كاتب الموضوع :
AMRRRR
المنتدى :
الارشيف
الفصل الثالث
الظلام
ظلام شديد يكتنفني ودوار شديد يحيط براسي وألم شديد في معصمي عيناي زائغتان والرؤية مشوشة وان بدأت الصورة تتضح رويدا رويدا فها هو (مراد ) يقف أمام ما يشبه المذبح الذي أشاهده في الأفلام السينمائية وأنا أقف علي الحائط المقابل ويداي مقيدتان في سلاسل تتدلي من السقف وتجبرني علي أن أظل واقفا .
اتضحت الرؤيا جيدا وهالني ما رأيت
فجسد مراد كان يتماوج وكأنه قالب شفاف يحتوي بداخله علي نيران مستعرة
أغمضت عيني وأنا متأكد من أنني نائم أو واهم فما أراه لا يتعدي أن يكون حلم أو هلوسة
فتحت عيني وأنا اردد بداخلي نعم أنها حلم بل كابوس كابوس شنيع
وما أن وضحت الرؤية حتى انتفض جسدي بعنف وصرخت والتصقت بالحائط وسمعت صليل السلاسل التي تقيدني تدوي جراء حركتي المفاجئة
فعلي بعد سنتيمترات قليلة من وجهي كانتا عيناه تتألقان كجمرتين من لهب وأنفاسه ترتطم بوجهي في مزيج رهيب من الروائح الكبريتية المنفرة
كانت ابتسامته شيطانية تبعث الرعب والقشعريرة في النفس
التصق لساني بفمي ولم استطع أن انطق للحظات ثم تغلب غضبي علي خوفي واندفعت قائلا بصوت غاضب
أين شهد أيها الشيطان اخبرني أين هي وإلا....................
قاطعني قائلا بسخرية مقيتة وكأنه يستمتع بعجزي وتعذيبي :
وإلا ماذا أيها الفاني هل تهددني وأنت بين يدي وتحت رحمتي
إنني استطيع أن أمزقك أربا واسلخ جلدك وأنتي حي تتنفس
انك فشلي الوحيد
خطيئتي الأخيرة
أنت وابنتك من أغضبتم السيد مني .
لماذا لم تقبل أن تدعوني إلي منزلك لماذا سطرت بيديك نهايتي ونهايتك .
أنا اعرف انه لم يتبقي من وقتي الكثير وان بديلي سيأتي في أي وقت ولكن الوقت المتبقي يكفي لأجعلك تعاني ألام لم يعانيها من قبل بشر.
استمعت لكلماته وأنا لا اصدق ما يحدث أمامي فها هو مع كل كلمة غاضبة تستعر النيران بداخله حتى يكاد أن يتطاير الشرر منها لتحرقني .
وبرغم أن كلماته كانت تقشعر كل جزء في بدني بل وتملئني رعبا إلا أن مصير ابنتي كان الشيء الوحيد الذي يطغي علي تفكيري
هززت راسي يمينا ويسارا لأبعد العرق المتدفق الذي اخذ يغمر وجهي ثم ازدردت لعابي ووجهت له حديثا متضرعا املآ أن ينتهي وقته كما قال .
او اعرف أي معلومات عن مصير ابنتي .
فقلت لها بصوتا حاولت ان اجعله شجاعا إلا انه خذلني:
صديقي (مراد) اخبرني اين ابنتي وما مصيرها ولماذا يحدث كل ذلك ثم افعل بي ما تشاء .
نظر إلي بنظرة تطل منها نيران الجحيم ثم قال بصوته العميق :
انا استطيع ان افعل بك ما اشاء وقتما أريد أيها الفاني القذر
انا لست (مراد) ولست صديقك
الا تري هيئتي ايها الفاني ما كان مراد الا غلاف بشري كان الهدف منه ان تقبل ان تدعوني الي منزلك .
اتعرف ايها الفاني هذه هي معركتي الاولي والاخيرة.
ثم سانتهي هنا في عالمكم ولن اعود مرة ثانية للامتزاج بالسيد ولكني انوي ان اريك من العذاب ما ستتمني معه الموت الف الف مرة ولكني سارضي ذلك الفضول البشري بداخلك
ابنتك هناك في قبضة اعداء السيد
هناك حيث لايوجد ظلام
انها حيث تبدا الابدية
خلف بوابات العدم
لست افهم شيء ولا اعرف معني كلامك أرجوك اخبرني المزيد
كانت الاضطرابات تزداد بداخل ذلك الكائن دالة علي أن النهاية قريبة كان يتساءل بداخله لماذا يضيع الوقت ولماذا يجيب علي أسئلة هذا الفاني .
يبدوا أن اللحظات الأخيرة تؤثر في جزيئاته التي لاتنتمي لهذا العالم البشري .
وانطلقت الكلمات الغاضبة من داخله لم يعد هناك وقت .
لم يعد هناك وقت ,
وسيحقق انتقامه الشخصي
كانت الاضطرابات تتعالي بداخله معلنة أن النهاية قادمة في أي لحظة .
رفع عينيه المشتعلتين إلي (حلمي ) ومد يده الذي برز منها لسان لهب متقد وقال ل (حلمي)
أيها الفاني الآن تتذوق طعم انتقامي .
واندفع لسان اللهب كالافعي ليخترق زراع (حلمي) الأيسر ليطلق حلمي صرخة الم مريعة وعنيفة .
صرخة تشبه من تنتزع من جسده الحياة
اشتعلت ابتسامة ذلك الكائن الشيطاني حينما سمع صرخة الألم التي أطلقها (حلمي) ونظر له واخذ يتأمل دموعه الهابطة علي وجنتيه وأنينه المرتفع .
وقال والشرر يتطاير من جسده دليلا علي بداية النهاية
ما رأيك هل تريد المزيد
وانطلقت ضحكة نارية عالية وتلوي لسان اللهب وهو يقترب من جسد حلمي ليبدا رقصته المخيفة
وانقض اللهب
وانطلقت صرخة حلمي تزلزل الجدران
وتعلن بداية عهد الألم
واستمر الأنين
*****************
عالم النور
النور الصافي
النور المبهر
حيث لا ظلال ولا زمن
كانت هناك
وان كانت لا تدري ما هو هذا الهناك
(شهد) ممددة علي سرير من نور يحيطها عالم كامل من النور
نور له قوام وملمس
نور له رائحة الأمل
حاولت أن ترفع رأسها لتنظر حولها لتتفقد هذا العالم النوراني العجيب
واخذت تتسائل بداخلها
هل ماتت ودخلت الجنة
اكيد هي ليست بالجنة
فهي تشعر بالام عنيفة في جميع اجزاء جسدها
حاولت مرة ثانية ان ترفع راسها علها تري أي شئ يزيل
هذا الغموض المحيط بها
حاولت
وحاولت
وحاولت
حتى هاجمها الألم وأخذها إلي مكان لم يراه هذا العالم من قبل
إلي عالم الغيبوبة
والظلام
*********
|