لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-05-08, 07:30 PM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 6363
المشاركات: 54
الجنس أنثى
معدل التقييم: الروح عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الروح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

وين البارتعسى المانع خييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير

 
 

 

عرض البوم صور الروح   رد مع اقتباس
قديم 18-05-08, 05:42 PM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

(18)
" وأبت لفحات السواد..
إلا أن تشارك لفحة البياض"
الجزء الثامن عشر

عدت في الغد لأمي.. نبهني أبي أن لا أخبرهم..كي لا يتسببوا بحدوث
المشاكل.. وفســاد الخطبة...كنت أتمنى أن تحضر أمي الفرحة من بدايتها
وأن أرى معالم البهجة على قسمات وجهها المحبوب...
كم تمنيت أن أحكي لخلود عن مشاعري.. وموقفي..
ولكن ليس بيدي شيء.. ولا أريد أن أدخل نفسي بتلك الحرب التي
نشأت بين والدي..وأخوالي..
آآه...هل أدركتم معي صعوبة الطلاق..
وتبعثر الأطفال..هل أدركتم حجم الألم الذي يحيط
بضحايا تلك الخلافات..التي ليس لهم ذنب بها..
.

.

.
أمـــاه...
يا أماه..

يا بسمة القلب الجريح
وبهجة.. العمر الفسيح

يا من تألمت لتسمع صرخة
حضوري
في متاهات الحيـــاة

كم حلمتِ...وأملتِ
وكم من يوم سمعت
همسكِ..
يردد ربي حقق
لي ما أتمناه

واليوم.. أمي
قد قارب الحلم
ولكن ممزوجاً..ببعض
من ألـــم

يرسم..لفحة من بياض
ولكن أبت تلك اللوحة
إلا أن يخالطها
لفحات من ســــواد

أمي.. سامحيني
وبدفء حضنك ضميني
وبهمسة حنونة
سليني...
وبلمسة ودودة
اسقيني
.

.

.

.

.


هناك وجدت خالتي الجوهرة.. فزاد انقباض قلبي..
سامحني خالتي...لا يمكنني أن أتكلم..وليس بوسعي
أن أخبركم...

تناولنا القهوة بصحبة خالتي مريم أيضاً وأبنتها المتزوجة شوق
ومعها طفلها الصغير محمد..كم هو شقي هذا الطفل..
بعد أذان العشاء قام الجميع للصلاة ولم يتبق سواي أنا وخالتي
الجوهرة وكذلك جدتي التي كانت تصلي..
خالتي الجوهرة: بتطلع نسبتكم بكرة إن شاء الله
عسى بس تكون زينة

سديم: يوه الله يعين.. خاله خلي خلود تنام عندنا
ونعرف النسبة سوى

خالتي الجوهرة: لا الأسبوع اللي فات نايمة هنا

سديم: خالة الله يخليك..ودي نعرف النتيجة سواء

خالتي الجوهرة: بشوف إن شاء الله

صمتنا قليلاً كنت أريد أن أنهض للصلاة..
ولكن أزدادت نبضات قلبي
حينما قالت خالتي الجوهرة: أقعدي سديم بكلمك بموضوع
من زمان ودي أتكلم فيه..

سديم: سمي..

خالتي الجوهرة: انتبهي من مرة أبوك.. واحذريها ألف مرة
ترى مهما كان تبقى مرة أبو... حتى لو كانت زينة معاك
خليك حريصة منها..

سديم: إن شاء الله

خالتي الجوهرة: حتى لو جاء خاطب من طرفها
لازم تحذرين.. لا تقبلين بأي أحد جاي عن طريقها

لم أتكلم اكتفيت بتحريك رأسي موافقة
خالتي الجوهرة: ترى خلود قالت لي عن اللي جابته
أمل لك.. شوفي هي لو كانت عاقله كان ما تدخلت فيك
حتى لو بلبس لأنها مهما كانت تبقى زوجة أب..ولو حصل
شي لا قدر الله بينقلب عليها.. لكن أنا ما علي منها.. أنا علي
منك أنتي ..أحذري من أي خاطب عن طريقها..

سديم: حتى لو كان زين

خالتي الجوهرة: لاحنا وش يدرينا إن كان زين
لأنه جاي عن طريقها وبتمدحه

سديم: حتى لو سألنا عنه

خالتي الجوهرة: ما أدري لكن.. اللي يجي عن طريقها
المفروض ما تقبلين فيه.. حتى لو قدر الله وحصلت مشاكل
ما يحط اللوم عليها لأنه عن طريقها وتصير مشاكل ثانية
ويمكن تمدحه لنا وهو موب زين..

ألتزمت الصمت حتى نهضت خالتي للصلاة
وأنا أزداد ألماً... خالتي.. أريد أن أقول لك...
ولكن لا أريد أن أغضب أبي..
لا أريد أن أكون أنا من بوجه المدفع..
أبي يصر على أبعادهم عني..
وهم
لا يعلمون..مر الألم الذي أقاسيه


جاءت خلود في العاشرة..
تناسيت مشاعر اللوم قليلاً..
وسعدت كثيراً مع خلود.. وفي آخر الليل..
بدء الخوف يدب بقلوبنا.. وأيدينا مرتفعة بالدعاء
بأن تكون النسبة جيدة وندخل قسم الديكور معاً

وعند الساعة الثانية بدأت الأتصالات بيننا وبين عهود
لم يكن لدينا جهاز كمبيوتر..لذلك لم نستطع معرفة النتائج
عبر الأنترنت..فأصبحنا كل نصف ساعة نتصل بعهود
ونهاية خرجت النتائج..
مم كانت نسبتي متواضعة...ممم
رغم أن نسبتي فالنصف الأول كانت 87%
كنت أتمنى أن أحصل على الأقل على 82%
ولكني فوجأت بنسبة

ال...مم حقاً خجلة
سأقول..مم
كانت نسبتي78%
أعرف ليست جيدة.. ولكن في وقتي كانت نسبتي تدخلني
قسم الديكور...
ألا أنه وللأسف لن تتمكن خلود من دخول القسم إلا بواسطة
لأنها لم تحصل سوى على
مم
70% فقط..

تضايقت قليلاً.. ولكنها كانت سعيدة لأنها لم تنزل عن السبعين
خصوصاً أن أسئلة الرياضيات كانت مفاجأة لنا..من حيث
الصعوبة.. والتعقيد..
وهي أحد أسباب تدني النسبة..
.

.

.

.
حينما رحلت خلود في الغد... لم استطع أن أصبر
أكثر فأخبرت والدتي.. التي أحتضنتني بفرح وسعادة
وسألتني بعض الأسئلة عنه وعن مواصفاته
ثم قالت: بروح أبشر أمي وخالاتك

سديم: لا يمه الله يخليك...ترى أبوي ما درى أني
علمتك.. ويمكن يزعل علي... أصبري لين يجي
ويشوفني.. ونقرر.. وبعدين نعلمهم

أمي: ترى خالتك الجوهرة بتزعل

سديم: يمه لا تضيقين صدري.. أنا وش أسوي

أمي: علميها وقوليلها أن أهلك ما يبون أنها تدري
وأنه إلا الآن ما صار شيء

سديم: لا بتكلم خالد وتسأل عنه .. وبعدين
خالد يزعل علي ..

أمي: بكيفك بس متى بتقولين

سديم: بعد 4 أيام كذا..
مم يعني لين يجي هو وتصير خطبة رسمية

أمي: بكيفك...

.

.

.

.

وجائت لحظة الصفر.. ها أنا أجلس بغرفتي.. أقرأ أذكار المساء
وأدعي ربي بأن يوفقني..
نهضت لأرتدي ملابسي.. مم كانت ملابس رسمية نوعاً ما
تركت شعري منسدلاً.. ورفعت خصلات منه..
حقيقة لم أكن أريد أن أسدل شعري.. ماذا سيقول عني
ولكن أمل أصرت علي.. وقالت أن من حقه أن يراه
ويرى كثرته وطوله..
أغاضتني حينما قالت بأن أجمل شيء في هو شعري
وهو ما يميزني.. وأنه لا فائدة من رؤيته لي إن لم أسدل شعري
حسناً إذن لن يتزوجني الخاطب إلا عندما
يرى شعري منسدلاً.. !!!!
ما هذا السخف..!!

أنتبهت من سرحاني حينما طرق خالد الباب
خالد: سديــــــم ويـــنك

فتحت الباب..فقابلني بابتسامة
خالد: مستعدة

أخذت نفساً عميقاً
ثم قلت: إيه

خالد وهو يتفحص وجهي: وش فيك..
خايفة؟

سديم: وش رايك

خالد: ههههه
لا تخافين... لا تنسين تقرين أذكار المساء
وأنزلي تراهم تحت

شعرت بمغص شديد
يا ويلي... آه.. ليت معي أحد من أهلي
أينكم... أمي..خالتي..خلود
أنا خائفــــة
مم كيف سأدخل..
بدأت ضربات قلبي تنبض بشدة
ويداي تهتز بارتباك

نزلت فوجدت أمل في المطبخ.. كانت ترتدي جلابية
فضفاضة.. وبطنها بارز قليلاً..
مم سيأتي المولود الجديد.. وأنا خارج المنزل
كم كنت أتمنى أن تكون لي أخت تقف معي في مثل
هذا الموقف..
انتبهت لي أمل فقالت بابتسامة: لا الولد بيغمى عليه

سديم: لا تخوفيني

أمل: هههههه
تراي شفته مع الشباك وهو يدخل مع عمه
بس تراه أسمـــر بصراحة

سديم: طيب بكيفه.. الحين وش لون بدخل

أمل: إذا راح للمجلس الداخلي..خوذي صينية العصير وحطيها
على الطاولة وأقعدي بمكان واضح..
وبعدين أطلعي.. وبس المسألة بسيطة لا تخوفين نفسك

صمتت وأنا أتخيل دخولي..
فشعرت بحرارة بجسدي
أمل: هههههههههه
من الحين أحمر وجهك.. أصبري شوي لين
تدخلين على الأقل

يال هذا الوجه دوما ما يفضحني..
دخل أبي وكنت مواجهة لأمل.. وظهري للباب..
لم أرد أن ألتفت فأنا خجلة من أبي.. كنت أدعوا من كل قلبي
أن لا يحادثني... حقاً موقف مخجل
أبي: أمل... تراه بالمجلس الثاني.. ووجهه للباب
فلا تطلعين.. خلي سديم تروح الحين

أمل: يا الله سديم.. خوذي العصير

سديم: عطيني فطاير أو أي شيء ثاني
أخاف أكب العصير عليه

أبي: تراها بتطيحه.. موب لازم تدخل بشيء
عادي خليها دخل كذا

أمل: لا ما يصير يا عبدالرحمن
وش يبقول عرض أزياء هو... خل معها شيء
عشان بعد تضيع حياها...

أبي: بكيفكم بس لا تتأخرون عليه

سألت أمل بهمس: أبوي بيصير معه

أمل: لا تبينه هو

سديم: لا بالعكس أستحي..أبي خالد

أمل: يا الله سمي بالله.. ولا تناظرين فيه إلا بعد
ما تجلسين عشان ما ترتبكين.. بس عاد لا تنزلين راسك مرة

سديم: بحاول.... خايــــفــــة
ما أعرف أدخل

أمل: عادي.. أمشي وأدخلي

سديم: يا الله..

