المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
البومة السوداء
البومة السوداء
المقدمة
يدق بندول الساعة كالمطرقة فى اذنى ليعلن عن الساعة الثانية عشرة ليعلن منتصف الليل.
اجلس فى هذا المقعد المريح و امامى هذة الطبيبة النفسية المتأنقة.أنا ادعى مازن و اعمل ضابط مباحث و هذة بداية القصة.كانت د.لمياء هذة تتصف بالشعر البنى الداكن و العيون البنية الناعسة و البشرة الفاتحة و متوسطة الطول و رفيعة.
سألتنى: هل مازلت تعانى من نفس الكوابيس؟ رددت بضيق: اجل.
لمياء:نفس الكابوس عن والدك والبوم؟
مازن: اجل.
لمياء:لماذا لا تحدثنى عن والدك؟
مازن: بالكاد اعرفه، كل ما أعرفه عنه انه كان ضابط شرطة و خرج فى مهمة ما و لم يعد ولم يعرف احد أين ذهب حتى الشرطة نفسها.
لمياء: بماذا تفسرظهور البوم؟
مازن:لانه كانت لديه هواية غربية الا وهى جمع تماثيل البوم المحنطة.
- دقت الساعةمرة اخرىلتعان نهاية الجلسة لتقول لمياء العبارة التقليدية: انتهى الوقت.
الفصل الاول
===========
الليل فى القاهرة
إنها إحدى ليإلى القاهرة المظلمة.وفى الشتاء القارص و المطر يهطل على شوارع احدى ضواحى وسط البلد والساعة تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل و الصمت يخيم على الشوارع إلا من السيارات و اضواء الكشافات الخاطفة.فإذا بفتاة ترتدى معطف اسود تهرول فى الشارع لكى تصل إلى باب بيتها.عندما إقتربت من الباب فؤجئت بيد تلتف حول رقبتها وتشدها بقوة إلى الخلف.وكان الذى يشدها شخص يرتدى قناع على وجه ويرتدى السواد.وكان هناك شعار على شكل بومة على كتفه. و بالصدفة كان هناك سائق أجرة يمر ورأى المنظر فأوقف السيارة وجرى نحو الشخص إلا أن الرجل اخرج سكين وعاجل السائق بطعنة قاتلة اودت بحياته.ثم استدار نحو الفتاة التى حاولت المقاومة ولكن لم تفلح و طعنها هى الاخرى وقتلها.ثم اتجه نحو الحائط واخرج خاتم ثم ختم على الحائط صورة البومة السوداء ثم كتب على الحائط"لا تحاول أن تكون شهماً فى هذا العصر".
.......................................................
الفصل الثانى
التحليل
=============
إستيقظت فى الصباح التإلى بتملل كانت أمنيتى قبل أن أنام أن لا أصحو ثانية و لكن هذا هو الحال.نظرت فى المراّة فنظرت إلى هذا الوجةالكئيب، الشعر الاسود الداكن،العيون السوداء القاتمة، البشرة الفاتحة.
فاجأنى رنين الهاتف كان عاصم زميلى على الهاتف.
عاصم:هناك جريمة قتل حدثت البارحة.
مازن: أين؟
عاصم: فى وسط البلد.
مازن:سأوافيك إلى هناك.
ذهب إلى موقع الجريمة الكثير من الناس...جثة فتاة فى العشرينيات من العمر مغطاه بورق الجرائد بجانبها جثة رجل رفيع.نظرت إلى الرسالة التى على الحائط" لا تحاول ان تكون شهما فى هذا العصر".ثم لفت نظرى شيئا اخر هذا الختم بالحبر الاسود على الحائط إنه عبارة عن شكل بومة.هذا المنظر اّثار شكوكى.جاء عاصم. وعاصم هذا فى الثلاثين من العمر و هو اصلع مع بعض الشعر على جانبى الرأس.
مازن: ماذا لديك؟ رد على بكثير من الضيق
عاصم: هذة الفتاة تدعى وفاء المهدى وتسكن فى هذة العمارة فى الدور السابع وابوها هو المهدى محمد المليونير المعروف وصاحب شركة ادوية.
مازن: ماذا عن السائق؟
عاصم: مجرد سائق عادى يدعى منصور على.
نظرت إلى يد السائق فوجدتها قابضة بشدة على شئ ما.فتحت راحة يده فوجدت زر فى داخلها....زر اسود.
عاصم: ماهذا؟
مازن: يبدو انه زر من ملابس القاتل.
جلب عاصم كيس بلاستك ووضعه داخله واغلق عليه.
مازن: يجب ان نستجوب الجيران الان.
