كاتب الموضوع :
AMRRRR
المنتدى :
الارشيف
الفصل الثاني
عشرون عاما مضت وما زالت الصرخة تدوي في أذني ورغم عدم إيماني بما قاله (مراد ) بخصوص ابنتي إلا أنني كنت علي يقين من أن هناك خطر ما لا ادري كنهه .
اندفعت كالمجنون نحو غرفة ابنتي يكبلني الظلام الدامس والخوف الشديد .
كانت الصرخات قد دوت مرة واحدة ثم توقفت .
أخذت اصرخ باسم ابنتي (شهد ) (شهد) أين أنتي................ أين أنتي ولا من مجيب .
لقد اختفت ابنتي من غرفتها بل من شقتنا كلها .
أخذت اصرخ كالمجنون وتوجهت نحو المطبخ وأحضرت شمعة وأشعلتها وهالني ما رأيت علي ضوء الشمعة لقد كان شيئا رهيبا .
ضوء احمر رهيب يحيط بمصدر الضوء يكاد أن يشع من كل الموجودات التي يسقط عليها ضوء الشمعة .
أصبحت أري كل شئ حولي دمويا .
انهارت أعصابي وأنا أواصل البحث ولا أجد دليل واحد علي وجودها
إذن من أين أتت الصرخة .
يا الهي يا الهي ساعدني .
(مراد )........................
قفزت في عقلي صورة مراد فاندفعت خارجا من الشقة واصطدمت بالأثاث المتناثر عدة مرات قبل أن اسقط علي وجهي ثم أقف مرة ثانية مستندا علي باب الشقة واندفع إلي الممر .
وفي أخر الممر رايته هناك .
لم يكن كما رايته من قبل كان مختلفا .
يا الهي لقد كانت عيناه......................عيناه تشتعل بضوء احمر عنيف لم أكن اعرف أن كان الضوء يخرج من داخل تجويف العين أم هو انعكاس لذلك الضوء الأحمر الذي اخذ يتماوج في قلب الظلام مكونا ما يشبه السيلويت الخارجي لكائن ما يشبه الإنسان مع اختلاف شكل الرأس والذي يحتوي علي قرنين فيما يشبه الرسم القديم للشيطان في الكتب القديمة .
تجاهلت ألاعيب الضوء التي تحدث خلفي واندفعت نحو مراد وقبضت علي رقبته بكلتي يدي وأنا اسأله بغضب يكفي لإحراقه حيا .
أين ابنتي أيها الوغد ؟
أين هي ؟
دفعني إلي الخلف فارتطمت بالحائط الجانبي بعنف شديد ألام كل عظام جسمي .
ولكني تجاهلت الألم وانتصبت واقفا علي قدماي واندفعت نحوه صارخا من جديد .
ابنتي أيها الوحش .
دفعني من جديد لارتطم بالجدار بقوة شديدة فسقطت وأحسست كان شاحنة صدمتني .
فتطلعت إليه برجاء ورفعت إليه يدي متوسلا وأنا ابكي ودموعي تتساقط علي الأرض ابنتي ابنتيييييييييييييي .
زام من بين شفتيه ثم أطلق ضحكة مريعة و إلتمعت عينيه بالبريق الأحمر المخيف .
ثم تحركت شفتاه بصوت عميق وكأنه يأتي من قبر عميق أو من قلب الجحيم .
ابنتك الآن في مملكة السيد .
ذهبت ولن تعود .
انها هناك .
حيث لا يعود احد .
ازدردت لعابي ثم قلت له بلهجة متضرعة :
أرجوك يا (مراد) ....................أرجوك .
دعك من هذا الكلام العجيب واخبرني أين ابنتي استحلفك بالله أن تخبرني أين هي ؟
وما أن ذكرت اسم الله أمامه حتي انتفض جسده وتراجع للخلف و ارتطم بالحائط بشدة وزاغت عيناه وأخذت تتماوج بين الأحمر والأسود واخذ يصرخ وكأنه يصطلي في نار الجحيم .
واشتعلت النيران في ذلك السلويت الذي يحمل صورة الشيطان وتلاشي الضوء الأحمر وساد الظلام .
ثم سمعت صوت ارتطام جسد بالأرض وصوت أنين مرتفع .
وفي نفس اللحظة دوي الاذان من المسجد القريب .
وعاد النور فجاة .
وانهار جسدي مرة واحدة وسقطت فاقد الوعي بداخلي سؤال يتردد
اين ابنتي ؟
اين اختفت ؟
******************************
في عالم ليس له وجود .
وزمان خارج حدود زماننا المعروف .
حيث لا ارض ولا سماء .
حيث لا شمس ولا قمر .
هناك .....................
حيث الظلام له اليد العليا .
والبرد هو الطاغية الكبير .
كانت تلك المخلوقات تسبح في اللا مكان في عالمها الذي يختلف عن عالمنا في كل قواعده الفيزيائية .
كانت المخلوقات تسبح حول كيان اسود شرير كما تسبح الالكترونات حول نواة الذرة .
لم يكن هناك زمان يمر .
ولم تكن هناك لغة محددة .
عالم يوجد في اللاوجود .
المشاعر تتدافع كالموجات في اللا مكان .
وفي لحظة ما .
توقفت تلك الكائنات عن السباحة .
ساد سكون عجيب وكأنك تنظر إلي صورة ثابتة .
ثم نبض ذلك الكيان .
ونبض .
ونبض.
ثم توهج بعنف وخرجت منه احد تلك الكائنات الشيطانية الملامح .
والتي انطلقت نحو ثغرة تشتعل بالنيران .
زاد توهجها مع زيادة توهج ذلك الكيان الأسود الشرير .
ثم اندفع منها لسان من النار احتوي ذلك السلويت الشيطاني .
سرعان ما تلاشي وخبي خلفه التوهج .
وتوقفت نبضات ذلك الكيان الأسود الشرير .
وعادت الكائنات تسبح بهدوء .
فسفيرها الي عالم البشر .
قد مر بسلام .
لتنفيذ مهمته.
الشيطانية .
***********************
|