أخذت الصينية.. وخرجت من المطبخ.. مم كانت الغرفة
التي يجلس فيها مقابلة للصالة.. لذلك إن خرجت من المطبخ
فسأكون مواجهة له.. خصوصاً أنه مقابل للباب..
حينما وضعت قدمي عند باب المطبخ
عدت مسرعة مرة أخرى...
أمل: بسم الله ما رحتي

سديم: لا خايفة

أمل: هههههه
يا الله تأخرتي..بس خوذي نفس شوي
وجهك أحمر بالمرة

عدت للباب.. ودفعتني أمل بتشجيع.. وأخيراً وضعت
قدمي على بداية الممر واتجهت للغرفة ..مخفضة رأسي
بخوف.. وخجل.. وإحراج...أشعر وكأني في حلم..
لم أكن أتوقع أني بهذه السرعة..سأكون بهذا الموقف
سعدت كثيراً حينما رفعت رأسي ووجدته لم ينظر إلي..
يبدو أنه لم يشعر بعد بمجيئي .. ولكن فرحتي لم تدم
لأني حينما أقتربت من باب الغرفة.. رفع رأسه
فشعرت بمغص شديد...أخفضت رأسي بسرعة..
وأتجهت له قدمت الصينية..
فقال بهمس: شكراً

ذهبت لخالد وقدمت له العصير
ولكني فوجئت بكأس ثالث من العصير.. مم لم وضعت
أمل كأساً ثالث هل كانت تظن أني سأشرب معهم أم ماذا
أحترت أين أضع الصينية..وبثواني وضعتها بالطاولة التي
أمامي وجلس بأقرب كرسي لي..
كنت أجلس مقابله تمــــاماً.. ولهذا لم أفكر مجرد تفكير
بأن أرفع رأسي..

بعد هدوء طويل...أو هكذا خيل لي..
قال خالد: تفضل ناصر.. خذ راحتك

ناصر: تسلم

بعد ثواني..
قال بابتسامة خجلى: وش لونك سديم

همست وأنا أشعر بأن وجهي كتله من نار: الحمد لله

ناصر وهو يوجه الكلام لخالد: مم هي خلصت من الثانوية

خالد: إيه الحمد لله

ناصر: وأي تخصص ناوية

نظر خالد لي كي أتكلم..
فقلت بهمس: ديكور... أو فنية

ناصر: ما شاء الله

رفعت رأسي حينما كان ناصر ينظر لخالد..
مم لم يعجبني شكله أبداً..كان نحيفاً جداً..
مم أنفه طويل ويبدو عليه الخجل..
فظرف ذلك.. رفع طرفه لي والتقى نظري به
أخفضت رأسي بخجل.. شعرت بحرارة تسري بجسدي
وكأن العرق سيتصبب مني..
فنهضت عندها بسرعة
وخرجت

حينما وصلت للمطبخ
قالت أمل: بسم الله الرحمن الرحيم
ما أمداك..ما تميتي ولا 7 دقايق

سديم: بالعكس أحس أني طولت بالمرة

أمل: لأنك مستحية.... ما يصير لازم ترجعين

قلت باعتراض: لا ما أبي

أمل: والله أنه ما أمداه يشوفك..

دخل خالد..ومعه أبي..
أبي: هاه خلصنا

أمل: عبدالرحمن ما أمداها تروح إلا وهي جاية

أبي: وش لون يعني ترجع

خالد: عشان كذا أنا جاي..بصراحة ما أمداه يشوفها
أول شيء كان مستحي لين قلت له خذ راحتك
وبعدها ما أمداه يرفع راسه ويسولف معي.. إلا
وسديم طالعة..

أبي: هو طلب منك يشوفها مرة ثانية

خالد: لا بس لو أنا مكانة بقول بسم الله ما أمداني أشوفها
إلا وهي طايرة

مددت شفتاي بمتعاض وضيق: يعني بروح ثانيه

خالد: أنا أشوف كذا

أمل: الحين أنا وأنا قاعدة هنا حسيت أنه ما أمداك
وش لون هو..

دارت أمل ببصرها على رفوف المطبخ
وقالت: الحين وش تاخذين معك

سديم: موب لازم آخذ شيء معي..

أمل: لا موب حلوة أنك تدخلن وتقعدين كذا
مم خوذي صينية الشوكولاته

سديم: عصير مع شوكلاته.. أذكر أن الشوكولاته مع القهوة

أمل: عادي وش نسوي يا الله لا تتأخرين

سديم: طيب

أخذت الصينية.. وهذه المرة كنت أسير بسرعة كي
أنتهي من هذا اللقاء الصعب..
دخلت وقدمت له الشوكولاته.. ثم اتجهت لخالد
ولكنه أغاضني
حينما قال: لا بس ما أبي

مددت له الصحن وأنا صامته أريده أن يأخذ ولا يحرجني
مع هذا الخاطب..ولكنه قال بإصرار
خالد: لا... بس والله ما أشتهي

وضعته الصينية بخجل وإحراج.. وأنا أتوعد لخالد
بقلبي...
كنت أستمع لحديثهم وأنا مخفضة رأسي..
كان يتحدثون عن الوظائف.. وهل سأتوظف..
ولكنه قال بحزم: أنا ما عندي مانع تدرس حتى لو كانت
بتدرس منتظمة لكن الوظيفة بصراحة ما أبي أنا راتبي زين
بالمرة الحمد لله..ما يحتاج تتعب نفسها

فجعت حينما قال خالد: سديم أرفعي راسك

رفعته بارتباك.. وأنا أخفض نظراتي للأرض
كنت أشعر بنظراته تحرقني..
يبدوا أنه ترك الخجل وبدأ ينظر لي طويلاً
سمعته بعدها يقول لخالد بهمس وخجل: خلاص

نهضت عندها بخجل وإحراج..
حينما دخلت المطبخ قلت باندفاع: قولي بعد ما طولت

تابع

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
قديم 18-05-08, 05:48 PM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

أمل: هههههه
لا ما شاء الله طولتي هالمرة

سديم: والفشيلة أنه هو اللي قال خلاص..

أمل: ههههههههه
عادي..عشان ما يقول ما شفتها زين

صعدت لغرفتي..
وأخذت قلمي لأعبر عن بحر المشاعر المختلطة
بداخلي...

في هذا اليوم.. وبتاريخ.../../...
كتبت كلماتي هذه..
مشاعر... عديدة أحاطت بقلبي الصغير
لتو كان هنا...
وبظرف دقائق.. سيتحدد مصيري معه
ترى على ماذا سنرسو

.

.
.

جلست على طرف سريري وأنا أتذكر شكله
لم يكن الشخص الذي كنت أحلم به..
كنت أتمنى رجلاً جريئاً..مم ..ذو شخصية واثقة
ومرح قليلاً..كي ينسيني كل ما مر بي..
ولكن ناصر كان مختلفاً عما تمنيته.. كان يبدوا عليه
الخجل والأرتباك.. أشعر بشيء من الكبر في ثنايا
حديثه...كما أنه يبدوا هادئاً وليس من النوع الجريء
والمرح أبــــداً

تذكرت خجلي.. فقلت ربما أنها لحظة عابرة
وأن رهبه الموقف هو من جعله يشعر بالحياء
لم أقتنع أبـــداً.. بأن رجلاً يخجل..
سمعت طرقاً على الباب..
وبعدها دخلت أمل مبتسمة: وش تسوين

قلت بخجل: ما أسوي شيء

أمل: تفكرين فيه

سديم:مم لا
موب شرط

أمل: ههههه علينا
وش رايك فيه

سديم: عادي بالمرة وأسمر بالمرة
كنت أحس أن خالد أسمر.. وطلع فيه اللي أسمر منه

أمل: لا عاد موب لهذي الدرجة..بس اللي يخربه النحف
وبعدين البياض للحريم

سديم: صح

أمل: ما راح تسألين وش قال عنك

سديم:ليه أمه كلمتك

أمل: أيه تقول أنه قال أبيها وبس
حتى يوم سألت وش رايك فيها رفض يقول..
يقول وش عليكم أهم شيء أنها أعجبتني وخلاص

ثم أكملت: كانوا يبون يسوون الملكة هالشهر
بس أبوك رفض لأن عمك بدر مسافر .. فقالوا أنهم بيرسلون
المهر عشان يمديك تجهزين...

أخذت تتحدث معي قليلاً..عنه وعن أهله
ثم خرجت..

وبعدها دخل خالد: وش أخبارك

سديم: الحمد لله.. خالد بتقول لخالتي الجوهرة

خالد: إيه بكرى أن شاء الله

سديم: تراي قايلة لأمي من زمان

خالد: زين الحمد لله.. بس والله أني حامل هم خالتي
الجوهرة خايف تزعل..

سديم: الله يستر

خالد: ما أدري الله يعين بس...


ممم في الغد أخبرت أمي التي كانت تكاد تطير من الفرحة
وأحتضنتي بسعادة...عندها ذهبت لتبشر جدتي
التي لم تقل فرحتها عن فرحة أمي.. وكان لسانها يلهج بالدعاء لي
وفي العصر دخلت خالتي الجوهرة علينا بابتسامة مشرقة
ونظرت لي..نظرة سعدت بها
كانت تنظر لي بفرح.. وكأن صغيرتها كبرت
فوجئت بدخول خلود التي صرخت
: سديـــــم

نظرت لها بفرح وحرج
ولكنها لم تمهلني لأسلم عليها..بل أخذتني بالأحضان
وأخذنا نضحك تارة.... وتارة أخرى نبكي..
خلود: ألــــــــــــف... ألــــــف مبروك سديم

قلت بحرج وهمس: الله يبارك فيك

خلود: والله ماني مصدقة سديم..
أحس أني أحلم

اغرورقت عيناي بالدموع...
خلود: لا تنسيني سديم

ضربتها على كتفها وقلت وأنا أحارب دمعة تكاد تخرج
: حرام عليك مستحيل أنساك

خلود بعبرة: لا أقصد لا تتغيرين

سديم: مستحيل أتغير عليك

خلود: العنود قالت كذا وتغيرت

سديم: بس أنا مستحيل أسوي كذا

خلود: بنشوف...

