كاتب الموضوع :
احلى وردة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل التاسع..
استيقظت مشوشة التفكير..فتحت عينيها ببطء..ناظره حولها باستغراب..تفوهت..انا هنا إذن..كيف خرجت من القصر في ساعة متأخرة من الليل..ما هذا الجنون الذي أصابني فجأة...؟!!,اين كان عقلي بذاك الوقت..أم انني كنت بغيبوبة الا وعي دون علمي..تبا لذاك اليوم المشؤوم الذي جعلني هكذا..أريد ان الراحة..أريد النوم كما ينامون البشر براحة ..دون احلام مزعجة..بهدوء وابتسامة تنير وجههم..أظن انني لا أستحق هذا..لان قدري كتب لي هذه الحياة..سأخرج من هنا لأستنشق هواء نقي..أرتدت ملابسها..وخرجت من القصر لتتنزه بالحديقة الخضراء الساحرة..تمشي خطوة والعصافير تغرد..تقف والازهار تتفتح..تعود الى الوراء والورود تنشر عطرها على الكون..تذكرت لعبتها هذه المفضلة لديها منذ صغرها وحتى الان..وهي لعبة الخطوات..لكن تعلمت شيئا جديدا..وهو..بخطوة اما تحقق النجاح..او الفشل..سارت بهدوء..مستمتعه بأشعة الشمس المشرقة..بزقزقة العصافير..برائحة الورود العطرة..وبعد فترة قصيرة..خرجت مبتسمة..لكن ابتسامتها قتلت حين دخلت القصر ووجدت زوجة أبيها تنتظرها كالعادة بابتسامة خبيثة وماكرة..ألقت عليها تحية..وخطت خطوة واحدة تريد الصعود الى غرفتها..لكن أوقفتها بقولها..: جلنار بشأن العمل لن تعملي بالقصر لك هذا..لكن مقابل هذا أريد ان أرى وجهك..بخبث..لآنك تختبئين وراء خمارك..وهذا يدل على شيئين اما انتي قبيحة او مشوهه..أليس كذلك.., جلنار بهدوء: لا..هذا شأني..وانا لن أريك وجهي..أقتربت زوجة ابيها تريد نزع خمار جلنار..فأوقفتها يد جلنار ومنعتها..وتفوهت..: يدك هذه لا تقومي بمدها مرة ثانية والا سأريك الايام جحيما وأنا صادقة بقولي..أتسمعين..لا تظني انك تستطيعين سيطرة علي..أحذرك..أن حاولت اعتراض طريقي مرة أخرى..سترين شيئا لم تريه بماضيك الحقير..ولا بحاضرك الجميل..فهمتي ما قلته..تركتها جلنار..وصعدت مسرعة مغلقة الباب بقوة كادت تحطم الجدران... وعند زوجة ابيها وجهها محتقن وغاضب..وبداخلها قلب يشتعل من القهر والمذلة التي لم تكن لها دخل بسببها
بل والدتها التي شوهت سمعت عائلتها بخروجها كل يوم مع رجل وهي متزوجه ولديها ابناء فاكتشف زوجها ذلك وعلم بخيانة زوجته وقام بتطليقها وبقي هذا الحدث بصمة سوداء بماضيها وسبب والدتها...
التقطت جلنار حقيبتها ومفاتيحها..خرجت من القصر بداخلها غضب..لن يوقفه شيء..قادت سيارتها مسرعة..
تسابق زمنها..نفسها وغضبها..توقفت عند مكان جميل جدا..مكان يحتضن هموم البشر وأحزانهم..مكان عميق..لكنه احيانا يغدرك ..ويبتلعك..ان لم تكن قبطانا ماهرا أو سباحا متفوقا ستغرق..توقفت أمام البحر وضاعت الابجديات والكلمات من جلنار...
الشمس مشرقة بأشعتها الذهبية..والنسمات عليلة..تدخل الى القلوب بروعة..تنظر جلنار الى البحر بغموض..أنهمها متشابهان تماما..جلنار غامضة والبحر غامض ..لكن مختلفان بشيء جلنار لا تغدر والبحر يغدر ببراعة..بداخلها تفوهت..يا بحر الغموض..بداخلك قصص عجيبة..حكايات غريبة..أسرار مخفية..لكن هل ستحتمل أن تسمع قصتي المريرة..أظن لا..كما علمت انه يوجد بشر بلا ضمير..يوجد بحر كبير لا يتسع هموم جلنار...لاني هكذا..نتجت من صنع الحياة..غدر الزمن..قسوة وظلم البشر..انا لست انا..ولا جلنار هي جلنار..لكن تأكد يا بحري سأعود كما كنت بعد ان انهي انتقامي...حينها سأنزع قيود كبلت بها نفسي..سأنزع حزني وألمي..وسأنسى ذكرياتي والماضي..سأنسى كل شيء وسأفتح صفحة جديدة مع الحياة...وداعا يا بحري الجميل..سأعود لك بوقت أخر..لنكمل حوارنا معا..قادت سيارتها مبتعده عن البحر ..بهدوء.....