عاصم: استجوبت البعض ألا انهم لم يسمعوا شيئاً.
مازن: هذا غير منطقى ! ماذا عن البواب؟
عاصم: يقول انه لم يسمع شيئا لانه كان نائم فى ذلك الوقت وهو الذى وجد الجثة فى الفجر وأبلغ البوليس.
- منذ متى إنتقلت وفاء للعمارة؟
- منذ ثلاث شهور.
- هل كان لديها اصدقاء؟
- لا.
- من اقرب جار لها؟
- جارة تدعى د.ميرفت.
- هل أخذت اقوالها؟
- لا.
- فلنذهب .
.......................................................
إلا إنى لمحت شيئا يلمع بجانب الجثة. أنه فص الماظ ، انحنيت التقطه ثم و ضعته فى كيس بلاستك.
عاصم: هذا القاتل ترك الكثير من الاثار !!!
- نعم.
طرقنا الباب.فتحت لنا د.ميرفت. تبدو فى العشيرنيات من عمرها، عيناهاتتميز بلون بنى فاتح و الشعر البنى الداكن.وهى ليست نحيفة ولا بدينة و ليست بالقصيرة او الطويلة نستطيع ان نصفها بالمتوسطة.
د.ميرفت: نعم ؟
- أنا الضابط مازن الحسينى وهذا زميلى عاصم شكرى.
- ما الامر؟
عاصم: نود ان نسألك بضع اسئلة عن مقتل البارحة.
- تفضلو.
دخلنا إلى داخل الشقة و سبقتنا هى إلى الصالون. الشقة كانت فخمة.
ميرفت: كيف يمكن ان اساعدكم؟
عاصم: إلى اى مدى كانت علاقتك بالضحية؟
- لم اكن اعرفها جيدا. كانت جارتى فقط.و لقد إنتقلت هنا من 3 شهور فقط.
- قلت لها متسا ئلا: إذن لا تعرفى اى شئ عنها ... بمعنى من كان يتردد عليها مثلا؟
- لا
القيت نظرة طويلة على الشقة ثم نظرت إلى إطار صغير بجانب المصباح .فى هذا الاطار توجد صورة ميرفت و تحتها توقيع لإسم غريب ومبةاو شئ كهذا، على اى حال لم يكن هذا موضوعنا.سألنا بعض الاسئلة التقليدية ثم رحلنا.
و نحن فى طريقنا إلى الخروج قلت لعاصم: اريد ان اعرف لماذا لا تعيش وفاء المهدى مع والدها وأريد أن تحلل الزر و نعرف حكاية فص الالماظ هذا.
عاصم: حاضر..ولكن هذة الاشياء سوف تأخذ وقت .
- اعرف ذلك . أراك لاحقا.
..............................................
ذهبت فى ميعادى فى الليل إلى د. لمياء وجدى فتحت الباب ويبدو عليه الملل.كأنها تقول فى ذهنها ما الذى اتى بهذا الممل.
- تفضل قالتها بملل.
دخلت إلى الغرفة المتميزة بالاضاءة الخافتة جلست فى الكرسى المريح المواجه لها.
لمياء: هل من جديد؟
- نعم هناك جريمة قتل حدثت البارحة و أنا احقق فيها.
- بدا عليها الاهتمام : حقا؟
- نعم إنها فتاة تدعى وفاء المهدى قتلها شخص يبدو كالسفاحين الذين نراهم فى الأفلام و لقد ترك رسالة.
- ما هى الرسالة؟
- لا تحاول ان تكون شهما فى هذا العصر.
- شعرية للغاية !!!ماذا عن كوابيسك ؟ألاتزال تؤرقك؟
- نعم.
- لماذا لا تحاول ان تتذكر ما سبب الأحلام عن البوم؟
- لا أتذكر إلا ان هناك شيئا فى جريمة الأمس اّثار ريبتى.
- ما هو؟
- لقد ختم القاتل بخاتم بومة على الحائط.
نظرت إلى بشك ثم قالت: هل تعتقد..؟
- لما لا ؟ لقد إختفى منذ زمن طويل ولا نعرف هل هو حى ام ميت.
- لكن لا اعتقد أن يتحول من ضابط شرطة إلى قاتل.ثم ما علاقته بهذة الفتاة؟
- قلت فى حيرة لا ادرى. حياتى مليئة بالشكوك منذ ان كنت طفلا.بالكاد أستطيع النوم.
- سوف أكتب لك أدوية تساعدك على النوم
- قلت بتأفف حسنا.
ودق هذا الجرس اللعين ليعلن نهاية الجلسة.
.......................................................