أمسكتني بحب.. وذهبنا لوحدنا... نحكي عن ما حدث بالتفصيل
في الغد أخبرتنا خالتي الجوهرة بأنها ستضع حفلة بسيطة
بمنزل جدتي
بمناسبة تخرج عهود وخلود من الثانوية
كنت أتمنى أن أضع حفلة.. ولكن من سيساعدني
فأبي حتى إن فكر أن يساعدني... سيرفض أن علم
أني سأضعها هنا.. أو أني سأدعوا أخوالي لها
لذلك.. حذفت فكرة أقامة حفلة لي...
ممم لا أكتمكم سراً.. عشت مع عهود وخلود كتوأم ثالث
كنا نرتدي بالأعياد والحفلات نفس الفستان.. ونفس الحقائب
لذلك.. شعرت بشيء من الضيق لما أهملت خالتي
الجوهرة جانبي.. كان بأمكانها أن تقل ولسديم معهم
فقط لتجبر بخاطري...
آه ..ما يرهقني...هو حساسيتي
لا أعرف لما لا أستسلم وأوقن بأنني..لست بأبنتها
ومهما أحسنت يبقى ما تفعله جميل ومعروفا
لما لا أقتنع بأني سديم...
ولست خلود أو عهود....
من المفترض أن لا أحزن... لأنه ليس من الواجب عليها
تذكري... كما أنه ليس من الواجب أن تصنع حفلة لنجاحي
فحفلة خلود وعهود تفي بالغرض...
كما أنها لم تقصر معي أبداً في أحزاني وآلامي..
كانت كالأم الأخرى لي...
ممم
هههههه
أعرف أنا أبحث عن الأحزان...
يجب أن لا أستسلم...وأن أكون أقوى
من تلك الأفكار السخيفة

خرجت من غرفة أمي واتجهت للصالة كنت أريد
أن أدخل لأسلم على خالي أحمد..
ولكني وقفت حينما قال: وش هالسخافة كان قالت حفلة تخرج
للبنات وبس... وش معنا تحدد عهود وخلود.. وتنسى سديم

جدتي: يا وليدي.. الواحد ينسى ويسهى ويمكنها غلطت
وما أنبهت.. أنا بقول لها

خالي أحمد: وش تنسى.. تحديدها لخلود وعهود غلط
وش بيضرها لو قالت وسديم معهم.. ولا قالت للبنات وبس

جدتي: أكيد أنها ما انتبهت

خالي أحمد: أجل علميهم أن الأسبوع اللي بعده
أنا عازمهم بمناسبة تخرج سديم..

جدتي بفرحة مبطنة: الله يجزاك الخير
ويوفقك يا وليدي

خالي: ما سوينا شيء... هاذي بنتنا

عدت بعدها ودخلت غرفة أمي
واستلقيت على السرير
إذن لم أكن حساسة... بل الكل شعر بأن هذا التصرف
فيه خطأ... ولكن ما يريحني هو أنني متأكدة
أن خالتي الجوهرة لم تكن تقصد...

مم تمت حفلة خلود وعهود.. والكل يبارك لهم
وقطعوا كعكة كتب عليها "مبروك النجاح..خلود &عهود"
وسعدت معهم أيضاً...
بل تجاهلت تماماً تلك المشاعر التي
تعصف بي دوماً



في الأسبوع التالي كانت حفلة نجاحي...
كم شعرت بالأمتنان والحب لخالي... شعرت بأنه ما زال
هناك من يتذكرني...
كنا نحن الفتيات مجتمعين بأحد غرف جدتي..ونلتف معاً
نلعب لعبة جماعية..
دخلت شوق أبنة خالتي مريم
شوق: مبروك يا عروسة

أتجهت الأنظار لي بدهشة.. فالكل لا يعرف بهذه الخطبة
سوى خلود..
شوق وهي تسلم علي: تصدقين أني أقول لشهد أختي
شكلنا بنجي ونلقى سديم طالع لها قرون من الفرحة

رصصت على يدها بشدة وقلت بهمس: أسكتي للحين
ما علمناهم

ذهبت شوق محرجة.. فأتت لي خلود
وقالت بهمس: الله يفشلها فضيحة أمي كانت ناوية تعلم خواتي
اليوم.. وذي جاية فجأة تتكلم ...

سديم: عادي تتكلم مصيرهم يعرفون.. بس بصراحة
اللي قهرني.. وش هالأسلوب ..بيطلع لي قرون من الفرحة
شايفتني بـيـبي..

خلود: يمكن منقهرة ليش أنك تزوجتي قبل أختها شهد
وهي أكبر منك..

سديم: يمكن

كان الأجتماع رائعاً.. وأهتم خالي بالعشاء والتورتات
سعدت كثيراً بتصرفه وقدرت له فعله الذي لن أنساه
أبــــداً

.

.

.

أنتهت لحظات السكون... ورياح
الألم لابد أن تشاركني فرحتي دوماً
أخبرتني خلود بأن خالتي الجوهرة لم تعلم بعد بأن ناصر
قد جاء لرؤيتي وتمت الخطبة..
وغضبت لأننا لم نخبرها منذ البداية..
كانت تتوقع بأن هناك فرصة للسؤال عنه.. ولم تعلم
بأن الموضوع قد تم وأنا أعطيناهم الموافقة
وهنا نشأت مشكلة جديدة...
اتصلت خالتي بخالد.. وعاتبته على ذلك
ولكن خالد لم يقتنع أبداً وقال بأن أبي هو المسئول عني
وأنه هو من يسأل عن الخاطب..
جلست ذات يوم معها وهنا دار الحديث
خالتي الجوهرة: سديم أنا من البداية ما كان ودي بهالزواج
لأنك صغيرة..بس قلت يا الله ما بيدنا حيلة
لكن يوم دريت أن خالة الولد زميلة لأمل
خفت.. تذكرين يوم أحذرك من أمل.. هذا اللي كنت خايفة منه

سديم: بس يا خالة سألنا عنه
ومحد قال عنه شيء شين

خالتي الجوهرة: بس يا سديم لو أنكم معلميني بدري
وقبل توافقون عليه.. عشان نسأل زيادة
وش المانع لو أنتم سألتوا من جهة وحنا نسأل من جهة

سديم: خالة خالد سأل عنه كل من يعرفه ... زملاه بالعمل
والمدير وجيرانهم والأمام..

خالتي: سديم هذا ما يكفي.. أنا كان ودي أوصي أحد يسأل
عنه.. ويعرفه عن قرب..كل هذولا ما يعرفونه إلا من بعيد
وأكيد يمدحون فيه... كان ودي أرسل فارس يسأل من جهة
وفهد يسأل من جهة.. يمكن يصير سبق أنه درس مع فهد أو مع
أحد زملاء فهد..تحسبين اللي خطب العنود وافقنا عليه على طول
لا والله كعدنا نسأل عنه حول 3 شهور..حتى بعد ما خطب
كنا نسأل... وأنتم ما أمداكم كل مدة سؤالكم شهر بس

سديم: يا خالة أنا ما أدري عن شيء وش بيدي أني أسويه

خالتي: لا يا سديم كان من المفروض أنك علمتيني
من البداية

سديم: خالة كلها أسبوعين بس وعلمتك

خالتي: بعد أيش علمتيني بعد ما خلاص طلع
الموضوع من يدنا ووافقتم

لست أدري ما أقول.. أعرف أنه كان من الخطأ أن لا أخبرها
ولكن ماذا بيدي...

مضت عدة أسابيع.. وخفتت حده غضب خالتي
رغم أن العتب كان واضحاً عليها...
أشعر أن فرحتي ذبلت.. ولكنني تجاهلت تلك المشاعر
وبدأت رحلة التجهيز..أرسلوا لنا المهر..وفتح لي حساب
خاص بي..كانت أمل متحمسة للتجهيز معي..
ولكن المشكلة.. هي أنني أصبحت بين نارين
أبي يريد أن تجهزني أمل.... وخالاتي يردن أن يشعرن
بأني أبنتهن ويردن أن يقمن بهذه المهمة
وبقيت أنا بالمنتصف.. لا أعرف من أرضي
خصوصاً أن أبي..قد أحضر سائق خاص لمشاويري
وأعطى أمل مبلغ من المال.. كي يغطي أي نقص
يحصل..رغم أن مبلغ المهر كان جيداً ولله الحمد
هنا حقاً أصبت بالحرج ..لا أريد أن أغضب والدي
وأقول له كلا شكراً لك..ولكني أريد التجهيز مع خالاتي
وبنفس الوقت لا أعرف كيف أشرح لخالاتي موقفي
كنت أريد أن أقضي بعض أغراضي مع أمل
والبعض مع خالاتي..
ولكن هذا لم يرضي خالاتي..
ووقعت بمشكلة جديدة
تحرمني فرحة الاستعداد
لزواجي
.

.

.

.

.
نهاية الجزء الثامن عشر

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
قديم 18-05-08, 06:04 PM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

(19)
"وشققت طريقي.."
الجزء التاسع عشر

شبكة ليلاس الثقافية


حينما وصلني المهر..بادرتني أمل بحماس بالحديث عن فستان
زفاف أعجبها ورأته قبل شهر..في محل متخصص بفساتين الزفاف..
كانت تشرح لي شكله وتصفه..
سألتها: طيب وين مكان المحل..

تفاجأت أمل من سؤالي وكأنها كانت متوقعة أن أذهب معها
حقيقة كنت أريد أن نذهب أنا وخلود سوية..وأن نستمتع على الأقل
باختيار الفستان..
أمل: بشارع(......) عنده بعد محلات تجنن لأكسسورات العروس

سديم: طيب وصف المحل واضح

أمل: يعني أنتي تبين مع خالاتك..

سديم: ودي صراحة..ما أبي خالاتي يزعلون..

أمل: طيب كيف تعرفين أي موديل اللي أقصده

سديم: ما أدري..
وش رايك نروح أنا وياك نتفرج بعدين أنا وخالتي نروح ونتفق معه

أمل بضيق: بكيفك

مم.. أخذت بعدها أمل ورقة وبدأت تسجل ما أحتاجه من مستلزمات
أعجبتني فكرتها..وكذلك المستلزمات التي كانت تكتبها كان أكثرها
لم يخطر على بالي..
أحترت حقاً ..ما الذي يجب علي أن أفعله..أحياناً أشعر بأن تجهيزي
مع أمل أكثر فائدة من ناحية أنها أكثر خبرة بأمور السوق والاحتياجات
خصوصاً أن أهل أمل كثيرة زواجاتهم..وكثيراً ما يتعاونون بالتجهيز..
حتى أن أمل أصبحت لديها خبرة واسعة بأسواق الرياض..
ومناطقها...ولكن بنفس الوقت...مم أعتقد أن خالاتي هم أهلي..
حتى وإن استفدت من خبرة أمل...لن يوازي هذا فرحتي وأنا بالسوق
بصحبة خالتي الجوهرة وخلود...خلود توأم روحي..ورفيقة دربي
التي تفهم ما أحب..ونتقارب بالميول..

أحترت حقاً كيف أتصرف..مع أبي الذي تارة يلمح وتارة
يقولها صريحة..(( لا أريد أن تجهز سديم مع خالتها أنا لا أضمنهم))
أعرف ما مغزاه... إنه يريد أبعادي عنهم لأنه يظن أن خالاتي هم
السبب بحدوث الطلاق بينه وبين أمي...أتصدقون إنه يخاف أن
يتسببوا أيضاً بحدوث الطلاق لي...
لما لا يدرك بأن كما له حق علي.. فإن لهم حق علي..وهم أهلي كذلك
وسيخافون علي أيضاً..
لا أنكر أني أميل للتجهيز مع أمل.. لأنها أكثر خبرة بالسوق
ولكني أريد أن يفتح المجال لي بأن أحدد أنا مع من أذهب لشراء
هذا ومع من أذهب لشراء ذاك..دون إحراج..
ربما أن هذا كان أيضاً من أحد أخطائي المتكررة
لقد كان علي أن أحدد مع من سأجهز بوضوح..
ولكن حيرتي كانت من أحد أخطائي...

