لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-05-08, 05:28 AM   المشاركة رقم: 61
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

كنت أعتقد بتلك الفترة هو أن ما تفعله بسبب تعلقها بلمياء..وأنها وجدت بديلاً عني...
كان هذا يحدث قبل زواجي..حينما كنت أدرس في الثانوية..
كم أذكر حينما يتقطع قلبي ألماً..عندما أحادث لمياء..وتخبرني
أنها بالأمس..أو قبل يوم حادثت خلود..في وقت كنت أتمنى فيه
أن ترد علي..أن تحادثني...أن تملئ وقت فراغي..مؤلم..حالي هو
حينما أتصل..وتتعذر خلود بأنها مشغولة بعمل ما..بينما أجدها تجد
الفرصة لمحادثة لمياء
كنت دوماً أقول في نفسي..أينهم عني..أعمامي تخلوا عني..
كثيرة هي التساؤلات العالقة بذهني آنذاك..لمَ خلود تفعل ذلك..
هل أنا حساسة..أم أنها بالفعل مشغولة..وبمحض الصدفة كانت تجد
فرصة لمحادثة لمياء ولا تجد الفرصة لمحادثتي..

كنت أشعر بالحرج حينما تسألني زوجة أبيهم (دلال) ممازحة..
" سديم لمَ لم تأتي عندنا منذ مدة طويلة..هل أنتي متكبرة"
عندها ابتسم بارتباك...حتى أنا لا أعرف السبب..لا أذكر أن خلود
دعتني يوماً للحضور ورفضت..ولكن لم َ لم تفعل ذلك..هل كانت
تكرهني وتجامل..
أذكر حينما كانت علاقتي بمشاعل جيدة..وحتى أشواق..
كانوا يتصلون علي باستمرار..ويلحون علي بالقدوم..أو نلتقي بمنزل
جدي خالد..ولكن لا أرى هذا يحصل مع بنات خالاتي..
ومع خلود بالأخص..

أعرف أن ما أقوم به الآن شيء من الحساسية... ولكن صدقوني..
لم أشكوا هذا الأمر لأي مخلوق كان...حتى في خواطري..
لم أكن أريد الاعتراف بأن ليس لدي أحد يهتم لسديم أين ذهبت
وهل هي سعيدة أم حزينة الآن..
وخصوصاً..غاليتي خلود..

واليوم....أنا مثلكم دهشت...أجل دهشت حينما أدركت سر تهرب
خلود مني..
لقد كانت تكره ضعفي... ولا أخفيكم أني سعدت...لأنني علمت سر
تهربها بل وقدري عندها...
ولكن يبدوا أن تلك الاعترافات...والمذكرات جاءت متأخرة..
بعد أن أمضيت أوقاتاً طويلة... أحاول فيها التهرب من خلود..
كي لا أشعر دوماً بأني شخصية ثقيلة عليها..
وكي لا أشعر بأني أقع بجانب مقصي بقلبها..
وبهذا ...كنت أتمادى بالابتعاد...وتوجيه السهام الغائرة..نحوها

.

.

.

أعتقد أنا أطلنا كثيراً... ولنعد....إلا حيث تكون شقتي الصغيرة
مم ناصر...بدأ دوامه اليوم... كم أغاضني لأنه لم يخبرني بأن سيبدأ
بالدوام اليوم...فكما ذكرت ندى أنه سيدوام بالأسبوع القادم..

مم في الثامنة انتبهت من نومي ورأيته يفتح أحد أدراج التسريحة..
اعتدلت بجلستي..ومسحت بيدي برفق على شعري..
ثم قلت بهدوء..وبصوت مبحوح من أثر النوم: آآ تدور على شيء..

رأيته يلتفت لي بدهشة..
ثم قال: آآ قمتي...لا بس كنت أدور على شرابي ..<<جوارب

سديم: همم شفها بآخر درج من الشوفينيره << أدراج جانبية منفصلة عن التسريحة

رأيته يتجه لنفس الدرج الذي أشرت له...فتحه وأخرج منه أحد الجوارب
ثم قال باستياء: ليه ما تحطين كل أغراضي مع بعض..
وتخلين أدراج خاصة بك...عشان ما أقعد أحتاس..

صمتت..ورأيته بعدها يفتح الدرج الذي فيه المناشف..ويسحب منشفة
وبعدها قام بسحب كل مناشفه..ووضعها بدرج الجوارب..
سديم: بس ما يصلح المناشف مع الشراب

ناصر: طيب معليش اليوم حاولي..تخلين مناشفك بدرج ومناشفي بدرج
عشان ما تكون فيه حوسه...
خلي كل واحد له درج خاص بأغراضه..

قلت بقلبي" بل قل كي لا يكون هناك شيء مشترك بيننا"
سديم: أحم......بتروح للشغل..

ناصر: إيه بس يمكن ما أتأخر..

نهضت ودخلت المطبخ..شغلت غلاية الماء...ثم دخلت دورة المياه
كي أغسل وجهي وأفرش أسناني... ثم خرجت بعدها بسرعة للمطبخ
ووضعت أبريق الشاي على النار.. وأخرجت الخبز والبسكويت
دخل ناصر بعدها...وأخرج له كأس لشرب الماء..
ثم التفت لي وقال بربكة خفيفة:وش تسوين ..ترى أنا ما أبي فطور..

سديم: خلصت ما راح يتأخر..

ناصر: لا أنا ما أحب أفطر..

وخرج بعدها دون أن ينظر لردة فعلي..
خرجت من المطبخ وتبعته...رأيته يعدل " غترته"..
ثم همست: طيب تبي كوب شاهي...أو نسكافيه

ناصر: لا بشرب بالعمل...روحي نامي

ثم خرج وصفق بالباب من خلفه...أففففف أحمـــــــق....كم أكـــــرهـــك
اتجهت للمطبخ واعدت كل شيء لمكانه...ثم أخرجت دجاجة..ووضعتها كي تذوب بعد أن استيقظ..

ذهبت واستلقيت على السرير...أريد أن أنـــام... لا أريد أغرق بأفكاري السيئة....فيبدوا أن بوادر مشكلة تلوح بالأفق...

.

.

.
لن تكون الأحلام هي..
مطايا...لبلوغنا إياها..

ولن تكون المثابرة..والجد والاجتهاد
دوماً... سبيلاً لبلوغ أحلمنا في الحياة وتحققها..

ربما...ستجدي تلك السبل..أحياناً..
ولكن لا يعني هذا أبداً
أنها ستغير من أقدارنا..
التي كتبها الله علينا

الجد..المثابرة
والإصرار..
ستغير ألوان الحياة القاتمة من حولنا..
وستحولها لألوان زاهية..
غير أنها قد تنجح وقد لا تنجح..
وفي النهاية..بل وقبل شيء
أقدارنا..
هي من ستحدد ذلك...
.

.

.

.
نهضت في الحادية عشر والنصف... أعددت الغداء..
لن أقول أني ماهرة بالطبخ...ولكن مم ههههه لا بأس به
صحيح أني أتقن صنع الحلوات وأحب إعدادها
ولكن هذا لا يعني أني أحسن صنع الوجبات الأساسية..
أخرجت بعدها..ملابسي المتسخة وملابس ناصر..
شغلت غسالة الملابس..ثم وضعت ملابس ناصر أولاً..
وبعدها بدأت بترتيب المنزل..ومسحه من الغبار
وبعد أن انتهيت..وتحطم ظهري..هههه لم أعتد على عمل المنزل
أخرجت لي بنطال جينز مع بدي ناعم..
ثم ذهبت للاستحمام..
مم بعد أن انتهيت من ترتيب شعري ..كحلت عيني
واكتفيت بقلوس خفيف على شفتي...
كان صوت جهاز التكييف مرتفع قيلاً..لذلك لم استمع لرنين الجرس
إلا بعد مدة...فجريت بسرعة للباب..نظرت من العين ورأيت ناصر
يقف بضيق..فتحت المزلاج...ثم فتحت قفل الباب..
دخل بعدها وقال بضيق: ليه قافلة البيت..

سديم: ما أدري .... ما أحب أجلس لحالي بالبيت بدون ما أحط المزلاج

ناصر: قفليه بالمفتاح وخلاص..

ثم دخل بعدها لغرفة الملابس..وأغلق الباب..وقفله..
هههههه ماذا يظن نفسه..هل سأتبعه وأدخل..أم أنه يحاول تقليدي
لأني في أول يوم لي بزواجي..دخلت وأقفلت غرفة الملابس علي
كي أغير فستاني..

