كاتب الموضوع :
بسمه جراح
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
كنت أعتقد بتلك الفترة هو أن ما تفعله بسبب تعلقها بلمياء..وأنها وجدت بديلاً عني...
كان هذا يحدث قبل زواجي..حينما كنت أدرس في الثانوية..
كم أذكر حينما يتقطع قلبي ألماً..عندما أحادث لمياء..وتخبرني
أنها بالأمس..أو قبل يوم حادثت خلود..في وقت كنت أتمنى فيه
أن ترد علي..أن تحادثني...أن تملئ وقت فراغي..مؤلم..حالي هو
حينما أتصل..وتتعذر خلود بأنها مشغولة بعمل ما..بينما أجدها تجد
الفرصة لمحادثة لمياء
كنت دوماً أقول في نفسي..أينهم عني..أعمامي تخلوا عني..
كثيرة هي التساؤلات العالقة بذهني آنذاك..لمَ خلود تفعل ذلك..
هل أنا حساسة..أم أنها بالفعل مشغولة..وبمحض الصدفة كانت تجد
فرصة لمحادثة لمياء ولا تجد الفرصة لمحادثتي..
كنت أشعر بالحرج حينما تسألني زوجة أبيهم (دلال) ممازحة..
" سديم لمَ لم تأتي عندنا منذ مدة طويلة..هل أنتي متكبرة"
عندها ابتسم بارتباك...حتى أنا لا أعرف السبب..لا أذكر أن خلود
دعتني يوماً للحضور ورفضت..ولكن لم َ لم تفعل ذلك..هل كانت
تكرهني وتجامل..
أذكر حينما كانت علاقتي بمشاعل جيدة..وحتى أشواق..
كانوا يتصلون علي باستمرار..ويلحون علي بالقدوم..أو نلتقي بمنزل
جدي خالد..ولكن لا أرى هذا يحصل مع بنات خالاتي..
ومع خلود بالأخص..
أعرف أن ما أقوم به الآن شيء من الحساسية... ولكن صدقوني..
لم أشكوا هذا الأمر لأي مخلوق كان...حتى في خواطري..
لم أكن أريد الاعتراف بأن ليس لدي أحد يهتم لسديم أين ذهبت
وهل هي سعيدة أم حزينة الآن..
وخصوصاً..غاليتي خلود..
واليوم....أنا مثلكم دهشت...أجل دهشت حينما أدركت سر تهرب
خلود مني..
لقد كانت تكره ضعفي... ولا أخفيكم أني سعدت...لأنني علمت سر
تهربها بل وقدري عندها...
ولكن يبدوا أن تلك الاعترافات...والمذكرات جاءت متأخرة..
بعد أن أمضيت أوقاتاً طويلة... أحاول فيها التهرب من خلود..
كي لا أشعر دوماً بأني شخصية ثقيلة عليها..
وكي لا أشعر بأني أقع بجانب مقصي بقلبها..
وبهذا ...كنت أتمادى بالابتعاد...وتوجيه السهام الغائرة..نحوها
.
.
.
أعتقد أنا أطلنا كثيراً... ولنعد....إلا حيث تكون شقتي الصغيرة
مم ناصر...بدأ دوامه اليوم... كم أغاضني لأنه لم يخبرني بأن سيبدأ
بالدوام اليوم...فكما ذكرت ندى أنه سيدوام بالأسبوع القادم..
مم في الثامنة انتبهت من نومي ورأيته يفتح أحد أدراج التسريحة..
اعتدلت بجلستي..ومسحت بيدي برفق على شعري..
ثم قلت بهدوء..وبصوت مبحوح من أثر النوم: آآ تدور على شيء..
رأيته يلتفت لي بدهشة..
ثم قال: آآ قمتي...لا بس كنت أدور على شرابي ..<<جوارب
سديم: همم شفها بآخر درج من الشوفينيره << أدراج جانبية منفصلة عن التسريحة
رأيته يتجه لنفس الدرج الذي أشرت له...فتحه وأخرج منه أحد الجوارب
ثم قال باستياء: ليه ما تحطين كل أغراضي مع بعض..
وتخلين أدراج خاصة بك...عشان ما أقعد أحتاس..
صمتت..ورأيته بعدها يفتح الدرج الذي فيه المناشف..ويسحب منشفة
وبعدها قام بسحب كل مناشفه..ووضعها بدرج الجوارب..
سديم: بس ما يصلح المناشف مع الشراب
ناصر: طيب معليش اليوم حاولي..تخلين مناشفك بدرج ومناشفي بدرج
عشان ما تكون فيه حوسه...
خلي كل واحد له درج خاص بأغراضه..
قلت بقلبي" بل قل كي لا يكون هناك شيء مشترك بيننا"
سديم: أحم......بتروح للشغل..
ناصر: إيه بس يمكن ما أتأخر..
نهضت ودخلت المطبخ..شغلت غلاية الماء...ثم دخلت دورة المياه
كي أغسل وجهي وأفرش أسناني... ثم خرجت بعدها بسرعة للمطبخ
ووضعت أبريق الشاي على النار.. وأخرجت الخبز والبسكويت
دخل ناصر بعدها...وأخرج له كأس لشرب الماء..
ثم التفت لي وقال بربكة خفيفة:وش تسوين ..ترى أنا ما أبي فطور..
سديم: خلصت ما راح يتأخر..
ناصر: لا أنا ما أحب أفطر..
وخرج بعدها دون أن ينظر لردة فعلي..
خرجت من المطبخ وتبعته...رأيته يعدل " غترته"..
ثم همست: طيب تبي كوب شاهي...أو نسكافيه
ناصر: لا بشرب بالعمل...روحي نامي
ثم خرج وصفق بالباب من خلفه...أففففف أحمـــــــق....كم أكـــــرهـــك
اتجهت للمطبخ واعدت كل شيء لمكانه...ثم أخرجت دجاجة..ووضعتها كي تذوب بعد أن استيقظ..
ذهبت واستلقيت على السرير...أريد أن أنـــام... لا أريد أغرق بأفكاري السيئة....فيبدوا أن بوادر مشكلة تلوح بالأفق...
.
.
.
لن تكون الأحلام هي..
مطايا...لبلوغنا إياها..
ولن تكون المثابرة..والجد والاجتهاد
دوماً... سبيلاً لبلوغ أحلمنا في الحياة وتحققها..
ربما...ستجدي تلك السبل..أحياناً..
ولكن لا يعني هذا أبداً
أنها ستغير من أقدارنا..
التي كتبها الله علينا
الجد..المثابرة
والإصرار..
ستغير ألوان الحياة القاتمة من حولنا..
وستحولها لألوان زاهية..
غير أنها قد تنجح وقد لا تنجح..
وفي النهاية..بل وقبل شيء
أقدارنا..
هي من ستحدد ذلك...
.
.
.
.
نهضت في الحادية عشر والنصف... أعددت الغداء..
لن أقول أني ماهرة بالطبخ...ولكن مم ههههه لا بأس به
صحيح أني أتقن صنع الحلوات وأحب إعدادها
ولكن هذا لا يعني أني أحسن صنع الوجبات الأساسية..
أخرجت بعدها..ملابسي المتسخة وملابس ناصر..
شغلت غسالة الملابس..ثم وضعت ملابس ناصر أولاً..
وبعدها بدأت بترتيب المنزل..ومسحه من الغبار
وبعد أن انتهيت..وتحطم ظهري..هههه لم أعتد على عمل المنزل
أخرجت لي بنطال جينز مع بدي ناعم..
ثم ذهبت للاستحمام..
مم بعد أن انتهيت من ترتيب شعري ..كحلت عيني
واكتفيت بقلوس خفيف على شفتي...
كان صوت جهاز التكييف مرتفع قيلاً..لذلك لم استمع لرنين الجرس
إلا بعد مدة...فجريت بسرعة للباب..نظرت من العين ورأيت ناصر
يقف بضيق..فتحت المزلاج...ثم فتحت قفل الباب..
دخل بعدها وقال بضيق: ليه قافلة البيت..
سديم: ما أدري .... ما أحب أجلس لحالي بالبيت بدون ما أحط المزلاج
ناصر: قفليه بالمفتاح وخلاص..
ثم دخل بعدها لغرفة الملابس..وأغلق الباب..وقفله..
هههههه ماذا يظن نفسه..هل سأتبعه وأدخل..أم أنه يحاول تقليدي
لأني في أول يوم لي بزواجي..دخلت وأقفلت غرفة الملابس علي
كي أغير فستاني..
تجاهلت حركته..وذهبت للمطبخ..وأخذت الأطباق للصالة
وجهزت الغداء..
خرج ثم جلس لتناول الغداء بصمت..
وبعدها نهض ليغسل يديه..أخذت أطباق الغداء..
ولكنه خرج من دورة المياه
ووقف قائلاً : شغلتي الغسالة..
رفعت رأسي بتعجب وأجبت: إيه..
ناصر: موب قلت لك أصبري لا تشغلينها لين أكون معك..عشان
أقرأ طريقة التشغيل وأعلمك...لأنها اتوماتيكيه ..
نظرت له بتعجب واستنكار: طيب الحين وش المشكلة
خلاص خلصت وغسلت الملابس
وعرفت اشغلها..
ناصر: كيف عرفتي...قريتي الكتاب اللي معها..
سديم: أصلاً واضحة وما تحتاج تعليمات..
ناصر: إيه بس المفروض شايفة التعليمات قبل ما تشغلينها..
الله يهديك..كذا تخرب
قلت بضيق: طيب قريت كتاب التعليمات..ما فيه شيء جديد..
وأصلاً طريقة استعمالها موب صعبة..
ناصر وكأنه يحاول أن يكون حكيما ومهذباً: طيب معليش مرة ثانية إذا
كان فيه جهاز جديد وإلا شيء زي كذا..ما فيها شيء لو صبرتي..وانتظرتيني أفتحه معك..
سديم: بس أنا موب صغيرة..أكيد بعرف اشغله..
ولو ما عرفت بخليه وانتظرك تعلمني..
ناصر: طيب أنا بنام...ليت تقصرين على التلفزيون
أخذت الريموت من جانبي وأطفأت التلفاز
ناصر: لا عادي افتحيه بس قصري عليه..
سديم: لا ما أبيه...بروح أنظف المطبخ..
دخلت المطبخ..وبعدها سمعت باب غرفة النوم يغلق..ولكن جيد لم
يقم بقفلها...
يبدوا أن الوضع لا يسكت عليه..سأتم شهراً بعد عدة أيام..
وهذا الناصر ما زال بابتعاده..
يجب أن أعرف السبب...
في العصر..وفي أثناء ما كان ناصر نائماً..رن جهازي
جريت له ورددت بسررعة قبل أن يزعجه الرنين..
وكانت أمل هي من تتصل..
سديم: هلا والله
أمل: السلام عليكم
سديم: وعيكم السلام
أمل: عسى ما أزعجتكم ورى صوتك قصير..
سديم: لا بس ناصر نايم وخفت يقوم منه..
أمل: عسى ما كنتي نايمه وقومتك..
سديم: لا..لا بس ناصر نايم..أنا بالصالة
أمل: وليش ما نمتي..
سديم: ما بي نوم..وهو رايح للعمل عشان كذا نايم الحين
أمل: المفروض تنامين معه..حتى لو ما بك نوم..خليك قريبة منه دايم
ضايقـتـني بتدخلها..
فقلت: وشو له أنام وأنا ما بي نوم...بعدين بزعجه..
أمل: شوفي سديم..بصراحة لازم تنتبهين لتصرفاتك..ترى زوجك
متضايقك منك..والدليل بدا دوامه هالأسبوع والمفروض يداوم
الأسبوع الجاي..
سديم: أنا وإلا هو اللي متضايق
أمل:معليش أنتي المره..ولازم تدارينه..
وبطلي هالحياء الزايد...ترى بالنهاية بيمل منك
سديم: حتى هو يستحي وما يتكلم...لازم أكون أنا الجريئة..
أذكر أن الرجال هو اللي يجرء زوجته..
أمل: أدري بس موب كل الرجال كذا..
انتبهي لحياتك سديم... تراه مرة متضايق..يحسب أنك ما تبينه أو مغصوبة عليه..
سديم: شكل هو المغصوب موب أنا..وبعدين أنا ما قصرت معه..
هو اللي ما يعطيني وجه...يا يناظر التلفزيون...يا يطلع يصلي وما يرجع
إلا بعد ساعة أو ساعتين..