فى الصباح التإلى قبل ان نذهب إلى قصر المهدى قابلنى عاصم فى مقر الشرطة.
عاصم: لقد وصل تحليل المعمل الجنائى.
- ماذا به؟
- الجريمة وقعت فى الثانية بعد منتصف الليل و كما تعرف ٌقتلت بطعنات خنجر حاد.
- و ماذا عن الزر؟
- على الارجح زر لمعطف صوفى.
- وفص الاماظ؟
- لا يعرفون عنه شئ.
- و البصمات؟
- لا توجد.
شعرت بدوار من كثرة الغموض وقلت فلنذهب إلى قصر المهدى.
............................................................ ......
القصر يبدو فخما للغاية و امامه بوابة حديدية كبيرة .وكان يبدو انه بنى على الطراز القديم حيث تظن إنك تدخل قصراً من العصور الوسطى. دخلنا من بوابة القصر و طرقتا الباب ففتح الباب لنا الخادم وأدخلنا إلى الصالون الضخم الفخم و جلسنا فى هذة الكراسى الفاخرة..هذا القصر يجعلك تحس إنك تعيش فى كوكب اخر.
نظرت إلى أعلى و جدت رجل بدين أقرع ذو شارب صغير ينزل درجات السلم و خلفه شاب طويل يبدو فى الثلاثنيات من العمر ذو شعر أسود ووجه صارم و بجانبه فتاة فى سن المراهقة شعرها اسود مثل الليل وعيونها زرقاء صافية.
قمنا نستقبلهم.
المهدى: انا المهدى محمد وهذا ولدى رأفت وهذة إبنتى ليلى.
ثم دعانا للجلوس مرة اخرى .وكان الرجل يبدو عليه الوجوم و الذهول.
قلت له:كنا نتمنى ان نأتى فى ظروف افضل.
- لا عليك.
- هل كان لإبنتك أعداء؟
- لم يكن لها أعداء على الإطلاق بل كانت محبوبة من الجميع
- عاصم: بماذا تفسر سبب قتلها؟
- لا أعرف ربما من أجل السرقة.
- لم يسرق منها شئ.
بدت على الرجل بعض الحيرة
عاصم:هل لك أعداء؟
نظر إلى عاصم نظرة سخرية قائلا:-طبعا لى أعداء و لكن ليس إلى هذا الحد.
تدخل رأفت فى الحديث متسائلا: هل توصلتم لشئ؟
نظرت له بسرعة لقد احسست انه إختفى من الغرفة و قلت: لا.
ثم نظرت إلى المهدى وسالته:هل لك ان تخبرنى ما سبب إنتقال وفاء للعيش وحدها؟
رأفت:هذا ليس من شأنك.
نظرت ايه بإندهاش ورددت بعصبية: إذا كنت تريدنا أن نعثر على القاتل يجب ان تقدم لنا كل المعلومات اللازمة.
نظر المهدى إلى رأفت و قال : لابأس اخبره.
نظر إلى رأفت بضيق قائلا:وفاء كانت تحب رجل يدعى مروان فتحى وأرادت أن تتزوجه ولكن ابى رفض فغضبت و رحلت و انتقلت لتسكن بمفردها. نظرت اليه ليلى بضيق.
- وأين يعيش مروان فتحى هذا؟
- فى السيدة زينب -رد رأفت-ابى متعب هل هناك شئ اخر؟
- عاصم: لا شكرا
اخذ رأفت بيد ابيه و صعد إلى الدور العلوى مع ليلى.
فى طريقنا إلى الخروج.
عاصم: ماذا تظن؟
- أريد أن اعرف كل أعداء المهدى أريد أن أعرف حكاية مروان فتحى هذا.
- ألا تبدو حكاية مروان هذة سخيفة بعض الشئ؟
- نظرت اليه ثم قلت نعم ولكن يجب ألا نغفل احد.
............................................................ ...................
عندما عدنا إلى المقر إستقبلنا رئسينا فتحى سرور وهو رجل كبير فى السن وهو الذى تولى رعايتى بعد إختفاء والدى.
فتحى: كيف الحال؟
- جيد
- هناك شخص مجهول اتصل وقال أن المهدى كان على خلاف مع احد أقربائه حول الميراث.
- عاصم: حقاً ؟
- نعم وكان صوت إمرأة و لكنها لم تعطينا اسمها.
- نظرت إلى عاصم تظرة شك متبادل و صمتنا.
............................................................ ...............