تجاهلت حركته..وذهبت للمطبخ..وأخذت الأطباق للصالة
وجهزت الغداء..
خرج ثم جلس لتناول الغداء بصمت..
وبعدها نهض ليغسل يديه..أخذت أطباق الغداء..
ولكنه خرج من دورة المياه
ووقف قائلاً : شغلتي الغسالة..

رفعت رأسي بتعجب وأجبت: إيه..

ناصر: موب قلت لك أصبري لا تشغلينها لين أكون معك..عشان
أقرأ طريقة التشغيل وأعلمك...لأنها اتوماتيكيه ..

نظرت له بتعجب واستنكار: طيب الحين وش المشكلة
خلاص خلصت وغسلت الملابس
وعرفت اشغلها..

ناصر: كيف عرفتي...قريتي الكتاب اللي معها..

سديم: أصلاً واضحة وما تحتاج تعليمات..

ناصر: إيه بس المفروض شايفة التعليمات قبل ما تشغلينها..
الله يهديك..كذا تخرب

قلت بضيق: طيب قريت كتاب التعليمات..ما فيه شيء جديد..
وأصلاً طريقة استعمالها موب صعبة..

ناصر وكأنه يحاول أن يكون حكيما ومهذباً: طيب معليش مرة ثانية إذا
كان فيه جهاز جديد وإلا شيء زي كذا..ما فيها شيء لو صبرتي..وانتظرتيني أفتحه معك..

سديم: بس أنا موب صغيرة..أكيد بعرف اشغله..
ولو ما عرفت بخليه وانتظرك تعلمني..

ناصر: طيب أنا بنام...ليت تقصرين على التلفزيون

أخذت الريموت من جانبي وأطفأت التلفاز
ناصر: لا عادي افتحيه بس قصري عليه..

سديم: لا ما أبيه...بروح أنظف المطبخ..

دخلت المطبخ..وبعدها سمعت باب غرفة النوم يغلق..ولكن جيد لم
يقم بقفلها...
يبدوا أن الوضع لا يسكت عليه..سأتم شهراً بعد عدة أيام..
وهذا الناصر ما زال بابتعاده..
يجب أن أعرف السبب...





في العصر..وفي أثناء ما كان ناصر نائماً..رن جهازي
جريت له ورددت بسررعة قبل أن يزعجه الرنين..
وكانت أمل هي من تتصل..
سديم: هلا والله

أمل: السلام عليكم

سديم: وعيكم السلام

أمل: عسى ما أزعجتكم ورى صوتك قصير..

سديم: لا بس ناصر نايم وخفت يقوم منه..

أمل: عسى ما كنتي نايمه وقومتك..

سديم: لا..لا بس ناصر نايم..أنا بالصالة

أمل: وليش ما نمتي..

سديم: ما بي نوم..وهو رايح للعمل عشان كذا نايم الحين

أمل: المفروض تنامين معه..حتى لو ما بك نوم..خليك قريبة منه دايم

ضايقـتـني بتدخلها..
فقلت: وشو له أنام وأنا ما بي نوم...بعدين بزعجه..

أمل: شوفي سديم..بصراحة لازم تنتبهين لتصرفاتك..ترى زوجك
متضايقك منك..والدليل بدا دوامه هالأسبوع والمفروض يداوم
الأسبوع الجاي..

سديم: أنا وإلا هو اللي متضايق

أمل:معليش أنتي المره..ولازم تدارينه..
وبطلي هالحياء الزايد...ترى بالنهاية بيمل منك

سديم: حتى هو يستحي وما يتكلم...لازم أكون أنا الجريئة..
أذكر أن الرجال هو اللي يجرء زوجته..

أمل: أدري بس موب كل الرجال كذا..
انتبهي لحياتك سديم... تراه مرة متضايق..يحسب أنك ما تبينه أو مغصوبة عليه..

سديم: شكل هو المغصوب موب أنا..وبعدين أنا ما قصرت معه..
هو اللي ما يعطيني وجه...يا يناظر التلفزيون...يا يطلع يصلي وما يرجع
إلا بعد ساعة أو ساعتين..

أمل: معليش أصبري دايم البداية صعبة..أنتي تلبسين له؟..
تكشخين؟.. تتقربين منه؟...تمزحين معه؟..حتى لو بجرأة ما فيها شيء
هذا زوجك..

سديم: المفروض هو اللي يصير جريء..
موب أنا.......أنا بنت وصغيرة طبيعي بستحي منه..أما هو 28 سنة..
وهو اللي رسمي..وما أدري أيش..
وبعدين هو ما قال لي شيء أو اشتكى..ليش تقولين كذا..

أمل: أنا ما كان ودي أقول لك كنت أبي أنبهك دون ما تعرفين ليه..
حتى أمه ما كانت تبيك تعرفين أنه متضايق..بس أنا مضطرة أعلمك ..
بصراحة هو من بداية ثاني أسبوع لكم بماليزيا دق على أمه يشتكي
ويقول شكلها ما تبيني ومغصوبة علي...ما تتكلم معي..وتبتسم بالغصب
وإذا تكلمت معها..كلمه ورد غطاها..ترى الرجال مل..


رحمته...رحمته بحق..لا أعرف لم دوماً أشفق عليه..
ولكن مع هذا هو من يبتعد إذا تقربت منه..
سديم: بس حتى ما يعطي وجه..كم مرة أجي بتكلم معه يصدني..
وحتى ...حتى يوم كلمتيني..وجيت بتقرب منه .. ما عطاني وجه..

أمل: موب لازم يعطيك وجه أنتي افرضي نفسك عليه..
بتكلم بصراحة...أنتي تجلسين جنبه.. تمسكين يده..تتقربين منه..

صمتت ...شعرت بوجهي قد توهج..وخجلت من الإجابة..
أمل: وراك ما رديتي...الجواب لا صح؟

قلت باندفاع: لا مين قال..هو كل ما جلست جنبه..أو قريب منه..
أحسه يتضايق..ويرتبك..و

قاطعتني أمل قائلة: وأنتي بعدها زعلتي وصرتي ما تقربين منه صح..؟
بكيفه خليه يتضايق.. يمكن يتدلع يمكن توه ما تعود بس أكيد بيفرح..
وما يبي يبين لك..

سديم: لا...أنا إذا جلست جنبه يا يرتبك..ويتحرك بضيق..
يا أنه يقوم..ويخلي المكان..يقاله بيجيب شيء..ثم يرجع ويجلس بعيد
عني..ويحسبني غبية ما أفهم حركته..

أمل بحماس: طيــــب ميب مشكلة أنتي قومي وأقعدني جنبه..
وامزحي معه..
قولي حبيبي ليش جالس بعيد عني...أنا ما اتحمل بعدك..
والله ترى الرجال حبوبين..والكلمة تأثر عليهم..

أحترق وجهي من الخجل..
وقلت بغضب: المفروض هو يقول لي كذا موب أنا..ترى ما لي
إلا شهر واحد بس متزوجة..استحي أقول كذا

أمل: إيه استحي لين يمل الرجال منك..
طيب..تمسكين يده؟

قلت بخجل: إيه بس...على طول يسحب يده..أو يسوي نفسه بياخذ شيء
وبعدها بصراحة أنا أقول بالطقاق من زينه عاد..

أمل: هههههه اسكتي لا يسمعك..
بس والله حرام تراه المسكين ما خذ فكرة غلط عنك..
يحسبك متكبرة وما تحبينه..

سديم: هو اللي ما يحبني الظاهر وكارهني..

أمل: لا ... لا تقولين كذا..أنتي بس تقربي منه..
بصراحة عندي سؤال بس مستحية أسألك إياه..

سديم:أسألي..

أمل:آآ..أنتي توك بكر..

تمنيت أن الأرض تسحبني ولا أسأل هذا السؤال..
فالتزمت الصمت..
أمل: وش فيك ما تردين...لا تفهميني غلط سديم بس أنا أبي مصلحتك

أجبت بهدوء وهمس: إيه

أمل: وليه

أجبت بتعجب: ما أدري...لا تسألين ليه

أمل: شفتي..أكيد أنك بعيده عنه...وإلا كان ما..

قاطعتها: خلاص أكلمك بعدين شكل ناصر قام...

أمل: طيب مع السلامة

سديم: مع السلامة..