دخلت منزل جدتي محملة ببعض الأكياس..كانت بعض الأغراض
التي اشتريتها مع أمل وأخذتها كي أريها لأمي..أريد أن أشعرها
بفرحة زواجي..
أعرف أن هناك سؤال يتردد بأذهانكم..
((لما أمي لا تقوم بالتجيز معي))
لو كانت أمي من ستجهز معي لأنتهى الموضوع وحسم الأمر
ولن يرفض أبي لأنه ليس من حقه..
ولكن أمي لن تجهز معي..
لأنها مريضة... وكذاك..صدماتها أثرت عليها فأصبحت انعزاليه..
لا تحب الخروج من المنزل..حتى لو كان الشيء يخصها
دوماً ما تشتري لها خالتي الجوهرة ما تحتاجه..أما هي فلم تخرج من بيت جدتي
إلا لضرورة..أعرف أنكم تلوموها..ولكن أمي ضعيفة وآلام الحياة..وتقلباتها حطمتها..
حتى أصبحت كالهشيم..

جلست مع أمي أريها ما أحضرته..كانت سعيدة به..يا قلبك الأبيض أمي..
أتصدقون أنها لم تهتم لبعدي ولا تجهيزي مع أمل.. بل كانت تدعوا لها بالخير..
سمعت جرس الباب فعلمت أن خلود قد جاءت..أتعرفون بدأت أشعر بأن فرحة
خلود بزواجي قد خفتت..لم تكن تتوقع أن أبتعد عنها حتى بالتجهيز...

خرجت من غرفتي ..واتجهت للباب المؤدي لساحة المنزل ولكن فور أن فتحته
وجدت خلود مقبلة يبدو أن الخادمة قد فتحت لها..
سلمت علي خلود باقتضاب..
لا خلود أرجوك..يكفيني تلك النظرات الصائبة والمعاتبة من عيني خالاتي..
أرجوك لا تكوني مثلهم هذا ما يجعلني أهرب وابتعد.. أرجوكِ أفهميني

جلسنا سوية وأخذنا نتحدث عن الزواج والتجهيزات..كنت في تلك الأثـناء متأكدة
ومتحمسة بأن زواجي سيكون عند أمي..
مم.. لم أخبركم بأنني رفضت أن أقيم حفلة زفاف في قاعة أو فندق
بل طلبت أن يكون الزواج عائلياً..لأنني لا أحب الزواجات الكبيرة
ربما أنكم ستتعجبون.. ولكني مقتنعة بقراري..لا أريد أن أكسب أثم
خلق الله خصوصاً مع انتشار تلك الملابس والفساتين التي لا تمت
للحياء بصلة...ولا لديننا الحنيف الذي يحث على الحشمة والحياء
لا أخفيكم أنني الآن ندمت على قراري..ربما لو أنني وضعت حفلة
صغيرة ومختصرة لكان أفضل كي لا أقع بما حصل لي..
من مشاكل تكاد لا تنتهي..
خلود: سديم مع مين بتجهزين..

سؤال حرق كياني وزلزله: ما أدري.. ودي بعض الأشياء هنا
وبعضها هناك

خلود: بس موب وضعك مع مرة أبوك شين وشلون بتجزين معها

سديم: لا الحين هي أحسن معي
وبصراحة هي من كثر روحاتها للسوق وكثرة زواجاتهم أحس أن
عندها خبرة

خلود: وحنا ما نقدر يعني.. ندور ونشوف

سديم: بس هي ما شاء الله تعرف أماكن التخفيضات..والمحلات
الزينة وما فيه سوق بالرياض إلا ورايحة له

صمتت خلود..على مضض
شعرت بأنها متضايقة.. بل متألمة..كيف لا وهي تتمنى أن نقضي
هذه الشهور مع بعضنا نتسوق ونقرر ونرتب سوية..
ولكني كنت بلـــــــــهاء.....نعم... بلهــــــــاء
ســــــــاذجـــــــــــة... طفلــــــــــة
لا أعــــــــــرف أن أقرر وجريت وراء خبرات أمل.. أمل زوجة الأب التي ذقت
من ويلاتها الكثيـــــــر... ها أنا أميل للتجهيــــز معها متناسية أنها مهما حرصت...
لن تكون كأهلي.. لن تكون كرحمي
قرابتي...
وهكذا..وضعت قدمي..
على أول خطواتي..
لأخطائي المتكررة



أجل..
كنت أشعر أني أنا الضحية بين مشاكل أبي وأخوالي..رغم أني متأكدة
بأنني لو كنت أكثر قوة ووضح لما تعرضت للإحراج من قبل أبي لعرف أن أهلي..
وأخوالي لا أساوم بهم.. لعرف أن زوجته لن تقوم مقامهم ولن تحل مكانهم
مهما حصل...
أخبرت خلود عن الفستان الذي رأيته.. وأخذت أشرحه لها مم كان رائعاً
وأعجبني تصميمه كثيراً..
لن أشرحه لكم... كي لا تعرفوا شكله قبل موعد زفافي..
قالت خلود وكأنها مستاءة: بس سديم أنتي تعرفين وين المحل

سديم: بصراحة أنا ما أدل زين لكن موب مشكلة أخلي أمل تعلم خالد
عن مكانه ونروح ..

خلود: بس تتوقعين أمي بترضا.. بتقول دامك رحتي معها واخترتي
الفستان وشو له نروح حنا.. ودامك رحتي معها كملي معها..
حنا نشوفه لا شريتيه

سديم: بس ودي أنك تشوفينه معي

خلود: حتى أنا ودي بس أكيد أمي بترفض.. ويمكن تزعل منك..

صمتت بعدها لا يمكنني أن أتكلم..
إن ذهبت هناك..سمعت كلمات أبي الجارحة
وسبه لخالاتي وخوفه علي منهن!!
وإن جئت هنا..رأيت العتاب بأعينهم..
آآآه يا قلبي الثكيل..

.


.


.

مرت الأيام.. كنت قد حددت بعض الأشياء التي أريد أن نشتريها أنا وخلود معاً..
وبالمقابل كل فترة تأتي وتسألني أمل هل ستذهبين معهم
أم لا ..وأسرعي كي تتمكني من الانتهاء.. أحياناً أشعر أنها تضغط علي كي أقول
حسنناً لنذهب معاً إذن..مم وفي أحد الأيام أنفجر صمت خالتي الجوهرة وحدثت
المشكلة بسبب أني اشتريت مجوهراتي مع أمل..
عاتبتني خالتي سابقاً بسبب الفستان وقالت ليس لنا لزوم بما أنك
اشتريتي أهم شيء وهو الفستان فلا يوجد داع لأن نكمل معك
أكملي مع أمل بما أنك تريدين ذلك..
أحترت كثيراً عندها وتألمت..

ذات يوم كنا في السوق أنا وأمل..
ومررنا من أحد محلات الساعات.. انتهزت الفرصة أمل
وقالت: أيه صح سديم أنتي ما شريتي ساعة للحين

سديم: إيه بس أنا أبي أشتريها مع خالتي

أمل: بس أخاف تاخذين شيء ناعم وما يواجه

سديم: وليه يعني ما أعرف أختار

أمل: لا موب قصدي بس أخاف تاخذين شيء ناعم وبناتي
وأنتي خلاص عروس

سديم: لا أعرف وش أختار.. وبعدين أنا من زمان قايله أنه
بشتري بعض أغراضي معهم

أمل: بس تعرفين وين الأماكن الزينة

سديم: إيه أنتي قلتي أن سوق الـ..... فيه جزم وشنط حلوة

أمل: إيه بس إذا ما لقيتي شيء زين موب لازم تشترين منه
فيه بعد سوق الـ.... أذكر شفت عنده شنط حلوة روحي له بعد

قلت بملل: طيب

هذا مثال.. على ضغطها الغير مباشر علي..

كان خالد معنا ذات يوم في الصالة وسمع حوارنا المتكرر هذا..
والذي كثيراً ما يتكرر بكل مكان وزمان..
أمل تحاول أن تجبرني على الذهاب معها بطريقة غير مباشرة

لهذا حينما غضبت خالتي الجوهرة من شرائي للمجوهرات مع أمل
قال لها خالد بأن سديم ستشتري بعض أغراضها معكم عندها ثارت
خالتي الجوهرة وخالتي مريم.. كنت في ذاك اليوم بمنزل جدتي..
وفي داخل المنزل مع أمي
بينما جدتي وخالتي الجوهرة وخالتي مريم وخالد في الخارج
بساحة المنزل خرجت لأجلس معهم ولكن استوقفتـني أصواتهم
وعدت للخلف حينما سمعت صراخهم
خالتي الجوهرة: لا يا خالد هي ميب حلاوة وإلا كيكة نبي حقنا منها
حنا نبي القدر..نبي تقدرونا موب تروح وتقضي أغراضها المهمة مع
أمل مجوهراتها وفستانها وحنا تسكتوننا بخرابيط
حنا موب شفقانين على المطامر بالسوق وكثر الله خيرها يوم ريحتنا
بس حنا عتبانين على القدر خليتونا كننا أغراب

خالتي مريم: وبعدين حتى الرجال نفسه موب موافقين عليه
ما علموتـنا عنه إلا بعد ما تم كل شيء كن ما لنا حق نسأل عنه

خالد لم يكن يحب خالتي مريم كثيراً لذلك ثار حينما ذكرت الخطبة
فقال: والله البنت لها أبو وأخو يسأل عن الخطاب..
ومنتب صايرين أحرص منا

خالتي الجوهرة: موضوع الخطبة والرجال أنتهى وخلصنا منه
وما علينا من اللي راح... أنا زعلانة على موضوع التجهيز
الحين تجهز مع أمل وتجي تورينا وش شرت كنها بترضينا..
أنا ما همني وش شرت كثر ما همني أنها خلتنا كننا حنا الأغراب..
وأمل هي أهلها

خالد: والله أنا مالي دخل بخرابيط الحريم
هي حاولت ترضيكم وأنتم ما عجبكم الوضع..
وأما موضوع الخطبة سديم لها أبو يسأل

خالتي الجوهرة: أنا ما عتبت عليك على الخاطب وما تكلمت عنه

خالد: إلا توكم تقولون ليش توافقون عليه نبي نسأل عنه

خالتي الجوهرة بعبرة: رغم أن الموضوع مضايقني..إلا أني ما قلت كذا
خالتك مريم هي اللي قالت كذا..و أنت عارف أنا وش أقصد...
أنا أقصد التقدير والاحترام موب تهملون جانبنا ما كننا أهلكم..
ولا إذا تعبت سديم صرنا أهلها وإذا كانت طيبة وفرحانة نستنا..
وبعدين حنا ما نبي تجهز معنا ولا شيء خلها تكمل كل شغلها مع
أمل دامها تبيها..

