كاتب الموضوع :
saleee
المنتدى :
رجل المستحيل
معاً
اقتربت والدة مني توفيق في هدوء نحو ابنتها التي جلست واجمة ساهمة دامعة العين في شرفة منزلها وقد شرد بصرها بعيداً وبتت الأم علي كتف ابنتها وهمست في حنان :
ألم يحن الوقت بعد للتخلي عن كل هذا القدر من الحزن يا بنيتي ؟
سالت دمعة صامتة من عيني مني وهي تغمغم :
هل تظنين العمر يكفي يا أماه لأنسي رجلاً مثل أدهم صبري ؟
شعرت الأم بيد باردة تعتصر قلبها وهو تغمغم :
لن أنساه أبداً يا بنيتي ولكنني أتحدث عنك ..عن شحوبك وذبولك ونحولك منذ دخل هو السجن الحربي و...
قاطعتها مني في ألم :
كفي يا أماه .!!
أطرقت الأم في حزن وحاولت أن تفتح شفتيها لتنطق بكلمة أخري لتعزية ابنتها لولا أن ارتفع رنين جرس الباب فعادت تربت علي كتف مني في حنان قبل أن تذهب لإجابة الطارق .
مضت لحظات قصار قبل أن تعود الأم لاهثة إلي ابنتها وتهتف في انفعال عجيب :
مني ...لن تصدقي ...إنه ..إنه ....
انتفض جسد مني في مقعدها حينما سمعت صوتاً هادئاً يفيض بالحنان يقول :
إنه أنا يا مني .
قفزت مني ووقفت تحدق بذهول في وجه أدهم الذي بدا شديد الوسامة في حلته الأنيقة ورباط عنقه المعقود في مهارة وابتسامته العذبة الجذابة ..
لم تكن هناك لمحة واحدة في مظهره توحي بأنه رجل غادر السجن تواً بل بدا كممثل سينمائي في أبهي حلله بعد فوزه بجائزة الأوسكار ..
انتفض جسد مني مرة أخري وانهمرت دموع الفرح من عينيها غزيرة وهي تهتف في سعادة غامرة :
أدهم ؟!!
كادت تلقي نفسها بين ذراعيه ولكنه التقط كفها وضغطها في راحته بحنان ورقة وهو يتطلع إلي عينيها ويقول في ود شديد :
ها نحن أولاء معاً مرة أخري يا عزيزتي مني لم ينجح شئ في تفريقنا .
هتفت مني في مزيج من الدهشة والفرح :
أدهم كيف خرجت من السجن؟هل هربت ؟
ابتسم وهوي يقول متهكماً :
لقد راودتني الفكرة بالفعل عندما اشتعل لهيب شوقي لرؤيتك ولكنهم لم يمنحوني الفرصة وأسرعوا يطلقون سراحي .
هتفت الأم في فرح :
سأعد لكما كوبين من الشراب الحلو احتفالاً بالمناسبة
أسرعت الأم تغادرالشرفة في حين مالت مني نحو أدهم وسألته في قلق:
اصدقني القول ..هل أطلقوا سراحك حقاً ؟
ابتسم وهو يقول :
نعم يا عزيزتي ..لقد فعلوا .
سألته في لهفة :
كيف ؟...... أعني لماذا ؟..أعني ....
قاطعها في حنان :
سأخبرك بكل شيء في الطائرة يا منى ... وأسرعي , فالوقت أمامنا قصير للغاية .
هتفت في دهشة :
الطائرة ؟!... ألم تفر حقا ؟
أطلق ضحكة مرحة وقال :
بل سنسافر على نفقة الدولة يا عزيزتي فيبدو أنهم قرروا منحي فرصة للانتحار بدلا من تركي في زنزانة رطبة عشر سنوات .
هتفت منى في سعادة :
هل تعني أنها ........ ؟
قاطعها في هدوء :
نعم يا منى .. إنها مهمة جديدة .
ثم أردف في سخرية :
ولكنها لا تحمل أي طابع رسمي هذه المرة ... إنها مهمة خاصة ...خاصة جداُ.
*********************************************
|