أمل: معليش أصبري دايم البداية صعبة..أنتي تلبسين له؟..
تكشخين؟.. تتقربين منه؟...تمزحين معه؟..حتى لو بجرأة ما فيها شيء
هذا زوجك..
سديم: المفروض هو اللي يصير جريء..
موب أنا.......أنا بنت وصغيرة طبيعي بستحي منه..أما هو 28 سنة..
وهو اللي رسمي..وما أدري أيش..
وبعدين هو ما قال لي شيء أو اشتكى..ليش تقولين كذا..
أمل: أنا ما كان ودي أقول لك كنت أبي أنبهك دون ما تعرفين ليه..
حتى أمه ما كانت تبيك تعرفين أنه متضايق..بس أنا مضطرة أعلمك ..
بصراحة هو من بداية ثاني أسبوع لكم بماليزيا دق على أمه يشتكي
ويقول شكلها ما تبيني ومغصوبة علي...ما تتكلم معي..وتبتسم بالغصب
وإذا تكلمت معها..كلمه ورد غطاها..ترى الرجال مل..
رحمته...رحمته بحق..لا أعرف لم دوماً أشفق عليه..
ولكن مع هذا هو من يبتعد إذا تقربت منه..
سديم: بس حتى ما يعطي وجه..كم مرة أجي بتكلم معه يصدني..
وحتى ...حتى يوم كلمتيني..وجيت بتقرب منه .. ما عطاني وجه..
أمل: موب لازم يعطيك وجه أنتي افرضي نفسك عليه..
بتكلم بصراحة...أنتي تجلسين جنبه.. تمسكين يده..تتقربين منه..
صمتت ...شعرت بوجهي قد توهج..وخجلت من الإجابة..
أمل: وراك ما رديتي...الجواب لا صح؟
قلت باندفاع: لا مين قال..هو كل ما جلست جنبه..أو قريب منه..
أحسه يتضايق..ويرتبك..و
قاطعتني أمل قائلة: وأنتي بعدها زعلتي وصرتي ما تقربين منه صح..؟
بكيفه خليه يتضايق.. يمكن يتدلع يمكن توه ما تعود بس أكيد بيفرح..
وما يبي يبين لك..
سديم: لا...أنا إذا جلست جنبه يا يرتبك..ويتحرك بضيق..
يا أنه يقوم..ويخلي المكان..يقاله بيجيب شيء..ثم يرجع ويجلس بعيد
عني..ويحسبني غبية ما أفهم حركته..
أمل بحماس: طيــــب ميب مشكلة أنتي قومي وأقعدني جنبه..
وامزحي معه..
قولي حبيبي ليش جالس بعيد عني...أنا ما اتحمل بعدك..
والله ترى الرجال حبوبين..والكلمة تأثر عليهم..
أحترق وجهي من الخجل..
وقلت بغضب: المفروض هو يقول لي كذا موب أنا..ترى ما لي
إلا شهر واحد بس متزوجة..استحي أقول كذا
أمل: إيه استحي لين يمل الرجال منك..
طيب..تمسكين يده؟
قلت بخجل: إيه بس...على طول يسحب يده..أو يسوي نفسه بياخذ شيء
وبعدها بصراحة أنا أقول بالطقاق من زينه عاد..
أمل: هههههه اسكتي لا يسمعك..
بس والله حرام تراه المسكين ما خذ فكرة غلط عنك..
يحسبك متكبرة وما تحبينه..
سديم: هو اللي ما يحبني الظاهر وكارهني..
أمل: لا ... لا تقولين كذا..أنتي بس تقربي منه..
بصراحة عندي سؤال بس مستحية أسألك إياه..
سديم:أسألي..
أمل:آآ..أنتي توك بكر..
تمنيت أن الأرض تسحبني ولا أسأل هذا السؤال..
فالتزمت الصمت..
أمل: وش فيك ما تردين...لا تفهميني غلط سديم بس أنا أبي مصلحتك
أجبت بهدوء وهمس: إيه
أمل: وليه
أجبت بتعجب: ما أدري...لا تسألين ليه
أمل: شفتي..أكيد أنك بعيده عنه...وإلا كان ما..
قاطعتها: خلاص أكلمك بعدين شكل ناصر قام...
أمل: طيب مع السلامة
سديم: مع السلامة..
حينما رأيته يخرج من دورة المياه ليصلي المغرب..أشفقت عليه...يعتقد أني أكرهه.. تمنيت بحق أن أحضنه..وأن امسح على شعره..حقيقة ليس كل هذا حب مني بل رحمه..ولكن أنا متأكدة لو أنه تحسن معي بتعامله سأحبه.. فهو ليس بسيء لدرجة شديدة..
.
.
حيــرة..حيـــرة
تسيطر على قلبي..
وكأني في غابة..من بين الأدغال..
حالكة ...مظلمة ...مخيفة..
أشجار متداخلة...تزيد من ذاك السواد الحالك
أصوات حفيف وريقاتها..يصدر صوتاً..يهتز له الوجدان
صوت أزيز..ينذر..بقدوم جوٍ عاصف
أسير فيها مجبرة
غير أني أحمل بقلبي..شعلة من أمل
أتلفت يمنة...ويسرة
ترى..على أي اتجاه أضع قدمي..
وبأي طريق..أصل للنهاية المرجوة
ترى..هل سأجد..الحب..الأمان..الاحترام
والاستقرار..أم ما زلت في بداية طريقي
وما زلت أرفع بصري بعيداً
أرجوا أن أصل هناك..حيث الأفق
حيث تتوافر..الأضواء
وتزدهر الحياة
حينها تطرب المقل..
وتحن
لمعانقة...
أضواء
تلألأ الأمل
.
.
.
.
.
مرت الأيام بهدوء..وسكون..ولا جديد ..
في أحد هذه الأيام أحضرت شهادتي الثانوية معي للمنزل..وأريته
إياها بمرح.. ولكنه ركز على مادة الانجليزية وقال بمرح..
ناصر: هههه وش هالدرجة بالانجليزي..
قلت بدلال وحرج: أوه عادي..أنا ما أحب الانجليزي...مم طيب أنت
بس ركزت على الانجليزي..شف فوق..كل مواد الدين امتياز
وخصوصاً القرآن مية من مية..
ركزت على القرآن لأذكره بأن الجانب المهم من تعليمنا هو القرآن ..
وليس الانجليزية....ولأذكره بجانب منسي...أو تناساه ناصر..وهو
حفظي لكتاب الله الكريم كاملاً...فإن كان قد تميز بلغة الغرب..
فقد أكرمني الله بحفظ كتابة..خصوصاً أني متضايقة من اهتمامه بالتلفاز..وإعجابه بالغرب..
وهذا ما لا كنت أعرفه عن ناصر..ولا حتى أهلي..
قد تتساءلون...متى وكيف حفظته...وسأجيب بدأت حفظه عند حدوث
أول مشكلة لي مع أمل...ولا أخفيكم أنني تشجعت على حفظه حينما
رأيت خالد قد حفظه...وأنهيت حفظه في الفترة التي كنت أجهز
بها لزواجي..
في نهاية الأسبوع..وفي يوم الخميس تحديداً أتممت الشهر من زواجي..
لاحظت أن ناصر.."بيتوتي" لدرجة كبيـــــــرة جداً..وغير اجتماعي..
يخجل كثيراً حينما يدعوه أبي للغداء أو العشاء عنده..
مم ولاحظت صفة كريهة به..وهو حبه لأحاديث النساء..
كان هذا عندما كنت بمنزل خالتي أم ناصر..وحينما كنا نجتمع على القهوة..
كان ناصر ممسكاً بجريدة ويطالعها بإمعان بينما كنت أنا وندى نتحدث بهدوء..دخلت خالتي عندها..وجلست معنا..وبدأنا بشرب القهوة..وهنا دار
هذا الحديث..
خالتي أم ناصر: ندى شفتي كيف عمتك تسأل عن زوجة ناصر..
مرة متحمسين يشوفونها..
ندى: إيه غريبة..ما لاحظت أنهم حريصين علينا إلا هذي المرة..
سديم: طيب ليه ما خليتوني أطلع أسلم عليهم..
خالتي أم ناصر بابتسامة: ما ودي يشوفونك إلا بالعزيمة اللي بنسويها
لك..
هززت رأسي بصمت..ورفعت بصري لاتجاه ناصر لأنظر
ماذا يفعل..ووجدته كعادته..مشغول عنا..لا أعرف هل هذا هو طبعه
دوماً أم أنه يكره جلوسي معهم...أخفضت رأسي واستعذت من الشيطان..
عندها سمعت ندى تقول: شفتي بنت عمتي...وشلون قاصة شعرها..
وإلا كيف كانت تنورتها...
أم ناصر: سبحان الله تذكرين قبل العام كيف كانت زعلانة عليك ليش
لابسة لبس ما عجبهم وقعدت تنصح فيك..
ندى: والله أني انقهرت صراحة..
ناصر: أنا أشوف أنه مافيها شيء لو لبست الوحدة لبس قصير عند الحريم..
نظرت له أم ناصر بطرف عينها باستهزاء ولم تجب عليه..
فقالت ندى: لا هو يعني لو كانت ناصحتني وما شفت بنتها ذاك اليوم
لابسة كذا كان ما قلت شيء لكن تنصحني وما تشوف بنتها..
أم ناصر: صبي لناصر قهوة..
ناصر: يمكن لأن بنتها أصغر منك..لكن كمبدأ باللبس أنا ما أشوف
فيه مشكلة لو الوحدة لبست بنطلون أو تنورة قصيرة عند الحريم بس
أهم شيء ماتكون عارية وقصيرة بالمرة..و..
قاطعته أم ناصر: خذ من الحلى..
ندى: بس..لو أنه..
رأيت أم ناصر تنغز فخذ ندى بهدوء وتأشر لها بعينيها أن أصمتي
ولا تتحدثي أمام ناصر..
أخفضت ندى رأسها ..
ثم عادت ورفعته بمرح قائلة: ناصر وش رايك بالحلى ترى أنا اللي
مسويته
ناصر: أي عماتي اللي تتكلمون عنها..
أم ناصر: يا خراطة..اللي جايب الحلى سديم..
ندى: يمه خليني أكشخ عنده وش يدريه..
أم ناصر: لا والله أكيد شايفها وهي تسويه
ناصر: لا حتى سديم ما سوته.. هذا من بيت أبوها...
أغاضني حينما قال ذلك...صحيح أن أمل هي من أعطتني الحلى..
ولكن لا شأن له بأن يتكلم عني...
عندها عاد ناصر لرفع الصحيفة وتقليب صفحاتها..
فقالت خالتي أم ناصر بهمس: أف ذبحنا يا حبه لسوالف الحريم
قلت مدافعة: هههه حرام عليكم والله لاحظ أنكم تصرفونه
أم ناصر : يستاهل وش دخله بهالسوالف..
سديم: طيب عادي بيبدي رايه..
أم ناصر بغيض: ما له دخل يبدي رايه بحريم خلق الله..محد أخذ
راية ..عشان يجي يتفلسف علينا...
سديم: هههههه حرام عليكم..
أم ناصر: والله ما انتبهت لنفسي وأنا أسولف وإلا أنا عارفته يحب
يتليقف بهالمواضيع..والله عمار أحسن منه أرتاح وأنا أسولف
ما درى عني..
ندى: لأن عمار أهم...أهم اهتماماته الكورة وبـــــس
أم ناصر: المهم أنا بروح أكلم أختي شوي... انتبهوا لا تسولفون
بالحريم قدامه..
ندى: ههههه إن شاء الله..
رحلت خالتي وبقينا عندها صامتين..
فاقترحت ندى أن أذهب معها لغرفتها لتريني صورهم وهم صغار..
وافقت بحماس...لأني أريد التهرب من مقابلة كتلة الجليد التي أمامي..
أفففففف
وفي الأعلى...
ندى: شوفي من هذا اللي على السيكل << الدراجة
سديم: ممم ناصر
ندى: هههه لا عمار..بس قلت بشوف تعرفين تطلعين ناصر من الصورة..
أخذت أمعن بالصورة ورأيت طفلاً ممم يبدوا بالثامنة من عمره كان شعره يصل لأسفل أذنيه..ومنسدلاً بنعومة..