حينما رأيته يخرج من دورة المياه ليصلي المغرب..أشفقت عليه...يعتقد أني أكرهه.. تمنيت بحق أن أحضنه..وأن امسح على شعره..حقيقة ليس كل هذا حب مني بل رحمه..ولكن أنا متأكدة لو أنه تحسن معي بتعامله سأحبه.. فهو ليس بسيء لدرجة شديدة..
.

.

حيــرة..حيـــرة
تسيطر على قلبي..

وكأني في غابة..من بين الأدغال..
حالكة ...مظلمة ...مخيفة..

أشجار متداخلة...تزيد من ذاك السواد الحالك
أصوات حفيف وريقاتها..يصدر صوتاً..يهتز له الوجدان
صوت أزيز..ينذر..بقدوم جوٍ عاصف

أسير فيها مجبرة
غير أني أحمل بقلبي..شعلة من أمل
أتلفت يمنة...ويسرة
ترى..على أي اتجاه أضع قدمي..
وبأي طريق..أصل للنهاية المرجوة
ترى..هل سأجد..الحب..الأمان..الاحترام
والاستقرار..أم ما زلت في بداية طريقي

وما زلت أرفع بصري بعيداً
أرجوا أن أصل هناك..حيث الأفق
حيث تتوافر..الأضواء
وتزدهر الحياة
حينها تطرب المقل..
وتحن
لمعانقة...
أضواء
تلألأ الأمل
.

.

.

.

.

مرت الأيام بهدوء..وسكون..ولا جديد ..
في أحد هذه الأيام أحضرت شهادتي الثانوية معي للمنزل..وأريته
إياها بمرح.. ولكنه ركز على مادة الانجليزية وقال بمرح..
ناصر: هههه وش هالدرجة بالانجليزي..

قلت بدلال وحرج: أوه عادي..أنا ما أحب الانجليزي...مم طيب أنت
بس ركزت على الانجليزي..شف فوق..كل مواد الدين امتياز
وخصوصاً القرآن مية من مية..

ركزت على القرآن لأذكره بأن الجانب المهم من تعليمنا هو القرآن ..
وليس الانجليزية....ولأذكره بجانب منسي...أو تناساه ناصر..وهو
حفظي لكتاب الله الكريم كاملاً...فإن كان قد تميز بلغة الغرب..
فقد أكرمني الله بحفظ كتابة..خصوصاً أني متضايقة من اهتمامه بالتلفاز..وإعجابه بالغرب..
وهذا ما لا كنت أعرفه عن ناصر..ولا حتى أهلي..

قد تتساءلون...متى وكيف حفظته...وسأجيب بدأت حفظه عند حدوث
أول مشكلة لي مع أمل...ولا أخفيكم أنني تشجعت على حفظه حينما
رأيت خالد قد حفظه...وأنهيت حفظه في الفترة التي كنت أجهز
بها لزواجي..



في نهاية الأسبوع..وفي يوم الخميس تحديداً أتممت الشهر من زواجي..
لاحظت أن ناصر.."بيتوتي" لدرجة كبيـــــــرة جداً..وغير اجتماعي..
يخجل كثيراً حينما يدعوه أبي للغداء أو العشاء عنده..
مم ولاحظت صفة كريهة به..وهو حبه لأحاديث النساء..
كان هذا عندما كنت بمنزل خالتي أم ناصر..وحينما كنا نجتمع على القهوة..
كان ناصر ممسكاً بجريدة ويطالعها بإمعان بينما كنت أنا وندى نتحدث بهدوء..دخلت خالتي عندها..وجلست معنا..وبدأنا بشرب القهوة..وهنا دار
هذا الحديث..
خالتي أم ناصر: ندى شفتي كيف عمتك تسأل عن زوجة ناصر..
مرة متحمسين يشوفونها..

ندى: إيه غريبة..ما لاحظت أنهم حريصين علينا إلا هذي المرة..

سديم: طيب ليه ما خليتوني أطلع أسلم عليهم..

خالتي أم ناصر بابتسامة: ما ودي يشوفونك إلا بالعزيمة اللي بنسويها
لك..

هززت رأسي بصمت..ورفعت بصري لاتجاه ناصر لأنظر
ماذا يفعل..ووجدته كعادته..مشغول عنا..لا أعرف هل هذا هو طبعه
دوماً أم أنه يكره جلوسي معهم...أخفضت رأسي واستعذت من الشيطان..
عندها سمعت ندى تقول: شفتي بنت عمتي...وشلون قاصة شعرها..
وإلا كيف كانت تنورتها...

أم ناصر: سبحان الله تذكرين قبل العام كيف كانت زعلانة عليك ليش
لابسة لبس ما عجبهم وقعدت تنصح فيك..

ندى: والله أني انقهرت صراحة..

ناصر: أنا أشوف أنه مافيها شيء لو لبست الوحدة لبس قصير عند الحريم..

نظرت له أم ناصر بطرف عينها باستهزاء ولم تجب عليه..
فقالت ندى: لا هو يعني لو كانت ناصحتني وما شفت بنتها ذاك اليوم
لابسة كذا كان ما قلت شيء لكن تنصحني وما تشوف بنتها..

أم ناصر: صبي لناصر قهوة..

ناصر: يمكن لأن بنتها أصغر منك..لكن كمبدأ باللبس أنا ما أشوف
فيه مشكلة لو الوحدة لبست بنطلون أو تنورة قصيرة عند الحريم بس
أهم شيء ماتكون عارية وقصيرة بالمرة..و..

قاطعته أم ناصر: خذ من الحلى..

ندى: بس..لو أنه..

رأيت أم ناصر تنغز فخذ ندى بهدوء وتأشر لها بعينيها أن أصمتي
ولا تتحدثي أمام ناصر..
أخفضت ندى رأسها ..
ثم عادت ورفعته بمرح قائلة: ناصر وش رايك بالحلى ترى أنا اللي
مسويته

ناصر: أي عماتي اللي تتكلمون عنها..

أم ناصر: يا خراطة..اللي جايب الحلى سديم..

ندى: يمه خليني أكشخ عنده وش يدريه..

أم ناصر: لا والله أكيد شايفها وهي تسويه

ناصر: لا حتى سديم ما سوته.. هذا من بيت أبوها...

أغاضني حينما قال ذلك...صحيح أن أمل هي من أعطتني الحلى..
ولكن لا شأن له بأن يتكلم عني...

عندها عاد ناصر لرفع الصحيفة وتقليب صفحاتها..
فقالت خالتي أم ناصر بهمس: أف ذبحنا يا حبه لسوالف الحريم

قلت مدافعة: هههه حرام عليكم والله لاحظ أنكم تصرفونه

أم ناصر : يستاهل وش دخله بهالسوالف..

سديم: طيب عادي بيبدي رايه..

أم ناصر بغيض: ما له دخل يبدي رايه بحريم خلق الله..محد أخذ
راية ..عشان يجي يتفلسف علينا...

سديم: هههههه حرام عليكم..

أم ناصر: والله ما انتبهت لنفسي وأنا أسولف وإلا أنا عارفته يحب
يتليقف بهالمواضيع..والله عمار أحسن منه أرتاح وأنا أسولف
ما درى عني..

ندى: لأن عمار أهم...أهم اهتماماته الكورة وبـــــس

أم ناصر: المهم أنا بروح أكلم أختي شوي... انتبهوا لا تسولفون
بالحريم قدامه..

ندى: ههههه إن شاء الله..

رحلت خالتي وبقينا عندها صامتين..
فاقترحت ندى أن أذهب معها لغرفتها لتريني صورهم وهم صغار..
وافقت بحماس...لأني أريد التهرب من مقابلة كتلة الجليد التي أمامي..
أفففففف

وفي الأعلى...
ندى: شوفي من هذا اللي على السيكل << الدراجة

سديم: ممم ناصر

ندى: هههه لا عمار..بس قلت بشوف تعرفين تطلعين ناصر من الصورة..

أخذت أمعن بالصورة ورأيت طفلاً ممم يبدوا بالثامنة من عمره كان شعره يصل لأسفل أذنيه..ومنسدلاً بنعومة..
قلت بتعجب: لا تقولين هذا ناصر

ندى: هههههه إلا ليش مستغربة

سديم: ياي شعره يجنن..وحتى شكله أحلى من الحين

ندى: حرام عليك يمكن لأن الحين نحيف...ومخفف شعره

سديم: يمكن..