الجريمة الثانية
دقت الساعة لتعلن الثانية بعد منتصف الليل فى بيت المهدى محمد. ليلى تنام فى سريرها أحست بحبل يلتف حول عنقها وشخص يحاول ان يخنقها. حاولت ان تقاوم وتفلت الحبل من حول عنقها ولكن اخرج القاتل خنجراً وطعنها عدة طعنات إلى أن خلى جسدها من الحياة وظلت عيناها تحدقان فى الفراغ. إتجه القاتل إلى الحائط و كتب شيئاً ما و ختم بخاتم البومة السوداء ونظر إلى جثة ليلى طويلاً.
......................................
فى الصباح الباكر نهض المهدى محمد و صعد إلى غرفة ليلى وطرق الباب و لكنها لم تفتح ففتح هو الباب وتسمر الرجل فى مكانه كالتمثال وتحجرت عيونه و صبغ لونه بالصفار ثم سقط مغشيا عليه.
كانت جثة ليلى معلقة فى السقف من حبل يربطها من عنقها كالمشنقة. و مكتوب على الحائط خلفها بخط كبير احمر"ألا تحس بالنار تحرق قلبك ؟ عليك ان تتعود على هذة النار لان حياتك ستصبح جحيما."
- ياالبشاعة !!
- كان هذا تعليق عاصم وهو يحدق فى الجثة.
دخلت الغرفة ووجدتها ملطخة بالدماء. نظرت إلى هاتفها المحمول و فحصت الارقام ووجدت ان اخر رقم كان رقم المركز.
- انظر إلى هذا ياعاصم .
- إذن هى المرأة المجهولة التى إتصلت البارحة !
- يبدو ان هناك شخص يريد ان ينتقم من المهدى وعائلته بأى شكل.
- نعم هذة جريمة منظمة لا شك.
- هل استجوبت الخدم؟
- نعم لا أحد يعرف اى شئ ولكن البواب مفقود.
- حقاً؟ اين رأفت و المهدى على كل حال؟
- لقد ذهبوا إلى المستشفى. لقد اصيب المهدى بأزمة قلبية حادة.
- ماذا عن الشخص الذى لديه مشاكل مع المهدى حول الميراث؟
- لقد ذكر اسمها أنها تدعى لمياء وجدى.
تسمرت فى مكانى.
- ماذا تعمل؟
- انها طبيبة نفسية لديها عيادة فى وسط البلد.
أحسست أن عقلى يدور.
- حسناً, إذهب أنت إستجوبها وسوف اذهب أنا لاتحقق من أمر مروان فتحى.
- حسناً.
لمحت عينى كشك خشبى قديم فى حديقة القصر.
سألت عاصم: ماهذا؟
- كشك الجناينى لكنهم لم يعودوا يستخدمونه.
- هل فتشته؟
- لا.
- هل تمزح؟!
فهروت نحو الباب وكسرته ووجدت شخص مكمم داخله يرتدى جلباب.
المدخل السرى
فككت الكمامة و القيود من عليه و سألته
- من انت؟ ومن فعل ذلك بك وكيف؟
- أنا البواب ياسعادة البيه لقد كنت احرس القصر وحوإلى الساعة الواحدة و النصف تقريبا سمعت صوتاً غريباً بجانب السورفذهبت لاتحقق ولكنى تلقيت ضربة عنيفة على رأسى فأغشى علىّ ثم افقت لاجد نفسى مكمم فى الظلام.
- ألم ترى شيئاً او تسمع شيئاً؟ ساله عاصم
- لا
نظرت فى أرجاء الكشك فوجدت باب معدنى صغير فى أرضية الكشك ففتحته فوجدته يؤدى إلى نفق تحت الارض. نظرت إلى عاصم وقلت له
- إذهب و تحقق إذا كان هذا النفق يؤدى إلى غرفة ليلى.
ذهب عاصم إلى القصر مرة ثانية ولم تمض سوى عشرة دقائق ألا ووجدت عاصم يخرج من الباب المعدنى !!
- الان عرفنا كيف تسلل القاتل بدون ان يدرى به احد.
- لابد انه شخص يعمل فى البيت او على الاقل كان يعمل هنا.
............................................................ ........................
ذهبت إلى حى السيدة زينب دخلت العمارة التى يسكن بها مروان فتحى. وهى عمارة متهالكة مبنية بطريقة عشوائية. البوابة من خشب متهالك. الحوائط مليئة بالشروخ.دخلت إلى فناء العمارة وهو ضيق وبالكاد يسع السلم. صعدت على الدرج المتهالك الذى به سلالم مكسورة إلى ان وصلت إلى باب مطلى باللون البنى وطرقت الباب.
فتح الباب رجل نحيل يكاد يشبه القلم الرصاص ويرتدى منامة مبتلة و لديه شارب عريض وعينان جاحظتان وشعره غير مرتب بالمرة.
- مروان فتحى؟
- نعم
- أنا مازن الحسينى مباحث.
بهت وجه الرجل ثم قال: ماذا أستطيع أن أقدم لك؟
- أريد التحدث معك بشأن وفاء المهدى.
- أتفضل
دخلت الشقة الغير مرتبة على الاطلاق و الحوائط مليئة بالشروخ . وفى منتصف الصالة مائدة قديمة من الخشب ثم هناك اريكة زرقاء مبتلة. دعانى إلى الجلوس عليها فجلست.
- متى كانت أخر مرة رأيت فيها وفاء المهدى؟
- منذ عدة اشهر.
- ألم تتحدث اليك بعد ذلك؟
- لا
- لقد علمت أنها كانت تريد الزواج منك.
- منذ ان رفضنى والدها وأنا لم أتحدث إليها.
- هذا غريب بالنسبة إلى شخص كان يحبها هذا الحب.
رد فى ثورة غضب: انت لا تعرف شيئاً عنى ثم ان هذا الموضوع إنتهى منذ زمن.
- بضعه اشهر لا تبدو زمن .
ثم قمت من مقعدى وتمشيت قليلاً ثم التفت إليه متسائلاً:
- هل تعرف من قتلها؟
نظر إلى نظرة فزع قائلاً بتلعسم: هل ٌقتلت؟!!
- نعم .مشنوقة فى غرفتها.
- هل تتهمنى بهذة الجريمة؟ على اى حال لقد نال المهدى ما يستحق.
نظرت اليه بشك
- لماذا تقول ذلك؟
- يبدو أنك لا تعرف الكثير عن ذلك الشقى.
- ماذا تعرف انت؟
- لا شأن لى ثم هل هذا تحقيق؟
- تسطيع أن تقول انه تحقيق ودى حتى الان.
- لما؟ هل جريمتى أننى كنت أنوى الزواج منها؟ ليس لدى اى دافع.
- الدافع هو إنك كنت ستتزوج وفاء المهدى و كنت ستعيش فى ثراء.
ولكن المهدى حرمك من هذا . وهذا فى رائى دافع.
لقد كنت أحب وفاء.و لايمكن ان اقتلها. والان ..تفضل.
وذهب إلى الباب وفتحه بيده اليسرى وخرجت وصفع الباب ورائى.
..................................................
رن الهاتف كان عاصم
- ماذا وجدت؟
- لقد قابلت لمياء وجدى وأقرت أن هناك قضية بينها وبين المهدى ولكن لا شئ يثير الريبة ولكن سنضعها تحت المراقبة على اى حال.
ثقبت هذة الكلمة أذنى . أذن لن استطيع مواصلة جلساتى معها مرة أخرى.
- هل انت على الخط؟ تسأل عاصم.
- نعم
- ماذا عن مروان فتحى؟
- لا اظن ان لديه القوة على فعل ذلك. أريد أن تبحث عن أى شئ مريب فى المهدى وعن الخادميين ومن كان يعمل عنده.
- حسناً
و أغلق الخط.
............................
عدت فى هذة الليلة إلى شقتى و قضيت واحدة من أطول ليالى حياتى أفكر و أفكر حتى نمت من الإرهاق.
...................
كانت الساعة العاشرة ليلاً من اليوم التالى وكنت فى مقر المباحث وكان عاصم ذهب ليفتش شقة لمياء بناء على إتهام رأفت لها. وبعد ساعة وجدت رجال الشرطة وفى مقدمتهم عاصم وخلفهم لمياء وجدى مكبلة بالقيود الحديدية. نظرت إليها نظرة طويلة وبادلتنى النظرة التى أحسست أن الزمن توقف و أننا وحدنا فى هذا المكان. أفقت من حالة الذهول التى انتابتنى وهرعت إلى عاصم متسائلاً : ماذا حدث؟
- أنظر ماذا وجدنا فى شقة لمياء وجدى. ثم أظهر لى معطف ملطخ بالدماء مغلف بكيس بلاستك.
أصيبت بذهول هل يمكن لطبيبتى النفسية ان تفعل ذلك؟!!
واصل عاصم كلامه: سوف ننتظر تقرير المعمل الجنائى للتأكد.
اخذوا لمياء إلى غرفة فى أخر البهو
- هل استجوبتها؟
- قالت انها لا تعرف شئ. اعذرنى سوف أذهب.
تركنى فى حالة من الذهول و الصدمة...وجدت نفسى أخرج من المركز فى حالة من الاكتئاب .فى هذة الليلة الممطرة الكيئبة التى لم تسطع الأمطار غسل حزنى الذى لا نهاية له. فحياتى عبارة عن أحزان مترابطةإلى وصلت إلى شقتى و نمت مثل القتيل.
