كاتب الموضوع :
بسمه جراح
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
(2)
((بداية المشوار))
...لليل شجون...
...وسكون يثير ...العواطف...ويهيج الأحزان..
والذكــريات...
هكذا بعد أن غط جميع أفراد عائلتي بنوم عميق وجلست على أريكتي المعتادة....لوحدي..وليس لي أنيس سوى هدوء الليل...ووحشته..
أنا في استعداد لأن أعود لكم من حيث كانت البداية..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
في غرفة كان يعمها الظلام الدامس...
والبرودة تملئ الغرفة...
كانت تستلقي نائمة بهدوء وبراءة الأطفال...
بجانب أبيها...ذلك الحضن الدافئ...
متمسكة بيده الكبيرة بالنسبة ليديها الصغيرتين وفي الجهة الأخرى كان ينام أخوها...توأم روحها...
لحظات وبدأ صوت أذان الفجر يعم أرجاء المكان....شعرت بأبيها ينسل بهدوء...
.
.
.
.
.
: بـــابـــا
عبد الرحمن: أوه أنتي صحيتي...أف منك مستحيل أهرب منك...
: بــابــا ألوح معك..
وبدأت بإعلان بكائها المعتاد...
عبد الرحمن: خلاص..خلاص..تعالي..ششش... اسكتي لا يقوم أخوك وتكمل...
امسك بيدها...وخرج..
وبعد أن استعد للصلاة...
عبد الرحمن: سدومه حبيبتي أروح أصلى وأجي خلاص..روحي اقعدي عند جده..
سديم وهي تبكي: لا... لا بــابــا ألوح معك...
الجدة أم عبد الرحمن: تعالي عندي يا بنيتي نامي جنبي لين يجي بابا
سديم وبكائها يعلو: لا ألوح مع بـابــا
عبد الرحمن: يا لله تعالي ما عندي حل والصلاة بتقيم وأنا ما رحت..
لا يمكن أن تنفك عنه... تشعر بالغربة بدونه فهو وأخيها البقية...المتبقية..من عائلتها..
التي لا تعلم أين اختفت وأين اختفى منزلهم الذي كان يضمهم..آه ما أقساه
من شعور مر على فتاة بعمرها الذي لم يتجاوز ال3 سنوات....
.
.
.
.
.
جلست بجانب أبيها في المسجد.... والإمام يصدح بتلاوة القرآن بصوته العذب... وصفوف المصلين ممتلئة..... كانت تشعر بالخوف من كثرتهم...
ولكن مجرد ما أن ترى وجه أبيها
المحبوب بلحيته الكثة وعينيه الصافيتين...وهو يحرك شفتيه بالصلاة...يعمرها الأمن وتهنئ......حتى تذهب بسبات عميق...
وبعد انتهى من الصلاة نظر لوجهها البريء والحزن يملئه ويكاد يقطع أنياط قلبه....
حملها بيديه الدافئتين ورائحة حنانه..... تعمرها بالدفء والأمان...
طفلة....كالقمر...
بشوق تنتظر...وقع المطر
عاث الزمان بها...مكوناً أقسى صور
هي طفلة يكسوها...الأسى..
هي طفلة يحدوها...الأمل..
هي طفلة عرفت منذ الصغر...
أن الحياة تحمل شتى العبر...
عرفت مبكرة...معنى الكدر...
عرفت وجه الحياة المكفهر...
.
.
هي طفلة...بشوق تنتظر...
وقع المطر
.
.
.
وعلى الظهيرة حين عودة الأب منهكاً من العمل...كانت سديم تنتظره بشوق
بالقرب من باب المنزل...وتعبث هي وابنة عمها بتراب الحديقة المواجهة للباب وقد اتسخت ملابسهم..وشعورهم شعثاء مغبره
رغم أنه هرب منها ذاهباً للعمل...ورغم حنقها منه إلا أنها ستنسى كل ذلك بمجرد وصوله...
عبد الرحمن: هلا سدومه...ليش قاعدة برى بالشمس...
سديم بابتسامة بريئة: أنا ألعب.....بابا.. ليه لحت..حليتني...<<رحت خليتني
عبد الرحمن بصوت موبخ: سديـــم وش هذا....ليس تلعبين بالتراب كذا وتوسخين ملابسك وشعرك.....
سديم ومعالم الخوف بوجهها الصغير: بابا نسوي...أكل...تعال سوف
وأشارت لكومة من التراب مزجت بالماء...
عبد الرحمن وهو يدفعها من الخلف بخفه: لا هذا مو للعب..قومي ادخلي وقولي "لسيتي" <<الخادمة
تسبحك..وتغير ملابسك...يا لله
سديم بفرح لأنها ستستحم: هـيــــها....هـــيــها..بأسبح..
ثم تذكرت شيئاً..سديم: بابا أحاف ثمبو بعيوني...<<أخاف شامبو يجي عيوني..
عبد الرحمن: لا ما يجي عيونك بس يا الله روحي بسرعة...وأنت "ابتسام" يا لله قومي ارقي لأمك وخليها تغير لك...
ابتسام بابتسامة خجل: إن شاء عمي...
وذهبت تجري للداخل...بفستانها الوردي الناعم...الذي لطخه التراب
وأزال الكثير من معالمه....
.
.
.
.
.
.
.
وبعد..الغداء..
سديم تدخل وقطرات الماء تنساب من شعرها القصير..والبسمة تعلو وجهها البريء....وقفزت لحضن أبيها...
عبد الرحمن: سديم ليه ما خليتي سيتي تجفف شعرك...
سديم وهي تنظر لأبيها بعينيها الواسعتين...: بابا تعولني سيتي تقطع سعلي<<تعورني تقطع شعري
عبد الرحمن: طيب جيبي المنشفة أنا أجفف شعرك..
سديم وقد تذكرت: بابا لي خليتني..
عبد الرحمن: بعد عمري...بس وش تبين أسوي أخذك معي للعمل زي ما أخذتك للمسجد...
سديم: إيه بابا...ألوح عمل
عبد الرحمن: هههههههه أنت وش عليك أهم شيء تطلعين معي وين ما رحت صح..
سديم: إيه...
وبعد لحظات...
سديم: بابا...وين لاحت ماما..
عبد الرحمن والحزن يكسوه: ما دري حبيبتي بتروح شوي وتجي إن شاء الله...
سديم: لا ماما تأحلت..<<تأخرت
عبد الرحمن بعطف: تجي إن شاء الله
وبدأت سديم بالبكاء ككل يوم منذ أن تركتها أمها....
عبد الرحمن: لا حول ولا قوة إلا بالله.. وش يسكتها هاذي الحين...سدومه حبيبتي...
شوفي خالد راح يلعب مع عيال عمك وخلاك...روحي العبي معهم..
سديم: لا أبي بابا...أنام معك بابا
عبد الرحمن: يا لله تعالي..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
وفي ظهر أحد الأيام...
عندما كانت تلعب مع ابنة عمها..."ابتـسام" ذات الـ4 سنوات ،كانت تمر كل فترة لتطل
على أخيها النائم "خالد" ذو الـ5 سنوات لتشعر بالأمان..في زمن أصبح مخيفاً
بالنسبة لها بعد أن اختفت أمها الغالية... واشتاقت لكف يدها الدافئ...
طرق الباب..
وسـارعت هي وابتسام إلى الباب ليروا من الزائر...
إنه خالها المحبوب..إنه رائحة أمها...جرت إليه وقفزت بحضنه..واللهفة تغشاها...
سـديم: حالي...أحمد...
الخال أحمد: هههههههه ....سدومه حبيبتي شلونك...
سـديم: أن طيبه...أبي مـامـا
أحمد: يا بعد عمري.... هههههه.... خلاص بأخذك أنتي وخالد معي لماما
روحي قولي له يجي ونادي بابا
سـديم: طيب..
.
.
.
جرت لتوقظ أخاها..والفرحة تعمرهم...
ودّعوا أباهم ... والأشواق تعبث بقلوبهم الصغيرة...
لا تنسى وقفة أباهم وهو يراهم يبتعدون..بسيارة خالهم...لن تنسى نظرة
عينيه الحزينة على فراقهم...وهم يلوحون له بأيديهم الصغيرة..
.
.
.
.
.
.
استقرت سيارة الخال أمام بيتهم.. ونزل بصحبة أولاد أخته..كم من المشاعر
الصادقة كان يمنحها لهم..إنه كان كالأب الثاني لهما....
وكان اللقاء...
خالد + سديم: مــامــا
وارتموا بحضنها الدافئ...
نوره بعينان يملأهما الدمع: بعد عمري....حياتي...وقلبي والله... الله يخليكم لي...
ولا يحرمني منكم..
أحمد بابتسامه: آميـن..
الجدة أم أحمد والتجاعيد تغطي وجهها : هلا بعيالي هلا والله...تعالوا سلموا علي
ولا أنا مالي نصيب..
ارتموا بحضن جدتهم بعد أن ارتاحت أنفسهم للقيـا والدتهم..
خالد: يمه وين رحتي وخليتينا..حنا نبيك...
سـديم: مـامـا أنا أبيك..
نوره ودمعها قد سال على وجنتيها: خلاص...إن شاء ما أروح وأخليكم..
سـديم: مـامـا لا تلوحين..تخليني...أنا أحاف
نوره: لا حبيبتي ما راح أخليكم إن شاء الله...
.
.
.
.
.
.
.
.
.
ما رأيكم أن ندعهم... يعبروا عن أشواقهم لوحدهم ...فالفرحة...تحدوهم..
أدامها الله من فرحة....
في نهاية الأسبوع اجتمعت العائلة...في صالة منزل الجدة أم أحمد ليشاركوا
أختهم "نورة" فرحتها..بالعودة...وبعودة أطفالها...الجدة أم أحمد ....
الخالة مريم(الأخت الأكبر)...وأولادها... .محمد(12سنه).. شوق(9 سنوات)..شهد(6سنوات)....وآخر العنقود شهاليل (سنتين)...
وكذلك..الخالة الجوهرة..وأولادها..فهد(12)سنة...وفارس(8 سنوات)..
العنود..وخلود وعهود...
ولا ننسى الخال المحبوب..أحمد وزوجته عبير...وولدهم..عمر(5سنوات)..
وسمر(6 سنوات)
كانت..سديم..تنظر للجمعة العائلية الرائعة..والكعـكة الكبيرة تتوسطهم..
وضحكاتهم تصدح بالأرجاء..كانت تنظر لأمها ذات 25 عام وقد تزينت بأحسن الثياب
..وشعرها الطويل ينساب لنهاية ظهرها....كانت تشعر
بأن أمها هي أجمل النساء الحاضرات...كيف لا وهي تراها تضحك وتتمايل
حتى يكاد قلب سديم يرفرف من الفرح...أمها..والكعك ..والضحكات..
كم تتمنى أن تبقى طوال عمرها بجانب..حضن أمها الغالية
أحمد(أبو عمر): يا لله نورة..أنتي اللي راح تقطعي الكيك..لأن الجمعة على شرفك...
نورة وبابتسامة سعيدة: والله ما قصرت أحمد الله يخليك لنا..
أحمد: يا الله ترنا نبي نأكل..
أمسكت نورة بالسكين..وبدأت بالتقطيع..وسط تصفيق وفرحة الآخرين...
التفت الخال للصغيرة التي بجانب..أمها..ورأى الفرحة تشع من عينيها...
أحمد وقد أخذ أفضل حلوى كانت تزين الكعكة.. وناولها لها...
أحمد: وهذي لسديم لأنه أشطر وحده...
التقطت سديم الحلوى وهي تكاد تطير من الفرحة ههههههههه كيف لا
وهي أصبحت المميزة من دون الأطفال بالنسبة لخالها...
هههههه و الآن لندعها تعبر عن فرحتها بالحلوى....
.
.
.
.
.
.
.
بعد أسبوع
استيقظت...سديم في الساعة التاسعة ورأت نفسها وحيدة على السرير
والغرفة خالية.. شعرت بالخوف الشديد...وقفزت من السرير مسرعة
تبحث عن أمها وخالد....
وعندما حاولت فتح الباب وجدته مغلق... وبدأت بالصراخ...
سديم وهي ترتعد خوفاً: مــامــا........مـامـا....افتحي أنا لحالي......ماما
وتركل الباب... مـامـا....ماما افتحي...خــالد ...افتح...
وبدأت بنوبة من البكاء المزعج....
الجدة أم أحمد: سديم يا بنيتي أنتي قمتي..
وفتحت قفل الباب...
خرجت الطفلة تجري من الباب وهي تنادي:وين ماما...وين ماما..
وجرت لأخيها خالد الذي كان يشاهد الرسوم المتحركة وهو يلعب..
سديم: خالد وينه ماما...وبصوت باكي...أبي ماما..
خالد وهو يمثل دور الكبير: تعالي أقعدي عندي نلعب.. أنا معك ليش تخافين...
وأمي راحت للمستشفى .وبتجي الظهر..خلاص لا تخافين..
سديم: ليه يمه منيله(الجدة أم أحمد) قفلت الباب...أنا خفت...
الجدة..أم أحمد..وهي تجهز فطور ...وقد سمعت سديم...
أم أحمد: ههههههه يا بنيتي صكيت الباب عشان ما يدخل خالد عليك ويقومك
من النوم... تعالي افطري بعدين العبي....
.
.
.
وبعد أن غرق الأطفال باللعب...سديم وخالد..
سديم وهي تقوم بالتركيب: خالد حلو..هذا حثان.......<<حصان
خالد باستهزاء: هه هذا موب حصان...تعالي أوريك...
وبأ بالتركيب...وهي منسجمة بالنظر إليه...
رفعت رأسها فجأة...وصرخت..بأعلى صوتها...
سديم: واااااااااااااااااء أهئ أهئ مـــــــــــــامــــــــــــــا
التفت أخاها..وفزع مما رآه نازلاً من السلالم...
أنه كالشيطان...وجه أخضر...وأسنان بيضاء كبييييرة خارجة للأمام..وشعر منثور كأشعة
شمس..!!!
خالد بخوف : مين..........أنت......أنت ....خالي مؤيد؟
الخال مؤيد:وقد انفرط بالضحك: ههههههههههههه عرفتني ما شاء الله عليك...
هههههههه ثم رفع عنه القناع...ونظر لسديم وبدأ بالضحك....
الجدة أم أحمد: بسم عليك سديم....وش فيك تعالي....مؤيد وش سويت خوفت البنت.....
جرت سديم..لحضن جدتها واختبأت ودقات قلبها تكاد تخرج....
مؤيد: ما سويت شي بس هذي خوافة ودلوعة...
دخلت نورة عائدة من الموعد... وفجعت...
نورة: وش فيه عسى ما شر...
نهضت سديم من حضن جدتها...وارتمت بحضن أمها..وعبرت عن خوفها قائلة...
سديم: مـامـا.....حالي...سيطان... <<خالي شيطان..
نورة: بسم الله عليك وش قاعدة تقولين...
خالد: نزل خالي مؤيد لابس قناع وحش...
مؤيد بابتسامة لا مبالية وطائشة...وكأنه استمتع بالأمر...رفع القناع ولبسه..مرة أخرى..
شدت سديم من قبضتها على أمها فزعة مرة أخرى..
نورة: بسم الله الرحمن الرحيم......مؤيد وش هذا....شله والله انك فزعت البنت...
شف دقات قلبها قويه...
أم أحمد: مؤيد يا وليدي خلك عاقل وخل عنك هالحركات لا تفجع البنت وما تنام بالليل...
مؤيد...غير مبال... يضحك...وهو يرى سديم ترتعد من الخوف...
مؤيد: هههههههههههه أجل أنا شيطان...
أم أحمد: مؤيد شل اللي عليك...وإلا والله إن شفته لأحرق به...
شله الله يهديك وإلا اطلع برا....هبلت بالبنت..
مؤيد: لا يمه والله انه موب لي..لصديقي..
أم أحمد: أجل رجعه له اليوم...ولا عطه أحد...والله إن قعد بالبيت اليوم...
انك ما تشوفه مرة ثانيه...
مؤيد وبنبرة متضايقة: لا إله إلا الله...خلاص...خلاص....برجعه اليوم
وخرج غاضباً....
خالد يوجه الكلام لسديم: أنت خوافة..
سديم.. لا تتكلم فقط تقلب نظرها...بوجوم...
نورة: خلاص خالد...أسكت خلها تنسى....الله يستر ما تقعد تحلم بالليل من الخوف...
أم أحمد: اقري عليها...عشان تطمئن...
نورة: إن شاء الله يمه...
خرجت أم أحمد من الصالة متجهة للمطبخ..لترى الغداء ...وهي تحرك رأسها
بعلامة عدم الرضا وهي تردد...
أم أحمد: الله يهديه هالولد ما أدري متى بيعقل...
.
.
.
.
.
.
.
.
بعد أسبوعين..من عودة سديم وخالد لأمهم...جاء عبد الرحمن والدهم لأخذهم
عنده في فترة نهاية الأسبوع...
خرجت نورة للخارج في العصر..ولم يتبقى على آذان المغرب سوى ساعة...وأخذت تنادي سديم وخالد...لتجهزهم...
نورة بصوت عالي: سديـــــــــــــم ........... خـــــــــالد....تعالوا
كانت سديم وخالد يلعبون مع سمر وعمر أبناء خالهم أحمد...
خالد وهو يصرخ: ســـــمي يــمه...
نورة: أقولك تعـــال ما تسمع..
خالد وهو قادم: يمه نبي نلعب بس شوي...الله يخليك يمه...
نورة: لا تعال أنت وسديم..أبوكم بيجي المغرب يأخذكم..يا لله يميدكم تلبسون قبل ما يجي..
خالد وقد بدت معالم الحزن بوجهه: ليه بنروح هناك ونقعد دايم.
نورة: لا حبيبي بس يومين الخميس والجمعة..ويوم الجمعة المغرب يجيبكم..
خالد وقد ارتاح لكنه يشعر بالقلق: بس يمه عماتي ما يحبونا...
نورة: لا مين قال هم يحبونكم أكيد...بس يمكن انتم تخربون أو تسوون شيء خطأ...
خالد والحماس بوجهه: لا يمه والله أننا ما نسوي شيء بس بنت عمتي اللولو..
تحب تصرخ علينا دايم...وخصوصاً على سديم..حتى لو ما سوت شيء...
أول ما تدخل سديم المكان اللي فيه بشرى بنت عمتي اللولو على طول تصرخ
بشرى بوجه سديم وتقول اطلعي برى..حتى أحياناً تقولي خالد خذ أختك..واطلع...
نورة كانت مستغربة مما يقوله خالد...ولكن هي تعرف بشرى هداها الله ...اللولو كانت مطلقه..تدلل أولادها كثيراً..بشرى ووليد..
وتخاف منهم ولا ترد لهم طلباً حتى
أنها لا تنهاهم عن أمر...كل هذا خشية أن يغضبوا منها ويذهبوا لوالدهم..!!
نورة: معليش خالد..يمكن بشرى متضايقة من شيء..
خالد: لا يمه هي تقول لي دايم أنت يا خالد شاطر بس سديم كسلانة هي ما تحبها
لأنها تقول أن سديم تقعد ساكتة مثل العقرب وتنقل اللي تسمعه لأبوي أو عمي..!!!
نورة وقد فتحت عينيها على وسعها: خالد صادق ولا تكذب..ترى اللي يكذب يعاقبه ربي...
خالد: والله يمه ما أكذب... حتى اسألي سديم بشرى زينه وإلا لا وشوفي وش تقول...
نورة لا تشك بذلك...فقد اعتادت قبل طلاقها على مثل هذه المواقف السخيفة
ولو كانت تشك بأن سديم تفعل مثل ما ذكرت بشرى لوبختها.. ولكن كيف لامرأة بعمر
بشرى(21 سنة) التفكير..بهذا التفكير السخيف بطفلة صغيرة...أساساً لا تعلم
معنى الكلام الذي يدار كي تقوم بنقله...
نورة وقد نظرت لساعتها الناعمة اللي على معصمها..
نورة: أوه ما بقى إلا نص ساعة على المغرب... بسرعة ناد سديم وتعال..
خالد وهو يجري: إن شاء الله يمــه
دخلت للمنزل..وهي قلقة كثيراً على صغارها...ولكن هي تعلم مدى حب
وحنان عبد الرحمن وهذا الأمر يطمئنها كثيراً...
بعد صلاة المغرب بربع ساعة...كانت تقف سيارة عبد الرحمن مقابل باب منزل أهل زوجته السابقة نورة..ينتظر أولاده....
خرجت سديم وهي ترتدي فستان أبيض مورد بورود صغيرة..وردية.. وقد وضعت لها أمها شريطة ..
وردية اللون.بعد بكاء مرير من قبل سديم..التي تكره تسريح شعرها...ولا تحب الربطات لأنها تدعي أنها تؤلمها..
كانت ممسكة بيد خالد..الذي كان يرتدي ثوب أبيض...بعد أن رفض أن يرتدي بدلة..
لأنه كما يقول رجل ولا يريد ارتداء البدلة..!!
التفت عبد الرحمن بعد أن استيقظ من سرحانه..وخرج ليمسك بأيديهم..أجلسهم بالمقعد الأمامي بجانب بعضهم...ووضع حزام الأمان لهما.. وذهب...
دخل الصغار...وجروا لجدتهم الحبية(أم عبد الرحمن) حضنتهم بحنان..
وعيناها تدمع ألماً على واقعهم المر...
ثم ذهبا بصحبة والدهم...لجدهم(أبو عبد الرحمن:خالد) الذي كان يحب الهدوء والجلوس لوحده....
كان الجد يحب سديم كثيـــراً...لأنها تشبه والدته المرحومة ..(أم خالد)...
أبو عبد الرحمن: هـــلا.... هـــــلا والله بالشيخ....خالد...تعال سلم...
ذهب خالد وقبل رأس جده وجلس بجانبه....
الجد وهو يلتفت لسديم التي كانت تختفي وراء عبد الرحمن...
أبو عبد الرحمن: سديــــم....شبيهة أمي...تعالي..سلمي وأنا أبوك...ليش متغبيه...تعالي حبيبتي...
ذهبت سديم بهدوء وخجل شديد وهي تطأطئ رأسها خجلاً...وقبلت رأس جدها الذي
أجلسها بحضنه...
أخرج الجد من جيبه...بعض الريالات..وأعطاها لخالد وسديم...
عبد الرحمن: يبه الله يهديك تراهم ما يعطون وجه الحين بيصجون راسي ودنا للدكان...
أبو عبد الرحمن: هههههههههههه وش علي منك......تحمل....كل شيء يرخص لأمي سديم....
اللي يزيد غلاها أنها فرّحت أمي...يوم طلعت تشبه لها.....وأنت وش يضرك..الدكان قريب....وهم موب كل يوم عندك..وسع صدورهم...
وبحزن أكمل:ولا تخلي عليهم قاصر يا ولدي...
عبد الرحمن: لا توصي حريص يبه..هذولا عيالي....مهما أخطوا علي خوالهم..
هم ما لهم ذنب...
أبو عبد الرحمن: يا ولدي حط الماضي ورى ظهرك...وأنسى..لا تقعد تذكر
اللي فات كل شوي...
عبد الرحمن بغضب: يبه وش ماضي أنا إلا يومك هذا أبي نورة...وهم رافضين...
وكل ما قلت طيب شاوروها قبل يمكن غيرت رأيها..يقولون حنا أعرف بمصلحتها....
أبو عبد الرحمن: قل لا إله إلا الله يا وليدي... وتعوذ من الشيطان..اللي قاعد يصير مقدر ومكتوب...والله يمكن ما كتبها لك...
يبدلك الله اللي أحسن منها بمية مرة...
عبد الرحمن: الحمد لله كل حال...
كانت سديم...لا تفهم شيئاً مما يدور..ولكن نسوا وجود خالد..الذي كان يعلم
أن أباه غاضباً من أخوالهم ولكن لا يعرف ما هو الموضوع بالضبط..
عادت سديم بصحبه والدها وخالد لمنزل أم عبد الرحمن الذي لا يفصل بينه وبين
بيت زوجها سوى باب صغير..بداخل ساحة البيت في الخارج...
رأت عمها عبد العزيز...وأولاده يلعبون..ابتسام..وخالد الذي يبلغ الـ3 سنوات..
وعمتها..اللولو..وابنها..وليد..( 6سنوات)..ولكن لم تجد بشرى...ذاك الشبح الذي يهددها..!!
وعمتها..سعاد(32سنه)..وأولادها...عبد الملك(9 سنوات)...ومعاذ(5 سنوات)..ونجود(3 سنوات)..وأشواق الصغيرة سنتين...
وعمتها أسماء(26سنه)....وابنيها..تركي(5 سنوات)....وعبد الله(سنه واحدة)
وعمتها هنــاء..(22 سنة)..وطفلها يوسف..
وعمها الصغير.. وآخر العنقود... بدر(17 سنة)..
وللتسهيل..أعمامها..هم..
..العمة الكبيرة اللولو(42سنه).....ثم البندري(38سنه)...وتعيش في بريطانيا..مع زوجها..
ثم..عبد الرحمن(35 سنه)...ثم سعاد...ثم عبد العزيز(29 سنه)....ثم أسماء....ثم هنــاء... ثم بدر...
جرت سديم..للعب مع الصغار...
وكانت تدور معهم بفستانها الذي كان يتطاير...وينفتح..كالزهرة...بنظرها..
سديم: معــاذ شف..أنا مثل الوردة..شف فستاني..يطيييييير..
معاذ: الله حلو....مو مثل فستان..أختي نجود...ما يطير كثير زي فستانك..
سديم وهي تدور: هييييييييي...
أوقفها معاذ...وقال...
معاذ: سديم...بقولك شيء بس لا تعلمين أحد...
سديم: وشو قل...
معاذ: أنا أحبك...أنت حلوة..
سديم ببراءة: وأنا بعد..
ذهب معاذ وهو سعيد...وبعد دقائق بسيطة...عاد..معاذ لسديم..
معاذ: سديم...أنا ما أحبك...أمي تقول عيب عليك...
سديم وقد فتحت عينيها من الدهشة: ليــــه...ما راح تلعب معي..
معاذ: لا عيب الولد يلعب مع البنات...أنا ما أحبك..
سديم والعبرة تخنقها: خلاص لا تحبني...
نسيت أن اخبركم...أن سديم قد دخلت..في هذا الشهر..عامها الرابع..
.
.
.
.
.
ما لي...أسمع لا أفهم...
لا أعرف..ما يعني..
وبماذا...يهذي...يتكلم...
.
.
أنا لا عرف..
غير...ورقي..والمرسم
لعبي...والمغنم..
أعرف أن أشدو..
وبشدوي....أترنم..
أتمايل..في فرح
وبهدوء أتبسم..
يا قلبي..
ما يعني..ما أسمع..
إني لاأفهم!!!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
هل تركتكم كثيراً....ولكن يبدوا أن النعاس...بدأ يتسلل لعيني...
ها أنا اسمع...صوت المؤذن...يشق سكون الليل..
أعتقد أنني سأقف اليوم إلا هنا...سأصلي..وأنام
أستودعكم الله
سديـــم
|