حقيقة لم يكن غريباً أن يتميز ناصر بنعومة شعره...فأمه وأخته..
أشعرهم كالحرير ما شاء الله..وخصوصاً ندى شعرها شديد السواد..
كانت أشبه بالهنود..من روعة شعرها..خصوصاً مع سمرتها المميزة..
وحدة ملامح وجهها..غير أن ما يعيبها..هو كثرة البثور بوجهها..

سديم: وهذا الرجل مين...أبوك؟

ندى: لا هذا خالي.. شوفي الصورة اللي بالجهة الثانية..اللي على
اليمين أبوي

سديم: مم ما تشبهون له أبداً... إلا بالسمار شوي..لكن ملامحة
مختلفة شوي..

ندى: ههههه إيه عايلتنا متميزة بالسمار خصوصاً أن أمي وأبوي
عيال عم..

سديم: بس ما شاء الله ملامحك تجنن..

ندى: لا تجاملين..وش الزين فيني..وجهي مليان حبوب..وقصيرة

سديم: بالعكس نعومة بالمرة..... أما بشرتك أهتمي فيها وتروح..
لا تقعدين تحطمين نفسك..

ندى: هذي الحقيقة..أنا ما احطم نفسي..

أم ناصر: لا والله مستانسن وما خذين راحتكم..

رفعنا رؤوسنا متفاجئن...
رأيت ملامح وجهها توحي بالمزاح..فارتحت قليلاً
أم ناصر: وش له قاعدين هنا ومخلين ناصر لحاله تحت..أنا قلت أكيد
أنكم عنده..

ندى: ما انتبهنا للوقت كنت أوري سديم صورنا..وبعدين خذتنا السوالف

أم ناصر: حرام عليكم لي ثلث ساعة أسولف ..وناصر لحالة حتى
شكله طفشان..عاد أنتي ما عليك شرهه لكن سديم حرام مخلية زوجك
منطق لحاله

قلت بابتسامة وحرج: هههه والله ما حسيت ..بعدين ما درى عنا
ماسك هالجريدة أربع وعشرين ساعة..

أم ناصر: ولو كان جبتوا الصور تحت نتفرج كلنا..عشان يتحمس معكم

سديم: خلاص هذاي نازلة له..

خرجت ونزلت درجات السلم ثم اتجهت للمجلس الذي كنا فيه..وأطللت بمرح
قائلة: معليش..تأخرنا عليك..

ناصر: لا عادي..أنا أناظر بالتلفزيون..

تحطمت أنياط قلبي...رحمته لدرجة أن عيناي اغرورقت بالدموع..خصوصاً أن التلفاز لا يوجد
به سوى مباراة وناصر يكره الكره
جلست بجانبه..
وقلت بابتسامة: شفت صورتك وأنت صغير..

ناصر بعدم اهتمام: لاه..أجل ندى ورتك إياها..

سديم: أيه...شعرك كان يجنن وأنت صغير...

ناصر: وليه شعري الحين خشن..

سديم: لا بس مخففه.. ليش ما تطوله..
زي يوم كنت صغير..

ناصر: مرهق..ويطفش..وبعدين ما أحب يطلع طرفه من تحت طاقيتي والشماغ..

سديم: بس ولو يجنن شعرك..حرام عليك طوله..

ناصر بتجاهل وهو يقلب الصحيفة: لا ما أبي..

نظرت له باستنكار..وقلت بداخلي " من زينك عاد..والله شايف نفسه"
ههههه هناك فائدة واحدة من عدم أطالته لشعره...أتعرفون ما هي..
كي لا أخجل من شعري..فهو متعرج قليلاً..ولكنه ليس بخشن..
أما شعر ناصر في الصورة..فقد كان..ناعـــماً..ولامع...
حقاً سأخجل من نفسي إن أطال شعره..
هههههه

أأخبركم بسر...بدأت أرتاح له قليلاً..وأشعر أني سأحبه قريباً..!!

.


.


.


.


مر يومين أو ثلاثة..وحالي مع ناصر كما هو عليه..
وربما قد ترادا أكثر...ولكن تخلصت تقريباً من خجلي..
وأصبحت أثرثر عليه...وأتقرب منه..
كنت أفعل هذا بدافع الرحمة...وكذلك..لأنني بدأت أرتاح له..
وقبل كل شيء..لأرضي ربي...
مم قررت في هذا اليوم أن أحادث ناصر..بصراحة
وأن أعرف سر ابتعاده عني..
كنت مترددة كثيراً..خصوصاً أني خائفة من أن أسمع شيئاً يؤلم قلبي..
خصوصاً أن أمل أخبرتني أن أم ناصر كلمتها بالأمس وأخبَرتها
أن ناصر كثيراً ما يردد...أنني لم أرتح..ولا أشعر أني أحبها..
ولهذا زاد خوفي...
ولكني تشجعت..فبداية الحل هو تحديد المشكلة...
دعوت ربي بأن يوفقني..وأن يحنن قلب ناصر علي..
وأخيراً نطقت..
سديم: ناصر...

كان ناصر في هذه الأثناء..يتابع فيلم كعادته..
ناصر: هلا

سديم: آآ...همم...أقدر أكلمك الحين...وإلا مشغول

ناصر: لا أنتي تشوفيني مشغول..

سديم: لا بس...قلت يعني أنت مستعد أن تتكلم معي..وإلا ودك
أتكلم بوقت ثاني..

نظر لي باهتمام وقال: لا عادي تكلمي..

سديم: أمم...بس يعني كنت بسألك..أنت زعلان مني..لأني ببداية
أيام زواجنا كنت ساكته وما أتكلم كثير..

قاطعني ناصر: لا...لا عادي..ما فيه مشكلة..

سديم: أنا أبي أقول...أنه...والله ما كنت أكرهك أو شيء زي كذا..
بس يعني..لأني مستحية...وتعرف يعني كل بنت تستحي بأول الأيام

ناصر: لا أنا فاهم..فاهم هذي الامور..

سديم: طيب ليش أنت إلا الحين ما تتكلم معي..وأحسك زعلان..

ناصر باريحية: لا والله أنا موب زعلان...بس يعني أنا أقول أنه التوفيق
بيد الله...وأنه يعني..أنا طباعي تختلف عنك...وكل واحد له ميول غير..
ويمكن يعني........... يعني....الله يرزقك اللي يناسبك..

جحظت عيناي باستنكار وقلت: ناصر وش تقول..وش دخل اختلاف
الميول ..بعدم التوفيق... كثير من الناس يختلفون ببداية حياتهم..لكن
بالنهاية يصيرون متقاربين...ما له دخل هذا الموضوع...وبعدين..أنت
وش تحب..وأنا مستعدة أسويه عشانك...بس هذا موب سبب عشان تفكر
هذا التفكير..

ناصر: لا وشوله أغير من طباعك عشان تصيرين على اللي أبي..هذا ظلم..
أنا ما أحب أني أفرض رايي..

سديم: أنت ما تفرض رايك هنا..أنا اللي الحين من نفسي أقول وعن طيب نفس بعد أنه مستعدة أسوي اللي يرضيك...بس أهم شيء أنه ما يكون يغضب الله..

ناصر: شفتي..حنا مختلفين أنتي ممكن تشوفين شيء أنه غلط..
وما يصير
بس أنا أشوف أنه عادي...أنتي حافظة للقرآن..بس أنا لا ..
يعني إذا افترقنا أنتي تاخذين اللي يكون نفس ميولك..ونفس رغباتك..

سديم: وش دخل حفظي للقرآن بالموضوع..يعني صار حفظي له
من أحد عيوبي..

ناصر: لا... بس أنا ما أبي أحمل ذنبك..أنا مختلف عنك..

سديم: وأنا أقول أني مستعدة أسوي اللي تحب..بس أهم شيء
ما يغضب ربي..

ناصر: تحسبيني ما ألاحظ أنك تتضايقين من الموسيقى..إذا جت
ببرنامج أو فيلم..
أنا ما ألومك..بس أنتي مستحيل ترتاحين معي..
أنا وياك مختلفين عن بعض...وهذا شيء ما لنا فيه يد...
يعني التوفيق بيد الله..

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
قديم 23-05-08, 05:33 AM   المشاركة رقم: 62
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

سديم: وأنا أقول أني مستعدة أسوي اللي تحب..بس أهم شيء
ما يغضب ربي..

ناصر: تحسبيني ما ألاحظ أنك تتضايقين من الموسيقى..إذا جت
ببرنامج أو فيلم..
أنا ما ألومك..بس أنتي مستحيل ترتاحين معي..
أنا وياك مختلفين عن بعض...وهذا شيء ما لنا فيه يد...
يعني التوفيق بيد الله..

سديم: بس أنت عارف قبل ما تاخذني أني ما أحب الأفلام.. والأغاني..وعارف أني حافظة للقرآن...ليش أخذتني دامك عارف أننا مختلفين..

ناصر: هذا شيء الله كاتبه..وبعدين ما كنت أتوقع أنك لهذي الدرجة..
يعني قلت يمكن خالد يبالغ..

سديم: وليش هالأشياء فيها لعب..
ناصر معليش هاذي موب أعذار ..هذا أسمه تهرب..

ناصر: طيب وش تبين نسوي...

سديم: نصبر...نحاول نتجاوز المشكلة..ما نستسلم

ناصر: عارف هالشيء...بس أنا بالعناية حاط حدود..لأنه ما أعرف
متى يمكن نفترق خاصة أننا موب مرتاحين لحد الآن..

قلت بعبرة: بس هذا استسلام..الحين أنا أصغر منك وما انهزمت على
طول وأنت أكبر مني على طول تقول ما توفقنا..أصلاً أمدانا نعرف
بعضنا عشان تحكم بهذي السرعة...وبعدين تبيني أتطلق وأنا توي
عمري 18 حرام عليك..

ناصر: لا حول ولا قوة إلا بالله...
أهدي...أنا لأني موب أناني وراحمك ما أبي نطول مع بعض..وبعدين ترجيعن ثيب
أحسن لك ترجعين بكر...هذا لمصلحتك..

سديم: لا أنا أعرف مصلحتي...هذا موب حل...حرام عليك..والله حرام
على طول ما لنا إلا شهر وكم يوم بس..

ناصر: طيب الله ما وفق..

سديم: بس أنت ببداية زواجنا ما كنت كذا ...بالعكس أحسك كنت مرة زين
وما كان فيه مشكلة..

ناصر: خلي أول الأيام..موب دليل لأن أي شاب أول ما يتزوج يكون معجب بزوجته...ومندفع...
لكن اللي يحدد هل هو يحبها ولا لأ الأيام..

سديم: طيب والحل الطلاق...ما فيه أي حل ثاني

ناصر: لازم نرضى...هذا قضاء الله...الله ما وفق بيننا

سديم: لا تقعد كل شوي تقول الله ما وفق..أجل كل واحد أول ما يرسب
يقعد ببيته وما يدرس ..ويقول الله ما وفق..

ناصر: لا هذا غير...هذا يحتاج اجتهاد..

سديم: وبداية كل زواج تحتاج لاجتهاد وصبر... بنت خالي..
كانت ببداية زواجها مشاكل ورجلها ما يحبها..وصبرت وصبر وقروا
على أنفسهم بس لمدة شهر واحد بس وما شاء الله الحين
يموتون ببعض..رغم أن أهلها يحاولون فيها تنفصل عنه الحين
لأنه طلع عقيم..بس هي رافضة..

ناصر: أكيد بيتمسك فيها دامه عارف أنه عقيم..

سديم: لا هو كان يحبها من قبل لا يعرف بعقمه وقعدوا سنة وهم
ما يعرفون أنه عقيم..وما دروا إلا آخر شيء..

ناصر: طيب قولي لي وش تبين نسوي..

سديم: ما نستسلم بسرعة...طيب ليه ما نقراء

ناصر: ليه أنا مجنون عشان أقراء على نفسي..

سديم: وش هذا التفكير...يعني زوج بنت خالي مجنون يوم قراء..شف ما شاء الله عاشوا حياتهم والحين لهم حول الثلاث سنوات..

ناصر: هذا يمكن صدق فيه عين وطاب...بس أنا ما فيني شيء بس ما حبيت.. أنا متأكد أن ما بي عين ولا شيء..بس التوفيق بيد الله..

سديم: رجعنا لسالفة التوفيق...ناصر الواحد يفعل بالأسباب وبعدين إذا وصل طريق مسدود يقول كذا..

ناصر: لا أنا موب قاري أنا موب مجنون...

سديم: طيب أنا وياك نروح مع بعض لشيخ يقراء علينا..

ناصر: لا أنا موب رايح ولا أنتي بعد...خلاص هذا التوفيق بيد الله..

سديم: طيب..وش رايك..مثلاً نروح لأخصائي بالمشاكل الأسرية...

ناصر: وش هالخرابيط...أنا موب مريض نفسي عشان أروح لدكتور يقعد يتفلسف علي..

سديم: وراك كذا معقد...وش هالتفكير هذا..أنا ما قلت رح لعيادة نفسية..

ناصر باستهزاء: والأخصائي بالمشاكل الأسرية موب دكتور نفسي..

سديم: لا موب دكتور نفسي...
الدكتور النفسي يختلف...

ناصر: أنا موب رايح لشيء..

سديم: طيب ليش أنت معقد الأمور كذا...ترى القراية..موب للمجانين..استغفر ربك..هي صح تنفع للي فيع عين وحسد...وللسحر ..
بس موب القرآن لهذا الشيء بس...القرآن يريح النفس...ويبارك الله بآياته..
وفيه الأجر...ليش أنت تناظر من زاوية ضيقة...

ناصر: طيب بس أجل وأنا بالبيت أفتح المصحف وأقرا منه موب لازم شيخ..

سديم: إيه موب لازم شيخ بس أنت بتلتزم ...بتقرا على نفسك كل يوم..

ناصر: لا أنا بقرا منه إيه بس ما نيب قاري على نفسي أنا موب مريض ولا مجنون..

سديم: أستغفر الله..
يعني لازم تكون مريض..طيب عشان الله يريح نفسك..وترتاح..
وينشرح صدرك..

ناصر:طيب أقرا منه وخلاص..

سديم: وتنفث على نفسك..

ناصر: لا أنا موب مجنون..

سديم: الرسول أمرنا بكذا...اللهم صلي وسلم عليه..يعني أي واحد يسوي كذا يصير مجنون استغفر الله..!!؟؟
طيب بأذكار النوم الواحد يجمع يديه ويقرا المعوذات وينفث ويمسح على جسمه...
يعني صار مجنون..اللي يسوي كذا؟؟

ناصر: بس أنا ما كد سويت كذا...وزيادة أنتي تبيني أسوي كذا عشان تنحل مشكلتنا...

سديم: ناصر موب شرط أن اللي يصير لنا نتيجة عين أو سحر...أنا والله ما أقول كذا..
أنا بس أقول أن القران فيه خير كثير..

ناصر: بحاول أقرا كل يوم صفحه وخلاص..

سديم: طيب عادي تشرب موية زمزم مقري فيها

ناصر: لا...قلت لك قراية لا..
أنا موب مهبول..

سديم: يا الله...ناصر ليه تفكيرك كذا...(ماء زمزم لما شرب له)
كانوا العلماء يشربون منه وينوون تقوية الذاكرة..وتزيد ذاكرتهم منه
ممكن الواحد ينوي التوفيق ..ولراحة النفسية..

ناصر: إيه هذي الخاصية لزمزم...بس موب يصير مقري فيه

سديم: طيب زيادة الخير خيرين وش المشكلة..

ناصر: طيب بشوف... بس لازم تقتنعين أنه هذا الشيء بتوفيق الله
وأنا متأكد أن الله ما وفق بيننا..

سديم: موب أنت اللي تحكم...الله اللي يحكم فيه موب حنا..

ناصر: أنا هذا رايي وبكيفك..
طيب أنا بروح أنام شوي..

أخفضت رأسي والتزمت الصمت...كانت الدموع قد تجمعت بعيني وعلى وشك الانهمار...
ليش جزعاً والله مما قدره الله علي... ولكن ماذا لو...لو حصل
ما أكره وطلقت..
رن جهازي الجوال رفعته
ورددت بصوت متحشرج: ألو

أمل:......... سديم
وش فيك

سديم: أحم...لا ...بس كلمته

أمل: كلمتيه...زين وش قال..

سديم: قال أنا موب زعلان على الأيام الأولى..وأنا فاهم انك مستحية
بس أنا بالعناية مبتعد عنك....لأنه...لأنه ما يبي يظلمني...
لأنه .. يقول أننا ما توفقنا..

صمتت أمل لبرهه..
ثم قالت بصوت يأتي من القاع: وش يقصد..

سديم: يقول الله ما وفق ولازم نفترق

أمل: ليتك ما كلمتيه...

سديم: لا أحسن عشان أعرف وش يفكر فيه...
أنا......................أنا .......