......................................
فى أحدى مستشفيات القاهرة كانت الحوائط كلها مطلية بالون الابيض والارضية باللون الازرق.كان هناك شخص يتجه نحو غرفة معينة. وكان المهدى محمد فى السرير و كان الشخص هو رأفت.
اقترب رأفت ووضع يده على أبيه و أيقظه برفق. فتح المهدى عينه بصعوبة وقال: من؟
- أنا أبنك رأفت كيف حالك؟
- اننى اتعافى الحمد لله.
- لقد قبضوا على القاتل.
فتح المهدى عينيه وقد بدا عليه الاهتمام متسائلاً: من؟
- لمياء وجدى
- لقد كنت أشك بتلك الحقيرة . انها تفعل اى شئ من أجل المال.
- يجب أن نفكر فى أعمالنا هذة الحقيرة و ضعتنا تحت المجهر لم نعد نتحرك بحرية بعد كل هذة الضجة
- لا تقلق بعد وقت سينتهى هذا التركيز وسيعود كل شئ إلى طبيعته بعد إعدام هذة القاتلة.
- أذن ماذا سنفعل الان؟
- سوف نصبر قليلاً.
...............................
فى الليل ذهبت أنا و عاصم إلى منزل فتحى سرور كان قد دعأنا إلى العشاء.ذهبنا إلى الشقة . طرق عاصم الباب ولكن بدون رد.
- هل نسى الموعد؟!
- ربما يكون نائم.
طرقت الباب عدة مرات ولكن لا اجاية...طرقتة مرة أخرى ومع هذة الطرقة إنفتح الباب. نظرت إلى عاصم نطرة شك متبادلة.دخلنا الشقة و اخذنا ننادى عليه دون جدوى إلى ان وصلنا إلى غرفة الجلوس و فؤجئت بهول المنظر...... كان فتحى ممدداً على ألاريكة و جثتة ملطخة بالدماء وكانت هناك رسالة مكتوب علي الحائط "كان يجب أن يكون حكيماً أكثر" و تحتها ختم البومة.
عاصم: يبدو أننا أخطأنا.. كيف حدث هذا؟!.... ظننا أن القاتل استهدف المهدى وعائلته ولكن ما علاقة فتحى بالموضوع؟ هل من الممكن ان يكون للمياء شريك؟
- لا اظن. قلتها فى ضيق.
- سوف نرى تقرير المعمل الجنائى غداً.
.................
دخلت إلى الشقة مرة اخرى وجدت أوراق كثيرة وصورة لشخص وملف شرطة وملحوظات تفيد أن هذا الشخص كان يعمل بواباً عند المهدى محمد وقد تم قتله فى ظروف غامضة. وقد قيدت القضية ضد مجهول. وهذا الرجل يدعى محسن الشريف وكان تم وضعه تحت مراقبة الاشتباة فى تجارة المخدرات. وكان متزوج وله ابنة واحدة. وقد قتل فى مكان مهجور يدعى قصر البوم.
.........................
فى اليوم التالى تلقينا تقرير المعمل الجنائى الذى ذكر أن الدم فعلاً دم ليلى ولكن المعطف جديد تماماً ولم يلبسه أحداً من قبل كما ان الليلة التى وقعت فيها جريمة القتل كانت ليلة ممطرة و لايوجد أى اثر للمطر على المعطف.
- سوف نفرج عن لمياء وجدى بهذا الشكل! قالها عاصم
- أجل - ورميت الملف من يدى على المكتب- سوف أذهب إلى المهدى لأساله عن شئ
- حسناً.
...............
فى نفس هذا اليوم كان المهدى قد خرج من المستشفى وعاد إلى بيته.
وفى غرفته جلس مع إبنه رأفت.
رأفت: لقد أفرجوا عن لمياء اليوم.
قال المهدى فى هلع: ماذا؟! كيف يفرجوا عن هذة المجرمة؟
- هى ليست مجرمة على كل حال.
- ماذا تعنى؟
- أنا الذى وضعت عينات من دم ليلى على معطف إشتريته ودسسته فى شقة لمياء
- لماذا فعلت ذلك؟لقد أردت التخلص منها على أى حال كانت تقاضينا فى ميراث أمى بدعوى ان امى تركت لها وصية حيث انها إبنة شقيقتها الوحيدة.
- هذة حماقة . اللعنة على هذا القاتل .
- هذا القاتل يضييق علينا الخناق من كل ناحية.
طرق الخادم الباب قائلاً: السيد مازن الحسينى يريد أن يقابلك ياسيدى.
نظر رأفت إلى مهدى متسائلاً: ماذا يريد؟
المهدى: دعه يدخل.
دخلت الغرفة وجلست على الكرسى الثالث فى الغرفة ثم سألته
- هل تعرف شخص يدعى محسن الشريف؟
- كان يعمل خادم لدى.
- ماذا تعرف عن مقتله؟
بدا على وجهه الإضطراب
- لا شئ تم قتله فى ظروف غامضة وحتى الشرطة لم تستطع الوصول إلى شئ وأذكر أن رئيسك كان هو المسؤل عن القضية.
- وماذا عن زوجنه وإبنته؟
- زوجته ماتت قبل مقتله أماإبنته فكانت تعمل خادمة وبعدمقتل والدها تم إيداعها فى ملجأ حيث لم يكن لها عائل. ولكن لماذا كل هذا؟!
- من المحتمل ان تكون هى القاتلة.ما كان اسمها؟
- إسمها منى الشريف. ولماذا ترغب هذة الفتاة فى الانتقام منى؟
- لا أعرف لماذا, الا تخبرنى انت؟
رأفت: ماذا تقصد إن أبى متورط فى مقتل محسن الشريف؟
رن الهاتف المحمول كان عاصم على الخط
عاصم:لقد عرفت معلومات عن منى الشريف. لقد تربت فى ملجأ يدعى ملجأ السعادة واستطاعت ان تتم دراستها ودخلت كلية الطب ولكن لا احد يعرف اين هى الان.
- ماذا تعنى بذلك؟ حاول العثور على معلومات اكثر..واغلقت الهاتف.
رأفت:هل تترك أبى يستريح إنه يحتاج إلى الراحة.
- على كل حال لقد انتهيت.
وخرجت من باب الغرفة وفى طريقى إلى الخروج وجدت لمياء وجدى فى وجهى.توقفت و نظرت إلى نظرة طويلة ثم قالت
- كيف حالك يا حضرة الضابط؟
إرتبكت بعض الشئ
- جيد
- أنا لا الومك لقد كنت تؤدى عملك
- حسناً ماذا تفعلين هنا؟
- لقد جيئت لازور المهدى لتصفية خلافاتنا.
- هذا جيد.
و تركتها وذهبت إلى ملجأ السعادة.
....................................
رأفت: ماحكاية محسن الشريف هذا ياابى؟
أنت تعرف طبيعة عملنا .لقد كنت صغيراً عند هذة الحادثة. لقد كان محسن الشريف يعمل خادماً عندى وقد كان يعاونى فى توزيع المخدرات.وعرفت الشرطة بذلك و اصبح خطراً علينا فقتلته فى منطقة مهجورة.
-وماذا حدت لابنته؟
- لا اعرف.
- وهل تعرف إبنته أنك انت الذى قتلته؟
- لا اعرف لقد عثروا عليها بجوار جثة والدها ولا أعرف أذا كانت رأت الحادث أم لا
- ولكن لماذا فتحى سرور؟
- لا اعرف.
دق الباب فدخلت لمياء فقال رأفت فى غضب
- ماذا تفعلين هنا؟
- لقد جئت للزيارة.
رأفت فى سخرية: منذ متى هذا الحنيين؟
المهدى : دعها تدخل يارأفت و دعنا بمفردنا
رأفت: ماذا؟! و لكن....
خرج رأفت من الغرفة غاضباً ونزل إلى الصالون وطلب من الخادم فنجان قهوة.
مضت عشر دقائق و احضره الخادم. رشف رأفت رشفات ثم بعد خمس دقائق بدأت تحدث له تشنجات واخذ يمسك ببطنه ثم سقط على الارض ميتاً. وكان مكتوب على المنديل الذى تحت الفنجان" السم الذى سرى فى عروقه كفيل بأن يغفر خطاياه" و خاتم البومة السوداء.
................................
ذهبت إلى ملجأ السعادة... إستقبلتنى المديرة.
المديرة: أهلا و سهلا أى خدمة؟
أريد معلومات عن فتاة تدعى منى الشريف لقد كانت عندكم فى هذا الملجا
- منى الشريف...منى السريف ..اتذكر هذا الاسم ..لقد دخلت كلية الطب.
- هل لك أن تعطينى ملفها؟
رفعت سماعة الهاتف وطلبت من موظف الارشيف الملف
- هل تعرفين ماذا حدث لها؟
- ماذا تعنى؟
- أين هى الان؟
- لقد توفت.
اصبت بخيبة أمل.
- ماذا؟ ! كيف؟
- فى حادث حريق منذ حوالى ثلاث سنوات.
قلت فى نفسى اللعنة.
- لقد كانت فتاة جميلة وكان لها اسم دلع غريب ومبة.
استيقظ ذهنى فجأة... أين سمعت هذة الكلمة من قبل؟أين أين؟ ثم تذكرت فى شقة ميرفت جارة وفاء.إذا وضعت كلمة ومبة و عكستها تحصل على بومة.فى نفس اللحظة أحضر الموظف الملف. وكانت أحدث صورة هى صورة..... ميرفت !!!
.........
خرجت مسرعاً وإتصل بى عاصم على الهاتف
- اية الاخبار؟
- لقد توفى رأفت و المهدى.
- كيف؟
- لقد ووضع سم فى قهوة رأفت وعندما سمع المهدى الخبر توفى متأثراً بأزمة قلبية ويتم الان التحقيق مع الخدم.
- لا داعى لقد عرفت من القاتل.
- من؟
- ميرفت
.......................................
فتحت ميرفت الباب على دق عنيف.
ميرفت: ماذا تريد ؟
- تفنيش الشقة يا منى الشريف.
- ماذا؟ وقد بدا على وجهها الفزع.
دهمنا الشقة أنا وعاصم وبعض رجال الشرطة. ووجدت باب فى نهاية الشقة وكان مغلق بإحكام فكسرته ووجدت به خناجر وسكاكين ومعطف قديم و خاتم البومة.
- عاصم
جاء مسرعاً: ماذا؟ فنظر إلى الغرفة
- اخيراً عثرنا على القاتل.
عاصم: أنظر ماذا وجدت...كان يحمل فى يده خاتم الماظ وبه فص ناقص. فحصت المعطف فوجدت به مكان زر ناقص من الكم.
عاصم : قيودها.
...........................................
بعد إنقضاء عدة اشهر كنت أقرأ جريدة مكتوب بها" تم الحكم على ميرفت بالسجن فى مصحة عقلية للمجرميين الخطريين" على ان تتم ملاحظتها من قبل د. لمياء وجدى التى شهدت بأن ميرفت غير مسئولة عن أفعالها.ايضا تؤؤل ثروة المهدى محمد إلى لمياء وجدى حيث هى الوريثة الوحيدة الباقية على وجة الحياة.
عاصم: ما الذى يجعل لمياء تقف فى صف ميرفت؟
- لا أعرف خاصةً بعد ان كادت تكون بدلا منها. هذا موقف غريب جداً.
- إذا نظرت إلى الامر قد تظن أن لمياء و ميرفت شيركتان.
- أجل.
......................................
........................................
دعونى أروى لكم قصتى أنا منى الشريف
بدأت بأسود ليلة فى حياتى و المطر يهطل وأنا مختبئة فى شنطة سيارة المهدى. خرجت منها لأجد المهدى ممسك بمسدس مصوبة نحو راس أبى ,ابى يتوسل إليه ولكن لا رحمة.. لقد قتله ورحل وهو ورجاله. وكل هذا بسبب الضابط الوغد فتحى سرور الذى كشف أمر ابى.
فقضيت بجانب والدى يوم بأكمله أبكى وكأن السماء تشاطرنى البكاء على أبى. وكان شريكى الوحيد هو البوم يشاطرنى احزانى العميقة.
وبعد ذلك عثرت علىّ الشرطة وأودعتنى ملجأ. ومنذ تلك الحظة اصبح لحياتى هدف واحد الا وهو الانتقام من المهدى وفتحى سرور.
ولم أكن أريد قتل المهدى .كنت اريده أن يتعذب بالحسرة على أولاده كما تعذبت على ابى.لقد ذقت العذاب والذل فى الملجأ وعندما دخلت كلية الطب حاولت شفاء نفسى من المرض ولكن بلا فائدة. إلى أن قابلت لمياء وجدى ضحية أخرى من ضحايا المهدى لقد سرق منها ميراث خالتها.فأتفقنا على الأنتقام.أنا أنتقم وهى تحصل على الثروة.لم يكن يهمنى ماذا سيكون مصيرى بعد الأنتقام. وبدأنا الخطة بتزوير وفاتى وإنتحإلى لشخصية ميرفت.ثم لعب القدرلعبته فى إنتقال وفاء لتصبح بداية رحلة الانتقام إلى أن حدث ما حدث ..إلى قيام لمياء بدس السم دون ان يدرى أحد.
ونحن الان نجلس فى غرفة المصحة النفسية نمارس دوريين الطبيبة والمريضة ونضحك من داخل انفسنا... ونستكمل هذة التمثيليةالى الأبد.
كتبها
محمد عادل
-
|