قلت بتعجب: لا تقولين هذا ناصر
ندى: هههههه إلا ليش مستغربة
سديم: ياي شعره يجنن..وحتى شكله أحلى من الحين
ندى: حرام عليك يمكن لأن الحين نحيف...ومخفف شعره
سديم: يمكن..
حقيقة لم يكن غريباً أن يتميز ناصر بنعومة شعره...فأمه وأخته..
أشعرهم كالحرير ما شاء الله..وخصوصاً ندى شعرها شديد السواد..
كانت أشبه بالهنود..من روعة شعرها..خصوصاً مع سمرتها المميزة..
وحدة ملامح وجهها..غير أن ما يعيبها..هو كثرة البثور بوجهها..
سديم: وهذا الرجل مين...أبوك؟
ندى: لا هذا خالي.. شوفي الصورة اللي بالجهة الثانية..اللي على
اليمين أبوي
سديم: مم ما تشبهون له أبداً... إلا بالسمار شوي..لكن ملامحة
مختلفة شوي..
ندى: ههههه إيه عايلتنا متميزة بالسمار خصوصاً أن أمي وأبوي
عيال عم..
سديم: بس ما شاء الله ملامحك تجنن..
ندى: لا تجاملين..وش الزين فيني..وجهي مليان حبوب..وقصيرة
سديم: بالعكس نعومة بالمرة..... أما بشرتك أهتمي فيها وتروح..
لا تقعدين تحطمين نفسك..
ندى: هذي الحقيقة..أنا ما احطم نفسي..
أم ناصر: لا والله مستانسن وما خذين راحتكم..
رفعنا رؤوسنا متفاجئن...
رأيت ملامح وجهها توحي بالمزاح..فارتحت قليلاً
أم ناصر: وش له قاعدين هنا ومخلين ناصر لحاله تحت..أنا قلت أكيد
أنكم عنده..
ندى: ما انتبهنا للوقت كنت أوري سديم صورنا..وبعدين خذتنا السوالف
أم ناصر: حرام عليكم لي ثلث ساعة أسولف ..وناصر لحالة حتى
شكله طفشان..عاد أنتي ما عليك شرهه لكن سديم حرام مخلية زوجك
منطق لحاله
قلت بابتسامة وحرج: هههه والله ما حسيت ..بعدين ما درى عنا
ماسك هالجريدة أربع وعشرين ساعة..
أم ناصر: ولو كان جبتوا الصور تحت نتفرج كلنا..عشان يتحمس معكم
سديم: خلاص هذاي نازلة له..
خرجت ونزلت درجات السلم ثم اتجهت للمجلس الذي كنا فيه..وأطللت بمرح
قائلة: معليش..تأخرنا عليك..
ناصر: لا عادي..أنا أناظر بالتلفزيون..
تحطمت أنياط قلبي...رحمته لدرجة أن عيناي اغرورقت بالدموع..خصوصاً أن التلفاز لا يوجد
به سوى مباراة وناصر يكره الكره
جلست بجانبه..
وقلت بابتسامة: شفت صورتك وأنت صغير..
ناصر بعدم اهتمام: لاه..أجل ندى ورتك إياها..
سديم: أيه...شعرك كان يجنن وأنت صغير...
ناصر: وليه شعري الحين خشن..
سديم: لا بس مخففه.. ليش ما تطوله..
زي يوم كنت صغير..
ناصر: مرهق..ويطفش..وبعدين ما أحب يطلع طرفه من تحت طاقيتي والشماغ..
سديم: بس ولو يجنن شعرك..حرام عليك طوله..
ناصر بتجاهل وهو يقلب الصحيفة: لا ما أبي..
نظرت له باستنكار..وقلت بداخلي " من زينك عاد..والله شايف نفسه"
ههههه هناك فائدة واحدة من عدم أطالته لشعره...أتعرفون ما هي..
كي لا أخجل من شعري..فهو متعرج قليلاً..ولكنه ليس بخشن..
أما شعر ناصر في الصورة..فقد كان..ناعـــماً..ولامع...
حقاً سأخجل من نفسي إن أطال شعره..
هههههه
أأخبركم بسر...بدأت أرتاح له قليلاً..وأشعر أني سأحبه قريباً..!!
.
.
.
.
مر يومين أو ثلاثة..وحالي مع ناصر كما هو عليه..
وربما قد ترادا أكثر...ولكن تخلصت تقريباً من خجلي..
وأصبحت أثرثر عليه...وأتقرب منه..
كنت أفعل هذا بدافع الرحمة...وكذلك..لأنني بدأت أرتاح له..
وقبل كل شيء..لأرضي ربي...
مم قررت في هذا اليوم أن أحادث ناصر..بصراحة
وأن أعرف سر ابتعاده عني..
كنت مترددة كثيراً..خصوصاً أني خائفة من أن أسمع شيئاً يؤلم قلبي..
خصوصاً أن أمل أخبرتني أن أم ناصر كلمتها بالأمس وأخبَرتها
أن ناصر كثيراً ما يردد...أنني لم أرتح..ولا أشعر أني أحبها..
ولهذا زاد خوفي...
ولكني تشجعت..فبداية الحل هو تحديد المشكلة...
دعوت ربي بأن يوفقني..وأن يحنن قلب ناصر علي..
وأخيراً نطقت..
سديم: ناصر...
كان ناصر في هذه الأثناء..يتابع فيلم كعادته..
ناصر: هلا
سديم: آآ...همم...أقدر أكلمك الحين...وإلا مشغول
ناصر: لا أنتي تشوفيني مشغول..
سديم: لا بس...قلت يعني أنت مستعد أن تتكلم معي..وإلا ودك
أتكلم بوقت ثاني..
نظر لي باهتمام وقال: لا عادي تكلمي..
سديم: أمم...بس يعني كنت بسألك..أنت زعلان مني..لأني ببداية
أيام زواجنا كنت ساكته وما أتكلم كثير..
قاطعني ناصر: لا...لا عادي..ما فيه مشكلة..
سديم: أنا أبي أقول...أنه...والله ما كنت أكرهك أو شيء زي كذا..
بس يعني..لأني مستحية...وتعرف يعني كل بنت تستحي بأول الأيام
ناصر: لا أنا فاهم..فاهم هذي الامور..
سديم: طيب ليش أنت إلا الحين ما تتكلم معي..وأحسك زعلان..
ناصر باريحية: لا والله أنا موب زعلان...بس يعني أنا أقول أنه التوفيق
بيد الله...وأنه يعني..أنا طباعي تختلف عنك...وكل واحد له ميول غير..
ويمكن يعني........... يعني....الله يرزقك اللي يناسبك..
جحظت عيناي باستنكار وقلت: ناصر وش تقول..وش دخل اختلاف
الميول ..بعدم التوفيق... كثير من الناس يختلفون ببداية حياتهم..لكن
بالنهاية يصيرون متقاربين...ما له دخل هذا الموضوع...وبعدين..أنت
وش تحب..وأنا مستعدة أسويه عشانك...بس هذا موب سبب عشان تفكر
هذا التفكير..
ناصر: لا وشوله أغير من طباعك عشان تصيرين على اللي أبي..هذا ظلم..
أنا ما أحب أني أفرض رايي..
سديم: أنت ما تفرض رايك هنا..أنا اللي الحين من نفسي أقول وعن طيب نفس بعد أنه مستعدة أسوي اللي يرضيك...بس أهم شيء أنه ما يكون يغضب الله..
ناصر: شفتي..حنا مختلفين أنتي ممكن تشوفين شيء أنه غلط..
وما يصير
بس أنا أشوف أنه عادي...أنتي حافظة للقرآن..بس أنا لا ..
يعني إذا افترقنا أنتي تاخذين اللي يكون نفس ميولك..ونفس رغباتك..
سديم: وش دخل حفظي للقرآن بالموضوع..يعني صار حفظي له
من أحد عيوبي..
ناصر: لا... بس أنا ما أبي أحمل ذنبك..أنا مختلف عنك..
سديم: وأنا أقول أني مستعدة أسوي اللي تحب..بس أهم شيء
ما يغضب ربي..
ناصر: تحسبيني ما ألاحظ أنك تتضايقين من الموسيقى..إذا جت
ببرنامج أو فيلم..
أنا ما ألومك..بس أنتي مستحيل ترتاحين معي..
أنا وياك مختلفين عن بعض...وهذا شيء ما لنا فيه يد...
يعني التوفيق بيد الله..
|