طعنات بالقلب..تدمي
وآهات تأن منها
الجراح...
سهام قاتلة...مؤلمة
جارحة

أغلقت الباب ودخلت أجر خطاي بثقل.. وما كان بالفؤاد
هو أشد ثقلا ً..
سمعت خالد يتجه للباب الخارجي
وهو يقول بصوت عال: زين سلام عليكم أنا حاولت أرضيكم
بس ما قدرت...

ثم خرج بعدها وأغلق الباب..
ارتميت على سرير أمي أبكي بحرقـــــــــة
وأنين.. يا رب... يا رب رحماك
ما هذا الزواج المشئوم... كرهت الزواج..وكرهت التجهيز
وبكيت حتى أحرقت الدموع عيني..


بعد الثانية عشر ليلاً جاء خالد لأخذي.. كانت نفسيتي في ذاك
الوقت مدمرة.. أشعر بالضياع والحيرة..شعرت بأن هذا الزوج
قد جلب لي المزيد من الأحزان والآهات بدل السعادة والفرح
.

.

.

كفى قومي كفى..
أم آن الزمان لننسى ما قد مضى..

أرحموا قلب ثكيل..
ساءه طعم الخصام...
آلمه جرح الكلام
وبقسوة تاه الفؤاد
وارتمى..

يا فرحتي..
يا فرحتي ها أنت غبتِ
في الفلى...
غبتِ وغابت معالم
الهنا....

رقوا فما عاد قلبي..
يقوى على الهجران..
وما عدت..
أحتمل..
براثن الأحزان..

كفى... فأني
عروس...أريد
السعادة..
أريد طعم
الهنـــــــا
.

.

.

ألتزمت الصمت ليومين والهم يعلو صدري..
كنت لا أتحدث إلا قليلاً حتى بدا الهم واضحاً على وجهي
فلاحظ أبي ذلك وغضب..خصوصاً أنه لم يتبق على ملكتي سوى
أسبوعين فقط.. وبعد الملكة بأسبوعين سيكون زواجي
لم تكن المدة بين الملكة والزواج طويلة.. ولم أهتم لأنني كنت صغيرة آنذاك..
ولم أكن أعلم أهمية تلك الفترة بالنسبة للعروسين..

غضب أبي كثيراً حينما رأى ألمي.. وعلم من خالد عن تلك المشكلة
ولذلك لم يصبر فأتصل بخالي أحمد وأشتكى من إيذاء خالاتي لي
وجرحهم لي..
ثم جاء ليبشرني بأن خالي أحمد سيحل المشكلة مع خالاتي ولن
يؤذونني بعد اليوم.. بكلامهم وعتابهم
لم يكن يعلم أبي أنه بهذا جرحني أكثر مما أسعدني..
لا أخفيكم أن خالاتي لم يعدن يثرن هذا الموضوع أبداً
ولم يعدن يذكرن تجهيزي ولا أي موضوع يخصني.. ولكن شعرت
بالغربة بحق... ليس سهلاً أن يتصل والدي ويشتكي من خالاتي..
أخوات أمي... فأنا أبنتهم... ليس سهلاً أن أشكوهم
هذا سيجرحني قبل أن يجرحهم وخصوصاً خالتي الجوهرة..

في تلك الأثناء قالت لي أمل بما أن خالتك غاضبة ..غاضبة ولم يرضيها
أن تقضي بعض حاجاتك معها فلنغتنم الوقت وننتهي من تجيزك خصوصاً
أن زواجك قد قرب...

وفعلاً انتهيت من تجهيزي.. وأنا لم أذهب ولا مرة واحدة مع خالتي الجوهرة
وخلود.. خلود التي كانت متشوقة لزواجي..كانت تريد أن
تفرح معي ولكن لم يكتب لي الله ذلك...

.


.

.

.
تتالت الأيام مسرعة الخطى..
واليوم هو يوم ملكتي... طبعاً ستكون الملكة بمنزل أبي
وهذا يعني أن أمي لن تكون بالقرب مني..
كانت الملكة مختصرة جـــــداً..
لم يأتي أحد من طرفنا..سوى جدتي وجدي وعمي بدر
بينما جاء من أهل ناصر..عمه وأخاه..وكذلك أمه وأخته وخالته..

كنت في الأعلى بغرفتي أقبع وحدي..
ونبضات قلبي..تـتابع بسرعة..
أرتحت كثيراً حينما علمت أن جدتي(أمي موضي) قد جائت
على الأقل سأشعر بشيء من الراحة وأن لي أحد هنا..

كان فستاني هادئاً وناعماً جداً.. ولؤلؤي اللون...
مم أما تسريحتي فكانت ناعمة أيضاً...تركت شعري الذي يصل لأسفل كتفي
منسدلاً ..وكان عبارة عن لفات كيرلي كبيرة.. ورفعت جزئاً بسيطاً منه..

كنت أستمع لحركاتهم بالأسفل وأنا وحدي في الدور العلوي..
لم يكن أحد بصحبتي آنذاك فالكل مشغول..
سمعت صوت خطوات على درجات السلم
هههههه إنها خطوات خالد التي أحفظها عن ظهر قلب..
خالد: ســـــــديم.......سديــــم

قلت بهمس: أنا هنا..

خالد بابتسامة: ما شاء الله..
يا الله توقعين...حبيبتي

ازدادت نبضات قلبي وأنا أنظر للكتاب الكبير الذي في يده
سديم: طيب..

خالد وهو ينخفض لي ويضع الكتاب بحضني.: شوفي هنا الشروط
تبين تشرطين شيء..
أبوي قال أنك تبين تكملين دراستك.. في عندك شرط ثاني...؟؟

أخذت القلم وهززت رأسي بلا.. ثم وقعت بارتباك..

انحنى خالد مرة أخرى ثم قبل رأسي
وقال: مبروك سديم

همست بارتباك: الله يبارك فيك...
خالد... بتنزل

خالد: إيه تبين شيء

سديم: بس خايفة ما تقدر تجلس معي

خالد بابتسامة: وين أجلس بروح أسلمهم الكتاب..
وراك خايفة....أنزلي تحت..
ترى أمل قالت تو خل سديم تنزل إذا وقعت

هززت برأسي علامة الموافقة
ثم خرج...
قمت بعدها أرى نفسي بالمرآة.. كنت أشعر بأن كل خلية من جسدي
تـنتـفض بخوف... ويداي باردتان.. سمعت صوت أمل وهي تناديني
فخرجت من غرفتي
وهمست: هلا هذاي..

أمل: ههههههه وراك خايفة.. وسعي صدرك
شكلهم مرة حبوبين..
بس تعالي أرفع لك الخصلة هاذي أحسها موب حلوة وهي نازلة

سديم: طيب

انتهت أمل من تعديل شعري..
ثم خرجت وهي تقول: أنزلي بعدي بخمس دقايق

سديم: إن شاء الله

مرة الخمس دقائق بسررعة..
ونزلت ونبضات قلبي تتسارع بشـــــــدة
كنت أنزل درجة .... درجة
وتارة أعود للخلف.. كي أستعيد أنفاسي..
وأخيراً وصلت لآخر درجة.. ووجدتهم هناك
اتجهت لجدتي فسلمت عليها.. ثم سلمت على أهل ناصر
شعرت بمغص ..حينما ذكرت أسمه أنه الآن زوجي
آآآه لم أرتح منذ أن رأيته..ولذلك لم أكن مبتهجة بذكراه
رفعت بصري لأخته فابتسمت لي.. كانت (ندى) أكبر مني
ب3 سنوات تبدو طيبة.. مم إنها تحمل شيئاً من سمار أخيها
وكذلك أمه..ولكن هم أبيض منه طبعاً..
أعرف أنكم الآن تتوقعون أنه شديــد السمــــار..
كلا لم يكن كذلك...ولكنه يعتبر أسمراً وليس حنطياً كخالد..

مضى بعض من الوقت.. حتى سمعت نداء خالد
وبعدها أتت أمل وأخبرتني أن أنتقل للمجلس الآخر لأن
ناصر سيسلم علي..
نهضت ببطء وخوف.. ثم أخذت نفساً عميقاً
سمعه الكل وأخذوا يضحكون من ارتباكي..
دخلت مخفضة رأسي..فنهض ناصر بارتباك
وسلم علي بخجل..
ناصر: هـــ ...هلا سـ يدم

كنت أشعر بهتزاز يده بكفي..
همس لي بعهدها "بمبروك"

وهمست: الله يبارك فيك..

وعم الصمت بعدها لدقائق..لم يحرك ذاك السكون.. أيه
كلمة..
حتى دخلت أمه وأخته وخالته ..اتجهوا له وباركوا له.. ثم سمعت
خالته وأخته يتهامسون ويأشرون له بأعينهم... لم أفهم مقصدهم
فعقدت حاجبي ..ولكن ازدادت نبضات قلبي حينما رأيته يتجه لي..
ويمد لي علبة من المجوهرات..
سمعت همسات خالته وهي تقول: لا... لا ناصر لبسها

شعرت به قد أرتبك.. خصوصاً أنه كان قد مد لي بالعلبة ولكني لم
أرفع يدي فهمساتهم وشوشرتهم أربكتني..
أتت أخته قريباً وقالت بهمس: لبسها

ولكني في هذه الأثناء كنت قد رفعت يدي لأخذها
ناصر: آآآ ععطيني ألبسك إياها

أخفضت رأسي بخجل.. ولم أرفعها بل تركتها بحضني
من شدة ارتباكي
ناصر: ألبسك إيها ولا موب لازم

هززت رأسي برفض
وقلت بهمس: موب ضروري

عاد بعدها لمقعده.. وعادت همسات خالته وأمه..
أمه: ليه ما لبستها

خالته: شفيك ..كان لبستها إياه..

رغم أني كنت مخفضة رأسي إلا أني شعرت بربكته.. وحركاته
التي تدل على حرجه..هههههه حقاً رحمته.. يبدو أنه خجول
وهمسات أهله زادت من ارتباكه.. لم يجلس أكثر من 5 دقائق
وبعدها نهض
وقال: زين... آآنا بمشي.. بالتوفيق سديم

هززت رأسي وأنا أخفضه بخجل لست أدري إن كنت رددت عليه
أم لا..


بعد أن رحلوا..جاء أبي وخالد ليجلسوا معنا..
نظر أبي بفرحة وبابتسامة واسعة..
أبي: ما شاء الله.... ما شاء الله بنيتي قمر
بس عاد باقي تسمنين عشان يصير لك خدود..

ابتسمت دون أن أنطق بشيء..
والتفت بعدها لجدتي التي كانت مخفضة رأسها تدعوا لي..
وتمسح دمعات منسابة على خديها..
أبي: وشفيك يمه..

جدتي: والله أني ما قدرت أمسك نفسي يوم شفت زوجها..يا سرع
الدنيا.. كنه أمس يوم كانت تلعب عندنا
الله يوفقها ويسعدها..ويسخره لها

أبي: آميـــن.... آميـــن
الله يوفقها.. ويسعدها


أمضت جدتي بقية ذاك اليوم عندنا..ثم رحلت في الحادية عشر..
صعدت بعدها لغرفتي وأغلقت الباب..
وتناولت هدية ناصر لأفتحها.. كانت عبارة عن طقم من الألماس..
كان رائعاً وواضح عليه الغلاء..
أخذت الخاتم لأجربة.. ولكن كما هي العادة كان واسعاً ويحتاج
لتضويق..
أستلقيت بعدها على السرير.. وأنا أتذكر شكله.. لا أنكر أني أرتحت
له هذا اليوم أكثر من المرة السابقة حينما جاء لرؤيتي..

في المرة السابقة كان يبدو أكبر عمراً..أما هذه المرة فشعرت براحة
نوعاً ما له..
ولكن لم يكن حلمي.. لم يكن الرجل الذي كنت أتمنى الزواج به...
الخجل واضح عليه جداً....
حقاً شعرت بقبضة تعتلي صدري من الهم..
ترى كيف ستكون حياتي معه..

.

.

.

.

بعد عدة أيام تلت ملكتي... كنت عند أمي أشرع في الصلاة..
كنت لتوي عائدة من السوق..وطلبت من أمل أن تنزلني عند أمي
سمعت عندها صوت خالتي الجوهرة وهي تدخل لغرفة أمي وتسألها
عن غرض تحتاجه جدتي.. وبعدها أنهيت صلاتي..
ولكني لم أنهض..ولم أشعرهم بانتهائي.. خصوصاً حينما سمعت
خالتي تسأل أمي عن ماهية هذه الأكياس.. أخبرتها أمي أنها مشتريات
قد جلبتها معي قبل قليل حينما عدت من السوق..
سعدت حينما ألحت أمي عليها بان تراها...ولكن خالتي رفضت
قائلة: لا ..لا بس سألت لأني أحسبها لك

أمي: شوفيها.. منتب غريبة أنتي

سعدت كثيراً حين سمعت صوت تحريك الأكياس..
فأدركت أن أمي تخرج محتواها لتريها لخالتي...وازدادت سعادتي
حينما أثـنت خالتي على إحدى القطع الموجودة وعلى لونها...
سعدت حينما رأيت اهتمامها.. وآلــــمني عتبها... وأعلم أني أستحقه
وأعلم أن جزء من الخطاء كان يقع علي...
شعرت بقبضة تعتلي صدري.. وجرح نازف..أشعر بقطرات
دمائه المنسابة...
يؤلمني أن أكون كالغريبة.. في نظر من ربتـني
ورعتني...ولكني لم أحسن التصرف
بل جرحتها..
وذهبت خلف سراب
أمــل
.


.


.


.


.

.

تتالت الأيام ...وتتابعت..وأنطوت الأيام سراعاً
سألتني ذات يوم خلود .. أين سأكون يوم زواجي..
وبحكم أن الزواج مختصر..جداً وهو فقط للرجال..دون
النساء.. بحيث أني سأقيم حفلة للنساء بعد عودتي من السفر
أجبتها بتلعثم: آآ ودي والله أجلس هنا عند أمي..
بس بصراحة عند أبوي أوجه لي..

خلود: ليه عادي والله
في وحدة من قرايب أمي وضعها نفس وضعك
وحطت زواجها عند أمها..

سديم: لكن يا خلود كون أنه يجي ياخذني من بيت أبوي أعز لي
من بيت أمي..

خلود: أدري أنه أحسن وأوجه لكن أنتي وش تسوين مضطرة

أجبتها بضيق: عاد وش أسوي
وأمي بتصير معي يوم زواجي بالمشغل من العصر

صمتت عندها خلود.. كنت أشعر بأنها تضايقت.. ولكني تجاهلت الأمر
لأنني أريد أن أكون كأي فتاة يأتي زوجها ويأخذها من منزل أبيها
آآآه كم أتمنى أن تعود تلك الأيام..
لأحيي يوم فرحتي مع أحبابي..
أهلي الذين حرمتهم الفرحة بي..
وجريت وراء شكليات لا تسمن ولا تغني من جوع...
.

.

.
ستمضي الأيام..
وستتهاوى الأقنعة يومـــاً ما..
ويظهر زيفها..
وخداعها..

ومهما تلونت تلك الوجوه..
سيأتي يوم ليظهر لونها
الموشح بالســـــواد


ورغم محاولة وريقات الشجر
واعوجاج أغصانها..
بل والتفاف تلك الأزهار بأشواكها
لتحجب عن مرآنا
تلك الغبرة البشعة
وذاك الإعصار القادم
فلا بـــد أن يأتي يوم
يزمجر فيــه ذاك الإعصار
ليسحق تلك الأزهــار
ولتطاير معه تلك الوريقات
البائسة..
وتتحطم تلك الأغصان
البالية
ولكن
عندها فقط
سيتضح الوجه
الآخر
.

.

.

.

أنطوت صفحات الأيام...وتتابعت بتسارع..
وبعد يومين فقط... سيكون زواجي.. وكما علمتم فإنه سيقام هناك
بمنزل أبي... بعيداً عن مرأى عيني والدتي..
كم كانت هذه قسوة في حق أمي.. ولكني كنت بلهاء
ولم أجرب أن أكن أماً تشتاق لتلك الحظة..
وما ساعدني على الأستمرار هو طيبة قلب أمي
التي لم تكن تشتكي يوماً..بل ويرضيها أي شيء..
آه لو كنت أملك تلك اللحظة آنذاك.. سأقبل يديها قبل
ألحق بزوج المستقبل.. بل لن أرضى أن أتبعه قبل أن أرى بسمة
تعلو محياها العذب... وأرتشف شهد الحنان بتقبيل يديها..

التكملة بعد قليل

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
قديم 18-05-08, 06:06 PM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

فلنعد لتلك اللحظة.. كنت آنذاك أشعر بالخوف.. وبحكم أني
ليس لي أخوات أكبر مني يوجههني.. ويخبرنني عن أسرار ذاك
العالم الغريب علي.. ولم تكن أمي من النوع الذي يهتم لتلك الأمور
فقد ازداد خوفي.. حادثت خلود مغرب ذاك اليوم..لأبث لها بعضاً
من مشاعري..ولأحكي لها..عن خوفي من أقتراب زواجي..
سديم: تصدقين أحس أني كني بحلم .. مدري
كيف أتصرف.. ولا شلون راح تكون حياتي..

خلود: مم يوه تصدقين أنا أحس أن الخوف أنتقل لي..

سديم: ههههه خلود لا تزيديني خوف..

خلود: طيب تبين العنود تجي عندك اليوم وتكلمك..
أكيد بترتاحين إذا قعدت تكلمك... العنود صار لها كذا يوم
جت تتزوج بس مرة عمي الصغير كانت قريبه لها.. وقعدت
تكلمها وبعدها ارتاحت شوي وخف عليها الخوف..

سديم: بصراحة من زمان ودي أقول لها.. أو أقول لك تقولين لها
بس استحيت..

خلود: بالعكس الأسبوع اللي فات كنا نتكلم عن هالموضوع..
وقلت للعنود ليه ما تروحين عند سديم وتكلمينها.. دام أنك متزوجة
بس قالت لي أنه تخاف أنك أنتي ما تبين..

سديم: وليه أنا ما أبي..

خلود: ما أدري بس هي تقول يمكن أن مرة أبوك ميب مقصرة
ويمكن أنك ما تبين أننا نتدخل..

سديم: ليه حرام عليك.. والله أن مرة أبوي حاولت تسولف معي
بس بصراحة أنا اتهربت.. ما أدري أحس أني ما ارتحت
أنها تكلمني..

خلود: يعني تبين العنود تجيك..

سديم: والله يا ليت..

خلود: بس بصراحة لو أن ناصر مكلمك هالفترة كان خف الخوف عليك
يعني أكيد بترتاحين شوي.. العنود كان بين ملكتها وزواجها حول
الشهرين..وزوجها كان كل يوم يكلمها..

سديم: ما أدري عنه..غريبة أنه حتى ما سأل ولا طلب الرقم

خلود: يمكن أنه مستحي.. وإلا خايف أنكم موب من النوع اللي
يخلون بناتهم يكلمون فترة الملكة..

سديم: يمكن...
المهم بسكر الحين وأنتي دقي على العنود حاولي فيها تجي اليوم
عند أمي.. وإلا إذا كانت ما تقدر خليها تجي العصر بكرى

خلود: خلاص إن شاء الله
يا الله مع السلامة

أغلقت سماعة الهاتف.. وتلقـفتـني عندها جدتي..
بالتوبيخ..
: يا بنيتي ما يصلح تقعدين تسولفين بالتلفون طول الوقت
يا بنيتي عيب..ورجلك بكرى بيقول وش هالمرة اللي تاركة
شغل بيتها وتقعد تسولف بالساعات..

سديم: يمه ما لي إلا ربع ساعة بس..

جدتي: لا لك أكثر من ربع ساعة
ترى عيب اللي تطول بالتلفون..
و وش بيقولون الناس لو دقوا علينا.. بنتهم مشغلة التلفون وتكلم
بالساعات..و..

قلت كي أنسيها: يمه وين أمي راحت

جدتي: ما دري عنها.. يمكنها راحت تصلي المغرب
وبعدين أنتي بدال ما تضعين وقتك بسوالف التلفون ليه
ما تقومين وتصلين الصلاة على وقتها

سديم: أنا صليت يمه

جدتي: متى أن من يوم خلصت من صلاتي وأنا أشوفك
ماسكة هالتلفون..

سديم: والله يمه صليت أول ما أذن وبعدين دقيت على خلود..

جدتي: الله يهديك يا بنيتي ما أدري متى تبدين تصلين الصلاة على
وقتها..تراها من أفضل الأعمال..

سديم: حرام يمه والله ما كد خليت صلاتي لين يطلع
وقتها إلا إذا كان غصب علي نايمة ..

جدتي: إيه ما شاء الله عليك..كل الصلوات على وقتها
إلا العشاء تأخرينها

سديم: يمه أنا ما أخرها لين يطلع وقتها

جدتي: طيب وش وراك ليه ما تصلين أول ما يأذن العشاء
لازم يعني تقعدين لك ساعتين وبعدين تصلين..

نهضت بسرعة فلو جلست أكثر من ذلك..
لجعلت كل عيوب الدنيا بي..وبجيلنا الذي تمقته
ههههههه
أسأل الله أن يحفظها لنا..


حادثت خلود العنود.. وأخبرتني أنها ستأتي بعد العشاء..أو في الساعة
التاسعة..وفعلاً أتت العنود..وطمأنتي..خصوصاً أنها قبل أشهر فقط
كانت تقف بنفس موقفي.. أرتحت كثيراً لحديثها..
وطبعاً لن أنسى لها هذا الموقف الأخوي..


.


.


.


.


.
ومرت الساعات تتلوها الساعات.. وها أنا الآن في الليلة التي تسبق يوم زفافي..
أتت خلود عندي وقضينا هذه اليلة معاً.. وحينما أتت الساعة العاشرة سمعت
رنين جهازي الجوال وجريت له..كنت أتوقعها أمل.. ولكن فوجئت برقم "نـاصر"
رائع أنه تذكرني..
أمسكت بيدي خلود بشدة من شدة الخوف..
وقلت لها: خلود هو ....هو...وش أسوي

خلود: ردي.... ردي

سديم: آآ أرد... ما أدري خايفة وش أقول

خلود: ما أدري... ردي أنتي الحين

رفعتها أخير.. ولم أتكلم..
سمعت صوته ...
وهو يقول: ألو... السلام عليكم

رددت بعد فترة بهمس: هلا وعليكم السلام..

ناصر: وش أخبارك سديم... وش علومك..

سديم: آآ الحـ... الحمد لله

ناصر: رحتي للشقة شفتيها..

سديم: إيه

ناصر: همم أن شاء الله عجبتك...

شعرت أنه يريد التحدث ولم يجد سوى هذا الموضوع ليتكلم به
سديم: إيه حلوة

ناصر: تبين شيء تحتاجين شيء..

سديم: لا ...شكراً

ناصر: ترى عادي.. لا تستحين.. إذا تبين شيء..أروح أجيبه الحين

سديم: لا والله ما قصرت..

ناصر: زين سديم أنا عارف أنك مرتبكة وخايفة..
خصوصاً أنك مقدمة على حياة جديدة.. بس حبيت أتصل فيك
وأطمنك.. ترى كلنا سوى.. حتى أنا والله لي كم يوم ما نمت زين

همست: جزاك الله خير

ناصر: بس عاد هانت... وإن شاء الله بكرى بمثل هالوقت
حنا سوى هنا بالشقة..

حينما قال ذلك..قرصت ذراع خلود من الخجل..

ناصر: أنتي معي سديم

سديم: إيه معك..

صمت بعدها للحظات
ثم قال: زين حـ...حبيبتي تصبحين على خير

سديم: وأنت من أهله..

أغلقت الخط وارتمت بحضن خلود من شدة خجلي..
وخلود لا تملك سوى الضحك..

كم أشعر بالخزي.. حينما أتذكر كم حرمت خلود..من الوقوف بجانبي..
والفرحة بي..دون أن أشعر..
سامحيني خلـــــــــود
واقبلي جـــــــل
عذري
.


.


.


.


.
رغم أني لم أنم سوى بضع ساعات أو أقل.. إلا أنني نهضت
بسرعة.. وأيقضت خلود معي.. تناولنا الإفطار معاً..
والوجوم والصمت هو ديدننا
جاءت خالتي الجوهرة أيضاً في ظهر هذا اليوم لتطل علينا ما بين
فينة وأخرى ونحن لم نتلكم سوى بالنظرات..
وجوم... صمت... خوف.. ارتباك..مشاعر مبعثرة
وأعيـــــــن ممتلئة بالدمـــــــــوع

ورغم محاولتنا لتجاهلها.. إلا أن طيفها
لم يغادر أعيننا ولمعانها..ينتظر الفرصة
لينساب على الوجنات

مرت الدقائق كالبرق.. ونحن ننظر لها ونتمنى لو تمهلنا
بضع لحظات... بضع لحظات تواسى جراحنا
ووداعنـــــــا

ورن هاتفي عندها.. لتخبرني أمل بأنها ستأتي لأخذي بعد
نصف ساعة.. وستأتي أمي بصحبتنا..
طبعاً خالد من سيذهب بي "للصالون"

عندها فقط... علمنا أن الوقت قد داهمنا.. وليس بوسعنا
سوى أن نرتمي بأحضان بعضنا.. نظرت لخلود للحظة
ثم أرتمت بحضنها كما ارتمت هي كذلك..
وأطلقنا العنان لدموعنا..
لتنساب وتشق طريقها
على وجناتنا البريــئة
آه ما أقسى لحظات الوداع
كم هي كئيبة ومحـــــرقة
موجعــــــــــــة


نبكي لفترة.. ثم نجفف دموعنا فترة أخرى.. ولكن
ما نلبث أن نرتمي مرة أخرى بأحضان بعضنا
ولم تجدي معنا همسات أمي وخالتي من حولنا
والتي كثيراً ما تردد.." تعوذوا من الشيطان.. منتب متفارقين
للأبد كلها شهر بالكثير وبتشوفون بعض"

ولكن لم يجدي هذا... ولن يجدي
خصوصاً أنني لم أغتنم تلك الأيام مع أختي ورفيقة دربي
وتوأم قلبــــــي خلـــود بل جريت وراء..
شبح
أمـــل
.


.


.

رن هاتفي مرة أخرى ليعلن عن انقضاء المهلة..
وأوان الرحيـــــــــــل..
ارتديت عباءتي واحتضنت خالتي..ثم خلود
تاركة ورائي دموعاً متحجرة بالأعين
حسبتها فقط..تعني الرحيل
ولكنها كانت تحمل في طياتها ألماً أكبر..
وجرحـــاً أشد... ولكني وللأسف لم
أشعـــــر به
.

.

.

.

دخلت الصالون.. وبدأت المصففة بعملها.. حقاً كنت أشعر وكأني
أعيش فصول حلم طويل وسينتهي... مشاعر عدة تزاحمت بقلبي
كنت أنظر لأمي ما بين لحظة وأخرى.. كم أحب وجهك الغالي
البريء..وصفاء قلبك..
كانت أمل في هذه الأثناء تقف خلف المصففة لتعطيها التعليمات
ولتتأكد من عملها.. كانت تسريحتي عبارة عن لفلفات ويفي كبيرة
يتخللها ورود صغيرة بيضاء طبيعية..
سمعت رنين هاتف أمل.. فرفعته.. ومن سياق حديثها أدركت أنها
تحادث أبي.. ولكنها كانت غاضبة لأن جدتي (أمي موضي) تريد أن تأتي
لمنزل أبي كي تراني.. وأمل رافضة لأن الزواج كما علمتم كان مختصراً
وهكذا شد وجذب حتى أغلقت الخط..
سألتها: أمي موضي بتجي..

أمل: لا بس كانت تبي تجي..وأنا أقول لأبوك أننا بالمشغل..وما في أحد بالبيت...
هذا غير أني بكون مشغولة معك.. ومحد فاضي..

صمتت رغم أني شعرت بالضيق.. جدتي الحبيبة تريد أن تراني.. آه لو كان بوسعي
لجعلتها بالقرب مني طوال الوقت...

انتهت المصففة من عملها.. وحقاً كان عملها رائعاً ومزجها لظل مميزاً
وهنا قد بدأ قلبي يضرب نبضاته بشدة وسرعة... يا رب أعني.. هاهي لحظة الصفر
قد حانت..

.

.

.


.

.

دخلت منزل والدي..ثم ارتديت فستاني الأبيض..وأمل تساعدني..
وكأني دمية في يدها.. حقاً كان الموقف صعباً
وضعت الطرحة البيضاء.. على شعري...
وأصبحت بحق عروس!!
ثوانٍ وكانت مسكة الزهور الطبيعية بيدي..أراح نفسي شذى أزهارها
وسكن شيئاً من مشاعر قلبي المضطربة...

سألتني أمل عن الكاميرا العادية.. لأنهم كانوا يريدون صور للمنزل زيادة على صور المصورة ..التي لم تأتي بعد.. ولأن الوقت لم يسعفني لأتذكر أين وضعتها طلبت من
خالد أن يحضر كاميرا خلود ابنة خالتي.. وفعلاً أتصل بخالتي وأحضرها بسرعة..
شعور ما تسلل بقلبي حينما أحضر خالد الكاميرا.. لا أعرف ما هو..
كان ذاك الشعور مزيجاً بين الراحة واللوم.. نعم وكأن هذا الغرض البسيط
هو حلقة وصل بيني وبين خلود.. تخيلت شكل خلود وهي تعطي الكاميرا
لخالتي.. ترى ما شعورها.. هل ستقول تركتني وأتت لتطلب مني..
أم أنها كانت سعيدة مثلي الآن لأنني وجدت هنا شيئاً يذكرني بخلود..

حاولت أمل رسم البسمة على شفتي ولكنها لم تستطع..
كنت في صغري أعجب من العروس التي لا ترسم معالم الفرحة على شفتيها..
واليوم أدركت تلك المشاعر المختلطة بقلبها.. إنه ميثاق غليط..
وعشرة طويلة... أودع فيها أسرتي المفككة... وأعيش حياة أخرى
لا أدرك ما هيتها وكيف ستكون...
ربي أعنـــي... يا إلهــي..
أخذت نفساً عميقاً ...
فضحكت أمل وقالت: شكل هالنفس طالع من قلب...

أجبرت شفتي على الأبتسام...
أمل: سديم الحين وش لون بتصورين وأنتي مكشرة كذا..
والله بتندمين بعدين إذا شفتي صورك..

أبتسمت مرة أخرى.. والتقطت أمل صورة لي..
رأيتها تخرج...
وسألتها بسرعة: ويــن بتروحين..

أمل: ههههههه لا تخافين توهم موب جاي الحين.. بس بشوف
شكل أمه وأخته جو..

أبتلعت ريقي.. بصمت وأخذت أفرك أصابعي المزينة بالطلاء العنابي
بخوف وارتباك..
وتارة أفرغ خوفي بتلك الكرستالات الناعمة التي تزين مسكة الزهور...

دخلت أمه وأخته.. وسلموا علي بحب أرتحت كثيراً لأخته ندى..
تبدو طيبة ولا أعتقد أنها ستكون كما قالت أمل...
وأنها ستتقوى علي كثيراً وربما ستتدخل بحياتي مع ناصر وتنكد
عيشي..إن كنت طيبة معها..
ابتسمت حينما قالت أم ناصر: وراك سديم مكشرة... ترى ولدي حبوب
ما يخوف...
أخفضت رأسي بخجل...
بينما أمل وأم ناصر ضحكوا علي..

كان هناك شريط تسجيل يصدح من حولنا بأهازيج الزواج..
قامت أمل ورقصت قليلاً .. ثم رقصت ندى قليلاً.. بينما أكتفت
أم ناصر بتحريك رأسها بمرح..
حقاً هذا الجو هدأ من روعي قليلاً..
أقتربت أمل مني وطلبت مني أن أرقص ولكني رفضت
حاولت خالتي أم ناصر أيضاً ولكني رفضت أيضاً..
جلسوا معي لبعض الوقت.. وصورنا سوية..
ثم خرجوا لأن ناصر سيأتي بعد دقائق...
قلت أحادث أمل: كلكم بتروحون... لا أقعدي معي

أمل: ههههه ليتي محرم لك.. كان قعدت معك.. بس وش يقعدني

سديم: آآ ألبسي عبايتك وأقعدي معي.. دام المصورة فيه

أمل: لا ما يصير بيقول وش دخلها هاذي رازة وجهها..
وبعدين المصورة معكم..

أخذت نفساً عميقاً واكتفيت بالصمت..

.

.

.

دخل ناصر وسلم علي ثم جلس بجانبي.. وأصبح يوزع الابتسامات
علي...ههههه حقاً أدركت عندها أنه لا يقل عني ارتباكاً..
أخذ يتحدث قليلاً ثم بدأت المصورة بالتصوير..
وطلبت منه المصورة أن يشربني كوب العصير الذي كان منقوش
عليه أسمي وأسمه...
ولكن حينما أقترب ليعطيني الكأس لم يستطع بسبب كبر الفستان من
حولي.. ولهذا حينما أنحنى أكثر ليقرب الكأس من فمي..
مال الكأس وكاد أن ينسكب شيئاً من العصير على فستاني..
لهذا ودون شعور مني رفعت بصري له بخوف وضيق..
وكأني أوبخه......ههههههه..لم أشعر بحدة نظرتي إلا حينما
نظرت للشريط بعد العودة من سفري..

