كاتب الموضوع :
بسمه جراح
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
خالد: خخخخخ أقول انزلي أخرتيني على جامعتي
قلت وأنا أغلق باب السيارة: أدع لي..
رأيته يهز رأسه وهو مبتسم باستهزاء..
دخلت وأصبحت أقلب نظري..في أنحاء الجامعة بضياع..
الفتيات بكل مكان..البعض يرسم تكشيره على وجهه
والبعض الآخر مبتسم بحبور...
وبعضهن صراخهن وضحكاتهن تهز المكان
انتبهت من سرحاني..على صوت
مسئولة الأمن: لو سمحتي أنتي طالبه هنا؟
قلت بخوف: إيه بس جايه اسجل..
مسئولة الأمن بابتسامة: طيب بتسجلين وتطلعين؟
سديم: ما أدري
مسئولة الأمن:معك جوال؟
سديم: إيه
مسئولة الأمن: جوال بكميرا؟
سديم: إيه..
مسئولة الأمن: طيب قفليه..ولا تفتحينه إلا إذا جيتي تطلعين
سديم: طيب بس وين قسم التسجيل
مسئولة الأمن: أدخلي واسألي الأمن اللي هناك وهم يدلونك
.
.
.
آه انتهيت أخيراً من التسجيل وبعد نصف ساعة من البحث..وصلت
أخيراً للقاعة المطلوبة..كانت بالمبنى الآخر...ههههه وأنا ابحث
بالمبنى السابق..
مم دخلت القاعة..وشعرت بمغص بمعدتي حينما رأيت الكم الهائل
من الطالبات..
الدكتورة: أيوه..أنتي طالبة هنا
سديم: إيه..أ....أنا مستجدة
الدكتورة: كل اللي هنا مستقدات...أنتي تأصدي أنك أول يوم بتداومي
قلت بخوف: إيه
الدكتورة باستهزاء: صباح الخير...أحنا بادين من زمان
سديم: بس...أنا توهم يقبلوني
الدكتورة: آه انتي استسنائي<<استثنائي
هززت رأس موافقة..ومددت لها ورقة الأذن بالدخول..التي أعطتني
إياها مسئولة التسجيل..
الدكتورة باستهزاء: معاك الورقة..وساكته ليه..الحمد لله
زيادة الكلام ليه
هززت كتفي لا أعرف بما أجيب
الدكتورة: أدخلي وأفه ليه..
دخلت بخوف..سمعتها تقول بهمس: هـه ييقوا خايفين كأنهم
رايحين الروضة مش القامعة..
بحثت عن مقعد فارغ بخوف...وأخيراً وجدته بآخر القاعة
كانت نظرات الفتيات مشفقة..
والبعض يبدوا مستاء من هذه الدكتورة المتعجرفة..
بدأت الدكتورة بشرح المحاضرة..
معلنة لي بدأ مشواري الدراسي بالجامعة
وهكذا...انتهى اليوم الأول بسلام..وتبعه اليوم الثاني والثالث..
كنت مستاءة جداً من هذا الوضع الجديد..لم أكن أعرف أحداً خصوصاً
أنني أتيت بعد أسبوعين أو ثلاثة من بدأ الدراسة..
هههههه أذكر أنني بكيت عند أبي لا أريد أكمال دراستي
لأن القسم الذي وضعوني فيه لم يعجبني...ولكن بعد أقناع..وشد
وجذب من أبي أقتنعت..وها أنا أنتظر يوم السبت بوجل
أشعر أني ضائعة...منذ أن أدخل الجامعة وحتى أخرج لا أجد من
أحادثه تمنيت أن أجد أحد من صديقاتي بالثانوية ولكن للأسف لا يوجد
أحد هنا غير بعد الطالبات التي كانت علاقتي بهن سطحية جداً..
كم آلمتني نظراتهن..المبتسمة..
ومباركة بعضهن لي بالزواج...ههههه يضنن أني ما زلت متزوجة..
لا يعلمون أني مطلقة ذات 18 سنة فقط..
آآآه ما أقساها من كلمة...أنا مطلـــقة
جاء يوم السبت..وحالي على ما هو عليه...لا زميلات ولا شيء
ولكن ما أعرفه أن مشاعل أبنة عمتي تدرس بنفس الجامعة
إلا أني لم أراها طوال الثلاثة أيام الفائته..يبدوا أنه علي بدأ مشوار
البحث...عنها...
مم أعرف ما تفكروا به لم لا أتصل بها وأسألها...وسأجيب
لا أعرف رقم منزلها..ولا هاتفها المحمول...ولا أي شيء عنها
آآه..أخيراً أنتهت محاضرة الدكتور عن طريق الشبكة..
مسكين..يشرح ويتعب..ونصف الفتيات هنا..لسن معه
البعض شبه نائم..والبعض..يقضي الوقت بأحاديث جانبية
وأما الطالبات التي أمامي..فيقضين الوقت بالأستماع..للأغاني
عجباً ألا يوجد وقت آخر..تستمع به لتلك..الأغاني الكريهة
والمشكلة..أن المشرفة..تسجل الحضور..وبعدها تنتهي مهمتها..
ما فاجأني أنه حينما أنتهت المحاضرة..بدأ الطالبات بالخروج
إلى أين لا أعرف..وما أخافني أنني وجدت أكثر من طالبة يذاكرن
بجد هل يعقل أن هناك أمتحان..
سألت "شلة " الفتيات اللاتي أمامي..ما الخطب؟
ولكنهن لم يعطينني أجابة واضحة...
ألتفت أخيراً للخلف..وهناك رأيت فتاتين..الأولى كانت حامل
سألتها: وش فيهم وين رايحين؟
الطالبة: فيه أمتحان ثقافة اسلامية
سألت بخوف: متى؟ الحين.؟...ومتى قال الدكتور أن عندنا امتحان؟
الطالبة: بمحاضرة السبت اللي فات..
ثم نهضت حاملة معها الملزمة..وأخذت تذاكر منها..وهي تجر خطاها
الثقيلة من أثر الحمل..
سألت الطالبة التي بجانبها: آآ طيب تعرفين مكان القاعة
أجابت: أنا ما أدري عن شيء
لا أعرف لم شعرت بأنها متكبرة...وما زاد تأكدي هو اجابتها
لست أدري لم لا يوجد تعاون في الجامعات وكل همه نفسه فقط
سألتها رغم حرجي: طيب معك الملزمة
أجابت بابتسامة محرجة: أنا توي مداومة ما أعرف شيء
أجبت براحة: يعني أنتي مثلي..طيب تعالي نسأل
خرجنا معاً...وبدأنا رحلة البحث..وأخيراً وصلنا..وهناك وجدنا
الدكتورة "صباح" التي قابلتها بأول يوم لي هنا..
الدكتورة صباح: وأفين ليه...متأخرين 10 دئايئ ...ووائفين تتفرقوا
هنا...يا الله أدخلوا
أجابت أسماء بتلعثم: حنا ..ما ..ما درينا عن الامتحان
الدكتورة بتكشيرة واحتقار: إيه ما دريتوا...أحنا مش في مدرسة
يا الله..على قوى..بسرعة
أجبتها: بس حنا ما عندنا ملازم للمادة..و....ومستجدات..
ما نعرف شيء عن المنهج
الدكتورة: داه مش شغلي...يا الله بســـــــرعة
تبادلنا أنا وأسماء نظرات مستسلمة..ودخلنا نجر خطانا
لقاعة الامتحان...
وهكذا نشأت صداقتنا الممتدة..حتى هذا الوقت..
ههههه قدمنا الامتحان...وخرجنا بابتسامة بلهاء...
لا عجب فقد أجبنا من فلسفتنا..الخاصة..يبدوا أن الدكتور سيجر شعر
رأسه من روعة أجوبتنا التي لا تمت للمادة بصلة!!!!
وفي يوم السبت...أخبرنا الدكتور بدرجاتنا المشرفة...
مم أذكر وحتى هذا اليوم أنني أخذت 5 فقط..من الدرجة وهي 35
على ما أعتقد..وكذلك أسماء لم تبتعد عن درجتي المشرفة
تبادلنا أنا وأسماء..نظرات حرجة..حينما قال الدكتور " بأن هناك
أجوبة تدل على أن الطالبة لم تفتح المنهج أصلاً"
هههههههههه وبالفعل كان صادقاً لأننا لم نكن قد اشترينا ملازم
المنهج أصلاً..
.
.
.
تتابعت الأيام...وقويت علاقتي مع أسماء...ممم وكذلك وجدت
مشاعل أخيراً بعد أن بحثنا أنا وأسماء عنها...
أذكر..أنني مررت على القاعات..التي كانت في تخصص مشاعل
واحدة..واحدة..ابحث بين أسماء الطالبات..عن اسم مشاعل..
وأخيراً...وجدتها...نعم ..هاهي..تجلس..بأريحية..على الأرض
مسندة ضهرها للجدار..
عاقدة حاجبيها....يبدوا أنها متضايقة..
كانت تحمل بيدها مشوربها المفضل "كوكاكولا"
وبجانبها فتاتان..
انتابني الشوق لها..تمنيت لو أحتضنها..
قلت بهمس: أسماء...شوفي اللي هناك البنات اللي قاعدين على
الأرض..ممم..هاذي مشاعل بنت عمتي..
أسماء بصوتها الناعم: طيب يا الله روحي سلمي عليها..
قلت بخجل: ما أدري...آآ تدرين من متى ما شفتها..من 8 شهور
أخاف ما تذكرني...تصدقين..تغيرت كثير..وسمنت أكثر من أول
أسماء: لا وين ما تذكر شكلك أنتي بنت خالها..
يا الله أمشي..
تقدمت ببطأ..ووقفت مقابلها..
وهمست: آآ مشـ ـاعل
التفت أحداهن..
وعقدت حاجبيها مستفسرة..
نظرت لمشاعل..
وقلت سائلة: مشاعل؟
كانت في هذه الأثناء مشاعل مخفضة رأسها..لذلك لم تلحظ وجودي
إلا عندما قالت الفتاة التي معها: مشاعل..شوفي البنت الواقفة تكلمك
رفعت عينها بصمت..حدقت بي..ثم قفزت واقفة
وقالت صارخة: سديــــــــم....هــــــــلا والله
سديم: ههههههه هلا فيك...وش أخبــارك
مشاعل: مادريت والله أنك معي بالجامعة...محد قالي
أصلاً ما دريت أنك كملتي دراستك..من متى أنتي هنا
سديم: يا حبيلك..أشتقت لك...مم لي تقريباً شهر..أو أقل بشوي
مشاعل: ووينك..كل هالمدة..ليه ما دقيتي علي تقولين أنك هنا معي بالجامعة
ما لك داعي والله..يا حمارة
الفتاة: هههههه مشاعل...ههههه وش فيها الفاظك..أول مرة
أشوف أحد يستقبل قريبته كذا..
مشاعل..وقد ضربت كتفي بشدة: لا هاذي سدومة..ما بيننا حيا
الفتاة الأخرى: هههههه حرام عليك مشاعل..كسرتي كتفها..شكلها نعومة
تعالي طقي كتفي أنا زي جسمك..فيه شحوم..تغطي كتفي
مشاعل..وهي تعقد حاجبيها مستنكرة: أقول..نويرة..خلك ساكته بس
لا تتكلمين عن أجسامنا وتفضحيننا..ترى سديم معها أحد..
نورة: ههههه ما يحتاج أفضح..أصلاً باينه أجسامنا من دون كلام
تذكرت أسماء..فالتفتت لها..
وقلت بابتسامة مشرقة: أسماء تعالي سلمي..هاذي شعلولة بنت عمتي
مشاعل: هلا والله وش أخبارك
أسماء: الحمد لله
أتعرفون..جلسة واحدة مع شعلولة..تعيدني للوارء..وتطوي..ذكرياتي
الأليمة..على صفحات النسيات...
كم أحب هذا المشاعل...وسأقولها دومــــاً..
"أسأل الله أن يأخذ بحقنا من مَن تسبب بتفككنا"
همم..وهكذا....أصبحت ألتقي بمشاعل في أوقات فراغنا..
ولا شك..أنها جعلتنا نتقاعس...مرة ...أو مرتين...أو ثلات
عن محاضرتنا..الثقيلة...والمملة
.
.
.
في هذا الشهر دخل جدي خالد للمستشفى...كنت أزورة ما بين
فترة وأخرى...آه..كم آلمني منظرة وهو بهذا الضعف
تذكرت صوته المزمجر حينما يغضب من أصواتنا المزعجة
ونحن صغار...تذكرت..عصاه الذي كان مصدر تهديد بالنسبة لنا
ومزاحة..وحبة...وخوفة علينا..
لم أنسى بعد...مناداته لي بوالدتي...
ولم أنسى شقاوتي معه...
أذكر أنني كنت أذهب له..وأسأله..."لم تزوجت أمي موضي"..وحينما يجيب بأنه النصيب...كنت أسأله" هل تحبها؟!" ههههههههه فيبتسم بشقاوة
ويجيب" أمك موضي ما فيه مثلها..أم عيالي وأكيد أحبها ولو أنها طفشتني أول ما أخذتها"..
فأجري مسرعة لجدتي وأخبرها بما قال..فتظهر معالم الفرحة على وجهها
ولكنها سرعان ما تزيلها لتقول "يكذب...قولي له لو يحبني ما فكر يتزوج علي يوم هو شاب...وإلا بس يوم شيب صار يحبن"
هههههههه...كنت أنا وأبتسام أبنة عمي..دوماً ما نقوم بهذه المهمة
ربما أننا كنا نريد أن نجدد الشباب بقلوبهم...
آه وهاهي الأيام قد مضت...ومضت تجري سراعا
حتى أتانا خبر وفاته...وفات جدي..وحبيبي خالد..
رحل..تاركاً فرغاً كبيراً...
أذكر ذاك اليوم..الحزين..والمحرق..كانت وفاته بعطلة الحج..
رن الهاتف..رفعته أمل...وكان عمي بدر..طلب منها والدي
ولكن سرعان ما أمسك أبي بالهاتف تغير وجهه ..
أبي: الحمد لله..الحمد لله ...على كل حال
ثم اهتز صوته قائلاً: إنا لله وإنا إليه راجعون...
وبعدها انهى المكالمة بسرعة ثم أغلق الخط..
ثم سار دون هدى...كنت أتبعه أنا وخالد..حتى رأيته يجلس على الكرسي
ثم أطرق برأسه..ووضع يده على وجهه..وأخذ يبكي..
قلت بصوت مهتز: يبه أذكر الله
أبي بصوت باكي: لا إله إلا الله....لا إله إلا الله
نظرت لخالد كي يتقدم لمواساته..
أبي: راح..راح أبوي يا خالد
خالد: الحين محتاج دعاك يبه...أدع له
أبي: لا حول ولا قوة إلا بالله...
تقدمت أمل لمواساته..بقيت عنده لفترة ثم ارتدت عبائتها..
وأخبرتنا بأنها ستذهب لجدتي "أمي موضي"
كان خالد قد سبقها...بقيت بجانب أبي...الذي هدأ بعد مدة بسيطة
ثم صعد لغرفته وأغلق الباب...حقاً قلقت عليه..
كنت أسمع صوت دعائه لجدي ما بين فترة وأخرى..
ظللت خائفة على أبي..حتى سمعت آذان العصر..
بدلت ملابسي..ثم خرجت..ورأيت أبي قد استعد للصلاة
اتصلت بخالد كي يأتي لأخذي..
وفي اثناء الطريق..
تكلم خالد بهدوء: تصدقين سديم...المواقف تبين المشاعر
آآه تذكرين..كان أبوي خالد..وأمي موضي دايم هوشة..ونقرة
لكن عند المواقف يبين وش يعنون لبعضهم..
قلت بهمس: ما فهمت..ليه تقول كذا
خالد: يا سديم قبل شوي صار موقف....صدق حسيت أن أمي موضي
تكذب علينا يوم كانت تقول والله لو عيالي كان ما قعدت عندك..
تدرين قبل شوي يوم رحت عندها..كانت لحالها..عمي بدر..مشغول بالمستشفى...ومحد كان عندها..دخلت وحسيتها..قلقانة... ووحيدة..
يوم شافتني حضنتني وصارت تبكي...وتقول..خلاص يا خالد..كلهم راحوا عني...راح وخلاني...راح صاحب الدار...راح اللي عازني
قلت وقد ترقرقت الدموع على وجنتاي: يا عمري..الله يغفر له..كان قلت لها
وحنا وين رحنا حنا عيالك..
خالد: قلت لها..قالت لا محد يعز الحرمة مثل زوجها..المرة عزها ببيت زوجها..حتى موب ببيت أبوها..
سديم: يا حياتي...ما كنت متوقعة أنها بتتأثر كذا..
خالد: لا هي تعرفه أكثر منا..وهواشاتهم كانت مزح..محد بيفقده كثرها
.
.
.
هكذا مرت أيام العزاء كئيبة...حزينة
ظلننا أسبوع كامل نزور جدتي كي نسليها..
عدت ذات يوم لأبدل ملابسي وأعود لجدتي..
وهناك وجدت..فيصل..قد دخل بالحمام المخصص لي
وقد لعب..بالكريمات..والشامبوا..وأدواتي هناك..حقيقة أغتضت من أمل
بالرغم من أنه هناك حمامات أخرى ولكن أمل لا تحب أن تحمم
فيصل إلا بحمامي...وهذا..لأنه لم تعد غرفتي بالقرب من دورة المياة
لأن موقعها تغير عن السابق أي قبل زواجي..
وبهذا لم يعد هذا الحمام خاص بي..بل أصبح حق لكل أفراد الأسرة
وهذا لم يعد غريباً..فمنذ أن عدت مطلقة تغير كل شيء من حولي...
لم أعد احضى بنفس المكانة بمنزل أبي...بل حتى أنني أصبحت أخجل
من أبي ولا أطلب منه كالسابق....لا أعرف..ولكني أصبحت أشعر
وكأنني ضيفة هنا...
طلبت من الخادمة غسل الحمام...ثم اقفلته..ووضعت المفتاح بالقرب من الباب..ولكن مرفوعاً بحيث لا يصل له فيصل..
أخذت حقيبتي ثم نزلت درجات السلم..ولكن حينما وصلت للمنتصف
سمعت صوت أمل..وهي تنادي بغضب..
وقفت ثم ألتفتت لها..
سديم: نعم..
أمل بكبر وتسلط: ليه قافلة الحمام؟
سديم: لأن فيصل لاعب فيه
أمل: طيب أفتحية...أبي منه غرض
سديم: المفتاح بالرف اللي جنب الباب
أمل وهي تدير ظهرها: طيب لا عمرك تقفلينة...البيت موب لك لحالك
قلت بعجب: نعم
أمل تكرر بوقاحة: أقول لا عاد أشوفك قافلة الحمام...إذا صار البيت
بيتك..قفلي على كيفك....
نظرت لها باستنكار....وهززت كتفي مستحقرة لتصرفاتها السفيهة
ثم أدرت ظهري لأنزل ..
ولكني سمعت صوتها من بعيد وهي تقول: صدق وقاحة..
وقوة وجه
أكملت درجات السلم دون أن أتكلم ..
لا أريد أن اتناقش معها فما زلت أعاني من فراقي لجدي..الغالي...
آه رحمك الله يا جدي
وأسكنك الله فسيح جناته...
وهكــــــذا..مرت أيامي...شد وجذب..
ولا جديد...غير أني بت أشعر بأنني
دخيلة...ولا هناك مكان أنتمي له
.
.
.
.
في أحد الأيام دخلت غرفة خالد...لأتحدث معه..
أخذنا الحديث...وبمزاح ..مني
قلت له: وش رايك تآخذ لمياء صديقتي اللي باثنوي
خالد: ههههههه وأنتي كل ما عجبتك بنت قلتي لي خذها
سديم: هههههه وش أسوي..بضمن لك بنت خلاص ما باقي لك إلا السنة
الجاية وتتخرج..
خالد: أول شيء لازم اتعين...وثاني شيء لا تتعبين نفسك..
أنا عارف اللي ابيها
قلت بحماس: ما شاء الله..مخطط..على وحدة وما قلت لي..
مين هي؟
خالد بابتسامة: موب لازم تعرفين الحين
سديم: لا والله..هذا وأنا شقيقتك الوحيدة
خالد: هههههه وش دخل هذا..بس يعني هو مجرد كلام
وإذا جزمنا وصرنا بنخطب ذاك الوقت علمتك..
سديم: أكيد أمل تدري صح..
خالد بعد صمت بسيط: إيه
قلت وأنا أمثل الحزن: وهي أقرب مني لك عشان تعلمها وأنا لا
خالد: الحمد لله..يعني إذا درت أمل وأنتي لا..تصير هي أقرب منك
وبعدين..أمل درت لأن أبوي هو اللي أقترح الموضوع قدامها
قلت بإلحاح: خالد...خالد..عاد لا تصير سخيف قل
خالد: ههههههه والله حريم يا حبكم للقافة
سديم: قل اللي تبي..المهم علمني...ما راح أعلم أحد
خالد: بنت صديق أبوي
قلت بابتسامة شقية: حنين؟
اللي شفتها يوم نروح للشرقية
خالد بابتسامة محرجة: هـــه..وش هالخرابيط..يعني لازم
تربطين الموقف..أصلاً أبوي اللي اقترح علي الموضوع قبل ما أتكلم
سديم: وطبعاً أنت على طول وافقت..
خالد: هههههه سديم وش جاك انهبلتي..
شكلها موب عاجبتك صح؟
سديم: لا موب قصدي كذا..بس يعني موب أحسن تخلي خالاتي هم اللي يدورون لك..
خالد: لو أنه محد ببالي..كان يمكن أقول صح
بس دام أني مختارها..وعارفها..وشوله يدورون لي غيرها
سديم: بس يمكن خالاتي يزعلون
خالد: وهم كل شيء بيزعلون عليه..شوفي لو أني أصلاً ما كنت أفكر بحنين
وما حطيتها ببالي..كان قلت صح..بس أصلاً هي ببالي من قبل لا يتكلم أبوي
قلت بشقاوة: وتقول لا تربطين الموقف بالبنت
إلا أكيد حاطها ببالك من ذاك اليوم..
وأكملت بلهجة شامية:ههههههه شكلك عم بتحبها
خالد: ههههههههه وأنتم يالحريم لازم تدخلون الحب بكل شيء
سديم: بس معجبتك صح؟
خالد: لو ما أعجبتني كان ما فكرت فيها
سديم: أحلى..وكبر خلـّود وصار يحب
خالد: الحمد لله..سوي فلم أحسن..
.
لا أخفي فرحتي بهذا الخبر..ولكن كنت أتمنى لو أنه أخبرني..
ورغم ارتياحي لحنين..إلا أنني أشعر بأن هناك تدبير من أمل
كي لا تجعل خالاتي يبحثون له عن عروس أو يزوجوه أحد بناتهم..
آآه وربما انه ستنشأ مشكلة جديدة..إن علم خالاتي بأن خالد قرر وأنتهى
ولم يجعل لهم مكاناً بالموضوع...
أبتسمت بشقاوة...ههههه لأنني كنت أشعر منذ مدة بأن حنين..تميل لخالد
وفي آخر زيارة لها هنا..قبل شهر..شعرت بأنها تسعد..حينما أتكلم عن خالد
ولكن لم أكن أتوقع بأن خالد..الهادئ..والمتزن يحب..ههههههه
يتبــــــع
|