كاتب الموضوع :
بسمه جراح
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
(22)
(واليوم..بذكرها نبتسم
نبتسم بمـــــــرارة
لأننا أدركنا أنها كانت
مجرد ... وريقات خريف..)
لا أعرف من أين أبدأ...الهموم تتابعت علي من كل اتجاه.. حتى شعرت
بأني لا أقوى على أخذ نفسي براحة... كنت طوال هذا اليوم أختلس النظر
لناصر...ابحث عن أطياف أمل... كنت أخدع نفسي بأني بدأت أحبه..
كي أتشجع على مواجهة الصعاب لتعديل حياتنا..
رغم تقاسيم وجهه التي لم ترق لي..
ولم تكن يوماً ما حلم لي..
إلا أنني كنت أشفق عليه...
لا أعرف لمَ دوماً..ألوم نفسي حينما أقع بمشكلة...وأوقع كل اللوم علي
كثيراً ما ألوم نفسي لأنني كنت أتململ منه في بداية زواجي..
لم أكن استطع حتى على أعطائه ابتسامة صادقة..ترتسم على شفتاي
ويرتاح لها قلبي..
مم ناصر..
تغير قليلاً في هذا اليوم...ربما أن بكائي قد أثر عليه
لم يعد يتهرب مني..
بل أصبح يبادلني الابتسامة أحياناً..
ولكن هناك جرح غائر بداخلي..
لأن تلك الابتسامة هي ابتسامة شفقة...ورحمة
وشعور بالذنب...
في مغرب هذا اليوم جاء خالد إلي..وأعطاني جالون من ماء زمزم
مم ذكرني بالصبر والثبات...
وأعطاني بعض النصائح..
ورحل..
ويعد صلاة العشاء..ألححت على ناصر بأن نخرج...
ودعوته بمطعم فاخر وعلى حسابي
وها نحن في الطريق للمطعم..
مم ما أغاضني هو أنه لم يذهب للمطعم الذي طلبته..
بل ذهبنا لمطعم حسب رغبته.. وطبعاً هو من قام بدفع الحساب..
آه المهم هو أننا خرجنا من ذاك الجو الكئيب قليلاً..
طلبنا العشاء.. وفي أثناء انتظارنا
كان الصمت هو ديدننا... لاشيء غير الصمت
ولا يقطع سكوتنا سوى أصوات الأشواك الملاعق..وهي ترتطم بالصحون
لأول مرة ... ومن مدة طويلة
قطع ناصر..حدة الصمت المحيط بنا قائلاً..
ناصر: ديكور المطعم موب حلو..
سديم: مم يعني... صح موب مرة حلو
ناصر: تعرفين أنه في إيطاليا... .....
.... .....وأنتي لاحظتي أنه يوم كنا في ماليزيا..
....وعندنا هنا تخلف..و........و....
......و..
وهكذا بدأ حديثه المعتاد بذم عادات وطننا..وامتداح الدول الأخرى
وطبعاً الدول الغربية بالأخص..
صحيح أننا دوماً ننتقد بعض الأخطاء الواقعة ببلداننا ونقارنها بالدول المتقدمة... إلا أننا نحب وطننا ونغليه..
ولكن ليس هذا الحال مع ناصر...لا أعرف لمَ أشعر بأن ناصر ينتقد الوطن بعدم انتماء..وبازدراء...
لم أذكر يوماً ما امتدح شيئاً بالمملكة....لا شيء
وحينما أقول لا شيء
لا تعتقدوا أنها مبالغة...بل حقيقة..هو يمقت كل شيء هنا
وبدولنا الخليجية والعربية..
كنت أهز رأسي بصمت...
تمنيت منذ صغري وكأي فتاة..
أن أخرج أنا وزوجي ونتنزه ..نتبادل أحاديث الحب..والوئام
أشعر بالأمان...والسند...والانتماء
ولكن....لا شيء...لا شيء من هذا يحدث
رباه وماذا أرتجي من هذا الناصر أن يقوله..
حقاً بدأت أشعر باليأس...
وأشعر بأن أيامنا معاً باتت معدودة
.
.
.
.
هاهو ناصر قد نام...
وبقيت أنا وجفني في صراع
فقد جافاه النوم...ورحل بعيداً عن عيناي..
وكأن كل شيء بالوجود...كد كره قربي
تسللت دمعة حارة على وجنتي..
التفتت على ناصر الذي كان نائما بأقصى اليسار... وكأنه خائف من قربي
كانت هناك طعنة..............نعم طعنة في داخلي أحشائي
لمَ هذا يحدث ما الذي ينقصني... من منا كان من حقه الاستعلاء أو التكبر
أنا أم هو....
أخذت أعدد مزاياي..
أنا أصغر منه بكثير...أحمل جزء من الجمال لا بأس به....همم على الأقل
أنا أجمل منه... عائلتي أعلى من عائلة من حيث النسب والشهرة
و هههههههه حقاً شر البلية ما يضحك
سديم...كفي عن هذا الهراء...
أنتي تعرفي أن لا شيء من هذا...هو سبب بنجاح زواجك
فالسبب فقط هو التوفيق...
لا شيء غير التوفيق
.
.
.
.
في هذا اليوم ذهبت لأمي...
حينما رأيت تقاسم وجهها المحبوبة
أشفقت عليها...كم تبدو سعيدة....سعيدة..بحد لا يوصف
وهي تراني..أأتي لزيارتها..وكثيراً ما تدعوا لي بالذرية الصالحة
كم وددت لو أرتمي بحضنك أماه ...وأبكي...أبكي
حتى تنساب مني الجراح..مع كل قطرة من دموعي
ولكن آآه ...لا أستطيع فعل هذا
لا استطيع...لأني أشفق عليك أماه..
لا يغيب عني والله..لمحة الحزن في عينيك...
تارة أشعر بأني أنا أمك... لا بل تارات..!!
آآه أماه... لا تضني بعدم شكواي لك...هو بعدي عنك
بل هو رحمة بكِ......
حينما أراك تستشيرينني بكل صغيرة وكبيرة
أشعر بحجم الحمل الذي أتحمله..
وكأننا قلبنا الأدوار...
كم يعتصرني الأسى حينما أراك مريضة
وتشتكين لي مر آلامك...بل وأحزانك أحياناً
أتمنى لو أنني أتمكن من الهرب...ليس كره لك....
بل لأني ضعيفة....وأريد أن أرتمي بحضن أم قوية
ولكن ما هو حالي...حينما أجدني ضعيفة...وارتمي بحضن أم هي أشد
ضعفاً مني والله......................
نعم هذه أمي
ضعيفة.....منطوية....
رقيـــــــــــقة...
ابتسمت حينما تذكرت أحاديثي في الثانوية...والتي كنت أحكيها لأمي
بالتفصيل الممل...كانت تستمتع معي...وتحكي لي عن ماضيها
هذه أمي...كالنسمة...بل كالقطنة البيضاء الناعمة
تطرب لسماع الممتع ....وتذبل لطيف ألم بسيط قد يحدق بي
وقد تتوشح بالسواد....إن داعبت الأحزان طيف قلبها القطني
قد تتحمل آلامها...ولكنها تنكسر بشدة إن رأت ملامح حزن بسيط يحيط بوجه أبنتها...
.
.
رن جهازي..في الثامنة والنصف تقريباً..في حين كانت أمي تحدثني..
رفعته..كان الأتصال من خالتي الجوهرة..
همم حادثني ظهر هذا اليوم خلود...وألحت علي بأن أخبر خالتي..
ولذلك قلت لها بأن تخبرها...لأنني محرجة منها..
ومتألمة..لأنني قد تسببت بإلحاق الأحزان بأهلي..
ويبدوا أن خالتي قد اتصلت بي الآن لتحدثني عن هذا الموضوع
نهضت وابتعدت عن أمي..
ثم رددت بهمس: هلا خالة..
قابلني صوتها الرزين: هلا... هلا سديم... وشلونك
سديم: الحمد لله بخير..الله يسلمك
خالتي: وش أخبارك..
سديم: الحمد بخير ..أنتي وش لونك
خالتي: بخير الحمد لله...المهم
خلود كلمتني عن موضوعك
همست: إيه..آمم أنا موب بالبيت الحين
خالتي: إيه...أجل إذا وصلتي بيتك كلميني..
أنتي وينك..
سديم: عند أمي..
خالتي: أجل خلاص روحي عندها...لا تخلينها تحس
وما له داعي تعلمينها
سديم: لا....لا ما راح أقول لها..
خالتي: أنتي عارفة أمك ما تتحمل...ومسكينة..هي ما بيدها شيء
بس بتضيقين صدرها..وحنا ما صدقنا أن نفسيتها تحسنت في هالسنتين
أخذت نفساً وقلت: لا ما راح أقول لها..
خالتي: زين..لا تنسين تكلميني إذا لقيتي فرصة
سديم:إن شاء الله..
هذه هي خالتي... رغم شدتها..حكمتها..ورزانتها..
إلا أنها تحمل قلب كبير...يهتم لأمورنا..ويشقى بحالنا..
هي تعلم أن أمي قد تنتكس حالها..وقد تسوء حالتها النفسية
ولهذا نحرص على حجب مشاكلنا عنها...
سرت بخطوات هادئة..وجلست بالقرب منها بابتسامة
أمي: ناصر بيجي الحين ياخذك..
سديم: لا بيجي الساعة عشر ونص إن شاء الله..
أمي بسعادة: أجل بتتعشين عندي..
سديم: إيه أكيد..
أمي: أجل يا الله نقوم نسوي لنا عشاء..
سديم: طيب ليه ما أكلم خالد يجي يتعشى معنا
أمي: كلمته اليوم..وقال أنه عنده بحث وتأخر ما سلمه لدكتور ..
وما يبغى يطلع من بيتهم..
قلت وأنا أرفع جهازي...واطلب رقمه..
سديم: موب ضاره دقايق ..
رن الجهاز لثوان..
رد بعدها خالد بكسل: هلا والله..
سديم: السلام عليكم
خالد: وعليكم السلام ورحمة الله..
سديم:يا كسلان شكلك كنت نايم
خالد: لا والله...بس جالس اكتب بهالبحث..
والله هالدكتور كسر ظهورنا..
سديم: وأنت على طبعك..تطنش كم يوم...وإذا خلاص صار ما باقي إلا يوم واحد بديت تكتب..
خالد: وش أسوي عاد..
المهم..آسف مشغول الحين...ما أقدر أكلمك.بقعد أكتب
وإن شاء الله أكلمك بعدين
قلت بشهقة: كذا تكلم أختك الكبيرة...يا عيباه بس
خالد: ما شاء الله أذكر أنه أنا الكبير
سديم: إيه بس أنا أكبر خواتك..وبعد أنت صغنون..تدرس..وما تزوجت
خالد: لا والله..وش أسوي لك إذا أنتي كسلانة وما درستي بالكلية..
وبعدين أصلاً ما لي إلا أخت وحدة وش لون صرتي أكبر خواتي
سديم: لا تدقق..مم طيب..عشان ما أطول عليك
أنا عند أمي ونبيك تجي تتعشى معنا
خالد بهمس: والله من ناحية طولتي ...فأنتي طولتي وخلاص..
بس وش نسوي مجبورين لا زم نصبر إذا صرتي "لصقة"
وغثيثه..
سديم: نـــــــــعم..وش تقول
خالد: لا...لا ما قلت شيء..
بس ما أتواقع أجي..عندي البحث وما خلصته..شكلي بواصل
سديم: طيب..أنت بتتعشى..سواء هنا وإلا بالبيت فتعال تعشى معنا
خالد: طيب..خلاص بجي..بس أنتي انقلعي..
أف صجيتينا..أف..
سديم: أوريـــك..هذا وأنا أختك الوحيدة..
قاطعني خالد: أقول مع السلامة
سديم: ههههه مع السلامة
بنصف ساعة انتهينا من إعداد العشاء...وبعدها بقينا ننتظر مجيء خالد
لنصف ساعة أخرى..أو أكثر
وأخيرا هاهو قد جاء..
ولكن بعد أن بدأنا بالطعام ومرت عدة دقائق فقط
رن هاتفي..
رفعته بامتعاض لقد كان ناصر..
سديم: هلا
ناصر: هلا...أجيك
سديم: أحم...آآ الساعة الحين عشر ..ما جت عشر ونص
أنا قاعدة أتعشى..
ناصر باستنكار وضيق: إيه على ما أجي يكون باقي 10 دقايق
وتصير عشر ونص
قلت بضيق شديد: طيب.. خلاص
أغلقته..فرفع خالد رأسه
قائلاً: بيجي..؟
أمي: جاء؟!
سديم: لا........بس دقايق ويجي..
خالد: طيب تعالي كملي أكلك
سديم: هاه........لا خلاص...ما يمدي
أمي: والله ان تجين تكملين أكلك
قلت وأنا أضع جهازي بالحقيبة: لا بروح اللبس عبايتي..
أمي: أنا حلفت أمشي على الأقل كولي اللي بصحنك..
قلت بهمس: طيب
جلست بهدوء..وحزن..والصمت قد عم المكان
طل خالد بوجهي..
ثم قال محاولاً تبديد غضبي: أووو أحلى زعلانين..
قلت بهمس وأنا أنحي وجهي عنه: والله أنك فاضي
خالد: أحلى يا مشغولة...محد قدها..
قلت بملل: يمه شوفي خالد
أمي: يا خالد خلك عاقل....خل أختك تكمل أكلها قبل يجي زوجها
خالد وهو يطل بوجهي مرة أخرى: أحلى يا زوجها
سديم: أفف...خالد..والله ما لي خلق..
أعطتني أمي قطعة من الخبز..
وقالت: خوذي هاذي مني
سديم: لا بس هذاي آكل من صحني
أمي: خوذيها من أيدي لا تفشليني..
أخذتها..ولكن فور أن قضمت منها..سمعت رنين جهازي
رفعت عيني والتقت بعيني خالد..
كنت أشكوا له..بعيني..
فقال يواسيني..محاولاً عدم أشعار أمي: يمكن يا الله يمديه يوصل بيتكم
وينام بكرى..عنده دوام
قلت وأنا أنهض: هذاك تدوام قبله من الساعة سبع
وما استعجلت مثله..وهو دوامه ثمان ونص
خالد: بس شقتكم بعيده عنا شوي..
ههززت رأسي بعدم أقتناع.. ورفعت الجهاز لأرد
ولكن الاتصال قد انقطع..
أعدت الاتصال به..
فرد بغضب بسيط: جاهزة
سديم: جيت
ناصر: لا 5 دقايق وأنا عند الباب
سديم : طيب
وبعدها أغلق الخط..
ارتديت عباءتي ..
فقالت أمي: جاء
سديم: لا شوي ويجي.....بالطريق
أمي: طيب تعالي أشربي كاسك..
عدت وجلست بامتعاض وأنا أقول بهمس: أف مزعجنا
وآخر شيء توه ما جاء
خالد: يمكنه مستعجل عنده شغل والا شيء
أمي: عاد لا تبطين علينا...متى ما قدرتي تعالي عندنا
لا راح لأصدقاه قولي حطني عند أمي..
قلت بضيق: ما له أصدقاء...منطق بالبيت 24 ساعة
أمي: ولا عيال عمه
سديم: ما أدري.....بس ما كد سمعته يتكلم عنهم
ولا حتى عن أخوه عمار..
رن جهازي..نهضت فقبلت رأس أمي
وقلت..: يا الله مع السلامة
أمي: الله يحفظك ويرزقك بالذرية الصالحة
خالد: آميــن
يا الله مع السلامة سدومي...لا تتأخرين على زوجك
قبل أن أغلق الباب..
سمعت أمي تقول لخالد: الله يهديه..نكد عليها عشاها
كل شوي قايمة..
خرجت بصمت وأنا آخذ نفساً عميقاً
ركبت فقلت : السلام عليكم
رد بهمس: وعليكم..السلام
قلت وأنا أنظر للساعة: من زمان أنت عند الباب
ناصر: لا من أول ما دقيت عليك
سديم: مر على ما دقيت عشر دقايق
ناصر: إيه خفت تتأخرين علي زي يوم أوديك لأبوك..
فدقيت أأكد عليك..
قلت وأنا أحاول ضبط أعصابي: آها يعني يوم تدق ما كنت قريب
ناصر بضيق: لا.............. بس كنت توي طالع من حارتنا
أخذت نفساً عميقاً...وزفرت بضيق..
فقام ناصر بفعل نفس حركتي..
ترى هل يستهزئ بي...أم أنه مهموم مثلي..
دخلت المنزل..بدلت ملابسي..
ثم خرجت..وجدت ناصر مستلقياً على الأريكة
وينظر للأخبار...جيد هناك تحسن..دوما ما يتابع الأفلام
والبرامج السخيفة..
أخذت جهازي...وذهبت لمجلس الرجال..
جلست على أحد الأرائك..ومددت قدمي عليها
وضغطت على رقم خالتي الجوهرة..
ثواني.. فرفعته: الو
سديم:السلام عليكم..هلا خاله
خالتي : وعليكم السلام والرحمة... رجعتي لبيتك
سديم: إيه
خالتي: وش لون حالكم
سديم: آآ خلود ما قالت لك..
خالتي: إلا بس أبي أعرف وش المشكلة..وش صار..
من زمان هو كذا وإلا تغير فجأة
سديم: لا أنا ما أقول أنه كان بالمرة زين
بس ما أحس أنه كان كارهني.. يعني كان عادي أول يومين
وموب شين معي..
خالتي: طيب هو قال لك..
سديم: يقول أنه ما توفقنا..وأننا ما نناسب بعض
خالتي: لا...... هذا موب سبب مقنع..
قلت بضيق: ما أدري وش أسوي
خالتي: لا عادي...كثير يصير لهم كذا ببداية زواجهم
لا تخافين.. إن شاء الله بسيطة.. بس ضروري يقراء
دام أنه موب معطيكم سبب مقنع
سديم: بس هو ما يبي
خالتي: خلي خالد يقنعه... ويقوي علاقته معه..
عشان يكسبه
قلت بتردد: طيب بقول له
خالتي: إذا ما يبي يروح لشيخ يقراء عليه.. جيبوا له أحد
سديم: بس هو يقول أنه موب مجنون عشان يقراء عليه
خالتي باستنكار: استغفر الله وش هالكلام
ما عليك منه..خلي خالد هو اللي يتصرف معه
سديم: طيب....
خالتي: وأمه وش لونها معك
سديم: زينه معي الحمد لله..حتى أخته..بس ما كد كلمتني عن هذا
الموضوع
خالتي:زين.... طيب ...كلميني بكرى وعلميني وش صار معك
سديم: إن شاء الله
مع السلامة
خالتي: مع السلامة
كان صوت خالتي مهموماً.. ولهذا شعرت بأنها تحاول انهاء
المكالمة بسرعة
وضعت الجهاز بجانبي...ضللت أدعوا واستغفر..
ثم نهضت.. ووجدت ناصر متجهاً لغرفة النوم..يبدوا أنني تأخرت...
سمعت صوت رسالة..
فتحتها ووجدتها من خلود..حبيبتي إنها تحاول تسليتي
.
.
.
بالغد حادثتني أمل..وأخبرتني عن زواج أحد أبناء أعمامنا من بعيد
فسألتني قائلة: هاه بتجين
سديم: مم ما أدري...ما لي خلق..
أمل: وش له تصكين على نفسك..أطلعي واستانسي
سديم: هممم ...آآآ...طيب بشوف..
أمل: لا بتجين..إن شاء الله..
المهم قلتي لأهل زوجك عن هالزواج
أغمضت عيني بخجل: لا والله نسيت..
أمل: ليه ترى أم العريس موصيتني من زمان أني أعزم أهل زوجك
يوم درت أنك تزوجتي
سديم: يا حبي لها الله يجزاها خير..
أمل: طيب بسكر الحين دقي عليهم واسأليهم
وعلميني عشان أرسل البطاقات
سديم: طيب..يا الله مع السلامة
أغلقته واتصلت بخالتي أم ناصر...ولكن وجدت جهازها مغلق
ثم أتصلت بندى.. كان يبدوا عليها النوم
ندى: ألـ ـو
قلت بخجل: أوه هلا... آسفة.. قومتك من النوم
ندى بحماس: هلا سدومه ..ما انتبهت لأسمك أنك أنتي المتصلة
توقعتها وحدة من زميلاتي اللي بالكلية...قايلة أنها بتدق علي هالوقت
وأنا ما لي خلق
سديم: يعني أسكر..وأكلمك بعدين
ندى: لا......لا... انا أصلاً ما لي خلقها... ما تكلم إلا لحاجة
والملازم اللي تاخذها مني ما ترجعها لي إلا بعد كم يوم..
سديم: يوه يا كثرهم اللي كذا ...الله يهديها
المهم..الخميس هذا عندكم شيء
ندى: لا حتى الأربعاء هذا ما راح يجتمعون عماني..
سديم: طيب فيه زواج واحد من قرايبنا..هو ولد عمنا..
وأمه صديقة لأمل..زوجة أبوي
وودي لو تجون معنا
ندى: لا صعبة..بيقولون وش جابهم
سديم: لا وش دعوى..والله أمهم اللي موصية أمل تسأل إذا كنتوا
بتجون ومن زمان بس أنا نسيت أقول لكم يوم جيت قبل يومين
ندى: بصراحة أنا ودي ..بس أمي أتوقع بترفض
سديم: لا أنا بكلمها إذا رفضت
ندى: طيب بروح أشوف وش بلبس
وإلا بشتري لي..لأني من زمان ما حضرت زواجات
سديم: ههههه طيب لا تنسين تكلمين خالتي
وأنا باتصل بالعشاء إن شاء الله عشان أتأكد منها.. وباخذ بطاقات
الدخول من أمل اليوم إن شاء الله
ندى: أوكي...تم إن شاء الله
سديم: يا الله مع السلامة
وسلمي لي على خالتي
ندى: أوكي
باي
فور أن أغلقت من ندى اتصلت بأمل..
سديم: السلام عليكم
أمل: وعليكم السلام ..هاه وش قالوا
سديم: بيجون إن شاء..مع أني ما تأكدت من خالتي
أمل: طيب وش بتلبسين
سديم: الفستان العنابي..
أمل: وليه ما تلبسين فستان زوارتك
سديم: لأنه لزوارتي
أمل: بس...أنتي تعرفين أن الوضع موب مستقر عندكم
ومحد يدري وش يصير بكرى...فحرام تسكرين عليه
وهو مكلف علينا..وبعدين يمكن ما تجي مناسبة تناسب له
ويروح موديله..
ولا تنسين هاذي أول مرة يشوفونك فيها..من بعد زواجك
سديم:مع أني متحسفة ألبسة..لكن صادقة
يمكن ما راح ألبسه لا لزوارة ولا لشيء..
أمل مواسية: يمدي بعدين..إن كتب الله وزانت حالكم
نصلح أحلى منه
سديم: الله يعين..
أمل: وشعرك وش بتسوين فيه
سديم: ما أدري.. إذا رحت للمشغل بشوف
أمل: طيب أنا عندي اقتراح
سديم: وش اقتراحك
أمل: موب زوجك كد قال أنه الشعر القصير والأشقر حلو
سديم: لا...لا تقولين أقصه
أمل: طيب عشان زوجك...وش الفايدة إذا عجبك..وأعجب الناس
وشعرك ما يعجب زوجك
قلت بحزن وأنا أمسك بشعري: بس حسافة...أنا ما صدقت أنه طال
أمل: الشكوى لله
سديم: همم ..طيب وإلى وين أقصه..
أمل: عاد براحتك..بس أهم شيء يكون باين
البقية بعد قليل
|