وبأثناء قيادتها تذكرت وردة..وتذكرت انها خططت لتخرج أهلها من ذاك المكان المتهاوي..القابل لسقوط..امسكت هاتفها..وضغطت زر الاتصال..جلنار: هل أصبح كل شيء جاهز وكما أردته..؟, المجهول: نعم يا سيدتي..المكان جاهز وكما طلبتي لا ينقصه شيء..جلنار: شكرا ..وأغلقت الخط..اتجهت نحو منزل وردة..وصلت..وخرجت من سيارتها..قرعت الباب..ففتحت وردة الباب واستقبلتها بابتسامة سعيدة..وردة: اشتقت لك كثيرا..خفت كثيرا أنك قد نسيتنا..جلنار بابتسامة: لا لم انساكم..اين والدتك..؟؟,وردة: بالداخل ..تفضلي..ألقت التحية على والدة وردة..جلنار: كيف أنت اليوم يا أمي..؟؟,والدة وردة بابتسامة حنونه: االحمد لله ..بخير..أريد شكرك على كل شيء فعلته.. جلنار: لا تشكريني على أي شيء..فهذا أقل شيء أفعله..جئت اليوم ..لآسألك..لو أتيحت الفرصة لآن تخرجي من هذا المكان فهل ستخرجين..مع ابنائك..؟؟,والدة وردة بتردد: لماذا يا ابنتي هذا السؤال...؟,جلنار: لآني يا أمي قد اشتريت لكم شقة جميلة بحي رائع..وأريدكم..أن تسكنوا بها..تفاجئت وردة..ووالدتها بهذا العرض المغري..والدة وردة : لكن يا ابنتي كيف نسكن بتلك الشقة ونحن لم ندفع ثمنها نحن لا نستطيع..ووردة أنهت دراستها المدرسية ولم تجد عمل..
جلنار: لا عليك يا أمي..وردة وجدت لها عمل في شركة والدي..اذن ماذا قررتم..؟, وردة وافقت بسعادة:أخيرا سأصبح كأي فتاة أخرى تسكن بمكان مريح..ولديها عمل..أمي من أجلي ان توافقي..لم تتعبي من هذا المكان..انا تعبت منه..وافقت والدتها لآجل وردة..وطلبت جلنار حزم جميع الامتعة..وتجهيز الصغار..بعد انقضاء الوقت..انطلقوا جميعا راحلين عن ذاك المكان مغلقين بابه وذكرياته ولحظاته..متطلعين لآيام أجمل من التي مضت..
وصلوا الى ذاك المكان فرحين..بعيونهم تقبع الدهشة والذهول..ينظرون الى جميع الاشياء بفرح وسعادة..فتحوا الباب..وحثتهم جلنار على الدخول..دخلوا مسرورين..ينظرون الى الغرف الى الاثاث بسعادة..جلنار بتساؤل: ما رأيكم..؟.., وردة بابتسامة سعيدة: رائعة..لا أعلم ماذا أقول لك..لآن كلمات ضاعت مني..ففي هذا الزمن لا يوجد شيء لله..بل لمصلحة يريدها المرء..جلنار: صحيح يا وردة لكن تذكري دائما مادام هناك بشر شريرون..هناك بشر يحبون الخير..والدة وردة:لا يسعني الا ان أدعو لك بالتوفيق دائما يا ابنتي..وبعدها قامت باحتضان جلنار بحنان افتقدته جلنار كثيرا ..كادت جلنار تبكي..لكن تماسكت ..ودعتهم..وتمنت لهم يوم سعيد وليلة هنيئة..
رحلت..جلنار بداخلها عواطف عدة مشاعر متداخله..شجون..فوضى..ذكريات ..حنين الى أطياف الماضي..قادت..بهدوء..وبدقات قلب متسارعه..لا تعرف الهدوء..باللحظة واحدة أعادت ما تحاول نسيانه..لكن هل ستنسى..؟, تفوهت جلنار:أريد أن أبكي..تبا لدموعي..اذا كانت دموعي لن تريح قلبي ماذا اذن سيريحه..تبا لكل شيء..كرهت هذا الزمن..كرهت ثوانيه ودقائقه..كرهت تباطؤه وتسرعه..هو متهور دائما..يقودني دائما الى حافة الهاوية..سأكمل انتقامي أكثر وأكثر..ضحكت بجنون..كم اتشوق لرؤية دمائكم على يداي..وأكملت ضحكاتها بجنون..يكاد المرء يفقد عقله منه..اكملت مسيرها بنفس الجنون..ولا أعلم اين سيقودها ذاك الجنون....
.................................................
والباقي يتبع..
|