تنهدت بألم وأكملت: أنا ........موب مصدقة...أني بتطلق وأنا بهالعمر

أمل بألم: لا تقولين كذا سديم...بنت أخوي كانت حالتها صعبة مع
زوجها وقالها كولي حبوب تمنع الحمل..وما أدري أيش..
مشاكل يا سديم والله طويلة..أذكر كم مرة دخلت ولقيتها تصيح
وهي ساجدة ...وسبحان الله..تغير بعد شهرين..وزانت حياتهم..
وهذاها حامل الحين ما شاء الله..
لا تستعجلين...

سديم: بس أنا عمري 18..وبصير مطلقة
هو.....هو حتى عنيد..ما يبي يقدم أي شيء...على طول قرر ما توفقنا
طيب أنت وش سويت..عشان تقول كذا...أنا عايشة بوادي وهو بوادي وبعدين يجي يقول حنا
ما نناسب لبعض..أصلاً أماده يعرف عني وش أحب وأكره..

أمل: سديم.... زوجك نايم الحين

سديم: إيه

أمل: متى يقوم

سديم: بعد المغرب..

أمل: طيب..خلي الجوال قريب منك...أنا الحين بجي عندك
عشان ما أرن الجرس ويقوم..

سديم: طيب..

أغلقت الجهاز...وبدأت دموعي تنساب كالشلال..
أنا صغيرة.......صغيرة على هذا الحمل..
آآه يا قلبــي المثقل بالجــــراح

دقائق...ورن جهازي باتصال من أمل... فتحت الباب..
واتجهنا لغرفة استقبال الرجال...لأنه أبعد غرفة بالمنزل وبالقرب من باب الشقة...
وهناك...جلست وجلست أمل بجانبي...
والتزمنـــــا الصمت لبضع دقائـق....
وبعدها همست: أحس أني بحلم.....أنا موب مصدقة أن هذا بيصير لي

أمل بصوت مخنوق: إن شاء الله موب صاير إلا الخير

تتالت شهقاتي..
وقلت: بس.......بس مصر...يقول حنا ما توفقنا...

ثم بكيت وأكملت: حنا ما توفقنا...

وشهقات .....تتلوها شهقات...
أردد ما بينا: يـــــــــا رب...ارحمني

لم أشعر بنفسي إلا وقد اجتذبتني أمل لحضنها...كانت هذه المرة الأولى منذ أخذها والدي تتعامل معي بهذا الحنان................وربما الشفقة
كانت تمسح على رأسي وتردد: ما بعد الشدة إلا الفرج....
ما بعد الشدة يا سديم إلا الفرج...توكلي على الله

ولا مجيب غير شهقاتي...وأنا أردد: يا ربي رحمتك

بقيت على هذا الحال لمدة 5 دقائق...أو تزيد...لا أعرف
وبعدها هدئت قليلاً..
فقالت عندها أمل: سديم...أنا ما جيت عشان تنهارين ك كذا..
توكلي على ربك.. ولا تيأسين..أعرف كثير حريم مروا بصعوبات
أشد منك وتجاوزوها...والحين ما شاء الله عيالهم بيتزوجون..

سديم: بس أنا وش بيدي أسوي...دام أنه حتى الفرصة رافض يعطيني
أقوله مستعدة أسوي اللي تحب...يقول لا ...لا تغيرين نفسك عشاني..
أقول أقرا يقول أنا موب مجنون.......أقول نروح لأحد متخصص..
يقول أنا موب مريض نفسي..وش أسوي........علميني..........وش أسوي
دامه هو ما أقتنع....عنيــد ويائس

أمل: إذا كان هو الضعيف خليك أنتي القوية
جري منه الأشياء اللي يحبها بدون ما يحس بسوالف بأي شيء
لازم تكونين ذكية وتعرفين بدون ما يحس وش يحب...وبعدين سويه
ولا تبينين أنك سويتي كذا لأنه يحبه لأنه بيعاند ويقول لا أنا ما أحب كذا..
لا أنتي صري ذكية...وقولي أنا أحب أسوي هالشيء من نفسي..

سديم: وهو بيعطيني فرصة...بيطلقني

أمل: هو قال بطلقك الحين...لا هو بس قال الله ما وفق..

سديم: طيب هذا وش معناته

أمل: معناته أن عندك فرصة...ولازم تغتنمينها..

سمعنا بعدها أذان المغرب...
فقالت أمل: يا الله بروح قبل ما يقوم زوجك ويقول ذي نادت أهلها بأول مشكلة...

سديم: لا أقعدي موب حاس ...ما يدري عني أصلاً أنا حية وإلا ميتة

أمل: ههههههه فرفشي بس وتعوذي من الشيطان وأنا بكلمك بعدين
بس أنتي لا تصيرين مبوزة قدامه...

أخذت نفساً عميقاً..
ثم قلت: وش تبيني أسوي...أفرح لأنه قال حنا ما توفقنا ولازم ننفصل

أمل: لا حول ولا قوة إلا بالله...أنسي اللي قال..وتشجعي أنك تكسبينه
وإلا أقول لك...لا تـ

قطعت أمل كلامها حينما سمعنا صوت باب الشقة يغلق..
أوه يبدو أنه نهض من نومه...ترى هل سمع حديثنا..

أمل: الله ياخذ بليسك...الرجال طلع من بيته بسبتي

سديم: أحسن خليه يصلي المغرب بالمسجد..دايم يصلي المغرب بالبيت
حتى لو كان يمديه يلحق بالمسجد ......يقهــــــــرر

أمل: ههههههه شكلك حاقدة عليه

سديم: بعذري
وش كنتي بتقولين وقطع كلامنا..

أمل: كنت بقول فلي سجادتك وأدعي..وأشكي همومك وحاجتك لله..
والله ما راح يخيبك..

همست : إن شاء الله

أمل: يا لله مع السلامة

سديم: أقعدي دامه راح

أمل: لا وين فشيله الحين يجي من الصلاة ويقول ذي ما طست لبيتها..

سديم: أففففف بقعد لحالي......الحين بيأذن العشاء وهو ما جاء أنا اعرفه

أمل وهي تتجه لباب الشقة:ههههه أنتي اقضي وقتك بالدعاء
وإن طول اقعدي تشيكي وتزيني له واستقبليه بابتسامه...
يا الله مع السلامة

سديم: هلا والله

أغلقت الباب..وسحبت المزلاج...ثم اتكأت عليه...
وانخرطت ببكاء
عميق...

ذهبت لسجادتي...وارتديت جلال الصلاة..ووقفت بين يدي..ربي
وخالقي.......ومؤنس وحشتي..
دعوته...بكيت بين يديه..ورجوته..رجوته بإلحاح..
أن يؤمن روعتي..وأن يصلح حالي..
وأن لا يجعل الطلاق..والانفصال هو الحل الوحيد لحالي..
اهتز جسدي الصغير...والذي لا يتجاوز 18..
اهتز بين يدي ربه بألم...وحاجة ورجاء..
وكم من الراحة العميقة..تمنحها تلك الدقائق البسيطة
وبالتأكيد....ربي سبحانه لن يخذلني
ولن يتركني..أعارك مر تقلبات الحياة
وحدي

فقد أوكلت له أمري..وأيقنت بفرجه


مر الوقت ثقيلاً حالكاً..بطيـــــئاً
ظللت طوال فترة المغرب وحدي..انتظر عودته
ولكنه لم يأتي ..لم يجيء...وبقيت وحدي أصارع
دقات تلك الدقائق الثقيلة...
عندها سمعت صوت أذان العشاء فأدركت أنه لن يعود
إلا بعد الصلاة...
استغللت وقتي بقراءة القرآن...والاستغفار
ثم صليت العشاء..ودعوت ربي برجاء أن يعنني ويوفقني
كان بكائي..كبكائي في المرة الأولى أو أكثر حدة..
انتهيت..وارتحت بعدها
وكأني أزلت جزء من حمل ثقيل كان يثقل كاهلي..


انتهيت من صلاتي..وذهبت بعدها لباب الشقة..فتحت المزلاج
كي لا يغضب مني لأني أغلقت الباب به..
وبقيت بعدها أنظر قدومه..

مرت ربع ساعة على ما أظن...عندها سمعت صوت إدارة المفتاح
وتبعها صوت فتحه للباب...

حاولت جاهدة..أن أزيل مشاعر الأسى..والحزن عن معالم وجهي..
واستقبلت دخوله بابتسامة واسعة..
وبدوره..قابلني هو بابتسامة مشفقة..ومحرجة
سديم: وينك تأخرت مليت لحالي..

ناصر: ما أدري..
سمعت صوت مرة أبوك عندك وقلت أخليك على راحتك معها..

سديم: وين من زمان رايحة..بعد ما طلعت أنت للصلاة هي طلعت بعدك على طول..

هز رأسه بصمت..وعم السكون بعدها..
حقيقة سأمت هذا الجو المفعم والمليء بمشاعر الألم..
فقلت محاولة تغيير الجو: مم وش رايك نطلع نتمشى..

ناصر: لا الوقت موب مناسب..وحنا متضايقين

سديم: طيب ليه نستسلم..خلنا نطلع نتمشى شوي ونرفه عن أنفسنا..

ناصر: لا أنتي الحين متضايقة..و..ما يصلح نطلع الحين..

سديم: بالعكس إذا علي أنا عادي..

ناصر بضيق وهو ينهض باتجاه الغرفة: لا أنا ما أبي ومالي خلق..
والوقت موب مناسب أصلاً..

جلست بضيق على الأريكة وأنا أتأفف بضجر..
أحياناً أشعر أنه غبي...إذكر أن الناس إذا تضايقوا يبحثون عما يرفه
عن أنفسهم..ولا يقومون بحبس أنفسهم والاستسلام للهموم..
هاهو قد عاد..وجلس بصمت أخذ الريموت كنترول..وفتح التلفاز وأخذ
يتابع التلفاز كما هي العادة دوماً..

.

.


كغمامة سوداء..
اصطكت..وحجبت عن
قلبي رؤيتة الضياء..

وكدمية مضجرة بالدماء..
دماء..قاتمة..
تشمأز برؤيتها النفس..
وتتهاوى الجراح
متتابعة..بلقياها

ولكن..عجيب..
أن تمطر تلك السحابة
بالراحة..والامان
نعم لقد كان قربي
من ربي..ودعاي
هو سعادتي..ومصدر راحتي..
حتى وإن لم يأتي
فرجي الذي انتظره..

أما عن تلك الدماء..
والجراح..
فلا شــك..
وبالتـــأكيد..

دوماً هناك ضماد..
نعم ضماد..وبلسم
يشفي الجراح
وضمادي..
هو أنني أؤمن ..
بأن ربي معي
ولن يخذلني..

.


.


.


.

استيقظت صباح الغد بعد تلك الليلة الكئيبة التي نهشت بقلبي الصغير
والذي يبدوا أنه قد شاخ..بفعل تلك الجراح..
شعرت بهدوء مخيف....مخيـــــف يحيط بشقتي الصغيرة
عندها علمت بأن ناصر قد تركني وحيدة وذهب لعمله..
حقيقة عجبت كيف لم أشعر بحركته..
ولكن يبدوا أن سهري البارحة..وبكاي طوال الليل..
الذي قضيته وحدي..بغرفة الملابس..حتى بلوغ الفجر
قد هد قواي..وجعلني كجثة هامدة..

أبعدت الغطاء..عن ساقي النحيلتين..كنت أشعر ببرودة شديدة..
يبدوا أن قلبي لم يعد يضخ الدفء بأنحاء جسدي الثكيل..
خرجت من غرفتي الكئيبة ..أنتاب قلبي قبضة شديدة..
ومشاعر عديدة قد تزاحمت بقلبي..
ترى هل سيأتي يوم أعود فيه للحظة الصفر..
وأعود لمنزل أبي..بخطى ذليلة..وأجر أذيال الهزيمة من خلفي..
ترى هل سأترك منزلي هذا..وسيختفي عن الوجود..
بل وسيعيش هنا..وبكل زاوية من زواياه..
أناس مختلفون..وبحياة مختلفة...ومشاكل مختلفة
نعم هكذا هي الحياة..

أخذت نفساً عميقاً..محاولة إبعاد تلك الهواجس الكئيبة
عن قلبي..الذي قد اعتصره الألم..وأثقلته الهموم..

صنعت لي كوب من الشاي..وفتحت التلفاز
أعرف..ليست من عادتي مشاهدته..
ولكني فتحته كي أشعر بأن هناك أحد معي بالمنزل..
بدلت القنوات...باستمرار..وأخيراً رسوت على قناة أقرأ
وبالفعل كان هناك شاب يقرأ القرآن..بترتيل عذب..
شربت نصف الكوب مع قطعتين من البسكويت.. ثم نهضت..أبحث
عن شيء يسد وقت فراغي القاتل..تذكرت ما حدث بالأمس..
نسيت أن أخبركم أنه بالوقت الذي بقيت فيه أنتظر ناصر..رن جهازي
باتصال من خالد..حادثته..وبكيت..ولكنه طمأنني بأن الأمر طبيعي..
وأن أغلب أصحابه الذين تزوجوا واجهوا صعوبات ببداية زواجهم..
وأنها تدريجياً تلاشت...وحثني على كثرة الاستغفار والصلاة والدعاء..
نظرت للساعة..كانت تشير للحادية عشر صباحاً..
ذهبت لدورة المياه..وتوضأت لصلاة الضحى..صحيح أني أهتم غالباً
بالسنن الرواتب..ولكني وللأسف لم أصلي بحياتي كلها سنة الضحى..
كم شعرت عندها بأني منافقة...أجل..لم أفكر بأداء هذه السنة إلا
حينما واجهت مشكلة كبيرة..
ولكني استعذت من الشيطان..فهو بالتأكيد من وسوس علي بذلك كي
أتراجع عن أدائها..
صليتها بخشوع وانكسار..وبكيت أسأل المولى أن يجمع بين قلبينا
وأن ينهي محنتنا على خير..

لففت سجادتي ورفعتها..وخرجت مرة أخرى للصالة.. وهناك وجدت
جهازي الجوال..رفعته..واتصلت بجوال خالتي الجوهرة..
فقد قررت أن أخبر خلود كي تدعوا لي..ولكني سأخبرها أن لا تخبر
خالتي الجوهرة..كي لا يضيق صدرها علي..
رن الجهاز...ورن ولكن لم يرفعه أحد ..أننا متأكدة أن خالتي الجوهرة وخلود قد استيقظوا..خصوصاً أن خلود لا تدرس الآن وتبحث عن واسطة
لدخول الكلية..مم بالنسبة لي...لم أقبل بالقسم الذي كنت أريده..
ولذلك..قررت البقاء هذه السنة دون دراسة لحين أن يستطع عمي بدر نقلي للقسم الذي أريده..فهو قد تكفل بذلك..
انتبهت من سرحاني..باتصال من خالتي...ازدادت ضربات قلبي
ترى إن كانت المتصلة خالتي الجوهرة ماذا سأقول لها..
مم سأسلم وسأتظاهر بأنني أتصلت من أجل ذلك..
رفعته فإذا بصوت خلود بالطرف الآخر...لا أعرف..لمَ تحشرج صدري عندها..وكدت أن أبكي بمرارة..
ولكني تمالك نفسي
ورددت: هلا

خلود بارتباك وتعجب: آآ هلا سديم..أنتي موب اتصلتي..

سديم: إلا.....إلا اتصلت..

خلود: هلا همم وش كني تبين..

كان صوتها مرتاحاً...فأشفقت عليها بأن أحرمها هذه الراحة وأثقل قلبها
بمشاكلي التي لا تكاد تنتهي..
سديم: إيه...لا ...بس كنت متصلة..كذا ما عندي شيء..

خلود: آآ ما عنك شيء تقولينه..

سديم: لا

خلود: سديم...صدق متصلة عشان كذا..

انحرجت بحق...فليس وقت اتصالي بوقت مناسب..فهو قبل الظهر..
أي أنه ليس وقت اتصال للتسلية...أو لتقضية وقت الفراغ
خصوصاً أن خلود بهذا الوقت تساعد خالتي بإعداد الغداء..
عندها قلت: لا بس كنت بقولك شيء بس ..خلاص ما له داعي..

خلود بتوجس: وش فيه تكلمي عادي..

سديم: هاه...ما ادري

خلود: سديم فيه شيء صاير..

سديم: ما أدري........والله ما أدري وش أقول..

خلود: تكلمي خوفتيني..

سديم: آآ....أنا....وناصر...يمكن

وبحشرجة أكملت: ما أدري وش أقول..

خلود: كملي وش بكم... فيه مشكلة

قلت بهمس: إيه

وأكملت بعد نفس عميق: تخيلي يقول حنا ما توفقنا..

خلود: وليه حكم كذا..

قلت بعبرة وبكاء: ما أدري عنه..ما أدري

خلود: غريبة...أنا كلمتك أول يوم من زواجك..وكنت أحسك مرتاحة
وش اللي تغير..

سديم: أنا بعد هذا اللي مستغربة منه...يقول أنه ما حبني وأننا ما نناسب بعض.. وأنا متأكدة أنه بأول أيام زواجنا كان معجب..وحبوب..ويضحك ويسولف..أحسه يكذب..بس لأنه خواف وموب عارف يحل المشكلة يتعذر أنه ما حبني..

خلود: يمكن..بس بصراحة صباح الخير...بعد شهر وأسبوع توه يكتشف أنه ما حب..وبعدين هو شافك بالملكة...يوم أنه ما حبك كان تكلم من أول..

سديم: لا هو يقول أننا مختلفين عن بعض..وكل واحد له ميول مختلفة وأننا ما نناسب بعض..

خلود: وش هالسخافة...فيه أحد يطلق وحدة عشان بس ميولها تختلف عن ميوله..

اعتصرت قلبي كلمة "يطلق" ترى هل سأكون مطلقة..يوماً ما
ترى هل سأحمل هذا اللقب...الذي يشمئز منه مجتمعنا..
سديم: قولي هالكلام له...عنيد رافض يقتنع..أن كل زوجين لازم تكون بينهم اختلافات..

خلود: معليه سديم....أتوقع فيه شيء أكبر من كذا بس ما يبي يقول..

سديم: مثل أيش

خلود: والله ما أدري...............طيب سديم ليه ما تقولين لأمي
هي أعرف..

سديم: لا........لا خلود الله يخليك ما أبي خالتي تدري بيضيق صدرها

خلود: معليه سديم...بس لازم تدري عشان تعلمك وش تسوين..حنا ما نعرف كيف نتصرف أنا وإياك..بس هي عندها خبرة...

سديم: ما ودي خلود.......ما ودي أحد يدري...أنا ضايق صدري أن أمل وخالتي أم ناصر دروا تبين بعد أمك تدري..

خلود: ليــــه...ليـــه قلتي لأمل المفروض ما تدري..

سديم: موب أنا اللي قلت خالتي أم ناصر اللي قالت لها..لا بعد هم دارين قبلي..

خلود: شفتي عشان كذا أمي كانت ما تبيك تاخذين أحد من طرف أمل..
لأنك بكذا ما تقدرين تتخلصين من تدخلها..

سديم: بس هي ما قصرت وقفت معي..

خلود: طيب يوم أن أمل دارية ليه ما نعلم أمي..

سديم: لأني أبي أحل المشكلة بدون ما تدري..

خلود: أنا أخاف يصير شيء...وتدري أني دارية وتزعل..
ما تدرين يا سديم..يمكن عندها حل حنا ما فكرنا فيه..

سديم: بس ولو ما ودي نستعجل...بصبر إذا ما انحلت المشكلة
نعلمها..

خلود بعدم اقتناع: طيب بكيفك...

سديم: يا الله خلود...مقدر أطول...بروح أصلي وأسوي الغداء..
ولا تنسين تدعين لي..

خلود بصوت فاتر: إن شاء الله...

أغلقت الجهاز..ووضعته على التسريحة...هههه أذكر أني حينما
حادثت خلود كنت بالصالة..ولكني ودون شعور مني قد دخلت كل
أنحاء شقتي أثناء المحادثة.....
ههههه دخلت المجلس...ومررت بالمدخل...ثم اتجهت للمطبخ..
ثم دخلت غرفة الملابس..ونهاية وصلت لغرفة نومي..

نظرت حولي وألقيت نظرة على السرير..مم لم أرتبه بعد أن استيقظت..
سحبت الوسادة الصغيرة..والتي غالباً ما أحتضنها قبل نومي..
ووضعتها بالقرب من وسادتي...رتبت الوسائد..ثم طبقت الغطاء
الخاص بي...وبعدها اتجهت للجهة الأخرى من السرير..وطبقت غطاء ناصر....نعم نحن مختلفين ومتباعدين بكل شيء...فأنا أنام بأقصى جانب السرير من اليمين...بينما ينام ناصر بأقصى السرير من الجاني الأيسر..
أخذت نفساً عميقاً...وذكرت ربي كي يعينني على الصبر على هذه المحنة..









مم الآن السعة الثانية والنصف..هذا هو موعد قدوم ناصر من العمل..
حادثتني قبل قليل أمل..كي تطمأن علي...وأعطتني المزيد من النصائح
التي لم أهضمها...كيف أقرب من شخص قالها بصراحة نحن لم نتفق..
وأنا لا أحبك..
هاهو قد وصل...سأذهب لتجهيز الغداء


وداعــــــــاً

.


.


.


.


نهاية الجزء الواحد والعشرون

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
قديم 23-05-08, 10:34 AM   المشاركة رقم: 63
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 72572
المشاركات: 17
الجنس أنثى
معدل التقييم: arabiah عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
arabiah غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

قصة حلوة ، وأسلوب رائع


لكن ما أدري ليش خليتي سديم صارت غبية وزوجة أبوها تتحكم فيها وتسيرها على كيفها وشخصيتها صارت ضعيفة رغم انها في بداية القصة كانت شخصيتها قوية ، المشاكل تزيد الانسان قوة وفهم للحياة لكن ليس الاستسلام بهذى الطريقة ،ناصر أبدا مايصلح لسديم ، سديم تستحق اللي أفضل منه.

استمري وربي يوفقك ،،،

 
 

 

عرض البوم صور arabiah   رد مع اقتباس
قديم 24-05-08, 03:03 AM   المشاركة رقم: 64
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 6363
المشاركات: 54
الجنس أنثى
معدل التقييم: الروح عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الروح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Congrats

 

يعطيكي الف عافيه00ماراح احكم على شخصية سديم الان لاني عاذرتها انها مراهقه ولا تعرف مصلحة نفسها000والله انها قاهرتني ولا اعظم من البثره \\امل\\لنا تعليق قادم مع البارت الجاي انشاءالله 0دمتي في رعاية الله

 
 

 

عرض البوم صور الروح   رد مع اقتباس
قديم 24-05-08, 03:47 AM   المشاركة رقم: 65
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مالكة القلوب


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 53295
المشاركات: 3,145
الجنس أنثى
معدل التقييم: مذهلة الخليج عضو له عدد لاباس به من النقاطمذهلة الخليج عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 129

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مذهلة الخليج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 



هلا بيج عندنا في ليلاس وان شاء الله تحصلين على الكلمات الى ترفع من مستوى كتابج اكثر

قصتج مره حلوه والاسلوب روعه صراحة اسلوب الذكريات مره حلوه وممتع
سديم قصتها مختلفه عن جميع القصص لانها بداتها من سن الطفوله وهذا شي ممتع مره
قصتج من اول سطر يدمج الواحد معه
علقتها مع ابوها مره حلوه بس خساره امل خربته بغيرته الغبيه
وصحيح اكثير يغرون انا اعرف زوجة يغرون من اخوت زوجهم وهذا يمكن اشي الى في امل بس بسلوب
ثاني وهي كره لي بنت زوجه
صبتني غربه لي حبه لي خالد وكره لي سديم بس بعدين من اسلوبه اتضح ان اخلاص من الاول وابداء بي الثاني
امل ذكي بس خبيثه مره بس مافي انسان الى الله حط في قلبه خصله زينه >>>والله يهدي الكل ونكتشف الصفه الزينه منها
ناصر هذا عجيب ولا اعرف احلل صفاته ابد>>>خخخخخ يمكن اكتشف بعدين مع الوقت شخصيه

خالد مره روعه تصرفاته مع سديم بس على فكره قهرني بتفكيره وقت زوج سديم وخطوبته قدرة امل تقص عليه وتخليه مايبلغ اهله رغم انهم احق الناس بي هذا الشي هنا اصبح عندي ماعرف يفكر

ومشكوره على القصة وننطر منج التكمله
عشان نعرف كيف راح تتصرف سديم مع ناصر
مذهلة






 
 

 

عرض البوم صور مذهلة الخليج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكاتبة بسمة جراح, ابدعتي يابسمة, سحابة دخان للكاتبة بسمة جراح, قصة رائعه تميزها واقعيتها, قصة رائعه وكاتبة متألقة, قصة سحابة دخان
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:43 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية