سأقابله..
انتبهت من سرحاني برنين الجوال بين يدي..مشير باتصال منه
وضعت الجوال..على الطاولة..
وأخذت اسرع بخطواتي...باتجاه الباب..
فتحته..وأنا احول نظراتي للأسفل..
فرأيت..طرف حذائه "البني"..
ثم تلاه صوته وهو يقول بسلام حار: هــــلا...هــلا والله
بعد عمري لا حرام عليك..أنتي بتطيرين عقلي...
ابتسمت بحرج ..وأنا ابعثر نظراتي بكل اتجاه
أيمن بابتسامة خلابة:موب لازم نسلم هنا...صح؟
هههههه خلينا نسلم داخل... أخاف أحد من أهلك يشوفنا
يا ويلي ما هذه الجرأة..
أمسك بيدي..
ثم قال: ما راح تدخليني؟
قلت بخجل: إلا تفضل...
دخل فجلس بنفس المكان الذي جلس فيه حينما أتى لرؤيتي..
وقال: بجلس هنا عشان اتذكر يوم جيت أشوفك
ابتسمت بخجل..ثم ذهبت لأجلس على الاريكة المقابلة..
ولكنه استوقفني وأنا اسير...
أيمن:وين...وين...بتخليني لحالي..تعالي بجنبي
سديم:لا عادي بجلس هنا
أيمن:لا موب عادي تعالي جنبي..
سحبت خطواتي بخجل... وجلست على اريكة بجانبة..ولكنها
مفصولة عن الأريكة التي يجلس عليها...
أيمن: ليه ما جيتي هنا..
وأشار بيده على المكان الخالي بجانبه..
هههههه أجن هذا الرجل يريدني أن اجلس ملاصقة له..
قلت باعتراض شديد: لا بجلس هنا
أيمن: ههههه الحين بخليك بس ترى موب طول الوقت بتقعدين
هناك...
أخفضت رأسي وأخذت ألعب بساعتي..
أيمن: وشلون يعني... يقالك بتوريني أن ساعتك حركة وكشخة
ثم مد يده وأزاح طرف كمه ليريني ساعته
ثم قال بمرح: شوفي أنا بعد ساعتي ماركة وكشخة..
ومن شخص عزيز علي بعد..
لا أعرف لم ذهب فكري بأنها من زوجته السابقة..
قلت بابتسامة محرجة: طيب أنا ما قلت شيء
أيمن: وش رايك بساعتي...حلوه؟
قلت بابتسامة: حلوة
أيمن وهو يقترب مني ويسحب يدي: هههههه وش فيك خايفة
مني ....ههههه....حرام عليك تراني ما أخوف لهذي الدرجة
بس بشوف ساعتك...تراي بريء وحبوب
سديم: هههه
بعد بضع دقائق رن جهازه..وفجأة انقلب لشخص آخر
وأصبح يتكلم برجولة عجيبة..
وبعد أن انتهى..
قال: شكلي بقفل جوالي لين أطلع منك...كل شوي
بيدق واحد يبارك لي
ابتسمت بصمت..
ثم قال لي..بعد هدوء
: تدرين أني كنت أحلم بوحدة مثلك من يوم كنت بالثانوي
وددت لو أهرب..موقف محرج بحق..
ترى هل يقصد بهذا أن زوجته لم تعجبه..أو لم تكن تلك الزوجة
التي يحلم بها...ترى هل سيحبني...هل سيدللني..ويعوضني
عن ما مر بي من آلام
مر الوقت وهاهو أيمن مستعد للخروج..
أرتحت له كثيراً...واعجبتني كثيراً..شخصيته المرحة
التي يخفيها بقناع الرسمية والجدية..
أيمن بابتسامة: ما راح تجين تسلمين علي..قبل ما أطلع
تقدمت خطوه ثم وقفت..
ثم أخفضت رأسي..ماذا يجب علي أن افعله الآن..
ولكن انتهبت على شده ليدي..
رفعت رأسي ورأيته يصافح يدي..
ويقول بمرح: وش فيك..موب كذا الواحد يسلم..
وش كنتي تحسبيني بسوي...هههههه..وراك تطالعيني كذا
هههه ولا عندك سلام غير هذا
نظرت له شزراً بطرف عيني..
وددت لو أخنقه...يتعمد أحراجي..
أتجه بعدها لطاولة وأخذ جوالة..ووضعه بجيبه..
ثم قال لي وهو يتجه للباب: تعالي أسلم عليك مرة ثانية
ولكني لم أرد عليه..
أيمن: هههههه والله هالمرة بسلم صدق..
ولكن لم أتحرك من مكاني..
أيمن: يعني أنا أجي عندك
خفت منه فمددت يدي له..
ولكنه ضحك...
تجاهل يدي الممدوده
وتقدم لينحني..ويسلم علي
ثم خرج
.
.
.
.
"السلام على الصحب الكرام..
السلام لكل من ولى هذه المذكرات اهتمامه..
والسلام اولا لحبيبتي سديم..
نفحات الماضي تستوقفني كثيرا يا سديم ..
حتى أنها تحيل كل خاطره تسبح في عقلي الى سراب
سديم نفحات الماضي تؤلمني اكثر عندما اقرأها..
تجعلني أتمنى لو أن الحياة كلها سطور وأحرف
اتمنى ان احاديثنا ومشاعرنا تخرج من داخلنا من تلقاء نفسها على
شكل احرف لتصطف لنا سطور نقرئها
آآآه ليتها كانت سطور .
لحظه يا قراء سديم ربما تجدوني أبالغ ..
او انني انسج حول نفسي هاله كي احيل الاهتمام لي..
فما انا الا خلود!!
أوتمطر السماء دون سحاب ؟
أو نستقبل العيد دون ثياب ؟
أو نبتسم دون شفاه ؟
أو أحيا دون سديم ؟
قصتي وسديم تبدأ منذ الطفولة
لازلت أذكر حياتها معنا ..ولازلت أذكر ضحكاتها..
سكناتها وبكاءها في بيتنا..
هههه لازلت اذكر أيضا حتى خرافتها التي تنسجها لنا هههه
أذكر في احد الأيام أنني كنت أتسابق أنا وأياها لجلب شي طلب منا..
أسرعت أنا اركض كي اسبقها ولكنها قالت..
"لا لا ياخلود ترا يزعل الله"
انا"ليش يزعل..الله يزعل أصلا؟"
" أي ابوي قالي ترا أي احد يسوي غلط الله يزعل عليه".
أو عندما تتفق هي وأختي العنود يبدأن بخلق أكاذيب وحكايات غريبة..
والمضحك أننا نصدقهم لان أي شيء تتفوه به العنود
أو سديم مقدر بالنسبة ألينا .
مرت ثلاث سنوات عاشت بها سديم عندنا حتى وصلت للصف
الثالث ولكن بعدها اختفت ..
ولم يعرني أحد أي اهتمام ليبلغني أين هي سديم الآن..
نسيت أن أخبركم أنني في تلك الفترة كنت متعلقة بها بشكل شديد..
لدوماً كنت متعلقة بها حد الجنون حتى انه عندما كانت تذهب سديم
لزيارة أبيها ليومين كنت اركض ورائها أبكي حتى تذهب ثم أعود
لأمي ابكي حتى توبخني
أمي: الحمد لله هي ماتت عشان تصيحين..والله لو أنا اللي بروح
واخليك ما صحتي كذا
وعندما ذهبت للعيش عند أبيها كان من المستحيل إقناعها لتمكث
عندنا وكأنها لم تحب العيش معنا!؟..
لا أدري لما ربما انه شعور الطفل في الهروب من
أماكن تذكره بما ينقصه؟
وحين نخرج من المدرسة ..ألح عليها بالذهاب معنا..
لمنزلنا الذي يقع بالقرب من المدرسة...
كي يأتي والدها لأخذها من عندنا...بدل أن يأتي لأخذها من
منزل عمتها ولكنها كانت ترفض..
وتسلك طريق مختلف عنا فطريق عودتنا يختلف عن طريقها..
وهناك أستمع ضحكاتها ..وكأنها وجدت حياه أخرى غير حياتنا .
أعود أدراجي أنا وأختي وحدنا دون سديم ..
ابكي وإياها حزنا لان سديم لم تأتي معنا
أمي:بسم الله عليكم وراكم تصيحون
شهقات ممتتابعه تعلو انفاسنا:هاه لا مافي شي
أمي:الأبله ضربتكم؟
نهز رؤسنا نفياً ونحن نشد انفاسنا لعل البكاء ينتهي
أمي: هووو وش بلاكم..في احد سرق فسحتكم؟
عهود:لا..قلنا لسديم تجي معنا وما تبي
أمي:وجع وكل هالصياح عشان كذا
خلود:بس وش معنى بس تروح مع بنت عمتها
غضبت منا أمي وصرخت بنا: أقول لو ميت لكم احد ؟
روحوا بدلو ملابسكم وتعالوا تغدو..ومابي حركات البزران ذي ..
سديم اذا تبي تجي ..تجي حياها الله ماتبي بكيفها
أحسست بكلمات أمي قويه وكأنها تحدث نفسها..علمت منها بعد
فتره انها حاولت ان تأتي بسديم أن تعيش عندنا ولكنها رفضت
وايضا عمها قال لها اتركي الطفلة حتى تشتاق لكم..لن تجد غيركم.
مرت سنين لم تسمح لنا بعيشها لحظه بلحظه وهأنا واختي وسديم
في المتوسطة ..وانطوت سديم كثيرا في بدايتها ..
ولم تكن تجعلني اساعدها ..الحيت عليها كثيرا ان تكون بجانبي في
الصف ولكنها كانت ترفض
او تنظر الي نظرات غاضبه وكأنها تقول لقد نسيتيني يا خلود..
وما أنا الا مراهقة نعم نسيت سديم قليلا في تلك الفترة وانغمست
مع فتاه أخرى مرحه..لكني حاولت أن ادمج سديم معنا مع صديقتي
الجديدة "أروى"
ولكن دون جدوى كانت ترفض أي فرد جديد..تركتها على حريتها
وبدأت صداقتي الجديدة مع "أروى" بعد فتره من صداقتنا
فاجأتني أروى بقولها:وش قصة بنت خالتك سديم ليه ماتجي معنا ..
ليش دايم ساكتة وما تتكلم
خلود:مادري ..هي كذا
أروى:ليه ما تقولين لها تجي معنا..ولا أنتي ما تبينها؟
وكأنها رمتني بسهام..أيعقل أني لا أريد سديم ..ولا أريدها أن
تكون سعيدة..بطبع لا..ولكن اعذريني سديم اعتدت تهربكِ مني
فانغمست بحياتي تاركتاً إياك وحدك.
صرخت بها منزعجة من كلامها
خلود:لاااا..انا ما قلت لها لا تجي معنا..حاولت فيها وهي ما تبي ..
بكيفها وش اسوي لها
أروى:وراك زعلتي..أنا ما قلت شي..أصلاً من زمان أنا بفاتحك
بالموضوع بس مترددة..أحسك تغارين منها
خلود:أغار..مين ..أنااا..أروى شتقولين
أروى:ايه وبصراحة أنا ما أحب اللي زي طبعك كذا..أنا أحب كل الناس..موب مثلك..أحسك قاسية وما تحسين بأحد
كفى..
كفى..
مازالت اوراقي رطبه..
مازال النبض من قلبي بعد..
ومازالت روحي روحٌ تحتضنها..
مازالت أعينها لي درب..
مازال دمعها من كفي بعد..
ومازالت عروقنا تلتف حتى تعجز الأنفاس عن فكها..!!
وكانت هذه نظرة الصديقة أروى لي..لم اترك لها المجال لتكمل..
رحلت عنها حاملتًا في قلبي الأسى منها..
أيعقل ان ينظر إلي بهذه الصورة.
أيعقل ان خلود لا تحب سديم..!!
سديم التي كانت كل شيء لها..كانت حتى مثلها الأعلى..
تحب ان تقلدها بكل شيء.
بدات صداقتي بأروى تفتر وتنحل ..
آثرت الإبتعاد عنها بسبب تهربها الدائم لي..
ورغم ان النهاية لم تكن بسيطه فمازلت ندباتها عالقه بي ولكنها
أنتهت عادت سديم لي بعد ان تركت أروى ..عادت اليها حيويتها ...
آآه كم اشتقت لها مرحه..كم اشتقت الى بسمتها.
سديم لم انساك يوما ..ولم تكوني يوما من اخر اهتماماتي..فقط أردت
ان ابني صدقات اخرى..ولكني فشلت!؟
،،،،،،
مره اخرى مرت السنين مسرعه وها نحن في بداية المرحلة الثانوية
وهي المرحلة التي تزوج فيها ابو سديم
ووجدت سديم حياة اخرى بعيده عنا مع زوجة أبيها..لم تكن تحكي لي
سوى عن زوجة أبيها وعن أخوات زوجة ابيها وبناتهم وكم هم لطفاء
فرحت لها كثيرا عندما رأيتها تندمج وفرحت عندما ظننت ان زوجة
ابيها أمل طيبه كما كانت تقول لي.
ولكن سديم انغمست معها حتى نسيتنا بالكامل..
كنت وايها قد أعتدنا ان نجتمع في بيت جدتي كل اربعاء..وتحظر
كل منا الحلويات او الشيبسات.
خلود:يمه انتظري بروح معك..اليوم الاربعاء اكيد سديم جت
أمي:يا لله اخلصي منيب محترية احد..عجلي!
خلود:طيب بس اجيب الشبس اللي شريته
أمي:الحمد لله وشوله هالخرابيط
قلت بمرح:أوووه يمه ودنا نفرح
أمي: طيب يا لله يا لله ..خل نمشي
وذهبت مع أمي إلى بيت جدتي الهادئ
جدتي:هلا والله ببنيتي خلود..حيا الله من جنا
خلود:هلا بك يمه
جدتي: ايه هذي بنيتي الي تجي ولا طول علينا
أمي:هههه موب لله يايمه جاية عشان سديم ههه
ومرت الساعات طويله بعدها..الساعه 7 مساء وسديم لم تأتي بعد..
دقائق وأخيرا رن جرس الباب
هرعت مسرعه افتح الباب
فتحت لكِ الباب..وعاتبتك على تأخرك..ولكنك أخبرتني بأن أهل زوجة
أبيك سيأتون ويجتمعوا عندكم..وأن زوجة أبيك..متحمسة لبقائك معهم..
ولهذا لن تبقي معي سوى ساعة ونصف..أي حتى 8,30..
ثم ستذهبين لهم..طلبت منك البقاء معي لأنني أتيت من أجلك...
ولكنك قلتي بأن خالد سيرفض لأنه ليس من اللائق أن تتركيهم..وأمل متحمسة لبقائك معهم..
عدت للمنزل مع أمي في التاسعة..
زوجتي ابي"دلال" : غريبه يا خلود رجعتي بدري مع أمك
خلود:لا بس عشان سديم راحت بدري فرجعت
شيئاً فشيئا حتى أصبح من المحال أن أرى سديم في بيت جدتي إلا نادرا.واعتدت أنا على هذا الحال..
،،،،،
تعودت على سديم الجديدة المفتونة بأمل .. لم أكن غيورة
بسبب تعلقها بهم.. لا والله يفرحني هذا شيء وإنما أود ان استعيد
صديقتي سديم فقط..عندما ضاق بي الامر شكيت لامي
أمي:خلود اللي يبيك بيلقاك..لا تلاحقين احد..وسديم بكرا تعرف حنا
مين بالنسبه له
قلت بألم: بـــ بــ بـس يمه انا ما اقول انه ما تبيني..لا عادي..
بس احسه تغيرت..بس تتكلم عن امل وأهل ابوها....
ولا تهتم تجي يوم الاربعاء عن جدتي
ربما تروني هنا ابالغ في حزني..فبمجرد ان سديم وجدت مجتمع اخر
تأنس اليه لا يعني هذا انها لا تريدني او ملت مني.
صحيح..!
ولكن سديم نسيتنا كلياً..اصبحت امل وأعمامها من اول اولوياتها
ولم تكن الايام الا برهان على نوايا امل ..ثم عادت سديم مره اخرى ألي..وفرحت بها ..
ولم أشاء ان اهدم الرابط بيننا واعاتبها على ايام
تركتني فيها وحدي عند جدتي..
وعاد الحضن يلملم أحضانه
من بعد بكاء..
من بعد ان عاد يجر طيفا..
ينزف ألما..
يأن شوقاً..
أن لملموني..انتم اهلي ..انتم قطرات مزنِ
أنتم احضاني
أنتم دون ســـــواكم احضــــاني!
وكان وقع الخلاف بين سديم وابيها قويا..احدث شرخا مؤلما في قلبها..
حتى أصبح جل همي ان انسيها همها..أراعي حساسيتها الزائده..
كنت الوحيده التي تخبرني سديم بكل شارده ووارده عن مشاكلها مع امل..أحسست وكان غور الامها لايساوي شيء مقابل ألمي قبل هذه الفتره..تناسيت ماكان من قبل..وفتحت صفحة جديده خاصة بسديم
فقط واحزانها..
كنت اخبر امي بكل شيء عن سديم وبكل ماتخبرني به ..كنت
افضفض ما بقلبي من الم على سديم..وكأن الالم ألمي او انه هو حقا
ألمي احسست وكأني حملت شيء اكبر مني..تشعرني عينيها بأني أملها..صندوقها المكنون..أورقها التي تفضي اليها اسرارها
شعرت حقاً أني من مقتنايتها او حتى ملك لها!!.
وبعد فتره فاجأتني سديم بكلامها..كنا بغرفتي انا وعهود ..
وقالت لي انها تود مصارحتي
أخبرتني أنها مستاءة من علاقتي مع لمياء..وأنني لا أريدها معي
مع لمياء والأخريات
كان وقع كلامها علي مؤلم ومؤلم بشده..أحدثت في قلبي جرح غائر
أنا من كنت أداريها..أمسح دمعاتها..أحرم نفسي من تجمعات أهلي
من أجلها..اترك الدنيا ورائي فقط عندما اعلم أنها ستأتي إلى جدتي..
الكل كان يعلم من هي سديم بالنسبه لي وأين موقعها في قلبي.
خرجت من الغرفه التي كانت بها سديم من حينها..لم اعد احتمل
تواجدي معها.
ان يجرحك الأغراب شي محزن ولكن أن تجرح نفسك بسكين
وأنت ترى !!
من الغد عزمت الأمر ان اجعل سديم تشعر بي وأن تتوقف عن
الإحساس بذاتها..دخلت بوابة المدرسة انتظرها لكني لم أراها
بدء الطابور الصباحي ولم أراها..وعندما صعدنا رأيتها تجلس في الخلف..ذهبت اليها
وعاتبتها نظرت الي نظره وكانها تقول لم اتوقع
منكِ أن تنتظريني لذا ذهبت..ألمتني تلك النظره..لا يا سديم مازلت
خلود ولكن هنا شيء بداخلي أنكسر
تصنعت القسوه وذهبت إلى مقعدي..عندما رن جرس الفسحة ..
سرت ووقفت عند باب الصف انتظرها لكنها اتت الي تطلب مني
ان احادثها جررت اقدامي وكأني غير مهتمه لما تقول
وانا اعتصر بداخلي
جلسنا على المقاعد الخلفية ..ابتسمت بتثاقل وقلت
خلود:هاه وش بتقولين
بدأت بالكلام ولكن الدموع لم تمهلها :خلود أنا آسفة..
سامحيني المفروض أنتي الوحيدة اللي تعذرني أنتي ادري بمشاكلي
صمت ولم انطق بكلمه احترت هل أنا متألمة لها أو منها؟
خلود: طيب خوذي المنديل..البنات يناظرون
سديم:خلود إذا أنتي تركتيني مين يبقى لي
آآآه كانت أشواك تغرس قلبي
خلود:خلاص سديم أنا ما أبي نتكلم بالي صار..خلينا نفتح صفحة جديدة
ووقفت لأمشي بعيداً حتى لم أمهلها أن تمسح كامل دموعها..
ها أنا ذا خلود الجديدة الأكثر قسوة ..
فتحت مع سديم صفحه جديدة أولها اعتذارها لي..كانت هذه أول مره اسمعها تعتذر لي ..
تتوسل إلي وتخبرني أني وحيدتها ..
لم يكن وقع الكلمات سهلا..ولكن من يرى وجهي لا يشعر بالنار
التي تتلظى بي لا يشعر بشوقي لضم سديم داخل أحضاني .
منذ تلك اللحظة شعرت وكأن سديم تحتاج لقلب حنون وقاسي..
لا يداريها فقط..قلب يريها أن الحياة مليئة بالمآسي !
عذرا أحبتي ..
قد تتساءلون لما اروي لكم ذكريات قد روتها من قبلي حبيبتي سديم..
أحببت ا ن أريكم عمق العلاقة بيني وبين سديم حتى هذه المرحلة وأنها مرت بعواصف ونكبات اجتازتها بقوه
وكي تفهمون لماذا تأثرت جداً عند زواجها وعند طلاقها وربما أيضا
لأفك شفرات لم تكن تعلمها سديم من قبل هههه!! ".
.
.
.
مــلئ أيمن حياتي..حينما دخلها...
أتعرفون كم هو شعور رائع أن تجد شخص..تكون أنت من
أولى اهتماماته..رسائل..شوق..حب..واهتمام..
ورجولة شامخة..تجعلك ترفع رأسك عالياً
بفخر...أنا زوجة أيمن
كم يسعدني اهتمامه بي..وحرصه علي
وخصوصاً حرصه على إكمال دراستي ..
زواجي سيكون بعد أن أنهي اختباراتي..
أي بعد اسبوعين من الآن..
مم بالنسبة للتجهيز..
كانت قصته ...قصة..
في البداية...ابتدأت أمل بعمل ما كانت تقوم به سابقاً
من حرص عجيب..
ولكنها لم تكمل....لأنها غضبت حين رأتني أرفض
أخبارها..بحديث أيمن معي..أو أن ترى رسائلة
والعجيب أنها كانت تعاتب وكأنها هي المظلومة
قائلة..بأنني تغيرت عليها..وأنني..أريد ان أجعل حواجز بيننا
والدليل أنها كانت تعلم كل شيء عن حياتي مع ناصر
والآن أخفي عنها طبيعة علاقتي مع أيمن
واجهت صعوبات عدة بتجهيزي هذا..
فعماتي علاقتي معهم رسمية..
بينما حقيقة كنت أخجل من أطلب من خالتي الجوهرة
أو خلود أن يذهبوا معي..
ماذا سيقولون..حينما تخاصمت مع زوجة أبيها اتت إلينا
مم بالأمس..ظللت فترة طويلة..أطلب من خالد
أن يذهب بي إلى السوق..كي أعيد "التنورة" التي اشتريتها
لأن مقاسها لم يناسبني..
وبعد إلحاح..وضعني عند البوابة..ورفض أن ينزل معي
أشعر بحق أنني أصبحت أعيش لوحدي..
أجهز لنفسي..ولا هناك أحد معي..يساعدني بالاختيار
ويشير علي..بمشترواتي..
عموماً..أنتهيت من التجهيز على كل حال...
"تصبحين على خير ...يا عيوني
شكلك تقولين من زين عيونك عاد"
هذه رسالة من أيمن
آآ..تعجبني خفة دمه..
واندفاعة لي...حينما علمت بعمره توقعت بأنه سيكون
"شايب" بكل ما تعنيه الكلمة..
ولكن تصرفاته..أتصالاته..رسائلة
حديثة..كل تلك الأشياء تجعلني أشعر به شاب...متيم!!
هههههه أرجوكم..لا تتعجبوا منه
أو تكرهوه..أو تستنكروا أفعاله
لا يعني عمره أبداً
أنه لم يجلب السعادة
لقلبي
|