بعدها دخلت أمه وأخته ليصورا معنا.. ثم خرجوا...
ناصر: عارف أنك مرتبكة شوي وخايفة لكن تراي مثلك والله..

نظرت له..ولم أتكلم..
ثم أنزلت بصري..وكرر كلامه..كي يخبرني أنني لست وحدي
مرتبكة وخائفة من حياتي الجديدة..وأنه يجب أن لا أفكر كثيراً..
أجبته بضيق وهمس: بس أنت رجال

ناصر: أنتي مرتبكة وخايفة وأنتي هنا ما فيه ناس غريبين وكثار
أجل أنا وش أقول.. قاعد ببشتي بين هالناس.. وكلن يناظرني على أني
المعرس.. ويسلمون علي..

ابتسمت بصمت.. ولكن تضايقت كثيراً من كون رجل وبهذا العمر
يخاف ويرتبك من الناس..
إلا أني لم أركز على الموضوع.. فربما أن الوضع مشابه مع كل
الرجال الذين يمرون بتجربته..ولكنه الوحيد الذي يفصح عن هذا
ناصر: والله أني فرحت يوم دخلوا على العشاء.. وجاء أبوك يدخلني
عشان أهرب من نظرات الناس..

أبتسمت بخجل.. وأخذت أضغط بشدة على مسكة الزهور التي بيدي
حتى لاحظ هذا...
ناصر: وشو له هالورد الكثير بيثقل عليك
عطيني إياه أشيله عنك...

صمتت لم أعرف بما أجيب فاكتفيت بأبعاد يدي عن المسكة..
أما هو فيبدو أنه فهم من حركتي هذه أنني موافقة على أخذ المسكة
من حضني... فمد يده ليأخذها.. ولكني
همست له بأن يدعها...
ضحك بإحراج قائلاً: ههههه عاد تراي ما أدري عن شغلاتكم يالحريم
أحسبها مضايقتك...

سديم: لا عادي..




خرجنا بعدها.. وأدخل سيارته بساحة المنزل..
ثم أحضرت أمل في هذه الأثناء عبائتي وجعلتني أرتديها..
ركبت السيارة والمصورة تتبعنا بكاميرتها الفيديو حتى خرجت
السيارة... وأغلق الباب
.


.


.


.

سارت السيارة ...وابتعدت عن منزل والدي..
ومشاعر عدة تعصف بقلبي الصغير..مشاعر لا يمكن وصفها
أو تسطيرها..
وصلنا لشقتنا.. وفتح ناصر لي الباب.. وساعدني للخروج..
أمسكت بيده بخجل ثم خرجت.. وبعدها أخذ عني مسكة الورد
ودخلنا للمنزل.. انتابتـني قشعريرة حينما دخلت..
هل يعقل أني سأعيش بقية حياتي هنا .. وسأودع حياة الشتات..
جلست على أحد الأرائك في الصالة.. وبعدها رن الجرس..
وذهب ناصر ليدخل العشاء..
حاول معي أن أتناول.. ولكني رفضت بسبب خجلي..

مم ارتحت له.. وشعرت بطيبته.. كان يتكلم على سجيته ولا يظهر
عليه أي معلم من معالم الشر..أو الدناءة..
ولكن لا اعرف لما كان هناك شيء ما بداخلي يستحقره
أو........أو لم أشعر بأني سأحبه..
ولكني لم أكرهه..
.


.


.


.


.
في صباح الغد وهو يوم الجمعة... ذهب ناصر لصلاة..
واغتنمت الفرصة كي أستعد له..ارتديت فستان ناعم وهادئ..
ووضعت ماكياج خفيف..
جاء بعدها ناصر وتناولنا الإفطار معاً..شعرت بسعادة تغمره..
وبشعور تأنيب بداخلي..ولكن ما يجعلني لا أتقبله..هو ارتباكه..
وتمزيــقه لأظفاره....أشعرني هذا بأنه يعاني من مشكلة ما..
وبرغم ذلك تجاهلت الأمر وحاولت أن أبدوا طبيعيه معه
كان يتحدث معي...عن نفسه.. وسفراته..
ولكني حقيقة كنت أجامله أنا بالابتسام..وببعض الردود المختصرة

وبعد العصر جاء أبي وأمل لزيارتي.. وفور أن خرجوا
جاء أهل ناصر... ارتحت لهــــم كثيــــراً وأحببتهم بحق
ضحكنا معاً... وزال توتري بوجودهم.. وتمنيت لو يـبقوا معنا أطول
وقت ممكن..

وبالقرب من صلاة المغرب..أتت أمي وخالاتي بصحبة خالد
كنت أتمنى لو أتت خلود معهم ولكن لم أعرف لما لم تأتي..

وهكذا مر اليوم الأول.. كان موعد سفرنا بعد يومين..
من زواجنا..
في اليوم التالي.. ذهبنا لمنزل أهل ناصر..
جلسنا سوية بعض الوقت نتناول القهوة..
في أثناء ذلك سأل ناصر عن بعض الأوراق التي يحتاجها فأخبرته
خالتي بأنها وضعتها بغرفته قبل زواجه بيومين..
وحينما أخرج ناصر مفتاح غرفته ليصعد.. ألحت والدة ناصر وأخته
ندى علي بأن أرى غرفة ناصر أيام "العزوبية".. رفض ناصر..
ولكن هذا لم يجدي لأني صعدت بعد إلحاح ندى..
سمعت ناصر يكلم أمه: يوه فشلتوني الغرفة حوسه..

أم ناصر: هههههه خلها تشوف حياة زوجها كيف كانت حوسة قبل
لا يتزوج..

فتحت ندى غرفته.. وقالت بمرح: ترارا..
وش رايك..

مم كانت الغرفة مقلوبة رأساً على عقب.. الملابس متناثرة بالقرب من
خزانة الملابس.. والسرير لم يقل عن ذلك.. الوسائد بكل مكان والمجلات
وأشرطة سي دي..
مم كل ما يخطر على بالكم موجود هناك..
سديم: هههههه حلوة الغرفة...كبيرة وديكورها حلو بس مرة حوسة..

ندى: ههههههه والمشكلة أنه عنيد ما يحب أحد يرتب غرفته وهو موب موجود
يقول بعدين ما أعرف وين حطيتوا أغراضي.. وأخاف ترمون شيء
أحتاجه..

شعرت بناصر يقف خلفي فالتفت له بخجل..
ناصر: معليه الغرفة حوسة شوي..

ندى: يا الله ضف أغراضك أبي هالغرفة لي..

ناصر: خير ما صدقتوا أني تزوجت بتاخذون الغرفة

ندى: حرام عليك ناصر ..غرفتي صغيرة.. وأنا بنت يعني أغراضي
كثيرة أحس أني مخنوقة بغرفتي...

ناصر: طيب خلاص خوذيها بس..أول شيء ضفي أغراضي بكراتين
ولا ترمين شيء..

ندى: بس تـــــــامر أمر أنت..




نزلنا معاً للأسفل..
وبادرتنا أم ناصر قائلة: يا الله ...الله يحيكم على الغداء..
بس أنت يا ناصر رح مع الرجال

ناصر: أوف ليه ما خليتونا سوى..

أم ناصر: ليه تبي أخوك يتغدى لحاله..

نظر لي ناصر بابتسامة ثم ذهب لقسم الرجال.. وفور أن جلسنا لنبدأ
طعامنا ...عاد
أم ناصر: وش فيك رجعت

ناصر: وش رايكم بس أجي أتغدى معكم..

أم ناصر: أقول رح الله يهديك..ما راح ناكلها حنا..

ناصر: حرام عليكم ...خلوني معكم

ندى: هههه موب قادر تصبر عنها

ناصر: هاه ما راح ترحموني؟؟

أم ناصر: هههههه لا

عاد بعدها أدراجه...
فقالت أمه: هاه سديم مستعدة للسفر

سديم: إيه إن شاء الله

أم ناصر: ترى جو ماليزيا متوسط..عشان كذا لا تاخذين
معك ملابس ثقيلة.. يمكن بس المرتفعات بارة شوي بس
موب مرة

هززت رأسي بصمت..

أم ناصر: ناقصك شيء ولا شيء

سديم: لا والله الحمد

أن ناصر: إذا تبين السوق ومحتاجة شيء للسفر عادي أقول
لناصر يوديني وياك..

سديم: لا والله ما ناقصني شيء..

أن ناصر: الله يوفقكم إن شاء الله..




على آذان العصر خرجنا من منزل خالتي أم ناصر وذهبنا لنتمشى
معاً..
أشعر أن ناصر بدأ يمل من صمتي.. ولكن ماذا بيدي..
أخجل أن أتكلم كثيراً.. خصوصاً أني لم أعتد عليه بعد..
وهدوئه يجبرني على البقاء رسمية معه

مم في الغد وفي الثالثة عصراً كان موعد رحلتنا
ذهبنا للمطار بصحبة عمار أخو ناصر وكانت معنا أيضاً خالتي
أم ناصر..
وفي صالة المطار كنت أسير بحذائي "الصندل" ذو الكعب..
حقاً كنت محرجة منه..ومتألمة من السير فيه بسرعة..
سألتني خالتي أم ناصر: سديم ما جبتي معك جزمة رياضية..

سديم: إلا بس..بالشنطة.. وما أمداني أطلعها قبل..

خالتي أم ناصر: تبينها الحين..

قلت بخجل: ودي بس أخاف ما يمديني..

رفعت رأسها وأخذت تنادي ناصر..
خالتي أم ناصر: الله يعافيك عطنا الشنطة شوي سديم بتاخذ غرض

شعرت به تضايق قليلاً..وهو يعطينا الحقيبة..
أخذتها بسرعة.. وأخرجت الحذاء.. وساعدتني خالتي بإقفالها بينما
كنت أرتدي أنا حذائي..
دفعتها له.. وأخذها.. والضيق يرسم آثاره على وجهه..
ولكني تجاهلت الأمر ولم أدقق..
حينما وصلنا لصالة المغادرة..
ودعنا خالتي أم ناصر وذهبنا لننتظر
موعد إقلاع الطائرة

.

.

.

.
مر الوقت بطيئاً هذه المرة.. خصوصاً مع ناصر الذي يبدو أنه
مل من صمتي...وأصبح يبادلني الصمت..
وأخيراً وصلنا لماليزيا
أنهينا إجراءات الدخول...
ثم ركبنا القطار الصغير..الذي يشق أرض المطار
ويشق أيضاً...الطريق
لحياة زوجية جديدة



لا تنسوني من دعواتكم

.


.


.



.

نهاية الجزء التاسع عشر

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكاتبة بسمة جراح, ابدعتي يابسمة, سحابة دخان للكاتبة بسمة جراح, قصة رائعه تميزها واقعيتها, قصة رائعه وكاتبة متألقة, قصة سحابة دخان
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:16 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية