لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-05-08, 06:04 PM   المشاركة رقم: 71
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

سديم: والصبغة

أمل: سوي خصل ثلجي..مع أرضيه مناسبة

سديم: طيب متى نروح

أمل: وش رايك اليوم...عشان لو ما عجبك..يمدي تعدلينه

سديم: خلاص بشوف عن ناصر.. وبعلمك

أمل: طيب لا تتأخرين

سديم: إن شاء الله..

.

.

.
وضعت الجهاز على الطاولة..وأخذت الريموت كنترول..
وبدأت بتقليب القنوات..دون توقف..
أطفأته..ونهضت..طللت من الشباك..كان الغروب قد كسى الجو
بلون أرجواني..مميز..
عجيب هو منظر الغروب..رغم روعته..
إلا أنه دوما يدل على الحزن..

سمعت الأذان..فذهبت لغرفة نومي..
فتحت الباب برفق..ثم ذهبت وجلست بجانب ناصر..
هززته برفق...
وقلت: ناصر.....ناصر قم أذن المغرب

رفع رأسه وفتح عينيه..
ثم قال: طيب الحين بقوم..

خرجت ودخلت المطبخ..أدخلت الأطباق بالرفوف..
ورتبت المكان.. ثم دخلت غرفة نومي مرة أخرى..
ووجدت ناصر على حاله..نائماً
تأففت بداخلي..انحنيت لأوقظه..
تذكرت كلام أمل...ونصائحها...هههههه تخيلت نفسي
لو أقبله...هههههه..حقاً لا أشعر أن هذا يناسبه
نظرت له ورحمته...صحيح أنه جاف..معقد..انطوائي
ولكنه طيب...ويثير الشفقة..
تشجعت وقلت: ناصر....ناصر...حـ ـبـ ـيبـ ــي
قم

أبعد الغطاء عن وجهه
ثم قال: طيب طفي المكيف..

قلت بهمس: إن شاء الله

أطفأت جهاز التكييف..وأنا ما زلت تحت تأثير خجلي
من تلك الكلمة البسيطة التي ألقيتها...ههههه ترى هل سمعني
أم أنه كان نائماً...أتمنى أنه لم يسمعني وكان نائماً..هههه حسناً
ما الفائدة إن كان نائماً ولم يسمعها...

نظرت له..فالتقت عيني بعينه..فأشاحها عني بسرعة
ثم نهض من السرير..وخرج

جلست على طرف السرير..أعبث بأصابعي..
لأببد حدة شعوري...
الذي كان مزيجاً من الألم والخجل...والإحباط..

.


.


.


بعد أن صلينا المغرب..وجلسنا بالصالة
سألته بحرج: مم ناصر تقدر توديني لأبوي اليوم

ناصر وقد عقد حاجبيه: اليوم

سديم: إيه

ناصر: يعني الحين

قلت بحرج: إذا تقدر..

ناصر: بس أنتي ما لبستي..

سديم: مم قلت بشوف إذا بتوافق وإلا لا

ناصر: ما لك إلا يومين بس رايحة لهم

سديم: مم لي 3 أيام.. آآ إذا ما تبي خلاص موب لازم

ناصر بحرج: لا ..عادي بس كنت أسأل..
طيب روحي البسي..

ابتسمت بمرح: الله يعطيك العافية

أشاح بصره بخجل شديد..وركز على التلفاز
ههههه حقاً رحمته..بدا كطفل صغير..

لبست قميصاً قطنياً "سبورت"..مع تنورة جينز مريحة..
وربطت شعري بشريطة بنفس لون القميص..
واكتفيت بارتداء ساعتي الفضية..

وبظرف دقائق..كنا في السيارة..
ناصر وهو يقف بالقرب من الأشارة: متى تبين أجيك...

سديم: آآ ما أدري..أنا بدق عليك..

فتحت الإشارة..وسرنا باتجاه حارتنا..حتى توقف مقابل
باب منزل والدي..
سديم: بتنزل تسلم على أبوي

ناصر بارتباك: لا ليه..هو قايل لك

سديم: لا بس دايم يسأل عنك

ناصر: إذا جيت آخذك إن شاء الله

سديم: طيب اللي يريحك..
يا الله مع السلامة..

أغلقت باب السيارة..رننت الجرس..ثواني وفتحت لي أمل
أمل: هلا والله...ما توقعت أنه بيوافق كذا..

سديم: لا كلمة الحق تقال..ناصر حبوب من هالناحية

أمل: والله أنه موب شين بس ما أدري وش قصته

سديم: طيب..بنروح الحين..وإلا افسخ عبايتي

أمل: لا يا الله الحين بنروح.. بس بنادي فيصل يجي
فيـــصل... فصـــــــولي..

ثم التفت لي وقالت:دقي على السواق وخليه يطلع السيارة..

سديم: طيب

ذهبت أمل لتنادي فيصل..
بينما طلبت أنا من السائق تجهيز السيارة
وجلست أفكر بحالي..ترى هل ستتحسن حياتي معه
أم أن مصيري هو الطلاق

.

.

.
صراع..
صراع..نحو الأمل..

تفاؤل..يغالب
مرارة..الانهزام..

يدفعني..
بحالمية..لدنيا الخيال..

أحلام..وآمال
قد..تسوقني..
لعالم وردي..عبق

ودموع..
وجراح..
تدفعني..نحو الغرق

طريقان..
متشابكان..
لا أعرف..بحق
أنا أسير على..أي الطرق..

.

.

.


خرجت من دوامة أفكاري..بصوت أمل..وهي تقف بنهاية الصالة
باتجاه الباب..
أمل: سديم....هاي...وين رحتي

ابتسمت: هاه لا معك..
يا الله نطلع

أمل: هههههههه..والله وضيع مخك هالناصر..

تنفست بعمق..وقلت بحزن: يا الله أصلح حــالي





سرنا متجهين للمشغل..ونحن نتناقش تارة بلون وقصة شعري
وتارة بحالي مع ناصر..
أمل: بسألك...وجاوبيني بصراحة
أنتي تحبينه

سديم: ليه السؤال

أمل: لأنه عليه نحكم..أنتي مستعده تصبرين عليه
وتحاولين..ولا لأ..وما يستاهل..

سديم: ما أدري ما أحس أني اكرهه...هو موب شين لهالدرجة
أحسه مذبذب..متشوش..أكثر من أنه قاسي..
وبصراحة أرحمه أحياناً..

أمل: طيب يستاهل تصبرين عليه

سديم: إذا كان بيتغير..إيه
لأنه موب شين ...صح أنه ما حبني.. وبعيد عني
بس.. ما أدري..أحس أنه غصب عنه..

أمل: من كلامك..أشك أنه عنده مرض التوحد

سديم: لا ما أتوقع
اللي أعرفه أن الي فيه التوحد..يصير منعزل بالمرة
عن الناس

أمل: طيب... ورجلك كذا

صمتت أفكر..
ثم قلت: بس أنه بأول يومين من زواجي...كان ما يسكت
حتى من كثر ما يسولف... كانت بعض سواليفه سخيفة

أمل: ههههههههههههههه
الله ياخذ بليسك...
مثل أيش

سديم: مم ما أذكر.. بس واضح أنه كان يدور أي شيء يتكلم فيه

أمل: غريبة أنه ما له أصدقا
ولا زملا يروح لهم ويجون عنده

سديم: بهاذي صح.. .. يمكن لأنه ما سكن هنا
إلا يوم صار بالجامعة

أمل: بس لو أنه اجتماعي يا سديم..كان صار له على الأقل زملا من عمله

قلت وأنا أفكر بحاله العجيب: صح...

.


.


.


كنت أجلس على الكرسي بملل..وقبعة الصبغة على شعري
نظرت لشعر المتناثر من حولي..بأسى..وأنا أنظر للعاملة
وهي تقوم بكنسه..
ثم رفعت رأسي للمرآة ونظرت لأمل عبرها
وقلت أمثل البكاء: أهىء..أهىء...شعري راح

أمل بابتسامة: عاد أحمدي ربك..شعرك لين كتوفك الحين

سديم: بس كان بيوصل لنص ظهري..

أمل: ما شاء شعرك بسرعة يطول لا تخافين..

سديم: طيب تأخرنا كم باقي ونخلص..

أمل: ما أدري..روحي ناديها تشوف اللون ..



وأخيراً..انتهيت من شعري.. وبقي عمل الاستشوار له..
الكوافيرة وهي تحادث أمل: سوري مدام.. بس ما نأدر نعمل
السشوار.. لأنه انتهى دوامنا..

أمل: بس حنا دافعين حساب الأستشوار مع الصبغة

الكوافيرة: لكن هلا الباص وصل..وإحنا دوامنا لتـّّسعه
شوفي بائي 5 دئايئ بس..ما راح يكفي الوئت..

أمل: موب ذنبنا..أنتم تأخرتوا

سديم: خلاص خلينا نطلع واستشور شعري بالمشغل القريب منهم
والا بعد موب لازم استشوار..استشور بالبيت..

أمل: لا وين... موب حلو..خلي ناصر يلاحظ الفرق..ودامك
قصيتي وصبغتي..استشوري شعرك..عشان تبين القصة
المهم خلينا ناخذ حساب الاسشوار منهم قبل..
يقالهم بيلعبون علينا..

ذهبت أمل وتناقشت مع موظفة الاستقبال..ثم عادت وبيدها حساب الاستشوار..خرجنا بعدها..ثم ذهبنا للمشغل القريب منهم..
واستشورت شعري..
وكان بالفعل رائعاً...وغير من شكلي تماماً...



عدت لمنزل أبي.. وكان موجوداً هناك..
سلمت عليه..وامتدح شعري كثيراً..
حبيبي أبي..يرفع من معنوياتي..ليس كخالد الذي حينما رآني
أطلق شهقة مستنكرة..واستهزاء بي..
أمل: شوفي سديم...هذا البنطلون اللي قلت لك أني شريته لك..

سديم: الله حلو يجنن..

أمل: وش رايك تلبسينه الحين..عشان ترجعين لناصر وأنتي متغيرة بالمره

سديم: مم إيه بس ما معي بلوزة مناسبة له..

أمل: أنا عندي..تعالي معي لغرفتي..

أخرجت لي قميصاً..مناسباً للبنطلون..
أمل: خوذي من حضك هالبلوزة ما لبستها ولا مرة..
شريتها وطلعت موب مقاسي..
يا الله روحي البسيها وتعالي..

ذهب للغرفة الملحقة بقسم أمل(غرفة فيصل) وارتديت ملابسي
ثم عدت لأمل..
أمل: واو يجنن عليك... بتجنين ناصر

قلت بحزن: والله موب داري عني..

أمل: لا عاد مستحيل ما يلاحظ...شكلك متغير بالمرة
تعالي أحط لك مكياج..

سديم: لا الحين بيقول هاذي..ودها تسوي أي شيء عشان تغريني
شعر ولبس ومكياج بعد...والله بتسخف..

أمل وهي تجلسني على الكرسي قبالة التسريحة
: أقول أمشي...محد يشاورك أنتي..

وضعت لي القليل من كريم الأساس..
ثم بدأت برسم الظل..
سديم: الله يخليك...ما أبي..ما له داعي..

أمل: لا تخافين...بس بحط ظل خفيف ولون واحد ..

سكت بامتعاض..
رأيتها تجلب البلاشر ..
فقلت بسرعة: لا الله يخليك أنا موب رايحة عزيمة

أمل: أف...بعذر ناصر ما يطالع فيك..
ترى حتى الزوج المفروض تحطين مكياج عشانه

سديم: عارفة بس عاد موب مكياج مبالغ فيه

أمل: أنتي طيعي شوري..والله موب ساير كثير

قلت بهمس وعدم اقتناع: طيب

أكملت عملها...وختمت المكياج بروج ترابي خفيف...
بعدها نثرت شعري..وأعادت بعض خصلاته للأمام..
أمل: هاه وش رايك

نظرت للمرآة وأنا خائفة من أن يكون مكياجي صارخاً
ولكن فوجئت بنعومته..فهو أعطى لمسات جماليه..
ولكن لم يكن واضحاً أو صارخاً أبداً..
سديم: يجنن...

أمل وهي تقلدني: بس...وبس...ويكفي..
قلت لك..أنا أعرف وش أسوي..

كانت أمل بالفعل ماهرة بوضح الماكياج..
سديم:ههههه وش أسوي خفت يقول راحت لأهلها لعبوا بشكلها
ورجعوها..

أمل:ههههههه شكله بيقول كذا

.


.


.


جاء ناصر بعدها..أرتديت عباءتي ووضعت طرحتي على رأسي..ثم نزلت للأسفل...
وهناك وجدت خالد قد ادخله بالمجلس.. وكان أبي يحادثه وهو يتكلم معه بحرج واضح.... حقيقة لم أرتح أبداً لخجله الشديد هذا..
جلسنا لبضع دقائق..ثم ذهبنا للمنزل..دون أن أخبره بأنني
قصصت شعري...دخلت شقتي..ودقات قلبي تتسارع
لم أخلع عباءتي بالصالة كعادتي...ولكني اتجهت فوراً لغرفة التبديل
خلعتها وعلقتها..
وفي أثناء ذلك دخل ناصر فتتابعت ضربات قلبي بشدة..
وأخفت رأسي وبقيت دون حراك..
رأيته يعلق غترته ..ثم خرج
تنفست الصعداء حينها...ولكني تضايقت قليلاً
ألهذه الدرجة لم يرفع عينه وينظر لي..لم يلاحظ شيئاً
أتجهت لغرفة نومي..فتحت الإضاءة ونظرت للمرآة لأتأكد من شعري
الذي قصصته شلالاً..

أخذت نفساً عميقاً بعدها ..ثم خرجت للصالة



وجدته هناك طبعاً..ولكنه لم يرفع رأسه لي..
اقتربت بهدوء..حتى مررت بالقرب منه لاحظت أنه قد التفت
لي ولكني ظللت أنظر للأمام..حتى جلست بالأريكة
التي عن يساره..

ابعد بصره حينها ونظر لتلفاز للحظة..ثم عاد والتفت إلي
شعرت بارتباك حينها..وخجل ولكني تظاهرت بأني لم أشعر بنظراته
وبعد عدة دقائق..التقت عيني بعينه..
فابتسمت بخجل...............وابتسم هو الآخر
ناصر: حلوه عليك القصة تجنن حتى الصبغة جاية مناسبة
لك بالمرة

احترق وجهي من الخجل..وصمتت..
لم أعرف بماذا أجيب..
عاد بعدها ناصر للنظر لتلفاز..
بينما تنفست أنا الصعداء عندها..

هههههههه
بقينا على هذا الحال طوال تلك الليلة
نوزع الابتسامات...وهو يمتدح شكلي بين لحظة وأخرى
وأحيناً يكتفي بنظراته...
في تلك الليلة...شعرت بأني أنثى بحق..
على الأقل...أثنى على شكلي..وجذبه

.

.

.

هممم...ههههههه.. أعرف أنكم قد تنفستم الصعداء
وارتاحت أنفسكم قليلاً لهذا التقدم..
ولكن مهلاً....
يجب علينا أن لا نبني أحلامـاً من سـراب!
قد تختفي..بسرعة البرق!!

.


.


.


في اليوم التالي ذهبت لمنزل خالتي أم ناصر..وأعجبت ندى بشعري
كثيراً واثنت عليه...كم أحبها هذه الندى..إنها بالفعل كقطرات الندى..
التي تبعث التفاؤل..وتضفي لمساتها برفق..لتعطي وميض مميز
بقطرات نداها
مم خالتي رفضت الحضور للزواج.. ولكنها وافقت على حضور ندى
معي... حقيقة رحمت ندى كثيراً..تبدوا وحيدة هنا.. وليست قريبة
من أعمامها..
ذهبت معها للسوق واشترت فستاناً ناعماً..

حقاً عجبت حينما قالت لي خالتي أم ناصر: وش أخبار هالناصر معك
ما تعدل..

تلعثمت قليلاً..لم أكن أعرف بما أجيب..
خصوصاً أنها أمه..ومن الصعب أن أتكلم عن أبنها أمامها..
لاحظت..أم ناصر سكوتي وابتسامتي المحرجة..
فأردفت قائلة: والله أنه قاهرني...لا تحسبننا راضين عن هاللي يسويه
ما أدري وش فيه هالولد..
ما عنده سبب مقنع...نشف ريقي من كثر ما أكلمه.. وما فيه فايدة
والله أنه هو الخسران موب أنتي..

أبتسمت بامتنان..وقلت: يمكن غصب عليه..

أمه بغيض: وش غصب عليه..هو موب بزر.. يجي كذا من غير
سبب ويقول ما توفقنا ما حبيتها..لا يهمك يا بنيتي هو الخسران

شعرت بطعنة قد غرست بقلبي..
كلمة " ما حبيتها" جرحتني..قلبت كياني..
أعرف ... أعرف ما ستقولونه...أنتي أيضاً لم تحبيه... ولكن.. ولكن
من الصعب علي أن أتقبل أنني غير مقبولة... والمشكلة..أنني
أعرف..ومتأكدة بأنني أفضل منه بكثير.. وقد يكون النفور مستساغاً
مني..أكثر من أن يكون منه..
أم ناصر: والله أنه سخيف هالولد..كنه مراهق أقوله هي مقصرة معك
يقول لا .. أقول ما أعجبتك..ميب زينة..يقول لا أدري زينة بس ما حبيتها
أقوله شفت عليها شيء شين..يقول لا والله .. ما تهتم بك ما تحترمك ..
ما تطبخ لك...يقول لا ما قصرت بس أنا ما حبيتها..يا ربي وش هالهبال...ذبحني رفع ضغطي وما عنده إلا ما توفقنا... وما توفقنا

سديم: يمكن لأنها البداية.. وصعب أننا نتعود على بعض بسرعة

أم ناصر: والله أني أقول له كذا... بس ما يستاهلك والله.. والله أنه موب لاقي أحسن منك.. أصلاً توبه ما عاد أني مزوجته..يروح هو يدور لنفسه
هالي ما يعرف يقدر النعمة...فسقان.. والله أنه فسقان..

صمتت لم أعرف بما أجيب.. كانت كبركان هائج..
كان واضح من صوتها الضيق والألم.. من تصرف ناصر
الذي لا تفسير منطقي له..

بالرغم من هذا ...ارتحت قليلاً..
على الأقل كانت أمه بصفي..






مرت عدة أيام.. في اليوم الأول التزم ناصر بشرب زمزم..
ولكنه في الغد لم يشرب منه...بل ذهب وشرب من الصنبور..
حقاً عجبت من تصرفه..ألهذه الدرجة لا يريد شرب هذا الماء المبارك..
أم لأنه يشعر بأنه "مجنون" بحد زعمه لأنه شرب ماء قد قرأت فيه آيات الله..
لم أناقشه عندها وتركته يفعل ما يشاء... حقاً لقد تعبت منه..
خصوصاً أنه قد أغلق كل الأبواب بوجهي.. ولم يحاول فتح باب واحد
نحاول فيه قد جهدنا..
فالابتعاد..والتهرب..لن يكون حلاً للمشاكل أبداً..



في يوم الثلاثاء طلبت مني ندى أن أذهب معها في الغد للكلية..
لأن صديقاتها يريدون رؤيتي..
ولكن ناصر رفض رفضاً قاطعاً..
وكذلك خالتي أم ناصر..
رفضت قائلة "لندى": أنتي خبلة تبين تاخذين مرة أخوك للكلية وهي توها متزوجة ما لها الا شهر واسبوعين.. تبين يحسدون أخوك..

تبادلت أنا وندى النظرات..ونحن نكتم ضحكاتنا..
ندى: يمه هي ميب أول ولا آخر وحدة تتزوج...نص بنات الكلية متزوجات

أم ناصر: بس ما له داعي تروح

ولكن ندى لم تيأس..وألحت.. وفي النهاية
قالت أم ناصر: خلاص بكيفكم إذا زوجها موافق أنا وش علي..

نهضت ندى من الأريكة التي كانت تجلس عليها.. وذهبت لتجلس بالقرب
من ناصر..
ندى: ناصر...هاه وش قلت...

لوا فمه باستهزاء وقال: وشو له يعني وش الحكمة يعني..

ندى: أوه ناصر.. عادي كل البنات يجيبون قرايبهم وخواتهم..
وأنا قلت لصديقاتي بجيب أختي الجديدة

تبادلت معها ابتسامة محبة وممتنة..
فأكملت ندى: هاه وش قلت..

ناصر: طيب وشو له

ندى: وإلا أنت مثل أمي خايف أن الناس يحسدونك على سديم

ناصر بتكبر: خخخ لا وش هالكلام...عين وما عين...موب كل شيء حسد
خلاص بكيفها إذا تبي تروح...

ندى بسعادة: خلاص بمر عليك بكرى الصبح

سديم: هههه خلاص أنتظر اتصالك..

نظر لنا ناصر باستهزاء.. وعاد ببصره مرة أخرى...للصحيفة..



مم في الغد لم أنم بعد الفجر..
وأخذت أستعد..لذهاب مع ندى..
أعددت إفطار لناصر.. ووضعته بالصالة..
وكتبت ورقة صغيرة..
اكتفيت بكتابة : صبــــاح الخير.." حبيبي"
حقاً اعتصرني الألم وأنا أكتبها..لأنني ببساطة أعرف أنني أكذب
بمشاعري...وربما أنه يدرك هذا..

ذهبت مع ندى للكلية.. أعجبني جو الكلية..كان مختلفاً تماماً
عن جو الثانوية.. استمتعت مع ندى وصديقاتها..
والشقية ندى لم تحضر سوى محاضرة واحدة.. وأمضينا
بقية اليوم نستمتع بوقتنا..
لم انسي حتى هذا اليوم حب وفرحة ندى بي.. وهي تردد " أختي الجديدة"

.

.

.

تفاجئنا الأيام..
بمصاعبها..
وآلامها

وتعتصر قلوبنا
بجراحها
ولكنتشف..عندها
بأن أحلامنا
الشقية !!
والتي كانت أطيافها
تداعب قلوبنا الصغيرة
حينما نضع رؤوسنا
على وسائدنا
عند المساء
قبل أعوام
مضت

واليوم..
بذكرها نبتسم
نبتسم بمـــــــرارة

لأننا أدركنا
أنها كانت
مجرد
وريقات خريف
تطايرت
مع أقل
نسمة
من
هواء
.

.

.
.

.

نهاية الجزء الثاني والعشرون

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
قديم 25-05-08, 06:14 PM   المشاركة رقم: 72
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

(23)
الجزء الثالث والعشرون
((فتح..الباب..وحلق الطيـــر..الحزين..
مغرداً..
بصوت..الحـريـــــة..))




.

.

.

بطريق..تملئه الأضواء
وتحت سماء تزدان بكل صفاء

أزهار تتمايل بدلال..
تأسرنا ببريق..ونقاء..

لتنثر عبقاً يتطاير
في نسمات عذبة
تحملها الأجــــواء

يبعث في النفس..
هـدوء...وشقـاوة!!
وهنـــــــاء

خطوات مرحة..
تتقافز...على طرق
مزدانة
بوشاح...أخضر
يكسوها..
جمالاً...وزهاء

ثوب..وردي
كحرير
ينسدل..
عليها...

يتمايل..
مع وقع
خطوات
في طرقات
عرجاء!!

وترفرف..
أجنحة الأطيار
لتغرد...
فرحاً
شدواً
وغناء

وهناك..
تقف... لتنظر
للمستقبل

بتفائل
مشرق
معطاء

.

.

لحظات مرت..
كانت كثواني

وبشراسة...
وغرابــــــة
انقلبت
الأجــواء!!

إعصار..
وصواعق..
يتـــلوها طــــوفان..

يتبعه..خريف..
يطوي..معالم
أحلام غناء..


تتساءل..في حسرة
ما بال أحـــــــــلامي
دومــــــــاً تتحول
لـ هبــاء..!!؟


.


.


.


.

استيقظت هذا اليوم "الخميس" على صوت رنين " الجوال"..
نهضت بسرعة..وأخذته ..آآه إنها أمل..وضعته على الصامت
التفت جانباً ورأيت ناصر يتحرك بضيق..
تحركت متجهة لخارج الغرفة..
ورددت بهمس..: هلا

أمل: السلام عليكم

سديم: وعليكم السلام

أمل: نايمة؟

سديم: إيه كنت نايمة

أمل: صحصحي.. وقومي..الساعة الحين 12 ونص

ثم صمتت قليلاً.. وأكملت: لا والله الساعة وحدة إلا ربع..
يا الله قومي وافطري أنتي وزوجك.. عشان يجيبك عندنا قبل العصر
ونروح سوى للمشغل

قلت بملل: إن شاء الله
إيه صح...ندى بتجي للزواج.. وخالتي ما راح تجي..فأكيد
تبيني أروح معها..

أمل: يعني بتروحين مع ندى للمشغل..

سديم: إيه..

أمل: زين أنك علمتيني عشان ما انتظرك..
يا الله أجل مع السلامة

سديم: هلا والله

أغلقت الخط...ثم سمعت صوت ناصر وهو يغلق باب دورة المياه
اتجهت للمطبخ...وفتحت الغلاية..كي أعد الإفطار..
حقيقة بدأت أقتنع تماماً بأنه لا حل لمشكلتنا..
وأن الطلاق...طريق لابد أن نسلكه..
ناصر محق...نحن لا نتفق...وطالما أنه هو من بدأ بالنفور
وأعلنها صراحة...كان لابد مني أن أسعد لأنها أتت منه وليس مني
وبهذا قد نفترق دون أن يخالجني شعور بالذنب تجاهه..
أعرف ما تفكرون به..
لم الانتظار إذن...
وسأجيبكم لعدة أسباب..
أولاً...مهما كان الحال صعباً والطلاق حل رائع ومناسب..
يبق الطلاق...طلاق...مر طعمه...ومخيف أسمه...ومؤلم معناه

وبعيداً عن الطلاق بحد ذاته..
حقاً...أنا ...أنا أشفق على أمي وأبي..
أعرف...وموقنة..بأن الطلاق سيحدث لا محالة
ولكن...أتراجع عن المبادرة بطلب الطلاق..
حينما أراهما...
مؤلـــــــــم.........مؤلــــــم بحق..أن تكون
مصدراً...لإيلام أغلى شخصين على قلبك
جــــــــــارح.... ومحرق..
أن تهدم فرحتهما بـــــك
وأن تشغل قلبيهما بجراحك...

انتبهت من سرحاني على صوت فتح باب دورة المياه وخروج ناصر
دخلت بعده...وتوضأت وذهبت لأصلي
وأسأل الله الثبات والرضا..
بمحنتي..التي باتت تطرق الأبواب
وتعلن موعد قدومها
المـــر..


.


.


.


.

ضجيج يملأ المكان حتى أننا لا نكاد نسمع صوت طرق أحذيتنا..
سعادة..فرح..هي ما يمكن أن نصف به تلك الوجوه التي تقبع هنا وهنـاك..

اتجهت بخطوات تائهة..للمرآة الكبيــرة التي في مقدمة مدخل القصر...
وبدورها تبعتني ندى التي كان يبدوا عليها الخجل والارتباك..
فتحت حقيبتي..وأخرجت أحمر الشفاة الذي كان باللون الارجواني..
"لوني المفضل"..وضعت طبقة أخرى منه..
عدلت من خصلات شعري..
ثم التفتت على ندى..
التي سألتني بارتباك: حلو شكلي..

ابتسمت بحب وقلت: تهبلين..

ندى بعدم اقتناع: إيـــه بالمرة..

نظرت لها..كان لا ينقصها شيء... شعر حريري بطبيعته..منسدل بنعومة
على أكتافها..ومتناثر برقة للأسفل..
عينان نجلاوان ...وأنف معتدل..وفم بارز وكبير نوعاً ما..
بشرة سمراء...أو قريبة للحنطية..
كانت بالفعل تذكرني بالجمال "الهندي"..
حتى قصر قامتها...وامتلائها نوعاً ما...لم يكن بالسيء
بل أعطاها شكل مختلف ومميز..
ويفوق كل ذلك...جمال قلبها...وصفاء روحها..
وبرائتها...رغم أنها تكبرني بسنوات عـــدة..

رن جهازي باتصال من أمل..
سديم: هلا... ...هلا وش تقولين ما أسمع...إيه ..إيه أنا عند الباب
لا دخلت ..إيه معي ندى .. هذاي جاية..

سديم: يا الله ندى

ندى: يا الله

دخلت..فوجدت أمل تأشر لي بيدها من أحدى الطاولات المزينة بالتل الذهبي..
ذهبنا إليها..وسلمنا على نساء معها لم أعرفهن..
أمل وهي تؤشر لندى: هاذي ندى أخت زوج سديم..

النساء: هلا والله..

جلست على الكرسي وبجانبي ندى..
التي بادرتني قائلة: بصراحة الطق يجنن يحمس للرقص..

سديم: قومي أرقصي..

ندى: لا استحي... إذا بترقصين أرقص معك..

سديم: هههه لا مستحيل أنا ما أعرف أرقص


مرت فترة بسيطة..نهضت بعدها أمل بصحبة أحد النساء
قائلة: سديم حنا بنروح نجلس مع مرة عبد الكريم تجون معنا

سديم: لا أنا وندى بنجلس هنا..

ذهبت أمل... فبقيت أنا وندى وحدنا..
كانت ندى تتابع المنصة وتنظر للنساء اللاتي يرقصن
وتتمايل أحياناً بطرب..معهن

نظرت من حولي..أبحث عن أحد من بنات أعمامي أو عماتي
ولكني لم أجد أحداً..مم ربما لأن هذه الأيام هي أيام اختبارات...
لم يحضر أحد من عماتي
سوى عمتي البندري وعمتي اللولو كنت قد سلمت عليهن قبل قليل..

تذكرت العروس..التي ترتدى اليوم الفستان الابيض..
فرحمتها...ترى هل هي خائفة مثلي..هل تشعر بما كنت أشعر به يوم زفافي
وهل ستتوفق.. أغرورقت عيناي بالدموع وأنا أتخيلها تمر بما مررت به
من جراح وآلام ...حقاً قد أصبح الوضع مخيفاً..
قبل زواجي بأسبوع...طلقت فتاة من أقاربنا..كنت أعرفها لا ينقصها شيء
من جمال..
واليوم أنا...وفي الغد أخرى... والحجة التافهة لم أحبها..أو لم أرتح لها
لم قد أصبح الرجال بهذه القسوة...وعدم المسؤولية
أين الرجولة...إن الرأفة..وأين الأخلاق الكريمة
ما الذي حصل..ولم هذه الزيادة المهيلة بعدد المطلقات..
كم هم مجرمون هؤلاء الرجال...

سألت الله من كل قلبي أن يوفق العروس..وأن يقذف حبها..
بقلب زوجها من هذه اللحظة...
فالطلاق مــــر.....ولا أتمنى حدوثة...لأي فتاة من بعدي..
توقف الغناء..فالتفتت ندى لي
قائلة: وين سرحتي..

قلت بعد أن أخذت نفساً عميقاً: بأيش يعني...بحالي..

ندى بألم: إن شاء الله بتصلح الأمور...بس أنتي أصبري..
ناصر تعود يعيش لحالة..وموب اجتماعي..بس مع الايام بيتصلح كل شيء

كلمة ندى بـ" تعود يعيش لحالة..وموب اجتماعي " رنت بأذناي
ترى هل بالفعل هو مصاب بالتوحد..أو أنه مريض نفسي...
بالتأكيد...فهو ليس بطبيعي..
سديم: لا يا ندى لازم نرضى بالواقع....خـ ـ ـلاص..

انقطع صوتي بألم..فأكملت بعيون مغرقة بالدموع: خــلاص..وصلنا لطريق مسدود..

ندى بعينان حزينتان: لا سديم...الله يخليك لا تقولين كذا..
هذا وأنا أقول أنك أقوى وأعقل من ناصر...الحل موب الطلاق
أنا ما صدقت لقيت لي أخت مثلك..

قلت بقلب موجوع: الحمد لله.........الحمد لله على كل حال
هذا اللي ربي كاتبه علينا...........لازم نفترق

ندى: لا تيأسين...لا تستعجلين...

قلت وأنا أسحب منديلاً..: الله يعين..

.


.

ضـــوضاء....ضــوضاء
من حـــولي.. ..
تصــم أذنــاي بلحن أليم

لا ليست من حولي..
بل بداخلي..
يهتز بها وجداني ألماً
وتصطك أضلعي..معها ضنكاً..

هنـــا..تختفي كـل شوشرة من حولي
وكـل صخب يــصدح في أذنـــاي..

ويبقى صــوت
أنـيــن..قلبـــــي
يرن بأذني..
دون رحمــــــة!!
.


.

.

جلت بعيني يمنة ويسرة فوجدت الجميع أو الأغلبية
قد ذهبوا لصالة العشاء..
قلت بابتسامة شاحبة: يا الله خلينا نتناسى..
مم تبين نقوم نتعشى..

ندى: براحتك.. أنا موب جوعانة..

سديم: أجل خلينا نجلس لين تخف الزحمة..

في اثناء ذلك..اقتربت لنا أمل..
قائلة: يا الله بنات ليه قاعدين..

ندى: الحين بنجي..

أمل: يا الله قوموا معنا..

أزحت الكرسي للوراء..ونهضت بهدوء
ولكن فور اقترابنا من مدخل صالة الطعام..استقبلتنا رائحة الأطعمة
حتى شعرت بغثيان شديد..فعدت خطوات للوراء..

ندى: أشفيك؟

سديم: أحس بغثيان...ما أشتهي آكل..أدخلي أنتي مع أمل..
وأنا بنتظرك هنا

ندى: لا والله بقعد معك..

سديم: أدخلي تعشي..

ندى وهي تمسك بيدي: خلاص أمشي نجلس..ما أبي أتعشى
خليني أنحف...ههههه

أمل : على وين..

سديم: لا بس ما أشتهي آكل...

أمل: ليه...تعالي بس..

سديم: والله جاني غثيان وأنا عند الباب وشلون إذا دخلت

قالت المرأة التي مع أمل : أجل شكلك حامل..

قلت بخجل: لا وين ..بس ..ما أشتهي

المرأة: ههههه إيه هذا الحمل كذا يسوي..

أمل بارتباك بسيط: ههههه يمكن أنك حامل ...
خلاص سديم..أجل حنا بندخل نتعشى..
ندى بتجين معنا..

ندى بحياء: لا أنا هههه بخفف..وبجلس مع سدومه..

بعد أن جلسنا أنا وندى..اتصل ناصر بي..وعدنا للمنزل..
دخلت بخطوات مثقلة... أشعر بغثيان شديد.. وصداع..
بدلت ملابسي..وخرجت للصالة..
قلت وأنا أجلس: متعشي؟

ناصر: إيه...
أنتي؟

سديم: لا ما أشتهيت..

ناصر: أنتي من بعد الفطور ما أكلتي شيء..
وحتى ما أفطرتي زين..

صمت وقلت بداخلي...وكيف تريدني أأكل..وأنا أرى نهاية زوجي
قد قربت...ولقبي الجديد..في استعداد للإلصاق بي...


مر الوقت بطيئاً...فذهب ناصر لينام..
بينما بقيت أنا أصارع هذا الصداع الشديد..
دخلت المطبخ..أخذت قطعة من البسكويت..التهمتها وأنا واقفة
ثم أخذت حبتان من البنادول..

فور أن تعديت باب المطبخ خارجة..
حتى شعرت بغثيان شديد... فجريت لدورة المياه..
وأستفرغت...حتى شعرت بأني لا أقوى على حمل جسدي..
سحبت خطواتي ببطء.. واتجهت للصالة..
وارتميت على الأريكة الطويلة..وأغمضت عيناي..بألم
وأنا أشعر أني...على وشك الإغماء...

مرت الساعات ثقيلة..تارة أتقلب..وأخرى أعتصر
وثالثة أرمي رأسي بثقل على الوسادة الصغيرة التي من خلفي..
آآآه......ما الذي جرى لي..

شعرت بنوبة جديدة من الغثيان ..فأسرعت للدورة المياه..واستفرغت من جديد..
المشكلة أنني لم أأكل شيئاً..ترى ما سر هذا الغثيان..
آآه لا أستطيع النهوض..مددت يداي الواهنتان..واتكأت على جدار الحمام...
الذي كان بارداً..فسرت قشعريرة..لداخل جسدي..
حاولت الخروج..ولكني لم أستطع حتى رفع رأسي..
ذهبت..وجلست على طرف " البانيـــو" وأنا أفرك جوانب رأسي بيدي
عل الألم والصداع أن يخف...

حينما شعرت أنني قد هدأت قليلاً..
نهضت ببطء وسرت باتجاه الباب...ولكن ما زال الغثيان
والدوار يحيط بي...

اتجهت لغرفة الملابس..فتحت الخزانة.. بحثت بوهن عن بجامة دافئة
ولكني لم أجد فكلها صيفية..
وضعت يدي اليسار على طرف الرف كي أستند عليه..
وسحبت بجامة..كانت ذات أكمام طويلة..ولكنها لم تكن دافئة..
عموماً قد تؤدي الغرض..

اتجهت لآخر الغرفة وأنا استند بيدي اليمنى على الخزانة وبيدى الأخرى
أحمل بجامتي..
اتكأت على الجدار..وأخذت أبدل ملابسي وأنا أجلس على الأرض
التفت عن يساري..فوجدت كيس أزرق..في الزاوية..
في فتحة صغيرة بين الخزانة والجدار..
مددت يدي وسحبتها..
شيء غريب.. لم أرى هذا الكيس من قبل...
ربما لأنه قد وضع بمكان منزوي وغير واضح..
طللت بداخلة..فوجدت كتباً..أسندت رأسي على الجدار..
وسحبت أحدى الكتب...غريبة لم ناصر يضع هذه الكتب هنا..
لمَ لم يضعها بخزانة الكتب..
ولكن فور أن قرأت الموضوع علمت السبب..
كان عن "تعزيز الثقة بالنفس" ..
شعرت بحق عندها..أن ناصر يعاني من مشكلة نفسية
وأنه غير واثق بنفسه...مم ربما لهذا كان يظهر تكبره علي..
لأنه يخفي عدم ثقته بنفسه...بتكبره
تذكرت تمزيقة لأظفاره..تذكرت تترده بالأجابة حينما يحادثه أبي..

حقاً رحمته عندها.. فازدادت قناعتي بأنني بحق
لا أناسب له...
أعدت الكتاب..ونهضت لأخرج..
ولكن عاد الدوار لي..
رباه أرحمني...كم بقي على أذان الفجر...لم أعــد أحتمل..
أسرعت بخطواتي لدورة المياه..لأستفرغ للمرة الثالثة
خرجت ..واستلقيت على الأريكة..
ونمت بعدها........دون أن اشعر بنفسي..



نهضت على صوت ناصر وهو يقوم لصلاة الفجر..
نظرت للشباك..فرأيت الصبح قد نشر أشعته..بكل مكان..
نظرت للساعة بسرعة..أوه إنها السادسة..
أستغفر الله نمت عن صلاة الفجر حتى خرج وقتها..
وهذا الناصر هداه الله لا يصلي الفجر أبداً بالمسجد..

بل ربما أنه لا يصلي بالمسجد سوى العشاء....هداه الله...

ناصر وهو يعقد حاجبيه: وش فيك..

سديم: لا بس صداع بسيط..

نهضت وتوضأت..ثم صليت...قرأت أورادي وبعدها استلقيت على
السرير...
ناصر: تين نروح للمستوصف..

سديم: لا الحمد لله الحين أحسن..

سحب الغطاء..واحتضنت وسادتي الصغيرة ...ونمت
بعد دقائق بسيطة...

.


.


.


نهضت بالحادية عشر..على صوت فتح الأدراج وفور أن اعتدلت بجلستي..
حتى شعرت بالغثيان..بقيت أتبع ناصر بنظراتي..وأنا صامته..
انتبه لي ناصر فقال: نامي...ارتاحي...انا بطلع الحين..

هززت رأسي بصمت..
خرج ناصر بعدها وأغلق الباب..
سحبت الريموت الخاص "بالمكيف" وأغلقته..
أشعر ببرودة شديدة...
أعدت رأسي للوسادة..ولكن لم ياتيني النوم..
تسللت قطرات من دموعي..التي باتت تخرج دوماً دون شعور مني..
تذكرت حالي...ألمي ..وجرحي..وانكساري
فبكيت بحرقة..
ولكن نوبة الغثيان لم تمهلني...فأسرعت لدورة المياه واستفرغت
للمرة الرابعة..

خرجت فإذا بجهازي يرن...آه بالتأكيد أنها أمل
ترى هل ما تفعله معي حباً..؟
أم شعور بالذنب....لأنها هي من دلتنا عليه؟
أم....هي مجرد شفقة منها علي..؟!

رفعت الجهاز..ورددت بوهن:هلا

امل: وش فيك؟

سديم: لا.....بس...أحس بغثيان ودوخة..

أمل: غريبة...فيك حرارة..

سديم: لا ما بي لا حرارة ولا زكام.....ولا كحة..
بس ما أدري شفيها معدتي...أحسها تحترق...
وغثيان شديد...وصداع

أمل: طيب قولي لناصر يوديك لدكتور..

سديم:شكلي إذا جاء بقول له..

أمل: طيب أشربي كمون يمكن يخفف عليك..وكولي بندول..

سديم: لا يع ما أحب الكمون.. والبندول أكلت بالليل..على طول استفرغت
آآه وما ودي آكله الحين على فراغ..

أمل: خلاص أجل أول ما يجي زوجك روحي..وعلميني وش صار عليك

سديم: إن شاء الله..

.


.


صليت.. الظهر..وبقيت أنتظر قدوم ناصر..وأنا أعتصر رأسي بيدي..
مرت نصف ساعة.. وبعدها عاد ناصر..
دخل..وسلم..دون أن ينظر لي...رددت بهمس..
فذهب..ليبدل ملابسه..عندها نهضت لأتبعه..
ووقفت على طرف الباب..
سديم: ناصر

ناصر وهو يعطيني ظهره ولم يلتفت لي: نعم

سديم: آآ أبي أروح للمستوصف..

التفت لي بسرعه..نظر لي ثم قال: وش فيك ..يوجعك شيء..

قلت وأنا أغمض عيني بتعب: معدتي توجعني..

ناصر وهو يعيد ارتداء ثوبه..: طيب يا الله مشينا

ارتديت عباءتي..وخرجت للمستوصف..
الطبيبة: سلامات إيه اللي يعورك..

سديم: ....معدي تعورني..وأحس بحرارة فيها..

الطبيبة: آ طيب وفيه حاقه تنيه تعورك..

سديم: صداع...غثيان...ودوخة

رفعت رأسها بدهشة وهي تنظر لي..
فقالت: آ أنتي بنت...وإلا متقوزة<<متزوجة

قطع حديثنا دخول ناصر..
فقلت بخجل.. وهمس: متزوجة..

الطبية: طيب...فيه حمل..

شعرت بحرارة تمتد لكل جسدي..
فأجاب ناصر بسرعة: لا ...لا ما فيه

الطبيبة: آه يعني هي بتاخد مانع..

ناصر: لا بس أكيد ما فيه حمل..

الطبيبة بابتسامة: ليه..كل حاقة قايزة..وممكن يكون حمل..

ناصر باندفاع: لا أكيد ما فيه.. بس شكل معدتها توجعها..

يبدوا أن الطبيبة شعرت بأن هناك خطب ما
فقالت: طيب...طيب... آومي معاية للكشف

نهضت فاستلقيت على السرير..بينما قامت هي بسحب الستارة
سألتني وهي تضغط على معدتي بيدها: هنا بتحسي بوقع..<<بوجع

قلت وأنا أشير لأعلى معدتي: أحس هنا بحرقة وحرارة شديدة

الطبيبة: آه...أنتي متقوزة بآلك إيه

سديم: شهر و3 أسابيع

الطبيبة بابتسامة: يعني لساتك عروسة..

ابتسمت بصمت ولم أجب..
أنحنت علي وقالت بهمس: أنتي بتعاني من مشاكل..

هززت برأسي علامة الموافقة
فقالت باندفاع: ليه ما نتو لساتكوا ببداية حياتكوا...
إيه قاب المشاكل دلوأتي..

سديم: عاد...هذا اللي ربي كاتبه..

الطبيبة: طيب..الغثيان..والحرارة...بسبب حالتك النفسية
أنتي بتضغطي على نفسك أوي..
سدأيني كل مشكلة وليها حل...أهم حاقة صحتك..
والدوخة...لأنك ما بتكليش صح..

صمت وأنا أنزل رأسي للأسفل..
قالت بلطف وهي تنحي الستارة: أوكي أنا حاكتب حبوب أبل
الأكل بربع ساعة للحرقة...ومشروب بعد الأكل..للغثيان
بس دلوأتي ضروري نديها أبرة توأف الاستفراغ
وكمان حنديها مغزي..<<مغذي
بس أنتوا متأكدين مفيش حمل..نعمل تحليل أحسن..؟

ناصر: لا ...لا ما يحتاج اكيد ما فيه حمل..
طيب المغذي كم بيقعد

الطبيبة بضيق: إي ده أنت مش عاوز تنتزر<<تنتظر
سيـبها وارقع بعد نص ساعة

ناصر بهدوء: لا عادي..

ذهبنا للغرفة التي سأأخذ بها المغذي " محلول الجلكوز"
والابرة..
سديم: آآ ناصر..إذا تبي تروح رح أنا ادق على خالد يجي عندي

ناصر بضيق: لا بجلس هنا..

أعطتني الممرضة الابرة..
ثم غرزت المغذي بيدي..واستلقيت على السرير..

رائحة المنظفات من حولي تعبق بالمكان...
طل ناصر علي قبل قليل..جلس لأقل من دقيقة..ثم خرج
وتركني وحدي..
رن جهازي..فمددت يدي وسحبت حقيبتي..
أخرجت الهاتف ورددت..
أمل: هلا سديم...هاه شخبارك..

سديم: الحمد لله..

أمل: زوجك عندك

سديم: لا راح مدري وينه..

أمل: وجع ذا ما يحس...وين طس فيه

سديم: ما أدري عنه..

أمل: طيب إذا طلعتي خليه يجيبك عندنا ترتاحين..

سديم: طيب..

رميت الجهاز جانباً..وأغمضت عيناي بإرهاق شديــــد..
دخل ناصر بعدها..
وقال: تراي قاعد هنا

نظرت له دون أن أتكلم أو أهز رأسي..
ربما أنه يريد أن يقول سمعت ما قلتي عني..
سحب الكرسي..من خلف الستارة
وجلس بجانب السرير..نظر لأنبوبة المحلول..
ففهمت أنه يريد أن تنتهي بسرعة..ونخرج..هــه لقد مل الانتظار
قلت بهدوء..ولكن بشيء من الهجوم: ناصر إذا تبي تروح رح

حرك شفتيه بضيق..
وقال بهمس وهو يسند ظهره للكرسي..: لا عادي..بنتظر

أغمضت عيني...وغفيت دون شعور مني..
.



.



.



.

يـتـبـع

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
قديم 25-05-08, 06:17 PM   المشاركة رقم: 73
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

.



.

خرجت من المستوصف..
واتجهت لمنزل أبي..
وقفت السيارة عند باب منزل والدي..
خرج ناصر..وأخذ مني حقيبة يدي..وكيس الدواء
وذهب ليرن الجرس..إلا أنه وجد الباب مفتوحاً
ناصر: أمسك إيدك...وإلا تقدرين تمشين

قلت بضيق: لا أقدر...

ثم مددت يدي ليعطيني حقيبتي والدواء..
ناصر: زين يا الله مع السلامة..
ما تشوفين شر..

همست وأنا أدخل: جزاك الله خير..

سرت بخطوات ثقيلة..أستقبلتني الخادمة..
وأخذت مني الدواء..والحقيبة..وكذلك عباءتي..
شعرت بدوار بسيط..فذهبت ورميت بجسدي على أقرب أريكة

ثواني فخرجت أمل.. وبيدها صينية..
عليها..طبق مقعر للشوربة..يتطاير منه الدخان
وصحن صغير فيه فطائر..
وكوب من الماء..

سديم: جزاك الله خير...ما قصرتي..

أمل: سلامات.. ما تشوفين شر..
يا الله كولي..

سديم: لا ما أشتهي..

أمل: يا الله عشان تاكلين دواك..
إلا وش قالت لك الدكتورة

أخبرتها بما حدث..
فقالت: يعني اللي جاك بسبته...طيب هو سمع يوم قالت لك الدكتورة
كذا..

سديم: الحمد لله شبعت..
آآ ما أدري...أتوقع سمع...بس هي يوم قالت لي كانت ساحبة الستارة..

أمل: طيب أرتاحي نامي لك شوي..

مددت قدمي على الأريكة الطويلة التي أجلس عليها..
أغمضت عيناي..واستسلمت للنوم بسرعة..




عاد أبي من العمل..وعلم بمرضي..ولكن لم نخبره بالسبب..
وأما خالد فقد أخبرناه ... بأن ما حدث لي نتيجة لضغوط التي أتعرض
لها... كان واجماً...هادئاً.. وكأنه يصارع أعصار هائلاً بداخله..

عند المغرب..حادثت أمل..خالتي أم ناصر..وأخبرتها
بمرضي...تأثرت كثيراً حين علمت أن ما حدث لي بسبب أبنها..
وعاتبته كثيراً..على حد قولها..

وشعرت..بذلك..حينما سمعت صوته بالهاتف..
كان رقيقاً معي..وفي صوته نبرة توحي بتأنيب الضمير..
طلبت منه أن يتركني أن أنام هذا اليوم عن أبي..
حقاً كنت مشوشة..فيبدوا أنه قد حان الوقت لأتخاذ القرار
ولم يعد الوضع يتحمل التأجيل...

بدأت أكره ناصر..ولا أحب النظر لوجهه أو حتى سماع صوته
وكل ترددي الحالي..هو من أجل أبي...وأمي..

.


.


.


في ظلمة الليل...وعند الساعة 12 ..كنت أصلي في غرفة فيصل
فليس لي غرفة هنا أختلي بها...بعد أن أحتلت أمل غرفتي..
وجعلتها غرفة ألعاب..لفيصل!!

سمعت طرقاً على الباب ...توقعتها أمل..
ولكنه كان خالد...دخل وجلس بالقرب مني..كنت حينها..أجلس
على الأرض وما زالت أرتدي لباس الصلاة "الجلال"
خالد بابتسامة: وش أخبارك

قلت بهدوء: الحمد لله

خالد: سديم وأنا أخوك..
أهم شيء صحتك..لا تفكرين أبد أن ما وراك أهل
متى ما بغيتي تنفصلين..ترانا وراك..وإذا كان هو ما يبيك
ترى حنا نبيك..

أخفضت رأسي..ولم أتكلم..
خالد: أنا ما أحثـك على الطلاق...لكن أنتي أعرف الناس بحالك
إذا شفتي أنه ما فيه أمل معه..لا تضغطين على نفسك..
خصوصاً....

صمت قليلاً وكأنه لا يريد قولها..
ولكنه أكمل: خصوصاً أنك عارفة أنك ما نقصك شيء..
ومثلك مثل أي بنت ما تزوجت..

شعرت بخجل..تلاشى مع كومة الأحزان التي تسيطر
على الأجواء من حولنا..
خالد: تراي علمت أبوي.. لأنه كان حاس أن الوضع موب طبيعي
وهو بنفسه قال لي أن الرجال موب رجال لين ذاك الزود
يعني يقول يوم كلمته يجي يتغدى بكرى لأنك عندنا..
أعتذر وأرتبك...أبوي يقول..أني استحيت وأنا أكلمه من كثر ما هو مستحي
كأني قاعد أكلم طفل..

سديم: يعني أبوي حس أن ناصر موب طبيعي

خالد: إيه...واضح...يقول أني وأنا أكلمه ما أحس أني أكلم رجال..
ويا سديم...شكل الرجال موب طبيعي..
لا جاء عندنا..يقعد مرتبك...ما يتكلم إلا إذا أحد سأله سؤال..
وما يمكن هو يبادر بالكلام..

سديم: طيب ليه أنتم ما حسيتوا أنه كذا يوم جاء يخطبني

خالد: سديم... بذاك الوقت معذور لو أرتبك أو أستحى
لكن الحين معليش أحس وضعه موب طبيعي..

سديم: إيه...حتى ندى قالت لي أن ناصر متعود يعيش حياته
لحاله وموب أجتماعي..واليوم شفت بكيس بالبيت مجموعة كتب وكان
من ضمنها كتاب عن تعزيز الثقة بالنفس..وشيء زي كذا..

خالد: سديم أنا أقول أن الواحد ما يدري الخيرة وين..
أنتي استخيري ربك إن كان فيه خير..يعدل حالكم..وإن كان فيه شر لك
يفرق بينكم...ولا تنسين..(وإن يتفرقا يغني الله كل من سعته)

سديم: أبوي ..وش بيسوي

خالد: بكرى بيجي يتغدى ناصر معنى..وبعد العصر تروحين معه عادي
وبعد بكرة أبوي بيتصل عليه العشاء عشان يجي ويكلمه بالموضوع
وإذا شاف أنه مرة موب مستعد يتعاون معنا...فالحمد لله لك بيت يعزك

قلت بهدوء: خلاص بستخير...وأشوف

خرج خالد..وأغلق الباب من خلفه...صليت واستخرت..
وسألت الله أن يدلني لصواب ويرضيني بعد ذلك...

وبعد أن انتهيت..سحبت قدمي ببطء واستلقيت على سرير فيصل
عندها..دخل فيصل..وهو يقفز فرحاً..
وقال ببرائة: سديم أنتي بتنامين ببيتنا صح

آلمتني كلمة بيتنا.. هل هو بيتهم فقط..أم أنني سأعود ليكون بيتي معهم
سديم: إيه...بنام عندكم

فيصل: وين ناصر

سديم: ببيتهم..أنا تعابنه بنام عندكم

جاء وقفز بالقرب مني..
وقال بابتسامة: بتنامين بغرفتي؟!

سديم: إيه..عشان أنا ما عندي غرفة...
تنام معي؟

فيصل بفرح: وتقصين لي قصة؟

سديم: هههه إيه وأقص لك قصة...بس ترى بقص لك قصة وحدة بس..

فيصل: أبوي يقص لي ثنتين..
بنام عنده

سديم: أممم خلاص أقص لك ثنتين

قال وهو ينزل من السرير..ويجري خارجاً...: خلاص ...أنا...
بألبس البدامة وأدي << البجامة..وأجي

أسندت ظهري على السرير..وسرحت بفكري..
إنها أيام معدودة...أو ساعات معدودة..وقد أعود هنا لهذا المنزل
ولكن بلقب " مطـــلقة"

قطع تفكيري..دخول فيصل...قفز عندي وسحب الغطاء..
وقال بسرعة: يا الله قصي

سديم: هههههه يا الله....
أممم....أممم.

فيصل: أف يا الله

سديم: طيب... كان يا مكان في قديم الزمان..
.......

......

بعد ربع ساعة..خلد فيصل للنوم..
نظرت لوجهه البريء..فقبلته..برفق..وأحكمت غطائه
الذي كان مليء بالرسومات..سيارات...طائرات..وسفن

قرأت أوراد النوم..
وأخذت أفكر....وأفكر...حتى أنتزعني النوم
من غمرة أفكاري

.


.


.


.

جاء ناصر بالغد..وتناول الغداء عندنا
وبعدها عدت للمنزل..ولكن في طريقنا للعودة
قلت له: ناصر..ممكن أطلب طلب

ناصر: سمي

سديم: آآ بصراحة ما لي خلق بيتنا..ليه ما نروح عند أمك
لين تتحسن نفسياتنا

ناصر: خلاص بكيفك..

كانت أم ناصر هي من طلبت مني ذلك..
حينما حادثتني لتسلم علي وتطمأن على صحتي..
حقيقة.. تعجبت من موافقة ناصر السريعة
خصوصاً..أنني قد طلبت منه سابقاً أن نسكن مع أمه ..
ولكنه رفض..

.


.


.

دخلت منزل خالتي أم ناصر..فاستقبلتني ندى بابتسامة أخوية
مميزة..ودلتني على الغرفة التي سأنام بها ..
لم يكن معي..سوى القليل من الملابس..علقتها..
ثم سرحت شعري..ونزلت معهم لشرب القهوة..

كانت ندى سعيدة جداً ببقائي عندهم...
مر الوقت وها نحن نجتمع لتناول العشاء..
خالتي أم ناصر: سديم أكلتي دواك..

أبتسمت بمحبة وخجل: إيه ..الله يجزاك خير..

لا أعرف لم شعرت بأن بسؤالها مغزى..خصوصاً مع تلك النظرات
المؤنبة التي أرسلتها لناصر..
رأيته يخفض رأسه بألم وإحراج..
تناولت القليل من الطعام...ونهضت..
خالتي أم ناصر: وين يا بنيتي ما أكلتي شيء

سديم: لا بس الحمد لله شبعت..

ناصر: ما أكلتي..تعالي كملي أكلك..

سديم: لا بس الحمد لله...

جلست قليلاً مع ندى..
كم أشعر بانشراح حينما أجلس معها....
سديم: ناصر ما له أصدقاء..

ندى: لا...ناصر يحب يقضي الوقت لحاله..
تصدقين أنه أحياناً...يحب يتابع المسلسل أو الفلم لحاله أما بغرفته أو الملحق.. والمشكلة
أننا نكون مثلاً فاتحين على نفس المسلسل أو الفلم
بس يقول لا أنا أحب أقعد لحالي...

سديم: غريبة ليه يعني يقعد بالملحق دام أنه أصلاً ما عنده أصدقاء..

ندى بشيء من الحزن: هو من بعد ما أبوي توفى وهو يحب يجلس
لحاله...
بعد ما شفتي شيء السنين الأولى من وفاة أبوي كان يقعد بالملحق طول وقته ما نشوفه
إلا إذا جاء ياكل أو ينام..حتى ما يتقهوى معنا..

سديم: شكله تأثر بالمرة..

ندى: إيه لأنه كان قريب بالمرة لأبوي..
أما عمار يوم يتوفى أبوي ما كان كبير بالمرة...

.


.


.

لا أعرف لم أصبحت أسأل كثيراً عن ناصر..
ربما لأنني أريد أن أتأكد...مما شككت به...وهو أنه مصاب بمرض
نفسي...سواء توحد..أو عدم ثقة بالنفس..وأحياناً أشك أنه مصاب برهاب
اجتماعي...
صعدت لغرفتي في الحادية عشر والنصف..بدلت ملابسي..
واستلقيت على السرير.. دخل بعدها ناصر..
كان خجلاً جداً من نفسه..ودوما ما ينظر لي..
يبدو أنه يعاني من تأنيب الضمير!!



مرت تلك الليلة بسلام..وفي الغد...
أخبرتني خالتي بأنها عاتبت ناصر بسبب ما أصابني..
وأنه قد تأثر كثيراً...
سديم: بس يا خالة هو ما له ذنب...
الله اللي يدخل الحب بقلب الواحد..

خالتي أم ناصر: والله يا بنيتي لو أنك ما تنحبين كان ما حبيناك أنا وندى
حتى عمار يمدحك وهو ما يعرف عنك شيء...بس هالولد..كنه بزر...

.......




حينما جاء المغرب...قربت ساعة الصفر...
ترى ما الذي سيحدث...
طوال هذا اليوم..كنت أتهرب من الجلوس مع ناصر بمكان واحد...


في العصر حادثتني خلود لتطمأن علي...وأجبتها بأنه لا هناك جديد..
والآن أنا أجلس مع ندى بغرفتها ...كانت تتكلم عن حياتها..وعن الأيام
المُرة التي قد مرة بها..
كنت أتحدث معها وأنا أضغط على نفسي..
ندى تتحدث معي وكأنها وجدت ضالتها...
وكأنها كانت تعاني مما أعاني منه...وهو عدم وجود أخوات..
وأنا ...كنت أشفق عليها...هي لا تعلم بأنه قد ينتهي كل شيء بينينا
بظرف ساعات قلائل..

سمعت أذان العشاء..فازدات تقلصات معدتي...
ونبضات قلبي...ترى ما الذي سيحدث بعد قليل..
وعلى ماذا سترسوا الأحوال..

صليت بغرفة ندى..
وحينما سجدت..دعوت الله بسجودي..
أن يرزقني الثبات والرضا..
وأن يريح قلبي بما أختاره لي...سواء كان فراق..
أو بقـــاء..

لا يمكنني أن أصف لكم شعوري بالضبط..
حينما سلمت من الصلاة..

سرت طمأنينة كبيرة لقلبي..
وشعور بالقوة..
نهضت وكأن أحدهم أخبرني..
بأن الفراق قد حان..

تقدمت لمكتب ندى..بينما كانت تدون بعض المحاضرات التي قد فاتتها..
سديم: ندى...آآ أبي أحد دفاترك...بس يكون دفتر محد يشوفه غيرك..

ندى بمرح: كل دفاتري محد يشوفها..

ولكن زال المرح عنها بثواني
فاردفت قائلة: بس..............ليه تبينه

قلت بابتسامة: بس بكتب لك شيء..

ندى باستياء: يا شينك يا سديم...لا تتشائمين..

ثم أكملت بعبرة: إن شاء الله ما راح نفترق..

سديم: إذا ما افرقنا..فالحمد لله..أقطعي الورقة..وأنسيها..
وإذا افترقنا................
.............تذكريني باللي بكتبه لكِ...

لم ترد علي بل سحبت دفتر من أحد الرفوف التي أمامها
ومدته لي دون أن تلتفت..

أخذته ثم عدت لسرير ندى..ربعت قدماي..
ووضعت الدفتر بحضني..
وأخذت أخط... كلمات....قد تكون ذكرى
حينما..تحول بيننا الأقدار..

.." بــ بسم الله الرحمن الرحيم...
أفتتح أحرفي الثكلى...

وبــ جزاك...الله عن كل خير..
يفتتح فؤادي حديثه...

في ابتسامتك..الرقيقة...وجدت أخوة بحثت عنها منذ أعوام مضت
وبحبك..ومرحك...كنت أغسل أكوام من أحزاني الثقيلة..

مرت أيام قضيتها معك...كغمضة عين..
ولكنك نقشت بقلبي حبك..للأبـــــــــد..

لن أطيل..ولكني أريد..أن أذكرك..
بالقرب من الله...والصبر..
والبر بوالدتك...

ورغم أني أقل منك سناً..إلا أنني أحب أن أقول لكِ
كوني قويــــة...ولا تجعلي فتن الدنيا..تجرفك لتيار..لا يمكنك
الخروج منه...

حبيبتي..ندى..
سامحيني إن كنت قد أخطأت عليك بيوم..
ولا تنسي أختاً مرت عليك..بسنة من السنوات..
ولكن أقدار الله ومشيئته..أقتضت..
أن تفترقا..

وبرغم من هذا تأكدي..
بأن حبي لكِ...لن يخفت...ولن تنطفئ
شعلة الضياء التي أشعلتها بقلبي..

أذكريني...بصلاتك..
وأذكريني..حينما تقفي أمام أطهر بقعة..
أذكريني حين طوافك...
لا تنسيني من دعوة صالحة..
كما أني لن أنساك من صالح دعاي..

تأكدي....ثم تأكدي....ثم تأكدي
أنني أحببتك من أعماق قلبي..
ولكن ليس بيدي..أن نبقى معاً...
فهذه مشيئة الله وحكمته..

اعذريني..لركاكة أسلوبي..
فلم يعد هناك الوقت الكافي..
لأنمق لكِ أحرفي..

ولكني أتمنى..أن تكون تلك الأحرف.. البسيطة... والمتواضعة
قد حملت لكِ ولو جزءً بسيـــــطاً..من ما يحمله
القلب تجاهك...

تذكريني..دومـــاً
أختك...
S
....."

أغلقت الدفتر...بيدان مترددتان..
ووضعته على طرف مكتبها..
بينما كانت هي تلتزم الصمت...ولا يقطع صمتها..سوى شهقات
بسيطة تنطلق ما بين لحظة وأخــرى..


خرجت.. بصمت..دخلت الغرفة التي نمت فيها بالأمس..
وجدت اتصالا من خالتي الجوهرة..
فاتصلت بها...
سديم: هلا خالة

خالتي الجوهرة: هلا سديم وش أخبارك

سديم: الحمد لله

خالتي: هاه ما فيه جديد..؟

سديم: لا من بعد ما كلمه خالد قبل كم يوم ..ما صار شيء

خالتي: وما زال مصر أنه ما يتعاون معكم بأي حل..

سديم: لا..بصراحة أنا خلاص..بديت أقتنع بالمرة أنه فعلاً ما فيه حل

قاطعتني خالتي: أنا كنت متصلة بقول لك كذا..
الحمد لله أنتي صغيرة وما ناقصك شيء..
وصدقيني بيخلف عليك ربي باللي أبرك منه بألف مرة

قلت بهمس: إن شاء الله

خالتي: وأبوك للحين ما علمتوه..

سديم: إلا خالد علمه...والحين ناصر عند أبوي
إذا كان فيه حل وإلا خلاص برجع لأبوي..

خالتي: زين أنكم خليتوا أبوك اللي يتفاهم معه..
ولا تضيقين صدرك...صدقيني موب صاير إلا اللي كاتبه ربي
ودام أن جاء الرفض من عنده فالحمد لله.. خصوصاً..أنه
مثل ما قلتي..انطوائي..وخجول..وما يحافظ على الصلاة بالمسجد..
مع أني يا بنيتي ودي أعرف دام خالد سائلن عنه وشلون ما عرفتوا
أنه كذا..

سديم: ما أدري محد قال لنا أنه انطوائي..صح كلن قال أنه
هادي..بس حنا ما فهمنا هدوئه أنه لهذي الدرجة..
أما الصلاة فأنا صدق مستغربة..

خالتي: إيه عاد اللي كاتبه ربي لازم يصير..حتى لو سألنا وكلن مدحه
طيب هو ما رجع للحين؟

سديم: لا غريبة الحين لهم ساعة ونص طالعين من الصلاة غــ..

رأيت ناصر قد دخل للغرفة..
فقلت لخالتي: زين يا الله مع السلامة..

خالتي: مع السلامة..

رأيته يعلق غترته..ثم خرج..
خرجت بعده وذهبت لندى..

ولكن فور أن جلست بطرف السرير
حتى رأيت خالتي أم ناصر تقف على الباب..
والهم والوجوم على وجهها: سديم...مرة أبوك..أمل
تحت بالمجلس..

سديم:آآ بالمجلس...خير وش فيه

قالت بهم..وعبرة: ما أدري أنزلي وشوفي

نزلت درجات السلم..بسرعة
اتجهت للمجلس وهناك..رأيت أمل كان وجهها محمر والدموع تتقاطر
من عينيها دون توقف..
أمل ببكاء: هلا سديم..أبوك يقول تعالي معنا..ما له لزمة تقعدين هنا
وخالد برى يحترينا

بقيت أنظر لها لفترة دون أن أتكلم..
كنت أحاول استيعاب الأمــر رغم أني كنت متوقعة حدوثة
بل كنت متأكدة...ولكن لحظة الأبتلاء
تخلتلف عن انتظارها..
سديم: طيب..شوي وأجي

صعدت درجات السلم..برفق...وببطء
كنت أسير وكأني بحلم...بل...وكأني " روبرت" مسير<< رجل آلي..
فتحت الغرفة..
أخذت أغرضي..لبست عباءتي بأطراف مرتعشة
ألقيت نظرة على طرف الغترة التي كانت معلقة
ولكن سبحان من جعل بقلبي قوة آنذاك
لم تحرك بقلبي أي مشاعر..

أتجهت لغرفة ندى..
وجدتها على حالها..
فهمست: ندى

نظرت لي بصمت ويبدوا أنها بمجرد نظرها علمت بما قد حصل
سألت رغم أنها تعرف الجواب: خلاص

ابتسمت بحب: إيه خلاص..
مع السلامة

ثم مددت يدي لها لأحتضنها
أقتربت بهدوء..وارتمت بحضني..
بكت عندها بشدة....وهي تشد يديها علي..
قلت وقطرات الدموع تنساب من عيني: خلاص ندى..
هذا اللي ربي كاتبه علينا...صدقيني ما راح أنساك

سحبت نفسي منها ببطء..
ثم قلت وأنا القي لها ظهري: مع السلامة..

نزلت ..فوجدت أمل على حالها تبكي..
سديم: خلاص...وش فيكم ...هذا قدر ربي

قالت أمل بصوت مختنق: ما كنت متوقعة أن بيصير لك
كذا بسبتي..

سديم: هذا اللي ربي كاتبة علي..

ركبت..السيارة..وجدت هناك خالد..
كان ممسكاً بطرف المقود..ومخفض الرأس..
ويبدوا مهموهاً..
أمل: يا الله خالد..

خالد: ما نسيتي شيء عندهم

همست: لا

عم بعدها صمت حارق..لا يقطع ذاك السكون سوى بكاء أمل
الذي لم يتوقف..
بينما كنت أنا واجمة...تهبط من عيني الدموع بصمت
وكأني لا أشعر بها..
بعد مدة...
قال خالد: أنتم ناس مؤمنين..تعرفون أن الله ما خلق هالدنيا للراحة
والمؤمن مبتلى..
والحمد لله أنا متأكد يا سديم أن ربي بيخلف عليك بخير منه
وتأكدي تراك أحسن منه بألف مرة....وهو اللي خسران
موب أنتي..

أكملت أمل لتواسيني: حتى يا سديم..والله أن أمه قبل شوي
يوم قلت لها حنا جايين ناخذ بنتنا قالت..تأكدوا أن ولدنا هو الخسران
موب أنتم..وحنا موب لا قين أحسن منكم..بس هذا اللي ربي كاتبه..
يعني شوفي يا سديم..

قاطعتها بتوتر: وش فيكم... خلاص
أنا ما شكيت..الحمد لله أنا استخرت..من قبل لا أتزوج..
واستخرت الحين...وعارفة أن الخيرة باللي ربي كتبه لي أين صار
أنا ما خسرت شيء..بالعكس احمد ربي اللي فرقنا
لأني ما أبي عيالي يصير هذا أبوهم....
ناصر موب قدوة

غطت عندها أمل ببكاء عميق..مخيف
بينما قال خالد: ما شاء الله... تبارك الله
الحين بس تأكدت مليون بالمية أن ناصر..ما يستاهلك
وأنك تستاهلين اللي أبرك منه..
وربي موب مخيب ضننا فيه..

همست: الحمد لله على كل حال..

.

.

.

.

هل تسأل عن مر
الألقاب..

عن أسمي..
ولقبي..مر
هو...وعذاب..

باتت..هذا اليوم
أحلامي..
لسراب
.

.

هل تسأل..
عن حرقة قلبي

لوعة..هم..غم
إيمان.. جرح...و فرح

هي مفردات..قد
تعني جزء من
من آهات يتجرعها
قلبي..

...هل..
تتفهم...هل تعي
حيرة شعوري

عجيب..
أن أقف...صامدة
وبركان ثائر
يزمجر في جوفي

نيران ..تنصهر
وتتدفق..في أنحاء جسدي

ولكن قوة..
ثبات...تلتف من حولي

وكأنها...رذاذ
ميــــاه..
يصارع..
تلك البراكين
الهائلة

.


.


.


دخلت اليوم منزل ابي..
ولكن لأعود عضوة فيه...
دخلت فوجدت..أبي هناك..سلمت عليه
فقال: هلا ببنيتي...ونور بيتنا..تعالي أجلسي جنبي

جلست بعيداً
وقلت بثبات: لا بجلس هنا..أنتوا وسعوا صدوركم ما صار شيء

أبي: طيب تعالي جنبي بقول لك شيء

سديم: موب لازم...لا تكبرون الموضوع

كنت في هذه الأثناء ثابته..حتى قطرات دمعي قد جفت...
أمل ببكاء مر: روحي أجلسي عن أبوك..
يمكن بيقول لك شيء..

أبي وهو يؤشر للمكان بجانبة: تعالي هنا

نهضت بتثاقل..لا أريد أن يحتضنني أحد..لا أريد أن أبكي
لندع اللحظة تمر بسلام..
ولكن لم يفهم أحدهم شعوري..
جلست بالقرب منه...مد يده الدافئة ...الحنونة من حولي
وهمس: وسعي صدرك يا بنيتي..الحمد لله..أنتي ما ناقصك شيء
وربي بيبدلك خير منه..

قلت بضيق: الحمد لله

أبي: رددي معي..
لا حول ولا قوة إلا بالله

همست بصوت لا يسمع:لا حول ولا قوة إلا بالله

أبي وهو يضغط علي بيده: قولي

سديم: قلت

أبي: لا قولي بصوت عالي خليني أسمع..

سديم: لا حول ولا قوة إلا بالله

أبي: إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم..أجرني في مصيبتي..وأخلف علي خيراً منها

سديم: إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم أجرني في مصيبتي..وأخلف علي خيراً منها..

أبي: اللهم إليك أشكوا بثي وحزني..وضعفي وقلة حيلتي
وهواني على الناس..أنت ربي..إلى من تكلني..إلى عدوٍ ملكته أمري
أم إلى قريب يستهزئ بي..
إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي..ولكن عافيتك هي أوسع لي

أهتز قلبي لسماع هذا الدعاء
فاغرورقت عيناي بالدموع..لكني زجرتها
ورددت: اللهم إليك أشكوا بثي وحزني..وضعفي وقلة حيلتي
وهواني على الناس..أنت ربي..إلى من تكلني..إلى عدوٍ ملكته أمري
أم إلى قريب يستهزئ بي..
إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي..ولكن عافيتك هي أوسع لي

أبي: أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له الظلمات ..
وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن يحل بي سخطك وعقوبتك..
لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك..

سديم: أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له الظلمات ..
وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن يحل بي سخطك وعقوبتك..
لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك..

انحنى أبي عندها وقبلني
ثم قال: بنتي والله ...
تأكدي أن ربي بيخلف عليك بخير منه
وبتذكرين كلامي..

أمل: والله ...وما أتعلى على الله بكلامي..
أن ربي بيخلف عليك بخير منه..
وموب مضيع أجرك وصبرك..

كنت أنتشي بكلماتهم تلك..
وكأنها كانت تأكد هاجس كان بقلبي منذ أيام
بأن ما حصل لي الآن سيكون مجرد ذكرى عابرة..
وأن الله سيخلف علي...بمن سينسيني كل ما حدث...

.


.


.

خرجت بعدها للحديقة..وكأن الهواء قد حجب في الداخل..
بل بالفعل الجو في الداخل خانق..
بسبب بكاء أمل..الذي لم يتوقف...

وهناك...فور أن وضعت قدمي على درجات المدخل
وجدت خالد..لتوه يدخل من باب المنزل..
حبيبي أخي..يبدوا أنه قد خرج بسيارته..ليهرب من هذا الجو الخانق
وليستعد للوقوف بجانبي..
رفع بصره لي...فالتقت عيني بعينيه..
ابتسمت مجبرة...كي لا أثقل عليه..
وبادلني هو بابتسامة حانية..
أقترب مني..كنت أريد أن أصرخ به...أبتعد..
ولكن لجمت حينما رأيته يلف يديه حولي بحنان..
سديم: خالد ما صار شيء..لا تضيق صدرك..

خالد: سديم...كلنا ندري أن الموقف صعب عليك أكثر من ما هو صعب
علينا...طلعي اللي بقلبك ولا تكتمين......
أنا....وأنا رجال ذرفت دموعي...عارف أن الوضع صعب..والله عارف
بس أنتي قوية..

عندها وضعت رأسي على كتفه..وشددت قبضتي حوله
وبكيت بلــــــــــوعة....وحـــــرقـــــة..وألـــــــــم

كان خالد عندها يمسح على ظهري برفق..
ويذكرني بالله..والصبر والاحتساب..
عندها شعرت بأنني..أكبر الموضوع
فضغطت على قلبي..وسحبت يدي لأمسح دموعي..
وحاولت الابتعاد عنه..
خالد: فرغي اللي بقلبك حبيبتي لا تكتمين..

قلت بضيق وأنا أبتعد عنه: خلاص..أنتم وش فيكم..
أنا ما بي شيء..

وأكملت بعبرة: بس أنتم لا تضيقون صدوركم
ما فيه شيء يستاهل....هو ما يناسبني..
وربي أبعده عني..

خالد: أدري...والله أدري

ثم أخد نفساً عميقاً
وقال: الله يوفقك..ويخلف عليك..

مد يده..وسحبني..سرت معه
وجلسنا معاً بالحديقة..أخذ يحدثني..عن الرسول( عليه الصلاة والسلام)
وعن الابتلاءات التي تعرض لها..وكذلك عن الابتلاءات التي تعرض
لها الصحابة..والتابعين..

كنت أستمع له..وأكرر بداخلي..هذا ما حدث لهم وهم خير مني
فلما أجزع وأنا لم أبلغ ما بلغوه من طاعة..وخوف وعبادة لله..

.


.


.

يـتـبـع

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
قديم 25-05-08, 06:21 PM   المشاركة رقم: 74
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

.

.

.

في الحادية عشر ليلاً....وبعد أن تناولنا العشاء..
بصمت ...هدوء...وسكون مخيــــــف
حتى فيصل لم يكن موجود

أقترح علي خالد أن نذهب لأمي..
كي أبتعد عن أمل...خصوصاً أنها كانت تبكي..بشدة...
وكأنها هي المطلقة...حقاً ردة فعلها ستردي حالتي النفسية
وتحيلها لحطام..

دخلت منزل..جدتي "منيرة"..
وهناك وجدت أمي وحدها..
نهضت بسرعة وكأنها لم تتوقع مجيئنها خصوصاً
بهذا الوقت..
أمي: هـــلا والله..هلا بحبايـبي..

خالد وهو يقبل أمي: الله يسلمك...وش أخبارك..وش مسوية

أمي : الحمد لله...وش الطاري جايين بهالوقت..

سديم: مشتاقين...وإلا ما تبيننا

أمي: والله كن الدنيا كلها نورت بعيني يوم دخلتوا
بس غريبة وين رجلك...الساعة 11 الحين
مسافر هو؟

صمتت ولم أتكلم
فأجاب خالد: يمه..مشتهي شاهي..من يديك الحلوة

أمي وهي تنقل بصرها بيننا: توي مسوية شاهي..
أقعدوا بجيبه وأجي..

ذهبت أمي للداخل..
بينما قال خالد: حاولي تصيرين قوية..لا تخلينها تتأثر

هززت رأسي بصمت...صعب..صعب أن تجد الصدر الحاني
أمامك..ولكن لا ترمي نفسك عليه ..خوفاً على مشاعره...

دخلت أمي..كان يبدوا عليها القلق..
سكبت الشاي..وأعطت خالد فنجاناً..فمده لي
همست: لا بس ما أشتهي..

وضعت أمي فنجان الشاي أمامي على الطاولة الخشبية
التي أمي..ثم جلست بجانبي..
وسألت خالد: خالد فيه شيء صاير..

صمت خالد لبرهه..
ثم قال: يمه...سديم كان بينها وبين زوجها مشاكل بسيطة
وهو ما يناسب لها..فالحمد لله كل شيء مقدر ومكتوب
و....وأنتي تدرين أنه ما يصير إلا المكتوب
وإن شاء الله ربي بيعوضها باللي خير منه..

قالت متفاجأة: يعني خلاها..

قلت بهدوء وببتسامة: الحمد لله يمه..
أنا عادي ما ضاق صدري..هذا شيء ربي كاتبه..
وهو ما يناسبني..واستخرت بعد..

صمتت قليلاً..ولم تتكلم..
ولكنها بعد ثواني قالت: لا حول ولا قوة إلا بالله ...لا حول
ولا قوة إلا بالله... ما أذكر بينكم مشاكل..

خالد: موب مهم أول...المهم الحين..
وسديم ما شاء الله ما جزعت من اللي ربي كتبه عليه
فلا تجزعين أنتي..

أمي: الحمد لله....الحمد لله على كل حال
الله يبدلها بخير منه..

خالد: آميــــن...المهم..سدومه بتنام عندك..
وسعي صدرها...ولا تضيقينه والحمد لله ما صار شيء

رفعت رأسي وقلت: إيه يمه الحمد لله ما صار شيء شديد
والحمد لله أني ما طولت معه..كلها شهرين

.


.


.


.

بعد أن نامت أمي..
قمت فصليت الشفع والوتر..وأفرغت كل ما في قلبي
التجأت لربي.....وسألته بأن يعوضني خيراً مما أخذ مني

وبعدها نمت والصداع يكاد يفجر رأسي...

.


.


.

في التاسعة والنصف صباحاً..
رفعت جهازي الجوال..
ودون شعور مني...وجدت نفسي أتصل بخلود..
ولكني..أقفلتها بسرعة...
رحمة بها..

ولكن فوجأت بها تعيد الاتصال علي
بنفس اللحظة...
رفعته بتردد..
سألتني عن حالي..
فأجبتها بكلمة واحد...." خــــلاص"
.


.

"لم اصبر أصررت عليك بان نخبر أمي ..وأخبرناها وهدأتنا انه قد
تكون عين خفيفة تزول مع بعض القراءة.
دعيت ربي مرارا أن تزول هذه الأزمة..
وفي داخلي حديث يدور " لا ..لا إن شاء لله ما يصير شي "

اذكر في تلك الفترة كانت العنود تأتي إلينا يوميا كي تنجز أعمال الكلية وسألتني عنك
تلعثمت ولم أود أن أقول لها أن هناك شيء يحصل..
رددت عليها ببساطه "الحمد الله طيبه ما فيها شي".

كنت أحادثك دوما كي اطمئن على حالك ..
وفي أحد المرات عندما أردت أن أهاتفك وجدتك تتصلين على
جوال أمي ولكن الاتصال انقطع...أعدت الاتصال..
سألتك عن حالك أجبتي بكلمه واحده" خلاص"
انقبض قلبي وهناك بروده تسري في جسدي ..
لم افهم ما عنيته ولم أكن أود أن اطلب منك إيضاحا
أردت تزييف الكلمة .."لا يا خلود ربما تعني خلاص الحمد الله ما فينا شي.."
أو"خلاص ...!"

لم احتمل رميت الجوال لأمي علها تفهم أكثر مني وتريحني..وضللت أراقب حركات أمي وهي تهز رأسها وتقول"إيه إيه والله انك صادقه
ما ندري وين الخيرة فيه"
وفهمت من كلامها أنها تحادث خالتي نورة "أمك"..
ومره أخرى أردت تزييف الكلمات التي اسمعها ..
لا.. لا ربما تقصد خالتي نورة وانه ما من داعي لغضبها!!

أغلقت أمي الجوال أسرعت إليها كي تخبرني بما حصل لكنها لم
تعرني اهتمام ..
تشاغلت عني تبحث عن رقم في جهازها ثواني ثم رن هاتف البيت
وردت أمي" إيه.. إيه خلاص أللحين افتح الباب، لا ..
لا باب الرجال أحسن"
أردت أن اصرخ أمي ما الذي حصل هناك ربكه تحصل
"يمه ما قلتي لي وش قالت لك خالتي نورة"

" الشكوى لله يا خلود..الواحد ما يدري وين الخيرة فيه..
يمكن ربي مبعده عن شر"

"ليه وش صار ..ووش تقول خلاص وش قصده"

"يعني خلاص تركه"

والله لن تسعفني الكلمات هنا كي اصف لك كم هالني الموقف..
وكأن هناك شيء حارق يتصبب من فوق رأسي
جلست على الأرض في غرفة أمي بصمت وفي شفتي شيء ثـقيل
لا يتوقف عن الاهتزاز
مسكت يد أمي كي انهض واجلس على سريرها
" يمه يعني طلقه"

"قولي لا اله إلا الله..شوفي سديم أحسن منك وتوكلت على ربها...
مشاء لله صوته مرتاح"

رفعت نظري لأمي لأرى دمعه حبيسة تأبى الخروج في عينيها
جررت أقدامي متجه إلى غرفتي واحتضنت مخدتي وبكيت وكان
صوت بكائي عاليا ولم أكن أخاف أن يسمعني احد فالكل في المدرسة
ما عداي ومازلت أمي في غرفتها تصلي..عندما خرجت من غرفتها
سمعتني واتجهت إلي وهي غاضبه
" خلاص بس لا تشوفك وأنتي كذا..تراه عند الباب بروح افتح لها..
تعوذي من إبليس"

نهضت مسرعه امسح دموعي واغسل وجهي ونزلت متجهة إلى
المجلس لم أجد احد لكني سمعت صوت أمي وأخيك عند باب
الشارع ..فانتظرت دخولك .
أطليتي بوجهك وأنتي تلبسين العباءة..
حينها لم أتمالك نفسي واحتضنا بعضنا وبكينا .
وضللت لمدة ثلاث أيام تأتين إلينا ومن ضمن الأحاديث التي دارت بيننا
هو حزن زوجة أبيك وبكاءها المستمر عليك وقولها " أنا السبب"
حتى أنكم خفتم عليها لذلك أردتم أن تبتعدي عنها . آلمني هذا الحديث
وربما أيضا وجد الشيطان طريقه " اها إذا لم تأتي إلينا سديم لأنها
تحتاجنا إنما من اجل رحمتها لزوجه أبيها"
نهرت نفسي على هكذا قول ..
ربما أنا مخطئه في تفكيري لكن هذا كان شعوري وقتها "
.


.


.


.


.

حينما حادثت خلود..واكتفيت بكلمة " خلاص"..
انتقل الخط بعدها لخالتي الجوهرة..ولكن أمي أخذت مني الجهاز
وأخبرت هي خالتي بما حدث..
ولأن أمي وخالتي يعلمون أني ارتاح لخلود كثيراً..
اقترحت خالتي الجوهرة أن أأتي عندهم كي ترتاح نفسيتي..

حقيقة ارتحت كثيراً لوقوفهم معي..
ومرت 3 أيام على ذلك..
ولكني كنت في هذه الايام أتنقل بالنوم تارة عند أبي وأخرى عند
أمي..

فأبي يريد أن يراني..كي يطمأن علي..
وأنا أهرب نهاراً من مقابلة أمل..
التي كل ما رأيتها ..أشعرتني ببشاعة ما حصل لي وكأني
أول فتاة تطلق على وجه الخليقة..
حقاً كانت نفسيتي تنزل للحضيض حينما أرى انهيارها..
من ردة فعلها الغريبة...شككت بأنها كانت تعلم بأن ناصر ليس طبيعياً
تماماً...

في تلك الأيام كنت أسأل أبي دومـاً..هل وصلت ورقتي أم لا..
ولكنها لم تصل..حقيقة بدأت أخاف..أن يتراجع ناصر عن طلاقي
وأنا لم أعد أطيقه..ولا أريد العودة له
بل ارتحت كثيراً حينما انتهى كل شيء..
آه متى ستصل ورقتي...هذا اليوم الرابع..
وأهل ناصر في صمت دائم..

دخلت على أبي في مكتبه.. كان ممسكاً بالصحيفة..
أخذت نفساً ثم طرقت الباب..
أزاح الصحيفة عن وجهه ثم نظر لي..
وقال: سديم...هلا والله ادخلي يا بنيتي..
تعالي هنا..

وأشار لمكان بجانبه..على الاريكة الوحيدة التي بمكتبه..
أبي: تبين شيء يا بنيتي..

سديم: لا...بس......ما صار شيء جديد؟

أبي: لا...مثل أيش..

سديم: آآ يعني ما أرسلوا شيء للحين..

أبي: لا بس إن شاء الله قريب لا تخافين وأنا أبوك..

سديم: أنا....أنا اخاف يتراجع...وما يطلق

أبي: أبد لا قال كذا..حنا بندفع له المهر اللي دفعه..وينقلع عنا..

تنفست براحة
فقال أبي: تأكدي يا بنيتي أن أبوك موب مخليك وإن شاء الله ما يقصر
عليك شيء دامي حي..

صمت قليلاً ثم قال: وشلون كانت حياتك معه..عسى بس ما كد مد يده وطقك ..وإلا شيء

سديم: لا والله الحمد ما صار شيء

أبي: أنا ملاحظ أنه خواف..بس قلت لا يصير فيه مرض نفسي
وإلا شيء..
من يوم جيتوا من ماليزيا وأنا شاك أن الرجل موب طبيعي..
طول الوقت وهو مرتبك..ويدينه بأظافرة..
وإن تكلمت رد بكلمه وأسكت..

سديم: إيه...أنا ملاحظه أنه يقطع أظافره بيدينه كل شوي..

أبي: حسبي الله على أهله اللي ما علمونا..
ويوم أعزمه على الغداء..كان خايف..ومرتبك..كني بآكله
إيــه كل بياخذ جزاه..الله ياخذ حقنا منهم..إن كانوا غاشيننا فيه

سديم: يمكن ما دروا أنه لهذي الدرجة..خصوصاً أنه كان منعزل
عن أهله

أبي: هذا بلا أبوك يا عقاب
ما أنعزل عن أهله إلا أنه مريض..حتى يوم اناديه عندي أشوف
وش مشكلته كان طول الوقت منزل راسه..
ويوم قعدت اتناقش معه..أن الواحد ما يلعب ببنات الناس..ويطلق
بدون سبب..وإن كان العيب ببنتنا علمنا...حلف أنه ما فيه شيء
شين جاه من طرفنا بس هو غصب ما حب..
أنا مليت وقلت له طيب أرفع راسك..وحط عينك بعيني وأن تكلمن أنا مثل أبوك
أرتبك وبدأ يشرح موقفه وعيونه مليانه دموع..
بصراحة يا بنيتي من يوم شفت دموعه..تأكدت انه موب طبيعي
أجل رجال طول بعرض..يصيح..بس عشاني اتكلم معه

سديم: الحمد لله إن ربي فكنا منه..
الله يشفيه..

أبي: آمين..الله يخلف عليك...وعليه..
بعد هو مسيكين محنب داعينن عليه..

سديم: طيب يبه الحين لنا أربع أيام..ليه ما تكلمهم

أبي: أنا كلمت عمه بس ما لقيته موجود..
ودقيت على جواله ولقيته مغلق..

المهم أنتي..لا تضيقين نفسك..عدي أنها رحله لماليزيا ورجعتي
خصوصاً أنك بنت والحمد لله وما ناقصك شيء من بنات الناس
حتى أمل يوم رجعت من الزواج اللي قبل كم يوم
قالت أنه كذا مرة بالعرس جت تسأل عنك تحسب أنك موب متزوجه

عموماً هالموضوع أنسيه...لو ما تعرسين إلا بعد ما تخرجين
موب ضارك...هذا البنات اللي أكبر منك ما بعد أعرسوا..
ركزي على مستقبلك وبس...وأنا كلمت عمك بدر..
ويقول أنه قاعد يحاول باوراقك..وإن شاء الله على بداية الترم الجاي
تداومين..

سديم: إن شاء الله
بس أنا أبي آخذ دوره بالحاسب أو الانجليزي

قطع حديثنا رنين الهاتف
فقال أبي وهو متجه ليرد عليه: أبشري من هالعين قبل هالعين

أبي: نعم...هلا...هلا والله
وعليكم السلام والرحمة...إيه دقيت المغرب على الجوال مغلق
ودقيت بعده على البيت..قالوا لي الأهل أنك طالع ...
لا أبد ما صار إلا الخير..
إيه لا أنا فاهم...أنا عارف...أدري والله
الله يعينه....إيه .....إيه الله يعينه...بس وأنا أخوك ما نبي نتأخر
لا أبد خله يستعجل....لا بس خلاص ما له داعي لتأخير
أنت مثل أبوه...وأكيد أنك أبو وعندك بنات..
وعارف كلن يدور مصلحة عياله...فياليت ما تأخرون علينا
قل له حنا محللينه بس أهم شيء كله ينهي الموضوع بسرعة
الله يجزاك خير.....عارف والله أنه موب بيدك...والله يجزاك خير
ما قصرت...هلا والله..

يبدوا أني فهت وفهمتوا أنتم أيضاً من كان يحادث..
أبي بابتسامة مطمأنة: هذا عمه...يقول أنه قافل على نفسه وبس يصيح
طول الوقت..
وأني أقول له لا تستعجل وفكر زين....

قاطعت أبي بخوف: لا ..وش لا يستعجل... أنا ما أبيه..حتى لو رجع

أبي: لا تخافين يا بنيتي..حتى حنا ما نبيه...وأنتي سمعتين يوم أقول له
خله يستعجل..
لا تخافين يا بنيتي...لو عيا جدعنا عليهم كم قرش..
وطلبنا خلع..

همست: الحمد لله..

.


.


.


.

في هذا اليوم..وبعد أن اطمأننت على أن ورقتي في طريقها للوصول..
شعرت بشيء من الراحة...

ها أنا..أنام بغرفة فيصل..حتى يجهز لي أبي غرفة جديدة..
أخذت أفكر بناصر ولم كان يبكي..طالما أنه لم يكن يريدني..
ربما أنه يهاب المواقف الصعبة..ويخاف منها...
قطع علي تفكيري دخول أمل...
أمل: السلام عليكم..

سديم: وعليكم السلام ورحمة الله..

تحركت أمل ببطء واتجهت للكرسي الذي كان بجانب الشباك..
كان فيصل يحب وضعه هناك...كي يصعد عليه..وينظر للخارج..
أمل: سديم..تعالي شوي أبي أكلمك..

لا أعرف لم شعرت بالخوف ترى ما الذي سيحدث..
سديم: ليه وش فيه..

أمل بابتسامة ذابلة: بس بكلمك شوي تعالي جنبي..

حينما قالت ذلك..خشيت أن تحتضنني..لا أدري..
صحيح أنها كانت جيدة معي...ووقفت معي في محنتي..
ولكن لا أريد أن يصل الأمر إلا أن أبكي في حضنها
سديم: قولي لي وأنا هنا..

أمل: هههه والله ما راح أحضنك لا تخافين..بس بكلمك بموضوع ضروري

نهضت وجلست على حافة السرير بحيث أكون مقابلة لها..وهي على الكرسي..
أمل: سديم...أنا عارفة أن السؤال اللي بسألك إياه محرج..
بس ضروري نتأكد..

سديم: أسألي

أمل: أنتي متأكدة أنك بكر

نظرت لها بشيء من الغضب: وش لون يعني ما فهمت..

أمل: يعني متأكدة..أنك بنت..لأنه أنتي مثل ما أنتي عارفة مطلقة
وبعدين إذا جوا خطاب لأبوك بيقول لهم انك بنت..
فأبوك يقول أنه لازم نتأكد عشان ما نصير بموقف محرج..
وتعرفين مثل هالأمور ما يتساهل فيها..

سديم: أنتي عارفة وضعي مع ناصر..فما له داعي هالسؤال..

أمل: بس أنتي متأكدة بالمرة...لأن نبي نكتب هالشيء بعقد الطلاق

قلت بملل وضيق شديد: إيه متأكدة...خلاص سكري الموضوع
الله يخليك..

نهضت بعدها..وعدت للسرير..
كان بداخلي..بركان..لا يمكن وصفه..
أشعر بأن جوفي يحترق..
مؤلـــم أن تسأل فتاة أسأله كهذه
ومؤلـــم أن يذكر عقد الطلاق أمامي..
هكذا هي حال الدنيا....بالأمس كنت أوقع على عقد النكاح
واليوم...يتم التشاور بعقد.....الطـــلاق

.


.


.


.

مرت 3 أيام أخرى ولا جديد...هدوء يثير الخوف..
سألت أبي ولكنه أخبرني بأن عمه قد وعده بأنه سيطلق..
ولكنه يريدنا أن نصبر حتى ترتاح نفسيه الولد "ناصر"
قليلاً ويذهبوا للمحكمة..

مللت الانتظار...رغم أنها أيام..ولكني بشوق..
ليقولوا وصلت الورقة وانتهى كل شيء..

هاهو خالد قد دخل..
خالد: هلا سدومة.. وش تسوين

سديم: أبداً بس أقرا الجريدة ...ما عندي شيء
خالد....وراهم طولوا...كل هذا لين ترتاح نفسيته

قال خالد بتردد: لا خلاص أمس العصر
جاء أخوه وعطانا الورقه

نهضت من الأريكة..وسجدت شكراً لله
خالد: أنا باطلع تبين شيء

قلت بضيق: لا والله توك جاي...وأنا بقعد لحالي..
مم ودي نطلع نتمشى..

خالد: بس أنا مواعد واحد..

سديم: حرام عليك..وأنا؟

خالد: طيب خليني أشوف وأرد عليك...
وإلا أقول لك...خلاص بعد العشاء خليك عند الباب...

قلت بمرح: ياي...يا حظي...خلاص
بنزل عبايتي من الحين..

نظر خالد لي بتعجب: خير إن شاء الله
كني ما كد طلعتك بحياتي أبد

قلت وأنا أصعد درجات السلم: هههههه
بس هالمرة بطلع وأنا مرتــــــاحة

.


.



.

صوت أزيز
الرياح
يزمجر

وفي متاهات الحياة
يقبع قفص صغير..

معلق..على
غصن شجرة
ذابلة

يهتز..القفص
هنا...وهناك

والرياح..
لا تعرف للرحمة
طريق..

ولكن بلحظة..
سقط القفص

فتح..
الباب..

وحلق الطيـــر
الحزين..

مغرداً..
بصوت
الحـريـــــة..

.


.
.

مر أسبوعان على طلاقي...حقيقة لا تصف الكلمات شعوري
رغم أنني حينما علمت بأن ورقتي قد وصلت..
شعرت بشيء ينهش أحشائي....يحرقني
ولكن فرحة أنني تخلصت من كابوس ناصر...قد قلبت الكفة...
وأصبح شعوري بالراحة هو الطاغي..

مم... أنا الآن بمنزل جدتي منيرة...كنا انا وأمي وجدتي وخالتي الجوهرة..
وكذلك خالتي مريم..نلتف حول القهوة..
وفي أثناء حديثنا رن الهاتف..
جدتي: سديم...روحي يا بنيتي ردي على التلفون..
يمكن أنه أختي ..

نهضت...واتجهت للهاتف..
رفعته..فكان بالجانب الآخـــر صوت أشتقت له كثيـــراً..
لمياء بصراخ: هـــــــــــــلا.....هـــــــــــــلا
والله بالعروســـــــــــــة

سديم: ههههههه هلا بلمو...

لمياء: لحظة...لحظة تراي ما سلمت..
السلام عليكم

سديم: ههههه وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

لمياء بحماس: الحمـــد لله...الحمـــد لله ما طلع أحساسي خطأ..
قلت اليوم أربعاء..ويمكن جاية تزورين أمك..

صمت..لم أعرف بما أجيب..
لمياء: ما تصدقين وش كثر اشتقت لك..
هههههه حتى أقول لأمي تتوقعين رجعت من شهر العسل
بس عاد يوم شفت أن لك شهرين و زيادة جزمت ودقيت عليك..
هاه بشري وش أخبار السفره

سديم: حلوة الحمد لله...

لمياء بخجل غريب: وعريس الغفلة

هنا شعرت بأنها قد حجرتني بزاوية..لا يمكنني الفكاك منها
سديم: آآآ ما....ما صرنا شيء

لمياء بعجب: كيف ما فهمت

سديم: آآمم...يعني انفصلنا..

لمياء: هاه...وش تقولن...يعني انفصلتي..

سديم: إيه..الحمد لله على كل حال..

لمياء: معليه الدنيا دار ابتلاء..
وربي بيعوضك أحسن منه..

سديم: لا الحمد الله أنا مرتاحة بالمرة أننا انفصلنا..
أبداً ...أبداً ما يناسبني

لمياء: طيب أنتي ما كلمتيه أيام الملكة

سديم: لا..لأنه كان بين الملكة والزواج بس اسبوع..

لمياء: يوه..أنا كنت أحسبك ملكتي بعد الخطبة على طول..

قلت بحماس: المهم......الحمد لله...افتكيت
أنتوا وش أخباركم...وش أخبار...مناهل..وغدير..وربى..وهديل

لمياء: مناهل..الحمد لله بخير..دخلت قسم رياضيات..
وغدير أنتي عارفة..ما أكلم عليها..بس مناهل تقول أنها تكلم عليها
مم ربى أحياناً بين فترة وفترة تدق..أضنها دخلت فيزياء بس تراي
موب متأكدة..وهديل بصراحة ما لي علاقة فيها..

سديم: وأنتي وش دخلتي..

لمياء..بصراخ: لا اااااا.... لا تذكريني الله يخليك بيجيني اكتئاب الحين

سديم: هههههههههههه لا تقولين أنك ما دخلتي القسم اللي تبين

لمياء: قولي أني دخلت أكـــــره قسم على وجه الأرض

سديم: وش دخلتي

لمياء وهي تمثل البكاء: تهئ....تهئ....تهئ تهئ
دخلت.........تفصيل

سديم: ههههههههههههههههه

لمياء: أنا.....أنا على آخر عمري...أخيط ملابس
يرضيك سديم...تهئ ..تهئ

سديم: هههههه طيب وش وداك هناك

لمياء باعتراض: أنا أدري عنهم ....الله ياخذهم
أصلاً حتى بالأختيارات ما حطيت تفصيل..على أي أساس
ودوني هناك ما أدري..

سديم: طيب..ما رحتي كلمتيهم

لمياء: إلا رحت...وما غير اسحب أمي وراي..
أهئ ........ما بي هالقسم...يـــع ما أبــيـــــه

سديم: طيب وش قالوا

لمياء: يقولون صار في أكتفاء بالأقسام اللي طلبتها
وجابوني هنا....طيب حــــرام عليهم كان ودوني قسم معقول

سديم: طيب أدرسي هالسنة وحولي بعدين..

لمياء بحماس: أكيــــــــد هاذي ما يبيلها كلام
أنا لو طولت بهالقسم بنتحر..

.

.

وهكذا...غسلت لمياء بمرحها ...شيء من أحزاني المتراكمة..

.


.


.

دخلت اليوم.. المنزل...كان الهدوء...يعم المكان
حتى شككت بأنه قد جاء موعد ولادة أمل..
رأيت الخادمة تنزل من السلم..وبيدها أدوات التنظيف
سألتها: وين..بابا

الخادمة: فوق في غرفة

سديم: وأمل

الخادمة: ما في معلوم..روح سوى أختي..

نزعت عباءتي..وجدت مجلة..على الطاولة الزجاجية
أخذتها..وجلست على الأريكة اقرأها
رأيت الخادمة..تصعد وبيدها مكنسة كهربائية
عقدت حاجباي باستنكار...ليس من عادة الخادمة أن تنظف المنزل في
المساء...ربما أن فيصل قد كسر شيئاً قبل أن يخرج مع أمه..

انتزعني من هدوئي..نزول أبي
أبي: سديم....أنتي هنا...ما دريت أنك جيتي

سديم: إيه ما لي إلا يمكن عشر دقايق..

أبي: طيب لا ترقين فوق...فيه عمال يصلحون الستارة اللي بالصالة

كنت أريد أن أقول له...وغرفتي متى ستأتي..
ولكني تراجعت عن سؤاله...لأنني بالأمس سألته..
ولا أريد أن أثقل بالسؤال والالحاح..بالتأكيد سيحضرها
رغم أني متضايقة..من تأخرهم..أتممت الآن اسبوعان دون وجود
غرفة خاصة بي..

دخلت أمل وبيدها كيس..وحينما رأتني أخفته جانباً
حقيقة حز بخاطري تصرفها..ولكني تجاهلت هذا الشعور
رأيتها تتجه للمطبخ وتسأل الخادمة عن العشاء..

وبعدها صعدت للأعلى..

أبي: أمل جت؟

سديم: إيه توها جاية

أبي: أجل تعالي معي فوق..

صعدت معه..رغم أني متعجبة..من طلبه خصوصاً أن أمل
لا تحب اقترابي من أبي..
رأيت الخادمة تخرج من غرفة الملابس..والكي..
وتطفئ الإضاءة
وبيدها المكنسة الكهربائية..
أبي: خلصتي..

الخادمة: أيوه كلاس

أمسك بيدي واتجهنا للغرفة..حقيقة أعلم أن العجب يلعوا وجوهكم
ترى ما الذي يحدث
أبي وهو يفتح نور الغرفة : قولي اللهم أنزلي منزلاً مباركاً وأنت
خير المنزلين..

سديم: اللهم أنزلي منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين..
يوه وش هالمفاجأة..
ههههههه الله يعطيك العافية يبه..

ثم رفعت نفسي على أطراف أصابعي..وقبلت رأسه
أبي: هاه وش رايك بالغرفة..

سديم: حــ

قطع حديثي دخول أمل: ليــــــه يا عبد الرحمن..
كان قلت لي قبل ما تدخلها...ما حطينا المفرش..

أبي: عاد وش يدرين...سألت الشغالة خلصتي قالت إيه

أمل: إيه هي وش يعرفها

ثم التفتت لي: هاه وش رايك..

سديم: حلوة...الله يعطيكم العافية
ما قصرتوا..

أبي: إي شيء ينقص عليك..وتبينه علميني..

ثم خرج..
أمل: دامك دخلتي..أجل شوفي الكيس اللي تحت جيبيه..
هذا مفرشك...بصراحة أجوعني بطني يوم شفتك..خفت تكتشفين المفاجأة
بس عاد وش نسوي أبوك خرب علينا..


شعرت بشيء من تأنيب الضمير...
ضننت بها سواءً قبل قليل..

حسناً..أنا مشغولة الآن...سأرتب غرفتي الجديدة
وداعاً

.


.


.


.

نهاية الجزء الثالث والعشرون

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
قديم 25-05-08, 11:08 PM   المشاركة رقم: 75
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مالكة القلوب


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 53295
المشاركات: 3,145
الجنس أنثى
معدل التقييم: مذهلة الخليج عضو له عدد لاباس به من النقاطمذهلة الخليج عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 129

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مذهلة الخليج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 



ماشاء الله عليج والله الاجزء كانت مره حلوه ومحمسه
سدوم ::يعجبي الى مثله يصبر على مصبها بس الله يعوضها يارب
مدري كيف نفسر تصرف امل هي الغيره خلتها عميه وكنت تبي بس تتخلص من
سديم بس الان يمكن الى صار لي سديم صار يصحيها من الغيبوبه الى فيه
ناصر :الله يارحم بحال الى مثله بس ويفك البنات منه
اكيد الاحداث بتكون الان احلى وبتطور اكثر
ام سديم اثبتات له انها قوي وتقدر تصبر
والله يعوض اكيد
خالد يالله على هالولد رهيب الى مثله حنون على اخته مره
وننتظر الابداع
مذهلة










 
 

 

عرض البوم صور مذهلة الخليج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكاتبة بسمة جراح, ابدعتي يابسمة, سحابة دخان للكاتبة بسمة جراح, قصة رائعه تميزها واقعيتها, قصة رائعه وكاتبة متألقة, قصة سحابة دخان
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:49 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية